إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

جانب من خطبة الجمعة في سيدني بتاريخ 24 شهر رمضان 1434

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • from_au
    عضو نشيط
    • 29-08-2011
    • 131

    جانب من خطبة الجمعة في سيدني بتاريخ 24 شهر رمضان 1434

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد و آل محمد الائمة و المهديين و سلم تسليما كثيرا

    الخطبة الاولى
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمدلله ربّ العالمين و صلّى الله على محمدٍ و آله الطيبين الطاهرين الائمة و المهديين و سلم تسليماً كثيرا.
    الحمد لله مالك الملك، مجري الفلك مسخر الرياح، فالق الإصباح، ديان الدين، رب العالمين، الحمد لله الذي من خشيته ترعد السماء وسكانها وترجف الأرض وعمارها، وتموج البحار ومن يسبح في غمراتها.
    اللهم صل على محمد وآل محمد، الفلك الجارية في اللجج الغامرة، يأمن من ركبها، ويغرق من تركها، المتقدم لهم مارق، والمتأخر عنهم زاهق، واللازم لهم لاحق.
    (إِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خالِقٌ بَشَراً مِنْ طين* فَإِذا سَوَّيْتُهُ وَ نَفَخْتُ فيهِ مِنْ رُوحي‏ فَقَعُوا لَهُ ساجِدين* فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُون* إِلاَّ إِبْليسَ اسْتَكْبَرَ وَ كانَ مِنَ الْكافِرين* قالَ يا إِبْليسُ ما مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعالين)
    خلق الله سبحانه وتعالى آدم (ع) وأمر الملائكة بالسجود له، فكان هذا السجود اعترافاً عملياً بأفضلية آدم (ع) على الملائكة قدمته هذه الكيانات القدسية بما يناسب شأنها وعالمها، ولم يكن هذا السجود لجسد آدم (ع) إنما كان لروحه و حقيقته, بل كام من خلاله للحقيقة المحمدية و الإنسان الكامل و الحجاب الأقرب, و من خلاله توجه إلى الحي الذي لا يموت, فلم يأمرهم سبحانه بالسجود إلّا بعد أن يفيض الصورة المثالية على مادة آدم (ع) و ينفخ فيه من روحه سبحانه, روي في الحديث عن النبي (ص) ما معناه: (إن الله خلق آدم على صورته), أي إن آدم (ع) أو الانسان قابل لتحصيل الكمالات الإلهية بأقصى ما يمكن للممكن, أو قل المخلوق و إن لم يصل آدم (ع) إلى القاب قوسين أو أدنى, فقد وصل من ذريته المصطفى المصفّى محمد (ص) و التفت إبليس (لعنه الله) إلى شيء من هذه الحقيقة, لكنّه تمرد و لم يسجد مع الملائكة و أخلد إلى الارض, فنظر إلى مادة آدم (ع) التي خلق منها جسمه و قاسها بالطاقة أو النار التي خلق منها, فاستنبط أنّ الطاقة أشرف من المادة, و تغافل عن حقيقة آدم (ع) و قربه من الله.
    فسقط إبليس في الهاوية مع علمه الواسع و عبادته الطويلة؛ لأنه لم يكن عابداً مخلصاً لله, بل كان عابداً مخلصاً لنفسه, و كان يطلب العلو و الإرتفاع بعبادته فحسب.
    و من هنا كان الإمتحان بالسجود لآدم (ع) طامة كبرى بالنسبة له, و صاعقة سقطت على أم رأسه و حسد آدم (ع), فلو مثلته لعقلك لوجدته في ذلك الوقت يقول: أبعد كل هذه المدة في العبادة يخلق الله عبداً خيراً مني حال خلقه و عند نطقه؟ فيعلوا و يرتفع لتُمسي الملائكة دون درجته.
    فكان هذا الحجاب يمنعه من النظر إلى حقيقة آدم, و يدفعه إلى البحث عن عذر لامتناعه عن السجود يقنع به نفسه, و يجادل به ربه.
    و في هذه عبرة يا مؤمنين لا يغرنا إيماننا و عملنا في هذه الدعوة الإلهية و إلا سيأتي من الناس من يؤمن بهذه الدعوة و يكون أفضل منا عند الله و يصبح مفترض الطاعة بأمر القائم (ع) و ما علينا إلا التسليم.
