إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

(( محطات على ضفاف الوصية المقدسة ))

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • Saqi Alatasha
    عضو مميز
    • 09-07-2009
    • 2487

    (( محطات على ضفاف الوصية المقدسة ))

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    قبل ان افتح الموضوع ارجو من الاخوة المشرفين الافاضل تثبيت هذا الموضوع جزاكم الله خيرا

    ونسأل الله ان يتقبل منا ومنكم

    خادمكم
    هل يصعب عليك أن تسجد ولا ترفع رأسك حتى تسمع جواب ربك لتنجو في الآخرة والدنيا ؟
    وهل يصعب عليك أن تصوم ثلاثة أيام وتتضرع في لياليها إلى الله أن يجيبك ويعرفك الحق ؟

    الامام احمد الحسن (ع) ـ كتاب الجواب المنير
  • Saqi Alatasha
    عضو مميز
    • 09-07-2009
    • 2487

    #2
    رد: (( محطات على ضفاف الوصية المقدسة ))

    (( محطات على ضفاف الوصية المقدسة ))


    المحطة الأولى / وجوب الوصية عند حضور الموت

    قالوا: أي وصية تريد الوقوف على ضفافها ؟
    قلت: وصية رسول الله محمد (ص) عند حضور الموت.

    قالوا: لماذا نراك ذكرت (الموت) أثناء ذكرك للوصية ؟
    قلت: لأن الله سبحانه اشترط فيها ما ذكرت، قال تعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُتَّقِينَ} البقرة: 180.

    قالوا: وما يدرينا أن رسول الله (ص) أوصى ؟ فربما مات ولم يوص كما يتناقل ذلك بعض الشيعة وكثير من السنة ؟
    قلت: الآية التي ذكرتها فيها لفظان يؤكدان وجوب الوصية؛ هما: (كتب، حقاً على)، وإذا توضح لكم الوجوب فهل يعتقد مسلم أن نبيه (ص) مات وهو تارك لواجب الهي أو مخالف لمحكم كتاب ربه ؟! حاشاه أرواحنا فداه.

    قالوا: أن الآية اوجبت الوصية على من ترك خيراً، ورسول الله (ص) لم يترك أموالاً ليوصي بها ؟
    قلت: من أين عرفتم أنه (ص) لم يترك أموالاً ؟! ولا أقل أنّ ابنته الطاهرة فاطمة (ع) - التي يرضى الله لرضاها ويغضب لغضبها كما نصت الروايات لدى الفريقين - جاءت أبا بكر مطالبة إياه بفدك إرثها من أبيها (ص) وقد غصبوه ظلماً، فجرى ما جرى من تكذيبها وعلي (ع) معها، والقصة معروفة تؤلم الغيور.

    قالوا: لكن الأموال ليست بذي بال عنده (ص)، وربما لا يراها (ص) خيراً أساساً ليوصي بها، فتراه يوصي بماذا ؟
    قلت: الخير غير محصور بالأموال، والله سبحانه يصف الحكمة بأنها خير كثير وهي ليست أموالاً ولا ممتلكات، قال تعالى: {يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ} [البقرة: 269]. بل واضح أنه (ص) ترك خيراً كثيراً وهو منصب الخلافة الإلهية في الأرض بعد انتقاله إلى ربه، فمن سيخلفه فيه وإلى من يعهد به ؟! وصيته بذلك الخير هي التي توضح ذلك.

    قالوا: ولكن الآية التي أوجبت الوصية تم نسخها بآية المواريث التي نزلت بعدها وقد وردت في ذلك رواية عن أبي بصير عن المعصوم (ع) قوله: (هي منسوخة نسختها آية المواريث) ؟
    قلت: إن خليفة الله هو من يحدد لنا النسخ ومقداره، ومن نقلتم عنه النسخ روحي فداه استشهد بالآية نفسها في بعض موارد وجوب الإيصاء، وأكيد أنّ هذا ينفي وهمكم بأنها منسوخة مطلقاً وفي جميع موارد الايصاء.

    قالوا: اوضح لنا اكثر ما تريد بيانه ؟
    قلت: الايصاء مرة يكون بمال وممتلكات وما شابه لوارث يرثه، وأخرى يكون بأمر آخر كالخلافة الإلهية وسبيل هداية العباد وتقوى الله ونصرة خليفة الله بالمال والنفس وما شابه، ومعلوم أن كل إنسان يوصي بحسبه، ولا ينتظر احد أن تكون وصيته ووصية رسول الله (ص) واحدة !!
    وإذا توضح هذا، فأقصى ما يدل عليه الحديث المنقول في السؤال السابق أن آية وجوب الايصاء منسوخة بالنسبة إلى وجوب الوصية بالمال للورثة، فقد نسخته آية المواريث وبينت نصيب كل واحد منهم. وأما وجوب الوصية في أمور الخير الأخرى فلا زال باقياً على حاله والآية دالة على وجوب الايصاء به.

    قالوا: هلا أتيت بمثال حدد فيه آل محمد (ع) موردا لوجوب الايصاء ذكروا فيه آية (كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ ..) ؟
    قلت: هناك أمثلة عديدة، هذا مثال منها: عَنْ سَمَاعَةَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: ("الْوَصِيَّةُ لِلْوالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ"، قَالَ: هُوَ شَيْءٌ جَعَلَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِصَاحِبِ هَذَا الْأَمْرِ. قُلْتُ: فَهَلْ لِذَلِكَ حَدٌّ ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: قُلْتُ: وَمَا هُوَ ؟ قَالَ: أَدْنَى مَا يَكُونُ ثُلُثُ الثُّلُثِ) [الفقيه: ج4 ص235].
    فالامام الصادق (ع) استشهد بالاية على نصرة المؤمن لخليفة الله في زمانه من خلال الوصية بثلث المال او ببعضه إليه، وأنه يجب عليه أن يوصي بذلك. نعم، هم (ع) أهل الكرم والرحمة والفضل علينا دائماً وربما يسقطون ذلك الواجب عن شيعتهم كما فعل الامام المهدي (ع) بالنسبة للخمس في غيبته، ولكنه أمر واجب بنص الآية، ولو كانت منسوخة بالمرة كما توهمتم لما استشهد (ع) بها على وجوب الايصاء بهذا الأمر.

    قالوا: إذن، لخّص لنا ما تريد قوله في محطتك الاولى ؟
    قلت: تبين لنا أنّ الله سبحانه أوجب على المتقين الوصية عند حضور الموت بنص كتابه الكريم، والنبي (ص) سيد المتقين فأكيد أنه (ص) أوصى عند موته.

    قالوا: ليكن الأمر كما تقول، ولكن ما فائدة معرفتنا بهذا الأمر ؟
    قلت: هذا ما سأترك بيانه للمحطة الثانية إن شاء الله



    المصدر :::: الفيس بوك .. الصفحة الرسمية للشيخ علاء السالم
    هل يصعب عليك أن تسجد ولا ترفع رأسك حتى تسمع جواب ربك لتنجو في الآخرة والدنيا ؟
    وهل يصعب عليك أن تصوم ثلاثة أيام وتتضرع في لياليها إلى الله أن يجيبك ويعرفك الحق ؟

    الامام احمد الحسن (ع) ـ كتاب الجواب المنير

    Comment

    • Saqi Alatasha
      عضو مميز
      • 09-07-2009
      • 2487

      #3
      رد: (( محطات على ضفاف الوصية المقدسة ))

      المحطة الثانية / الوصية المقدسة كتاب عاصم من الضلال وقد كُتب

      قالوا: أبن لنا فائدة ما انتهيت إليه من أنّ النبي (ص) أوصى في محطتك الأولى ؟
      قلت: إنه (ص) قد أوضح الفائدة منها، وهي العصمة من الضلال لمن تمسك بها، وبالتالي الفوز في الآخرة والدنيا، وهل توجد فائدة أكبر من هذه !!

      قالوا: وأين أوضح النبي (ص) ذلك ؟
      قلت: في قوله (ص) في مرض موته : (( آتوني بصحيفة ودواة أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده أبداً ))، وقد أجمع المسلمون شيعة وسنة على قوله (ص) هذا.

      قالوا: نعم نعرف ذلك، ولكن نعرف أيضاً أنّ لغطاً وارتفاعاً للصوت وو.. قد حصل في محضر النبي (ص) بسبب قول عمر: (حسبنا كتاب الله، انه ليهجر أو غلبه الوجع)، ما دعاه (ص) لطردهم من الدار، فمن يقول إنه (ص) قد كتبه بعد قلة الأدب التي صدرت ؟
      قلت: كيف يخطر في بال أحد يؤمن بالله ونبيه عدم كتابته (ص) ذلك الكتاب ؟!

      قالوا: لماذا ؟
      قلت: لعدة أسباب، هذان سببان منها:
      1- إنه (ص) قال في وصفه إنه عاصم لأمته من الضلال، وبالتالي كيف يتوقع ممن كان رحمة للعالمين بوصف ربه ترك كتابته !! وإذا كان بضع أنفار صدر منهم ما صدر فما ذنب من كان في أصلاب الرجال أن يحرموا ذلك الكتاب مع أنّ تمسكهم بهي عصمهم من الضلال !!
      قال الامام الباقر (ع): [.... وإِنْ كَانَ رَسُولُ اللَّه (ص) لَمْ يَسْتَخْلِفْ فِي عِلْمِه أَحَداً فَقَدْ ضَيَّعَ مَنْ فِي أَصْلَابِ الرِّجَالِ مِمَّنْ يَكُونُ بَعْدَه .....] الكافي: ج1 ص245.
      فتبين: أّنّ عدم كتابة الكتاب العاصم من قبله (ص) منافٍ للحكمة، وما ينافي الحكمة لا يصدر منه (ص).
      2- ورود الدليل بكتابتها من قبله (ص)، حيث دلت روايات كثيرة على ذلك.

      قالوا: ائتنا بأمثلة منها كي تتضح لنا القضية بشكل أكبر ؟
      قلت: إنّ من يراجع الملحق الأول من كتاب (الوصية المقدسة الكتاب العاصم من الضلال – للسيد أحمد الحسن (ع)، وهو منشور في الموقع الرسمي)، يجد فيه العديد من الروايات، فقد تم ذكر 14 رواية في مصادر أبناء السنة على سبيل المثال توضح أنّ النبي (ص) قد همّ بكتابة الوصية بل في بعضها أنها قد كتبت وأن هناك صحيفة قد ورثها آل محمد (ع) من جدهم (ص).
      وأما الأمثلة التي سيقت من مصادر الشيعة فهي 27 رواية أكدت صدور الوصية وكتابتها من قبله (ص) وأنها من مختصات آل محمد (ع) التي بها يُعرفون وأن القائم وصاحب الأمر (ع) يُعرف بها في زمن الظهور المقدس.
      وهذا نموذج من الروايات:
      الأول: [عَنْ عِيسَى بْنِ الْمُسْتَفَادِ أَبِي مُوسَى الضَّرِيرِ قَالَ حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ (ع) قَالَ: قُلْتُ لأَبِي عَبْدِ اللَّه ألَيْسَ كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (ع) كَاتِبَ الْوَصِيَّةِ ورَسُولُ اللَّه (ص) الْمُمْلِي عَلَيْه وجَبْرَئِيلُ والْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ (ع) شُهُودٌ. قَالَ: فَأَطْرَقَ طَوِيلاً ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا الْحَسَنِ قَدْ كَانَ مَا قُلْتَ ......] الكافي: ج1 ص281.
      الثاني: كتاب سليم: [عن سليم بن قيس، قال: سمعت سلمان يقول: سمعت علياً (ع) - بعد ما قال ذلك الرجل ما قال وغضب رسول الله (ص) ودفع الكتف - : ألا نسأل رسول الله (ص) عن الذي كان أراد أن يكتب في الكتف مما لو كتبه لم يضل أحد ولم يختلف اثنان ؟ فسكت حتى إذا قام من في البيت وبقي علي وفاطمة والحسن والحسين (ع) وذهبنا نقوم أنا وصاحبي أبو ذر والمقداد، قال لنا علي (ص): إجلسوا. فأراد أن يسأل رسول الله (ص) ونحن نسمع، فابتدأه رسول الله (ص) فقال: ".. وأن الله قد قضى الفرقة والاختلاف على أمتي من بعدي، فأمرني أن أكتب ذلك الكتاب الذي أردت أن أكتبه في الكتف لك وأشهد هؤلاء الثلاثة عليه، ادع لي بصحيفة". فأتى بها، فأملى عليه أسماء الأئمة الهداة من بعده رجلاً رجلاً وعلي (ع) يخطه بيده ...] كتاب سليم بن قيس: ص398 - 399، تحقيق الأنصاري.
      الثالث: [عن محمد بن الفضيل عن الرضا (ع) في حديث دخول الكوفة واحتجاجه مع علماء اليهود والنصارى، ورد فيه :... فانّ رسول الله (ص) لما كان وقت وفاته دعا علياً وأوصاه، ودفع إليه الصحيفة التي كان فيها الأسماء التي خص الله بها الأنبياء والأوصياء] الخرائج والجرائح للراوندي: ج1 ص351.

      قالوا: لخّص لنا ما انتهيت إليه في هذه المحطة ؟
      قلت: ان النبي ص كتب وصيته المقدسة العاصمة لامته من الضلال وحدد فيها اسماء الاوصياء من بعده الى يوم القيامة، فمن اراد النجاة فما عليه الا ان يتمسك بها.

      قالوا: لكننا رأيناك في كلامك السابق وأنت تريد إثبات كتابة الوصية ذكرت أنّ الروايات بينت أنّ الوصية من مختصات آل محمد (ع) وأنّ القائم (ع) سيحتج بها، فلماذا أتيت بهذا الكلام ؟
      قلت: إنه أيضاً يدل على أنّ الوصية قد كُتبت من قبله (ص) وحدّد فيها خلفاءه (ع) من بعده، وأنهم (ع) يحتجون بها لإثبات صدقهم، والقائم (ع) في آخر الزمان كذلك، ولو لم تكن قد كتبت فكيف أصبحت من مختصاتهم وكيف سيحتجون بها ؟!!

      قالوا: إذن اذكر لنا نماذج من الروايات الموضحة لذلك ؟
      قلت: هي كثيرة أيضاً وسأتركها إلى المحطة الثالثة إن شاء الله تعالى.



