إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

احتجاج اهل البيت عليهم السلام ومطالبته بحقهم

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • Be Ahmad Ehtadait
    مشرف
    • 26-03-2009
    • 4471

    احتجاج اهل البيت عليهم السلام ومطالبته بحقهم

    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهم صل على‌ محمد وال محمد الائمه والمهديين وسلم تسليما


    الذي يراجع كتب الحديث والسيرة ـ في خصوص هذا الشأن ـ يجد كثيراً من احتجاجاته ومناشداته ـ عليه السلام ـ في الخلافة ، وكذلك من يراجع نهج البلاغة يجد كثيراً من الخُطب والكلمات التي تكشف عن مدى تأثره ـ عليه السلام ـ ، ويجد تلك النفس التي ملؤها الحسرة والتأسف كل ذلك بسبب ما حصل من القوم في حقه.
    فقد روى كثير من المحدّثين أنّه عقيب يوم السّقيفة تألّم وتظلّم ، واستنجد واستصرخ ، حيث ساموه الحضور والبيعة ، وأنّه قال وهو يشير إلى القبر : ( يابن أُمَّ إن القوم استضعفوني وكادُوا يقتُلُونني ) (2) ، وأنه قال : واجعفراه ! ولا جعفر لي اليوم ! واحمزتاه ولا حمزةَ لي اليوم (3) !
    وفيما يلي نذكر بعض خطبه واحتجاجاته في الخلافة ، وبعض النصوص التي تكشف عن موقفه تجاههم :
    1 ـ روي أن علياً ـ عليه السلام ـ أُتي به إلى أبي بكر وهو يقول :
    أنا عبد الله ، وأخو رسوله ، فقيل له بايع أبا بكر.
    فقال : أنا أحقُّ بهذا الامر منكم ، لا أبايعكم ، وأنتم أولى بالبيعة لي ، أخذتم هذا الامر من الانصار ، واحتججتم عليهم بالقرابة من النبي ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ وتأخذونه منّا أهل البيت غصباً ؟ ألستم زعمتم للانصار أنكم أولى بهذا الامر منهم لمّا كان محمد منكم ، فأعطوكم المقادة ، وسلّموا إليكم الامارة ، وأنا أحتجّ عليكم بمثل ما احتججتم به على الانصار ، نحن أولى برسول الله حيّاً وميّتاً ، فأنصفونا إن كنتم تؤمنون ، وإلا فبوؤا بالظلم وأنتم تعلمون.
    فقال عمر : إنك لست متروكاً حتى تبايع.
    فقال له عليّ : احلب حلباً لك شطره ، واشدد له اليوم أمره يردد عليك غداً ، ثم قال : والله يا عمر لا أقبل قولك ولا أبايعه. ـ إلى أن قال لهم ـ :
    الله الله يا معشر المهاجرين ، لا تُخرجوا سلطان محمد في العرب عن داره وقعر بيته ، إلى دوركم وقعر بيوتكم ، ولا تدفعوا أهله عن مقامه في الناس وحقه ، فو الله يا معشر المهاجرين لنحن أحق الناس به ، لانّا أهل البيت ، ونحن أحقُّ بهذا الامر منكم ، أما كان فينا القارئ لكتاب الله ، الفقيه في دين الله ، العالم بسنن رسول الله ، المضطلع بأمر الرعية ، المدافع عنهم الامور السيئة ، القاسم بينهم بالسوية ، والله إنه لفينا ، فلا تتبعوا الهوى فتضلّوا عن سبيل الله ، فتزدادوا من الحق بُعداً (4).
    2 ـ لما بويع أبو بكر في يوم السقيفة وجُددت البيعة له يوم الثلاثاء على العامة ، خرج علي ـ عليه السلام ـ فقال : أفسدت علينا أمورنا ، ولم تستشر ، ولم تَرْعَ لنا حقا.
    فقال أبو بكر : بلى ، ولكني خشيت الفتنة (5).
    3 ـ قوله ـ عليه السلام ـ : واعجبا أن تكون الخلافةُ بالصحابة ولا تكون بالصحابة والقرابة.
    قال الشريف الرضي ـ رحمه الله ـ : وقد رويَ له شعر قريب من هذا المعنى وهو :

    فإِن كنتَ بالشُّورَى ملكـت أُمُورَهُم‌ْ * فكيف بهذا والمشيرُونَ غُيَّــبُ وإن‌ كنتَ بالقربى حججت خصيمَهُم‌ْ * فغيرُك أَوْلى بالنَّبِي وأَقرَبُ (6)
    4 ـ قوله ـ عليه السلام : اللهم إني أستعديك على قريش ومن أَعانهم ، فإنهم قد قطعوا رحمي ، وأَكفئوُا إنائي ، وأجمعوا على منازعتي حقا كنت أولى به من غيري ، وقالوا : ألا إنَّ في الحق أَن تأخذَه وفي الحق أن تُمنَعَهُ ، فاصبر مغمُوما ، أومُت مُتأسفا.
    فنظرتُ فإذا ليس لي رَافِدٌ ، ولا دابُّ ولا مُساعِدٌ ، إلاّ أهل بيتي ، فضننت بهم عن المنيَّةِ ، فأَغضيتُ على القذى ، وجرعْتُ ريقي على الشَّجا ، وصبرت من كظم الغيظ على أمَرَّ من العلقمِ ، وآلم للقلب من وخز الشفار (7).
    5 ـ قوله ـ عليه السلام ـ : أما بعد ، فإن الله سبحانه بعث محمدا ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ نذيرا للعالمين ، ومهيمنا على المُرسلين ، فلما مضى ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ تنازع المسلمون الامر من بعدهِ ، فو الله ما كان يُلقى في روعي ، ولا يخطرُ ببالي أن العرب تُزعجُ هذا الامرَ من بعده ـ‍ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ عن أهل بيته ، ولا أنّهمُ مُنحُّوه عنّي من بعده ، فما راعني إلاّ انثيالُ الناس على فُلان يُبايعُونَهُ ، فأمسكتُ بيدي حتى رأيتُ راجعة النَّاس قد رجعت عن الاسلام يدعون إلى محق دين محمد ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ فخشيت إن لم أَنْصُر الاسلام وأهله أن أرى فيه ثلما أو هدما ، تكون المُصيبةُ به عليَّ أعظم من فوت ولايتكم التي إنما هي متاعُ أيَّام قلائِل ، يزول منها ما كان كما يزول السراب ، أو كما يتقشع السَّحاب ، فنهضت في تلك الاحداث حتى زاح الباطل وزهق ، واطمأنَّ الدين وتنهنه (8).
    6 ـ قال ـ عليه السلام ـ في خطبته الشقشقية :
    أما والله لقد تقمَّصها فلان ، وإنه ليعلم أن محلي منها محل القطب من الرحى ، ينحدر عني السيل ، ولا يرقى إليَّ الطير ، فسدلت دونها ثوبا ، وطويت عنها كشحا ، وطفقت أرتئي بين أن أصول بيدٍ جذاءَ أو أصبر على طخيّة عمياء يهرم فيها الكبير ، ويشيب فيها الصغير ، ويكدح فيها مؤمن حتى يلقى ربه ، فرأيت أن الصبر على هاتا أحجى ، فصبرت وفي العين قذى ، وفي الحلق شجا أرى تراثي نهبا ، حتى مضى الاول لسبيله ، فأدلى بها إلى ابن الخطاب بعدَهُ ثم تمثل بقول الاعشى :

