إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

جانب من خطبة الجمعة في سيدني بتاريخ 14 رجب 1434

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • from_au
    عضو نشيط
    • 29-08-2011
    • 131

    جانب من خطبة الجمعة في سيدني بتاريخ 14 رجب 1434

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد و آل محمد الائمة و المهديين و سلم تسليما كثيرا

    تناولنا في الخطبة الأولى عن فضل أميرالمؤمنين (ع) و في الخطبة الثانية تكلمنا عن طريق الخروج من التيه

    الخطبة الأولى

    عَنِ الصَّادِقِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) عَنْ أَبِيهِ الْبَاقِرِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ: دَخَلَ سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، وَ الْمِقْدَادُ بْنُ الْأَسْوَدِ الْكِنْدِيُّ، وَ أَبُوذَرٍّ جُنْدَبٌ الْغِفَارِيُّ، وَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ، وَ حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ، وَ أَبُو الْهَيْثَمِ مَالِكُ بْنُ التَّيِّهَانِ، وَ خُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتٍ، وَ أَبُو الطُّفَيْلِ عَامِرٌ عَلَى النَّبِيِّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ) فَجَلَسُوا بَيْنَ يَدَيْهِ وَ الْحُزْنُ ظَاهِرٌ فِي وُجُوهِهِمْ فَقَالُوا لَهُ فَدَيْنَاكَ بِالْآبَاءِ وَ الْأُمَّهَاتِ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا نَسْمَعُ فِي أَخِيكَ عَلِيٍّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) مَا يَحْزُنُنَا سَمَاعُهُ وَ إِنَّا نَسْتَأْذِنُكَ فِي الرَّدِّ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): وَ مَا عَسَاهُمْ يَقُولُونَ فِي أَخِي عَلِيٍّ؟
    فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُمْ يَقُولُونَ: أَيُّ فَضِيلَةٍ لَهُ فِي سَبْقِهِ إِلَى الْإِسْلَامِ، وَ إِنَّمَا أَدْرَكَهُ الْإِسْلَامُ طِفْلًا، وَ نَحْنُ يَحْزُنُنَا هَذَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): هَذَا يَحْزُنُكُمْ؟ قَالُوا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ أَسْأَلُكُمْ بِاللَّهِ هَلْ عَلِمْتُمْ مِنَ الْكُتُبِ الْأُولَى أَنَّ إِبْرَاهِيمَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) هَرَبَتْ بِهِ أُمُّهُ وَ هُوَ طِفْلٌ صَغِيرٌ مِنْ عَدُوِّ اللَّهِ وَ عَدُوِّهِ النُّمْرُودِ فِي عَهْدِهِ فَوَضَعَتْهُ أُمُّهُ بَيْنَ ثَلَاثِ أَشْجَارٍ شَاطِئَ نَهَرٍ يَدْفِقُ يُقَالُ لَهُ حَوْرَانُ وَ هُوَ بَيْنَ غُرُوبِ الشَّمْسِ وَ إِقْبَالِ اللَّيْلِ فَلَمَّا وَضَعَتْهُ أُمُّهُ وَ اسْتَقَرَّ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ فَقَامَ مِنْ تَحْتِهَا فَمَسَحَ رَأْسَهُ وَ وَجْهَهُ وَ سَائِرَ بَدَنِهِ وَ هُوَ يُكْثِرُ مِنَ الشَّهَادَةِ لِلَّهِ بِالْوَحْدَانِيَّةِ ثُمَّ أَخَذَ ثَوْباً فَاتَّشَحَ بِهِ وَ أُمُّهُ تَرَى مَا يَفْعَلُ فَرَعُبَتْ مِنْهُ رُعْباً شَدِيداً فَهَرْوَلَ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهَا مَادّاً عَيْنَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَكَانَ مِنْهُ مَا قَالَ اللَّهُ (عَزَّ وَ جَلَّ): فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأى‏ كَوْكَباً قالَ هذا رَبِّي‏ وَ قِصَّةُ الشَّمْسِ وَ الْقَمَرِ إِلَى قَوْلِهِ: وَ ما أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ‏ وَ عَلِمْتُمْ أَنَّ مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) كَانَ فِرْعَوْنُ فِي طَلَبِهِ يَبْقُرُ بُطُونَ النِّسَاءِ الْحَوَامِلِ وَ يَذْبَحُ الْأَطْفَالَ لِقَتْلِ مُوسَى (عَلَيْهِ السَّلَامُ) فَلَمَّا وَلَدَتْهُ أُمُّهُ أَوْحَى إِلَيْهَا أَنْ يَأْخُذُوهُ مِنْ تَحْتِهَا فَتَقْذِفَهُ وَ تُلْقِيَهِ فِي التَّابُوتِ وَ تَقْذِفَهُ فِي الْيَمِّ فَبَقِيَتْ حَيْرَانَةً حَتَّى كَلَّمَهَا مُوسَى وَ قَالَ لَهَا يَا أُمِّ اقْذِفِينِي فِي التَّابُوتِ فَقَالَتْ لَهُ هِيَ مِنْ كَلَامِهِ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكَ مِنَ الْغَرَقِ فَقَالَ لَهَا: لَا تَخَافِي إِنَّ اللَّهَ رَادِّي إِلَيْكِ فَفَعَلَتْ ذَلِكَ فَبَقِيَ التَّابُوتُ فِي الْيَمِّ إِلَى أَنْ أَلْقَاهُ إِلَى السَّاحِلِ وَ رُدَّ إِلَى أُمِّهِ وَ هُوَ بُرْهَةً لَا يَطْعَمُ طَعَاماً وَ لَا يَشْرَبُ شَرَاباً مَعْصُوماً وَ رُوِيَ أَنَّ الْمُدَّةَ كَانَتْ سَبْعِينَ يَوْماً وَ رُوِيَ أَنَّهَا كَانَتْ تِسْعَةَ أَشْهُرٍ وَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِي حَالِ طُفُولِيَّتِهِ: وَ لِتُصْنَعَ عَلى‏ عَيْنِي إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ‏ ... هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى‏ أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ‏ الْآيَةَ.