    و لم يكن ردّ الله على إبليس إلا بالطرد و اللعن, لأنه من الذين جحدوا بها و استيقنتها أنفسهم ظلماً و علواً, قال تعالى: (تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذينَ لا يُريدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَ لا فَساداً وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقين)
    و يوم الوقت المعلوم هو يوم قيام الإمام المهدي (ع) كما جاء في الرواية ( الوقت المعلوم يوم يقوم القائم, فإذا بعثه الله كان في مسجد الكوفة, و جاء إبليس حتى بجثوا على ركبتيه فيقول ويلاه من هذا اليوم, فيأخذ بناصيته فيضرب عنقه, فذلك يوم الوقت المعلوم منتهى أجله)
    فإذا كان إبليس يعمل 100% لإغواء الناس فالآن يعمل مليون بالمائة و كل عمله مع الأنصار المؤمنين بهذه الدعوة فعلينا أن نحذر و ننظر إلى أعمالنا و كلامنا ببصيرة لعله فيه ما يرضي إبليس أو وسوسة إبليس, لذلك علينا أن نرى الله في كل شيء و قبل كل شيء و بعد كل شيء؛ أي هل هذا العمل أو الكلام ألذي أريد أن اعمله أو أنطق به هل هو يرضي الله, أم يرضي إبليس (لعنه الله).
    هذه هي قصة إبليس العالم العابد الذي سقط في الهاوية, و ارداه تكبره في الحامية. و إن فيها لعبرة لمعتبر و ذكرى لمذّكر, و أين هم المعتبرون و المتذكرون؟
    قال أميرالمؤمنين (ع): (فَاعْتَبِرُوا بِمَا كَانَ‏ مِنْ فِعْلِ اللَّهِ بِإِبْلِيسَ إِذْ أَحْبَطَ عَمَلَهُ الطَّوِيلَ وَ جَهْدَهُ الْجَهِيدَ وَ كَانَ قَدْ عَبَدَ اللَّهَ سِتَّةَ آلَافِ سَنَةٍ لَا يُدْرَى أَ مِنْ سِنِي الدُّنْيَا أَمْ مِنْ سِنِي الْآخِرَةِ عَنْ كِبْرِ سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ فَمَنْ ذَا بَعْدَ إِبْلِيسَ يَسْلَمُ عَلَى اللَّهِ بِمِثْلِ مَعْصِيَتِهِ كَلَّا مَا كَانَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ لِيُدْخِلَ الْجَنَّةَ بَشَراً بِأَمْرٍ أَخْرَجَ بِهِ مِنْهَا مَلَكاً إِنَّ حُكْمَهُ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ وَ أَهْلِ الْأَرْضِ لَوَاحِدٌ وَ مَا بَيْنَ اللَّهِ وَ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ هَوَادَةٌ فِي إِبَاحَةِ حِمًى حَرَّمَهُ عَلَى الْعَالَمِين‏.
    فَاحْذَرُوا عِبَادَ اللَّهِ عَدُوَّ اللَّهِ أَنْ يُعْدِيَكُمْ بِدَائِهِ وَ أَنْ يَسْتَفِزَّكُمْ بِنِدَائِهِ وَ أَنْ يُجْلِبَ عَلَيْكُمْ بِخَيْلِهِ وَ رَجِلِهِ فَلَعَمْرِي لَقَدْ فَوَّقَ لَكُمْ سَهْمَ الْوَعِيدِ وَ أَغْرَقَ إِلَيْكُمْ بِالنَّزْعِ الشَّدِيدِ وَ رَمَاكُمْ مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ فَقَالَ‏ رَبِّ بِما أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ‏ ... وَ اسْتَعِيذُوا بِاللَّهِ مِنْ لَوَاقِحِ الْكِبْرِ كَمَا تَسْتَعِيذُونَهُ مِنْ طَوَارِقِ الدَّهْرِ فَلَوْ رَخَّصَ اللَّهُ فِي الْكِبْرِ لِأَحَدٍ مِنْ عِبَادِهِ لَرَخَّصَ فِيهِ لِخَاصَّةِ أَنْبِيَائِهِ وَ رُسُلِهِ‏ وَ لَكِنَّهُ سُبْحَانَهُ كَرَّهَ إِلَيْهِمُ التَّكَابُرَ وَ رَضِيَ لَهُمُ التَّوَاضُعَ فَأَلْصَقُوا بِالْأَرْضِ خُدُودَهُمْ وَ عَفَّرُوا فِي التُّرَابِ وُجُوهَهُمْ وَ خَفَضُوا أَجْنِحَتَهُمْ لِلْمُؤْمِنِينَ وَ كَانُوا أَقْوَاماً مُسْتَضْعَفِينَ قَدِ اخْتَبَرَهُمُ اللَّهُ‏ بِالْمَخْمَصَةِ وَ ابْتَلَاهُمْ بِالْمَجْهَدَةِ وَ امْتَحَنَهُمْ بِالْمَخَاوِفِ وَ مَخَضَهُمْ بِالْمَكَارِه‏...