    شتان ما يومي على كُورِها * ويومُ حيَّانَ أَخي جابــر
    فيا عجبا ! بينا هو يستقيلها في حياته ، إذ عقدها لاخر بعد وفاته ، لشدَّما تشطرَا ضرعيها ! فصيرها في حوزةٍ خشناءَ يغلُظُ كلمُها ، ويخشن مسُّها ، ويكثر العثار فيها والاعتذارُ منها ، فصاحبُها كراكب الصعبة ، إن أشنق لها خرم ، وإن أسْلسَ لها تقحَّمَ ، فمُنِي الناس لعمْرُ الله بخبطٍ وشِماسٍ ، وتلوُّنٍ واعتراض ، فصَبَرْتُ على طولِ المُدَّة ، وشدّة المحنة ، حتى إذا مضى لسبيله جعلها في جماعةٍ زعم أنِّي أحدُهم ، فيا لله وللشورى متى اعترض الرَّيْبُ فيَّ مع الاوَّل مِنهم ، حتى صِرتُ أُقْرَنُ إلى هذه النظائر ! لكني أسْفَفتُ إذ أسَفُّوا ، وَطِرتُ إذْ طارُوا ، فصغا رجل منهم لضغنه ، ومال الاخر لصهره ، مع هَنٍ وهنٍ إلى أنْ قام ثالِثُ القوم نافجاً حضنيه ، بين نثيله ومعتلفه وقام معه بنو أبيه يخضمون مال الله خضمةَ الابل نبتة الربيع إلى أن انتكث عليه فَتلُهُ ، وأجهزَ عليه عَمَلهُ ، وكبت به بطْنَتُهُ !.... الخ الخطبة (9).
    7 ـ ومن خطبة له ـ عليه السلام ـ يقول : وقد قال قائلٌ : إنك على هذا الامر يا بن أبي طالب لحريصٌ ، فقلت : بل أنتم والله لاحرصُ وأَبعد ، وأنا أخصُّ وأقربُ ، وإنَّما طلبتُ حقا لي ، وأنتم تحولون بيني وبينهُ ، وتضربون وجهِي دُونَهُ ، فلما قرّعتُهُ بالحُجةِ في الملأ الحاضرين هَبَّ كأنهُ بُهتَ لا يدري ما يُجِيبني به ؟
    اللهم إني أستعَديك على قُريش ومن أعانهُم ! فإنهُم قطعوا رحمي ، وصغَّروا عظيم منزلتي ، وأجمعوا على منازعتي أمرا هو لي ، ثم قالوا : ألا إن في الحق أن تأخذهُ وفي الحق أن تتركه... الخ الخطبة (10).
    8 ـ سأله بعض أصحابه : كيف دفعكم قومكم عن هذا المقام وأنتم أحق به ؟
    فقال ـ عليه السلام ـ : يا أخا بني أسد إنك لقلق الوضين ، تُرسِلُ في غير سدد ، ولك بعد ذمامة الصهر وحق المسألة ، وقد استعلمت فاعلم :
    أما الاستبداد علينا بهذا المقام ، ونحن الاعلون نسبا ، والاشدون برسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ نوطا ، فإنها كانت أثرةً (11) شحت عليها نفوس قوم ، وسخت عنها نفوس آخرين ، والحكم الله والمعود إليه يوم القيامة.

