إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

جانب من خطبة الجمعة في سيدني بتاريخ 27 رجب 1434

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • from_au
    عضو نشيط
    • 29-08-2011
    • 131

    جانب من خطبة الجمعة في سيدني بتاريخ 27 رجب 1434

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد و آل محمد الائمة و المهديين و سلم تسليما كثيرا

    تناولنا في الخطبة الاولى موضوع عالم الرجعة و كيف هو سر من أسرار قائم آل محمد (ع) الذي سيكشفه للناس

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمدلله ربّ العالمين و صلّى الله على محمدٍ و آله الطيبين الطاهرين الائمة و المهديين و سلم تسليماً كثيرا.
    الحمد لله مالك الملك، مجري الفلك مسخر الرياح، فالق الإصباح، ديان الدين، رب العالمين، الحمد لله الذي من خشيته ترعد السماء وسكانها وترجف الأرض وعمارها، وتموج البحار ومن يسبح في غمراتها.
    اللهم صل على محمد وآل محمد، الفلك الجارية في اللجج الغامرة، يأمن من ركبها، ويغرق من تركها، المتقدم لهم مارق، والمتأخر عنهم زاهق، واللازم لهم لاحق.
    نكمل الكلام حول عالم الرجعه و ما وضحه لنا الامام احمد الحسن (ع)؛ لقد وضح السيد أحمد الحسن (ع) ان عالم الرجعو هو عالم يختلف عن هذا العالم الجسماني، و ربما وردت روايات متشابهة ويبدو من ظاهرها أ ن الرجعة جزء من هذا العالم الجسماني، وكمثال: روى الشيخ الصدوق رحمه الله سؤال المأمون العباسي للإمام الرضا (ع) في حديث طويل، ورد فيه: (...فقال المأمون: يا أبا الحسن فما تقول في الرجعة ؟ فقال الرضا (ع): إنها لحق قد كانت في الأمم السالفة ونطق به القرآن وقد قال رسول الله (ص) يكون في هذه الأمة كل ما كان في الأمم السالفة حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة...)
    وعن هذا الحديث سئل السيد أحمد الحسن (ع) عن أي رجعة هنا يتحدث الإمام الرضا (ع)؟
    فأجاب: الرجعة عموما سواء كانت عالماً آخر كما قلنا، أو لم تكن كما يدعي بعض المخالفين فهي بالنتيجة إحياء بعد موت كما تعلم، وبالتالي يصح أن يُضرب لها مثلاً ما حصل من إحياء بعض الأموات في السابق ؛ لأنه حدث يقره المخالف للقول بالرجعة.
    فالمأمون مخالف، وبالتالي فبما يمكن أن تحتج عليه ؟ أليس بما يقره ؟ والمأمون مخالف للرضا (ع) وبالتالي فالإمام يحتج عليه بما يقولون به هم من إحياء بعض الموتى بعد الموت في الأمم السابقة.
    الرجعة يوم ينتصر فيه الله لرسله:
    يقول السيد أحمد الحسن (ع) في بيان ذلك:
    .. ] الرسل أو خلفاء الله في أرضه (ع) قد بلّغوا رسالاتهم وقد أنذروا أقوامهم وقد حصل معهم ما حصل من تكذيب وتشريد وقتل، ولكن الله سبحانه وتعالى وعدهم بالانتصار لهم ولرسالاتهم ولحقهم المغبون، وهذا الانتصار لهم يكون في مواضع ثلاثة، هي: القيامة الصغرى، والرجعة، والقيامة الكبرى، أو الوقعات الإلهية الثلاث وأولها القيامة الصغرى وهي قيام قائم آل محمد وبعثه للناس.
    قال تعالى: (وَ لَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنا لِعِبادِنَا الْمُرْسَلين * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُون * وَ إِنَّ جُنْدَنا لَهُمُ الْغالِبُون * فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حين * وَ أَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُون* أَ فَبِعَذابِنا يَسْتَعْجِلُون* فَإِذا نَزَلَ بِساحَتِهِمْ فَساءَ صَباحُ الْمُنْذَرين)
    و قال تعالى: (وَ لَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ فَاخْتُلِفَ فيهِ وَ لَوْ لا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَ إِنَّهُمْ لَفي‏ شَكٍّ مِنْهُ مُريب)
    (وَ لَوْ لا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَكانَ لِزاماً وَ أَجَلٌ مُسَمًّى)
    (وَ لَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ فَاخْتُلِفَ فيهِ وَ لَوْ لا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَ إِنَّهُمْ لَفي‏ شَكٍّ مِنْهُ مُريب)
