إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

جانب من صلاة الجمعة التي اقيمت في مدينة كوبرم في ولاية فكتوريا باستراليا بتاريخ 11 شعبان سنة 1434 هجري قمري الخطبة الثانية

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • sahebnoon
    عضو جديد
    • 28-10-2009
    • 35

    جانب من صلاة الجمعة التي اقيمت في مدينة كوبرم في ولاية فكتوريا باستراليا بتاريخ 11 شعبان سنة 1434 هجري قمري الخطبة الثانية

    الخطبة الاولى

    اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
    بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا ونبينا ابي القاسم محمد ص وعلى اهل بيته الطيبين الطاهرين الائمة والمهديين وسلم تسليما
    السلام عليكم اخوتي في الله ورحمة الله وبركاته

    الحمد لله رب العالمين مالك الملك مجري الفلك مسخر الرياح فالق الاصباح الذي بعد فلا يرى وقرب فشهد النجوى تبارك وتعالى والحمد لله على حلمه بعد علمه والحمد لله على عفوه بعد قدرته والحمد لله على طول اناته في غضبه. اوصيكم اخواني في الله ونفسي اولا بتقوى الله واتباع امره واجتناب نهيه

    احتجاجات عبد الله بن جعفر على معاوية
    أبان عن سليم، قال: حدثني عبد الله بن جعفر بن أبي طالب قال: كنت عند معاوية
    ومعنا الحسن والحسين وعنده عبد الله بن العباس والفضل بن العباس.
    فالتفت إلي معاوية فقال: يا عبد الله بن جعفر، ما أشد تعظيمك للحسن والحسين
    والله ما هما بخير منك ولا أبوهما خير من أبيك، ولولا أن فاطمة بنت رسول الله أمهما لقلت: ما أمك أسماء بنت عميس دونها!
    فغضبت من مقالته وأخذني ما لم أملك معه نفسي، فقلت: والله إنك لقليل المعرفة
    بهما وبأبيهما وبأمهما. بل والله لهما خير مني ولأبوهما خير من أبي ولأمهما خير من
    أمي. يا معاوية، إنك لغافل عما سمعته أنا من رسول الله صلی الله عليه و اله يقول فيهما وفي أبيهما وفي أمهما، قد حفظته ووعيته ورويته.
    قال معاوية: هات ما سمعت - وفي مجلسه الحسن والحسين وعبد الله بن عباس
    والفضل بن عباس وابن أبي لهب - فوالله ما أنت بكذاب ولا متهم. فقلت: إنه أعظم مما في نفسك. قال: وإن كان أعظم من أحد وحراء جميعا، فلست أبالي إذا لم يكن في المجلس أحد من أهل الشام وإذ قتل الله صاحبك وفرق جمعكم وصار الأمر في أهله ومعدنه فحدثنا فإنا لا نبالي ما قلتم ولا ما ادعيتم.
    الصفحة 362
    بنو أمية الشجرة الملعونة في القرآن
    قلت: سمعت رسول الله صلی الله عليه و اله - وقد سئل عن هذه الآية: (وما جعلنا الرؤيا التي
    أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن) (1)- فقال: (إني رأيت اثني عشر
    رجلا من أئمة الضلالة يصعدون منبري وينزلون، يردون أمتي على أدبارهم القهقرى.
    فيهم رجلان من حيين من قريش مختلفين تيم وعدي، وثلاثة من بني أمية، وسبعة من ولد الحكم بن أبي العاص). وسمعته يقول: (إن بني أبي العاص إذا بلغوا ثلاثين رجلا جعلوا كتاب الله دخلا وعباد الله خولا ومال الله دولا).
    نص رسول الله صلی الله عليه و اله على الأئمة الاثني عشر عليهم السلام
    يا معاوية، إني سمعت رسول الله صلی الله عليه و اله يقول - وهو على المنبر وأنا بين يديه وعمر بن أبي سلمة وأسامة بن زيد وسعد بن أبي وقاص وسلمان الفارسي وأبو ذر والمقداد
    والزبير بن العوام - وهو يقول: (ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم)؟ فقلنا: بلى،
    يا رسول الله. قال: (أليس أزواجي أمهاتكم)؟ قلنا: بلى، يا رسول الله. قال: (من كنت
    مولاه فعلي مولاه - وضرب بيديه على منكب علي عليه السلام - اللهم وال من والاه وعاد من عاداه).
    (أيها الناس، أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ليس لهم معي أمر. وعلي من بعدي
    أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ليس لهم معه أمر. ثم ابني الحسن من بعد أبيه أولى بالمؤمنين من أنفسهم ليس لهم معه أمر. ثم ابني الحسين من بعد أخيه أولى بالمؤمنين
    من أنفسهم ليس لهم معه أمر).
    إخبار رسول الله صلی الله عليه و اله عن شهادة نفسه والأئمة عليهم السلام
    ثم عاد صلی الله عليه و اله فقال: (أيها الناس، إذا أنا استشهدت فعلي أولى بكم من أنفسكم، فإذا استشهد علي فابني الحسن أولى بالمؤمنين منهم بأنفسهم، فإذا استشهد ابني الحسن

