إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

جانب من صلاة الجمعة في حسينية الكاظمية المقدسة بتاريخ 3 من شهر رمضان سنة 1434 هجري قمري

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • شيخ نعيم الشمري
    عضو جديد
    • 05-03-2013
    • 94

    جانب من صلاة الجمعة في حسينية الكاظمية المقدسة بتاريخ 3 من شهر رمضان سنة 1434 هجري قمري

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين وصلي اللهم على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا
    (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كُتِبَ عَلَى الذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ . ) البقرة - 183- 184
    ما هو الصوم ؟ الصوم هو الامتناع عن المفطرات مع النية.
    وهذا المعنى من الصيام ما ذهب اليه المفسرون ان تكف عن المفطرات من ماكل ومشرب وجماع الى اخره فتجد اليوم حتى الناكر لولاية ال محمد ع يصوم وذلك لانه يظن ان الله محتاج لصيامه او ان الله يريد بذلك عقابه او ان هذا الصوم عن المفطرات هو حقيقة ما اراده الله من العبد كانه نسى او تناسى ان الله لم ينظر الى عالم الاجسام منذ ان خلقه اذا ما هو الهدف من الصوم وما هو حقيقة الصوم
    فحقيقة الصيام هو الصوم عن الانا والغاء وجود الانسان امام امر الله سبحانه وهذا ما بينه رسول الله ص في حديثه حيث قال
    قال رسول الله ص "قال الله تبارك وتعالى: الصوم لي وأنا أجزي به،
    سؤال/ 13: ما معنى الحديث القدسي: (الصوم لي وأنا اجزي به) الكافي : ج4 ص63 ح6.
    الجواب: قراءة (أجزي به) خاطئة، فهو سبحانه وتعالى يجازي العباد على كل العبادات، ولا خصوصية للصوم بحسب هذه القراءة الخاطئة.
    والقراءة الصحيحة هي: (أُجزى به) أي بضم الهمزة وبالألف المقصورة والمراد بالصوم هو صوم مريم وزيادة ﴿إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلمَ الْيَوْمَ إِنْسِيّاً﴾ (مريم : 26 انتهى كلام الامام احمد الحسن ع
    اقول لو تدبرنا قصة مريم ع وكيف الغت وجودها امام امر الله سبحانه فمريم ع كانت منبوذه عند علماء اليهود في ذلك الوقت لانهم يعلمون انها افضل منهم علما وخلقا ومنطقا فحسدوها وحاولوا بكل طريقة الايقاع بمريم ع لتشويه سمعتها وجاء الامر الالهي لمريم ع ان تنتبذ مكانا شرقيا

    وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا )والقصة واضحة في كتاب الله لكن البلاء العظيم والاختبار الالهي الذي جرى على مريم ع يجسد مرتبة عالية من التسليم لامر الله بعد المعرفه والغاء الوجود والثقة العالية به سبحانه والا كيف بمريم ع وهي منبوذة عند علماء الهيكل تخرج من اهلها وتبقى مدة من الزمن بعيدة عنهم ومن ثم تاتيهم بغلام
    (فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا) فاتهموها بالفاحشة وقول الزور والبهتان حتى قالوا لها (يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا)
    اقول أي تسليم واي معرفة عند مريم ع حتى فعلت ما فعلت واي الغاء لوجودها ع حيث انهالايهما ما سيقال فيها او يفعل بها علماء الهيكل واتباعهم العميان
    فهل يستطيع احد ان يعمل كعمل مريم ع وهي امراءة ضعيفة لكن استطاعت ان تقف بوجه علماء الهيكل لانها تحمل في قلبها لا قوة الا بالله لم تنظر لنفسها وما يصنع بها ولاجل هذا كان جزاء صوم مريم ع هو الله التي كانت مستوحشه من الخلق مستانسه به سبحانه
    قال الامام احمد الحسن ع (أي أن يكون الإنسان مستوحشاً من الخلق، مستأنساً بالله سبحانه، بل هذه هي البداية والنهاية التي تكون حصيلتها هي: أن
    الله هو الجزاء على الصوم هي الصوم عن (الأنا) وذلك عندما يسير العبد على الصراط المستقيم، وهو يعلم ويعتقد ويرى
    أن وجوده المفترض وبقاءه المظنون بسبب شائبة العدم والظلمة المختلطة بالنور. وهذا هو الذنب الذي لا يفارق العبد وهو ماضي العبد وحاضره ومستقبله، فلو أعرض العبد عن الأنا، وطلب إماطة صفحة الظلمة والعدم بإخلاص واستجاب
    سبحانه وتعالى لدعائه لما بقي إلا الله الواحد القهار وأشرقت الأرض بنور ربها وجيء بالكتاب وقيل الحمد لله رب العالمين. انتهى كلام الامام احمد الحسن ع
    وكما اسلفنا ان حقيقة الصوم هو الصوم عن الانا كما قال رسول الله ص
    لأصحابه: "ألا أخبركم بشيء إن أنتم فعلتموه تباعد الشيطان عنكم كما تباعد المشرق من المغرب ؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: الصوم يسوّد وجهه،
    (الصوم يسوّد وجهه) وذلك لان الصائم الذي عرف حجة الله وقتل اناه بين يديه وعد من الساجدين كيف لا يسود وجه ابليس الذي لم يسجد وتوعد ان يجعل بني ادم لا يسجدون واذا بابن ادم يسجد لخليفة الله
    اذا الصوم او الكف عن المفطرات هو زكاة للابدان اما حقيقته فهو قتل الانا والفناء بحجة الله لاجل هذا كان الصوم هو الجزاء لله سبحانه
    أي بمعنى ان لا ننشغل بطعام البدن ونترك طعام الروح وهو العلم والتفكر والتدبر بل لو استطعنا ان لا ناكل الا الله فلنفعل كما قال مولاي الصادق ع
    قال الصادق ع ما معناه: (إن استطعت أن لا تأكل إلا الله فافعل)، ما معنى هذا الحديث؟
    قال الامام احمد الحسن ع (أي أن تكون ذاكراً لله سبحانه وتعالى على كل حال فالذكر طعام الروح، ثم أن تقلل طعام الجسد بقدر الحاجة
    له ، أي أن يكون للقوة لا للشهوة ، قال عيسى ع: (ليس بالطعام وحده يحيى ابن آدم، بل بكلمة الله).
    وهكذا يحصل الإنسان على المقام في السماوات الملكوتية ثم إنه يطعم ويسقى دونما طعام جسماني مادي فالصائم إذا نام في النهار يطعم ويسقى كما ورد في الحديث عنهم ع
    عن الحسن بن صدقة قال: قال أبو الحسن ع: (قيلوا فان الله يطعم الصائم ويسقيه في منامه) الكافي : ج4 ص65، باب فضل الصوم والصائم ح14، وسائل الشيعة (آل البيت) : ج10 ص136 ح13042.
    بل كثيرون عندما ينامون في النهار أيام الصيام يرون في الرؤيا أنهم أكلوا وشربوا ويستيقظون وقد ذهب عنهم الجوع والظمأ وكأنهم أكلوا في هذا العالم الجسماني فالإمام الصادق ع يرشد الناس إلى الإكثار من ذكر الله وتقليل العروج على الدنيا.
    والحقيقة التي يجب أن يعرفها الناس هي أنه: (بالطعام يموت ابن آدم)، فبالطعام والشهوات تشغل الروح عن رقيها وتنكب على تدبير هذا البدن الجسماني وهذا الانشغال بالنسبة للروح هو نوع من الموت التدريجي كما أنّ الذكروالسعي في طريق الله سبحانه وتعالى هو نوع من الحياة والرقي التدريجي.
  • شيخ نعيم الشمري
    عضو جديد
    • 05-03-2013
    • 94

    #2
    رد: جانب من صلاة الجمعة في حسينية الكاظمية المقدسة بتاريخ 3 من شهر رمضان سنة 1434 هجري قمري

