إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

جانب من خطبة الجمعة في حسينية الكاظمية المقدسة بتاريخ 9جمادي الاولى سنة 1434هجري قمري

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • شيخ نعيم الشمري
    عضو جديد
    • 05-03-2013
    • 94

    جانب من خطبة الجمعة في حسينية الكاظمية المقدسة بتاريخ 9جمادي الاولى سنة 1434هجري قمري

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين اللهم صلي على محمد وال محمد الائمه والمهديين وسلم تسليما
    رب اشرح لي صدري ويسر لي امري واحلل عقدة من لساني يفقه قولي اللهم افض علينا من فضلك وانشر علينا من خزائن علومك رب علمنا فانا لا علم لنا الا ما علمتنا واجري اللهم على السنتنا ما يرضيك ولا تؤاخذنا بما نقول ولم نعمل به بل وفقنا للعمل به والنيل لمرضاتك انك حميد مجيد
    من هم المنتظرون على مر العصور
    المنتظرون هم من كلفهم الله تبارك وتعالى من انس وجن بطاعة حجج الله وخلفائه سوا كانوا اؤلئك الحجج انبياء اورسول او ائمة وهم من فرض الله تبارك وتعالى طاعتهم بل قرن طاعته سبحانه بطاعتهم
    وسموا بالمنتظرين لانهم ينتظرون حجة من حجج الله قد بشر به من سبقه من خلفاء الله مثال ادم ع بشر بنوح القائم ع وابراهيم ع ومن جاء بعده بشروا بيوسف ع ويوسف ع بشر بموسى وموسى ع بشر بعيسى ع وعيسى ع بشر بمحمد ص
    (وَإِذْقَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَابَنِي إِسْرَائِيلَ انِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَابَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًابِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّاجَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُواهَذَاسِحْرٌمُبِينٌ) (6) سورة الصف


    العلة من خلق الانسان
    وجاء في الحديث القدسي :
    «كُنت ُ كنزاً مخفيّاً، فاردت ُ أن أُعْرَف َفخلقت ُ الخلق َ لكي أُعَرف َ».

    عن الباقر(ع) قال:- إن الله لما أخرج ذرية آدم عليه السلام من ظهره ليأخذ عليهم الميثاق بالربوبية له وبالنبوة لكل نبي كان أول من أخذ عليهم الميثاق بالنبوة نبوة محمد بن عبدالله صلى الله عليه واله،
    ثم قال الله تعالى لآدم عليه السلام: انظر ماذا ترى،
    قال: فنظر آدم إلى ذريته وهم ذر قد ملؤوا السماء، فقال آدم: يارب ما أكثر ذريتي ولامر ما خلقتهم فما تريد منهم بأخذ الميثاق عليهم؟
    قال الله تعالى: يعبدونني ولا يشركون بي شيئا ويؤمنون برسلي ويتبعونهم،

    قال آدم: يا رب مالي أرى بعض الذر أعظم من بعض وبعضهم له نور كثير وبعضهم له نور قليل وبعضهم ليس له نور؟
    قال الله عزوجل: كذلك خلقتهم لابلوهم في كل حالاتهم،
    قال آدم: يارب فتأذن لي في الكلام فأتكلم؟ قال جل جلاله له: تكلم فإن روحك من روحي

    وطبيعتك من خلاف كينونتي، قال آدم: يارب فلو كنت خلقتهم على مثال واحد وأعمار واحدة وأرزاق سوي لم يبغ بعضهم على بعض ولم يكن بينهم تحاسد ولا تباغض ولا اختلاف في شئ من الاشياء،
    فقال الله: ياآدم بوحيي نطقت ولضعف طبعك تكلفت مالاعلم لك به وأنا الله الخالق العليم، بعلمي خالفت بين خلقهم وبمشيتي يمضي فيهم أمري،


    و خلقت الجنة لمن عبدني وأطاعني منهم واتبع رسلي ولا ابالي وخلقت النار لمن عصاني .....تفصيل
    ولم يتبع رسلي ولا ابالي وخلقتك وخلقت ذريتك من غير فاقة بي إليك وإليهم، وإنما خلقتك وخلقتهم لابلوك وأبلوهم أيكم أحسن عملا في دار الدنيا في حياتكم وقبل مماتكم، و كذلك خلقت الدنيا والآخرة والحياة والموت والطاعة والمعصية والجنة والنار و كذلك أردت في تقديري وتدبيري، وبعلمي النافذ فيهم خالفت بين صورهم وأجسامهم و أعمارهم وأرزاقهم وطاعتهم ومعصيتهم فجعلت منهم السعيد والشقي والبصير والاعمى و القصير والطويل