      المصدر :::::: الفيس بوك .. الصفحة الرسمية للشيخ علاء السالم
      هل يصعب عليك أن تسجد ولا ترفع رأسك حتى تسمع جواب ربك لتنجو في الآخرة والدنيا ؟
      وهل يصعب عليك أن تصوم ثلاثة أيام وتتضرع في لياليها إلى الله أن يجيبك ويعرفك الحق ؟

      الامام احمد الحسن (ع) ـ كتاب الجواب المنير

      Comment

      • Saqi Alatasha
        عضو مميز
        • 09-07-2009
        • 2487

        #4
        رد: (( محطات على ضفاف الوصية المقدسة ))

        المحطة الثالثة /
        الوصية المقدسة من مختصات آل محمد (ع) وبها يُعرفون

        قالوا: ذكرتَ لنا فيما مضى أنّ الوصية المقدسة من مختصات آل محمد (ع) وبها يحتجون وتعرف الناس أحقيتهم، وقد استفدتَ من ذلك أن رسول الله (ص) كتب وصيته عند وفاته، فهلا ذكرت لنا بعض الروايات المبينة لذلك ؟
        قلت: هذا ما وعدتكم بالإتيان به، والروايات كثيرة هذا بعضها:
        روى الشيخ الكليني بسنده: [عَنْ عَمْرِو بْنِ الأَشْعَثِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّه (ع) يَقُولُ: أتَرَوْنَ الْمُوصِيَ مِنَّا يُوصِي إِلَى مَنْ يُرِيدُ لَا واللَّه ولَكِنْ عَهْدٌ مِنَ اللَّه ورَسُولِه (ص) لِرَجُلٍ فَرَجُلٍ حَتَّى يَنْتَهِيَ الأَمْرُ إِلَى صَاحِبِه] الكافي: ج1 ص277.

        قالوا: وهل المقصود بـ (عهد رسول الله "ص") الوصية ؟!
        قلت: نعم، ولهذا نقل المجلسي عن ابن طاووس: [عن الكاظم، عن أبيه (ع) قال: قال عليّ بن أبي طالب (ع): كان في وصيّة رسول الله (ص) في أوّلها: "بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما عهد محمّد بن عبد الله (ص) وأوصى به وأسنده بأمر الله إلى وصيّه عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين (ع)"، وكان في آخر الوصيّة: "شهد جبرئيل وميكائيل وإسرافيل على ما أوصى به محمّد (ص) إلى عليّ بن أبي طالب (ع)، وقبضه وصيّته ...."] بحار الأنوار: ج22 ص482.

        قالوا: أكمل بقية الروايات التي تريد ذكرها في أن الوصية من مختصات آل محمد (ع).
        قلت: روى الكليني أيضاً بسنده: [عن عَبْدِ الأَعْلَى قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّه (ع) ... قُلْتُ: فَإِنَّ النَّاسَ تَكَلَّمُوا فِي أَبِي جَعْفَرٍ (ع) ويَقُولُونَ كَيْفَ تَخَطَّتْ مِنْ وُلْدِ أَبِيه مَنْ لَه مِثْلُ قَرَابَتِه ومَنْ هُوَ أَسَنُّ مِنْه وقَصُرَتْ عَمَّنْ هُوَ أَصْغَرُ مِنْه، فَقَالَ: يُعْرَفُ صَاحِبُ هَذَا الأَمْرِ بِثَلَاثِ خِصَالٍ لَا تَكُونُ فِي غَيْرِه: هُوَ أَوْلَى النَّاسِ بِالَّذِي قَبْلَه وهُوَ وَصِيُّه وعِنْدَه سِلَاحُ رَسُولِ اللَّه (ص) ووَصِيَّتُه وذَلِكَ عِنْدِي لَا أُنَازَعُ فِيه ...] الكافي: ج1 ص378.
        وروى الشيخ الصدوق بسنده: [عن عبد السلام بن صالح الهروي قال: سمعت الرضا (ع) يقول: ... والذي أكرمنا بعد محمد (ص) بالإمامة وخصنا بالوصية، إن زوار قبري لأكرم الوفود على الله يوم القيامة وما من مؤمن يزورني فيصيب وجهه قطرة من الماء إلا حرم الله تعالى جسده على النار] عيون أخبار الرضا (ع): ج2 ص248.
        وروى الصفار بسنده: [عن معاوية بن وهب قال: استأذنت على أبي عبد الله (ع) فأذن لي فسمعته يقول في كلام له: يا من خصنا بالوصية وأعطانا علم ما مضى وعلم ما بقي وجعل أفئدة من الناس تهوى إلينا وجعلنا ورثة الأنبياء] بصائر الدرجات: ص149.

        قالوا: هل تريد أن تنتهي إلى أن معرفة الإمام من آل محمد (ع) تكون من خلال اختصاصه بالوصية من بين أهل زمانه، أي أن الوصية تعرف بأحقيته وصدقه ؟
        قلت: بلى، كما هم (ع) بينوا في روايات كثيرة ونقلت لكم بعضها.

        قالوا: بما أننا ننتظر صاحب الأمر (ع) ونترقب أيامه، فهل بالوصية يُعرف حقه وصدقه ؟
        قلت: نعم، فإنه (ع) من آل محمد (ع) الأوصياء فيخصه الله بما خص به آباءه قبله ويُعرف بما عرفوا به، وهو نص رسول الله (ص) أي وصيته المقدسة.

        قالوا: وهل دلت الروايات على ذلك ؟
        قلت: الروايات في ذلك كثيرة، وهذا مثال منها:
        روى الشيخ الصدوق بسنده: [... عن الحارث بن المغيرة النصري، قال: قلت لأبي عبد الله (ع): بم يعرف صاحب هذا الأمر ؟ قال: بالسكينة والوقار والعلم والوصية] الخصال: ص200.
        وروى العياشي: [عن جابر الجعفي عن أبي جعفر (ع) يقول: ... إياك وشذاذ من آل محمد، فانّ لآل محمد وعلي راية ولغيرهم رايات، فألزم الأرض ولا تتبع منهم رجلا أبداً حتى ترى رجلاً من ولد الحسين، معه عهد نبي الله ورايته وسلاحه، فانّ عهد نبي الله صار عند علي بن الحسين، ثم صار عند محمد بن علي ويفعل الله ما يشاء ...] تفسير العياشي: ج1 ص65.

        قالوا: ولكن الشيعة فيما مضى كانت تعرف الإمام اللاحق من آل محمد (ع) بتعيين السابق عليه، فيذكر الإمام الباقر (ع) ابنه الصادق (ع) إماماً من بعده، وهكذا ؟
        قلت: إنّ معرفة الإمام (ع) تكون بالنص، قال الإمام علي بن الحسين (ع): (( الإمام منا لا يكون إلا معصوماً، وليست العصمة في ظاهر الخلقة فيعرف بها، فلذلك لا يكون إلا منصوصاً )) بحار الأنوار: ج25 ص194. وللنص صورتان.

        قالوا: وماذا تقصد بالنص ؟
        قلت: هو قول الحجة الإلهي الذي يذكر ويعين فيه الخليفة أو الخلفاء من بعده باسمهم صريحاً. وبخصوص آل محمد (ع) فإنّ له وجهان:
        الأول: نص النبي (ص) - وصيته - الذي ذكر فيه جميع الأوصياء من بعده إلى يوم القيامة.
        الثاني: نص الإمام السابق على من يليه.
        وكل منهما طريق كافٍ في إثبات أحقية الداعي الإلهي المحتج بأي منهما، وهو أمر يعرفه علماء الشيعة.

        قالوا: بين لنا قول العلماء في ذلك ؟
        قلت: هذا ما سأذكره في المحطة القادمة إن شاء الله تعالى.



        المصدر ::::: الفيس بوك .. الصفحة الرسمية للشيخ علاء السالم
        هل يصعب عليك أن تسجد ولا ترفع رأسك حتى تسمع جواب ربك لتنجو في الآخرة والدنيا ؟
        وهل يصعب عليك أن تصوم ثلاثة أيام وتتضرع في لياليها إلى الله أن يجيبك ويعرفك الحق ؟

        الامام احمد الحسن (ع) ـ كتاب الجواب المنير

        Comment

        • Saqi Alatasha
          عضو مميز
          • 09-07-2009
          • 2487

          #5
          رد: (( محطات على ضفاف الوصية المقدسة ))

          المحطة الرابعة /
          الوصية المقدسة طريق يُعرِّف بأحقية الإمام بقول العلماء

          قالوا: انتهيتَ إلى أنّ الوصية المقدسة أحد وجهي الطريق المعرِّف بأحقية الإمام من آل محمد (ص)، واستدللتَ على ذلك بالروايات وقلتَ إنه قول علماء الشيعة أيضاً، هلا ذكرتَ لنا بعض أقوالهم مع مصادرها ؟
          قلت: أقوالهم في بيان ذلك واضحة، وهذا نصان منها لعالمان كبيران:
          قال الشيخ المفيد: ((.. فأما السمة للمذهب بالإمامة ووصف الفريق من الشيعة بالإمامية فهو عَلَم على من دان بوجوب الإمامة ووجودها في كل زمان، وأوجب النص الجلي والعصمة والكمال لكل إمام ..)) أوائل المقالات: ص38.
          وقال الشيخ الطوسي: ((.. الإمام لا يعلم أنه إمام إلا ينصّ عليه نبي، فإذا نص عليه النبي، أو ادعى هو الإمامة جاز أن يظهر الله تعالى على يده علماً معجزاً، كما نقوله في صاحب الزمان إذا ظهر، فصار النص هو الأصل ..)) الاقتصاد: ص194.
          وفي ذكر الطريقين معاً تفصيلاً، قال العلامة الحلي: ((.. اعلم أن الناس اتفقوا على أنّ الإمام لا يصير إماماً بنفس الصلاحية للإمامة، بل لابد من أمر متجدد .. ثم اتفقت الأمة بعد ذلك على أنّ نص النبي (ص) على شخص بأنه الإمام طريق إلى كونه إماماً، وكذلك الإمام إذا نص على إنسان بعينه على أنه إمام بعده، ثم اختلفوا في أنه هل غير النص طريق إليها أم لا، فقالت الإمامية: لا طريق إليها إلا النص بقول النبي (ص) أو الإمام المعلومة إقامته بالنص، أو بخلق المعجز على يده ..)) كتاب الألفين: ص42.

          قالوا: إذا كانت مسألة معرفة الامام بالنص واضحة بالروايات وأقوال كبار علماء الشيعة إلى هذا الحد، فما معنى ما نسمعه من بعض المحسوبين على أهل العلم اليوم ؟!
          قلت: وماذا تسمعون منهم بخصوص منهج وقانون التعرف على الامام من آل محمد (ص) ؟

          قالوا: يقولون إنه يتم التعرّف عليه من خلال أمور أخرى كحفر بركة والاتيان بالسباع فيها ثم رميه لها، فإن أكلته فقد بطلت إمامته ودعوته وإلا صدقناه !! أو أنّ قدمه تؤثر وتنطبع في الحجر أينما سار !! أو من خلال معرفته بكل اللغات، أو أنه لا ظل له !! وما شابه، ويزعمون أنّ هذا هو ما دلت عليه الروايات.
          قلت: أسفي على زمن صار العباد فيه يقترحون قانوناً للتعرف على خليفة الله في قبال قانون الله الذي خص به خلفاءه وارتضاه طريقاً معرفاً بهم !!
          من تشيرون لهم، يعرفون قبل غيرهم أن الكلام هو في مسألة عقائدية والعقيدة لا يصح فيها الاستدلال اثباتاً أو نفياً إلا إذا كان الدليل يورث العلم لا الظن، ولهذا اشترط العلماء أن يكون الدليل المقام فيها إما آية قرآنية محكمة الدلالة، او رواية متواترة، وبعضهم اضاف الدليل العقلي القطعي الذي لا يختلف فيه اثنان. ومن ثم نسألهم: هل أقمتم شيئاً من هذا وهم يؤسسون لمسألة عقائدية غاية في الخطورة ألا وهي بيان طريق التعرف على خلفاء الله ؟!!
          نعم، ما ذكروه ليس إلا ظنون وتخرصات، وبالوسع الرجوع الى كتاب (رسالة في وحدة شخصية المهدي الاول والقائم واليماني) أحد اصدارات الدعوة اليمانية المباركة، فقد تمت مناقشة ما أتوا به كحجة على عقيدتهم المبتدعة.

          قالوا: لا تكتفي بإحالتنا إلى الكتاب المذكور، وليتك ذكرت مثالاً لما احتجوا به لتتوضح الحقيقة ونعدك بالرجوع الى ما أشرت إليه ؟
          قلت: إنّ ما يستدلون به إما أنه لا أصل له أساساً، كالحكاية المنسوبة لامرأة اسمها زينب الكذابة وهي تُروى مرة أنها حصلت في زمن الامام الرضا (ع) وأخرى أنها حصلت في زمن الامام الهادي (ع)، فهم يحتجون بها لإثبات عقيدة والحال أنها مجرد حكاية لا يعرف لها أصل ولا فصل، بل فيها مخالفة للثابت من سيرة رسول الله (ص) الذي نهى عن المثلة ولو بالكلب العقور في حين أنّ الحكاية تصور أنّ الامام (وحاشاه) مثّل بالمرأة وأمر برميها إلى السباع لتقطيع جسدها !! تعالوا آل محمد (ع) عن ذلك علواً كبيراً.
          ثم مَنْ من خلفاء الله جاء قومه في يوم دعوته الأول محتجاً بما اقترحه هؤلاء السفهاء، فهل قال علي (ع) أو أحد أبنائه المعصومين (ع) لأقوامهم تعالوا واحفروا لنا حفائر وإن لم تأكلنا السباع فصدقوا بإمامتنا لكم !! أو انظروا إلى أجسادنا فهي لا ظل لها أو أقدامنا فهي تؤثر في الارض الصلبة أينما سرنا ؟!
          هل سمعوا كلام الحسين (ع) يوم عاشوراء وهو يحتج على من خرج لحربه بفتوى شريح الملعون بماذا أثبت حقه ليقتدوا به وهم يزعمون أنهم شيعة !! هل قال (ع) لهم ما يقولونه هم اليوم لاتباعهم، أم رأيناه (ع) ناشدهم حقه من خلال وصية جده المصطفى (ص) به بأخيه الحسن (ع) ومن خلال علمه بكتاب الله !!
          ولكن حقاً إذا لم تستح فاصنع ما شئت ولله في خلقه شؤون.

