إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

الامام المهدي عج ** وقصه الجزيره الخضراء **

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • almawood24
    يماني
    • 04-01-2010
    • 2174

    الامام المهدي عج ** وقصه الجزيره الخضراء **

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله وصلى الله على محمد وآله الأئمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الآية التاسعة والثلاثون:
    بِسْمِ اَللَّهِ الْرَّحْمنِ اَلْرَّحِيْمِ
    (فَلَمَّآ أَحَسُّواْ بَأْسَنآ اِذا هُم مِّنْهَا يَرْكُضُونَ) صدق اللّه العلي العظيم سورة الانبياء الآية 12.
    علي بن ابراهيم، قال:حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا عبد اللّه ابن محمد، عن أبي داود، عن سليمان بن سفيان، عن ثعلبة، عن زرارة، عن ابي جعفر عليه السلام في قوله عز وجل: (فَلَمَّآ أَحَسُّواْ بَأْسَنآ) يعني بني امية اذا احسوا بالقائم من آل محمد عليهم السلام (اِذا هُمْ مِنْها يَرْكُضُون لا تَرْكُضُوا واَرْجِعُوا إلى ما اُتْرِفْتُمْ فِيِه ومَسْاكِنُكُم لَعَلَّكُمْ تُسْئَلُون).
    يعني الكنوز التى كنزوها.
    قال (عليه السلام): فيدخل بنو اميّة الى الروم اذا طلبهم القائم (عليه السلام) ثم يخرجهم من الروم ويطالبهم بالكنوز التي كنزوها.
    الحكاية التاسعة والثلاثون: الشيخ محمد تقي البافقي
    لقد كان المرحوم آية اللّه الحاج الشيخ محمد تقي البافقي رحمه اللّه قوياً جداً في ارتباطه بالمولى صاحب العصر والزمان (عجل اللّه تعالى فرجه الشريف) وكان ايمانه في هذا المجال كاملاً الى درجة انه كلّما احتاج شيئا، ذهب الى مسجد جمكران وتشرّف بلقاء الحجّة (عجل اللّه تعالى فرجه الشريف) وأخذ حاجته.
    يقول مؤلف كتاب (خزانة العلماء): قال أحد علماء الحوزة العلمية في مدينة قم المقدسة:
    ان سماحة آية اللّه السيد محمد رضا الگلبايگاني (قدس سره) قال:
    فى زمن آية اللّه العظمى الشيخ عبد الكريم الحائري (مؤسس الحوزة العلميّة في قم)، جاء اربعمائة من طلبة العلوم الدينيّة في الحوزة العلمية الى المرحوم الشيخ محمد تقي البافقي الذي كان مقسماً لشهرية المرحوم الحائري، وطلبوا منه عباءات شتوية.
    وما كان من المرحوم البافقي الاّ ان عرض الاءمر على سماحة آية اللّه الحائري، فقال الاخير:
    من اين أئتي لهم باربعمائة عباءة شتوية؟
    فقال له الشيخ البافقي:نأخذها من حضرة ولي العصر ارواحنا فداه قال:الشيخ الحائري:ليس عندى سبيل لاخذها منه (عجل اللّه تعالى فرجه الشريف).
    فيقول الشيخ البافقي:سآخذها انا منه انشاء اللّه.
    وفي ليلة الجمعة، يذهب الشيخ البافقي الى مسجد جمكران ويتشرف بخدمة المولى (عليه السلام).
    وفي يوم الجمعة، يقول الشيخ البافقي للمرحوم آية اللّه الحائري:
    لقد وعدني صاحب الزمان (عجل اللّه تعالى فرجه الشريف) انه سيتفضل علينا غداً بارسال العباءات!!
    وفي يوم السبت، جاء احد تجّار طهران ومعه اربعمائة عباءة شتوية، وزّعت على الطلّاب.
    إشارة:
    كما ذكرنا سابقا، ان مثل هذه الالطاف ليس غريبة من مثل اهل البيت (عليهم السلام).
    والامام الحجّة (عجل اللّه تعالى فرجه الشريف) وارث آبائه، وهو مظهر الكرم الالهي.