    فابني الحسين أولى بالمؤمنين منهم بأنفسهم، فإذا استشهد ابني الحسين فابني علي بن الحسين أولى بالمؤمنين منهم بأنفسهم ليس لهم معه أمر). ثم أقبل على علي عليه السلام فقال:
    (يا علي، إنك ستدركه فاقرأه عني السلام. فإذا استشهد فابنه محمد أولى بالمؤمنين
    منهم بأنفسهم، وستدركه أنت يا حسين فاقرأه مني السلام. ثم يكون في عقب محمد رجال واحد بعد واحد وليس لهم معهم أمر). ثم أعادها ثلاثا ثم قال: (وليس منهم
    أحد إلا وهو أولى بالمؤمنين منهم بأنفسهم ليس معه أمر، كلهم هادون مهتدون تسعة
    من ولد الحسين).
    فقام إليه علي بن أبي طالب عليه السلام وهو يبكي، فقال: بأبي أنت وأمي يا نبي الله، أتقتل؟
    قال: (نعم، أهلك شهيدا بالسم، وتقتل أنت بالسيف وتخضب لحيتك من دم رأسك، ويقتل ابني الحسن بالسم، ويقتل ابني الحسين بالسيف، يقتله طاغي بن طاغي، دعي
    بن دعي، منافق بن منافق.
    هلاك أبي بكر وعمر وعثمان بتقرير معاوية
    فقال معاوية: يا بن جعفر، لقد تكلمت بعظيم ولئن كان ما تقول حقا لقد هلكت وهلك
    الثلاثة قبلي وجميع من تولاهم من هذه الأمة، ولقد هلكت أمة محمد وأصحاب محمد من
    المهاجرين والأنصار غيركم أهل البيت وأوليائكم وأنصاركم.
    فقلت: والله إن الذي قلت حق سمعته من رسول الله صلی الله عليه و اله.
    فقال معاوية: يا حسن ويا حسين ويا بن عباس، ما يقول ابن جعفر؟ فقال
    ابن عباس: إن لا تؤمن بالذي قال فأرسل إلى الذين سماهم فاسألهم عن ذلك. فأرسل معاوية إلى عمر بن أبي سلمة وإلى أسامة بن زيد فسألهما، فشهدا أن الذي قال عبد الله بن جعفر قد سمعناه من رسول الله صلی الله عليه و اله كما سمعه. وكان هذا بالمدينة أول سنة جمعت الأمة على معاوية.

