إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

جانب من خطبة الجمعة في سيدني بتاريخ 20 رجب 1434

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • from_au
    عضو نشيط
    • 29-08-2011
    • 131

    جانب من خطبة الجمعة في سيدني بتاريخ 20 رجب 1434

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد و آل محمد الائمة و المهديين و سلم تسليما كثيرا

    في الخطبة الاولى أشرنا الى شيء من علوم السيد احمد الحسن (ع) حول عالم الرجعة

    قال تعالى: وَ يَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآياتِنا فَهُمْ يُوزَعُون
    هذه الآية تتكلم عن عالم الرجعة و هو الإمتحان الثالث للمؤمنين و الكافرين و لنتعرف أكثر على هذا العالم لابد من الرجوع الى آل محمد (ع) و قد أن المبيّن لها هو القائم (ع) عن زرارة، قال: )سألت أبا عبدالله عن هذه الأمور العظام من الرجعة وأشباهها فقال: إن هذا الذي تسألون عنه لم يجئ أوانه، وقد قال الله عز وجل: "بَل كَذَّبُوا بمِا لمَ يحُيطُوا بعلمه و لمّا يأتِهِم تأويلُه)
    قال السيد أحمد الحسن (ع) في بيان الرجعة: (الرجعة اسمها دال عليها وفقك الله، هي رجعة أي أنها إعادة، أناس ماتوا يعودون، امتحان انتهى يعاد، أيام مضت تعاد ......)
    الرجعة يوم من أيام الله
    هذا ما أوضحه السيد أحمد الحسن (ع) إذ يقول في بيان قوله تعالى: (إنَّها لإَحدَى الكُبَر) ما يلي:
    ] أي القيامة الصغرى. والوقعات الإلهية الكبرى ثلاث هي: القيامة الصغرى، والرجعة، والقيامة الكبرى.
    ويقول أيضاً : ].. وأيام الله قريبة عند الله وعند أولياء الله، وبعيدة عند الكافرين (إنهم يرونه بعيداً* و نراه قريبا) وهي يوم قيام القائم ويوم الرجعة ويوم القيامة الكبرى؛ وعندها يرى الإنسان ويرى الناس ما في يد كل إنسان من عدل أو ظلم عندما تتكشف الحقائق لهم، ويرون ما لم يكونوا يرونه، عندها يندم المبطلون الظالمون، ويقولون: يا ليتنا جئنا بالولاية لولي الله وحجته على خلقه[
    وهذا هو ما ورد عن آل محمد (ع):
    عن مثنى الحناط، عن جعفر بن محمد، عن أبيه عليهما السلام، قال: )أيام الله عز وجل ثلاثة: يوم يقوم القائم، ويوم الكرة، ويوم القيامة)
    و من ضمن الأسئلة التي وجهت للامام احمد الحسن (ع): هل تنفع الرواية في إفراد الرجعة )الكرة( عالماً برأسه ؟
    أجاب (ع): (نعم، هي واضحة أنها شخّصت كل حدث بيوم أي وقت وعالم مختلف، فيوم القائم معروف أنه في الحياة الجسمانية التي نعيشها وهو خلاصتها، ويوم القيامة معروف أنه في الآخرة وعالم آخر غير العالم الجسماني، بقي يوم الرجعة فأكيد أنه عالم آخر وإلا لما خص بكونه يوم أي وقت وآن مستقل مقابل الحياة الجسمانية والقيامة، فهو ليس منهما)
    إ ن إفراد الرجعة يوما آخر بعد الموت وقبل القيامة هو ما أكدته روايات أخرى أيضا ، هذا مثال لها:
    عن محمد بن سلام عن أب جعفر (ع) في قول الله: ﴿رَبَّنا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَ أَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنا بِذُنُوبِنا فَهَلْ إِلى‏ خُرُوجٍ مِنْ سَبيل ﴾ قالهو خاص لأقوام في الرجعة بعد الموت، ويجري في القيامة، فبعدا للقوم الظالمين(
    عن حماد، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: «ما يقول الناس في هذه الآية: وَ يَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً؟». قلت: يقولون: إنها في القيامة. قال: «ليس كما يقولون، إن ذلك في الرجعة، أ يحشر الله في القيامة من كل أمة فوجا و يدع الباقين؟! إنما آية يوم القيامة قوله: وَ حَشَرْناهُمْ فَلَمْ نُغادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً»
    الرجعة امتحان آخر
    بعد أن توضح أ ن الرجعة يوم من أيام الله الثلاثة، إذن فهي عالم آخر وامتحان آخر يخوضه بعض الخلق ممن محض الايمان محضا أو محض الكفر محضا .
