إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

جانب من خطبة صلاة الجمعة في سيدني استراليا بتاريخ 17 حمادي الاول 1434

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • from_au
    عضو نشيط
    • 29-08-2011
    • 131

    جانب من خطبة صلاة الجمعة في سيدني استراليا بتاريخ 17 حمادي الاول 1434

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد و آل محمد الائمة و المهديين و سلم تسليما كثيرا
    تطرقنا في الخطبة الأولى إلى تفسير سورة الرحمن كما جاء عن أهل البيت (ع) و ثم أهمية الولاية لأمير المؤمنين (ع)
    بسم الله الرحمن الرحيم
    و في حديث آخر عن الامام الصادق (ع): ((أما والله لو قرئ القرآن كما أٌنزل ألفيتمونا فيه مسمين, كما سمي من كان قبلنا))
    و قال (ع): ((نزل القرآن أربعة أرباع, ربع فينا, و ربع في عدونا, و ربع قصص و أمثال, و ربع قضايا و أحكام, و لنا أهل البيت فضائل القرآن))
    عن أبي عبد الله (ع)، قال: «سورة الرحمن نزلت فينا من أولها إلى آخرها»
    و كما جاء عن الامام أحمد الحسن (ع) في ذكر أهم الاعمال لتعجيل الفرج و ذكر منها قراءة القرآن و تفسيره الروائي ما جاء عن أهل البيت (ع).
    و من هنا أريد أن ألتفت إلى سورة الرحمن و ما جاء عن أهل البيت في تفسيرها,
    عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام)، في قوله تعالى: الرَّحْمنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ، قال (عليه السلام): «الله علم [محمدا] القرآن».
    قلت: خَلَقَ الْإِنْسانَ؟ قال: «ذلك أمير المؤمنين (ع)».
    قلت: عَلَّمَهُ الْبَيانَ؟ قال: «علمه تبيان كل شي‏ء يحتاج الناس إليه».
    قلت: الشَّمْسُ وَ الْقَمَرُ بِحُسْبانٍ، قال: «هما يعذبان». قلت: الشمس و القمر يعذبان؟ قال: «إن سألت عن شي‏ء فأتقنه، إن الشمس و القمر آيتان من آيات الله، يجريان بأمره، مطيعان له، ضوؤهما من نور عرشه، و جرمهما من جهنم، فإذا كانت القيامة عاد إلى العرش نورهما، و عاد إلى النار جرمهما، فلا يكون شمس و لا قمر، و إنما عنا هما لعنهما الله، أليس قد روى الناس: أن رسول الله (ص) قال: إن الشمس و القمر نوران [في النار]؟». قلت: بلى. قال: «و ما سمعت قول الناس: فلان و فلان شمسا هذه الأمة و نورهما؟ فهما في النار، و الله ما عنى غيرهما».
    قلت: وَ النَّجْمُ وَ الشَّجَرُ يَسْجُدانِ قال: «النجم: رسول الله (صلى الله عليه و آله)، و لقد سماه الله في غير موضع، فقال: وَ النَّجْمِ إِذا هَوى‏ ، و قال: وَ عَلاماتٍ وَ بِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ، [فالعلامات: الأوصياء، و النجم: رسول الله (صلى الله عليه و آله)»].
    قلت: يَسْجُدانِ؟ قال: «يعبدان».
    قلت: وَ السَّماءَ رَفَعَها وَ وَضَعَ الْمِيزانَ؟ قال: «السماء: رسول الله (صلى الله عليه و آله)، رفعه الله إليه، و الميزان: أمير المؤمنين (عليه السلام)، نصبه لخلقه».
    قلت: أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزانِ؟ قال: «لا تعصوا الإمام».
    قلت: وَ أَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ؟ قال: «أقيموا الإمام بالعدل».
    قلت: وَ لا تُخْسِرُوا الْمِيزانَ؟ قال: «لا تبخسوا الإمام حقه، و لا تظلموه».
    عن داود الرقي، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام)، [عن قول الله عز و جل‏] الشَّمْسُ وَ الْقَمَرُ بِحُسْبانٍ، قال: «يا داود، سألت عن أمر فاكتف بما يرد عليك، إن الشمس و القمر آيتان من آيات الله، يجريان بأمره، ثم إن الله ضرب ذلك مثلا لمن وثب علينا و هتك حرمتنا و ظلمنا حقنا، فقال: هما بحسبان، قال: هما في عذابي».
    قال: قلت: وَ النَّجْمُ وَ الشَّجَرُ يَسْجُدانِ؟ قال: «النجم: رسول الله (صلى الله عليه و آله) و الشجر: أمير المؤمنين و الأئمة (عليهم السلام) لم يعصوا الله طرفة عين».
    قال: قلت: وَ السَّماءَ رَفَعَها وَ وَضَعَ الْمِيزانَ؟ قال: «السماء: رسول الله (صلى الله عليه و آله)، قبضه الله ثم رفعه إليه وَ وَضَعَ الْمِيزانَ و الميزان: أمير المؤمنين (عليه السلام)، و نصبه لهم من بعده».
    قلت: أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزانِ؟ قال: «لا تطغوا في الامام بالعصيان و الخلاف».
    قلت: وَ أَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَ لا تُخْسِرُوا الْمِيزانَ؟ قال: «أطيعوا الإمام بالعدل، و لا تبخسوه في حقه»
    و قوله تعالى: فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ، أي بأي، نعمتي تكذبان بمحمد أم بعلي؟ فبهما أنعمت على العباد».
    و في تفسير هذه الآية قال الامام احمد الحسن (ع):
    أمّا قوله تعالى: ﴿فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾ آلاؤه سبحانه، أي نعمه الكبرى الظاهرة البيّنة، ولا توجد نعمة أعظم من تجليه للخلق بالذات الإلهية (الله) ليعرفوه، ومن ثم نعمته الكبرى بأن جعل باب الذات الإلهية (الرحمن الرحيم)، ولولا ذلك لما عرفوا، فهم لا يستحقون المعرفة إلاّ بالرحمة ﴿وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَداً وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ ومن ثم نعمته الكبرى في الخلق بمحمد وآل محمد ، وبهم عُرف الله وهم أربعة عشر قمراً هم: محمد وعلي وفاطمة والأئمة وأربعة عشر هلالاً في المهديين، فهذه آلاؤه سبحانه في التوحيد ومعرفته سبحانه إحدى وثلاثون وكذا هذه الآية: ﴿فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾ تكرّرت إحدى وثلاثين مرّة، والمسؤلون هم الإنس والجن، فهم المكلفون بتصديق خلفاء الله سبحانه لا تكذيبهم.