    وَ هَذَا عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: فَناداها مِنْ تَحْتِها أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا إِلَى آخِرِ الْآيَةِ.
    فَكَلَّمَ أُمَّهُ وَقْتَ مَوْلِدِهِ فَقَالَ لَهَا: فَكُلِي وَ اشْرَبِي وَ قَرِّي عَيْناً فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا وَ قَالَ: فَأَشارَتْ إِلَيْهِ قالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا قالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتانِيَ الْكِتابَ وَ جَعَلَنِي نَبِيًّا وَ جَعَلَنِي مُبارَكاً أَيْنَ ما كُنْتُ وَ أَوْصانِي‏ بِالصَّلاةِ وَ الزَّكاةِ ما دُمْتُ حَيًّا وَ بَرًّا بِوالِدَتِي وَ لَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيًّا فَتَكَلَّمَ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) فِي وَقْتِ وِلَادَتِهِ وَ أُعْطِيَ الْكِتَابَ وَ النُّبُوَّةَ وَ أُوصِيَ بِالصَّلَاةِ وَ الزَّكَاةِ فِي سَاعَةِ مَوْلِدِهِ وَ كَلَّمَهُ النَّاسُ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ وَ قَدْ عَلِمْتُمْ جَمِيعاً خِلْقَتِي وَ أَنَّ عَلِيّاً مِنْ نُورِي وَ نُورِي وَ نُورُهُ نُورٌ وَاحِدٌ وَ كُنَّا كَذَلِكَ نُسَبِّحُ اللَّهَ وَ نُقَدِّسُهُ وَ نُمَجِّدُهُ وَ نُهَلِّلُهُ وَ نُكَبِّرُهُ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ الْمَلَائِكَةَ وَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرَضِينَ وَ الْهَوَاءَ ثُمَّ عَرَّشَ الْعَرْشَ وَ كَتَبَ أَسْمَاءَنَا بِالنُّورِ عَلَيْهِ ثُمَّ أَسْكَنَنَا صُلْبَ آدَمَ وَ لَمْ نَزَلْ نَنْتَقِلُ فِي أَصْلَابِ الرِّجَالِ الْمُؤْمِنِينَ وَ فِي أَرْحَامِ النِّسَاءِ الصَّالِحَاتِ يُسْمَعُ تَسْبِيحُنَا فِي الظُّهُورِ وَ الْبُطُونِ فِي كُلِّ عَهْدٍ وَ عَصْرٍ وَ زَمَانٍ إِلَى أَبِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَإِنَّهُ كَانَ يَظْهَرُ نُوْرُنَا فِي بَلَجَاتِ وُجُوهِ آبَائِنَا وَ أُمَّهَاتِنَا حَتَّى ثَبَتَتْ أَسْمَاؤُنَا مَخْطُوطَةً بِالنُّورِ عَلَى جَبَهَاتِهِمْ.