    والجميل والقبيح والعالم والجاهل والغني والفقير والمطيع والعاصي والصحيح والسقيم ومن به الزمانة ومن لا علة به فينظر الصحيح إلى ذوي العاهة فيحمدني على ما عافيته، وينظر الذي به العاهة إلى الصحيح فيدعوني ويسألني العافية أو يصبر على بلائي فآتيته جزيل عطائي
    ، وينظر الغني إلى الفقير فيحمدني ويشكرني، وينظر الفقير إلى الغني فيدعوني ويسألني، وينظر المؤمن إلى الكافر فيحمدني على ما هديته فلذلك خلقتهم

    لابلوهم في السراء والضراء وفيما عافيتهم وفيما ابتليتهم وفيما أعطيتهم وفيما منعتهم وأنا الله الملك القادر ولي أن أمضي جميع ما قدرت على ما دبرت، ولي أن أغير من ذلك ما شئت إلى ما شئت وأقدم من ذلك ما أخرت واؤخرمن ذلك ما قدمت،
    وأنا الله الفعال لما اريد لا اسأل عما أفعل وأنا أسأل خلقي عما هم فاعلون. البحار ج 3 ص 62 الاختصاص ص233

    تبين لنا من الحديث ان الله لم يخلق الخلق عبثا وحاشاه كما يزعم البعض قال تعالى
    (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَاخَلَقْنَاكُمْ عَبَثاًوَأَنَّكُمْ إِلَيْنَالَاتُرْجَعُونَ)(115)
    بل ان الله خلق الخلق لمعرفته سبحانه وكيف تكون المعرفة هل المعرفة وتمام المعرفة هي ان المكلف يعلم ان له خالقا فحسب ام عليه ان يعلم ان الخالق خلقه لغاية وهدفا ساما يريد من عبده الوصول اليه وهو المعرفة النورانية لا المعرفة الظاهرية التي لا تجلب لصاحبها نفعا ولا تدفع عنه ضرا وبما ان الانسان محجوب بهذه العالم الجسماني والغاية هي معرفة الله
    والله غيب مطلق لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار اذا علينا اولا معرفة الله ومن ثم معرفة من اختارهم الله واصطفاهم وجعلهم ادلاء عليه فالسؤال كيف يستطيع المكلف معرفة الله سبحانه وتعالى ليصل الى
    عن منصور ابن حازم قال: قلت لابي عبدالله عليه السلام: إن الله أجل وأكرم من أن يعرف بخلقه، بل الخلق يعرفون بالله، قال: صدقت، قلت: إن من عرف أن له ربا، فينبغي لهأن يعرف أن لذلك الرب رضا وسخطا وأنه لا يعرف رضاه وسخطه إلا بوحي أو رسول، فمن لم يأته الوحي فقد ينبغي له أن يطلب الرسل فإذا لقيهم عرف أنهم الحجة وأن لهم الطاعة المفترضة. اصول الكافي ج1 ص 169

    واليوم لو سالت البعض لماذا خلقكم الله منهم من يقول خلقنا لعمارة الارض فنقول وهل الله فلاح او تاجر حتى يخلقكم لتعمروا ارضه وهل الله محتاج لكم حتى تعمروا ارضه

    اما القسم الاخر فيقولون ان الله خلقنا لنعبده ولوا سالتهم كيف تعبدونه يقولون نصلي ونصوم ونحج البيت ونؤدي ما فرض الله علينا وننتهي بنواهيه
    فنقول كيف عرفتم الصلاة والصيام والحج والزكاة الى اخره من العبادات هل خاطبكم الله هل اوحى لكم ام عرفتم ذلك
    عن طريق حججه وخلفائه وكيف عرفتم ما يغضب الله من اعمال اليس عن طريقهم ع اذا معرفة الله تكمن بمعرفة خلفاء الله في ارضه
    والذي لا يعرف خلفاء الله لا تنفعه عبادته ولو جاء بعبادة الثقلين لان الله تبارك وتعالى غني عن العالمين بل كل ما يؤديه المكلف من عبادات هي بحول الله وقوته ومن نعمة الله عليكم جريان ذكره على السنتكم بالاضافة الى ذلك على المكلف ان لا ينسى ان الله لا ينظر الى صوركم واعمالكم
    بل ينظر الى قلوبكم