          قالوا: رأيناك ذكرت أنّ لله سبحانه قانوناً به يعرف الناس حجته، فهل للوصية المقدسة – موضع البحث – ربط بذلك القانون الالهي ؟
          قلت: نعم، لها تمام الربط وهي أس معادلة القانون الالهي، وهذا ما سنتعرف عليه في محطتنا اللاحقة باذن الله.



          المصدر ::::: الفيس بوك .. الصفحة الرسمية للشيخ علاء السالم
          هل يصعب عليك أن تسجد ولا ترفع رأسك حتى تسمع جواب ربك لتنجو في الآخرة والدنيا ؟
          وهل يصعب عليك أن تصوم ثلاثة أيام وتتضرع في لياليها إلى الله أن يجيبك ويعرفك الحق ؟

          الامام احمد الحسن (ع) ـ كتاب الجواب المنير

          Comment

          • Saqi Alatasha
            عضو مميز
            • 09-07-2009
            • 2487

            #6
            رد: (( محطات على ضفاف الوصية المقدسة ))

            المحطة الخامسة /
            الوصية المقدسة وقانون معرفة الحجة

            قالوا: ماذا تقصد بقانون معرفة الحجة ؟
            قلت: هو منهج الهي محكم لا يعتريه خلل ولا انفصام أبداً، يتم من خلاله التعرف على حجة الله على خلقه، فهو مقياس يتم عرض المدعين عليه فإن تحلّى به أحد ما ثبت حقه، وإما المدعي الباطل فسرعان ما يتضح كذبه وضلاله بعرضه عليه.

            قالوا: ولكنا لم نسمع به من قبل العلماء والخطباء، فهم يتحدثون في كل شيء إلا هذا ؟
            قلت: هم يجهلونه كما يجهلون من دين الله الكثير، وإلا لما اقترح بعضهم ما اقترح مما ذكرتم بعضه في المحطة السابقة، وكثير غيرهم اقترح معرفة الإمام عبر طرق أخرى كمعرفته من خلال الحمض النووي، أو عمل برنامج متطور لتشغيل الحاسوب بدل وندوز سفن، وثالث اقترح أن يطير بلا جناحين في الهواء، ورابع أن يقلب لحيته البيضاء إلى سوداء، وخامس أن يأتيه بناقة صالح، وسادس أن يقدم له سؤالاً مضمراً في ورقة بيضاء ليكتب الجواب له تحتها، وهكذا سابع وثامن ..... الخ، وربما ستكون بعدد الأنفس وما انطوت عليه !!!

            قالوا: وهل ضمن المقترحين رجال دين (شيوخ) ؟!
            قلت: نعم، كان من بين المقترحين الشيخ الكوراني وهو صاحب اقتراح تبديل لحيته البيضاء إلى سوداء ليثبت بذلك أحقية الإمام وإلا فتبطل إمامته !!

            قالوا: نعود إلى قانون الله لنسأل عن بداية وجود هذا القانون الإلهي ؟
            قلت: منذ يوم الخليقة الأول، حتى يقيم الله به الحجة على خلقه جميعاً ولا يعتذر احدهم إذا ما اختار الجحود بأنه لم يكن بين يديه قانوناً محكماً يستطيع من خلاله تميز صاحب الحق.

            قالوا: وهل ذكر الله سبحانه قانونه هذا في كتابه الكريم، وما هي فقرات ذلك القانون ؟
            قلت: بكل تأكيد، ذكره في آيات كثيرة، وفقراته تتكون من أمور ثلاثة: (النص، العلم، وراية البيعة لله والدعوة إلى حاكميته سبحانه). وهذا بيانه من القرآن الكريم، قال تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ﴾ النص، ﴿وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾ العلم، ﴿فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ﴾ حاكمية الله.
            قال السيد أحمد الحسن (ع) بعد توضيح القانون الإلهي في فقراته الثلاث: ((هذه الأمور الثلاثة هي قانون الله سبحانه وتعالى لمعرفة الحجة على الناس وخليفة الله في أرضه وهذه الأمور الثلاثة قانوناً سَنَّه الله سبحانه وتعالى لمعرفة خليفته منذ اليوم الأول، وستمضي هذه السنة الإلهية إلى انقضاء الدنيا وقيام الساعة. "سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً" "سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً")) إضاءات من دعوات المرسلين: ج3.

            قالوا: وهل خلفاء الله (سواء كانوا أنبياء أو مرسلين أو أئمة) احتجوا بهذا القانون ؟
            قلت: نعم، انظروا إلى كتاب الله وهو يذكر خلفاء الله فهل تجدون أنّ خليفة الهي لم ينصبه الله وينص عليه، إما بلا توسط خليفة آخر على هذه الأرض كما في آدم (ع) باعتباره الخليفة الأول، وإما عبر وصية خليفة سابق ينص فيها على من يليه (والنص بهذه الكيفية أيضاً نص من الله سبحانه فإنّ المعصوم لا ينطق عن الهوى كما هو واضح).
            وأيضاً: تجدون العلم الذي زودهم به الله تعالى الذي استخلفهم واصطفاهم، فعن موسى (ع) يقول تعالى: ﴿وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ﴾ القصص: 14. وعن عيسى (ع) يقول: ﴿وَلَمَّا جَاء عِيسَى بِالْبَيِّنَاتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُم بِالْحِكْمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُم بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ﴾ الزخرف: 63. وعن رسول الله محمد (ص) يقول: ﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ﴾ الجمعة: 2.
            وأما دعوتهم الناس إلى حاكمية الله ورفض حاكمية الناس (فقرة القانون الإلهي الثالثة)، فهو أمر واضح في جميع الكتب السماوية وليس في القرآن وحده.

            قالوا: وهل أوضح آل محمد (ع) هذا الأمر لمن يستمع إلى قولهم ويدين لله بإمامتهم ؟
            قلت: أوضحوه غاية الإيضاح ولهذا قالوا (أمرنا أبين من هذه الشمس)، فلا يتحلى بهذه الفقرات (القانون الإلهي) ابن أنثى بعد رسول الله (ص) والى يوم القيامة غيرهم (ع)، وهذا مثال أوضح فيه الإمام الرضا (ع) احتجاج نوح (ع) على قومه ومن تلاه من خلفاء الله: (.. وقد كان آدم أوصى هبة الله أن يتعاهد هذه الوصية عند رأس كل سنة فيكون يوم عيد لهم، فيتعاهدون بعث نوح في زمانه الذي بعث فيه، وكذلك جرى في وصية كل نبي حتى بعث الله تبارك وتعالى محمداً ..) كمال الدين وتمام النعمة: ص215.

            قالوا: وآل محمد (ع) كيف يكون احتجاجهم ؟
            قلت: هم أيضاً خلفاء لله وسنة الله في خلفائه واحدة كما اتضح، فاحتجاجهم كاحتجاج من سبقهم من الخلفاء الإلهيين، فوصية جدهم (ص) هي المعرفة بهم وبأحقيتهم كما عرفنا في المحطات السابقة، وأيضاً علمهم، ودعوتهم الناس إلى حاكمية ربهم، وبهذا يكتمل القانون الإلهي فيهم.
            ولهذا نجدهم (ع) يؤكدون على أن معرفة صاحب الأمر وراية الهدى في زمن كثرة الأدعياء يكون بهذا القانون الإلهي أيضاً، قال الباقر (ع): (( ما أشكل عليكم فلم يشكل عليكم عهد نبي الله ورايته وسلاحه ..)) إلزام الناصب: ج2 ص96 – 97. وقال الصادق (ع): (( إن ادعى مدع فاسألوه عن تلك العظائم التي يجيب فيها مثله )) غيبة النعماني: ص178. وروى الحارث بن المغيرة النصري، قال: (( قلت لأبي عبد الله (ع): بم يعرف صاحب هذا الأمر ؟ قال: بالسكينة والوقار والعلم والوصية )) الخصال: ص200.
            وما بعد الحق إلا الضلال.



            المصدر ::::: الفيس بوك .. الصفحة الرسمية للشيخ علاء السالم
            هل يصعب عليك أن تسجد ولا ترفع رأسك حتى تسمع جواب ربك لتنجو في الآخرة والدنيا ؟
            وهل يصعب عليك أن تصوم ثلاثة أيام وتتضرع في لياليها إلى الله أن يجيبك ويعرفك الحق ؟

            الامام احمد الحسن (ع) ـ كتاب الجواب المنير

            Comment

            • Saqi Alatasha
              عضو مميز
              • 09-07-2009
              • 2487

              #7
              رد: (( محطات على ضفاف الوصية المقدسة ))

              المحطة السادسة /
              الوصية المقدسة وآل محمد (ع) في زمن الظهور المقدس

              قالوا: بينت لنا فيما سبق علاقة الوصية المقدسة بالتعرف على حق الإمام من آل محمد (ع)، والسؤال الآن: كم رجل من آل محمد (ع) متواجد في زمن الظهور المقدس وقيام دولة العدل الإلهي، لتكون الوصية دليل صدقه عند احتجاجه على الناس ؟
              قلت: موجود منهم (ع) رجلان، أحدهما الإمام المهدي (ع).

              قالوا: كيف ؟ والمعروف عندنا هو وجود الإمام المهدي (ع) فقط ؟
              قلت: لنرجع معاً إلى كلمات آل محمد (ع) ونعرف الحقيقة منهم، فليس كل ما عند الناس حق، والروايات أوضحت أنّ هناك رجلاً آخر من آل محمد (ع) في زمن الظهور المقدس.

              قالوا: اعرض لنا مثال منها لنطلع عليه ؟
              قلت: الروايات كثيرة، هذا مثال منها:
              عن حذيفة بن اليمان قال: سمعت رسول الله (ص) يقول - وذكر المهدي-: (إنه يبايع بين الركن والمقام اسمه أحمد وعبد الله والمهدي، فهذه أسماؤه ثلاثتها) غيبة الطوسي: ص454 ح463.

              قالوا: وكيف تستدل بالرواية على وجود رجل آخر من آل محمد (ع) في زمن الظهور ؟
              قلت: إنّ الأسماء المذكورة للمهدي المبايَع له ليست أسماءً للإمام المهدي (ع)، يتضح ذلك بقراءة خاتمة وصية رسول الله (ص) ليلة وفاته والمتضمنة لذكر الإمام المهدي ومهدي آخر موجود في زمن الظهور أيضاً وهو ابنه ووصيه (أحمد)، حيث ذكرت أسماء الأوصياء وعند وصولها إلى الإمام العسكري (ع) قالت: (.. فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه محمد المستحفظ من آل محمد، فذلك اثنا عشر إماماً. ثم يكون من بعده اثنا عشر مهدياً، فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه أول المقربين (المهديين) له ثلاثة أسامي: اسم كاسمي واسم أبي وهو عبد الله وأحمد، والاسم الثالث المهدي، وهو أول المؤمنين) غيبة الطوسي: ص151 ح111.

              قالوا: ولكن هذا أمر جديد بالنسبة لنا، فهل بوسعك الاتيان برواية أخرى تؤكد ذلك ؟
              قلت: روى أبي بصير عن أبي عبد الله (ع)، قال: (يا أبا محمد، ليس ترى أمة محمد فرجاً أبداً ما دام لولد بني فلان ملك حتى ينقرض ملكهم، فإذا انقرض ملكهم أتاح الله لأمة محمد برجل منا أهل البيت يسير بالتقى ويعمل بالهدى ولا يأخذ في حكمه الرشا، والله إني لأعرفه باسمه واسم أبيه، ثم يأتينا الغليظ القصرة ذو الخال والشامتين القائد العادل الحافظ لما استودع يملاها عدلاً وقسطاً كما ملأها الفجار جوراً وظلماً) بحار الأنوار: ج25 ص269.
              وإذا كان المذكور أخيراً هو الإمام المهدي (ع)، فمن هو الرجل العامل بالهدى (من أهل البيت) الآتي قبله ؟! ثم إنّ الإمام الصادق (ع) يقسم أنه يعرفه باسمه واسم أبيه، ولا وجه لِقَسَمِهِ إلا إذا كان خافياً على بقية الناس ما يعرفه هو (ع)، وهو ما يؤكد وجود رجل من آل محمد (ع) في عصر الظهور مجهول لا تعرفه الناس.
              وعن حذلم بن بشير، قال: قلت لعلي بن الحسين (ع): صف لي خروج المهدي وعرفني دلائله وعلاماته ؟ فقال: (.. ثم يكون خروج شعيب بن صالح من سمرقند، ثم يخرج السفياني الملعون من الوادي اليابس وهو من ولد عتبة بن أبي سفيان، فإذا ظهر السفياني اختفى المهدي ثم يخرج بعد ذلك) غيبة الطوسي: ص444 ح437.
              وليس بخافٍ على أحد أنّ السفياني هو من العلامات الحتمية لظهور الإمام المهدي (ع)، لا أنه (ع) ظاهر قبله ليختفي عند ظهوره !! فالرواية إذن تتكلم عن مهدي كان ظاهراً قبل السفياني ثم بظهوره يختفي مدة ثم يخرج بعد ذلك.

              قالوا: إذا كان الأمر كذلك، واتضح وجود رجل آخر من آل محمد (ع) في زمن الظهور لقب بالمهدي أيضاً، فكيف نستطيع أن نميز بينه وبين الإمام المهدي (ع) في الروايات، هل من خلال ألقاب وأوصاف أخرى كـ (صاحب الأمر والقائم) مثلاً ؟
              قلت: كلا، لا يمكن التمييز بينهما في الروايات بالطريقة التي أشرتم لها، فإنّ هذين الوصفين يطلقان على الرجل الآخر (المهدي احمد) أيضاً.

              قالوا: كيف ؟ والمعلوم أنّ هذين الوصفين يطلقان على الإمام المهدي (ع) فقط ؟
              قلت: علمكم هذا كعلمكم السابق بأن لا مهدي آخر في زمن الظهور غير الإمام المهدي (ع)، وقد رأينا الروايات وظهر لنا خلاف ما كنتم تعلمونه. والآن نرجع إلى الروايات وسنرى أن وصف صاحب الأمر والقائم كلاهما يطلقان على شخصية أخرى غير الإمام المهدي (ع):
              عن محمد بن علي الحلبي، قال: سمعت أبا عبد الله (ع) وهو يعدد العلامات الحتمية لظهور الإمام المهدي (ع) يقول: (اختلاف بني العباس من المحتوم، والنداء من المحتوم، وخروج القائم من المحتوم ..) الكافي: ج1 ص310 ح484.
              وأكيد أنّ العلامة شيء وما تدل عليه العلامة شيء آخر، ولا يصح أبداً حمل لفظ (القائم) في الرواية على الإمام (ع)؛ لأنها بصدد ذكر العلامات الحتمية لظهوره، وهل يكون الشيء علامة حتمية على نفسه !!!.
              كما أنه من الواضح جداً أن السيدة نرجس (ع) ليست بشرتها سوداء ولم يعرف عن الإمام المهدي (ع) انه يسجن، ولكن ورد عن يزيد الكناسي، قال: سمعت أبا جعفر (ع) يقول: (إن صاحب هذا الأمر فيه سنة من يوسف ابن أمة سوداء، يصلح الله أمره في ليلة واحدة) غيبة النعماني: ص163. فأكيد أنّ المقصود بصاحب الأمر هنا ليس الإمام المهدي (ع) وإنما الشخصية الأخرى المتصلة به.
              والروايات في هذا كثيرة أيضاً ولكني ذكرت لكم مثالين منها.