    قال سليم: وسمعت ابن جعفر يحدث بهذا الحديث في زمان عمر بن الخطاب.
    الحجج المعصومين الأربعة عشر عليهم السلام
    فقال معاوية: يا بن جعفر، قد سمعناه في الحسن والحسين وفي أبيهما، فما سمعت
    في أمهما؟ - ومعاوية كالمستهزء والمنكر -.
    فقلت: بلى، قد سمعت من رسول الله صلی الله عليه و اله يقول: (ليس في جنة عدن منزل أشرف
    ولا أفضل ولا أقرب إلى عرش ربي من منزلي. نحن فيه أربعة عشر إنسانا، أنا وأخي
    علي وهو خيرهم وأحبهم إلي، وفاطمة وهي سيدة نساء أهل الجنة، والحسن
    والحسين وتسعة أئمة من ولد الحسين. فنحن فيه أربعة عشر إنسانا في منزل واحد أذهب الله عنا الرجس وطهرنا تطهيرا، هداة مهديين.
    أنا المبلغ عن الله وهم المبلغون عني وعن الله عز وجل. وهم حجج الله تبارك
    وتعالى على خلقه وشهدائه في أرضه وخزانه على علمه ومعادن حكمه. من أطاعهم
    أطاع الله ومن عصاهم عصى الله. لا تبقى الأرض طرفة عين إلا ببقائهم، ولا تصلح الأرض إلا بهم. يخبرون الأمة بأمر دينهم وبحلالهم وحرامهم. يدلونهم على رضى ربهم
    وينهونهم عن سخطه بأمر واحد ونهي واحد، ليس فيهم اختلاف ولا فرقة ولا تنازع.
    يأخذ آخرهم عن أولهم إملائي وخط أخي علي بيده، يتوارثونه إلى يوم القيامة. أهل الأرض كلهم في غمرة وغفلة وتيه وحيرة غيرهم وغير شيعتهم وأوليائهم. لا يحتاجون إلى
    أحد من الأمة في شئ من أمر دينهم، والأمة تحتاج إليهم. وهم الذين عنى الله في
    كتابه (1) وقرن طاعتهم بطاعته وطاعة رسوله فقال: (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي
    الأمر منكم). (2)
    ____________
    قال: فأقبل معاوية على الحسن والحسين وابن عباس والفضل بن عباس وعمر بن
    أبي سلمة وأسامة بن زيد، فقال: كلكم على ما قال ابن جعفر؟ فقالوا: نعم. قال:
    يا بني عبد المطلب، إنكم لتدعون أمرا عظيما وتحتجون بحجج قوية إن كانت حقا.
    وإنكم لتضمرون على أمر تسرونه والناس عنه في غفلة عمياء. ولئن كان ما تقولون حقا لقد هلكت الأمة وارتدت عن دينها وتركت عهد نبينا غيركم أهل البيت ومن قال بقولكم فأولئك في الناس قليل.
    2
    احتجاجات ابن عباس على معاوية
    فأقبل ابن عباس على معاوية فقال: قال الله عز وجل في كتابه: (وقليل من عبادي
    الشكور)(1) ، ويقول: (وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين)(2) ، ويقول: (إلا الذين
    آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم) (3) ، ويقول لنوح: (وما آمن معه إلا قليل). (4)
    وتعجب من ذلك يا معاوية؟ وأعجب من أمرنا أمر بني إسرائيل. إن السحرة قالوا
    لفرعون: (اقض ما أنت قاض إنما تقضي هذه الحياة الدنيا إنا آمنا برب العالمين). (5)
    فآمنوا بموسى وصدقوه واتبعوه. فسار بهم وبمن تبعه من بني إسرائيل فأقطعهم البحر
    وأراهم الأعاجيب وهم يصدقون به وبالتوراة يقرون له بدينه، فمر بهم على قوم
    يعبدون أصناما لهم، فقالوا: (يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة) (1)، ثم اتخذوا العجل فعكفوا عليه جميعا غير هارون وأهل بيته، وقال لهم السامري: (هذا إلهكم وإله
    موسى) (2)، ثم قال لهم بعد ذلك: (ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم).(3) فكان
    من جوابهم ما قص الله في كتابه: (إن فيها قوما جبارين وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها، فإن يخرجوا منها فإنا داخلون) (4) ، حتى قال موسى: (رب إني لا أملك إلا نفسي وأخي فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين)(5) ، ثم قال: (فلا تأس على القوم الفاسقين). (6)
    فاحتذت هذه الأمة ذلك المثال سواء. وقد كانت لهم فضائل وسوابق مع
    رسول الله صلی الله عليه و الهومنازل منه قريبة، ومقرين بدين محمد والقرآن حتى فارقهم نبيهم فاختلفوا وتفرقوا وتحاسدوا وخالفوا إمامهم ووليهم حتى لم يبق منهم على ما عاهدوا عليه نبيهم غير صاحبنا الذي هو من نبينا بمنزلة هارون من موسى ونفر قليل لقوا الله
    عز وجل على دينهم وإيمانهم، ورجع الآخرون القهقرى على أدبارهم، كما فعل أصحاب موسى عليه السلام باتخاذهم العجل وعبادتهم إياه وزعمهم أنه ربهم وإجماعهم عليه غير هارون وولده ونفر قليل من أهل بيته.
    ونبينا صلی الله عليه و اله قد نصب لأمته أفضل الناس وأولاهم وخيرهم بغدير خم وفي غير موطن. واحتج عليهم به وأمرهم بطاعته، وأخبرهم أنه منه بمنزلة هارون من موسى، وأنه ولي كل
    مؤمن بعده، وأن كل من كان هو وليه فعلي وليه ومن كان هو أولى به من نفسه فعلي