    قال أبو جعفر (عليه السلام) في قوله تعالى:وَ وَصَّى بِها إِبْراهِيمُ بَنِيهِ وَ يَعْقُوبُ يا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى‏ لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ قال: بولاية علي (عليه السلام)
    و عن عبد الرحمن بن كثير الهاشمي- مولى أبي جعفر-، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، في قول الله:صِبْغَةَ اللَّهِ وَ مَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً قال: «الصبغة أمير المؤمنين (عليه السلام) بالولاية في الميثاق»
    عن حبيب السجستاني، قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله: وَ إِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَ حِكْمَةٍ ثُمَّ جاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِما مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَ لَتَنْصُرُنَّهُ فكيف يؤمن موسى بعيسى (عليهما السلام) و ينصره و لم يدركه؟ و كيف يؤمن عيسى بمحمد (عليهما السلام) و ينصره و لم يدركه؟
    فقال: «يا حبيب، إن القرآن قد طرح منه آي كثيرة، و لم يزد فيه إلا حروف أخطأت بها الكتبة «1»، و توهمتها الرجال، و هذا وهم، فاقرأها: «وَ إِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ- امم- النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَ حِكْمَةٍ ثُمَّ جاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِما مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَ لَتَنْصُرُنَّهُ هكذا أنزلها- يا حبيب- فو الله ما وفت امة من الأمم التي كانت قبل موسى (ع) بما أخذ الله عليها من الميثاق لكل نبي بعثه الله بعد نبيها، و لقد كذبت الامة التي جاءها موسى (ع)، لما جاءها موسى (ع)، و لم يؤمنوا به و لا نصروه إلا القليل منهم، و لقد كذبت امة عيسى (ع) بمحمد (ص) و لم يؤمنوا به و لا نصروه لما جاء إلا القليل منهم.
    و لقد جحدت هذه الأمة بما أخذ عليها رسول الله (ص) من الميثاق لعلي بن أبي طالب (عليه السلام)، يوم أقامه للناس و نصبه لهم، و دعاهم إلى ولايته و طاعته في حياته، و أشهدهم بذلك على أنفسهم، فأي ميثاق أوكد من قول رسول الله (ص) في علي بن أبي طالب (ع)؟! فو الله ما وفوا، بل جحدوا و كذبوا».
    عن زرارة، قال: قلت لأبي جعفر (ع): أ رأيت حين أخذ الله الميثاق على الذر في صلب آدم (ع)، فعرضهم على نفسه، كانت معاينة منهم له؟
    قال: «نعم، يا زرارة، و هم ذر بين يديه، و أخذ عليهم بذلك الميثاق بالربوبية له، و لمحمد (ص) بالنبوة، ثم كفل لهم بالأرزاق و أنساهم رؤيته، و أثبت في قلوبهم معرفته، فلا بد من أن يخرج الله إلى الدنيا كل من أخذ عليه الميثاق، فمن جحد ما أخذ عليه [من‏] الميثاق لمحمد (ص) لم ينفعه إقراره لربه بالميثاق، و من لم يجحد ميثاق محمد نفعه الميثاق لربه».
    عن فيض بن أبي شيبة، قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول، و تلا هذه الآية: وَ إِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَ حِكْمَةٍ إلى آخر الآية. قال: ((لتؤمنن برسول الله (ص)، و لتنصرن أمير المؤمنين (ع).
    قلت: و لتنصرن أمير المؤمنين؟! قال: «نعم، من آدم فهلم جرا، و لا يبعث الله نبيا و لا رسولا إلا رد إلى الدنيا حتى يقاتل بين يدي أمير المؤمنين (ع).