    ودع عنك نهبا صِيحَ في حَجَرَاتِه‌ِ * ولكِنْ حَديثا ما حديث‌ُ الرَّواحلِ (12)
    9 ـ ومن خطبة له ـ عليه السلام ـ قـال : حتى إذا قبض الله رسوله ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ ، رجع قومٌ على الاعقاب (13) ، وغالتهم السبل ، واتكلوا على الولائج (14) ، ووصلوا غير الرحم ، وهجروا السبب (15) الذي أُمِرُوا بمودته ، ونقلوا البناءَ عن رص (16) أساسه ، فبنوه في غير موضعه ، معادن كل خطيئة ، وأَبواب كل ضارب في غمرة ، قد ماروا في الحيرة ، وذهلوا في السكرة ، على سُنَّةٍ من آل فرعون ، من مُنَقِطعٍ إلى الدنيا راكن ، أو مُفارِقٍ للدين مُبَاين (17).
    10 ـ ومن خطبة له ـ عليه السلام ـ قال : أين الذين زعموا أنهم الراسخون في العلم دوننا (18) ؟ كذبا وبغياً علينا أن رفعنا الله ووضعهم ، وأَعطانا وحرمهم ، وأدخلنا وأخرجهم ، بنا يُستعطى الهُدى ، ويُستجلى العمى ، إن الائمة من قريش غُرِسُوا في هذا البطن من هاشم ، لا تصلُح على سواهم ولا تصلح الولاة من غيرهم... الخ (19).
    11 ـ قوله ـ عليه السلام ـ : اللهم فاجز قريشا عني الجوازي فقد قطعت رحمي ، وتظاهرت عليَّ ، ودفعتني عن حقّي ، وسلبتني سلطان ابن أمّي ، وسلّمت ذلك إلى مَنْ ليس مثلي في قرابتي من الرسول ، وسابقتي في الاسلام إلاّ أنْ يدعي مدعٍ ما لا أعرفه ، ولا أظن الله يعرفه ، والحمد لله على كل حال (20).
    12 ـ قوله ـ عليه السلام ـ : إن لنا حقا إن نعطَه نأخذه وإن نمنعه نركب أعجاز الابل وإن طال السُرَى.
    13 ـ قوله ـ عليه السلام ـ : مازلت مظلوما منذ قَبضَ الله رسوله حتى يوم الناس هذا.
    14 ـ قوله ـ عليه السلام ـ : اللهم أخزِ قريشا فإنّها منعتني حقّي ، وغصبتني أمري.
    15 ـ قوله ـ عليه السلام ـ : فجزى قريشا عنِّي الجوازِي ، فإنهم ظلموني حقي ، واغتصبوني سلطان ابن أمّي.
    16 ـ قوله ـ عليه السلام ـ وقد سمع صارخا ينادي : أنا مظلوم ، فقال : هلمّ فلنصرُخ معا ، فإني مازلت مظلوما.
    17 ـ قوله عليه السلام : اللهم إني استعديك على قريش فإنّهم ظلموني حقي وغصبوني إرثي.
    18 ـ قوله ـ عليه السلام ـ : مازلت مستأثرا عليّ ، مدفوعا عمّا أستحقه وأستوجبه.
    19 ـ قوله ـ عليه السلام ـ : لقد ظلمت (21) عدد الحجر والمدر (22).
    20 ـ ومن خطبة له ـ عليه السلام ـ بعد البيعة له قال : لا يقاس بآل محمد ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ من هذه الامة أحد ، ولا يسوى بهم من جرت نعمتهم عليه أبدا ، هم أساس الدين ، وعماد اليقين ، إليهم يفيء الغالي ، وبهم يلحق التالي ، ولهم خصائص حق الولاية ، وفيهم الوصيّة والوراثة ، الان إذ رجع الحق إلى أهله (23) ، ونقل إلى منتقله (24).
    21 ـ قوله ـ عليه السلام ـ : فنظرت فإذا ليس لي مُعين إلاّ أَهلُ بيتي فَضَنِنْتُ بهم عن الموت ، وأغضيتُ على القذى ، وشربتُ على الشجى ، وصبرتُ على أخذِ الكظم وعليَّ أَمَرَّ مِن طعمِ العلقَمِ (25).
    22 ـ قوله ـ عليه السلام ـ : اللهم إني أستعديكَ على قريش ، فإنهم أضمَرُوا لرسولك ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ ضروبا من الشر والغدر ، فعجزوا عنها ، وحُلتَ بينهم وبينها ، فكانت الوجبةُ بي والدائرة عليَّ ، اللهم احفظ حسنا وحسينا ، ولا تُمَكن فجرةَ قريشٍ منهما ما دمتُ حيّا ، فإذا توفيَّتني فأنت الرَّقيبُ عليهم ، وأنت على كل شيء شهيدٌ (26).
    23 ـ قوله ـ عليه السلام ـ : أما والذي فلق الحبَّةَ ، وبرَأَ النسَمَة ، إنه لعَهدُ النبيِّ الاُمي إليَّ أنَّ الامّة ستغدِرُ بك من بعدي (27).
    24 ـ قوله ـ عليه السلام ـ : قالَ لي رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ : إن اجتمعوا عليكَ فاصنع ما أمرتُك ، وإلاّ فألصق كلكلك بالارض ، فلما تفرقوا عنّي جررتُ على المكرُوهِ ذيلي ، وأغضيتُ على القذى جفني ، وألصقت بالارض كلكلي (28).
    25 ـ عن أنس بن مالك ، قال : كنا مع رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ ، وعلي بن أبي طالب معنا ، فمررنا بحديقة ، فقال عليّ : يا رسول الله ، ألا تَرَى ما أحسن هذه الحديقة !.
    فقال : إن حديقتك في الجنّة أحسن منها ، حتى مررْنا بسبع حدائق ، يقول عليّ ما قال : ويجيبه رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ بما أجابه ، ثم إن رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ وقف ، فوقفنا ، فوضع رأسه على رأس عليّ وبكى.
    فقال علي ـ عليه السلام ـ : ما يبكيك يا رسول الله ؟
    قال : ضغائن في صدور قوم لا يُبدُونها لك حتى يفقدوني.
    فقال : يا رسول الله ، أفلا أضع سيفي على عاتقي فأبيد خضراءهم.
    قال : بل تصبر.
    قال : فإن صبرت ؟
    قال : تلاقي جهدا.
    قال : أفي سلامةٍ من ديني ؟
    قال : نعم.
    قال : فإذاً لا أبالي (29).
    26 ـ ومن احتجاجاته الشديدة قوله ـ عليه السلام ـ : لو وجدت أربعين ذوِي عزم منهم لناهضت القوم (30).
    27 ـ قوله ـ عليه السلام ـ : لمّا عزموا على بيعة عثمان : لقد علمتم أني أحقّ الناس بها من غيري ، ووالله لاُسْلِمَنَّ ما سلمت أَمُور المسلمين ولم يكن فيها جورٌ إلاّ عليَّ خاصَّة ، التماساً لاجرِ ذلك وفضله ، وَزُهْداً فيمَا تنافسْتُمُوهُ مِنْ زُخرُفِهِ وَزبرجه (31).
    28 ـ قوله ـ عليه السلام ـ : فإنه لما قَبضَ الله نبيّه ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ ، قلنا : نحن أهله وورثته وعترته ، وأولياؤه دون الناس ، لا ينازعُنا سلطانه أحد ، ولا يطمع في حقّنا طامع ، إذ انبرى لنا قومُنا فغصبونا سلطان نبيّنا ، فصارت الامرة لغيرنا وصرنا سوقة ، يطمع فينا الضعيف ، ويتعزّز علينا الذليل ، فبكتِ الاعين مِنّا لذلك ، وخشِيت الصدور ، وجزعت النفوس ، وأيمُ الله لو لا مخافة الفُرْقة بين المسلمين ، وأن يعودَ الكفر ، ويبور الدين ، لكنّا على غيرما كنّا لهم عليه... الخ (32).
    29 ـ قوله ـ عليه السلام ـ في خطبته عند مسيره للبصرة :
    إنّ الله لما قبض نبيّه ، استأثرتْ علينا قريش بالامر ، ودفعتْنَا عن حقٍ نحن أحقُّ به من الناس كافّة ، فرأيت أنّ الصّبر على ذلك أفضلُ من تفريق كلمة المسلمين ، وسَفْكِ دمائهم ، والناس حديثُوا عهد بالاسلام ، والدين يُمخَضُ مَخْضَ الوطْب ، يُفسِدُه أدْنى وَهن ، ويعكسه أقلّ خُلف ، فولي الامرَ قوم لم يألوا في أمرهم اجتهادا ، ثم انتقلوا إلى دار الجزاء ، والله وليُّ تمحيص سيئاتهم ، والعفو عن هفواتهم... الخ (33).
    30 ـ قوله ـ عليه السلام ـ : لا يُعابُ المرءُ بتأخير حقه ، إنما يُعابُ من أخذَ ما ليس لهُ (34).
    31 ـ قوله ـ عليه السلام ـ : كنتُ في أيَّام رَسُولِ الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ كجزء من رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ يَنظُرُ إليَّ كما يُنظرُ إلى الكواكبِ في أفق السماء ، ثم غضَّ الدهرُ مني ، فقرنَ بي فلانُ وفلانٌ ، ثم قُرنتُ بخمسةٍ أمثلهُم عثمانُ ، فقلت : واذَ فَراه ! ثُمَّ لم يرضَ الدهرُ لي بذلك ، حتى أرذلني ، فجعلني نظيرا لابن هندٍ وابن النابغة ! لقد استنت الفصالُ حتى القَرْعى (35).
    32 ـ قوله ـ عليه السلام ـ : كل حقدٍ حقدتهُ قريشٌ على رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ أظهرتهُ فيَّ وستُظهِرهُ في ولدي من بعدي ، مالي ولقريش ! إنما وترتُهُم بأمر الله وأمر رسولهِ ، أفهذا جزاءُ مَنْ أطاعَ الله ورسُولَهُ إن كانوا مُسلمِينَ (36).
    33 ـ قال له قائل : يا أمير المؤمنين ، أرأيت لو كان رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ ترك ولداً ذكراً قد بلغ الحُلم ، وآنس منه الرشد ، أكانت العربُ تسلّمُ إليه أمرها ؟
    قال : لا ، بل كانت تقتله إن لم يفعل ما فعلتُ ، إنّ العرب كرهَت أمر محمد ـ صلّى الله عليه وآله ـ وحسدتهُ على ما آتاه الله من فضله ، واستطالت أيّامَهُ حتى قذفَت زوجته ، ونفَّرَت به ناقته ، مع عظيم إحسانه إليها ، وجسيم مننه عندها وأجمعت مذ كان حيّاً على صرفِ الامر عن أهل بيته بعد موته... إلى آخر كلامه ـ عليه السلام ـ (37).
    34 ـ قال محمد بن حرب : لما توفي النبي ـ صلّى الله عليه وآله ـ ، وجرى في السقيفة ماجرى تمثّل عليّ ـ عليه السلام ـ :