    أولى به من نفسه، وأنه خليفته فيهم ووصيه، وأن من أطاعه أطاع الله ومن عصاه عصى
    الله ومن والاه والى الله ومن عاداه عادى الله. فأنكروه وجهلوه وتولوا غيره.
    رسول الله صلی الله عليه و اله لم يرض بانتخاب الناس في الخلافة
    يا معاوية(1) ، أما علمت أن رسول الله صلی الله عليه و اله حين بعث إلى مؤتة أمر عليهم جعفر بن
    أبي طالب، ثم قال: (إن هلك جعفر بن أبي طالب فزيد بن حارثة، فإن هلك زيد
    فعبد الله بن رواحة)، ولم يرض لهم أن يختاروا لأنفسهم، أفكان يترك أمته لا يبين لهم خليفته فيهم؟ بلى والله، ما تركهم في عمياء ولا شبهة، بل ركب القوم ما ركبوا بعد البينة وكذبوا على رسول الله صلی الله عليه و اله فهلكوا وهلك من شايعهم وضلوا وضل من تابعهم، فبعدا للقوم الظالمين.
    فقال معاوية: يا بن عباس، إنك لتتفوه بعظيم، والاجتماع عندنا خير من الاختلاف،
    وقد علمت أن الأمة لم تستقم على صاحبك.
    ____________
    ١- من هنا إلى قوله: (شهادة أن لا إله إلا الله...) في (ج) هكذا: وبعث رسول الله صلى الله عليه وآله جعفرا إلى مؤتة فقال:
    (وليت عليكم جعفرا، إن هلك جعفر بن أبي طالب فزيد بن حارثة، فإن هلك زيد فعبد الله بن رواحة)، فقتلوا جميعا. ثم يترك أمته لا يبين لهم من خلفائه من بعده؟ يأمرهم باتباع خيرهم وأعلمهم بكتاب الله وسنة نبيه ويتركهم يختارون لأنفسهم؟ إذا لكان رأيهم لأنفسهم أهدى لهم وأرشد من رأيه واختياره لهم وما ركب القوم ما ركبوا إلا بعد البينة والحجة، وما تركهم رسول الله صلى الله عليه وآله في عمياء ولا شبهة. وإنما هلك أولئك الأربعة الذين تظاهروا على علي عليه السلام وكذبوا على رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: (لم يكن الله ليجمع لنا أهل البيت النبوة والخلافة)، فشبهوا على الناس بشهادتهم وكذبهم.
    فقال معاوية: ما تقول يا حسن؟ فقال عليه السلام: يا معاوية، قد سمعت ما قال ابن جعفر وما قال ابن عباس.
    والعجب منك يا معاوية ومن قلة حيائك وجرأتك على الله أن تقول: (قد قتل الله طاغيتكم ورد الأمر إلى معدنه) فأنت يا معاوية معدن الخلافة دوننا؟ الويل لك ولثلاثة قبلك الذين أجلسوك هذا المجلس وسنوا لك هذه السنة. لأقولن لك قولا ما أريد بذلك إلا أن يسمعه هؤلاء الذين حولي: إن الناس قد اجتمعوا على أشياء كثيرة وليس بينهم فيها اختلاف. اجتمعوا على شهادة أن لا إله إلا الله....