    قال الامام احمد الحسن ع في كتاب مع العبد الصالح: (إن شاء الله شهر رمضان هذا قد أوشكنا أن ندخل في أيامه، فطلبي من جميع الأنصار أن لا يقصروا في قراءة الأدعية والالتجاء إلى الله والتضرع إليه).
    وهذه العبادة ( اي الصيام )تربي في النفس الاهتمام بأحوال المسلمين الفقراء إضافة إلى تقوى الله فلا تقض نهار صيامك في التفكير بإفطارك ونوع الطعام الذي ستتناوله فيه فعندما تحس بالجوع وأنت صائم تذكر كم من المسلمين يقضون معظم أيام السنة جياع ولا تكن من الذين ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلالٍ مُبِينٍ انتهى كلام الامام احمد الحسن ع
    فينبغي للمسلم أن ينفق ويتصدّق ولا يمسك عن الإنفاق والبذل وليحرص على أن يكون عمله هذا خالصًا لوجه اللّه تعالى لا رياءً ولا سمعةً أو طمعًا بمنافع دنيوية من سمعة وثناء. لأن الإنسان لا ينفق لأحد إنما ينفق لنفسه هو، فمَن يبخل فإنّما يبخل على نفسه وإن أنفق فعلى نفسه قال اللّه تعالى: {وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نفسه وَاللّهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاء} محمّد:83 ولا يمسك الإنسان ويبخل خشية الفقر فإنّ اللّه تعالى قد تكفّل لمَن أنفق في سبيله بالخلف. يقول تعالى: {وَمَا أَنفَقْتُم من شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} سبأ:93 ويقول النبي ص ما نَقُصَت صدقة من مال بل تزده، بل تزده
    عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : الصدقة باليد تقي ميتة السوء وتدفع سبعين نوعا من أنواع البلاء وتفك عن صاحبها سبعين شيطانا كلهم يأمره أن لا يفعل
    اقول بل علينا ان نكون كعلي بن الحسين ع وكان الامام زين العابدين ع اذا اتاه سائل يقول: مرحباً بمن يحمل زادي الى الاخرة
    كان علي بن الحسين عليه السلام إذا كان اليوم الذي يصوم فيه أمر بشاة فتذبح وتقطَّع أعضاء وتطبخ، فإذا كان عند المساء أكبَّ على القدور حتى يجد ريح المرق وهو صائم، ثم يقول: هاتوا القصاع، اغرفوا لآل فلان، اغرفوا لآل فلان ثم يؤتى بخبز وتمر فيكون ذلك عشاءه (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلَانِي
    وكان الامام زين العابدين : اذا جنّه الليل وهدأت العيون قام الى منزله فجمع ما يبقى فيه من قوت اهله وجعله في جراب ورمى به على عاتقه وخرج الى دور الفقراء وهو متلثم ويفرّق عليهم، وكثيراً ما كانوا قياماً على ابوابهم ينتظرونه، فاذا رأوه تباشروا به وقالوا: جاء صاحب الجراب.
    وقال الزهري : لما مات زين العابدين(عليه السلام) فغسلوه وجد على ظهره محل فبلغني انه كان يستقي لضعفاء جيرانه بالليل... وكان يعجبه ان يحضر طعامه التيامى والاضرّاء والزمنى والمساكين الذين لا حيلة لهم. وكان يناولهم بيده ومن كان له عيال حمل الى عياله من طعامه ... وكان اذا اتاه سائل يقول: مرحباً بمن يحمل زادي الى الاخرة(المجالس السنية، ج5 ص422 ـ 423.