    وأصبح أقوام يقولون ما اشتهوا * ويطغون لما غال زيداً غوائله (38)
    35 ـ قال عاصم بن قتادة : لقي عليّ ـ عليه السلام ـ عمر ، فقال له عليّ : أُنشدك الله هل استخلفك رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ ؟
    قال : لا.
    قال : فكيف تصنع أنت وصاحبك ؟!!
    قال : أما صاحبي فقد مضى لسبيله ، وأما أنا فسأخلعها من عنقي إلى عنقك.
    فقال : جذع الله أنف من ينقذك منها ! لا ولكن جعلني الله علماً فإذا قمتُ فمن خالفني ضَلّ (39).
    36 ـ عن أبي الطفيل عامر بن واثلة قال : كنت على الباب يوم الشورى فارتفعت الاصوات بينهم فسمعت علياً ـ عليه السلام ـ يقول :
    بايع الناس أبا بكر وأنا والله أولى بالامر منه وأحقُّ به منه ، فسمعت وأطعت مخافة أن يرجع الناس كفّاراً يضرب بعضهم رقاب بعض بالسيف ، ثم بايع الناس عمر وأنا والله أولى بالامر منه وأحقُّ به منه ، فسمعت وأطعت مخافة أن يرجع الناس كفّاراً يضرب بعضهم رقاب بعض بالسيف ، ثم أنتم تريدون أن تبايعوا عثمان ؟!! ! إذاً لا أسمع ولا أطيع وإنّ عمر جعلني من خمسة نفرٍ أنا سادسهم لا يعرف لي فضلاً عليهم في الصلاح ولا يعرفونه لي كلّنا فيه شرع سواء وأيم الله لو أشاء أن أتكلّم ثمّ لا يستطيع عربيّهم ولا عجميهم ولا معاهدٌ منهم ولا المشرك ردّ خصلة منها لفعلت (40).
    إلى غير ذلك من احتجاجاته ـ عليه السلام ـ في شأن الخلافة ، وناهيك عن احتجاجاته ومناشداته بحديث الغدير في مواطن كثيرة منها في مسجد رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ بعد وفاته ، ويوم الشورى ، وأيام عثمان ، ويوم الرحبة ، ويوم الجمل ، وفي الكوفة ، ويوم صفين ، ومواطن أخرى (41).

    احتجاج فاطمة الزهراء ـ عليها السلام ـ في الخلافة :

    1 ـ فمن خطبة لها حينما عدنها نساء المهاجرين والانصار ، قالت : ويحهم أنَّى زحزحوها ـ أي الخلافة ـ عن رواسي الرسالة ؟! وقواعد النبوّة ، ومهبط الروح الامين ، الطبن بأمور الدنيا والدين ، ألا ذلك الخسران المبين ، وما الذي نقموا من أبي الحسن ؟ نقموا والله نكير سيفه ، وشدة وطأته ، ونكال وقعته ، وتنمره في ذات الله ، وتالله لو تكافأوا على زمام نبذه إليه رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ لاعتقله وسار بهم سيرا سجحا لا يكلم خشاشه ، ولا يتتعتع راكبه ، ولاوردهم منهلاً رويّا فضفاضا تطفح ضفتاه ، ولا يترنم جانباه ، ولاصدرهم بطانة ونصح لهم سرا وإعلانا ، غير متحلّ منهم بطائل إلاّ بغمر الناهل ، وردعة سورة الساغب ، ولفُتحت عليهم بركات من السماء والارض ، وسيأخذهم الله بما كانوا يكسبون ، ألا هلمّ واستمع وما عشت أراك الدهرُ عجبا ، وإن تعجب ، فقد أعجبك الحادث ، إلى أي لجأ لجأوا ؟ وبأي عروة تمسكوا ، لبئس المولى ولبئس العشير ، بئس للظالمين بدلاً ، استبدلوا والله الذنابا بالقوادم ، والعجز بالكاهل ، فرغما لمعاطس قوم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون ، ويحهم ( أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يُتبَع أمن لا يَهدّي إلا أن يُهدى فما لكم كيف تحكمُـونَ ) (42)... إلى آخر الخطبة (43).
    2 ـ ومن خطبة لها ـ عليها السلام ـ لما منعوها فدكاً قالت :
    فلما اختار الله لنبيّه دار أنبيائه ، ومأوى أصفيائه ، ظهر فيكم حسكة النّفاق ، وسمُل جلباب الدين ، ونطق كاظم الغاوين ، ونبغ خامل الاقلين ، وهدر فنيق المبطلين ، فخطر في عرصاتكم ، وأطلع الشيطان رأسه من مغرزه هاتفا بكم فألفاكم لدعوته مستجيبين ، وللعزة فيه ملاحظين ، ثم استنهضكم فوجدكم خفافا ، وأحمشكم فألفاكم غضابا فوسمتم غير إبلكم ، ووردتم غير مشربكم ، هذا والعهد قريب والكلم رحيب ، والجرح لما يندمل ، والرسول لمّا يقبر ، ابتدارا زعمتم خوف الفتنة (44) ( ألا في الفتنة سقطوا وإنَّ جهنم لمحيطة بالكافرين ) (45) فهيهات منكم ، وكيف بكم ، وأنى تؤفكون ! وكتاب الله بين أظهركم ، أموره ظاهرة وأحكامه زاهرة وأعلامه باهرة ، وزواجره لائحة ، وأوامره واضحة ، وقد خلّفتموه وراء ظهوركم أرغبة عنه تريدون أم بغيره تحكمون ؟ بئس للظالمين بدلاً ، ( ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخـرة مـن الخاسرين ) (46)... إلى آخر الخطبة (47).

    احتجاج الامام الحسن بن علي ـ عليهما السلام ـ :

    1 ـ لما رأى الحسن ـ عليه السلام ـ أبا بكر وهو يخطب على المنبر قال له : انزل عن منبر أبي.
    فقال أبو بكر : صدقت والله إنّه لمنبر أبيك لا منبر أبي (48).
    2 ـ احتجاجه على معاوية في الامامة قال ـ عليه السلام ـ :
    نحن نقول أهل البيت : إن الائمة منا ، وإنَّ الخلافة لا تصلح إلاّ فينا ، وإنَّ الله جعلنا أهلها في كتابه وسنة نبيّه ، وإنَّ العلم فينا ونحن أهله ، وهو عندنا مجموع كلّه بحذافيره ، وإنه لا يحدث شيء إلى يوم القيامة حتى أرش الخدش إلاّ وهو عندنا مكتوب بإملاء رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ وبخط عليّ ـ عليه السلام ـ بيده وزعم قومٌ : أنهم أولى بذلك منّا حتى أنت يا بن هند تدّعي ذلك... إلى آخر احتجاجه عليه السلام (49).

    احتجاج الامام الحسين بن علي ـ عليه السلام ـ :

    1 ـ روي أن عمر بن الخطاب كان يخطب الناس على منبر رسول الله ـ صلَّى الله عليه وآله وسلّم ـ فذكر في خطبته أنه أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، فقال له الحسين ـ عليه السلام ـ من ناحية المسجد : انزل عن منبر أبي رسول الله ، لا منبر أبيك ، فقال له عمر : فمنبر أبيك لعمري يا حسين لا منبر أبي (50).