    فقال ابن عباس: إني سمعت رسول الله صلی الله عليه و اله يقول: (ما اختلف أمة بعد نبيها إلا ظهر أهل باطلها على أهل حقها)، وإن هذه الأمة اجتمعت على أمور كثيرة ليس بينها اختلاف
    ولا منازعة ولا فرقة: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله والصلوات الخمس والزكاة المفروضة وصوم شهر رمضان وحج البيت وأشياء كثيرة من طاعة الله،
    واجتمعوا على تحريم الخمر والزنا والسرقة وقطع الأرحام والكذب والخيانة وأشياء كثيرة من معاصي الله. واختلفت في شيئين: أحدهما اقتتلت عليه وتفرقت فيه
    وصارت فرقا يلعن بعضها بعضا ويبرء بعضها من بعض، والثاني لم تقتتل عليه
    ولم تتفرق فيه ووسع بعضهم فيه لبعض وهو كتاب الله وسنة نبيه، وما يحدث زعمت
    أنه ليس في كتاب الله ولا سنة نبيه. وأما الذي اختلفت فيه وتفرقت وتبرأت بعضها من بعض فالملك والخلافة زعمت أنها أحق بهما من أهل بيت نبي الله صلی الله عليه و اله.
    فمن أخذ بما ليس فيه بين أهل القبلة اختلاف ورد علم ما اختلفوا فيه إلى الله
    فقد سلم ونجا من النار ولم يسأله الله عما أشكل عليه من الخصلتين اللتين اختلفت
    فيهما. ومن وفقه الله ومن عليه ونور قلبه وعرفه ولاة الأمر ومعدن العلم أين هو،
    فعرف ذلك كان سعيدا ولله وليا. وكان نبي الله صلی الله عليه و اله يقول: (رحم الله عبدا قال حقا فغنم، أو سكت فسلم).
    جميع العلم عند أهل البيت عليهم السلام
    فالأئمة من أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ومنزل الكتاب ومهبط الوحي ومختلف الملائكة، لا تصلح إلا فيها لأن الله خصها وجعلها أهلا في كتابه وعلى لسان نبيه صلی الله عليه و اله.
    فالعلم فيهم وهم أهله، وهو عندهم كله بحذافيره، باطنه وظاهره ومحكمه ومتشابهه وناسخه ومنسوخه.
    جمع وحفظ القرآن
    يا معاوية، إن عمر بن الخطاب أرسلني في إمارته (1) إلى علي بن أبي طالب عليه السلام: (إني أريد أن أكتب القرآن في مصحف، فابعث إلينا ما كتبت من القرآن).
    فقال عليه السلام: تضرب والله عنقي قبل أن تصل إليه. فقلت: ولم؟ قال عليه السلام(2): لأن الله يقول:
    (لا يمسه إلا المطهرون)(3) ، يعني لا يناله كله إلا المطهرون. إيانا عنى، نحن الذين
    أذهب الله عنا الرجس وطهرنا تطهيرا. وقال: (وأورثنا الكتاب الذين اصطفينا من
    عبادنا)(4) ، فنحن الذين اصطفانا الله من عباده ونحن صفوة الله ولنا ضربت الأمثال
    وعلينا نزل الوحي.
    قال: فغضب عمر وقال: إن ابن أبي طالب يحسب أنه ليس عند أحد علم غيره فمن
    كان يقرأ من القرآن شيئا فليأتنا به فكان إذا جاء رجل بقرآن فقرأه ومعه آخر كتبه، وإلا لم يكتبه.
    فمن قال - يا معاوية - إنه ضاع من القرآن شئ فقد كذب، هو عند أهله مجموع محفوظ.
    أول إعلان رسمي عن إعمال الرأي في دين الله
    ثم أمر عمر قضاته وولاته فقال: (اجتهدوا رأيكم واتبعوا ما ترون أنه الحق) فلم يزل هو وبعض ولاته وقد وقعوا في عظيمة، فكان علي بن أبي طالب عليه السلام يخبرهم بما يحتج به عليهم. وكان عماله وقضاته يحكمون في شئ واحد بقضايا مختلفة فيجيزها لهم، لأن
    الله لم يؤته الحكمة وفصل الخطاب.
    وزعم كل صنف من أهل القبلة أنهم معدن العلم والخلافة دونهم فبالله نستعين
    على من جحدهم حقهم وسن للناس ما يحتج به مثلك عليهم. حسبنا الله ونعم الوكيل.
    الناس تجاه أهل البيت عليهم السلام ثلاثة
    إنما الناس ثلاثة: مؤمن يعرف حقنا ويسلم لنا ويأتم بنا، فذلك ناج نجيب لله ولي، وناصب لنا العداوة يتبرأ منا ويلعننا ويستحل دمائنا ويجحد حقنا ويدين بالبراءة منا،
    فهذا كافر به مشرك ملعون، ورجل آخذ بما لا يختلفون فيه ورد علم ما أشكل عليه إلى الله من ولايتنا ولم يعادنا، فنحن نرجو له فأمره إلى الله.