    نرى مدى أهمية ولاية الامام علي (ع) بل أوجب الله طاعته و الاقرار بولايته حتى على الانبياء (ع), و نحن كشيعة نؤمن بالائمة الاثني عشر (ع) هل سنكتفي بإيماننا هذا و لا ننتبه إلى أنفسنا و ما يحدث في العالم, و إمام زماننا على ألابواب؟ و نجد بأن الكثير من علامات الظهور قد تحققت و هل منا من يسأل نفسه أين إمام زماني الذي أوجب الله علي طاعته, هل منا من فكر أن يبحث عن إمامه؟
    قال الإمام الصادق (ع): (( المنكر لآخرنا كالمنكر لأولنا)), فإذا تركنا الإمام المهدي (ع) – والعياذ بالله- لا ينفعنا حبنا لاميرالمؤمنين (ع) لان نجد على طول الخط من وقفوا على بعض الائمة, مثلا الزيدية وقفوا على زيد بن علي (ع) و هل نفعهم حبهم لاميرالمؤمنين؟ و الاسماعيلية وقفوا على إسماعيل بن الامام الصادق (ع) و الواقفية و هم علماء الشيعة وقفوا على الامام الكاظم (ع) و قد لعنهم الامام الرضا (ع) اذا ماذا ينفع الناس ممن يدعون أنهم يحبون الامام علي (ع) و هم محاربين لولده الامام المهدي (ع)؟
    عن أبي جعفر (ع) أنه قال: (( لتمحصن يا شيعة آل محمد تمحيص الكحل في العين, و إن صاحب العين يدري متى يقع الكحل في عينه و لا يعلم متى يخرج منها, و كذلك يصبح الرجل على شريعة من أمرنا و يمسي و قد خرج منها, و يمسي على شريعة من أمرنا و يصبح و قد خرج منها)) الغيبة للنعماني ص 207
    عن أبي بصير, عن أبي عبدالله (ع) أنه قال: (( مع القائم (ع) من العرب شيء يسير, فقيل له: إن من يصف هذا الأمر منهم لكثير, قال: لابد للناس من أن يمحصوا و يميزوا و يغربلوا و سيخرج من الغربال خلق كثير)) الغيبة للنعماني ص204
    عن الإمام الباقر (ع) ، إنه قال: (( إن حديثكم هذا لتشمئز منه قلوب الرجال ، فانبذوه إليهم نبذاً ، فمن أقرّ به فزيدوه ، ومن أنكر فذروه ، إنه لابد من أن تكون فتنة يسقط فيها كل بطانة و وليجة حتى يسقط فيها من يشق الشعرة بشعرتين ، حتى لا يبقى إلا نحن وشيعتنا)) الغيبة للنعماني ص210
    عن أمير المؤمنين ( صلوات الله عليه ) يقول لرأس اليهود : على كم افترقتم ؟ فقال : على كذا وكذا فرقة . فقال علي (ع) . كذبت يا أخا اليهود : ثم أقبل على الناس فقال : والله لو ثنيت لي الوسادة لقضيت بين أهل التوراة بتوراتهم ، وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم ، وبين أهل الزبور بزبورهم ، وبين أهل القرآن بقرآنهم .
    أيها الناس ، افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة ، سبعون منها في النار ، وواحدة ناجية في الجنة ، وهي التي اتبعت يوشع بن نون وصي موسى (ع) ! وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة ، إحدى وسبعين في النار ، وواحدة في الجنة ، وهي التي اتبعت شمعون وصي عيسى (ع) وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة ، اثنتان وسبعون فرقة في النار ، وفرقة في الجنة ، وهي التي اتبعت وصي محمد (ص) ، وضرب بيده على صدره ثم قال امير المؤمنين: ثلاث عشرة فرقة من الثلاث والسبعين كلها تنتحل مودتي وحبي ، واحدة منها في الجنة وهم النمط الأوسط ، واثنتا عشرة في النار ) الأمالي- الشيخ الطوسي ص524
    ورد عن النبي (ص) انه قال: (ستفترق هذه الأمة على ثلاث و سبعين فرقة كلها هالكة إلا واحدة و تفترق الواحدة إلى اثنتي عشرة فرقة كلها هالكة إلا واحدة) الصراط المستقيم ج2 ص101
    فعلينا أن نتمسك بالثقلين كما أمرنا رسول الله (ص) لان الثقلين هم السبيل الوحيد لمن آراد النجاة في الدنيا و الآخرة, نسأل الله سبحانه و تعالى أن يجعلنا من المتمسكين بالثقلين في الدنيا و الآخرة أنه سميع مجيب.