              قالوا: لخص لنا ما تريد الانتهاء إليه في هذه المحطة ؟
              قلت: إنّ الوصية المقدسة وروايات أخرى شريفة معها كلها تؤكد على وجود شخصية أخرى من آل محمد (ع) في زمن الظهور المقدس.

              قالوا: وهل تأتي تلك الشخصية قبل الإمام المهدي (ع) أم بعده ؟
              قلت: الروايات أكدت أنه يأتي قبله كما ذكرته رواية أبي بصير المتقدمة وروايات كثيرة غيرها، ولذا ورد عن أمير المؤمنين (ع) أنه قال: (.. يخرج رجل قبل المهدي من أهل بيته من المشرق يحمل السيف على عاتقه ثمانية أشهر ..) الممهدون للكوراني: ص110.



              المصدر ::::: الفيس بوك .. الصفحة الرسمية للشيخ علاء السالم
              هل يصعب عليك أن تسجد ولا ترفع رأسك حتى تسمع جواب ربك لتنجو في الآخرة والدنيا ؟
              وهل يصعب عليك أن تصوم ثلاثة أيام وتتضرع في لياليها إلى الله أن يجيبك ويعرفك الحق ؟

              الامام احمد الحسن (ع) ـ كتاب الجواب المنير

              Comment

              • Saqi Alatasha
                عضو مميز
                • 09-07-2009
                • 2487

                #8
                رد: (( محطات على ضفاف الوصية المقدسة ))

                المحطة السابعة /
                الوصية المقدسة وسرّ الظهور المقدس

                قالوا: انتهيت بنا إلى وجود رجل آخر من آل محمد (ع) في زمن الظهور المقدس أسماؤه ثلاثة هي: (أحمد، عبد الله، المهدي)، ويطلق عليه قائم وصاحب الأمر أيضاً، والسؤال الذي طرحناه عليك لا زال قائماً وهو: كيف سنحدد المقصود منهما في الروايات ؟
                قلت: لو تُرك الأمر لنا فلا نستطيع التمييز أبداً، ولذا هم (ع) في رواياتهم قالوا عن الظهور وكيفيته إنه سر من الأسرار، وإنه أمر جديد، وإن المختص بحل أسراره وفك رموزه صاحب الحق فقط.
                عن مالك الجهني، قال: (قلت: لأبي جعفر (ع) إنا نصف صاحب الأمر بالصفة التي ليس بها أحد من الناس، فقال: لا والله، لا يكون ذلك أبداً حتى يكون هو الذي يحتج عليكم بذلك ويدعوكم إليه) غيبة النعماني: ص220.

                قالوا: إذا كان الأمر كذلك، فما قولك بما وضعه العلماء المتخصصون في القضية المهدوية من مناهج وبرامج للمنتظرين، بل ورسموا خرائط لطريقة ظهور الامام (ع) وحركته، مؤيدة بتوقيعهم، ويصورون للناس أنهم بالأخذ بها يتعرفوا على الامام المهدي (ع) وينصروه ؟
                قلت: أنتم قرأتم معي قَسَم الامام الباقر (ع) لمن زعم أن بوسعه ان يصف صاحب هذا الامر بشكل دقيق جداً، وكان قَسَمه (ع) أنّ ذلك لا يكون أبداً حتى يأتي هو ويحتج عليكم !! فهل تظنون أنّ آل محمد (ع) يخلفون وعداً قطعوه لشيعتهم ؟! لا والله، وبذلك يتضح ضلال كل المناهج التي وضعت من قبل من يدعون التخصص، وأنهم بهذا يبعدون الناس عن نصرة إمامهم (ع) المغيب بل ويحملونهم على قتاله لما سيبتدئ (ع) ظهوره بنهج يختلف تماماً عن النهج الذي صوروه وزرعوه في ثقافة الناس ووعيهم، وهذا أحد الاسباب التي تكشف السر في قلة أنصار الامام المهدي (ع) وأنهم كالملح في الزاد وكالحل في العين بنص عشرات الروايات.

                قالوا: ولماذا جعل ال محمد (ع) طريقة الظهور وتكتموا عليها بالنحو المذكور بحيث بقيت سراً من الاسرار ؟
                قلت: ذلك رحمة بشيعتهم المنتظرين، فإنهم (ع) جعلوها بالطريقة المحكمة والمقفلة تلك كي يفوتوا الفرصة على أدعياء الباطل ولا تكون الناس طعمة لكل من هب ودب، ويبقى الامر مستوراً ولا يكشفه إلا رجل متصل بهم (ع) - بل منهم حقاً وصدقاً - ومؤهل للمهمة الالهية التي يلقيها الامام المهدي (ع) على عاتقه لتبدأ بإرساله عملية التمهيد لقيام دولة العدل الالهي.

                قالوا: وضح لنا هذه المسألة بشكل أكبر ؟
                قلت: إن الروايات الشريفة قبل وأثناء زمن الظهور موجودة بين الناس جميعا، عالمهم وجاهلهم كبيرهم وصغيرهم، ومتوفرة عندهم تماماً كتوفر الحروف والأرقام للجميع، ولكن كما ان كلمة السر المؤلفة من ارقام وحروف لا يعرفها الا من وضعها أو من هو متصل به واطلعه عليها، فكذلك أسرار روايات الظهور، فمثلا كلمة السر التي يمر بها عارفها إلى خزنة في بنك لا يعرفها غير صاحبها بالرغم من تالفها من أرقام وحروف وهي متوفرة عند الجميع ؟ فكذلك هو الحال بالنسبة للنصوص، فمن يرتبها بالصورة الصحيحة التي تفتح السر هو صاحبها لا غير، ولا يمكن أن يفتحها غير صاحبها. ليكون ذلك دليلاً جلياً على صدقه وأحقيته من بين بقية المدعين المبتدعين.

                قالوا: ولكنا نراك الآن تتعرض إلى الكثير من روايات الظهور وتحدد لنا المقصود منها، والمفروض أنك حالك حال غيرك ممن لا علم لهم بها ويبقى صاحبها فقط المختص ببيانها كما جاء في الروايات، فمن أطلعك على أسرارها التي بينت لنا شيئاً منها ؟
                قلت: ليس لي ولا غيري أن يعرف ذلك من نفسه، بل لأني وبفضل الله سبحانه أحد أتباع صاحب الحق الذي أوضح لنا بعد مجيئه الكثير من القضايا المبهمة التي حيرت عقول الكثيرين، وقد بث علمه وإحكامه لمتشابه المعارف الدينية في كتبه الشريفة التي أقام بها الحجة الواضحة على الجميع.

                قالوا: وهل للوصية المقدسة (التي هي محور حديثك معنا) موقع في تلك الاسرار التي بثها ال محمد (ع) واعطوا مفاتحها بيد رجل الهي منهم يقوم بفكها وحلها ثم طرحها للاحتجاج بها على الناس ؟
                قلت: هي أساس حركته الالهية، وبمجيئه تعاد للوصية المقدسة هيبتها التي أغفلها المسلمون جميعا بقصد أو بدونه، رغم تصريح نبيهم (ص) بأنها الكتاب العاصم من الضلال، حتى ان أحدهم رغم زعمه وراثة علوم آل محمد (ع) ليستحي أن يعترف بكتابة نبيه (ص) لذلك الكتاب العاصم، بل ويصرح الكثير من علماء الشيعة فضلاً عن غيرهم بأنه (ص) مات ولم يكتبها وصاروا بصدد ابداء التبريرات التي يريدون بها تحسين قبح اقرارهم بعدم كتابتها !!
                هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن الوصية المقدسة وبالرغم من أنها كانت بين أيدي الجميع ويقرؤونها مراراً وتكراراً إلا أن فيها من المضامين والأسرار ما كان أمره مستوراً حتى لأتباع ائمة الهدى (ع) فضلاً عمن سواهم، ولكن صاحبها (صاحب الحق) يقوم بكشفها للناس أيضاً عند بعثته ويوضح حقائقها بعد أن كانت مجهولة لديهم.
                وبهذا تلتقي حلقة الوصية مع حلقة كشف الاسرار الاخرى في الروايات الشريفة لتكون معرفاً واضحا ودليلاً جلياً على أحقية ذلك الداعي الكاشف لتلك الاسرار. وقد تقدم قول الامام الصادق (ع) عن معرفة صاحب هذا الامر بالعلم والوصية.

                قالوا: كنا نعتقد أنّ صاحب الأمر المقصود في هذه الرواية هو الامام المهدي (ع)، ولكن الآن نسأل عمن يكون ؟ فإن الروايات جعلتنا بصورة نتردد في إبداء رأي قبل قراءتها خصوصاً وأنها لم تترك شيئاً إلا وأوضحته ؟
                قلت: أوضحت لكم أنّ وصف صاحب الأمر يطلق على الشخصية الأخرى من آل محمد (ع) الموجودة في زمن الظهور كما يطلق على الامام المهدي (ع) نفسه، وقد توضح لكم هذا في المحطة السابقة.

                قالوا: نعم، ولكنا بحاجة الى تفصيل أكثر في بيان أن المحتج بالوصية هو المهدي الاول (احمد) وليس الامام (ع) نفسه ؟
                قلت: هذا أتركه إلى المحطة القادمة إن شاء الله تعالى.


                المصدر :::: الفيس بوك .. الصفحة الرسمية للشيخ علاء السالم
                هل يصعب عليك أن تسجد ولا ترفع رأسك حتى تسمع جواب ربك لتنجو في الآخرة والدنيا ؟
                وهل يصعب عليك أن تصوم ثلاثة أيام وتتضرع في لياليها إلى الله أن يجيبك ويعرفك الحق ؟

                الامام احمد الحسن (ع) ـ كتاب الجواب المنير

                Comment

                • Saqi Alatasha
                  عضو مميز
                  • 09-07-2009
                  • 2487

                  #9
                  رد: (( محطات على ضفاف الوصية المقدسة ))

                  المحطة الثامنة /
                  مَنْ الآتي محتجاً بالوصية المقدسة ؟!

                  قالوا: خلص بنا حديثك إلى وجود رجلين من آل محمد (ع) في زمن الظهور المقدس، والرجلان كلاهما وصي من الأوصياء؛ الأول هو الإمام المهدي (ع) والثاني ابنه المهدي الأول أحمد، والسؤال الآن: من منهما يأتي الناس محتجاً بالوصية المقدسة ليثبت لهم صدقه وحقه؟
                  قلت: من يحتج بها هو الوصي الآتي للناس أولاً، وأما من يأتي لاحقاً فأكيد أنه سيُعرف بدلالة الأول عليه، فمن اهتدى للأول وعرفه وآمن به يكون قد كفي مؤونة طلب الثاني (الآتي لاحقاً).

                  قالوا: عرفنا منك سابقاً أنّ الآتي للناس أولاً هو المهدي الأول، ولكنا نريد توضيح ذلك بشكل أكبر ؟
                  قلت: نعم، ذكرت لكم في المحطة السادسة بعض الروايات التي تؤكد مجيئه قبل أبيه الإمام المهدي (ع)، والآن أضيف لكم رواية أخرى:
                  عن سليم بن قيس، عن رسول الله (ص): (.. ثم ضرب بيده على الحسين (ع) فقال: يا سلمان، مهدي أمتي الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً من ولد هذا. إمام ابن إمام، عالم ابن عالم، وصي ابن وصي، أبوه الذي يليه إمام وصي عالم. قال: قلت: يا نبي الله، المهدي أفضل أم أبوه ؟ قال: أبوه أفضل منه. للأول مثل أجورهم كلهم؛ لأن الله هداهم به) كتاب سليم بن قيس: ص429، تحقيق محمد باقر الأنصاري.

                  قالوا: وكيف تستدل بالرواية على المطلوب ؟
                  قلت: لا شك أنّ الرواية تتحدث عن زمن الظهور وذكرت (المهدي)، وقد بينت لكم أنّ هذا الاسم يطلق على الامام المهدي (ع) وعلى ابنه (أحمد) في وقت واحد، وإذا امتنع كون المقصود هو الامام المهدي (ع) في الرواية فيتعين حملها على ابنه المهدي الاول (احمد).

                  قالوا: ولماذا يمتنع حمل الرواية على الامام المهدي (ع) ؟
                  قلت: لسببين؛ الأول: إنّ الامام المهدي (ع) لا يأتي أبوه الامام العسكري (ع) بعده، والرواية تقول (أبوه الذي يليه). والثاني: إن الامام المهدي (ع) هو أفضل الائمة التسعة من ولد الامام الحسين (ع) بنص روايات كثيرة، في حين أنّ الرواية تؤكد أن هذا المهدي أبوه أفضل منه.
                  وإذا اتضح أنّ المقصود به المهدي الأول عرفنا أنه يأتي قبل أبيه (ع)، تماماً كما قال أمير المؤمنين (ع) في الرواية المتقدمة: (يخرج رجل قبل المهدي من اهل بيته من المشرق)، وكذلك رواية أبي بصير وغيرها من الروايات الشريفة.

                  قالوا: ولماذا يحتاج المهدي الأول (احمد) الى الوصية ليحتج بها ؟
                  قلت: لأنه وصي من الأوصياء وإمام من أئمة أهل البيت (ع)، والوصية هي دليل صدقهم كما عرفناه سابقاً، هذا أولاً. وثانياً: إنه يإتي الناس والامام المهدي (ع) لا زال غائباً عن أنظارهم، وبالتالي فهو بحاجة إلى دليل لإثبات صدقه لهم، خصوصاً وأنّ الزمن الذي يُبعث فيه هو زمن فتنة وحيرة وتيه، تملأ فيه الارض فساداً وظلماً وجوراً. وعلى هذا، صار بوسعنا ربما معرفة سر التركيز على احتجاج صاحب هذا الأمر بالوصية كما نقلنا بعض الروايات في ذلك.