    هنيئا لمن وفق لعمل الخير لان عمل الخير لا يكون الا بنية والنية تحتاج ا لى توفيق والتوفيق يحتاج الى اخلاص
    قال رسول الله ص: رأيت المعروف كاسمه. وليس شيء أفضل من المعروف إلا ثوابه وذلك هو الذي يراد منه. وليس كل من يحب أن يصنع المعروف إلى الناس يصنعه. وليس كل من يرغب فيه يقدر عليه. ولا كل من يقدر عليه يؤذن له فيه فإذا اجتمعت الرغبة والقدرة والاذن فهنالك تمت السعادة للطالب والمطلوب إليه
    وبما اننا في شهر الله وشهر ضيافة الله فهنيئا لمن استضاف ضيف الله واطعمه وسقاه عن الرضا ( عليه السلام ) قال : تفطيرك أخاك الصائم أفضل من صيامك.
    وقال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من فطر في هذا الشهر مؤمنا صائما كان له بذلك عند الله عزوجل عتق رقبة ومغفرة لما مضى من ذنوبه.
    لاجل هذا اخواني انصار الله نحن مقبلون على شهر رمضان وهو الشهر الذي نكون فيه بضيافة الله سبحانه ولدينا كثير من الاخوة ليس لديهم قوت لهذا الشهر
    فعلينا ان نتفقدهم ونقسم رغيف العيش معهم وننفق مما اعطنا الله {وَمَا أَنفَقْتُم من شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} سبأ:93،
    بل علينا ان نتفقد فقراء المسلمين كما اوصانا الامام احمد ع حيث قال :
    وليس كل ما في وسعك هو إطعام بعض الفقراء بل علينا جميعاً أن نعمل لرفع الفقر عن هؤلاء المسلمين الذين يمثلون اليوم معظم أبناء الأمة الإسلامية الغنية بكل أنواع الثروات من أرض زراعية ومعادن ونفط، ولو أنّ ما في أرض المسلمين ينفق على المسلمين وفق الشريعة الإسلامية لأصبح المسلم اليوم من أغنى الناس.........................
    أيّها الأحبة إنّ في الصيام تدبّراً وتفكّراً في أحوال المسلمين. وفي الصيام جهاد للنفس وللشيطان وللهوى ولزخرف الدنيا وفي الصيام حب في الله وبغض في الله وفي قلب الصائم رحمة للمؤمنين وشدّة وغلظة على الكافرين والمنافقين، فاحذروا أن يكون صيامكم جوعاً وعطشاً.
    روي عن رسول الله ص (ما أقل الصوم وما أكثر الجوع) انظر: بحار الأنوار: ج93 ص293.
    وقال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: (كم من صائم ليس له من صيامه إلاّ الظمأ، وكم من قائم ليس له من قيامه إلاّ العناء، حبذا نوم الأكياس وإفطارهم) نهج البلاغة بشرح محمد عبده: ج4 ص35.
    وروي أنّ رسول الله ص قال لجابر بن عبد الله الأنصاري: (يا جابر هذا شهر رمضان من صام نهاره وقام ورداً من ليله وعف بطنه وفرجه وكف لسانه خرج من ذنوبه كخروجه من الشهر. قال جابر ما أحسن هذا الحديث، فقال رسول الله ص يا جابر، وما أشد هذه الشروط) الكافي: ج4 ص87، تهذيب الأحكام: ج4 ص196.

    ولعل أهم العبادات المقترنة بشهر الصيام هي قراءة القرآن فاعملوا على تدبّر القرآن ودرس القرآن لتعيشوا حياة السعداء وتموتوا موت الشهداء، فعن رسول الله ص (سيأتي على الناس زمان لا يبقى من القرآن إلاّ رسمه) الكافي: ج8 ص308 ثواب الأعمال: ص253.
    انتهى كلام الامام احمد الحسن
    والقرءان يروي لنا قصص كثيرة وعبر منها قصة مريم ع وصومها وقصة ايوب ع وصبره وقصة ابراهيم ع وتوكله على الله واخلاص داوود ع ومن تلك القصص قصة يعقوب النبي ع وما هو سبب بلائه ساروي لكم ما بينه اهل البيت ع في حال يعقوب ع لتكون لي ولكم عبرة

    Comment

    • شيخ نعيم الشمري
      عضو جديد
      • 05-03-2013
      • 94

      #3
      رد: جانب من صلاة الجمعة في حسينية الكاظمية المقدسة بتاريخ 3 من شهر رمضان سنة 1434 هجري قمري