    فَلَمَّا افْتَرَقْنَا نِصْفَيْنِ: فِي عَبْدِ اللَّهِ نِصْفٌ، وَ فِي أَبِي طَالِبٍ عَمِّي نِصْفٌ كَانَ تَسْبِيحُنَا فِي ظُهُورِهِمَا، فَكَانَ عَمِّي وَ أَبِي إِذَا جَلَسَا فِي مَلَإٍ مِنَ النَّاسِ نَاجَى نُورِي مِنْ صُلْبِ أَبِي نُورَ عَلِيٍّ مِنْ صُلْبِ أَبِيهِ إِلَى أَنْ خَرَجْنَا مِنْ صُلْبَيْ أَبَوَيْنَا وَ بَطْنَيْ أُمَّيْنَا وَ لَقَدْ عَلِمَ جِبْرِيلُ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) فِي وَقْتِ وِلَادَةِ عَلِيٍ‏ وَ هُوَ يَقُولُ: هَذَا أَوَّلُ ظُهُورِ نُبُوَّتِكَ وَ إِعْلَانِ وَحْيِكَ وَ كَشْفِ رِسَالَتِكَ إِذْ أَيَّدَكَ اللَّهُ بِأَخِيكَ وَ وَزِيرِكَ وَ صِنْوِكَ وَ خَلِيفَتِكَ وَ مَنْ شَدَدْتُ بِهِ أَزْرَكَ وَ أَعْلَيْتُ بِهِ ذِكْرَكَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَقُمْتُ مُبَادِراً فَوَجَدْتُ فَاطِمَةَ ابْنَةَ أَسَدٍ أُمِّ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَ قَدْ جَاءَهَا الْمَخَاضُ فَوَجَدْتُهَا بَيْنَ النِّسَاءِ وَ الْقَوَابِلُ مِنْ حَوْلِهَا فَقَالَ حَبِيبِي جَبْرَائِيلُ: سَجِّفْ بَيْنَهَا وَ بَيْنَ النِّسَاءِ سِجَافاً، فَإِذَا وَضَعَتْ عَلِيّاً فَتَلَقَّهُ بِيَدِكَ الْيُمْنَى فَفَعَلْتُ مَا أَمَرَنِي بِهِ وَ مَدَدْتُ يَدِيَ الْيُمْنَى نَحْوَ أُمِّهِ فَإِذَا بِعَلِيٍّ مَاثِلًا عَلَى يَدَيَّ وَاضِعاً يَدَهُ الْيُمْنَى فِي أُذُنِهِ يُؤَذِّنُ وَ يُقِيمُ بِالْحَنَفِيَّةِ وَ يَشْهَدُ بِوَحْدَانِيَّةِ اللَّهِ (عَزَّ وَ جَلَّ) وَ بِرِسَالَتِي.
    ثُمَّ أَشَارَ إِلَيَّ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَقْرَأُ، قُلْتُ: اقْرَأْ وَ الَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَقَدِ ابْتَدَأَ بِالصُّحُفِ الَّتِي أَنْزَلَهَا اللَّهُ عَلَى آدَمَ وَ ابْنِهِ شَيْثٍ فَتَلَاهَا مِنْ‏ أَوَّلِ حَرْفٍ إِلَى آخِرِ حَرْفٍ حَتَّى لَوْ حَضَرَ شَيْثٌ لَأَقَرَّ بِأَنَّهُ أَقْرَأُ لَهَا مِنْهُ، ثُمَّ تَلَا صُحُفَ نُوحٍ حَتَّى لَوْ حَضَرَ نُوحٌ لَأَقَرَّ أَنَّهُ أَقْرَأُ لَهَا مِنْهُ، ثُمَّ تَلَا صُحُفَ إِبْرَاهِيمَ حَتَّى لَوْ حَضَرَ إِبْرَاهِيمُ لَأَقَرَّ أَنَّهُ أَقْرَأُ لَهَا مِنْهُ، ثُمَّ تَلَا زَبُورَ دَاوُدَ حَتَّى لَوْ حَضَرَ دَاوُدُ لَأَقَرَّ أَنَّهُ أَقْرَأُ لَهَا مِنْهُ، ثُمَّ تَلَا تَوْرَاةَ مُوسَى حَتَّى لَوْ حَضَرَ مُوسَى لَأَقَرَّ أَنَّهُ أَقْرَأُ لَهَا مِنْهُ، ثُمَّ قَرَأَ إِنْجِيلَ عِيسَى حَتَّى لَوْ حَضَرَ عِيسَى لَأَقَرَّ بِأَنَّهُ أَقْرَأُ لَهَا مِنْهُ، ثُمَّ خَاطَبَنِي وَ خَاطَبْتُهُ بِمَا يُخَاطَبُ بِهِ الْأَنْبِيَاءُ ثُمَّ عَادَ إِلَى طُفُولِيَّتِهِ.
    وَ هَكَذَا سَبِيلُ الِاثْنَيْ عَشَرَ إِمَاماً مِنْ وُلْدِهِ يَفْعَلُونَ فِي وِلَادَتِهِمْ مِثْلَهُ.