                  قالوا: كيف ذلك ؟ أوضح لنا لو سمحت.
                  قلت: عرفنا الآن من هو المحتج بالوصية في زمن الظهور، وعرفنا سابقاً أنّ (صاحب الامر) وصف يطلق على الامام المهدي (ع) وعلى ابنه معاً، ومن ثم فإنّ الروايات التي أكدت أنّ صاحب الامر يُعرف بالوصية وبالعلم تقصد المهدي الأول الآتي قبل أبيه (ع).
                  ثم إننا قلنا إنّ النص الذي به يُعرف أحقية الامام من آل محمد (ع) يكون بأحد طريقين؛ إما بوصية رسول الله (ص) وإما بنص الامام السابق على من يليه، ولكن المهدي الاول (ع) حيث إنه يأتي قبل إبيه الامام المهدي (ع) فلا مجال للطريق الثاني والإمام بعدُ لا زال غائباً، لذا رأينا الروايات التي تبين طريق التعرف عليه تخص الوصية المقدسة بالذكر.

                  قالوا: وما هو دور الوصية المقدسة بالنسبة الى الامام المهدي (ع) إذا كان من يحتج بها في زمن الظهور هو ابنه ؟
                  قلت: الامام المهدي (ع) وبنص الوصية المقدسة إمام ووصي وخليفة لله في أرضه، وإمامته بدأت منذ وفاة أبيه العسكري (ع) عام 260 هـ، فهو (ع) وبرغم غيبته الكبرى إمام ولا يشك في ذلك مؤمن. نعم، هو بحاجة الى من يُعرِّف الناس بشخصه عند ظهوره للناس وليس بحاجة الى من يعرف الناس بإمامته وكونه أحد الاوصياء الكرام، لذا ورد أن المنتظرين الذين يهتدون لاتباع طالع المشرق سيكفون مؤونة الطلب. أما المهدي الأول فالناس لا تعرف عن امامته ووصايته شيئاً وبالتالي فهو بحاجة الى تعريفهم بذلك، ولذا يحتج عليهم بالوصية.

                  قالوا: رأيناك ذكرت أنّ من يتبعون طالع المشرق يكفون مؤونة الطلب، فماذا تقصد بذلك ؟
                  قلت: عرفتم قول أمير المؤمنين (ع) الذي يتحدث عن خروج رجل من المشرق من أهل بيت الامام المهدي (ع)، فهو طالع المشرق، وقد توضح لكم أنه ابنه أحمد وأنه وصي من الاوصياء فأكيد أن من يوفقه الله لاتباعه سيتوفق لمعرفة الامام المهدي (ع) وكفي مؤونة طلبه والبحث عنه. ولذا وصفه جده علي (ع) في خطبة له تتحدث عن زمن الظهور قائلاً: ((.. واعلموا أنكم إن اتبعتم طالع المشرق سلك بكم مناهج الرسول (ص) فتداويتم من العمى والصم والبكم، وكفيتم مؤونة الطلب والتعسف ونبذتم الثقل الفادح عن الأعناق، ولا يبعد الله إلا من أبى وظلم واعتسف وأخذ ما ليس له وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون )) الكافي: ج8 ص66 ح22.
                  وللحديث تتمة .. تأتي بإذن الله.



                  المصدر ::::: الفيس بوك .. الصفحة الرسمية للشيخ علاء السالم
                  هل يصعب عليك أن تسجد ولا ترفع رأسك حتى تسمع جواب ربك لتنجو في الآخرة والدنيا ؟
                  وهل يصعب عليك أن تصوم ثلاثة أيام وتتضرع في لياليها إلى الله أن يجيبك ويعرفك الحق ؟

                  الامام احمد الحسن (ع) ـ كتاب الجواب المنير

                  Comment

                  • Saqi Alatasha
                    عضو مميز
                    • 09-07-2009
                    • 2487

                    #10
                    رد: (( محطات على ضفاف الوصية المقدسة ))

                    المحطة التاسعة /
                    الوصية المقدسة وطالع المشرق ؟!

                    قالوا: كنت تتحدث إلينا عن طالع المشرق، فلو أكملت حديثك لتتجلى لنا الحقيقة أكثر ؟
                    قلت: ذلك وصف جده أمير المؤمنين (ع) له كما عرفنا، وإنه لما كان وصي من الأوصياء فانه يسلك بمن يتبعه مناهج جده محمد (ص) ويسير فيهم بسيرته، وأيضاً لما كان عالما من علماء آل محمد (ع) (أطباء الأرواح) فانّ أتباعه سيتداوون من العمى والصمم والبكم الذي هو صفة غيرهم الصادين عنه.

                    قالوا: زدنا يرحمك الله ؟
                    قلت: أكيد أنّ الناس المتبعين له ليسوا كلهم مبتلين بعاهة فقدان البصر أو السمع أو النطق، ولكن هذا الطالع المشرقي لما يسير بأتباعه بسيرة آبائه الكرام فإنهم يرون ما لا يرى الناس ويسمعون ما لا يسمعه غيرهم ويتكلمون بالحق الذي لا يتكلم به سواهم.

                    قالوا: لو عرضت لنا ذكره من الوصية المقدسة ثم أكملت ما تريد قوله؟
                    قلت: هذا ما ورد في ختامها وهي تذكر الإمام المهدي (ع): ((.. ثم يكون من بعده اثنا عشر مهدياً، فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه أول المقربين (المهديين) له ثلاثة أسامي: اسم كاسمي واسم أبي وهو عبد الله وأحمد، والاسم الثالث المهدي، وهو أول المؤمنين )) غيبة الطوسي: ص151 ح111. فقد ورد ذكر الوصي أحمد (ابن الامام المهدي) إنه أول مقرب الى أبيه وأول مؤمن به، وهذا يؤكد وجوده معه عند ظهوره.

                    قالوا: ومَنْ هم المقربون إلى الامام المهدي (ع) ؟
                    قلت: هم الـ (313) الوارد ذكرهم والتأكيد عليهم في الروايات الشريفة، والمهدي الأول أحمد أولهم، فالوصي لا يسبقه بالايمان بدعوة خليفة الله في زمانه أحد.

                    قالوا: وما هو دوره، خصوصاً وأنه يأتي قبل أبيه الإمام المهدي (ع) ؟
                    قلت: هو وصيه ورسوله إلى الناس عند إذن الله في قيام دولة العدل الالهي ونهاية دولة الظلم والجور، يأتيهم ممهداً لقيامها وجامعاً أنصار أبيه وجيشه الموعود.

                    قالوا: هذا يعني إنه يطّلع على حال أبيه الامام المهدي (ع) والامام بالنسبة إلى الناس لا زال غائباً، فهل هذا صحيح ؟
                    قلت: نعم، والروايات تدل على ذلك، أذكر لكم منها مثالاً:
                    عن المفضل بن عمر قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: (( إن لصاحب هذا الامر غيبتين إحداهما تطول حتى يقول بعضهم: مات، ويقول بعضهم: قتل، ويقول بعضهم: ذهب، حتى لا يبقى على أمره من أصحابه إلا نفر يسير لا يطلع على موضعه أحد من ولده ولا غيره إلا المولى الذي يلي أمره )) غيبة الطوسي: ص162. فالرواية تدل على أمرين:
                    الأول: إنّ الامام المهدي (ع) له ولد وذرية في زمن الغيبة الكبرى.
                    والثاني: إنّ هناك مولى يطلع على أمره.
                    وقد عرفنا من خلال الوصية المقدسة أنّ خليفته الذي يلي أمر الامام المهدي (ع) (وهو أمر الله) هو ابنه المهدي الأول أحمد (ع).

                    قالوا: قرأنا في رواية يبين فيها الامام الباقر (ع) كلام القائم (ع) مع بعض الناس، الى أن يقول: (( فيقول المولى الذي ولي البيعة: والله لتسكتن أو لأضربن الذي فيه عيناك. فيقول له القائم (ع): اسكت يا فلان ..)) بحار الانوار: ج52 ص343، فهل يعني الامام (ع) نفس المولى الذي تتحدث عنه ؟
                    قلت: نقلت لكم فيما مضى رواية تؤكد أنّ الذي يأخذ البيعة من الناس هو المهدي أحمد، وأعيدها لكم الآن: عن حذيفة بن اليمان قال: سمعت رسول الله (ص) يقول - وذكر المهدي-: (إنه يبايع بين الركن والمقام اسمه أحمد وعبد الله والمهدي، فهذه أسماؤه ثلاثتها) غيبة الطوسي: ص454 ح463. وواضح أنّ هذه الأسماء هي أسماء المهدي الأول في الوصية المقدسة، فالمولى الذي يطلع على موضع الإمام المهدي (ع) في غيبته الكبرى ويأخذ البيعة من الناس هو لا غير.

                    قالوا: سمعناك تذكر ضمن أدواره أنه يجمع جيش أبيه، فهل تبين لنا ذلك بشكل أكثر وضوحاً ؟
                    قلت: هل تعرفون شيئاً عن قائد الجيش المشرقي الذي يمهد للإمام المهدي (ع) دولته وسلطانه ؟

                    قالوا: ننتظر منك التوضيح.
                    قلت: قد عرفتم من خلال ما تقدم أنه أحمد ابن الإمام المهدي (ع) وخليفته الذي يلي أمره، وليستقر الحق في قلوبكم هاكم اسمعوا ما قاله أئمة الهدى (ع):
                    عن الإمام الباقر (ع)، قال: (إن لله تعالى كنزاً بالطالقان ليس بذهب ولا فضة، اثنا عشر ألفاً بخراسان شعارهم: "أحمد أحمد"، يقودهم شاب من بني هاشم على بغلة شهباء، عليه عصابة حمراء، كأني أنظر إليه عابر الفرات، فإذا سمعتم بذلك فسارعوا إليه ولو حبواً على الثلج) منتخب الأنوار المضيئة: ص343.
                    وروى السيد ابن طاووس عن رسول الله (ص)، قال: (إذا رأيتم الرايات السود خرجت من قبل خراسان فأتوها ولو حبواً على الثلج، فإن فيها خليفة المهدي) الملاحم والفتن: ص54، المطبعة الحيدرية.

                    قالوا: أكيد هو نفسه الوصي أحمد، فهو الرجل من أهل بيت الامام (ع) الخارج قبله من المشرق، وهو خليفته بنص الوصية المقدسة، وهو الشاب الهاشمي الذي يقود جيش المشرق الممهد للامام المهدي (ع) دولته الالهية.
                    قلت: نعم، تماماً كما قلتم، ولأنه وصي من الاوصياء الواجبي الطاعة على الناس، أمرنا النبي (ص) وآله الطيبين (ع) بنصرته وإتيانه ولو حبواً على الثلج، ورفع اسمه المشرقيون شعاراً في الزحف للفتح الالهي الكبير، والحمد لله رب العالمين.

                    المصدر :::: الصفحة الرسمية للشيخ علاء السالم على الفيس بوك
                    هل يصعب عليك أن تسجد ولا ترفع رأسك حتى تسمع جواب ربك لتنجو في الآخرة والدنيا ؟
                    وهل يصعب عليك أن تصوم ثلاثة أيام وتتضرع في لياليها إلى الله أن يجيبك ويعرفك الحق ؟

                    الامام احمد الحسن (ع) ـ كتاب الجواب المنير

                    Comment

                    • Saqi Alatasha
                      عضو مميز
                      • 09-07-2009
                      • 2487

                      #11
                      رد: (( محطات على ضفاف الوصية المقدسة ))

                      المحطة العاشرة /
                      بين الوصية المقدسة ورواية اليماني ؟!

                      قالوا: تحدثت إلينا عن المهدي الأول الوارد ذكره في وصية جده المصطفى (ص)، وذكرت قرائن عدة توضح لنا اسمه ونسبه ومقامه ودوره الإلهي في زمن الظهور المقدس، ولكنا قرأنا عن شخصية ورد ذكرها في روايات أهل البيت (ع) ووصفت باليماني، فما هي العلاقة بين اليماني والمهدي الأول (أحمد) ؟
                      قلت: نعم، ورد ذكر اليماني في روايات عديدة، تارة ضمن العلامات الحتمية، وأخرى تصف مقامه وأنه الممهد الرئيسي للامام المهدي (ع) وأن الملتوي عليه من أهل النار.
                      قال الامام الباقر (ع): (.. خروج السفياني واليماني والخراساني في سنة واحدة وفي شهر واحد في يوم واحد ونظام كنظام الخرز يتبع بعضه بعضاً فيكون البأس من كل وجه، ويل لمن ناواهم. وليس في الرايات أهدى من راية اليماني هي راية هدى لأنه يدعو إلى صاحبكم، فإذا خرج اليماني حرم بيع السلاح على الناس وكل مسلم، وإذا خرج اليماني فانهض إليه، فإن رايته راية هدى، ولا يحل لمسلم أن يلتوي عليه، فمن فعل فهو من أهل النار، لأنه يدعو إلى الحق وإلى طريق مستقيم .. ) غيبة النعماني: ص262 – 264.
                      فهل عرفتم ما يريد الامام الياقر (ع) بيانه وهو يحدد معالم شخصية اليماني ؟

                      قالوا: قرأنا هذه الرواية مراراً، وسمعنا بعض من يدعي التخصص من العلماء يقول إنّ اليماني مجرد قائد عسكري، والناس بالخيار بالنسبة الى نصرته وطاعته ؟!
                      قلت: الامام الباقر (ع) أوضح في كلامه الشريف التالي:
                      1- إنّ راية اليماني راية هدى وارتباطها بالامام المهدي (ع) واضح بيِّن.
                      2- إنّ اليماني خليفة من خلفاء الله في أرضه بدليل قوله (ع): (لا يحل لمسلم ان يلتوي عليه، فمن فعل ذلك فهو من اهل النار)، فلا يكون شخص حجة على الناس بحيث إنّ إعراضهم وصدهم عنه يدخلهم جهنم حتى وإن صلوا وصاموا إلا إذا كان خليفة من خلفاء الله وولي من أوليائه.
                      3- إنّ اليماني معصوم والرواية نص على عصمته لأنها قالت: (لأنه يدعو الى الحق والطريق المستقيم)، فمقتضى إطلاق الامام الباقر (ع) كلامه وعدم تفصيله (اذ لم يقل إنّ اليماني يدعو الى الحق في النهار دون الليل، أو السلم دون الحرب، أو في قول دون قول أو فعل دون فعل وهكذا)، هو أنّ اليماني يدعو الى الحق دائماً، أي في كل أقواله وأفعاله ولا يتصرف ولو لمرة واحدة بشكل يخرج أتباعه من الحق ويدخلهم في ضلال، وهذا هو معنى العصمة.