    وقال (ص): (إن الله لا ينظر إلى صوركم وأعمالكم وإنما ينظر إلى قلوبكم ونياتكم) مكارم الاخلاق

    وقال رسول الله (ص): -كم من صائم ليس له من صيامه إلا الظمأ. - كم من قائم ليس له من قيامه إلا العناء. والله لنوم على يقين أفضل من عبادة أهل الارض من المغترين.) خصائص الائمةص87

    قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ): رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش، ورب قائم حظه من قيامه السهر).وسائل الشيعةص10

    هذا ما ورد في الصيام والقيام اما ما ورد عنهم (ع) في الحج
    قال الامام زين العابدين(ع) والله ما حجيت الا انا وبغلتي وعلي بن يقطين وللعلم علي ابن يقطين لم ياتي الى الحج لكنه حاج بيت الله الحقيقي
    :
    قال : أبو بصير للباقر - عليه السلام -
    ما أكثر الحجيج وأعظم الضجيج قال : بل ما أكثر الضجيج وأقل الحجيج ، أتحب أن تعلم صدق ما أقوله وتراه عيانا ؟ فمسح يده على عينيه ودعا بدعوات فعاد بصيرا قال انظر يا أبا بصير إلى
    الحجيج .قال : فنظرت فإذا اكثر الناس قردة وخنازير والمؤمن بينهم
    كالكوكب اللامع في الظلماء ، فقال أبو بصير : صدقت يا مولاي ما أقل الحجيج وأكثر الضجيج ،
    . مدينة المعاجز ج5-ص36 سفينة البحار ، ج2، ص71 . إثبات الهداة ج5 ، ص39 .

    (وَمَاكَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَالْبَيْتِ إِلَّامُكَاءًوَتَصْدِيَةً فَذُوقُواالْعَذَابَ بِمَاكُنْتُمْ تَكْفُرُونَ) (35) الأنفال

    اذا المعرفة هي معرفة حجج الله فهم من يعلم الناس وهم من يزكي اعمال الناس
    (هُوَالَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًامِنْهُمْ يَتْلُوعَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوامِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ)(2) الجمعة

    ومن مات ولم يعرف امام زمانه فميتته جاهليه وان كان عارفا بمن سبقه من خلفاء الله

    - عن زرارة قال: قلت لابي جعفر عليه السلام: أخبرني عن معرفة الامام منكم واجبة علىجميع الخلق؟ فقال: إن الله عزوجل بعث محمدا صلى الله عليه وآله إلى الناس أجمعين رسولا و حجة لله على جميع خلقه في أرضه، فمن آمن بالله وبمحمد رسول الله واتبعه وصدقه فإن معرفة الامام منا واجبة عليه، ومن لم يؤمن بالله وبرسوله ولم يتبعه ولم يصدقه ويعرف حقهما فكيف يجب عليه معرفة الامام وهو لا يؤمن بالله ورسوله ويعرف حقهما! قال: قلت: فما تقول فيمن يؤمن بالله ورسوله ويصدق رسوله في جميع ما أنزل الله، يجب على اولئك حق معرفتكم؟ قال: نعم).اصول الكافي ج1 ص 181

    عن الصادق u قال: (خرج الحسين بن علي عليهما السلام على أصحابه فقال: أيها الناس إن الله جل ذكره ما خلق العباد إلا ليعرفوه فإذا عرفوه عبدوه وإذا عبدوه استغنوا بعبادته عن عبادة من سواه، فقال له رجل: يا بن رسول الله بأبي أنت وأمي فما معرفة الله؟ قال: معرفة أهل كل زمان إمامهم الذي تجب عليهم طاعته) علل الشرائع: ج1 ص9.

    اذامعرفة امام الزمان واجبة على العارف بسبب وجوده في هذا العالم الجسماني وهو يعلم ان الدنيا دار ممر والاخرة دار مقر وهو يعلم ان الخلق مصيرهم الرجوع الى بارئهم ومصورهم
    ﴿إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ(،-البقرة: 156.