    اللهم اجعلنا ممن يستمع القول قيتبع احسنه بحق محمد وال محمد الائمة والمهديين صلوات رب عليهم اجمعين

    اللهم الف بين قلوب الانصار ومن على موتاهم بالرحمة والمغفرة وعلى مرضاهم بالشفاء والصحة وعلى فقرائهم بالغنى والثروة وعلى مسافريهم بالوصول الى مقاصدهم سالمين غانمين وعلى احيائهم باللطف والكرامة اللهم وفق الانصار للعمل بين يدي قائم ال محمد ص واجعل خير اعمالهم خواتيمها وخير ايامهم يوم يلقوك اللهم انا نسالك خير الخير رضاك والجنة ونعوذ بك من شر الشر سخطك والنار برحمتك يا ارحم الراحمين وصلى الله على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما

    بسم الله الرحمن الرحيم

    قل هو الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد



    الخطبة الثانية

    اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
    بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما
    اللهم صل على علي امير المؤمنين ووصي رسول رب العالمين
    اللهم صل على خديجة الكبرى ام المؤمنين وخير ازواج رسول الله ص
    اللهم صل على فاطمة الزهراء سيدة النساء اجمعين
    اللهم صل على الحسن المجتبى سيد شباب اهل الجنة
    اللهم صل على الحسين بن علي سيد الشهداء وعلى المستشهدين بين يديه
    اللهم صل على الحوراء زينب فخر المخدرات عقيلة بني هاشم
    اللهم صل على المعصومين من ذرية الحسين ع
    علي بن الحسين
    ومحمد بن علي
    وحعفر الصادق
    وموسى الكاظم
    وعلي بن موسى الرضا
    ومحمد الجواد
    وعلي الهادي
    والحسن العسكري
    والحجة بن الحسن القائم المهدي صلواتك عليهم اجمعين
    اللهم صل على وصي الامام المهدي ع مولانا احمد الحسن ع
    اللهم صل على المهديين من ذرية احمد ع
    اللهم صل على ام المهديين وسلم تسليما