    عن المفضل، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، في قوله تعالى: وَ يَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً، قال: «ليس أحد من المؤمنين قتل إلا و يرجع حتى يموت، و لا يرجع إلا من محض الإيمان محضا، و من محض الكفر محضا»
    وهو عالم له قوانينه الخاصة به:
    قال الامام الصادق (ع): بعد أن ذكر مقتل ابليس على يد رسول الله (ص) في الرجعة: (...فعند ذلك يعبد الله عز وجل ولا يشرك به شيئا ، ويملك أمير المؤمنين (ع) أربعاً وأربعين ألف سنة حتى يلد الرجل من شيعة علي ألف ولد من صلبه ذكرا ، وعند ذلك تظهر الجنتان المدهامتان عند مسجد الكوفة وما حوله بِما شاء الله)
    وواضح أ ن ولادة ألف ولد ذكر للرجل الواحد سوى الأناث أمر لا يمكن عادة أن يكون ضمن هذا العالم الجسماني بقوانينه الحاكمة فيه كما أن المدد الزمنية التي ذكرتها الروايات لحكم خلفاء الله في الرجعة تدل هي الأخرى على أن الرجعة عالم آخر له قوانينه الخاصة به، وهي مختلفة عن قوانين هذا العالم.
    يقول السيد أحمد الحسن (ع): ]إ ن عالم الرجعة عالم آخر غير هذا العالم الذي نعيشه،وهذا واضح من خلال الروايات، فمثلا : الروايات الدالة على أنه عالم آخر من خلال منافاة صفات عالم الرجعة لهذا العالم كأن يعيش الانسان مدة طويلة أو يولد له عدد كبير، وأيضا النص القرآني في الرجعة وأنها حياة بعد موت، فكيف ستكون الحال والناس ترى أن هناك من يخرجون من القبور أمام أعينهم وبأعداد كبيرة، فأين الامتحان ولماذا إذن يتمرد بعض الناس ؟![.
    ويقول أيضا: ]سألفت انتباهك إلى مسألة في الرجعة، فالعاقل عندما يطلع على روايات الرجعة وكيف تكون الحياة فيها، وكم يولد للشخص الواحد ... الخ، يحكم بأنها عالم آخر، فالعقل والواقع لا يقبل أنّ هذا يكون في هذه الدنيا بحدودها هذه، وهذا الفهم غير مقبول عند العقلاء ولكن ماذا نفعل لهؤلاء الذين لا يكادون يفقهون قولا !![.
    وفي توضيح مثل هذا الفهم البدائي السقيم للروايات الذي مارسه بعض المدعين للعلم سواء كان ما يتصل بالرجعة أو غيرها من العقائد، يقول (ع): ]مثل هذا الفهم البدائي للروايات نراه في تصوير بعضهم أن الدجال شخص رغم أن خطوة حماره مسافة بعيدة جدا وبين أُذني حماره أربعون ذراعا أو سبعون ذراعا في بعض الروايات، ورغم أن معه جبل من طعام وجبل من نار كما ورد في الرواية، كيف يعني حمار طول أُذنه ثلاثون ذراعا أو بين أُذنيه أربعون ذراعا ؟! وكيف يكون جبل من نار وجبل من طعام ؟! هل يقبل العقل أو الإنسان السوي أ ن هذا الحديث كما هو وليس فيه رمز أو شفرة؟!! هم بهذا التفسير الساذج للأحاديث يجعلون الناس تعيش في خيال وأوهام بعيدة عن الواقع.
    فمثلا : بحسب فهم هؤلاء الساذج للروايات فإن أصحاب المهدي (ع) يُفقدون من فرشهم ويجتمعون بِمكة هكذا دون مقدمات، كأنه فلم كارتون للأطفال، هكذا بدون تهيئة عقائدية، وبدون أن يُسلحّهم المهدي بالعلم، هكذا يصورون للناس أنه في ليلة يطيرون أصحاب المهدي بالهواء ويجدون أنفسهم في الكعبة وفقط المهدي ومعه ثلاث مائة وثلاثة عشر يجدون أنفسهم في مكة محاطين بِمئات آلاف الوهابية.
    هذا الفهم أقرب للسفه، وهكذا هم يخدرون الناس ويمنعونهم من نصرة المهدي بحجة أنه سيظهر هو وأصحابه الثلاث مائة وثلاثة عشر في مكة وينتصرون، وأنتم انتظروا ظهوره وانتصاره ولا تفعلوا شيئا !! طيب، كيف سينتصر على مئات آلاف الوهابيين إن حاربوه في مكة ؟! كيف سيسيطر على الحجاز ؟! هل ببضع مئات فقط، أم بالمعجزات القاهرة ؟ وإذا كانت المسألة مسألة معجزات وإهلاك الناس فقط إذن لا داعي للمهدي والله سبحانه هو من يهلك الناس وينتصر عليهم بالمعجزات ويجعلهم يؤمنون بالقهر وينتهي الأمر !!
    إن هذا الفهم الساذج للمسائل العقائدية سواء المرتبطة منها بالمهدي (ع) أم الرجعة يُبيّن سفاهة من يتبنونه ومدى ضعف إدراكهم، ولابد من تبيين ذلك ليعرف من يسمعهم مستواهم الفكري والعلمي ولا ينخدع بهم[.