    فَمَا ذَا تُحَدِّثُونَ وَ مَا ذَا عَلَيْكُمْ مِنْ قَوْلِ أَهْلِ الشَّكِّ وَ الشِّرْكِ بِاللَّهِ هَلْ تَعْلَمُونَ أَنِّي أَفْضَلُ النَّبِيِّينَ، وَ وَصِيِّي عَلِيٌّ أَفْضَلُ الْوَصِيِّينَ، وَ أَنَّ أَبِي آدَمُ تَمَامُ اسْمِي وَ اسْمِ أَخِي عَلِيٍّ وَ ابْنَتِي فَاطِمَةَ وَ ابْنَيَّ الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ (عَلَيْهِمُ السَّلَامُ) مَكْتُوبَةٌ عَلَى سُرَادِقِ الْعَرْشِ بِالنُّورِ، مُنْذُ قَالَ آدَمُ: «إِلَهِي هَلْ خَلَقْتَ خَلْقاً قَبْلِي هُوَ أَكْرَمُ عَلَيْكَ مِنِّي» قَالَ يَا آدَمُ: «لَوْ لَا هَذِهِ الْأَسْمَاءُ مَا خَلَقْتُ سَمَاءً مَبْنِيَّةً وَ لَا أَرْضاً مَدْحِيَّةً وَ لَا مَلَكاً مُقَرَّباً وَ لَا نَبِيّاً مُرْسَلًا وَ لَا خَلَقْتُكَ يَا آدَمُ» فَقَالَ: إِلَهِي وَ سَيِّدِي بِحَقِّهِمْ إِلَّا غَفَرْتَ لِي خَطِيئَتِي. فَكُنَّا نَحْنُ الْكَلِمَاتِ الَّتِي تَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ، فَغَفَرَ لَهُ وَ قَالَ: أَبْشِرْ يَا آدَمُ فَإِنَّ هَذِهِ الْأَسْمَاءَ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ وَ وُلْدِكَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَ افْتَخَرَ عَلَى الْمَلَائِكَةِ بِنَا فَإِذَا كَانَ هَذَا مِنْ فَضْلِنَا عِنْدَ اللَّهِ وَ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَ لَا يُعْطِي إِبْرَاهِيمَ وَ مُوسَى وَ عِيسَى شَيْئاً مِنَ الْفَضْلِ إِلَّا وَ يُعْطِيهِ بِنَا فَمَا ذَا يَضُرُّ بِنَا وَ يَحْزُنُكُمْ قَوْلُ أَهْلِ الْإِفْكِ وَ الْمُسْرِفِينَ.
    فَقَامَ سَلْمَانُ وَ مَنْ كَانَ مَعَهُ عَلَى أَقْدَامِهِمْ وَ هُمْ يَقُولُونَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ نَحْنُ الْفَائِزُونَ؟ قَالَ: نَعَمْ. أَنْتُمُ الْفَائِزُونَ، وَ اللَّهِ لَكُمْ خُلِقَتِ الْجَنَّةُ، وَ لِأَعْدَائِنَا وَ أَعْدَائِكُمْ خُلِقَتِ النَّارُ..
    و في رواية عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ )ع( قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ )ص(‏ مَا خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ خَلْقاً أَفْضَلَ مِنِّي وَ لَا أَكْرَمَ عَلَيْهِ مِنِّي قَالَ عَلِيٌّ )ع( فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَأَنْتَ أَفْضَلُ أَوْ جَبْرَئِيلُ فَقَالَ ص يَا عَلِيُّ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى فَضَّلَ أَنْبِيَاءَهُ الْمُرْسَلِينَ عَلَى مَلَائِكَتِهِ الْمُقَرَّبِينَ وَ فَضَّلَنِي عَلَى جَمِيعِ النَّبِيِّينَ وَ الْمُرْسَلِينَ وَ الْفَضْلُ بَعْدِي لَكَ يَا عَلِيُّ وَ لِلْأَئِمَّةِ مِنْ بَعْدِكَ وَ إِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَخُدَّامُنَا وَ خُدَّامُ مُحِبِّينَا يَا عَلِيُ‏ الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَ مَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ‏ ... وَ يَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِوَلَايَتِنَا يَا عَلِيُّ لَوْ لَا نَحْنُ مَا خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ وَ لَا حَوَّاءَ وَ لَا الْجَنَّةَ وَ لَا النَّارَ وَ لَا السَّمَاءَ وَ لَا الْأَرْضَ فَكَيْفَ لَا نَكُونُ أَفْضَلَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ وَ قَدْ سَبَقْنَاهُمْ إِلَى مَعْرِفَةِ رَبِّنَا وَ تَسْبِيحِهِ وَ تَهْلِيلِهِ وَ تَقْدِيسِهِ لِأَنَّ أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ خَلْقُ أَرْوَاحِنَا فَأَنْطَقَنَا بِتَوْحِيدِهِ وَ تَحْمِيدِهِ ثُمَّ خَلَقَ الْمَلَائِكَةَ فَلَمَّا شَاهَدُوا أَرْوَاحَنَا نُوراً وَاحِداً اسْتَعْظَمُوا أَمْرَنَا فَسَبَّحْنَا لِتَعْلَمَ الْمَلَائِكَةُ أَنَّا خَلْقٌ مَخْلُوقُونَ وَ أَنَّهُ مُنَزَّهٌ عَنْ صِفَاتِنَا فَسَبَّحَتِ الْمَلَائِكَةُ بِتَسْبِيحِنَا وَ نَزَّهَتْهُ عَنْ صِفَاتِنَا فَلَمَّا شَاهَدُوا عِظَمَ شَأْنِنَا هَلَّلْنَا لِتَعْلَمَ الْمَلَائِكَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّا عَبِيدٌ وَ لَسْنَا بِآلِهَةٍ يَجِبُ أَنْ نُعْبَدَ مَعَهُ أَوْ دُونَهُ فَقَالُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَلَمَّا شَاهَدُوا كِبَرَ مَحَلِّنَا كَبَّرْنَا لِتَعْلَمَ الْمَلَائِكَةُ أَنَّ اللَّهَ أَكْبَرُ مِنْ أَنْ يُنَالَ عِظَمُ الْمَحَلِّ إِلَّا بِهِ فَلَمَّا شَاهَدُوا مَا جَعَلَهُ لَنَا مِنَ الْعِزَّةِ وَ الْقُوَّةِ قُلْنَا لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ لِتَعْلَمَ الْمَلَائِكَةُ أَنْ لَا حَوْلَ لَنَا وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ فَلَمَّا شَاهَدُوا مَا أَنْعَمَ اللَّهُ بِهِ عَلَيْنَا وَ أَوْجَبَهُ لَنَا مِنْ فَرْضِ الطَّاعَة قُلْنَا الْحَمْدُ لِلَّهِ لِتَعْلَمَ الْمَلَائِكَةُ مَا يَحِقُّ لِلَّهِ تَعَالَى ذِكْرُهُ عَلَيْنَا مِنَ الْحَمْدِ عَلَى نِعْمَتِهِ‏ فَقَالَتِ الْمَلَائِكَةُ الْحَمْدُ لِلَّهِ فَبِنَا اهْتَدَوْا إِلَى مَعْرِفَةِ تَوْحِيدِ اللَّهِ وَ تَسْبِيحِهِ وَ تَهْلِيلِهِ وَ تَحْمِيدِهِ وَ تَمْجِيدِهِ ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى خَلَقَ آدَمَ فَأَوْدَعَنَا صُلْبَهُ وَ أَمَرَ الْمَلَائِكَةَ بِالسُّجُودِ لَهُ تَعْظِيماً لَنَا وَ إِكْرَاماً وَ كَانَ سُجُودُهُمْ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عُبُودِيَّةً وَ لِآدَمَ إِكْرَاماً وَ طَاعَةً لِكَوْنِنَا فِي صُلْبِهِ فَكَيْفَ لَا نَكُونُ أَفْضَلَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ وَ قَدْ سَجَدُوا لِآدَمَ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ وَ إِنَّهُ لَمَّا عُرِجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ أَذَّنَ جَبْرَئِيلُ مَثْنَى مَثْنَى وَ أَقَامَ مَثْنَى مَثْنَى ثُمَّ قَالَ لِي تَقَدَّمْ يَا مُحَمَّدُ فَقُلْتُ لَهُ يَا جَبْرَئِيلُ أَتَقَدَّمُ عَلَيْكَ فَقَالَ نَعَمْ لِأَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى فَضَّلَ أَنْبِيَاءَهُ عَلَى مَلَائِكَتِهِ أَجْمَعِينَ وَ فَضَّلَكَ خَاصَّةً فَتَقَدَّمْتُ فَصَلَّيْتُ بِهِمْ وَ لَا فَخْرَ فَلَمَّا انْتَهَيْتُ إِلَى حُجُبِ النُّورِ قَالَ لِي جَبْرَئِيلُ تَقَدَّمْ يَا مُحَمَّدُ وَ تَخَلَّفَ عَنِّي فَقُلْتُ يَا جَبْرَئِيلُ فِي مِثْلِ هَذَا الْمَوْضِعِ تُفَارِقُنِي فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنَّ انْتِهَاءَ حَدِّيَ الَّذِي وَضَعَنِي اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِيهِ إِلَى هَذَا الْمَكَانِ فَإِنْ تَجَاوَزْتُهُ احْتَرَقَتْ أَجْنِحَتِي بِتَعَدِّي حُدُودِ رَبِّي جَلَّ جَلَالُهُ فَزُخَّ بِي فِي النُّورِ زَخَّةً حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى حَيْثُ مَا شَاءَ اللَّهُ مِنْ عُلُوِّ مُلْكِهِ فَنُودِيتُ يَا مُحَمَّدُ فَقُلْتُ لَبَّيْكَ رَبِّي وَ سَعْدَيْكَ تَبَارَكْتَ وَ تَعَالَيْتَ فَنُودِيتُ يَا مُحَمَّدُ أَنْتَ عَبْدِي وَ أَنَا رَبُّكَ فَإِيَّايَ فَاعْبُدْ وَ عَلَيَّ فَتَوَكَّلْ فَإِنَّكَ نُورِي فِي عِبَادِي وَ رَسُولِي إِلَى خَلْقِي وَ حُجَّتِي عَلَى بَرِيَّتِي لَكَ وَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ خَلَقْتُ جَنَّتِي وَ لِمَنْ خَالَفَكَ خَلَقْتُ نَارِي وَ لِأَوْصِيَائِكَ أَوْجَبْتُ كَرَامَتِي وَ لِشِيعَتِهِمْ أَوْجَبْتُ ثَوَابِي فَقُلْتُ يَا رَبِّ وَ مَنْ أَوْصِيَائِي فَنُودِيتُ يَا مُحَمَّدُ أَوْصِيَاؤُكَ الْمَكْتُوبُونَ عَلَى سَاقِ عَرْشِي فَنَظَرْتُ وَ أَنَا بَيْنَ يَدَيْ رَبِّي جَلَّ جَلَالُهُ إِلَى سَاقِ الْعَرْشِ فَرَأَيْتُ اثْنَيْ عَشَرَ نُوراً فِي كُلِّ نُورٍ سَطْرٌ أَخْضَرُ عَلَيْهِ اسْمُ وَصِيٍّ مِنْ أَوْصِيَائِي أَوَّلُهُمْ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَ آخِرُهُمْ مَهْدِيُّ أُمَّتِي فَقُلْتُ يَا رَبِّ هَؤُلَاءِ أَوْصِيَائِي مِنْ بَعْدِي فَنُودِيتُ يَا مُحَمَّدُ هَؤُلَاءِ أَوْلِيَائِي وَ أَوْصِيَائِي وَ أَصْفِيَائِي وَ حُجَجِي بَعْدَكَ عَلَى بَرِيَّتِي وَ هُمْ أَوْصِيَاؤُكَ وَ خُلَفَاؤُكَ وَ خَيْرُ خَلْقِي بَعْدَكَ وَ عِزَّتِي وَ جَلَالِي لَأُظْهِرَنَّ بِهِمْ دِينِي وَ لَأُعْلِيَن‏ بِهِمْ كَلِمَتِي وَ لَأُطَهِّرَنَّ الْأَرْضَ بِآخِرِهِمْ مِنْ أَعْدَائِي وَ لَأُمَكِّنَنَّهُ‏ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَ مَغَارِبَهَا وَ لَأُسَخِّرَنَّ لَهُ الرِّيَاحَ وَ لَأُذَلِّلَنَّ لَهُ السَّحَابَ الصِّعَابَ وَ لَأُرَقِّيَنَّهُ فِي الْأَسْبَابِ فَلَأَنْصُرَنَّهُ بِجُنْدِي وَ لَأَمُدَّنَّهُ بِمَلَائِكَتِي حَتَّى تَعْلُوَ دَعْوَتِي وَ تَجْمَعَ الْخَلْقُ عَلَى تَوْحِيدِي ثُمَّ لَأُدِيمَنَّ مُلْكَهُ وَ لَأُدَاوِلَنَّ الْأَيَّامَ بَيْنَ أَوْلِيَائِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَة.



    الخطبة الثانية


    طريق الخروج من التيه
    الصلاة: وهي عمود الدين ومعراج المؤمن وشرفه، إذا قبلت قبل ما سواها وإن ردّت ردّ ما سواها، وبها تطهر الأرواح من الرجس كما تطهر الأبدان من الخبث بالماء، وعن رسول الله (ص): (إن الله تعالى ذِكره قسم بعزته أن لا يعذب المصلين والساجدين وأن لا يروعهم بالنار يوم يقوم الناس لرب العالمين)
    الدعاء: قال تعالى: ((قُلْ ما يَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّي لَوْ لا دُعاؤُكُم))
    و قال تعالى: ((وَ قالَ رَبُّكُمُ ادْعُوني‏ أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتي‏ سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرين))
    عليكم بالدعاء في اليسر والعسر ولقضاء كل حاجة صغيرة أو كبيرة، ولا تستصغر شيئًا أن تطلبه من الله، ولا تستكثر شيئًا أن تطلبه من الله، فإنّك لم تصب خيرًا قط إلا من الله ولم يدفع عنك شرًا أحد قط إلا الله.