    (وَ ما تَفَرَّقُوا إِلاَّ مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَ لَوْ لا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ إِلى‏ أَجَلٍ مُسَمًّى لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَ إِنَّ الَّذينَ أُورِثُوا الْكِتابَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَفي‏ شَكٍّ مِنْهُ مُريب)
    هذه الآيات إذا تدبرتها تبين لك بوضوح أن انتصار الله للرسل (ع) ولمنهجهم الإلهي الذي دعوا إليه وهو حاكمية الله مؤجل إلى أن يقوم القائم الذي هو الكلمة التي سبقت من ربك والذي هو قائد جند الله الغالبين والذي هو يوم الفصل الأول أي في القيامة الصغرى.
    هذا باختصار، وإذا تحتاجون تفصيلا أكثر يمكنك أن تسأل وأكون بخدمتكم إن شاء الله تعالى.
    وهذا ما أوضحه آل محمد (ع) في رواياتهم الشريفة:
    عن جميل بن دراج عن أبي عبد الله (ع)؛ قال: ( قلت له قول الله عزوجل: (إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنا وَ الَّذينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ يَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهاد)؛ قال: ذلك والله في الرجعة أما علمت أن أنبياء الله كثيراً لم ينصروا في الدنيا و قتلوا, و أئمة قد قتلوا و لم ينصروا فذلك في الرجعة.
    قلت: (وَ اسْتَمِعْ يَوْمَ يُنادِ الْمُنادِ مِنْ مَكانٍ قَريب * يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذلِكَ يَوْمُ الْخُرُوج) قال: هي الرجعة.
    في الرجعة تتحقق المعرفة العالية )غاية الخلق)
    لا شك أن غاية خلق الأنس والجن هو المعرفة، والسؤال: أين ستتحق تلك المعرفة بصورة أعلى وأتم ؟ وإذا كان للرجعة دور في إجابة هذا السؤال، فأين ستكون الرجعة ؟
    قال تعالى: (وَ هُوَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولى‏ وَ الْآخِرَةِ وَ لَهُ الْحُكْمُ وَ إِلَيْهِ تُرْجَعُون)
    سُئل السيد أحمد الحسن (ع) عن هذه الآية، فأجاب عنها وبيَّن أجوبة الأسئلة أعلاه، فقال:
    أي أن الحمد الحقيقي لله سبحانه وتعالى، وهو الثناء عليه بشكل أكمل وأتم بحسب المعرفة بِمرتبة عالية ﴿وَمَا خَلَقتُ ا لجنَّ وَ الإنس إلا ليعبدون﴾ أي يعرفون، وهذه المعرفة العالية والتي تمثل الغرض من الخلق تتحق في الأولى وهي السماء الأولى )سماء الرجعة(، وقبلها هي )سماء الذر(، وبدايتها أي )بداية الأولى( في ظهور الإمام المهدي (ع) حيث تبدأ مرحلة الأولى ومقدمات تمهيد لعالم الرجعة.
    ﴿وله الحكم﴾: أي الحاكمية لله بحكم الإمام المهدي (ع) و المهديين (ع) ثم الرجعة والحكم للأنبياء والمرسلين والأئمة والأوصياء.
    ﴿وإليه ترجعون﴾: إلى الله سبحانه وتعالى في الرجعة، أي ليجا زي الصالحين بصلاحهم، والظالمين بظلمهم في الرجعة )من محض الإيمان محضا ومن محض الكفر محضا (كما ورد عنهم (ع) فيكال لكل ظالم كيله، ويكال لكل صالح كيله، فينتقم الله للأنبياء والمرسلين والأئمة من الظالمين الذين محضوا الكفر محضا .
    (وَ لَنُذيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذابِ الْأَدْنى‏ دُونَ الْعَذابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُون)
    ولنذيقنهم من العذاب الأدنَى )في الرجعة(. أما الآخرة فالحمد فيها أكمل وأتم وأعظم؛ لأنها كشف تام للحقائق وكل بحسبه (لَقَدْ كُنْتَ في‏ غَفْلَةٍ مِنْ هذا فَكَشَفْنا عَنْكَ غِطاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَديد)
    (وَ نَزَعْنا ما في‏ صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْري مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ وَ قالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذي هَدانا لِهذا وَ ما كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْ لا أَنْ هَدانَا اللَّهُ لَقَدْ جاءَتْ رُسُلُ رَبِّنا بِالْحَقِّ وَ نُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوها بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُون)
    أي رفع الأنا من الصدور و كلٌ بحسبه يغترف من رحمة الله بحسب وعائه؛ ويكال له بِكياله الذي صنعه بأعماله الصالحة).
    نكتفي بهذا القدر و سنكمل في الاسبوع القادم نسأل الله سبحانه أن يجعلكم من الذين يمحضون الايمان محضا انشاءالله.