    احتجاج العباس بن عبد المطلب :

    1 ـ احتج على أبي بكر إذ قال له في كلام دار بينهما (51) :
    فإن كنت برسول الله طلبت ، فحقنا أخذت ، وإن كنت بالمؤمنين طلبت ، فنحن منهم متقدمون فيهم ، وإن كان هذا الامر إنما يجب لك ، فما وجب إذ كنا كارهين... إلى آخر احتجاجه (52).
    2 ـ قال اليعقوبي في تاريخه في خبر سقيفة بني ساعدة : وجاء البراء بن عازب ، فضرب الباب على بني هاشم وقال : يا معشر بني هاشم ، بويع أبو بكر. فقال بعضهم : ما كان المسلمون يحدثون حدثاً نغيب عنه ، ونحن أولى بمحمد ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ.
    فقال العباس : فعلوها ، ورب الكعبة (53) ؟!!

    احتجاج الفضل بن العباس :

    1 ـ فمن احتجاج له على قريش قال فيه : يا معشر قريش ، وخصوصا يا بني تيم ، إنكم إنما أخذتم الخلافة بالنبوة ، ونحن أهلها دونكم ، ولو طلبنا هذا الامر الّذي نحن أهله لكانت كراهة الناس لنا أعظم من كراهتهم لغيرنا ، حسدا منهم لنا ، وحقدا علينا ، وإنّا لنعلم أنّ عند صاحبنا عَهدا هو ينتهي إليه (54).
    2 ـ وقال أيضا لمّا بلغه نبأ بيعة أبي بكر : يا معشر قريش إنه ما حقت لكم الخلافة بالتمويه ، ونحن أهلها دونكم وصاحبنا أولى بها منكم (55).

    احتجاج ابن عباس :

    لابن عباس ـ رضي الله عنه ـ الكثير من الاحتجاجات والمناظرات في أحقية أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ بالخلافة ، سوف تأتي في طيّات هذا الكتاب إن شاء الله تعالى.

    احتجاج سلمان المحمدي :

    1 ـ احتجاج سلمان المحمدي ـ يوم بويع أبو بكر ـ قال ـ رضي الله عنه ـ :
    أصبتم ذا السنِّ منكم وأخطأتم أهل بيت نبيكم ، لو جعلتموها فيهم ما اختلف عليكم اثنان ولاكلتموها رغدا (56).
    2 ـ احتجاج سلمان المحمدي ـ رضي الله عنه ـ بعد وفاة النبي ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ لمّا ترك القوم أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ.
    ومن جملة ما قال في احتجاجه : أما والله لتركبن طبقا عن طبق ، حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة (57) ، أما والّذي نفس سلمان بيده ، لو ولّيتموها عليّا لاكلتم من فوقكم ، ومن تحت أقدامكم (58) ، ولو دعوتم الطير لاجابتكم في جو السماء ، ولو دعوتم الحيتان من البحار لاتتكم ، ولما عال ولي الله ، ولا طاش لكم سهم من فرائض الله ، ولا اختلف اثنان في حكم الله ، ولكن أبيتم فوليتموها غيره ، فأبشروا بالبلايا واقنطوا من الرخاء ، وقد نابذتكم على سواء ، فانقطعت العصمة فيما بيني وبينكم من الولاء.
    عليكم بآل محمد ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ ، فإنَّهم القادة إلى الجنة ، والدعاة إليها يوم القيامة ، عليكم بأمير المؤمنين علي بن أبي طالب ـ عليه السلام ـ فوالله لقد سلَّمنا عليه بالولاية وإمرة المؤمنين ، مرارا جمة مع نبينا ، كل ذلك يأمرنا به ، ويؤكده علينا ، فما بال القوم عرفوا فضله فحسدوه ؟! وقد حسد هابيل قابيل فقتله... إلى آخر احتجاجه (59).

    احتجاج أبي ذر :

    1 ـ قال ابن لهيعة : لما مات رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلم ـ‍ وأبو ذر غائب ، وقدم وقد ولي أبو بكر ، فقال : أصبتم قناعه ، وتركتم قرابه ، لو جعلتم هذا الامر في أهل بيت نبيكم لما اختلف عليكم اثنان (60).
    2 ـ روي أن أبا ذر كان يقول في عهد عثمان وقد كان واقفا بباب المسجد : وعلي بن أبي طالب وصيّ محمد ووارث علمه ، أيتها الامة المتحيِّرة بعد نبيها أما لو قدّمتم من قدم الله وأخّرتم من أخرّ الله ، وأقررتم الولاية والوراثة في أهل بيت نبيكم ، لاكلتم من فوق رؤوسكم ومن تحت أقدامكم ، ولما عال وليُّ الله ولا طاش سهمٌ من فرائض الله ، ولا اختلف اثنان في حكم الله إلاّ وجدتم علم ذلك عندهم من كتاب الله وسُنّة نبيه ، فأما إذا فعلتم ما فعلتم فذوقوا وبال أمركم ، ( وسيعلم الذي ظلموا أي منقلب ينقلبون ) (61) ، (62).

    احتجاج المقداد :

    1 ـ من احتجاج له لما بويع عثمان ، روى بعضهم قال : دخلت مسجد رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ فرأيت رجلاً جاثيا على ركبتيه يتلهف تلهف من كانت الدنيا له فسلبها ، وهو يقول : واعجبا لقريش ودفعهم هذا الامر عن أهل بيت نبيهم وفيهم أول المؤمنين... (63).
    2 ـ عن المعروف بن سويد ، قال : كنت بالمدينة أيّام بويع عثمان ، فرأيت رجلاً في المسجد جالساً وهو يصفق بإحدى يديه على الاخرى ، والناس حوله ويقول : واعجباً من قريش واستئثارهم بهذا الامر على أهل هذا البيت ، معدن الفضل ، ونجوم الارض ونور البلاد ، والله إن فيهم لرجلاً ما رأيت رجلاً بعد رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ أولى منه بالحق ، ولا أقضى بالعدل ، ولا آمر بالمعروف ، ولا أنهى عن المنكر.
    فسألت عنه فقيل : هذا المقداد ، فتقدمت إليه وقلت : أصلحك الله مَنْ الرجل الذي تذكره ؟ فقال : ابن عم نبيك رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ عليّ بن أبي طالب ـ عليه السلام ـ.
    قال : فلبثت ما شاء الله ، ثم أني لقيت أبا ذر ـ رحمه الله ـ فحدثته ما قال المقداد.
    فقال : صدق.
    قلت : فما يمنعكم أن تجعلوا هذا الامر فيهم ؟
    قال : أبى ذلك قومهم.
    قلت : فما يمنعكم أن تعينوهم ؟
    قال : مه لا تقل هذا ، إياكم والفرقة والاختلاف.
    قال : فسكت عنه ثم كان من الامر بعد ما كان (64).