    و في الخطبة الثانية تظرقنا الى درس الاخلاق الذي كتبه السيد الطاهر حسن الحمامي حفظه الله
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمدلله ربّ العالمين و صلّى الله على محمدٍ و آله الطيبين الطاهرين الائمة و المهديين و سلم تسليماً كثيرا.
    الحمد لله مالك الملك، مجري الفلك مسخر الرياح، فالق الإصباح، ديان الدين، رب العالمين، الحمد لله الذي من خشيته ترعد السماء وسكانها وترجف الأرض وعمارها، وتموج البحار ومن يسبح في غمراتها.
    اللهم صل على محمد وآل محمد، الفلك الجارية في اللجج الغامرة، يأمن من ركبها، ويغرق من تركها، المتقدم لهم مارق، والمتأخر عنهم زاهق، واللازم لهم لاحق.
    اعوذ بالله من شر نفسي ان النفس لأمارة بالسوء الا ما رحم ربي
    و اعوذ بالله من الشيطان الرجيم الذي يزيدني ذنباً الى ذنبي
    و اعوذ بالله من شر كل دابة ربي آخذ بناصيتها ان ربي على صراط مستقيم ربي أشرح لي صدري و يسر لي أمري و أحلل عقدة من لساني يفقهو قولي اللهم اخرجنا من ظلمات الوهم و اكرمنا بنور العلم و الفهم و افتح لنا ابواب خزائن رحمتك و مغفرتك و اغلق عنا ابواب عذابك و سخطك و زدنا من علوم حجتك و خليفتك اليماني الموعود احمد الحسن (ع)*وصي و رسول ألإمام ألمهدي إلى ألناس كافة* و وفقنا للعمل بين يديه مخلصين غير مقصرين و لا خاذلين و لا تستبدل بنا غيرنا فإن أستبدالك بنا غيرنا عليك يسير و علينا كثير و كبير اعوذ بالله من سوء المطلع و من مقطعات النيران أخي ألطاهر ألناصر:أن المقصد الأعلى والغرض الأسمى في علم الاخلاق هو: السعي في إصلاح القلب وإكماله ، وتطهيره وتزكيته عن ذمائم الصفات ، وتزيينه وتحليته لفضائل السجايا وفواضل الملكات ، ليستعد على الاستفاضة من إنارة الألطاف الرحمانية وإضافة المعارف الالهية من حضرة ذي الجلال. فبالقلب شرف الإنسان وبه فضيلته على كثير من الخلق ، وبه ينال معرفة ربه التي هي في الدنيا شرفه وجماله ، وفي الآخرة مقامه وكماله. فالقلب هو العالم بالله ، والعامل لله ، والساعي إلى الله ، والمتقرب إلى جوار الله ، والجوارح أتباع وخدم يستعملها استعمال الملك للعبيد والصانع للآلة. والقلب هو المقبول عند الله تعالى إذا سلم من الآفات ، والمحجوب عن الله تعالى إذا استغرق في الشهوات, وهو الذي يفلح الإنسان إذا زكاه, ويخيب ويشقى إذا دساه, وهو المطيع لله على الحقيقة والمشرق على الجوارح أنواره وهو العاصي في الواقع والظاهر على الأعضاء آثاره وباستنارته وظلمته تظهر محاسن الظن ومساويه ، إذاً كل إناء يترشح بما فيه.