    وروي أن الله أوحى إلى موسى (ع): (يا موسى أدعوني لملح عجينتك ولشسع نعلك ولعلف دابتك)
    قال الإمام جعفر الصادق (عليه السلام): إنّ الله كره إلحاح الناس بعضهم لبعض في المسألة ، وأحبّ لنفسه ، إنّ الله يحبّ أن يُسأل ويُطلب ما عنده.
    عن النبي (ص) أنه قال : ((أعجز الناس من عجز عن الدعاء , وأبخل الناس من بخل بالسلام )).
    واعلموا أيّها الأحبة إنّ الله سبحانه وتعالى لا يحد بوصف، وعطاؤه ما لا نهاية له، وإنما ينزل بقدر؛ لأن عالمنا محدود فاطلب ما بدا لك من خير الدنيا والآخرة لما فيه صلاح دينك ورضا ربك، ولا تفوتك أدعية الصحيفة السجادية المباركة، فهي زبور آل محمد (ع) ودعاء كميل خصوصًا في ليالي الجمع، ودعاء أبي حمزة الثمالي، والمناجاة الشعبانية.
    وأورد هنا هذه المناجاة لعل الله يجعل فيها نجاتنا من مكائد الدنيا وخدعها ويوفق البعض لتدبر معانيها أو لحفظها والدعاء بها على كل حال.
    بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِلَهِي أَسْكَنْتَنَا دَاراً حَفَرَتْ لَنَا حُفَرَ مَكْرِهَا، وَ عَلَّقَتْنَا بِأَيْدِي الْمَنَايَا فِي حَبَائِلِ غَدْرِهَا فَإِلَيْكَ نَلْتَجِئُ مِنْ مَكَائِدِ خُدَعِهَا وَ بِكَ نَعْتَصِمُ مِنَ الِاغْتِرَارِ بِزَخَارِفِ زِينَتِهَا فَإِنَّهَا الْمُهِلَكَةُ طُلَّابَهَا الْمُتْلِفَةُ حُلَّالَهَا الْمَحْشُوَّةُ بِالْآفَاتِ الْمَشْحُونَةُ بِالنَّكِبَاتِ، إِلَهِي فَزَهِّدْنَا فِيهَا وَ سَلِّمْنَا مِنْهَا بِتَوْفِيقِكَ وَ عِصْمَتِكَ وَ انْزِعْ عَنَّا جَلَابِيبَ مُخَالَفَتِكَ وَ تَوَلَّ أُمُورَنَا بِحُسْنِ كِفَايَتِكَ وَ أَوْفِرْ مَزِيدَنَا مِنْ سَعَةِ رَحْمَتِكَ وَ أَجْمِلْ صِلَاتِنَا مِنْ فَيْضِ مَوَاهِبِكَ وَ اغْرِسْ فِي أَفْئِدَتِنَا أَشْجَارَ مَحَبَّتِكَ، وَ أَتْمِمْ لَنَا أَنْوَارَ مَعْرِفَتِكَ، وَ أَذِقْنَا حَلَاوَةَ عَفْوِكَ وَ لَذَّةَ مَغْفِرَتِكَ، وَ أَقْرِرْ أَعْيُنَنَا يَوْمَ لِقَائِكَ بِرُؤْيَتِكَ، وَ أَخْرِجْ حُبَّ الدُّنْيَا مِنْ قُلُوبِنَا كَمَا فَعَلْتَ بِالصَّالِحِينَ مِنْ صَفْوَتِكَ وَ الْأَبْرَارِ مِنْ خَاصَّتِكَ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ وَ يَا أَكْرَمَ الْأَكْرَمِينَ.
    وعليكم بذكر الله على كل حال في العمل وفي الفراغ وفي الليل والنهار، وخاصة بعد الصلاة الواجبة قبل أن تقوم من مقامك. وأكثروا من الصلاة على محمد وآل محمد، ولا تتركوا سجدة الشكر بعد الصلاة وبعد كل نعمة ينعم الله سبحانه وتعالى بها عليك وبعد كل مكروه يدفع عنك. وصفتها أن تسجد ثم تضع خدك الأيمن على الأرض ثم الأيسر ثم تعود للسجود، وأقل ما يقال فيها شكرًا لله ثلاث مرات، والأفضل مائة مائة مرة.
    ومن الأذكار التي على المؤمنين المداومة عليها خصوصًا بعد صلاة الصبح:
    1- لا اله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت ويميت ويحيي وهو حي لا يموت، بيده الخير وهو على كل شيء قدير (١٠ مرات) بعد صلاة الصبح وقبل غروب الشمس.