    احتجاج قيس بن سعد بن عبادة :

    قال علي بن سليمان النوفلي : سمعتُ أُبَيَّاً يقول : ذكر سعد بن عبادة يوماً عليّاً بعد يوم السقيفة ، فذكر أمراً من أمره نسيه أبو الحسن ، يوجب ولايته ، فقال له ابنه قيس بن سعد : أنت سمعت رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلم ـ يقول هذا الكلام في عليّ بن أبي طالب ـ عليه السلام ـ ثم تطلب الخلافة ، ويقول أصحابك منّا أمير ومنكم أمير ! لاكلمتك والله من رأسي بعد هذا كلمة أبداً (65).
    وسوف يأتي احتجاجه على معاوية في شأن الخلافة ودفاعه عن أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ.

    احتجاج أبي سفيان :

    لما اجتمع المهاجرون على بيعة أبي بكر ، أقبل أبو سفيان وهو يقول : أما والله إني لارى عجاجة لا يطفئها إلاّ الدم ، يالعبد مناف ، فيم أبو بكر من أمركم ! أين المستضاف ؟ أين الأذلاّن ! ـ يعني عليّاً والعباس ـ ، ما بال هذا في أقلّ حيّ من قريش ، ثم قال لعلي : ابسط يدك أُبايعك ، فو الله إن شئت لأملأنّها على أبي فضيل ـ يعني أبا بكر ـ خيلاً ورجالاً ، فامتنع عليه عليّ ـ عليه السلام ـ ، فلما يئس منه قام عنه وهو ينشد شعر المتلمس :