                      قالوا: ربما يكون حال اليماني كحال مسلم بن عقيل (ع)، فإنّ من أعرض عن نصرته وقاتله أيضاً مصيره النار، والحال أنه ليس من خلفاء الله في أرضه، وكذلك حال السفراء الاربعة مثلاً ؟
                      قلت: إنّ مسلم بن عقيل (ع) أو السفراء الاربعة (رحمهم الله) لا يصح الالتواء عليهم أيضاً، ولكن النار التي تكون مصير المعرض والصاد إنما هي لأجل الالتواء على قول المعصوم فيهم لا لأجلهم هم بأنفسهم، ولذا لا يوجد نص يقول إنّ الملتوي عليهم بأشخاصهم تكون النار مصيره، وحال اليماني ليس كذلك، فإنّ الرواية صريحة في أنّ الالتواء عليه (هو) يوجب النار، وهذا يعني أنه بنفسه خليفة من خلفاء الله في أرضه.

                      قالوا: إذا كان اليماني خليفة من خلفاء الله في أرضه، فإننا نعرف أن آل محمد (ع) هم خلفاء رسول الله (ص) الى يوم القيامة، ولا تخرج الخلافة الالهية منهم، فهل يا ترى اليماني واحد منهم ؟
                      قلت: بكل تأكيد، فالنبي (ص) في وصيته المقدسة حدد الاوصياء من بعده الى يوم القيامة، وبيّن أنهم 12 اماماً و12 مهدياً، ولما تبيّن أنّ اليماني خليفة من خلفاء الله وحجة الهي واجب الطاعة فأكيد أن الوصية المقدسة ذكرته وكان له فيها نصيب.

                      قالوا: ولكنا عرفنا منك سابقاً أنّ الموجود من آل محمد (ع) في زمن الظهور المقدس رجلان لا غير؛ أولهما الامام المهدي (ع) وثانيهما ابنه المهدي الاول أحمد (ع)، والآن نسمع أن هناك شخصية ثالثة من آل محمد (ع) واجبة الطاعة أيضاً وهي اليماني ؟
                      قلت: اليماني هو نفسه المهدي الأول أحمد الوارد ذكره في الوصية المقدسة لا غير، فقد توضح للجميع ان المهدي الاول موجود في زمن الظهور وهو خليفة الهي، واليماني ايضاً موجود في زمن الظهور وهو خليفة الهي، ومن ثم فأما أن يكونا شخص واحد وهو المطلوب، والا فعلى من يقول بتعدد الشخصية أن يلتزم بعدم ذكر اليماني في الوصية المقدسة مع كونه خليفة الهي، وهو باطل جزماً.
                      وأيضاً: إن كان شخصهما متعدد وكلاهما موجود في زمن الظهور، فمن يتبع من ؟ إن أُجيب بأن اليماني يتبع المهدي الاول، صار دور اليماني ثانوياً، والحال ان الروايات بينت أنه صاحب راية الهدى وقائد عملية التمهيد ورجل واجب الطاعة وأن الملتوي عليه من أهل النار. وإن أُجيب بأنّ المهدي الاول يتبع اليماني، فهو باطل ايضاً لأنه وصي من الاوصياء بنص الوصية المقدسة وهو الآخذ البيعة من الناس والمولى الوحيد الذي يطلع على موضع أبيه ؟!
                      فلم يبق إلا القول باتحاد الشخصية.

                      قالوا: بيانك واضح، ولكن ما وجه تلقيبه باليماني ؟
                      قلت: وجوه كثيرة، فآل محمد (ع) كلهم من محمد (ص) وهو (ص) من مكة كما هو معروف ومكة تابعة لتهامة التابعة بدورها ادارياً لليمن يومذاك، لذا ورد في الاخبار أنّ الكعبة يمانية والايمان يمان، فمحمد وآل محمد (ع) كلهم يمانية بهذا اللحاظ، واليماني من آل محمد (ع) كما عرفنا. وأيضاً: الوصي يمين الموصي ويده الضاربة التي يصول بها على الباطل، وهذا هو وصف علي (ع) بالنسبة الى رسول الله (ص) وكذلك هو وصف للمهدي الاول بالنسبة إلى أبيه الامام المهدي (ع).

                      قالوا: ولكنا سمعنا من أدعياء التخصص والخطباء أنّ اليماني يظهر من بلاد اليمن ؟
                      قلت: ما أكثر جهلهم !! فقد تبين لكم بروايات أهل البيت (ع) الكثيرة أنّ اليماني هو المهدي الاول أحمد، وأنه طالع المشرق وقائد الرايات السود الممهدة للامام المهدي (ع) دولته وسلطانه، وأما أولئك المتخرصون فقد أوهمتهم النسبة الى اليمن، وتصوروا ان تلقيبه باليماني يعني بالضرورة ظهوره من أرض اليمن، والحال أن لا ملازمة بين الأمرين كما هو معلوم، فالسيد الخوئي رحمه الله بقي على لقبه رغم أنه عاش ومات في العراق. ثم ماذا يصنع اليماني بظهوره في اليمن، وإلى يوم الناس هذا (الذي ابتدأ فيه السفيانيون حركتهم بالشام والعرب تخلع أعنتها كما وعد خلفاء الله) لا شيعة للامام المهدي (ع) في اليمن ليمهد بهم اليماني للامام المهدي (ع) دولته !! فالحقيقة ان ما يطرحه هؤلاء مجرد أقاويل هوجاء تدل على بلاهة أصحابها وعنادهم لآل محمد (ع) لا أقل ولا أكثر.

                      المحطة الحادية عشرة /
                      هل تكفي الوصية المقدسة لإثبات صدق المحتج بها ؟!
                      هذا ما ياتي بيانه قريباً باذن الله تعالى ...


                      المصدر ::::: الصفحة الرسمية للشيخ علاء السالم على الفيس بوك
                      هل يصعب عليك أن تسجد ولا ترفع رأسك حتى تسمع جواب ربك لتنجو في الآخرة والدنيا ؟
                      وهل يصعب عليك أن تصوم ثلاثة أيام وتتضرع في لياليها إلى الله أن يجيبك ويعرفك الحق ؟

                      الامام احمد الحسن (ع) ـ كتاب الجواب المنير

                      Comment

                      • Saqi Alatasha
                        عضو مميز
                        • 09-07-2009
                        • 2487

                        #12
                        رد: (( محطات على ضفاف الوصية المقدسة ))

                        المحطة الحادية عشرة /
                        هل تكفي الوصية المقدسة لإثبات صدق المحتج بها ؟!

                        قالوا: إذا احتج شخص ما بالوصية المقدسة، فهل يدل ذلك على صدقه وأحقيته ؟
                        قلت: من يحتج بها فهو صاحبها ويكون ذلك دليلاً على صدقه، وإلا لما صح أن يوصف ذلك الكتاب (الوصية) بأنه عاصم من الضلال لمن تمسك به.

                        قالوا: أوضح لنا أكثر ؟
                        قلت: إنّ الله سبحانه عبر عن وصية عيسى (ع) بمحمد (ص) بأنها بينة إلهية، قال تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ﴾ [الصف: 6]، ولو كان ذلك النص ممكن أن يدعيه غير صاحبه لما وصفه الله سبحانه بأنه بيّنة إلهية تُعرِّف بصاحب الحق، وواضح أنه لو امكن ادعاءها من قبل مبطل ما عادت بينة إلهية تُعرِّف بصاحب الحق.

                        قالوا: نراك تذكر كثيراً وصف النبي (ص) للكتاب بأنه عاصم من الضلال، فما هو الربط بينه وبين صدق من يحتج به ؟
                        قلت: إنه (ص) وصفه بأنه كتاب عاصم من الضلال أبداً، ووصفه هذا يجعل من المحال لمبطل أن يدعيه، ومن يقول بإمكان ادعائه من قبل مبطل فهو يتهم الله سبحانه ورسوله بالعجز أو الكذب أو الجهل أو السفه، تعالى الله ورسوله عن ذلك علواً كبيراً.

                        قالوا: وما هي الملازمة بين القول بامكانية ادعاء المبطل للوصية وبين الأمور المذكورة ؟
                        قلت: إنّ من يقطع وعداً وضماناً لجماعة بالنجاة إذا فعلوا ما أمرهم به، كما لو قطع لهم وعداً أنهم إن شربوا من هذا الموضع فلن يسقوا السم، ثم شربوا وسقوا سمّاً من ذلك الموضع، فمثل ذلك الشخص إما أنه أخلف وعده لعجزه وعدم تمكنه من حفظ ما وعد به لوجود إرادة أقوى حالت دون تحقيق ضمانه، أو أنه كان كاذباً أو عابثاً من البداية، أو أنه كان جاهلاً ولم يعلم بما ستؤول إليه الأمور.
                        والآن، لو نظرنا إلى وعده (ص) لأمته بأنّ ذلك الكتاب عاصم لمن تمسك به من الضلال، وعلمنا أنه (ص) لا ينطق عن الهوى، فأكيد أننا نتوصل إلى ضرورة أن يحفظ العالم القادر الحكيم المطلق الكتاب من إدعاء المبطلين حتى يتحقق الغرض منه ويحتج به صاحبه، وعدم حفظه منهم مع وعده (ص) بعصمة المتمسك به من الضلال يعني إما العجز عن حفظه، أو الجهل بمآل الأمور أو الكذب أو السفه، وتعالى الله ورسوله عن مثل ذلك علواً كبيراً.

                        قالوا: وهل بيَّن القرآن هذه الحقيقة التي أشرت إليها من ضرورة حفظ النص الإلهي (الوصية) من ادعاءات المبطلين ؟
                        قلت: نعم، قال تعالى: ﴿وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ * لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ * ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ﴾ [الحاقة: 44 - 46]، فأكيد أنّ مطلق التقول في دين الله موجود دائماً وحكاه القران الكريم وخلفاء الله في رواياتهم، وليس هو المقصود بالآيات المتقدمة، انما المقصود هو التقول بادعاء النص والوصية التي يشخص فيها خليفة إلهي سابق من يليه من خلفاء الله بأسمائهم، فمثل ذلك النص لا يسمح الله لمدعٍ باطل أن يحتج به أو حتى مجرد أن يلتفت إليه، فـ (لو) كما هو معروف حرف امتناع لامتناع، أي امتناع الجزاء لامتناع الشرط، بمعنى أنّ مثل ذلك التقول بادعاء الوصية من قبل مبطل أمر لا يتحقق أبداً، وهو عبارة أخرى عن أنّ الوصية لا يدعيها إلا صاحبها.

                        قالوا: وكيف علمت أنّ التقول المقصود في الآية إنما هو خصوص النص الالهي الذي يشخص خليفة الله ؟
                        قلت: هذا ما أوضحته الروايات، هذا مثال منها:
                        عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ u قَالَ: (سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: "يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ"، قَالَ: يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا وَلَايَةَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (ع) بِأَفْوَاهِهِمْ. قُلْتُ: "وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ"، قَالَ: وَاللَّهُ مُتِمُّ الْإِمَامَةِ ...... قُلْتُ: قَوْلُهُ: "إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ"، قَالَ: يَعْنِي جَبْرَئِيلَ عَنِ اللَّهِ فِي وَلَايَةِ عَلِيٍّ (ع). قَالَ: قُلْتُ: "وَما هُوَ بِقَوْلِ شاعِرٍ قَلِيلاً ما تُؤْمِنُونَ"، قَالَ: قَالُوا إِنَّ مُحَمَّداً كَذَّابٌ عَلَى رَبِّهِ وَمَا أَمَرَهُ اللَّهُ بِهَذَا فِي عَلِيٍّ فَأَنْزَلَ اللَّهُ بِذَلِكَ قُرْآناً، فَقَالَ: إِنَّ وَلَايَةَ عَلِيٍّ تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ. وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنا مُحَمَّدٌ بَعْضَ الْأَقاوِيلِ. لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْيَمِينِ. ثُمَّ لَقَطَعْنا مِنْهُ الْوَتِينَ) [الكافي: ج1 ص434].

                        قالوا: ولكننا نسمع من (علمائنا) الحاليين ان الاحتجاج بالوصية لا يكفي، ولا يثبت حق المحتج بها، ويمكن ان يدعيها مدع باطل ويحتج بها ؟!
                        قلت: هذا قول علمائكم، وعليكم ان تعرضوه على الثقلين وسترون كذبهم وجهلهم، فقد طرحت لكم الان دليلا عن صدق رسول الله (ص) في وعده وضمانه بان الوصية كتاب عاصم لامته من الضلال، فلو كان بوسع كل من هب ودب الاحتجاج بها فكيف وصفها (ص) بذلك وضمن للمتمسك بها العصمة من الضلال !! هذا أولاً.
                        وثانياً: توضح أنّ الوصية إحدى فقرات القانون الالهي الذي خص به خلفاءه في أرضه، والقول بإمكانية الاحتجاج بها من قبل مدعٍ باطل يعني الطعن بقانون الله، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.
                        وثالثاً: سبق أن بينت لكم أنّ الوصية المقدسة من مختصات آل محمد (ع) وبها تُعرف إمامتهم، وذكرت لكم بعض الروايات وأقوال العلماء الموضحة لذلك، فإذا أمكن لمدعٍ باطل الاحتجاج بها كيف وصفت أنها من مختصاتهم ومُعرِّفة بإمامتهم ؟!!
                        ورابعاً: عرفنا سابقاً أيضاً أنّ صاحب راية الهدى الذي أمرنا آل محمد (ع) بنصرته يُعرَف بالوصية، فلو كان بوسع مدعٍ باطل الاحتجاج بها ما عادت مُعرِّفة بصاحب راية الهدى، فعلماؤكم بقولهم هذا ينسبون السفه لأئمة الهدى (ع)، وحاشاهم من ذلك.
                        قال الامام الباقر (ع) في وصفه: (ما أشكل عليكم فلم يشكل عليكم عهد نبي الله (ص) ورايته وسلاحه) تفسير العياشي: ج1 ص65.
                        والحمد لله رب العالمين.