    جاء في كتاب التوحيد لمولانا الامام احمد الحسن عليه السلام في تفسير قوله تعالى
    ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾:
    هو ضمير الغائب يشير إلى الاسم الأعظم الأعظم الأعظم أو الكنه والحقيقة, فالمراد هنا قل لهم إذا كانوا يريدون معرفة حقيقته وكنهه سبحانه وتعالى فهو يعرف بمعرفة الذات الأحدية، فالذات هي حجاب الكنه والحقيقة ولا يعرف ما بعد الحجاب إلا باختراق الحجاب، ولا يخترق الحجاب إلا بالمعرفة، فإذا عرفتم فناء الأسماء الإلهية في الذات أو الله وأحدية الذات ونظرتم فيها ومن خلالها باعتبارها حجاب الكنه والحقيقة عرفتم أن تمام معرفة الحقيقة هي العجز عن المعرفة.
    و ﴿هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ تشير إلى معنيين:
    الأول: هو فناء الأسماء الإلهية في الذات وأحدية الذات في التوحيد الأحدي.
    والثاني: هو فناء الألوهية في الحقيقة في المرتبة الأخيرة، لأن الألوهية فيها الكثرة الاعتبارية لأنها تعني الكمال، وبالتالي التأله إليه لسد النقص والحصول على الكمال وللكمال جهات كثيرة.
    وفي المعنى الأول مرتبتان:
    ففي المرتبة الأولى: الله أحد أي أنه قادر والقدرة ذاته، وراحم والرحمة ذاته، وفي هذه المرتبة الأسماء الإلهية فانية في الذات ولكنها تلاحظ تفصيلاً أي الله القادر العليم الحكيم.
    وفي المرتبة الثانية: الله أحد أي أنه كامل يؤله إليه لسد النقص وتحصيل الكمال، والأسماء الإلهية فانية فيه دون ملاحظتها تفصيلاً بل إجمالاً باعتبارها جهات الكمال، أي النظر إلى الله سبحانه وتعالى الكامل دون النظر أو الالتفات إلى الأسماء الكمالية، ولا يخفى أن في هذا الإجمال تبقى الكثرة كالنار تحت الرماد، فالمقصود هو سد النقص وتحصيل الكمال سواء كان هذا القصد تفصيلياً أم إجمالياً.
    أما المعنى الثاني: الذي تشير له ﴿هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ فهو فناء الألوهية والكمال في الكنه والحقيقة، فلا ينظر إلا للمعبود سبحانه وتعالى باعتباره معبوداً، فلا يبقى للألوهية في هذه المرتبة من التوحيد وجود، بل لا يبقى إلا النظر إلى الحقيقة والكنه أو الاسم الأعظم الأعظم الأعظم (هو) وهذه هي أعلى مراتب التوحيد، وغاية الإنسان وكماله الحقيقي هو عبادة الحقيقة والكنه، ولذلك وصف الرسول الأكرم في أعلى مراتب الارتقاء بالعبد ﴿فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى﴾( ).
    * * *