    وهو الذي إذا عرفه الإنسان فقد عرف نفسه ، وإذا عرف نفسه فقد عرف ربه ، وإذا جهله جهل نفسه ، واذا جهل نفسه فقد جهل ربه. وألقلب :هو الذي جهله أكثر الناس وغفلوا عن عرفانه ، وحيل بينهم وبينه بمعاصيهم والحائل هو الله ، فإن ألله سبحانه يحول بين المرء وقلبه ، وينسى الإنسان نفسه ويضله ولا يهديه. ولا يوفقه لمشاهدته ومراقبته ومعرفة صفاته ، فمعرفة القلب وأحواله وأوصافه أصل الأخلاق وأساس طريق الكمال , و قد سئل ألإمام أحمد ألحسن (عليه و آله ألصلاة و ألسلام ) عن سر قميص يو سف ألصديق ( على نبينا و آله و عليه ألصلاة و ألسلام و أنقل لكم ألسؤال و جوابه : . ((فما سرّ هذا القميص حتى أصبح موضعاً لتجلي الفيض الإلهي وآيات الله سبحانه وتعو من كلمات ألإمام أحمد ألحسن (ع) بخصوص ألقلب : ((قلب الإنسان بين إصبعين من أصابع الرحمن ؛ الشيطان إصبع والملك إصبع، أو الظلمة إصبع والنور إصبع، أو الجهل إصبع والعقل إصبع.
    والقلب بين هذين الإصبعين ، فجهاد النفس هو السعي مع الملك والنور والعقل إلى الله، ونبذ الشيطان والظلمة والجهل)). ذكر القلب كثيراً، قال تعالى: ﴿وَيُشْهِدُ الى؟
    فكان جواب ألإمام أحمد ألحسن (ع) : الحق، إنه قميص لامس ذاك القلب النقي الطاهر الملائكي الملكوتي، قلب يوسف (ع) الذي تلقى كلمات الله بالرؤيا الصادقة، وكان يوسف (ع) صبياً صغيراً، وآمن هذا القلب الطاهر بكلمات الله ولم يكفرها.)) , فلاحظ كلمات ألمعصوم أحمد (ع) و تعلق ألأمر بألقلب , فألقلب ألنقي ألطاهر ألملكوتي يتلقى كلمات ألله و لا يكفر بها , و من كلام مولانا أمير ألمؤمنين علي أبن أبي طالب (ع) و يذكر بها قلب ألمخالف ألمعادي لكلمات ألله و أوصيائه (ع) و يقول سيدنا (ع) : يقول أمير المؤمنين (ع) في إحدى خطبه: (وآخر قد تسمى عالماً وليس به. فاقتبس جهائل من جهال، وأضاليل من ضلال. ونصب للناس شركا من حبائل غرور وقول زور. قد حمل الكتاب على آرائه. وعطف الحق على أهوائه يؤمن من العظائم ويهون كبير الجرائم. يقول أقف عند الشبهات وفيها وقع. واعتزل البدع وبينها اضطجع. فالصورة صورة إنسان. والقلب قلب حيوان. لا يعرف باب الهدى فيتبعه. ولا باب العمى فيصد عنه. فذلك ميت الأحياء فأين تذهبون) نهج البلاغة بشرح محمد عبده:ج1 ص153. (فالصورة صورة إنسان. والقلب قلب حيوان) هكذا وصف سيدنا ألإمام علي (ع) قلب ألمخالف , و هي منطبقة على فقهاء آخر ألزمان ألذين لم يعرفوا باب ألهدى فلم يتبعوه , و لم يعرفوا باب ألعمى فوقعوا فيه و لم يصدوا عنه ,فعلينا أن نطهر قلوبنا و لا نجعل في قلوبنا إلا الله سبحانه و نسعى للرقي الذي جاء من أجله الأنبياء و الأوصياء (ع) و أن يصبح كل واحد منا وجه الله في أرضه, و نسأل الله أن يوفقنا و يسددنا لذلك أنه سميع مجيب و الحمد لله رب العالمين و صلى الله على محمد و آل محمد ألأئمة و ألمهديين و سلم تسليماً كثيراً كثيراً كثيرا
    خادمكم ابوفاطمة