    الخطبة الثانية

    تناولنا في الخطبة الثانية الفرائض التي ذكرها الامام احمد الحسن (ع) للخروج من التيه, و بعد أن ذكرنا في الجمع الماضية بعض الفرائض منها ( الصلاة, الصيام, الامر بالمعروف و النهي عن المنكر, الخمس و الزكاة و ...) وصلنا الى الصبر


    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمدلله ربّ العالمين و صلّى الله على محمدٍ و آله الطيبين الطاهرين الائمة و المهديين و سلم تسليماً كثيرا.
    الحمد لله مالك الملك، مجري الفلك مسخر الرياح، فالق الإصباح، ديان الدين، رب العالمين، الحمد لله الذي من خشيته ترعد السماء وسكانها وترجف الأرض وعمارها، وتموج البحار ومن يسبح في غمراتها.
    الصبر
    (يا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَ أْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَ انْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ اصْبِرْ عَلى‏ ما أَصابَكَ إِنَّ ذلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُور * وَ لا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَ لا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُور * وَ اقْصِدْ في‏ مَشْيِكَ وَ اغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْواتِ لَصَوْتُ الْحَمير)
    وعن أبي عبد الله (ع) قال رسول الله (ص): (لا حاجة لله فيمن ليس في ماله وبدنه نصيب)
    وعن رسول الله (ص) عندما سئل من أشد الناس بلاءً في الدنيا؟ فقال: (النبيون ثم الأمثل فالأمثل، ويبتلى المؤمن بعد على قدر أيمانه وحسن أعماله، فمن صح أيمانه وحسن عمله اشتد بلاؤه، ومن سخف إيمانه وضعف عمله قل بلاؤه)
    وقال أمير المؤمنين (ع): (لو أحبني جبل لتهافت)
    وقال (ع): (من أحبنا أهل البيت فليستعد للبلاء جلبابًا)
    فالمؤمن مبتلى ولا بد له من الصبر سلاحًا قويًا يواجه به المصائب والابتلاءات.
    والصبر في سبيل الله من أعظم العبادات وله مظاهر كثيرة: منها الصبر على العبادة، والصبر عن المعصية، والصبر عند المصيبة، ولعل من أعظم مصاديق الصبر تحمل المشّقة والمصائب التي تعترض الإنسان المؤمن الذي يخلص في طاعة الله؛ حيث إّنه يواجه الباطل بما فيه من طواغيت ومترفين وجهّال، فاصبروا أيها المؤمنون والمؤمنات على الأذى الذي تتعّرضون له من الطواغيت وعبيدهم من مترفين وسفهاء، وعضوا على دينكم بالنواجذ، واصبروا على ضيق المعيشة، ولا توردوا أنفسكم موارد الهلكة، فهذه الحياة ساعة الموت لا يراها الإنسان إلّا كساعة ما لبث أن يعرف الناس فيها.