      علل الشرائع ص 77بإسناده إلى الثمالي قال : صليت مع علي بن الحسين (عليه السلام) الفجر بالمدينة يوم الجمعة فنهض إلى منزله و أنا معه فدعا مولاة له تسمى سكينة فقال لها لا يعبر على بابي سائل إلا أطعمتموه فإن اليوم يوم الجمعة قلت له ليس كل من يسأل مستحقا فقال يا ثابت أخاف أن يكون بعض من يسألنا مستحقا فلا نطعمه و نرده فينزل بنا أهل البيت ما نزل بيعقوب و آله إن يعقوب كان يذبح كل يوم كبشا فيتصدق منه و يأكل هو و عياله منه و إن سائلا مؤمنا صواما مستحقا له عند الله منزلة و كان مجتازا غريبا مر على باب يعقوب عشية الجمعة عند أوان إفطاره يهتف
      على بابه أطعموا السائل الغريب الجائع من فضل طعامكم يهتف بذلك على بابه مرارا و هم يسمعونه قد جهلوا حقه و لم يصدقوا قوله فلما يئس أن يطعموه و غشيه الليل استرجع و شكا جوعه إلى الله عز و جل و بات طاويا و أصبح جائعا صابرا حامدا لله تعالى و بات يعقوب و آل يعقوب شباعا بطانا و عندهم فضلة من طعامهم فأوحى الله عز و جل إلى يعقوب في صبيحة تلك الليلة لقد أذللت يا يعقوب عبدي ذلة استوجبت بها أدبي عليك و على ولدك يا يعقوب إن أحب أنبيائي إلي من رحم مساكين عبادي و أطعمهم و كان لهم مأوى يا يعقوب ما رحمت عبدي ذميال العابد لما مر ببابك عند إفطاره و هتف بكم أطعموا السائل الغريب فلم تطعموه فشكا ما به إلي و بات طاويا حامدا لي و أصبح صائما و أنت يا يعقوب و ولدك شباع و أصبحت عندكم فضلة من طعامكم أ و علمت يا يعقوب أن العقوبة و البلوى إلى أوليائي أسرع منها إلى أعدائي و ذلك حسن النظر مني لأوليائي و استدراج مني لأعدائي أما و عزتي لأنزل بك بلواي و لأجعلنك و ولدك عرضا لمصائبي فاستعد لبلواي
      فقلت لعلي بن الحسين جعلت فداك متى رأى يوسف الرؤيا فقال في تلك الليلة التي بات فيها يعقوب و آل يعقوب شباعا و بات فيها ذميال طاويا جائعا فلما رأى يوسف الرؤيا و أصبح يقصها على أبيه يعقوب فاغتم يعقوب لما سمع من يوسف ما أوحى الله عز و جل إليه أن استعد للبلاء فقال يعقوب ليوسف لا تقصص رؤياك هذه على إخوتك فإني أخاف أن يكيدوا لك كيدا فلم يكتم يوسف رؤياه و قصها على إخوته و كانت أول بلوى نزلت بيعقوب و آل يعقوب الحسد ليوسف لما سمعوا منه الرؤيا فاشتدت رقة يعقوب على يوسف و خاف أن يكون ما أوحى الله إليه من الاستعداد للبلاء هو في يوسف خاصة فاشتدت رقته عليه من بين إخوته فلما رأى إخوة يوسف ما يصنع بيوسف و تكرمته إياه و إيثاره إياه عليهم اشتد ذلك عليهم فتآمروا بينهم فقالوا إن يوسف و أخاه أحب إلى أبينا منا اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضاً يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ فجاءوا أباهم و قالوا ما لك لا تأمنا على يوسف فقال يعقوب أخاف أن يأكله الذئب فانتزعه حذرا عليه من أن تكون البلوى من الله فيه فغلبت قدرة الله و قضاؤه في يعقوب و يوسف و إخوته فلم يقدر يعقوب على دفع البلاء فدفعه إلى إخوته و لما خرجوا لحقهم مسرعا فانتزعه من أيديهم و ضمه إليه و اعتنقه و بكى و دفعه إليهم فانطلقوا به مسرعين مخافة أن يأخذه منهم فلما أمنوا به ............... قصص الانبياء ص 77
      قال الله تعالى آمراً قُل لِّعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُواْ يُقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَيُنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً )إبراهيم:31. ويقول جل وعلا: وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ... البقرة:195. وقال سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم البقرة:254. وقال سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ البقرة:267. وقال سبحانه: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْراً لِّأَنفُسِكُمْ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ التغابن:16
      والحمد لله وحده
      الشيخ نعيم الشمري

      Comment

      • محمد الانصاري
        MyHumanity First
        • 22-11-2008
        • 5048

        #4
        رد: جانب من صلاة الجمعة في حسينية الكاظمية المقدسة بتاريخ 3 من شهر رمضان سنة 1434 هجري قمري

        ٱحًسًنٌتُم
        وِبّٱرك ٱللۂ فُيّكم
        وِتُقَبّل ٱللۂ ٱعمٱلكم
        رمضآنٌ كريّم

        ---


        ---


        ---

        Comment

        Working...
        X
        😀
        🥰
        🤢
        😎
        😡
        👍
        👎