    وَ لَقَدْ دَخَلَ مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ وَ مَعَهُ أَخُوهُ هَارُونُ ع عَلَى فِرْعَوْنَ وَ عَلَيْهِمَا مَدَارِعُ الصُّوفِ وَ بِأَيْدِيهِمَا الْعِصِيُّ فَشَرَطَا لَهُ إِنْ أَسْلَمَ بَقَاءَ مُلْكِهِ وَ دَوَامَ عِزِّهِ فَقَالَ أَ لَا تَعْجَبُونَ مِنْ هَذَيْنِ يَشْرِطَانِ لِي دَوَامَ الْعِزِّ وَ بَقَاءَ الْمُلْك‏ وَ هُمَا بِمَا تَرَوْنَ مِنْ حَالِ الْفَقْرِ وَ الذُّلِّ فَهَلَّا أُلْقِيَ عَلَيْهِمَا أَسَاوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ إِعْظَاماً لِلذَّهَبِ وَ جَمْعِهِ وَ احْتِقَاراً لِلصُّوفِ وَ لُبْسِهِ وَ لَوْ أَرَادَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ بِأَنْبِيَائِهِ حَيْثُ بَعَثَهُمْ أَنْ يَفْتَحَ لَهُمْ كُنُوزَ الذِّهْبَانِ وَ مَعَادِنَ الْعِقْيَانِ وَ مَغَارِسَ الْجِنَانِ وَ أَنْ يَحْشُرَ مَعَهُمْ طَيْرَ السَّمَاءِ وَ وُحُوشَ الْأَرْضِ لَفَعَلَ وَ لَوْ فَعَلَ لَسَقَطَ الْبَلَاءُ وَ بَطَلَ الْجَزَاءُ وَ اضْمَحَلَّ الْأَنْبَاءُ وَ لَمَا وَجَبَ لِلْمُقَابِلِينَ أُجُورُ الْمُبْتَلَيْنَ‏ وَ لَا اسْتَحَقَّ الْمُؤْمِنُونَ ثَوَابَ الْمُحْسِنِينَ وَ لَا لَزِمَتِ الْأَسْمَاءُ مَعَانِيَهَا وَ لَكِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ جَعَلَ رُسُلَهُ أُولِي قُوَّةٍ فِي عَزَائِمِهِمْ وَ ضَعَفَةً فِيمَا تَرَى الْأَعْيُنُ مِنْ حَالاتِهِمْ مَعَ قَنَاعَةٍ تَمْلَأُ الْقُلُوبَ وَ الْعُيُونَ غِنًى وَ خَصَاصَةٍ تَمْلَأُ الْأَبْصَارَ وَ الْأَسْمَاعَ أَذًى وَ لَوْ كَانَتِ الْأَنْبِيَاءُ ع أَهْلَ قُوَّةٍ لَا تُرَامُ وَ عِزَّةٍ لَا تُضَامُ وَ مُلْكٍ تَمْتَدُّ نَحْوَهُ أَعْنَاقُ الرِّجَالِ وَ تُشَدُّ إِلَيْهِ عُقَدُ الرِّحَالِ لَكَانَ ذَلِكَ أَهْوَنَ عَلَى الْخَلْقِ فِي الِاعْتِبَارِ وَ أَبْعَدَ لَهُمْ فِي الِاسْتِكْبَارِ وَ لَآمَنُوا عَنْ رَهْبَةٍ قَاهِرَةٍ لَهُمْ أَوْ رَغْبَةٍ مَائِلَةٍ بِهِمْ فَكَانَتِ النِّيَّاتُ مُشْتَرَكَةً وَ الْحَسَنَاتُ مُقْتَسَمَةً وَ لَكِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ الِاتِّبَاعُ لِرُسُلِهِ وَ التَّصْدِيقُ بِكُتُبِهِ وَ الْخُشُوعُ لِوَجْهِهِ وَ الِاسْتِكَانَةُ لِأَمْرِهِ وَ الِاسْتِسْلَامُ لِطَاعَتِهِ أُمُوراً لَهُ خَاصَّةً لَا يَشُوبُهَا مِنْ غَيْرِهَا شَائِبَةٌ وَ كُلَّمَا كَانَتِ الْبَلْوَى وَ الِاخْتِبَارُ أَعْظَمَ كَانَتِ الْمَثُوبَةُ وَ الْجَزَاءُ أَجْزَل‏...