    ولا يُقيِمُ على ضيم يُــرادُ به‌ِ * إلاّ الاذلان ، عَيـرُ الحيّ والوتد هذا على الخسف مربوط برمتِهِ * وَذا يُشجُّ فلا يَرثِي لهُ أحَدُ (66)
    ونكتفي بهذا القدر من الاحتجاجات مع الاحالة إلى بقية المناظرات الاخرى في أصل هذا الكتاب لما في بعضها من السبق الزماني الذي يعود إلى عصر صدر الاسلام.
    وبعد كل هذه الشواهد والبراهين التي مرت عليك نستكشف أن مسألة الاحتجاج والمناظرة في أحقية أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ‍ وإثبات ذلك بالنصوص الشرعية وغيرها تعود إلى الصدر الاول من الاسلام ، وهكذا استمرت عبر العصور المختلفة وإلى يومنا هذا.
    ____________
    (1) انظر : مقالات الاسلاميين للاشعري ص2.
    (2) سورة الاعراف : الاية 150.
    (3) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج11 ص111.
    (4) الامامة والسياسة لابن قتيبة ج1 ص18 ـ 19 ، السقيفة للجوهري ص60 ـ 61 ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 6 ص 11 ـ 12.
    (5) مروج الذهب للمسعودي ج2 ص307.
    (6) نهج البلاغة للامام علي ـ عليه السلام ـ ص502 من حكمه رقم : 190.
    قال بن أبي الحديد في شرح النهج ج18 ص416 : حديثه ـ عليه السلام ـ في النثر والنظم المذكورين مع أبي بكر وعمر.
    أما النثر فإلى عمر توجيهه ، لان أبا بكر لما قال لعمر : امدد يدك ، قال له عمر : أنت صاحب رسول الله في المواطن كلّها ، شدّتها ورخائها ، فامدد أنت يدك. فقال عليّ ـ عليه السلام ـ : إذا احتججتَ لاستحقاقه الامر بصحبته إيّاه في المواطن كلّها ، فهلا سلّمت الامر إلى من قد شركه في ذلك ، وزاد عليه بالقرابة !!.
    وأما النظم فموجّه إلى أبي بكر ؛ لان أبا بكر حاج الانصار في السقيفة. فقال : نحن عترة رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ ، وبيضته التي تفقّأت عنه ، فلما بويع احتجّ على الناس بالبيعة ، وأنها صدرت عن أهل الحلّ والعقْد. فقال علي ـ عليه السلام ـ : أما احتجاجك على الانصار بأنك من بيضة رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ ومن قومه ، فغيرك أقرب نسبا منك إليه.
    وأما احتجاجك بالاختيار ورضا الجماعة بك ، فقد كان قوم من جملة الصحابة غائبين لم يحضروا العقد فكيف يثبت !.
    (7) نهج البلاغة للامام علي ـ عليه السلام ـ ص336 من كلام له رقم : 217 ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج11 ص109.
    (8) نهج البلاغة للامام علي ص451 كتاب رقم : 62 ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج17 ص151 ، الامامة والسياسة لابن قتيبة ج1 ص133 بتفاوت.
    (9) نهج البلاغة للامام علي عليه السلام ص48 وهي الخطبة الثالثة ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ، تذكرة الخواص للسبط ابن الجوزي الحنفي ص124 ، الاحتجاج ج1 ص191 ، الارشاد للمفيد ص167 ، معاني الاخبار للصدوق ج2 ص343 ، مصادر نهج البلاغة للسيد عبد الزهراء الخطيب ج2 ص20 ـ 31 ، مدارك نهج البلاغة لكاشف الغطاء ص237 ، الغدير للعلامة الاميني ج7 ص82 ـ 85 ، فإنه ذكر 28 مصدرا ، المعيار والموازنة لابي جعفر الاسكافي ، والجدير بالذكر ان سنة وفاته 240 هـ ، وهو معتزلي وهذا يعني ان الخطبة الشقشقية كانت معروفة قبل وفاة الشريف الرضي بأكثر من قرن ونصف من الزمان.
    (10) نهج البلاغة للامام علي ـ عليه السلام ـ ص 246 رقم الخطبة : 172 ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج9 ص305 ، الامامة والسياسة لابن قتيبة ج1 ص144 ط مصطفى محمد بمصر وج1 ص134 ط الحلبي ، بتفاوت.
    على أن تذمر الامام عليّ ـ عليه السلام ـ من قريش لا يخفى على كل باحث إذ أعرب بصراحة في مواقف عديدة عن عداء قريش لال محمد ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ وكذلك أخبر النبي ـ‍ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ بذلك وقد روته كتب السنّة أجمع ، فكان صرف الخلافة عنه لازما بموجب هذا العداء ، وأما تذرع من يتذرع بصغر سن الامام وخوف الفتنة فما هو إلا كتمسك الغريق بقشة ، راجع : كتاب الغدير والمعارضون للسيد جعفر مرتضى العاملي لتقف على عشرات النصوص المصرحة بهذا العداء بعهد النبي الاكرم ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ‍ والمنقولة من كتب السنة.
    (11) وقد أشار النبي ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ إلى ذلك بقوله للانصار : ستلقون بعدي أثرة ، والاثرة هي : الاستئثار والاستبداد بالامر. راجع : شرح النهج لابن أبي الحديد ج9 ص243.
    (12) نهج البلاغة للامام علي ـ عليه السلام ـ من كلام له رقم : 162 ص231 ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج9 ص241.
    (13) وهذا الحدث التاريخي قد صرحت به الاية الشريفة ( وما مُحَمّد إلاّ رسول قد خَلت مِنْ قَبله الرّسُل أفائِن مات او قُتِلَ انقلبتُم على أعقابكم ومَنْ ينقَلِب على عَقبيه فلن يَضُرَّ الله شيئاً وسيجزي الله الشاكرين ) سورة آل عمران : الاية 144.
    (14) الولائج جمع وليجة ، وهي : البطانة يتخذها الانسان لنفسه.
    (15) قال ابن أبي الحديد في شرح النهج ج9 ص123 ، في شرحه لهذه الخطبة : وهجروا السبب ، يعني أهل البيت أيضا ، وهذه إشارة إلى قول النبي ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ : خلّفت فيـكم الثقلين ، كتـاب الله وعترتي أهـل بيتي ، حبـلان ممدودان من السماء إلى الارض ، لا يفترقان حتى يردا عليّ الحوض ، فعبّر أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ عن أهل الـبيت ـ علـيهم الـسلام ـ‍ بلفظ ( السبب ) لمّا كان النبي ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ قال : (حبلان) ، والسبب في اللغة : الحبل.
    (16) الرّصّ مصدر رصصت الشيء أرصّه ، أي ألصقت بعضه ببعـض ، ومنـه قولـه تعـالى : ( كأنهم بنيان مرصوص ) سورة الصف : الاية 5.
    (17) نهج البلاغة للامام علي ـ عليه السلام ـ ص209 رقم الخطبة : 150 ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج9 ص132.
    (18) لا شك أن العقل والشرع يقضيان بالفارق الكبير بين من يقول : أقيلوني ، وبين من يقول : سلوني.
    (19) نهج البلاغة للامام علي ـ عليه السلام ـ ص201 خطبة رقم : 144 ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج9 ص84.
    (20) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج2 ص119 ، ومثله بتفاوت في ج16 ص148 ، ونهج البلاغة ص409 رقم الكتاب : 36.
    (21) جاء في شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد ج 4 ص 106 عن المسيّب بن نجبة قال : بينا عليّ ـ‍ عليه السلام ـ يخطب إذ قام أعرابيّ ، فصاح وامظلمتاه ! فاستدناه عليّ ـ عليه السلام ـ ، فلما دنا ، قال له : إنما لك مظلمة واحدة ، وأنا قد ظُلمت عدد المدَر والوبر ، قال : وفي رواية عباد بن يعقوب ، أنّه دعاه ، فقال له : ويحك ! وأنا والله مظلوم أيضاً ، هاتِ فلنَدْعُ على مَنْ ظلمنا.
    (22) راجع : شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج9 ص306 ـ 307 وج10 ص286.
    (23) قوله ـ عليه السلام ـ : الان إذ رجع الحق الى أهله : صريح كل الصراحة ولا يحتاج إلى تأويل أو تفسير ، ولازمه : أن الخلافة لم تكن عند أهلها وفي موضعها وقد فهم ابن أبي الحديد هذا المعنى ، ولكن حاول ان يؤوّله كما هي عادته في كل نص صريح لا يقبل التأويل والتفسير.
    (24) نهج البلاغة للامام علي ـ عليه السلام ـ ص 47 من الخطبة الثانية ، شرح نهج البـلاغة لابـن أبي الحديد ج1 ص138 ـ 139.
    (25) نهج البلاغة للامام علي ـ عليه السلام ـ ص68 رقم الخطبة : 26 ، الامامة والسياسة لابن قتيبة ج 1 ص 134 بتفاوت ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج2 ص20.
    (26) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج20 ص298 ، من حكمه المنسوبة اليه ـ عليه السلام ـ‍ رقم : 413.
    (27) شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد ج20 ص326 ، من حكمه المنسوبة اليه ـ عليه السلام ـ‍ رقم : 734 ، وجاء في شرح النهج ايضاً ج 6 ص 45 : عن حبيب بن ثعلبة بن يزيد ، قال : سمعت علياً يقول : أما وربّ السماء والارض ، ثلاثاً ، إنه لعهد النبيّ الامي إليّ لتغدرَنّ بك الامة من بعدي.
    (28) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج20 ص326 ، من حكمه المنسوبة اليه ـ عليه السلام ـ‍ رقم : 736.
    (29) شرح نهج البلاغة ج4 ص107 ـ 108.
    (30) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج2 ص47 ، سفينة البحار للقمي ج1 ص503 و 504.
    (31) نهج البلاغة للامام علي ـ عليه السلام ـ ص102 رقم الخطبة : 74 ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج6 ص166.
    (32) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج1 ص307.
    (33) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 1 ص308.
    (34) نهج البلاغة للامام عليّ ـ عليه السلام ـ ص500 من حكمه رقم : 166.
    قال ابن أبي الحديد في شرح النهج ج18 ص390 في شرحه لهذه الكلمة : لعل هذه الكلمة قالها في جواب سائل سأله : لم أخّرت المطالبة بحقك من الامامة ، ولا بد من إضمار شيء في الكلام على قولنا وقول الامامية لانّا نحن نقول : الامر حقّه بالافضلية ، وهم يقولون : إنه حقّه بالنصّ وعلى كلا التقديرين فلا بد من إضمار شيء في الكلام لان لقائل أن يقول له ـ عليه السلام ـ : لو كان حقك من غير أن يكون للمكلفين فيه نصيب لجاز ذلك أن يؤخر كالدين الّذي يستحقّ على زيد يجوز لك أن تؤخره لانه خالصٌ لك وحدك ، فأما إذا كان للمكلفين فيه حاجةٌ ماسّة لم يكن حقك وحدك لان مصالح المكلفين منوطة بإمامتك دون إمامة غيرك ، فكيف يجوز لك تأخير ما فيه مصلحة المكلفين ؟ فإذن لا بد من إضمار شيء في الكلام ، وتقديره لا يعاب المرء بتأخير حقه إذا كان هناك مانع عن طلبه ويستقيم المعنى حينئذٍ على المذهبين...
    (35) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج20 ص326 ، من حكمه المنسوبة إليه ـ عليه السلام ـ‍ رقم : 733.
    (36) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج20 ص328 ، من حكمه المنسوبة اليه ـ عليه السلام ـ‍ رقم : 764.
    (37) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 20 ص 298 رقم : 414.
    (38) السقيفة للجوهري ص62 ، شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد ج6 ص14.
    (39) شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد ج2 ص58.
    (40) فرائد السمطين ج1 ص320 ح251.
    (41) راجع في ذلك : الغدير للاميني ج1 ص159 ـ 196 ، والاحتجاج للطبرسي.
    (42) سورة يونس : الاية 35.
    (43) راجع : بلاغات النساء لابن أبي طيفور المتوفى سنة 280 هـ ص12 ـ 19 ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج16 ص233 ـ 234 ، أعلام النساء لعمر رضا كحالة ج3 ص208 ـ ، الاحتجاج للطبرسي ج1 ص108 ـ 109.
    (44) اشارة الى قول أبي بكر ـ وذلك لمّا بويع ـ قال له أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ : أفسدت علينا أمورنا ، ولم تستشر ، ولم ترع لنا حقاً ، فقال أبو بكر : بلى ، ولكني خشيت الفتنة. انظر : مروج الذهب للمسعودي ج2 ص307.
    (45) سورة التوبة : الاية 49.
    (46) سورة آل عمران : الاية 85.
    (47) راجع : الاحتجاج للطبرسي ج1 ص101 ، بلاغات النساء لابن أبي طيفور ص19 ـ 20 ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج16 ص251 بتفاوت ، أعلام النساء لكحالة ج3 ص219.
    (48) راجع : شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج6 ص42 ـ 43 ، الصواعق المحرقة لابن حجر ص175 ط المحمدية وص105 ط الميمنية بمصــر ، الاتحاف بحب الاشراف للشبراوي ص7.
    (49) الاحتجاج للطبرسي ج 2 ص287 ـ 288.
    (50) الصواعق المحرقة لابن حجر ص175 ط المحمدية وص105 ط الميمنية بمصر ، الاحتجاج للطبرسي ج2 ص292.
    (51) سوف تأتي هذه المناظرة.
    (52) الامامـة والسياسـة لابـن قتيبة ص 15 ، تاريـخ اليعقوبي ج2 ص104 ، شرح نهج البلاغة ج1 ص221.
    (53) تاريخ اليعقوبي ج2 ص124.
    (54) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج6 ص21 ، بحار الانوار ج28 ص352.
    (55) تاريخ اليعقوبي ج2 ص124.
    (56) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج2 ص49 وج6 ص43.
    (57) اشارة الى الحديث النبوي الشريف : (ستحذو أُمتي حذو النعل بالنعل ، والقذّة بالقذّة ، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتم فيه).
    راجع : مسند أحمد ج 5 ص340 ، كنز العمال ج11 ص134 ح30924 ، كتاب السنة لابن أبي عاصم ج1 ص25 ح45 ، المعجم الكبير للطبراني ج17 ص13 ح3 ، مستدرك الحاكم ج1 ص129 ، جامع الاصول ج10 ص408 ح7471 ، مجمع الزوائد ج7 ص260 ، الدر المنثور ج2 ص62 ، كتاب سليم بن قيس ص79 ـ 93 ، بحار الانوار ج13 ص180 ح10.
    (58) جاء في انساب الاشراف للبلاذري ج 1 ص 591 قال سلمان الفارسي حين بويع أبو بكر : كرداذ وناكرداذ ، اي عملتم وما عملتم ، لو بايعوا علياً لاكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم.
    (59) الاحتجاج ج1 ص111.
    (60) السقيفة للجوهري ص 62 ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج6 ص13.
    (61) سورة الشعراء : الاية 227.
    (62) تاريخ اليعقوبي ج2 ص171 عند ذكر ما نقم على أبي ذر.
    (63) تاريخ اليعقوبي ج2 ص114.
    (64) السقيفة للجوهري ص81 ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج9 ص21 ـ 22.
    (65) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج6 ص44.
    (66) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج1 ص221 ـ 222.




