إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

جانب من خطبة الجمعة في سيدني بتاريخ 22 حمادي الثاني 1434

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • from_au
    عضو نشيط
    • 29-08-2011
    • 131

    جانب من خطبة الجمعة في سيدني بتاريخ 22 حمادي الثاني 1434

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد و آل محمد الائمة و المهديين و سلم تسليما كثيرا

    في الخطبة الأولى بمناسبة ذكرى ولادة السيدة فاطمة الزهراء (ع) تناولنا تفسير سورة الكوثر

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمدلله ربّ العالمين و صلّى الله على محمدٍ و آله الطيبين الطاهرين الائمة و المهديين و سلم تسليماً كثيرا.
    الحمد لله مالك الملك، مجري الفلك مسخر الرياح، فالق الإصباح، ديان الدين، رب العالمين، الحمد لله الذي من خشيته ترعد السماء وسكانها وترجف الأرض وعمارها، وتموج البحار ومن يسبح في غمراتها.
    اللهم صل على محمد وآل محمد، الفلك الجارية في اللجج الغامرة، يأمن من ركبها، ويغرق من تركها، المتقدم لهم مارق، والمتأخر عنهم زاهق، واللازم لهم لاحق.
    قال ابن عباس: لما نزلت: إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ صعد رسول الله (صلى الله عليه و آله) المنبر فقرأها على الناس، فلما نزل قالوا: يا رسول الله، ما هذا الذي [قد] أعطاك الله؟ قال: «نهر في الجنة، أشد بياضا من اللبن، و أشد استقامة من القدح «3»، حافتاه قباب الدر و الياقوت ترده طيور خضر لها أعناق كأعناق البخت».
    قالوا: يا رسول الله، ما أنعم هذا الطائر! قال: «أ فلا أخبركم بأنعم منه؟». قالوا: بلى يا رسول الله. قال: «من أكل الطير و شرب الماء، و فاز برضوان الله».
    قال رسول الله (صلى الله عليه و آله): «خيرت بين أن يدخل شطر أمتي الجنة، و بين الشفاعة، فاخترت الشفاعة لأنها أعم و أكفى، أ ترونها للمؤمنين المتقين؟ لا، و لكنها للمؤمنين المتلوثين الخطائين».
    و في حديث النبي (صلى الله عليه و آله) مع اليهود، قالت اليهود: نوح خير منك، قال النبي (صلى الله عليه و آله): «و لم ذلك؟» قالوا: لأنه ركب على السفينة فجرت على الجودي. قال النبي (صلى الله عليه و آله): «لقد أعطيت أنا أفضل من ذلك». قالوا: و ما ذاك؟ قال: «إن الله عز و جل أعطاني نهرا في الجنة «1» مجراه من تحت العرش و عليه ألف ألف قصر، لبنة من ذهب، و لبنة من فضة، حشيشها الزعفران، و رضراضها الدر و الياقوت، و أرضها المسك الأبيض، فذلك خير لي و لأمتي، و ذلك قوله تعالى: إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ». قالوا: صدقت يا محمد، هو مكتوب في التوراة، و هذا خير من ذلك.
    حدثنا الأصبغ بن نباتة، عن علي بن أبي طالب (عليه السلام)، قال: «لما نزلت على النبي (صلى الله عليه و آله) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَ انْحَرْ، قال: يا جبرئيل، ما هذه النحيرة التي أمرني بها ربي؟ قال: يا محمد، إنها ليست نحيرة، و لكنها رفع الأيدي في الصلاة».
    عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: قلت له: فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَ انْحَرْ؟ قال: «النحر: الاعتدال في القيام، أن يقيم صلبه و نحره». و قال: «لا تكفر، فإنما يصنع ذلك المجوس، و لا تلثم، و لا تحتفز « استوى جالسا على ركبتيه كأنّه ينهض»، و لا تقع على قدميك، و لا تفترش ذراعيك».
    عن الأصبغ بن نباتة، عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، قال: «لما نزلت هذه السورة، قال النبي (صلى الله عليه و آله) لجبرئيل (عليه السلام): ما هذه النحيرة التي أمرني بها ربي؟ قال: ليست بنحيرة، و لكنه يأمرك إذا تحرمت للصلاة، أن ترفع يديك إذا كبرت، و إذا ركعت، و إذا رفعت رأسك من الركوع، و إذا سجدت، فإنه صلاتنا و صلاة الملائكة في السماوات السبع، فإن لكل شي‏ء زينة و إن زينة الصلاة رفع الأيدي عند كل تكبيرة.
    قال النبي (صلى الله عليه و آله): «رفع الأيدي من الاستكانة. قلت: و ما الاستكانة؟ قال: «ألا تقرأ هذه الآية: فَمَا اسْتَكانُوا لِرَبِّهِمْ وَ ما يَتَضَرَّعُونَ؟
    عن عبد الله بن العباس، قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه و آله) يقول: «أعطاني الله تعالى خمسا و أعطى عليا خمسا، أعطاني جوامع الكلم، و أعطى عليا جوامع العلم، و جعلني نبيا، و جعله وصيا، و أعطاني الكوثر، و أعطاه السلسبيل، و أعطاني الوحى، و أعطاه الإلهام، و أسرى بي إليه، و فتح له أبواب السماء و الحجب حتى نظر إلي و نظرت إليه».
    قال: ثم بكى رسول الله (صلى الله عليه و آله)، فقلت له: ما يبكيك فداك أبي و أمي؟ قال: «يا بن عباس، إن أول ما كلمني به أن قال: يا محمد، انظر تحتك، فنظرت إلى الحجب قد انخرقت، و إلى أبواب السماء قد فتحت، و نظرت إلى علي و هو رافع رأسه إلي، فكلمني و كلمته، و كلمني ربي عز و جل».