اللَّهَ اللَّهَ فِي عَاجِلِ الْبَغْيِ وَ آجِلِ وَخَامَةِ الظُّلْمِ وَ سُوءِ عَاقِبَةِ الْكِبْرِ فَإِنَّهَا مَصْيَدَةُ إِبْلِيسَ الْعُظْمَى وَ مَكِيدَتُهُ الْكُبْرَى الَّتِي تُسَاوِرُ قُلُوبَ الرِّجَالِ مُسَاوَرَةَ السُّمُومِ الْقَاتِلَة فَمَا تُكْدِي أَبَداً وَ لَا تُشْوِي أَحَداً لَا عَالِماً لِعِلْمِهِ وَ لَا مُقِلًّا فِي طِمْرِه‏... فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ لَمْ يَلْعَنِ الْقَرْنَ الْمَاضِيَ‏ بَيْنَ أَيْدِيكُمْ إِلَّا لِتَرْكِهِمُ الْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَ النَّهْيَ عَنِ الْمُنْكَرِ فَلَعَنَ السُّفَهَاء لِرُكُوبِ الْمَعَاصِي وَ الْحُلَمَاءَ لِتَرْكِ التَّنَاهِي‏...أَلَا وَ قَدْ قَطَعْتُمْ قَيْدَ الْإِسْلَامِ وَ عَطَّلْتُمْ حُدُودَهُ وَ أَمَتُّمْ أَحْكَامَه‏...وَ إِنِّي لَمِنْ قَوْمٍ لَا تَأْخُذُهُمْ فِي اللَّهِ لَوْمَةُ لَائِمٍ سِيمَاهُمْ سِيمَاءُ الصِّدِّيقِينَ وَ كَلَامُهُمْ كَلَامُ الْأَبْرَارِ عُمَّارُ اللَّيْلِ وَ مَنَارُ النَّهَارِ مُتَمَسِّكُونَ بِحَبْلِ الْقُرْآنِ يُحْيُونَ سُنَنَ اللَّهِ وَ سُنَنَ رَسُولِهِ ص لَا يَسْتَكْبِرُونَ وَ لَا يَعْلُونَ وَ لَا يَغُلُّونَ وَ لَا يُفْسِدُونَ قُلُوبُهُمْ فِي الْجِنَانِ وَ أَجْسَادُهُمْ فِي الْعَمَل‏.


    الخطبة الثانية
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمدلله ربّ العالمين و صلّى الله على محمدٍ و آله الطيبين الطاهرين الائمة و المهديين و سلم تسليماً كثيرا.
    الحمد لله مالك الملك، مجري الفلك مسخر الرياح، فالق الإصباح، ديان الدين، رب العالمين، الحمد لله الذي من خشيته ترعد السماء وسكانها وترجف الأرض وعمارها، وتموج البحار ومن يسبح في غمراتها. اللهم صلي على محمد النبي...
    رجعة خلفاء الله وشيعتهم
    هذه بعض الروايات في رجعة آل محمد (ع):
    عن جابر بن يزيد عن أبي عبد الله (ع): قال: )إن لعلي (ع) في الأرض كرة مع الحسين ابنه صلوات الله عليهما يقبل برايته حتى ينتقم له من أمية ومعاوية وآل معاوية ومَن شهد حربه، ثم يبعث الله إليهم بأنصاره يومئذ من أهل الكوفة ثلاثين ألفا ومن سائر الناس سبعين ألفا فيلقاهما بصفين مثل المرة الأولى حتى يقتلهم ولا يبقى منهم مخبر، ثم يبعثهم الله عز وجل فيدخلهم أشد عذابه مع فرعون وآل فرعون. ثم كرة أخرى مع رسول الله (ص) حتى يكون خليفة في الأرض وتكون الأئمة (ع) عمّاله وحتى يعبد الله علانية فتكون عبادته علانية في الأرض كما عبد الله سراً في الأرض. ثم قال: إي والله وأضعاف ذلك، ثم عقد بيده أضعافا يعطى الله نبيه (ص) مُلك جميع أهل الدنيا منذ يوم خلق الله الدنيا إلى يوم يفنيها حتى ينجز له موعده في كتابه كما قال: ويظهره على الدين كله ولو كره المشركون.