  • احمد حجة الله
    السيد حسن الحمامي
    • 21-09-2010
    • 91

    #2
    رد: جانب من خطبة صلاة الجمعة في سيدني استراليا بتاريخ 17 حمادي الاول 1434

    بسم الله ألرحمن الرحيم و ألحمد لله رب ألعالمين و صلى ألله على سيدنا و نبينا محمد و آل محمد ألأئمة و ألمهديين و سلم تسليماً كثيراً في ألأولين و ألآخرين أجزل الله ثوابكم و جعلكم من العلماء العاملين و أنتم في بلد الغربة و إن لم يكن عند ألناصر أي غربة و هو عامل بين يدي ألله سبحانه فلا يستوحش و عنده ألله سبحانه و إنه أقرب إليه من حبل الوريد جمعكم ألله تعالى تحت سقف رعايته و تحت قبة وليه و حجته أمير ألمؤمنين علي أبن أبي طالب ( عليه و آله ألصلاة و ألسلام ) , في عاصمة ألمهدي (ع) و بينكم إلإمام أحمد ألحسن ( عليه و آله ألصلاة و ألسلام ) يؤذن بأذان ألمهديين (ع) و ألعالم كله يرى و يسمع إمام زمانه يحكم دولة ألعدل ألالهي ألكبرى إن شاء ألله تعالى أخوكم و خادمكم ( ألسيد حسن ) أذكرونا بالدعاء يذكركم الله تعالى برحمته
    [frame="3 98"]
    [/frame]

    Comment

    Working...
    X
    😀
    🥰
    🤢
    😎
    😡
    👍
    👎