    ولكن، لعلَّ الغريب فيها هو ثقة الشيخ البافقي المطلقة والكاملة بهذه الالطاف الالهية، وخصوصا في عصرنا الحاضر، حيث انّ اغلب الناس يفتقدون لمثل هذا الايمان الراسخ، والارتباط الوثيق، وليس ذلك الاّ بسبب انشغالهم بالدنيا وتعلّقهم بالاسباب الطبيعيّة.
    ولو كان الناس جميعا لهم مثل هذا الارتباط واليقين لكان حالهم غير الذي هم عليه الآن من البؤس والفاقة والحرمان.
    (ان اللّه لا يغيّر ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم).
    الآية الأربعون:
    بِسْمِ اَللَّهِ الْرَّحْمنِ اَلْرَّحِيْمِ
    (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فَي الزَّبُوِر مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الاَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِىَ الصَّلِحُونَ) صدق اللّه العلي العظيم سورة الانبياء الآية 105.
    روى الحافظ القندوزي سليمان الحنفي باسناده قال: عن الباقر والصادق (رضى اللّه عنهما) في قوله تعالى (ولَقَدْ كَتَبْنَا فَي الزَّبُوِر مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الاَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِىَ الصَّلِحُونَ).
    قالا:هم القائم واصحابه.
    الحكاية الاربعون: السيد بحر العلوم (قدس سره)
    يقول العلامة المرحوم الميرزا القمي صاحب كتاب (القوانين):كنت أتباحث مع العلامة بحر العلوم في درس الاستاذ الوحيد البهبهاني وكنت غالبا ما اقرّر البحث له الى ان جئت الى ايران، ثم اشتهر شيئا فشيئا علم السيد بحر العلوم بجميع الصقاع، وكنت استغرب واتعجب من ذلك الى ان وفقني اللّه تعالى لزيارة العتبات المقدسة فعندما تشرفت بزيارة النجف الاشرف التقيت بالسيد وطرحت مسألة فرأيت السيد بحر العلوم بحرا موّاجا وعميقاً من العلوم.
    فقلت:سيدنا عندما كنّا نتباحث معا لم تكن لك هذه المرتبة، وكنت تستفيد منّي، ولكنك الآن مثل البحر؟!
    فقال:يا ميرزا هذه من الاسرار، اقولها لك فلا تحدث بها أحدا ما دمت حيا واكتمها.
    وكيف لا أصير كذلك وقد الصقني سيدي بصدره الشريف في ليلة من الليالي في مسجد الكوفة.
    قلت:كيف تشرفتم بلقائه؟
    قال:ذات ليلة، ذهبت الى مسجد الكوفة، فرأيت سيدي ومولاي ولى العصر (عجل اللّه تعالى فرجه الشريف) مشتغلا بالعبادة، فوقفت وسلمت، فاجابنى وقال:تعال.فتقدمت خطوة اليه، ثم قال:تقدم.فتقدمت خطوة اليه، ثم قال:تقدم.فتقدمت حتى فتح ذراعيه وضمنّي الى صدره المبارك، وهنا انتقل الى صدري ما شاء اللّه تعالى ان ينتقل.
    إشارة:
    ورد في الخبر (ان العلم نور يقذفه اللّه في قلب من يشاء)
    ولا شك في ان الاتقياء الورعين والصالحين العاملين العابدين أحق الناس بهذا الشرف وهذا اللطف.و مجرد المطالعة والبحث لا يوصلان الانسان الى العلم الحقيقي ما دام بعيدا عن الطاعات واداء الواجبات والانتهاء عن المنهيات، فقد يكون المرء حافظا للروايات والقواعد الاصولية، لكنه لا يوفق لاستنباط الحكم الصحيح، وان ذلك يحتاج الى توفيق منه عز وجل، وهذا التوفيق قد يكون بوسيلة الامام المهدى (عجل اللّه تعالى فرجه الشريف) فان اهل البيت عليهم السلام هم الوسائل الى اللّه وهم أسباب الفيوضات الالهية والتوفيقات الربانية، فان عندهم ما نزلت به رسله وهبطت به ملائكته، وبهم يسلك الى الرضوان ويكتسب الجنان.
    فعلى اهل العلم ان لا يتكلوا على مطالعاتهم وفقط في التوصل الى مقام العلماء، بل لابد من ان يقرنوا ذلك بالجدّ في العبادة والتوسل باهل البيت عليهم السلام، وبطبيعة الحال فان هذا لا يعني التكاسل والخمول في طلب العلم والتحصيل، فان التوفيق الالهي انما يشمل المجتهدين المخلصين والعاملين لا الخاملين.
    وقل ربّ زدني علما والحقني بالصالحين
    الملحقات
    الجزيرة الخضراء
    نتبرّك اخيرا بذكر هذه الحكاية الشريفة وهي قصة البحر الابيض والجزيرة الخضراء والتى وجدت فى رسالة مخصوصة فى خزانة أمير المؤمنين (عليه السلام) بخط العالم الفاضل الفضل بن يحيى بن علىّ، والتى نقلها العلامة المجلسي والعلامة النوري.
    قال العلامة المجلسي (قدس سره):
    اقول: وجدت رسالة مشتهرة بقصة الجزيرة الخضراء في البحر الابيض احببت ايرادها لاشتمالها على ذكر من رآه، ولما فيه من الغرائب.
    وانما افردت لها بابا لاني لم اظفر به في الاصول المعتبرة. ولنذكرها بعينها كما وجدتها:
    بسم اللّه الرحمن الرحيم
    الحمد للّه الذي هدانا لمعرفته والشكر له على ما منحنا للاقتداء بسنن سيد بريته محمد الذى اصطفاه من بين خليقته وخصّنا بمحبة علىّ والائمة المعصومين من ذرّيته صلى اللّه عليهم اجمعين الطيبين الطاهرين وسلم تسليما كثيرا.
    وبعد:فقد وجدت فى خزانة أمير المؤمنين (عليه السلام)، وسيّد الوصيّين، وحجة ربّ العالمين، وامام المتّقين، علىّ بن ابي طالب (عليه السلام)، بخط الشيخ الفاضل والعالم العامل، الفضل بن يحيى بن علىّ الكوفى (قدس اللّه روحه) ما هذا صورته:
    الحمد للّه ربّ العالمين وصلّى اللّه على محمد وآله وسلّم.
    وبعد:فيقول الفقير الى عفو اللّه سبحانه تعالى الفضل بن يحيى بن علىّ الطيّبي الامامىّ الكوفى (عفا اللّه عنه): قد كنت سمعت من الشيخين الفاضلين العاملين الشيخ شمس الدين بن نجيح الحلّي والشيخ جلال الدّين عبد اللّه بن الحزام الحلّي (قدّس اللّه روحيهما ونوّر ضريحيهما) فى مشهد سيد الشهداء وخامس أصحاب الكساء مولانا وامامنا أبي عبد اللّه الحسين (عليه السلام)فى النصف من شهر شعبان سنة تسع وتسعين وستمائة من الهجرة النبويّة على مشرّفها محمد وآله أفضل الصلاة وأتمّ التحيّة، حكاية ما سمعاه من الشيخ الصالح التقي والفاضل الورع الزّكىّ زين الدين علي بن فاضل المازندراني، المجاور بالغرىّ - على مشرّفه السلام - حيث اجتمعا به فى مشهد الامامين الزكييّن الطاهرين المعصومين السعيدين (عليهما السلام) بسرّ من رأى وحكى لهما حكاية ما شاهده ورآه فى البحر الأبيض، والجزيرة الخضراء من العجائب فمرّ بى باعث الشوق الى رؤياه، وسألت تيسير لقياه، والاستماع لهذا الخبر من لقلقة فيه باسقاط رواته، وعزمت على الانتقال الى سرّ من رأى للاجتماع به.
    فاتّفق انّ الشيخ زيد الدين علي بن فاضل المازندراني انحدر من سرّ من رأى الى الحلّة فى أوائل شهر شوال من السنة المذكورة ليمضى على جارى عادته ويقيم فى المشهد الغروي على مشرّفه السلام.
    فلمّا سمعت بدخوله الى الحلّة وكنت يومئذ بها قد انتظر قدومه فاذا أنا به وقد أقبل راكبا يريد دار السيد الحسيب، ذي النسب الرّفيع، والحسب المنيع، السيد فخر الدين الحسن بن علىّ الموسوي المازندراني نزيل الحلّة (اطال اللّه بقاه) ولم أكن اذ ذاك الوقت أعرف الشيخ الصالح المذكور لكن خلج فى خاطري انّه هو.