    وعن جابر عن أبي جعفر (ع) قال: )قال الحسين بن علي عليهما السلام لأصحابه قبل أن يقتل: إن رسول الله (ص) قال لي يا بني، إنك ستساق إلى العراق وهي أرض قد التقى فيها النبيون وأوصياء النبيين وهي أرض تدعى عمورا، وإنك تستشهد بها يستشهد جماعة معك من أصحابك لا يجدون ألم مَس الحديد وتلي: يَا نَارُ كُوني بردا وَسَلَاما عَلَى إبراهيم يكون الحرب بردا وسلاما عليك وعليهم، فأبشروا فو الله لأن قتلونا فإنا نرد على نبينا (ص) ثم أمكث ما شاء الله فأكون أول من تنشق الأرض عنه فأخرجُ خَرجة يوافق ذلك خرجة أمير المؤمنين (ع) وقيام قائمنا (ع) وحياة رسول (ص) ثم لينزلن على وفد من السماء من عند الله عز وجل لم ينزلوا إلى الأرض قط ولينزلن إلى جبرائيل وميكائيل وإسرافيل وجنود من الملائكة ولينزلن محمد وعلي وأنا وأخي وجميع من منَّ الله عليه في حمولات من حمولات الرب خيل بل من نور لم يركبها مخلوق، ثم ليهزن محمد (ص) لواءه وليدفعنه إلى قائمنا (ع) مع سيفه. ثم إنا نمكث بعد ذلك ما شاء الله، ثم إن الله يخرج من مسجد الكوفة عينا من دهن وعينا من لبن وعينا من ماء، ثم إن أمير المؤمنين (ع) يدفع إلي سيف رسول الله (ص) فيبعثني إلى المشرق والمغرب فلا آتي على عدو الله إلا أهرقت دمه ولا أدع صنما إلا أحرقته...)
    وعن هذه الروايات وأمثالها، سئل السيد أحمد الحسن (ع)
    كيف يكون رجوع الأئمة (ع)؟ وهل يرجعون في مقطع زمني واحد ؟
    وهل رجوعهم بنفس الترتيب الذي هم (ع) عليه في هذا العالم من حيث الأبوة والبنوة، مثلا : ورد أن أول من يرجع الإمام الحسين (ع) فهل يرجع بصفته ابن الإمام علي (ع) و أن جده رسول الله (ص) وهكذا؟؟
    وكذا السؤال عن الخلق الراجعين من حيث الأبوة والبنوة والنسب والزوجية والصحبة وما شابه ؟؟
    فأجاب: ]الرجعة عالم آخر مختلف عن هذا العالم الجسماني، وبالتالي تفاصيله مختلفة عن هذا العالم، وبالنسبة للبنوة والأبوة والعلاقات الاجتماعية الحالية فهي من لوازم هذا العالم.
    وفقكم الله، الرجعة امتحان آخر لمن محضوا الايمان ومن محضوا الكفر، ولا يكون هناك معنى للرجعة لو لم تكن امتحانا ، بل لا تكون هناك حكمة فيها لولا أنها امتحان، وقد بيَّنت سابقا علّية كونها امتحانا آخر، وبالتالي فعالم الرجعة عالم آخر لابد أن يُغفل الله من يدخله فيه عن حاله السابق؛ ليدخل الجميع للامتحان بعدالة ويعطوا نفس الفرصة للفوز والخسارة.