                        المصدر ::: صفحة الشيخ علاء السالم على الفيس بوك
                        هل يصعب عليك أن تسجد ولا ترفع رأسك حتى تسمع جواب ربك لتنجو في الآخرة والدنيا ؟
                        وهل يصعب عليك أن تصوم ثلاثة أيام وتتضرع في لياليها إلى الله أن يجيبك ويعرفك الحق ؟

                        الامام احمد الحسن (ع) ـ كتاب الجواب المنير

                        Comment

                        • Saqi Alatasha
                          عضو مميز
                          • 09-07-2009
                          • 2487

                          #13
                          رد: (( محطات على ضفاف الوصية المقدسة ))

                          المحطة الثانية عشرة /
                          الوصية المقدسة والمحتج بها اليوم ؟!

                          قالوا: مَنْ احتج بالوصية اليوم حتى تكفيه دليلاً على صدقه ؟
                          قلت: السيد أحمد الحسن (ع) وصي ورسول الإمام المهدي (ع) واليماني الموعود، فإنه احتج بوصية جده محمد (ص) لإثبات صدقه وأحقية دعوته اليمانية المباركة.

                          قالوا: وما يدرينا أنه صاحبها، فما أكثر من اسمهم (أحمد) في هذا الزمان، وهل بمجرد أنّ اسمه وافق اسم أول المهديين في الوصية صار هو المقصود، إنّا لا نسلّم لكم بذلك !!
                          قلت: المفروض أنكم (وبعد معرفتكم بما تقدم ذكره في المحطات الماضية وبالخصوص المحطة السابقة) لا تتفوهوا بذلك، فقد توضح لكم أنّ الوصية من مختصات الأوصياء ومفصل أساسي في قانون الله في حججه على خلقه، كما أنها كتاب عاصم من الضلال لمن تمسك به، فلو أمكن لغير (الوصي أحمد) الوارد ذكره فيها الاحتجاج بها على الناس فستكون والحال هذه سبباً في ضلالهم، وهو أمر محال بكل تأكيد؛ لأنه يعني نسبة الكذب أو الجهل أو العجز لله تعالى الذي وعد على لسان نبيه (ص) بأنها عاصمة لمن تمسك بها من الضلال، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.
                          إنّ الوصية حق يحتج بها صاحب الحق فقط.

                          قالوا: وكم حق من حقوق آل محمد الأوصياء (ع) تراه بيد غيرهم مغتصب ظلماً وزوراً، ورحم الله القائل: (أرى فيئهم في غيرهم متقسماً ... وأيديهمُ من فيئهم صفراتِ)، فلم لا تكون الوصية كباقي حقوقهم (ع) ؟!!
                          قلت: الوصية ليست حقاً يمكن أن يغتصب أو يلُتفت إليه من قبل غير الأوصياء، وهذا ما تمَّ بيانه، وهو بكلِّ وضوح مَعْلَمٌ من معالم الرحمة الإلهية بالعباد فما عليهم إلا أن يتمسكوا بها وبالمحتج بها والله سبحانه هو الضامن لهم هدايتهم. فليس حال الوصية المقدسة حال ما افترضه الله للإمام المعصوم من مال أو ألقاب مثلاً والتي نرى سرقتها جهاراً من قبل مافيات السلب والنهب المعروفة، وإلا فها هي الوصية المقدسة ليلة الوفاة نقلها الشيخ الطوسي رحمه الله في كتابه قبل أكثر من ألف عام، ورغم كل االادعاءات الكاذبة المتمثلة بالنيابة العامة للامام المغيب (ع) مرة أو ادعاء المهدوية أو الامامة مرة أخرى، ولكن أبداً لم يأتِ مدعٍ باطل ويرفع الوصية المشار لها دليلاً على دعواه ؟! أفلا يكون ذلك منبهاً لأصحاب القلوب السليمة على أنّ الوصية المقدسة حريم خليفة الله الذي لن يُؤذَن لأحد - غير الأوصياء - تخطيه واقتحامه أبداً، ولهذا أطلقها آل محمد (ع) صرخة مدوية في سماء المنتظرين ممن أرادوا نصرة ابنهم صاحب راية الهدى وجعلوا الوصية المقدسة طريق تعرفهم عليه.

                          قالوا: ما تقوله أمر ليس بوسعنا ردّه، ولكن الشك لا زال يأخذ من نفوسنا مأخذاً كبيراً، الشك في أنّ أحمد الحسن هو نفسه أحمد المذكور في الوصية المقدسة ؟
                          قلت: أراكم تتحججون بالشك بعد أن أحاطت الحجة بأعناقكم، وكلامكم هذا ذكرني بما قاله علماء اليهود والنصارى للامام الرضا (ع) لما بين لهم الحجة على أحقية جده رسول الله (ص) وكيف انه الوحيد الذي احتج بالنصوص التي ذكره فيها موسى وعيسى عليهما السلام، ولما اقروا له بتلك النصوص لم يبق لديهم الا التعلل بالشك، وانه ما يدريهم ان محمدا المذكور في تلك النصوص هو محمد جدك ؟!! وهذا محل الشاهد من المناظرة:
                          (( فلما سمع الجاثليق ورأس الجالوت ذلك علما أنّ الرضا (ع) عالم بالتوراة والإنجيل، فقالا: والله لقد أتى بما لا يمكننا رده ولا دفعه إلا بجحود الإنجيل والتوراة والزبور، وقد بشّر به موسى وعيسى (عليهما السلام) جميعاً، ولكن لم يتقرر عندنا بالصحة إنه محمد هذا، فأما اسمه محمد فلا يصح لنا أن نقر لكم بنبوته، ونحن شاكون إنه محمدكم. فقال الرضا (ع): احتججتم بالشك، فهل بعث الله من قبل أو من بعد من آدم إلى يومنا هذا نبياً اسمه محمد، وتجدونه في شيء من الكتب التي أنزلها على جميع الأنبياء غير محمد ؟ فأحجموا عن جوابه ..)) [بحار الأنوار: ج49 ص75 فما بعد].
                          ونحن نقول لمن يشك في أنّ أحمد الحسن هو نفسه أحمد المذكور في الوصية: ((احتججتم بالشك فهل بعث الله من قبل أو من بعد من غيبة الامام المهدي (ع) إلى يومنا هذا رجلاً اسمه (أحمد) واحتج عليكم بوصية محمد (ص) أو تجدونه في شيء من الروايات التي ذكرها محمد وآل محمد (ص) غير أحمد الحسن)) !!
                          ومن ردَّ هذا الاحتجاج فليعلم أنه بذلك قد ردَّ على الامام الرضا (ع)، ويكفيه عاراً أن يكون خصمه آل محمد (ع)، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

                          قالوا: وهل دليل السيد أحمد الحسن (ع) هو الوصية المقدسة فقط ؟
                          قلت: أدلته كثيرة وهي موضحة ومبينة في الكتب المنشورة في الموقع الرسمي للدعوة اليمانية المباركة التي بلغت (180) اصداراً، كان للسيد أحمد الحسن (ع) منها ما يقرب من (50) اصداراً، وقد تناولت مختلف جوانب المعرفة الالهية، وبوسع الجميع الاطلاع عليها، لكن كلامنا في هذه المحطات كان في بيان الاحتجاج بالوصية المقدسة وقد رأينا أنها لو كانت وحدها فقط لكفته صدقاً وحقاً.
                          إنّ محمداً وآل محمد (ص) لم يدخروا شيئاً يُعرِّف بابنهم صاحب راية الهدى إلا وبيّنوه، فقد ذكروا اسمه ونسبه وصفته ومسكنه وحجته بل حتى شمائله من رأسه إلى أخمص قدميه، بعشرات الروايات الشريفة المبثوثة في كتب المسلمين.
                          وإذا كان النص والعلم دليل الأوصياء فيما سبق فهو ذاته الدليل الذي احتج به السيد أحمد الحسن (ع) على الناس اليوم، وإذا كان من ضمن أدلتهم (ع) المعاجز والكرامات التي أيد الله بها خلفاءه فهي ذاتها أيضاً المعاجز والكرامات التي أيد بها وليه أحمد الحسن كإحياء موتى أو شفاء مرضى، وهي منشورة أيضاً بل تم اذاعتها من قبل قنوات فضائية محايدة أمام ملايين الناس.
                          بل لو كان فقط شهادة الله سبحانه له بآلاف الرؤى الصادقة بمحمد وعلي وفاطمة وآلهما الطيبين وموسى وعيسى وابراهيم ونوح وغيرهم صلوات الله عليهم جميعاً بل بملائكته المقربين عليهم السلام، وكلها تشهد بصدق داعي الله السيد أحمد الحسن، لو كان هذه فقط لكفاه صدقاً، لأنه تواتر شهادات إلهية عظيمة بخلق لا يمتثل بهم الشيطان أبداً، ويستحيل تواطؤ أصحاب الرؤى على الكذب بعد كونهم من خلفيات عقائدية مختلفة ومن جنسيات وقوميات ولغات وبلدان مختلفة. أفلا يكفي طالب الحق هذه الشهادات ليؤمن باليماني الموعود قبل فوات الأوان ؟!
                          وإذا كان كل هذا لا يكفي للتصديق به، فماذا بقي بأيدي الناس تؤمن به ليثبت السيد أحمد الحسن حقه لهم من خلاله ؟!!
                          أفيقوا يرحمكم الله.


                          المصدر ::: فيس بوك .. الصفحة الرسمية للشيخ علاء السالم
                          هل يصعب عليك أن تسجد ولا ترفع رأسك حتى تسمع جواب ربك لتنجو في الآخرة والدنيا ؟
                          وهل يصعب عليك أن تصوم ثلاثة أيام وتتضرع في لياليها إلى الله أن يجيبك ويعرفك الحق ؟

                          الامام احمد الحسن (ع) ـ كتاب الجواب المنير

                          Comment

                          • Saqi Alatasha
                            عضو مميز
                            • 09-07-2009
                            • 2487

                            #14
                            رد: (( محطات على ضفاف الوصية المقدسة ))

                            المحطة الثالثة عشرة /
                            رواية الوصية المقدسة والإشكال السندي

                            قالوا: توضح لنا موقع الوصية المقدسة في دين الله والاستدلال بها على صاحب الحق الالهي، ولكن بقي عندنا بعض الاشكالات التي يثيرها أدعياء العلم اليوم، نود أن نطرحها عليك لنستمع إلى إجابتها ؟
                            قلت: لا بأس، ولكن ينبغي أن تعلموا أولاً أنّ الدليل يُقابَل بالدليل والحجة تُنقَض بالحجة، وأما رد الدليل بالاشكال عليه فلا يفعله طويلب فضلاً عمَن يدعي علماً، وهذا هو السبيل العلمي السليم لمن يحترم عقله. ومن طالع المحطات السابقة عرف بما لا يقبل الشك أنّ الوصية المقدسة دليل تام وكاف للتعريف بصاحبها الذي يحتج بها، فإن كان بوسع أدعياء العلم أن ينقضوا الاستدلال فليتقدموا وليسمعونا ما عندهم، وأما الاكتفاء بطرح الاشكال فهو مذهب الزنادقة والمعاندين ليس إلا. ولكي أنصفكم فسأطلب منكم البدء بطرح الاشكالات المثارة على الوصية المقدسة، لنرى قيمتها ونبين الإجابة عليها.

                            قالوا: سمعناهم يقولون إنّ الوصية المقدسة هي أشبه بكلام العجائز أو إنها رواية سخيفة أو يرمى بها عرض الجدار أو تُداس بالأقدام على حد تعبير بعضهم ؟
                            قلت: نستجير بالله من هذه الزندقة الصريحة، إنها جرأة تكشف عن خبث سريرتهم وقذارة طويتهم، فقديماً وصف واصفهم مملي الوصية بالهذيان (وحاشاه) دفعاً لحق صاحبها أول الائمة الاثني عشر وولده الطاهرين (ع)، وهؤلاء يصفونها اليوم بما ذكرتم دفعاً لحق صاحبها أول المهديين الاثني عشر وولده الطاهرين (ع)، فما أشبه اليوم بالبارحة!!
                            قال الامام الباقر (ع): (والله إن أحب أصحابي إلي أورعهم وأفقههم وأكتمهم لحديثنا وإن أسوأهم عندي حالا وأمقتهم للذي إذا سمع الحديث ينسب إلينا ويروى عنا فلم يقبله اشمأز منه وجحده وكفر من دان به وهو لا يدري لعل الحديث من عندنا خرج وإلينا أسند، فيكون بذلك خارجاً عن ولايتنا) [الكافي: ج2 ص223 ح7].

                            قالوا: يقولون إنّ رواية الوصية المنقولة في كتاب الغيبة ضعيفة السند؟
                            قلت: هذا يكشف لكم عن جهلهم وفقدانهم لأبسط المعلومات التي يعرفها طالب العلوم الدينية في أوائل مراحله الدراسية، وبيانه يتضح بملاحظة النقاط التالية:
                            الأولى: إنّ رواية الوصية المقدسة متواترة معنى، وما كان متواتراً لا يخضع للتقسيم الرباعي بكل تأكيد. وأقصد بالتقسيم الرباعي تقسيم الخبر بحسب سنده إلى: (صحيح، حسن، موثق، ضعيف).