    فلمّا غاب عن عينى تبعته الى دار السيد المذكور فلمّا رآني مقبلا ضحك فى وجهي وعرّفني بحضوره فاستطار قلبى فرحا وسرورا ولم أملك نفسي على الصبر على الدخول اليه فى غير ذلك الوقت.
    فدخلت الدّار مع السيد فخر الدّين فسلّمت عليه، وقبّلت يديه، فسأل السيد عن حالي، فقال له:هو الشيخ فضل بن الشيخ يحيى الطيّبي صديقكم فنهض واقفا وأقعدني فى مجلسه ورحّب بي وأحفى السؤال عن حال أبي وأخي الشيخ صلاح الدّين لأنّه كان عارفا بهما سابقا، ولم أكن فى تلك الأوقات حاضرا بل كنت فى بلدة واسط، أشتغل فى طلب العلم عند الشيخ العالم العامل الشيخ أبي اسحاق ابراهيم بن محمد الواسطي الامامي تغمّده اللّه برحمته، وحشره فى زمرة ائمته (عليهم السلام).
    فتحادثت مع الشيخ الصالح المذكور متّع اللّه المؤمنين بطول بقائه فرأيت فى كلامه امارات تدلّ على الفضل فى أغلب العلوم من الفقه والحديث، والعربيّة بأقسامها، وطلبت منه شرح ما حدّث به الرجلان الفاضلان العالمان العاملان الشيخ شمس الدين والشيخ جلال الدين الحلّيان المذكوران سابقا (عفا اللّه عنهما) فقصّ لي القصّة من أوّلها الى آخرها بحضور السيد الجليل السيد فخر الدين نزيل الحلّة صاحب الدّار، وحضور جماعة من علماء الحلّة والأطراف، قد كانوا أتوا لزيارة الشيخ المذكور وفّقه اللّه، وكان ذلك فى اليوم الحادى عشر من شهر شوال سنة تسع وتسعين وستمائة وهذه صورة ما سمعته من لفظه أطال اللّه بقائه، وربّما وقع فى الألفاظ التى نقلتها من لفظه تغيير، ولكنّ المعاني واحدة قال حفظه اللّه تعالى:
    قد كنت مقيما فى دمشق الشام، منذ سنين، مشتغلا بطلب العلم، عند الشيخ الفاضل الشيخ عبد الرحيم الحنفي وفّقه اللّه لنور الهداية فى علمي الاصول والعربيّة، وعند الشيخ زين الدّين بن علي المغربي الأندلسي المالكي فى علم القراءة لأنّه كان عالما فاضلا عارفا بالقراءات السبع، وكان له معرفة فى أغلب العلوم من الصرف والنحو والمنطق والمعاني والبيان والأصولَيْن وكان ليّن الطبع لم يكن عنده معاندة فى البحث ولا فى المذهب لحسن ذاته.
    فكان اذا جرى ذكر الشيعة يقول: (قال علماء الاماميّة)، بخلاف من المدرّسين فانّهم كانوا يقولون عند ذكر الشيعة:قال علماء الرّافضة، فاختصصت به وتركت التّرددالى غيره، فأقمنا على ذلك برهة من الزّمان أقرأ عليه فى العلوم المذكورة.
    فاتّفق انّه عزم على السّفر من دمشق الشام، يريد الدّيار المصريّة، فلكثرة المحبّة التى كانت بيننا عزّ علىّ مفارقته، وهو ايضا كذلك، فآل الأمر الى انّه هداه اللّه صمّم العزم على صحبتى له الى مصر، وكان عنده جماعة من الغِباء مثلي، يقرؤون عليه فصحبه أكثرهم.
    فسرنا فى صحبتة الى أن وصلنا مدينة بلاد مصر المعروفة بالقاهرة، وهي أكبر من مدائن مصر كلّها، فأقام بالمسجد الأزهر مدّة يدرّس، فتسامع فضلاء مصر بقدومه، فوردوا كلّهم لزيارته وللانتفاع بعلومه، فأقام فى قاهرة مصر مدّة تسعة أشهر، ونحن معه على أحسن حال واذا بقافلة قد وردت من الأندلس ومع رجل منها كتاب من والد شيخنا الفاضل المذكور يعرّفه فيه بمرض شديد قد عرض له انّه يتمنّى الاجتماع به قبل الممات، ويحدّثه فيه على عدم التأخير.
    فرّق الشيخ من كتاب أبيه وبكى، وصمّم العزم على المسير الى جزيرة الأندلس، فعزم بعض تلامذة على صحبته، ومن الجملة أنا، لأنّه هداه اللّه قد كان أحبّني محبّة شديدة وحسّن لي المسير معه، فسافرت الى الأندلس فى صحبته فحيث وصلنا الى أوّل قرية من الجزيرة المذكورة، عرضت لي حمّى منعتني عن الحركة.