    ﴿اللَّهُ الصَّمَدُ﴾:
    الصمد: أي الكامل الذي ليس فيه نقص أو ثغرة أو عيب، أي إننا في مقام تنزيه وتسبيح ألوهيته المطلقة وبيان كمالها المطلق، وبالتالي فهو سبحانه المقصود من الخلق لسد النقص في صفحات وجودهم الجسمانية والملكوتية والنورية الكلية في السماء السابعة أو العقلية لمن كان له حظ فيها وكان من المقربين.
    فهذا الوصف للذات الإلهية أي الصمد بيان للكمال الإلهي المطلق من خلال تنزيهه سبحانه عن النقص، وأيضاً بيان للنقص الموجود في الخلق الذي يجعلهم يقصدونه سبحانه وتعالى ليفيض عليهم من فضله.
    وهذا الوصف أي الصمد جاء بعد الأحد أي بعد أن بين طريق معرفة الحقيقة والكنه من خلال أحدية الذات وفناء الأسماء فيها ثم فنائها، والذي أشارت إليه ﴿هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾، فالآن بيان وتفصيل وتوضيح أن جميع الأسماء الإلهية والصفات الكمالية مطلقة منزهة عن النقص ومنطوية في الذات ويدل عليها اسم الله، فوصفه بأنه صمد أي لا جوف فيه أي لا نقص ولا ثغرة في ساحته، بل هو كامل من كل الجهات وحاوي لكل صفات الكمال، ثم شمول هذا الوصف أي الصمد لمعنى السيد الكريم الذي يقصد لقضاء الحوائج للدلالة على أنه سبحانه وتعالى بكماله المطلق المنزه المسبح يقصده الخلق لسد نقائصهم، ولقضاء حاجاتهم للدنيا والآخرة.
    وهذه الآية أي الله الصمد جاءت في مرتبة تنَّـزليّة مع المتلقي، فسورة التوحيد تبدأ من القمة ثم تتنـزل مع المتلقي في التوضيح حتى تنتهي إلى المقارنة مع الخلق ﴿وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ﴾، فمن الحقيقة والكنه وفناء الذات الإلهية ﴿قُلْ هُوَ﴾ إلى أحدية الذات وفناء الأسماء فيها ﴿اللَّهُ أَحَدٌ﴾ إلى وصف الذات الإلهية بأنها الكامل المطلق الذي لا نقص فيه المقصود لقضاء الحوائج ﴿اللَّهُ الصَّمَدُ﴾.
    (الله الصمد): الصمد وكما بينت الكامل المقصود لقضاء الحوائج وسد النقص، فالصمد بيان للكمال المطلق بتسبيحه وتنزيهه سبحانه، فإذا كانت الأسماء والصفات الإلهية تمثل جهات الكمال الإلهية المقصودة، وكل صفة أو إسم بحسبه تمثل جهة من جهات الكمال تقصد من الخلق ومنها يفاض على الخلق، تبين أن جميع الأسماء والصفات منطوية تحت هذه الصفة أو الاسم أي الصمد، فلو توسعنا في الحديث في الصمد فالأمر سيطول لأننا نحتاج للمرور على جميع الأسماء والصفات الموجودة في دعاء الجوشن الكبير على الأقل، وهذا أتركه لمن فهم وأدرك ما قدمت فالإمام الصادق  يقول: (إنما علينا أن نلقي إليكم الأصول وعليكم أن تفرعوا)، والإمام الرضا  يقول: (علينا القاء الأصول وعليكم التفريع) ( ). وأرجو من الله أن يوفق الأخوة من طلبة الحوزة العلمية من أنصار الإمام المهدي  للتوسع والتفصيل وتوضيح المعنى بشكل مبسط للناس.
    وأظن أني قد مررت على الصمد في المتشابهات وربما كان به بعض الفائدة لمن قرأه، وأذكر نفسي وأذكركم بحديث الإمام الباقر  حيث قال : (لو وجدت لعلمي الذي آتاني الله عز وجل حملة لنشرت التوحيد والإسلام والإيمان والدين والشرائع من الصمد، وكيف لي بذلك ولم يجد جدي أمير المؤمنين  حملة لعلمه، حتى كان يتنفس الصعداء ويقـول على المنبر: سلوني قبل أن تفقدوني، فإن بين الجوانح مني علماً جماً، هاه هاه ألا لا أجد من يحمله، ألا وإني عليكم من الله الحجة البالغة) ( ).

    اللهم الف بين قلوب الانصار ومن على موتاهم بالرحمة والمغفرة وعلى مرضاهم بالشفاء والصحة وعلى فقرائهم بالغنى والثروة وعلى مسافريهم بالوصول الى مقاصدهم سالمين غانمين وعلى احيائهم باللطف والكرامة اللهم وفق الانصار للعمل بين يدي قائم ال محمد ص واجعل خير اعمالهم خواتيمها وخير ايامهم يوم يلقوك اللهم انا نسالك خير الخير رضاك والجنة ونعوذ بك من شر الشر سخطك والنار برحمتك يا ارحم الراحمين وصلى الله على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما

    بسم الله الرحمن الرحيم

    قل هو الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