    واعلموا أنّ دنيا زويت عن محمد بن عبد الله (ص) لا خير فيها، فاعملوا على إصلاح دينكم لتصلح دنياكم وأخراكم، عن رسول الله (ص): (ليأتين على الناس زمان لا يسلم لذي دين دينه إلّا من يفر من شاهق إلى شاهق ومن حِجر إلى حِجر كالثعلب بأشباله قالوا: ومتى ذلك الزمان يا رسول الله؟ قال: إذا لم ينل المعيشة إلا بمعاصي الله فعند ذلك حلت العزوبة. قالوا: يا رسول الله أمرتنا بالتزويج!! قال: بلى، ولكن إذا كان ذلك الزمان فهلاك الرجل على يدي أبويه فإن لم يكن له أبوان فعلى يدي زوجته وولده، فإن لم يكن له زوجه ولا ولد فعلى يدي قرابته وجيرانه. قالوا: وكيف ذلك يا رسول الله؟ قال: يعيرونه بضيق المعيشة ويكلفونه ما لا يطيق حتى يوردونه موارد الهلكة)
    أيّها الأحبة تحملوا المشقة واقبلوا القليل من الحلال، وأقلوا العرجة على الدنيا، ولا تداهنوا الطواغيت وأعوانهم، فإن فرج آل محمد وفرجكم قريب إن شاء الله، إن مع العسر يسرًا إن مع العسر يسرًا، عن رسول الله (ص) قال: (لا تكونوا ممن خدعته العاجلة وغرته الأمنية فاستهوته الخدعة فركن إلى دار السوء، سريعة الزوال وشيكة الانتقال، إنه لم يبق من دنياكم هذه في جنب ما مضى إلا كإناخة راكب أو صر حالب فعلى ما تعرجون وماذا تنتظرون؟ فكأنكم والله وما أصبحتم فيه من الدنيا لم يكن، وما تصيرون إليه من الآخرة لم يزل فخذوا أهبة لا زوال لنقله وأعدوا الزاد لقرب الرحلة واعلموا أن كل امرئٍ على ما قدم قادم، وعلى ما خلف نادم)
    إذا كان قبل ألف وأربعمائة سنة تقريبًا لم يبق من الدنيا في جنب ما مضى إلّا كإناخة راكب، فاعلموا أنّ ما بقي اليوم من الدنيا ليس بشيء يذكر أو يمثل، فلربما ظهر الإمام المهدي (ع) في هذه السنة أو في السنة التي تليها، فهل نبقى غافلين منكبين على طلب الدنيا غافلين عمّا يراد بنا؟! (الناس نيام إذا ماتوا انتبهوا)
    سئل أبو ذر رضي الله عنه لماذا نحن نكره الموت فأجاب: لأنكم عمرتم دنياكم وخربتم آخرتكم ، والمرء يكره أن ينتقل من عمار إلى خراب.
    خلقنا الله للعبادة فوقتنا يجب أن يكون للعبادة، وما زاد منه لطلب الرزق والعمل لا العكس.
    قال رسول الله (ص): (أيها الناس إن الرزق مقسوم لن يعدو أمرؤ ما قسم له فأجملوا في الطلب وإن العمر محدود لن يتجاوز أحد ما قدر له…)
    و قال (ص): عند منصرفه من أحد: (أيها الناس اقبلوا على ما كلفتموه من إصلاح آخرتكم وأعرضوا عما ضمن لكم من دنياكم…)
    وقال علي (ع): (لن يفوتك ما قسم لك فأجمل في الطلب، لن تدرك ما زوي عنك فأجمل في المكتسب)
    وقال (ع): (سوف يأتيك أجلك، فأجمل في الطلب، سوف يأتيك ما قدر لك فخفض في المكتسب)