    فحيث رآني الشيخ على تلك الحالة رقّ لي وبكى، وقال:يعزّ علىّ مفارقتك، فأعطى خطيب تلك القرية التى وصلنا اليها عشرة دراهم، وأمره أن يتعاهدني حتى يكون منّي أحد الأمرين، وانّ منَّ اللّه بالعافية اتّبعه الى بلده، هكذا عهد اليّ بذلك وفّقه اللّه بنور الهداية الى طريق الحقّ المستقيم، ثمّ مضى الى بلد الأندلس، ومسافة الطريق من ساحل البحر الى بلده خمسة أيام.
    فبقيت فى تلك القرية ثلاثة أيام لا أستطيع الحركة لشدّة ما أصابني من الحمّى ففي آخر اليوم الثالث فارقتني الحمّي، وخرجت أدور فى سكك تلك القرية فرأيت قَفلا قد وصل من جبال قريبة من شاطىء البحر الغربي يجلبون الصوف والسمن والأمتعة، فسألت عن حالهم فقيل:انّ هؤلاة يجيئون من جهة قريبة من أرض البربر، وهي قريبة من جزائر الرافضة.
    فحيث سمعت ذلك منهم ارتحت اليهم، وجذبني باعث الشوق الى أرضهم، فقيل لي:انّ المسافة خمسة وعشرون يوما، منها يومان بغير عمارة ولا ماء، وبعد ذلك فالقرى متّصلة، فاكتريت معهم من رجل حمارا بمبلغ ثلاثة دراهم، لقطع تلك المسافة التى لا عمارة فيها، فلمّا قطعنا معهم تلك المسافة ووصلنا ارضهم العامرة، تمشيت راجلاً وتنقلت على اختيارى من قرية الى اخرى الى أن وصلت الى اوّل تلك الأماكن، فقيل لي:انّ جزيرة الروافض قد بقي بينك وبينها ثلاثة أيام، فمضيت ولم أتأخر.
    فوصلت الى جزيرة ذات أسوار أربعة، ولها أبراج محكمات شاهقات، وتلك الجزيرة بحصونها راكبة على شاطيء البحر، فدخلت من باب كبيرة يقال لها:باب البربر، فدرت فى سككها أسأل واقعا عن مسجد البلد، فهديت عليه، ودخلت اليه فرأيته جامعا كبيرا معظما واقعا على البحر من الجانب الغربي من البلد، فجلست فى جانب المسجد لأستريح واذا بالمؤذن يؤذن للظهر ونادى بحىّ على خير العمل ولمّا فرغ دعا بتعجيل الفرج للامام صاحب الزمان (عجل اللّه تعالى فرجه الشريف).
    فأخذتني العبرة بالبكاء، فدخلت جماعة بعد جماعة الى المسجد، وشرعوا فى الوضوء على عين ماء تحت شجرة فى الجانب الشرقي من المسجد، وأنا أنظر اليهم فرحا مسرورا لما رأيته من وضوئهم المنقول عن ائمة الهدى (عليهم السلام).
    فلمّا فرغوا من وضوئهم واذا برجل قد برز من بينهم بهىّ الصورة، عليه السكينة والوقار، فتقدّم الى المحراب، وأقام الصلاة، فاعتدلت الصفوف وراءه وصلّى بهم اماما وهم به مامومون صلاة كاملة بأركانها المنقولة عن ائمتنا (عليهم السلام) على الوجه المرضىّ فرضا ونفلا وكذا التعقيب والتسبيح، ومن شدة ما لقيته من وعثاء السفر، وتعبي فى الطريق لم يمكنّي أن أصلّى معهم الظهر.
    فلمّا فرغوا ورأوني أنكروا علىّ عدم اقتدائي بهم، فتوجّهوا نحوي باجمعهم وسألوني عن حالي ومن أين أصلي، وما مذهبى؟
    فشرحت لهم أحوالي وانّي عراقي الأصل، وامّا مذهبي فانّني رجل مسلم أقول أشهد ان لا اله الّا اللّه وحده لا شريك له، وأشهد انّ محمد عبده ورسوله أرسله (بالهدى) ودين الحقّ ليظهره على الأديان كلّها ولو كره المشركون.
    فقالوا لي:لم تنفعك هاتان الشهادتان الاّ لحقن دمك فى دار الدنيا لم لا تقول الشهادة الأخرى لتدخل الجنّة بغير حساب؟