    متى يا غريب الحي عيني تراكم ...وأسمع من تلك الديار نداكم

    ويجمعنا الدهر الذي حال بيننا...ويحظى بكم قلبي وعيني تراكم

    أنا عبدكم بل عبد عبد لعبدكم ...ومملوككم من بيعكم وشراكم

    كتبت لكم نفسي وما ملكت يدي...وإن قلت الأموال روحي فداكم

    ولي مقلة بالدمع تجري صبابة...حرام عليها النوم حتى تراكم

    خذوني عظاما محملا أين سرتم ...وحيث حللتم فادفنوني حذاكم
  • almawood24
    يماني
    • 04-01-2010
    • 2174

    #2
    رد: احتجاج اهل البيت عليهم السلام ومطالبته بحقهم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله وصلى الله على محمد وآله الأئمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا
    بسم الله الرحمن الرحيم
    موفق بإذن الله ... لك مني أجمل
    وننتضر منك المزيد ووفقك الله لكل خير وحماك من كل مكروه وجعلنا وأياك من الانصار للامام شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
    من اقوال الامام احمد الحسن عليه السلام في خطبة الغدير
    ولهذا أقول أيها الأحبة المؤمنون والمؤمنات كلكم اليوم تملكون الفطرة والاستعداد لتكونوا مثل محمد (ص) وعلي (ص) وآل محمد (ص) فلا تضيعوا حظكم، واحذروا فكلكم تحملون النكتة السوداء التي يمكن أن ترديكم وتجعلكم أسوء من إبليس لعنه الله إمام المتكبرين على خلفاء الله في أرضه، أسأل الله أن يتفضل عليكم بخير الآخرة والدنيا.

    Comment

    • فأس ابراهيم
      عضو مميز
      • 27-05-2009
      • 1051

      #3
      رد: احتجاج اهل البيت عليهم السلام ومطالبته بحقهم

      اللهم صل على محمد وال محمد الائمة والمهديين

      16 ـ قوله ـ عليه السلام ـ وقد سمع صارخا ينادي : أنا مظلوم ، فقال : هلمّ فلنصرُخ معا ، فإني مازلت مظلوما.

      جزاكم الله خير يا انصار الله , ارفعوا شيء من مظلومية اهل بيت نبيكم , وتاجروا بتجارتهم , فلم تبقى في هذه الارض بقعة الا وفيها ظلم لال محمد عليهم السلام
      ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس
      وفقكم الله وثبتنا الله واياكم وجميع الانصار على ولاية الطاهر احمد عليه افضل الصلاة والسلام

      Comment

      • istdar alfalak
        مشرف
        • 22-08-2010
        • 826

        #4
        رد: احتجاج اهل البيت عليهم السلام ومطالبته بحقهم

        وفقكم الله لكل خير

        حتى لا يبقى حجه لمن يدعون أن آل محمد ص لم يطالبوا بحقهم ولم يبينوا مظلوميتهم

        وسيعلم الذين ظلموا آل بيت محمد ص اي منقلب ينقلبون...
        قال يماني ال محمد ع

        ( أيها الناس لا يخدعكم فقهاء الضلال وأعوانهم أقرئوا, ابحثوا, دققوا, تعلموا, واعرفوا الحقيقة بأنفسكم لا تتكلوا على احد ليقرر لكم اخرتكم فتندموا غدا حيث لا ينفعكم الندم (وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا ) هذه نصيحتي لكم فو الله إنها نصيحة مشفق عليكم رحيم بكم فتدبروها وتبينوا الراعي من الذئاب)

        Comment

        • Be Ahmad Ehtadait
          مشرف
          • 26-03-2009
          • 4471

          #5
          رد: احتجاج اهل البيت عليهم السلام ومطالبته بحقهم

          بسم الله الرحمن الرحيم

          اللهم صل على محمد وآل محمد الائمه والمهديين وسلم تسليما كثيرا

          شكرا جزيلا لمروركم ... ان شاء الله يكون هذا الموضوع حجه على كل من قال ويسمتر بقوله بان اهل البيت ع لم يطالبوا بحقهم

          والحمدلله رب العالمين



          متى يا غريب الحي عيني تراكم ...وأسمع من تلك الديار نداكم

          ويجمعنا الدهر الذي حال بيننا...ويحظى بكم قلبي وعيني تراكم

          أنا عبدكم بل عبد عبد لعبدكم ...ومملوككم من بيعكم وشراكم

          كتبت لكم نفسي وما ملكت يدي...وإن قلت الأموال روحي فداكم

          ولي مقلة بالدمع تجري صبابة...حرام عليها النوم حتى تراكم

          خذوني عظاما محملا أين سرتم ...وحيث حللتم فادفنوني حذاكم

          Comment

          Working...
          X
          😀
          🥰
          🤢
          😎
          😡
          👍
          👎