    الخطبة الثانية

    تناولنا الامور التي يؤكد عليها الامام احمد الحسن (ع) للخروج من التيه

    الخمس و الزكاة
    ورد في جملة من الأخبار أن مانع الزكاة كافر؛ فقد ورد في وصية رسول الله (ص) لعلي (ع) أنه قال: (يَا عَلِيُّ كَفَرَ بِاللَّهِ‏ الْعَظِيمِ‏ مِنْ‏ هَذِهِ‏ الْأُمَّة عَشَرَة – و عد منهم- مَانِعُ الزَّكَاة ثم قال: يا علي، ثمانية لا يقبل الله منهم الصلاة - وعد منهم - مانع الزكاة ثم قال: يا علي، من منع قيراطًا من زكاة ماله, فليس بمؤمن ولا بمسلم ولا كرامة، يا علي تارك الزكاة يسأل الله الرجعة إلى الدنيا وذلك قوله عز وجل: حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون)
    وقال الباقر (ع): (إن أشد ما فيه الناس يوم القيامة إذا قام صاحب الخمس فقال يا رب خمسي) وقال إمام العصر (ع): (من أكل من مالنا شيئًا في بطنه نارًا وسيصلى سعيرًا)
    ودفع الخمس والزكاة فيه خير الدنيا والآخرة ويوجد البركة والزيادة في المال، قال تعالى: (إِنَّ الَّذينَ يَتْلُونَ كِتابَ اللَّهِ وَ أَقامُوا الصَّلاةَ وَ أَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْناهُمْ سِرًّا وَ عَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجارَةً لَنْ تَبُور * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَ يَزيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُور)
    ولعل أهم ما يجب أن تعرفه أن من لا يدفع ماله في سبيل الله لا يدفع نفسه في سبيل الله، فالذي لا يدفع الخمس والزكاة لن يقاتل مع صف الإمام الحجة (ع) بل لا يبعد أنه سيحارب ضد الإمام (ع) إذا تعارضت عدالة الإمام (ع) مع مصالحه الشخصية، وانظر بعين الإنصاف أن المال كّله لله فهو مالك كل شيء، ومع ذلك فقد جعل لك أربعة أخماس، ما جعلك مستخلفًا فيه، وفرض عليك أن تدفع الخمس والزكاة لتعبّر عن طاعتك له وحبّك له ولرسوله وذريته، لا لحاجة الله لهذا المال، فأنت اليوم تنفقه على الفقراء والمساكين إن أخرجته.
    وأضرب مثالاً: صاحب مزرعة أعطاها لعمّال فقال لهم اعملوا فيها وخذوا أربعة أخماس الإنتاج، والخمس الباقي أعطوه لجيرانكم من الفقراء؛ لأني لا أريدهم أن يجوعوا أو يعروا، فطمع العمّال حتى بالخمس وأكلوه، هل ترى أكرم من صاحب المزرعة، وهل ترى أبخل من هؤلاء العمّال.
    عَنِ الْخَيْبَرِيِّ وَ يُونُسَ بْنِ ظَبْيَانَ قَالا سَمِعْنَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ (ع) يَقُولُ‏: ((مَا مِنْ شَيْ‏ءٍ أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ مِنْ إِخْرَاجِ الدَّرَاهِمِ إِلَى الْإِمَامِ وَ إِنَّ اللَّهَ لَيَجْعَلُ لَهُ الدِّرْهَمَ فِي الْجَنَّةِ مِثْلَ جَبَلِ أُحُدٍ ثُمَّ قَالَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ فِي كِتَابِهِ‏: (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ‏ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ‏ أَضْعافاً كَثِيرَةً) قَالَ هُوَ وَ اللَّهِ فِي صِلَةِ الْإِمَامِ خَاصَّةً)). الكافي: ج1 ص537
    عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِي إِبْرَاهِيمَ (ع) قَالَ: ((سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ وَ لَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ)‏ قَالَ نَزَلَتْ فِي صِلَةِ الْإِمَامِ)) الكافي: ج1 ص537
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) قَالَ: ((دِرْهَمٌ يُوصَلُ بِهِ الْإِمَامُ أَفْضَلُ مِنْ أَلْفَيْ أَلْفِ دِرْهَمٍ فِيمَا سِوَاهُ مِنْ وُجُوهِ الْبِرِّ)) الكافي: ج1 ص538
    عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ (ع) يَقُولُ:‏ ((إِنِّي لآَخُذُ مِنْ أَحَدِكُمُ الدِّرْهَمَ وَ إِنِّي لَمِنْ أَكْثَرِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَالًا مَا أُرِيدُ بِذَلِكَ إِلَّا أَنْ تُطَهَّرُوا)) الكافي: ج1 ص538
    قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (ع):‏ ((مَنْ زَعَمَ أَنَّ الْإِمَامَ يَحْتَاجُ إِلَى مَا فِي أَيْدِي النَّاسِ فَهُوَ كَافِرٌ إِنَّمَا النَّاسُ يَحْتَاجُونَ أَنْ يَقْبَلَ مِنْهُمُ الْإِمَامُ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ- خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ‏ وَ تُزَكِّيهِمْ‏ بِها)) الكافي: ج1 ص537
    الصيام
    وهذه العبادة تربي في النفس الاهتمام بأحوال المسلمين الفقراء إضافة إلى تقوى الله، فلا تقض نهار صيامك في التفكير بإفطارك ونوع الطعام الذي ستتناوله فيه، فعندما تحس بالجوع وأنت صائم تذكر كم من المسلمين يقضون معظم أيام السنة جياع ولا تكن من الذين (وَ إِذا قيلَ لَهُمْ أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قالَ الَّذينَ كَفَرُوا لِلَّذينَ آمَنُوا أَ نُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ في‏ ضَلالٍ مُبين) وليس كل ما في وسعك هو إطعام بعض الفقراء، بل علينا جميعًا أن نعمل لرفع الفقر عن هؤلاء المسلمين الذين يمثلون اليوم معظم أبناء الأمة الإسلامية الغنية بكل أنواع الثروات من أرض زراعية ومعادن ونفط، ولو أن ما في أرض المسلمين ينفق على المسلمين وفق الشريعة الإسلامية لأصبح المسلم اليوم من أغنى الناس، ولكن وللأسف تسلط اليوم على الأرض الإسلامية الغنية طواغيت لا هم لهم إلّا نهب ثرواتها وبناء القصور والفجور وشرب الخمور، إن أحد هؤلاء الطواغيت يسافر إلى إحدى دول الغرب ومعه سبع طائرات عملاقة ومائتا طن من المواد الغذائية والكماليات وغيرها ومن الخدم وغيرهم الذين ينفق عليهم ما يكفي لإطعام مدينة من المدن الإسلامية التي يتضور أهلها جوعًا، وأحدهم ينفق على بعض وسائل الإعلام ما يكفي لإطعام الشعب المؤمن الذي تسلط عليه بإراقة الدماء والذي يتضور جوعًا، كل هذا في سبيل أن تغطي وجهه الأسود وفمه الذي يقطر من دماء المؤمنين ليبقى متسلطًا على المسلمين ولو ليوم آخر ينهب فيه الأموال ويأكل فيه الكثير من الطعام لا أشبع الله بطنه.