    فقلت لهم: ما تلك الشهادة الأخرى؟ اهدونى اليها يرحمكم اللّه فقال لي امامهم: الشهادة الثالثة هى أن تشهد أنّ أمير المؤمنين، ويعسوب المتّقين، وقائد الغرّ المحجّلين علي بن أبي طالب والأئمة الأحد عشر من ولده أوصياء رسول اللّه وخلفائه من بعده بلا فاصلة، قد أوجب اللّه عز وجل طاعتهم على عباده، وجعلهم أولياء أمره ونهيه، وحججا على خلقه فى أرضه، وأماناء لبريّته، لأنّ الصادق الأمين محمدا رسول ربّ العالمين (صلى الله عليه وآله) أخبر بهم عن اللّه تعالى مشافهة من نداء اللّه عز وجل له (عليه السلام) فى ليلة معراجه الى السماوات السبع، وقد صار من ربّه كقاب قوسين أو أدنى، وسمّاهم له واحدا بعد واحد (صلوات اللّه وسلامه عليه وعليهم اجمعين).
    فلمّا سمعت مقالتهم هذه حمدت اللّه سبحانه على ذلك، وحصل عندي أكمل السرور، وذهبت عنّي تعب الطريق من الفرح، وعرّفتهم انّي على مذهبهم، فتوجّهوا الىّ توجّه اشفاق، وعيّنوا لي مكانا فى زوايا المسجد وما زالوا يتعاهدوني بالعزّة والاكرام مدة اقامتي عندهم وصار امام مسجدهم لا يفارقني ليلا ولا نهارا.
    فسألته عن ميرة أهل بلده من أين تأتي اليهم فانّي لا أرى لهم أرضا مزروعة؟
    فقال:تأتي اليهم ميرتهم من الجزيرة الخضراء من البحر الأبيض، من جزائر أولاد الامام صاحب الأمر (عجل اللّه تعالى فرجه الشريف).
    فقلت له:كم تأتيكم ميرتكم فى السنة؟
    فقال:مرّتين، وقد أتت مرّة وبقيت الأخرى.
    فقلت: له: كم بقي حتى تأتيكم؟
    قال:أربعة أشهر.
    فتأثرت لطول المدّة، ومكثت عندهم مقدار أربعين يوما أدعوا اللّه ليلا ونهاراً بتعجيل مجيئها، وأنا عندهم فى غاية الاعزاز والاكرام.
    وفى آخر يوم من الأربعين ضاق صدري لطول المدّة فخرجت الى شاطىء البحر انظر الى جهة المغرب التى ذكر أهل البلد انّ ميرتهم تأتي اليهم من تلك الجهة.
    فرأيت شبحا من بعيد يتحرّك، فسألت عن ذلك الشبح أهل البلد وقلت لهم:هل يكون فى البحر طير أبيض؟فقالوا لي: لا، فهل رأيت شيئا؟قلت:نعم، فاستبشروا وقالوا:هذه المراكب التى تأتي الينا فى كلّ سنة من بلاد أولاد الامام (عجل اللّه تعالى فرجه الشريف).
    فما كان الّا قليلا حتّى قدمت تلك المراكب، وعلى قولهم انّ مجيئها كان فى غير الميعاد، فقدم مركب كبير وتبعه آخر وآخر حتّى كملت سبعا، فصعد من المركب الكبير شيخ مربوع القامة، بهىّ المنظر، حسن الزىّ، ودخل المسجد فتوضأ الوضوء الكامل على الوجه المنقول عن ائمة الهدى (عليهم السلام) وصلّى الظهرين، فلمّا فرغ من صلاته التفت نحوي مسلما علىّ، فرددت عليه السلام، فقال:ما اسمك وأظنّ أنّ اسمك علي؟قلت:صدقت.
    فحادثني بالسرّ محادثة من يعرفني فقال:ما اسم ابيك؟ ويوشك أن يكون فاضلا؟
    قلت:نعم، ولم أكن أشك فى انّه قد كان فى صحبتنا من دمشق.
    فقلت:أيّها الشيخ!ما أعرفك بي وبأبي؟هل كنت معنا حيث سافرنا من دمشق الشام الى مصر؟
    فقال:لا.
    قلت:و لا من مصر الى الأندلس؟
    قال:لا، ومولاي صاحب العصر (عجل اللّه تعالى فرجه الشريف).
    قلت له:فمن أين تعرفني باسمي واسم أبي؟
    قال:اعلم أنّه قد تقدّم الىّ وصفك، وأصلك، ومعرفة اسمك وشخصك وهيئتك واسم أبيك، وأنا أصحبك معي الى الجزيرة الخضراء.
    فسررت بذلك حيث قد ذُكِرْتُ ولي عندهم اسم، وكان من عادته انّه لا يقيم عندهم الّا ثلاثة أيام فأقام اسبوعا وأوصل الميرة الى أصحابها المقرّرة لهم، فلمّا أخذ منهم خطوطهم بوصول المقرّر لهم، عزم على السفر، وحملني معه، وسرنا فى البحر.