    و قال (ع): (عجبت لمن علم إن الله قد ضمن الأرزاق وقدرها وأن سعيه لا يزيده فيما قدر له منها وهو حريص دائب في طلب الرزق)
    واعلموا أن هذه الأحاديث لا تتناقض مع طلب الرزق والسعي في مناكب الدنيا، ولكنها تعارض الطلب الذي يجعلك تترك العبادة، أو تقصر فيها أو تؤخر الصلاة عن وقتها، أو تهلك بدنك في الطلب، فإنّ لبدنك عليك حقًا.
    واعلموا أنّ الذي يجهد بدنه لن يقوى على العبادة، فيجب أن نوفر وقتًا للعبادة الواجبة والمستحبّة، ونعد العدّة لها، وخصوصًا صلاة الليل لا تتركوها على كل حال.
    قال الإمام الحسن (ع): (يا هذا لا تجاهد الطلب جهاد المغالب ولا تتكل على التقدير اتكال المستسلم فإن ابتغاء الفضل من السنة والإجمال في الطلب من العفة وليست العفة بدافعة رزقًا ولا الحرص بجالب فضلاً فإن الرزق مقسوم والأجل موقوت واستعمال الحرص يورث المآثم)
    التقية
    نحن جميعًا نمارس التقية في حياتنا اليومية، فالإنسان مفطور على تجنب الضرر المادي، بل الحيوان الصامت كذلك، ولكننا نحتاج إلى تقنين هذه الطبيعة وفق التشريع الإسلامي، فالتقية في الإسلام عبادة من أهم العبادات التي يجب أن يلتزم بها المؤمنون التزامًا كاملاً ودقيقًا، وترك التقية في مواردها محّرم كما أن العمل بها في غير مواردها يورد المؤمن موارد الهلكة.
    فكثير من المؤمنين يُفِرطون في التقية، وقليل من المؤمنين يفرّطون بها وقد ورد عن الأئمة (ع) النهي عن حالتي الإفراط والتفريط في التقية، فعن الصادق (ع) ما معناه: ( التقية ديني و دين آبائي)
    وعنه (ع): (من لا تقية له لا دين له)
    كما ورد عنه (ع) ما معناه: (إنكم لو دعيتم لتنصرونا لكانت التقية أحب إليكم من آبائكم)
    فبينما هو يؤكد (ع) على التقية والعمل بها في مواردها يذكر أنّ بعضهم يتخاذلون عن نصرة آل محمد (ع) ويعتذرون بالتقية، خصوصًا في زمن ظهور الإمام المهدي (ع).
    إذن، فالتقية لا تعني ترك الجهاد والعمل في سبيل الله، ولكنها تعني العمل بحذر، فمثلاً: إذا كنت تريد أن تقتل أفعى سامّة فعليك أن تقترب منها بهدوء ثم تضرب رأسها، أمّا إذا أثرت الكثير من الضجيج فستنتبه هذه الأفعى إنك تقترب منها وربما ستبدأ هي بالهجوم عليك.
    وعن أبي جعفر (ع) في صحيح الحذاء: (والله إنّ أحب أصحابي إلي أورعهم وأفقههم وأكتمهم لحديثنا...)
    وكتم حديث أهل البيت عن غير أهله من الذين لا يقولون بإمامة آل محمد (ع) المعاندين لهم والخارجين عن ولايتهم.

    خادمكم ابوفاطمة
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