    2- سبحان الله العظيم وبحمده، ولا حول ولا قوة إ لا بالله العلي العظيم (10 مرات)
    3- أشهد أن لا إله إ لا الله وحده لا شريك له، إلهًا واحدًا أحدًا فردًا صمدًا لم يتخذ صاحبه ولا ولدًا (10 مرات)
    4- اللهم صل على محمد وعجل فرجهم (100 مرة)
    5- سبحان الله، والحمد لله، ولا اله إلا الله، والله أكبر (30 مرة)
    وهذه الأذكار كما أن لها فائدة أخروية كذلك لها فائدة دنيوية وتدفع شر السلطان والشيطان .
    الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر
    وهو من أهم الواجبات التي يقوم بها المجتمع الإسلامي ككل، فطالب العلوم الدينية والطبيب والفلاح والمهندس وكل فرد في المجتمع الإسلامي مسؤول عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وقد أنذر رسول الله (ص) هذه الأمة عن تركه بأن يسلط الله عليها شرارها ثم يدعون فلا يستجاب لهم؛ قال رسول الله (ص): ((لتأمرن المعروف ولتنهون عن المنكر أو ليسلطن الله عليكم شراركم ثم يدعو خياركم فلا يستجاب لكم)) وهل يوجد أشر من الطواغيت المتسلطين على الأمة اليوم؟!
    ورد في رواية عن النبي (ص): ((أَوْحَى اللَّهُ فِيمَا مَضَى قَبْلَكُمْ إِلَى جَبْرَئِيلَ، وَ أَمَرَهُ أَنْ يَخْسِفَ بِبَلَدٍ يَشْتَمِلُ عَلَى الْكُفَّارِ وَ الْفُجَّارِ- فَقَالَ جَبْرَئِيلُ: يَا رَبِّ أَخْسِفُ بِهِمْ إِلَّا بِفُلَانٍ الزَّاهِدِ لِيَعْرِفَ مَا ذَا يَأْمُرُ اللَّهُ بِهِ. فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: بَلِ اخْسِفْ بِفُلَانٍ قَبْلَهُمْ.
    فَسَأَلَ رَبَّهُ، فَقَالَ: يَا رَبِّ- عَرِّفْنِي لِمَ ذَلِكَ وَ هُوَ زَاهِدٌ عَابِدٌ قَالَ: مَكَّنْتُ لَهُ وَ أَقْدَرْتُهُ، فَهُوَ لَا يَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ، وَ لَا يَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ، وَ كَانَ يَتَوَفَّرُ عَلَى حُبِّهِمْ فِي غَضَبِي لَهُمْ.
    فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَ كَيْفَ بِنَا وَ نَحْنُ لَا نَقْدِرُ عَلَى إِنْكَارِ مَا نُشَاهِدُهُ مِنْ مُنْكَرٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَ لَتَنْهُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ، أَوْ لَيَعُمَّنَّكُمْ عِقَابُ اللَّهِ- ثُمَّ قَالَ: مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَراً فَلْيُنْكِرْهُ بِيَدِهِ إِنِ اسْتَطَاعَ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، فَحَسْبُهُ أَنْ يَعْلَمَ اللَّهُ مِنْ قَلْبِهِ أَنَّهُ لِذَلِكَ كَارِه))
    فعودوا إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولا تأخذكم في الله لومة لائم، ولترفع الأصوات بوجه كل عاصٍ لعل الله يرحمنا ويرفع عنا هذا البلاء، قال تعالى: ((وَ لْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ يَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون))
    وقد ورد عنهم (ع) إن بالأمر بالمعروف تقام الفرائض، وتأمن المذاهب وتحل المكاسب وتمنع المظالم وتعمر الأرض وينتصف للمظلوم من الظالم ولا يزال الناس بخير ما أمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر وتعاونوا على البر فإن لم يفعلوا ذلك نزعت منهم البركات وسلط بعضهم على بعض ولم يكن لهم ناصر في الأرض ولا في السماء.
    وقال النبي (ص): ((كيف بكم إذا فسدت نساؤكم ، وفسق شبابكم ولم تأمروا بالمعروف ولم تنهوا عن المنكر، فقيل له ويكون ذلك يا رسول الله ؟ قال (ص): نعم فقال كيف بكم إذا أمرتم بالمنكر ويتم عن المعروف، فقيل له يا رسول الله ويكون ذلك ؟ فقال (ص): نعم وشر من ذلك، كيف بكم إذا رأيتم المعروف منكرًا والمنكر معروفًا))
    فعلى كل مؤمن ومؤمنة اليوم أن يأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر ويعملوا ليل نهار لإصلاح النفوس الفاسدة التي أصبحت ترى المعروف منكرًا والمنكر معروفًا والحمد لله وحده.

    خادمكم ابوفاطمة
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