                            قالوا: وماذا تقصد بالمتواتر معنى ؟
                            قلت: إن التواتر تارة يكون في لفظ الخبر، بمعنى أنّ لفظ الخبر يتم نقله من قبل جماعة يمتنع تواطؤهم على الكذب كقول النبي (ص): (من كنت مولاه فهذا علي مولاه). وأخرى يكون في معنى الخبر ومضمونه، كتواتر شجاعة علي (ع)، فقد بينتها روايات كثيرة بألفاظ متعددة يمتنع اجتماع أصحابها على الكذب ولكنها تشترك جميعاً في إثبات مضمون واحد.
                            ومضمون الوصية المقدسة واضح في بيان أنّ الاوصياء من آل محمد (ع) هم 12 اماماً و12 مهدياً، وهذا المضمون لم تنفرد به الوصية المقدسة، بل ذكرته عشرات الروايات، وبوسع الجميع الرجوع إلى كتاب (الاربعون حديثاً في المهديين وذرية القائم) للشيخ ناظم العقيلي، أو كتاب (جامع الادلة) للدكتور عبد الرزاق الديراوي، وهما منشوران في الموقع الرسمي للدعوة اليمانية المباركة، للاطلاع على بعض تلك الروايات. وبهذا يتضح أنّ الوصية المقدسة متواترة معنى.
                            النقطة الثانية: إنّ الرواية التي تخضع للتقسيم الرباعي الذي حدث مؤخراً إنما هو بالنسبة للخبر الخالي عن القرينة، وأما المحفوف بالقرينة فلا يخضع للتقسيم المذكور بكل تأكيد، وهم إن سوّلت لهم انفسهم للتشكيك بتواتر الوصية المقدسة فليس بوسعهم التشكيك في احتفافها بالقرائن المؤكدة أنّ بعد القائم اثنا عشر مهدياً كما نصت عليه الروايات الكثيرة، على أنّ القرائن لا تقتصر على الروايات فقط وإنما هناك قرائن قرآنية أيضاً، وبوسع الجميع مراجعة بعض تلك القرائن في كتاب (دفاعاً عن الوصية) للشيخ ناظم العقيلي أو كتاب (البينات على أحقية الوصي أحمد الحسن)، وهما أيضاً منشوران في الموقع الرسمي للدعوة اليمانية المباركة.
                            يقول الحر العاملي: (( السابع عشر: أنهم اتفقوا على أن مورد التقسيم هو خبر الواحد الخالي عن القرينة. وقد عرفت: أن أخبار كتبنا المشهورة محفوفة بالقرائن، وقد اعترف بذلك أصحاب الاصطلاح الجديد في عدة مواضع قد نقلنا بعضها. فظهر ضعف التقسيم المذكور وعدم وجود موضوعة في الكتب المعتمدة. وقد ذكر صاحب (المنتقى) أن: أكثر أنواع الحديث المذكورة في دراية الحديث بين المتأخرين من مستخرجات العامة، بعد وقوع معانيها في أحاديثهم، وأنه لا وجود لأكثرها في أحاديثنا )) [الوسائل: ج30 ص263].
                            النقطة الثالثة: لو تنزلنا معهم وأردنا غثبات صحة سند الوصية فيكفينا لتحقيق ذلك أنّ نثبت أنّ رواتها شيعة، وصادقون. وقد تكفل الشيخ الطوسي إثبات تشيع رواتها حيث ذكرها ضمن روايات الخاصة، قال: (فأما ما روي من جهة الخاصة فأكثر من أن يحصى، غير أنا نذكر طرفا منها ....) [الغيبة: ص137]. ثم وبعد أن سرد الروايات ومنها الوصية قال: (أما الذي يدل على صحتها فإن الشيعة يروونها على وجه التواتر خلفاً عن سلف وطريقة تصحيح ذلك موجودة في كتب الإمامية في النصوص على أمير المؤمنين (ع) والطريقة واحدة) [الغيبة: ص156].
                            وأما صدق رواتها، فيكفي لإثباته - بعد كونهم شيعة - أنه لم يثبت بدليل شرعي القدح في واحد منهم، فمعلوم أنّ المؤمن صادق في قوله حتى يقام دليل شرعي على كذبه، ومن يقول إنّ الأصل في المؤمن الكذب حتى يثبت صدقه، فقوله باطل بكل وضوح؛ لأنه بهذا يُفسّق جمهور المؤمنين ويعتبرهم كذابين حتى يثبت صدق كل فرد منهم بالدليل الشرعي، وهل يلتزم بهذا عاقل يحترم عقله !! كما أنه قول مخالف للقرآن الذي بيَّن منهج الرسول (ص)، حيث وصفه ربه بالسماع من المؤمنين وتصديقهم لمجرد إيمانهم، قال تعالى: ((وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيِقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ مِنكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)) [التوبة: 61]، فهو (ص) كان يسمع لهم ويصدقهم لأنهم مؤمنون ولم يقل عن مؤمن أنه مجهول الحال أو أنه كذاب حتى يثبت صدقه ؟!! وبهذا يتضح أنّ الوصية صحيحة السند.

                            قالوا: ونسمع من بعضهم أيضاً القول بأنّ الوصية رواية آحاد، ورواية الآحاد لا تفيد الا الظن، فكيف يُستدَل بها في أمر عقائدي ؟
                            قلت: قلنا إنّ الوصية المقدسة متواترة معنى ومحفوفة بالقرائن، وما كان حاله كذلك فهو يفيد العلم والقطع لا الظن، كما هو معلوم.
                            قال الشيخ الطوسي: (( فأما ما اخترته من المذهب فهو: أن خبر الواحد .. إن كان هناك قرينة تدل على صحة ذلك كان الاعتبار بالقرينة، وكان ذلك موجباً للعلم )) [عدة الاصول (ط.ج): ج1 ص127].

                            قالوا: بقيت لدينا إشكالات دلالية على نص الوصية سمعناها منهم ؟
                            قلت: سينسفها ربي في اليم نسفاً بحوله وقوته، ولكن أجّلوا ذلك إلى المحطة القادمة إن شاء الله.


                            المصدر ::: فيس بوك .. الصفحة الرسمية للشيخ علاء السالم
                            هل يصعب عليك أن تسجد ولا ترفع رأسك حتى تسمع جواب ربك لتنجو في الآخرة والدنيا ؟
                            وهل يصعب عليك أن تصوم ثلاثة أيام وتتضرع في لياليها إلى الله أن يجيبك ويعرفك الحق ؟

                            الامام احمد الحسن (ع) ـ كتاب الجواب المنير

                            Comment

                            • Saqi Alatasha
                              عضو مميز
                              • 09-07-2009
                              • 2487

                              #15
                              رد: (( محطات على ضفاف الوصية المقدسة ))

                              المحطة الرابعة عشرة /
                              رواية الوصية المقدسة والإشكال الدلالي

                              قالوا: نسمع بعض أدعياء العلم يقولون إنّ رواية الوصية لا تصح دليلاً على صدق صاحب دعوة الحق اليمانية لوجود إشكالات دلالية عليها، منها: إنّ الوصية تذكر عدة أسماء لأمير المؤمنين (ع) ومنها المهدي ثم تقول: (فلا تصح هذه الأسماء لأحد غيرك)، والحال أننا نطلق على الإمام المهدي (ع) إنه المهدي !!
                              قلت: هذا المقطع الوارد ذكره في الوصية: (.. سمّاك الله تعالى في سمائه علياً المرتضى وأمير المؤمنين والصديق الأكبر والفاروق الأعظم والمأمون والمهدي فلا تصح هذه الأسماء لأحد غيرك)، وبقراءته يتضح:
                              أولاً: إنّ الوارد اختصاص الامام علي (ع) به هو عدة أسماء وليس اسماً واحداً، وعدم صحة الاطلاق على غيره (ع) إنما هو بالنسبة لتلك الأسماء المذكورة لا في واحد منها، كما أنّ التسمية كانت في السماء.
                              وثانياً: إنّ اسم (المهدي) معطوف على ما سبقه من أسماء والتي كان منها (الصديق الأكبر) و(الفاروق الأعظم)، وهو يعني أنّ هناك صديقاً وفاروقاً إلا أنّ أمير المؤمنين (ع) يختص بأنه الأكبر والأعظم من بينهم، وهو أمر معروف لدى أتباع الخلافة الالهية، فكل خليفة لله في زمانه صديق إلهي وفاروق لأهل زمانه بين الحق والباطل، ولكن الإمام علي (ع) لما كان سيد الأوصياء وأفضلهم وأشرفهم فإسم المهدي الذي يطلق عليه والحال هذه يتناسب مع كونه فاروقاً أعظم وصديقاً أكبر، و(المهدي) بهذا المعنى لا يشارك الإمام علياً (ع) فيه أحدٌ من ولده الأوصياء بما فيهم الحسن والحسين (ع) فضلاً عن الائمة من ولد الحسين (ع).

                              قالوا: ومن الاشكالات أيضاً: إنّ الوصية تُخبر أنّ لأول المهديين ثلاثة أسماء، ولكنها تذكر له أربعة أسماء، فقوله (ص) اسم كاسمي يعني محمد، والثاني عبد الله، والثالث أحمد، والرابع المهدي. وهذا يجعلها مضطربة المتن ويؤدي إلى سقوطها كما يقولون !!
                              قلت: هذا إشكال طرحه البعض وتبنّاه مركز الدراسات التخصصية التابع لمرجعية السيستاني، والأحرى بهم أن يقفلوا دكانهم الذي فتحوه لرد الدعوة اليمانية الحقة، والحقيقة إنّ اتهام الكتاب العاصم من الضلال بالاضطراب نتيجة ضعف ممليه (ص) بالحساب (وحاشاه) ما أراه إلى عبارة أخرى عن اتهامه بالهجر والهذيان (وحاشاه). وأما إجابة الإشكال فهي:
                              إما أن نقول: إنّ قوله (ص): (وهو عبد الله وأحمد) بيان وتوضيح لما قبله أي قوله (ص): (اسم كاسمي واسم أبي)، فابتدأ (ص) بذكر اسم أبيه (ع) أي (عبد الله) ثم عطف عليه اسمه أي (أحمد)، وأكيد أنّ النبي (ص) له عدة أسماء أوضح الله سبحانه في كتابه أن (أحمد) منها كما أنّ محمداً وطه منها، فلا أعرف كيف عدّوا الاسم الأول (محمد) مع أنّ التصريح ورد بأحمد ؟!!
                              أو نقول: إنّ (عبد الله) اسمٌ للنبي ولأبيه (ص) معاً، باعتبار أنه واحد من أسمائه أيضاً، قال (ص): (اسمي أحمد وأنا عبد الله اسمي إسرائيل، فما أمره فقد أمرني وما عناه فقد عنان) [تفسير العياشي: ج1 ص44].

                              قالوا: ومنها: إنّ رواية الوصية تذكر أنّ المهديين يكونون بعد الامام المهدي (ع)، (.. ثم يكون من بعده إثنا عشر مهدياً، فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه أول المقربين ..)، ومن ثمَّ فكيف احتج أحمد الحسن بالوصية، فهل مات الامام المهدي (ع) ؟!!
                              قلت: فعلاً أنّ المهديين (ع) وتحديداً المهدي الأول منهم (المتواجد في زمن الظهور المقدس) ابتدأ دوره بعد الامام المهدي (ع) الذي كانت إمامته سنة 260 ه كما هو معلوم، فهو (ع) لم يمت، والسيد أحمد الحسن يعرف نفسه للناس اليوم بأنه وصيه ورسول منه إليهم.
                              وأما إن كانوا يقصدون أنّ الوصي لا دور له تماماً إلا بعد موت الموصي، فهو أمر يكذبهم فيه القرآن الكريم وروايات الطاهرين (ع).
                              فهارون (ع) كان وصي موسى (ع) وخليفته ووزيره، قال تعالى: (.. وَقَالَ مُوسَى لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ) الأعراف: 142. وقال: (وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي) طه: 29 - 31.
                              وهارون (ع) مات قبل موسى (ع)، فلو لم يكن له دور أصلاً في زمان حياة الموصي فأين سيكون زمن وصايته وخلافته ووزارته له ؟!!
                              بلى، كان له دور في حياة أخيه، فكان حجة وطاعته واجبة أيضاً، ولهذا أرسله أخوه إلى أهل مصر قبل رجوعه لها، وصار هو المباشر لهم وهو يدعوهم إلى الله سبحانه، ولهذا قدّموا ذكره قبل موسى (ع)، قال تعالى: (فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آَمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى) طه: 70.
                              وأما الروايات، فهذا مثال منها:
                              عَنْ يَزِيدَ الْكُنَاسِيِّ قَالَ: (( سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ (ع) ... أكَانَ عَلِيٌّ (ع) حُجَّةً مِنَ اللَّه ورَسُولِه عَلَى هَذِه الأُمَّةِ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّه (ص) ؟ فَقَالَ: نَعَمْ يَوْمَ أَقَامَه لِلنَّاسِ ونَصَبَه عَلَماً ودَعَاهُمْ إِلَى وَلَايَتِه وأَمَرَهُمْ بِطَاعَتِه. قُلْتُ: وكَانَتْ طَاعَةُ عَلِيٍّ (ع) وَاجِبَةً عَلَى النَّاسِ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّه (ص) وبَعْدَ وَفَاتِه ؟ فَقَالَ: نَعَمْ ولَكِنَّه صَمَتَ فَلَمْ يَتَكَلَّمْ مَعَ رَسُولِ اللَّه (ص) وكَانَتِ الطَّاعَةُ لِرَسُولِ اللَّه (ص) عَلَى أُمَّتِه وعَلَى عَلِيٍّ (ع) فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّه (ص) وكَانَتِ الطَّاعَةُ مِنَ اللَّه ومِنْ رَسُولِه عَلَى النَّاسِ كُلِّهِمْ لِعَلِيٍّ (ع) بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّه (ص) وكَانَ عَلِيٌّ (ع) حَكِيماً عَالِماً )) الكافي: ج1 ص382.

                              قالوا: يبدو ان إشكالهم الأخير منطلق من الروايات التي تقول بعدم اجتماع حجتين في زمان واحد ؟
                              قلت: وهذا جهل آخر منهم بكتاب الله وسنة خلفائه، فكلاهما أكد اجتماع حجتين في زمن واحد، فهذا كتاب الله يحدثنا عن اجتماع ابراهيم ولوط (ع)، وموسى وهارون (ع)، ودواد وسليمان (ع)، في زمن واحد، وأما الروايات التي تؤكد عدم اجتماع حجتين في زمان واحد انما هو فيما لو كانا في مكان واحد وكلاهما كان ناطقاً (اي كانا في عرض واحد)، واما اذا كان احدهما محجوج بالآخر ولا ينطق إلا بأمره فاجتماعهما ليس فقط ممكنا بل أمر واقع وحاصل في دين الله إذ كان علي (ع) حجة وناطق على اهل المدينة في غيبة رسول الله (ص)، فحجيته ووجوب طاعته أمر واضح كما أشار له الحديث أعلاه. وحال السيد أحمد الحسن (ع) كذلك اليوم.


                              المصدر ::::: فيس بوك .. الصفحة الرسمية للشيخ علاء السالم
                              هل يصعب عليك أن تسجد ولا ترفع رأسك حتى تسمع جواب ربك لتنجو في الآخرة والدنيا ؟
                              وهل يصعب عليك أن تصوم ثلاثة أيام وتتضرع في لياليها إلى الله أن يجيبك ويعرفك الحق ؟

                              الامام احمد الحسن (ع) ـ كتاب الجواب المنير

                              Comment

                              Working...
                              X
                              😀
                              🥰
                              🤢
                              😎
                              😡
                              👍
                              👎