    فقلت: يا رسول الله بم كلمك ربك؟ قال: «قال لي: يا محمد، إني جعلت عليا وصيك و وزيرك و خليفتك من بعدك، فأعلمه، فها هو يسمع كلامك. فأعلمته و أنا بين يدي ربي عز و جل، فقال لي: قد قبلت و أطعت. فأمر الله الملائكة أن تسلم عليه، ففعلت، فرد عليهم السلام، و رأيت الملائكة يتباشرون به، و ما مررت بملائكة من ملائكة السماء إلا هنئوني و قالوا: يا محمد، و الذي بعثك بالحق نبيا، لقد دخل السرور على جميع الملائكة باستخلاف الله عز و جل لك ابن عمك، و رأيت حملة العرش قد نكسوا رؤوسهم إلى الأرض، فقلت: يا جبرئيل لم نكس حملة العرش رؤوسهم؟ فقال: يا محمد، ما من ملك من الملائكة إلا و قد نظر إلى وجه علي بن أبي طالب استبشارا به، ما خلا حملة العرش فإنهم استأذنوا الله عز و جل «2» الساعة، فأذن لهم أن ينظروا إلى علي بن أبي طالب، فنظروا إليه، فلما هبطت جعلت أخبره بذلك و هو يخبرني به، فعلمت أني لم أطأ موطئا إلا و قد كشف لعلي عنه حتى نظر إليه».
    قال ابن عباس: فقلت: يا رسول الله، أوصني. فقال: «عليك بمودة علي بن أبي طالب، و الذي بعثني بالحق نبيا لا يقبل الله من عبد حسنة حتى يسأله عن حب علي بن أبي طالب، و هو تعالى أعلم، فإن جاء بولايته، قبل عمله على ما كان منه، و إن لم يأت بولايته لم يسأله عن شي‏ء، ثم أمر به إلى النار.
    يا بن عباس، و الذي بعثني بالحق نبيا، إن النار لأشد غضبا على مبغض علي منها على من زعم أن لله ولدا.
    يا بن عباس، لو أن الملائكة المقربين و الأنبياء المرسلين اجتمعوا على بغض علي، و لن يفعلوا، لعذبهم الله بالنار».
    قلت: يا رسول الله، و هل يبغضه أحد؟ قال: «يا بن عباس نعم، يبغضه قوم يذكرون أنهم من أمتي، لم يجعل الله لهم في الإسلام نصيبا. يا بن عباس، إن من علامة بغضهم له تفضيلهم من هو دونه عليه. و الذي بعثني بالحق نبيا، ما بعث الله نبيا أكرم عليه مني، و لا وصيا أكرم عليه من وصيي «1»».
    قال ابن عباس: فلم أزل له كما أمرني رسول الله (صلى الله عليه و آله) و وصاني بمودته، و إنه لأكبر عملي عندي. قال ابن عباس: ثم مضى من الزمان ما مضى، و حضرت رسول الله (صلى الله عليه و آله) الوفاة، حضرته فقلت له: فداك أبي و امي يا رسول الله، قد دنا أجلك، فما تأمرني؟ فقال: «يا بن عباس، خالف من خالف عليا، و لا تكونن لهم ظهيرا و لا وليا».
    قلت: يا رسول الله، فلم لا تأمر الناس بترك مخالفته؟ قال: فبكى (صلى الله عليه و آله) حتى أغمي عليه، ثم قال: «يا بن عباس [قد] سبق فيهم علم ربي. و الذي بعثني بالحق نبيا، لا يخرج أحد ممن خالفه من الدنيا، و أنكر حقه، حتى يغير الله تعالى ما به من نعمة. يا بن عباس، إذا أردت أن تلقى الله و هو عنك راض، فاسئلك طريقة علي بن أبي طالب، و مل معه حيث مال، و أرض به إماما، و عاد من عاداه، و وال من والاه. يا بن عباس، احذر أن يدخلك شك فيه، فإن الشك في علي كفر بالله عز و جل».