    فإذا كان الأمر كذلك، فأي أسماء تسأل عنها وفقك الله ؟ هم أصلاً يغفلون عن حالهم السابق وأنهم كانوا في امتحان سابق ، كما أن الله أغفل الناس في العالم الجسماني عن حالهم السابق في الذر وامتحانهم السابق في الذر: (نَحْنُ قَدَّرْنا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَ ما نَحْنُ بِمَسْبُوقين* عَلى‏ أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثالَكُمْ وَ نُنْشِئَكُمْ في‏ ما لا تَعْلَمُون* وَ لَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولى‏ فَلَوْ لا تَذَكَّرُونَ)
    انتبه إلى قوله تعالى: (وَ نُنْشِئَكُمْ في‏ ما لا تَعْلَمُون* وَ لَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولى‏ فَلَوْ لا تَذَكَّرُونَ) انتبه أن الله تعالى يقول: (وَ نُنْشِئَكُمْ في‏ ما لا تَعْلَمُون) وهذا يكون في الرجعة حيث إن الداخل في ذلك العالم سيكون غافلا عن حاله السابق وداخلا إلى عالم جديد لا يعلمه، وإذا تريدون مثالا لهذا الحال المستقبلي فهناك حدث سابق هو عالم الذر، وقد كنتم فيه وعلمتموه وامتحنكم الله فيه، ولكنكم الآن غافلون عنه تماما ولا تتذكرونه لماذا؟ (وَ لَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولى‏ فَلَوْ لا تَذَكَّرُونَ)
    والجواب: لأن الله أغفلكم عن التذكر لما حجبكم بالأجسام، وهذا الأمر الجميع فيه سواء؛ لأن الله عادل، ولو لم يكن الأمر كذلك للجميع وحتى لخلفاء الله في أرضه، فأيّ فضل لخلفاء الله وهم يفوزون بالامتحان لأن الله لم يغفلهم ؟! نعم، يمكن أن يتذكر الانسان حاله السابق بعد أن يخوض الامتحان ويخلص ويعرف، ولكن لا يمكن أن يكون تعريفه بالحال السابق دون عمل ودون خوض الامتحان؛ لأ ن معنى تعريفه ابتداء هو إلغاء امتحانه وهذا غير عادل؛ لأنه فُضّل ابتداءً على غيره دون عمل، ومخالف للحكمة؛ لأنه دخل للامتحان فكيف يُلغى امتحانه ؟!
    اعلم سددك الله لمعرفة الحق والثبات عليه دائما ، إن كل عالم امتحان لابد أن يدخله الجميع متساوين في القدرة على خوض الامتحان؛ لتتحق عدالة الله سبحانه، فالناس مثلا كلهم مفطورون على معرفة الله، وكلهم غافلون عن حالهم السابق الذي وصلوا إليه ولا يعلمون حالهم الذي سيصلون إليه في هذا العالم، ولهذا فمن يفوز بالسباق كمحمد و آل محمد (ع) له فضل، ومن يخسر كيزيد ومعاوية وأشباههم يستحق العذاب، ولو لم يكن الأمر كذلك لما كان لمحمد (ص) فضل، ولما كان يزيد )لعنه الله( يستحق العذاب؛ لأن الامتحان - باختصار- غير عادل
    وسئل أيضا : هل يرجع الإمام من آل محمد (ع) مرة واحدة في عالم الرجعة، أم يمكن أن يرجع أكثر من مرة كما حصل في هذا العالم لبعض آل محمد (ع)؟
    فأجاب: ]أمره لله سبحانه وتعالى[.
    ثم إن فيض بن أبي شيبة، قال: )سمعت أبا عبد الله (ع) يقول وتلي هذه الآية : (وإذ أخذ الله ميثاق النبيين) الآية؛ قال: ليؤمنن برسول الله (ص) ولينصرن عليا أمير المؤمنين (ع) قال: نعم، والله من لدن آدم (ع) فهلم جرا فلم يبعث الله نبيا ولا رسولا إلا رد جميعهم إلى الدنيا حتى يقاتلوا بين يدي علي بن أبي طالب أمير المؤمنين (ع).
    وفي هذا سُئل السيد أحمد الحسن (ع) هل يرجع الأنبياء بنفس ترتيبهم في هذا العالم ؟ وما معنى أنهم يقاتلون بين يدي علي (ع) هل كلهم في مرحلة واحدة مثلا ؟
    فأجاب: ]القتال بين يدي علي (ع) هو القتال بين يدي الحق الذي جاء به علي، وبين يدي أولاد علي (ع) المعصومين الذين يمثلونه ويمثلون منهجه، وبالتالي فلا مانع أن يأتي الأنبياء على فترات مختلفة في الرجعة، ولا مانع أن يكون بعضهم مع أحد الحجج من آل محمد (ع).
    وسئل أيضا : هل أنصار خلفاء الله يرجعون لنصرة من نصروه في هذا العالم من خلفاء الله، أو يمكن أن ينصروا خليفة آخر في الرجعة ؟
    فقال: ]هو امتحان آخر، وتنظيمه وترتيب الراجعين فيه بيده سبحانه وتعالى، فيمكن أن يرجع الشخص مع نفس الحجة، ويمكن أن يرجع مع حجة آخر.

    خادمكم ابوفاطمة
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