    أيّها الأحبة إنّ في الصيام تدبّرًا وتفكّرًا في أحوال المسلمين. وفي الصيام جهاد للنفس وللشيطان وللهوى ولزخرف الدنيا، وفي الصيام حب في الله وبغض في الله، وفي قلب الصائم رحمة للمؤمنين وشدّة وغلظة على الكافرين والمنافقين، فاحذروا أن يكون صيامكم جوعًا وعطشًا.
    روي عن رسول الله (ص): ((ما أقل الصوم وما أكثر الجوع))
    وقال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: ((كَمْ مِنْ صَائِمٍ لَيْسَ‏ لَهُ‏ مِنْ‏ صِيَامِهِ‏ إِلَّا الظَّمَأُ وَ كَمْ مِنْ قَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ قِيَامِهِ إِلَّا الْعَنَاءُ حَبَّذَا نَوْمُ الْأَكْيَاسِ وَ إِفْطَارُهُم))
    عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) لِجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ يَا جَابِرُ هَذَا شَهْرُ رَمَضَانَ مَنْ صَامَ نَهَارَهُ وَ قَامَ وِرْداً مِنْ لَيْلِهِ‏ وَ عَفَّ بَطْنُهُ وَ فَرْجُهُ وَ كَفَّ لِسَانَهُ خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَخُرُوجِهِ مِنَ الشَّهْرِ فَقَالَ جَابِرٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَحْسَنَ هَذَا الْحَدِيثَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) يَا جَابِرُ وَ مَا أَشَدَّ هَذِهِ الشُّرُوطَ.
    ولعل أهم العبادات المقترنة بشهر الصيام هي قراءة القرآن، فاعملوا على تدبّر القرآن ودرس القرآن لتعيشوا حياة السعداء وتموتوا موت الشهداء، فعن رسول الله (ص): ((سيأتي على الناس زمان لا يبقى من القرآن إلا رسمه))
    وما أكثر نسخ القرآن اليوم، وما أكثر من يقرأ القرآن والحمد لله، ولكن هل نتدبر القرآن؟ هل نتخّلق بأخلاق القرآن ؟ هل نتفكر بآياته ؟ هل نحن عباد الله ؟ هل نحن كافرون بالطاغوت كما أمرنا في القرآن؟ هل نحن موقنون ؟
    قال تعالى: (وَ لَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتى‏ بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَميعا)
    سبحان الله، كل هذا في القرآن ونحن غافلون عن القرآن!! فإنا لله وإنا إليه راجعون، وهل نظن إننا تدبرنا القرآن ونحن نجزع لأقل نازلة تترل بنا ؟ ففي القرآن دروس لا تحصى في الصبر والتوكل على الله في سورة الشعراء: (فَلَمَّا تَراءَا الْجَمْعانِ قالَ أَصْحابُ مُوسى‏ إِنَّا لَمُدْرَكُون * قالَ كَلاَّ إِنَّ مَعي‏ رَبِّي سَيَهْدين)
    هل تدبرنا معنى هذه الآيات؟؟
    أصحاب موسى (ع) يؤكدون أنهم واقعون بيد فرعون وجنوده، وموسى يؤكد أن الله سيهديه وينجيه من فرعون وجنوده: (كَلاَّ إِنَّ مَعي‏ رَبِّي سَيَهْدين).
    هل استعملت هذه الآية سلاحًا تهزم به عدوك كما فعل موسى (ع)؟

    خادمكم ابوفاطمة
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