    الخطبة الثانية

    كما بدأنا في الاسبوع الماضي و تكلمنا عن تيه بني إسرائيل, و وصلنا إلى أنهم تخلفوا عن موسى (ع) و عصوا أمر الله بالدخول إلى الارض المقدسة.
    ومن هنا يتبيّن سبب الاهتمام الرباني بالآباء وإرسال نبي عظيم من أولي العزم لهم وهو موسى (ع) مع أنّ أغلبهم كانوا فاسقين ولم يكونوا صالحين لحمل الرسالة الإلهية، بل إنّ هؤلاء الذين خرجوا مع موسى (ع) ماتوا في التيه بأجمعهم ولم يبق منهم إلا كالب ويوشع عليهما السلام ليقود يوشع (ع) فيما بعد الأبناء والأحفاد لدخول الأرض المقدسة والانتصار على الجبابرة.
    وبالجملة فإ ّ ن المستفاد من التيه أنّه عملية إصلاحية إضافة إلى أنه عقوبة، وكان الهدف الرئيسي منه إصلاح نفوس بني إسرائيل وتربيتهم على رفض الظلم والفساد وحكّام الجور والطاغوت بعد أن كانوا أنسوا به واستسلموا له ولم يحركوا ساكنًا لتغيير وضعهم السيء في مصر، وكان لمكان التيه أثر كبير كونه قفرًا فيلجأ فيه الإنسان إلى الله ويتوكل عليه ويتحصّن بولاية الله وذكر الله، كما كان لشخصيته (ع) أثر كبير في إصلاح بني إسرائيل وتأهيلهم لحمل الرسالة الإلهية، فهذا الكيان الرباني الذي اصطنعه الله سبحانه وتعالى لنفسه ولنصرة دينه كما أخبر في القرآن (وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي* اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي* اذْهَبَا إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ) جاهد في سبيل الله وحيدًا عند ما كان في قصر فرعون فساعد المظلومين ووقف في وجه المتكبرين، وعند ما لم يكن بد من استخدام القوة قتل أحد هؤلاء الظلمة.
    أما التيه في الأمة الإسلامية فقد بدأ بعد وفاة النبي (ص) حيث قفز أبوبكر و جماعة من المنافقين إلى السلطة و اغتصب خلافة رسول الله (ص) و تخاذل معظم الصحابة عن نصرة وصي رسول الله (ص) المعيّن من الله علي بن أبي طالب (ع) حيث نصبه رسول الله (ص) بأمر من الله أميراً للمؤمنين و خليفة لرسول رب العالمين (ص) من بعده في غدير خم في حجة الوداع و لم يكتفوا باغتصاب حق الإمام علي (ع) و حق الإنسانية بأن تصل لها كلمة لا اله الا الله محمد رسول الله (ص) بل تجاوز الأمر إلى محاولة عمر بن الخطاب و جماعة من المنافقين إحراق بيت فاطمة الزهراء (ع) و هي بنت رسول الله (ص) الوحيدة من صلبه.
    فلم يكن المسلمون ليخطئوا التيه أو ليخطئهم بعد أن ساروا على نفس طريق بني إسرائيل خذو النعل بالنعل, قال رسول الله (ص): ((والذي نفسي بيده لتركبن سنن من كان قبلكم حذو النعل بالنعل و القذة بالقذة حتى لا يخطئون طريقهم و لا يخطئكم سنة بني إسرائيل))
    وضيعت هذه الأمة حظها ووالت عدوها وعادت وليها وإمامها وأغضبت ربها، فبدأت تدخل في التيه والضياع منذ ذلك الوقت حتى استقرت اليوم في قلب الصحراء، فمن معاوية وزياد إلى يزيد وابن زياد ومسلم ابن عقبة إلى مروان وعبد الملك وأولاده والحجاج إلى بني العباس السفاح والمنصور الدوانيقي والهادي والمهدي والرشيد الضالين إلى الأمين والمأمون غير المأمونين إلى المتوكل على الشيطان إلى...إلى.... رحلة رهيبة مرت بها هذه الأمة، فكم من مدينة هتكت حرمتها وُقتل خيارها واعتدي على أعراض نسائها ولم تسلم حتى مدينة رسول الله (ص) والكعبة المكرمة .
    وكم عذّب الأحرار وُقتل الأبرار وكم قضى منهم في السجون والدهاليز المظلمة التي لا يُعرف فيها الليل من النهار، ولو اطلعت على ما فعله بنو أمية وبنو العباس بالمسلمين لملئت رعبًا، ولو علمت فجورهم وكفرهم وخروجهم عن الدين لازددت عجبًا.