    فلمّا كان فى السادس عشر من مسيرنا فى البحر رأيت ماء أبيض فجعلت أطيل النظر اليه، فقال لي الشيخ واسمه محمد:ما لي أراك تطيل النظر الى هذا الماء؟
    فقلت له:انّي أراه على غير لون ماء البحر.
    فقال لي:هذا هو البحر الأبيض، وتلك الجزيرة الخضراء، وهذا الماء المستدير حولها مثل السّور من اىّ الجهات أتيته وجدته، وبحكمة اللّه تعالى ان مراكب اعدائنا اذا دخلته غرقت وان كانت محكمة ببركة مولانا وامامنا صاحب العصر (عجل اللّه تعالى فرجه الشريف).فاستعملته وشربت منه، فاذا هو كماء الفرات.
    ثمّ انّا لمّا قطعنا ذلك الماء الأبيضّ وصلنا الى الجزيرة الخضراء لا زالت عامرة آهلة، ثم صعدنا من المركب الكبير الى الجزيرة الخضراء ودخلنا البلد، فرأيته محصّنا بقلاع وأبراج وأسوار سبعة واقعة على شاطىء البحر، ذات أنهار وأشجار مشتملة على انواع الفواكه والأثمار المنوّعة، وفيها أسواق كثيرة، وحمّامات عديدة، وأكثر عمارتها برخام شفّاف، وأهلها فى أحسن الزىّ والبهاء، فاستطار قلبي سرورا لما رأيته.
    ثمّ مضى بي رفيقي محمد بعد ما استرحنا فى منزله الى الجامع المعظّم، فرأيت فيه جماعة كثيرة وفى وسطهم شخص جالس عليه من المهابة والسكينة والوقار ما لا أقدر (أن)أصفه، والناس يخاطبونه بالسيد شمس الدين محمد العالم، ويقرؤون عليه القرآن والفقه، والعربيّة بأقسامها، وأصول الدين والفقه الذى يقرؤونه عن صاحب الأمر (عجل اللّه تعالى فرجه الشريف) مسألة مسألة، وقضيّة قضيّة، وحكما حكما.
    فلمّا مثلت بين يديه، رحبّ بي وأجلسني فى القرب منه، وأحفى السؤال عن تعبي فى الطريق وعرّفني انّه تقدّم اليه كلّ أحوالي، وانّ الشيخ محمد رفيقي انّما جاء بى بأمر من السيد شمس الدين العالم أطال اللّه بقاءه.
    ثمّ أمر لي بتخلية موضع منفرد فى زاوية من زوايا المسجد، وقال لي:هذا يكون لك اذا اردت الخلوة والراحة، فنهضت ومضيت الى ذلك الموضع، فاسترحت فيه الى وقت العصر، واذا أنا بالموكّل بي قد أتى الىّ وقال لى:لا تبرح من مكانك حتى يأتيك السيد وأصحابه لأجل العشاء معك، فقلت:سمعا وطاعة.
    فما كان الّا قليلا واذا بالسيد سلّمه اللّه قد أقبل، ومعه أصحابه، فجلسوا ومدّت المائدة فأكلنا ونهضنا الى المسجد مع السيد لأجل صلاة المغرب والعشاء، فلمّا فرغنا من الصلاتين ذهب السيد الى منزله، ورجعت الى مكاني وأقمت على هذه الحال مدّة ثمانية عشر يوما، ونحن فى صحبته أطال اللّه بقائه.
    فأوّل جمعة صلّيتها معهم رأيت السيد سلّمه اللّه صلّى الجمعة ركعتين فريضة واجبة.
    فلمّا انقضت الصلاة قلت:يا سيّدي قد رأيتكم صلّيتم الجمعة ركعتين فريضة واجبة؟
    قال:نعم، لأنّ شروطها المعلومة قد حضرت فوجبت.
    فقلت فى نفسى:ربّما كان الامام (عجل اللّه تعالى فرجه الشريف) حاضرا.
    ثم فى وقت آخر سألت منه فى الخلوة:هل كان الامام حاضراً؟فقال:لا، ولكنّي أنا النائب الخاص بأمر صدر عنه (عجل اللّه تعالى فرجه الشريف).
    فقلت:يا سيدي!و هل رأيت الامام (عجل اللّه تعالى فرجه الشريف)؟
    قال: لا، ولكنّي حدّثني أبي (رحمة اللّه عليه) انّه سمع حديثه ولم ير شخصه وانّ جدّي (رحمة اللّه عليه) سمع حديثه ورأى شخصه.
    الحمد لله وصلى الله على محمد وآله الأئمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا

    انصار الله
    من اقوال الامام احمد الحسن عليه السلام في خطبة الغدير
    ولهذا أقول أيها الأحبة المؤمنون والمؤمنات كلكم اليوم تملكون الفطرة والاستعداد لتكونوا مثل محمد (ص) وعلي (ص) وآل محمد (ص) فلا تضيعوا حظكم، واحذروا فكلكم تحملون النكتة السوداء التي يمكن أن ترديكم وتجعلكم أسوء من إبليس لعنه الله إمام المتكبرين على خلفاء الله في أرضه، أسأل الله أن يتفضل عليكم بخير الآخرة والدنيا.

  • shahad ahmad
    عضو مميز
    • 15-11-2009
    • 1995

    #2
    رد: الامام المهدي عج ** وقصه الجزيره الخضراء **

    بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله على محمد وآله الأئمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا فقط لدي ملاحظه عن ايه الله العظمى لان هذه التسميه لا تطلق الا على امير المؤمنين ع احببت التنبيه فقط ..........موضوع جميل لمن لا يعتقد برؤيه الامام ارواحنا له الفدا موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية

    .

    Comment

    • منى محمد
      عضو مميز
      • 09-10-2011
      • 3320

      #3
      رد: الامام المهدي عج ** وقصه الجزيره الخضراء **

      السلام عليك يا بقية الله في أرضه .

      قال الإمام المهدي عليه السلام

      ولو ان اشياعنا وفقهم الله لطاعته على اجتماع من القلوب في الوفاء بالعهد

      لما تأخّر عنهم اليُمن بلقائنا ولتعجّلت لهم السعادة بمشاهدتنا على حقّ المعرفة وصدّقها منهم بنا . فما يَحبِسنا عنه الا ما يتّصل بنا مما نكرهه ولا نأثره منهم .

      احتجاج الطبرسي ج 3ص 498 .




      يروى أنّ الإمام الحجة بن الحسن عليه السلام إذا ما ذُكر في مكان حَضر هذا المكان

      فإذا ذكرته فسلّم عليه .

      فهو كجزيرة خضراء , متنـقّـلة أينما حلّت أصبح المكان كلّه أخضر .


      اللهم نسألك بالإمام الحجة محمد بن الحسن ( ع) أن توفقنا لطاعتك على الوفاء بالعهد .
      ولم أنسى تلك الكلمات التي كان يرددها في أيام الدعوة اليمانية المباركة نقلاً عن الإمام المهدي (ع )
      أنا منسي منسي .. و القرآن مهجور مهجور مهجور ..
      كان يرددها بألم و حزن و لوعة .
      هكذا عرف الشيخ ناظم العقيلي الإمام احمد الحسن ( ع ).

      Comment

      Working...
      X
      😀
      🥰
      🤢
      😎
      😡
      👍
      👎