    قال السيد المرتضى في الأمالي: (أخبرنا أبو عبيد الله المزرباني قال: حدثني أحمد بن كامل قال: كان الوليد بن يزيد زنديقًا وانه افتتح المصحف يوما فرأى فيه (واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد) فاتخذ المصحف غرضًا ورماه حتى مزقه بالنبل وهو يقول:
    أتوعد كل جبار عنيد ... فها أنا ذاك جبار عنيد
    فإن لاقيت ربك يوم حشر ... فقل يا رب خرقني الوليد
    واستمر هذا الظلم والفساد حتى يومنا هذا؛ ثرواتنا بيد طواغيت يعيثون بها فسادًا في البلاد والعباد ويغدقون على من يعبدهم من دون الله، سجونهم لم يعرف لها التاريخ مثيلاً ، فيها من أساليب التعذيب ما تقشعر له الأبدان، وجيوشهم مزودة بكل أنواع الأسلحة، لا للدفاع عن البلاد الإسلامية بل لقمع الشعوب الإسلامية، وكل من يعلو صوته بكلمة لا إله إلّا الله ويدعو المسلمين إلى الحكم بما أنزل الله يلقى في تلك الدهاليز المظلمة أو يقتل، ولا نعلم متى سينتهي هذا التيه والضياع ومتى سيعود الإسلام ليحكم المسلمين كما كان في عهد رسول الله (ص) وينشر العدل في البلاد الإسلامية وبالتالي في كل الأرض، لكننا نعلم يقينًا أنه سيعود؛ لأن رسول الله (ص) وعدنا وأخبرنا أن الإسلام يعود غضًا طريًا في آخر الزمان على يدي ولده المهدي (ع).
    وهذا الظهور المبارك لهذا المصلح الكبير لن يتحقق حتى ترتفع أسباب غيبته وينشأ جيل في هذه الأمة مهيئا لحمل الرسالة الإلهية إلى أهل الأرض جميعًا ليتحقق الوعد الإلهي بظهور هذا الدين على الدين كّله، فإذا كنا فعلاً نريد أن يتحقق العدل على الأرض ونريد أن نخرج من هذه الصحراء وهذا التيه ونريد ظهور الإمام المهدي (ع) فعلينا أن نعود إلى الإسلام الذي يريده الله لا الذي يريده الطواغيت, قال تعالى: (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ)
    إنّ الطواغيت الذين تسلطوا على هذه الأمة اليوم بمساعدة أمريكا - وإن كانوا يظهرون العداء لها؛ ليتموا فصول هذه المسرحية المقيتة - يريدون تهميش الإسلام وجعل المسلم قلبًا فارغًا من الأيمان بالله مغلفًا بقشور دينيه لا حقيقة لها، ولو استطاعوا نبذ هذه القشور ومحاربتها لما تورعوا، كما فعلوا في تركيا اليوم. ومن كان يشك في عمالتهم لأمريكا والصهيونية - وخصوصًا الذين يدعون أنهم أعداء لها - فليراجع تاريخهم الأسود وسيجدهم في كل يوم يبقون في السلطة يخدمون أسيادهم الأمريكان والصهاينة بحروب يشنونها على المسلمين والعرب، وبقمع كل حركة إسلامية وصحوة دينية، ومن كان يريد دليلاً أكثر من هذا فليراجع التوراة سفر دانيال، وسيجد أنّ في منطقة الشرق الأوسط عشرة ملوك عملاء لأمريكا أو كما يرمز لها بمملكة حديدية تأكل وتدوس كل الممالك على الأرض ولكن سيدوسها إنشاء الله مهدي هذه الأمة (ع) كما جاء في سفر دانيال نفسه.
    ثم إنّ الطاغية لا يهمّه إلّا نفسه وما يبقيه في السلطة، ولا يقوم عرشه إلّا على الدماء والأشلاء فيقتل كل من يرفض ولايته وتسلطه ويشغل الشعب بالأزمات التي لا تنتهي إلا بانتهاء حكمه فيشهر الحروب وينشر بين القبائل العصبية والنعرات الشيطانية، بل ويمنع حتى الرغيف عن الشعب ليشغلهم بتحصيله، إنّ الحياة تحت ظل الطاغوت ذل، بل هي الموت في الحياة؛ إنها خسران الدنيا والآخرة.
    أما عبيد الطاغوت ومرتزقته فيتوهمون أنهم آمنون وحياتهم مستقرة وادعة، فهم ماداموا في خدمة الطاغية لن يمسهم سوء، فسيدهم قوي يقطع الرقاب والشعب خاضع واستسلم للظلم. وهذا وهم؛ لأنّ النار تبقى تحت الرماد، قال تعالى: (مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ)
    والحق ما يعرفه كل من تتبع تاريخ الأمم والشعوب حيث تكون نهاية كل طاغية ومرتزقته بثورة المستضعفين والمظلومين وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.

    خادمكم ابوفاطمة
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