    لاشك أنّ المقصودبالمعرفةهناليس معرفةالعلوم البشرية كالفيزياء والكيمياء والأحياءوعلوم اللغة والمنطق والفلسفة ونحوذلك،بل ا لمقصود معرفة الله سبحانه ومايرتبط به. ولايكادينقطع السؤال رغم التعرف على غاية الخلقة،إذ: كيف يتمكن الإنسان من تحقيق غاية خلقته ويعرف ربه سبحانه؟
    قالالإمامالصادقعليهالسلامجواباًعنذلك: (.. نحن حجة الله في عباده،وشهداؤه على خلقه،وأمناؤه على وحيه،وخزانه على علمه،ووجهه الذي يؤتي منه،وعينه في بريته ولسانه الناطق وقلبه الواعي وبابه الذي يدل عليه،ونحن العاملون بأمره،والداعون إلى سبيله،بناعُرف الله،وبناعُبدالله،نحن الأدلاءعلى الله،ولولاناماعُبدالله)التوحيدللصدوق: ص152.

    (.. فكيف يوحدمن زعم أنه عرفه بغيره،إنماعرف الله من عرفه بالله،فمن لم يعرفه به فليس يعرفه،إنمايعرف غيره ... فمن زعم أنه يؤمن بمالايعرف فهوضال عن المعرفة،لايدرك مخلوق شيئاًإلابالله،ولاتدرك معرفة الله إلابالله ..)التوحيدللصدوق: ص143.
    +

    أي لا يُعرف الله الا بخليفته وحجته في أرضه ولا يكون ذلك الا بالرجوع المطلوب والمرضي عند خالقه سبحانهالىولي الله وخليفته في أرضه في سفر الإنسان نحو الآخرة، وكأنه قد خلق وانزل إلى هذه الأرض ليبحث عن ضالة خلق لأجلها، وإلا التيه والضياع وخسران الدنيا والآخرة، وكيف لا يوصف بذلك من لم يظفر بضالته التي خلق لأجلها ويحقق هدف وجوده ومجيئه، فبأي شيء يعود وقد ضيع غايته وبات أعمى يترنح بين ظلمات الهوى والدنيا والشيطان، ويا لها من خسارة كبرى إن كانت غايته هي الله سبحانه ومعرفته، وبماذا يوصف الراجع من دونها إلا مضيعاً لربه الكريم الذي خلقه فسوّاه ، وماذا وجد من فقدك حتى ولو رأى الخلق كلهم و أن معه الدنيا كلها ؟!
    سؤال اذا الانسان خلق لغاية وهدف

    نعم، خلق الإنسان لغاية وهدف وليس للعبث مجال في ساحته المقدسة تعالى الله سبحانه عن ذلك علواً كبيراً، قال تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ(،- الذاريات: 56.
    أي (ليعرفون كما جاء عنهم (ع)
    فقد ذكر الصدوق في كتاب علل الشرائع رواية عن الامام الحسين عليه السلام
    : ( خرج الحسين ع على أصحابه فقال : أيها الناس إن الله جل ذكره ما خلق الخلق الا ليعرفوه فاذا عرفوه عبدوه...).


    والمعرفة لاتكون الا بمعرفة خليفة الله في ارضه والاخذ عنه لان الشرط من الله جل ذكره فيما استعبد به خلقه أن يؤدوا جميع فرائضه بعلم ويقين وبصيرة، ليكون المؤدي لها محمودا عند ربه، مستوجبا لثوابه، وعظيم جزائه، لان الذي يؤدي بغير علم وبصيرة، لا يدري ما يؤدي، ولا يدري إلى من يؤدي

    وإذا كان جاهلا لم يكن على ثقة مما أدى، ولا مصدقا، لان المصدق لايكون مصدقا حتى يكون عارفا بما صدق به من غير شك ولا شبهة، لان الشاك لا يكون له من الرغبة والرهبة والخضوع والتقرب مثل ما يكون من العالم المستيقن، وقد قال الله عزوجل: "( إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) (الزخرف:86)
    فصارت الشهادة مقبولة لعلة العلم بالشهادة، ولولا العلم بالشهادة، لم تكن الشهادة مقبولة،فالذي يشهد ان لا اله الا الله وهو يتهم الله في عدله يكون ممن شهد زورا ومن يشهد ان محمد رسول الله وهو لا ياخذ بقوله (ص) وناكر لوصاياه ومشكك بما ورد عن اوصيائه لا يكون عارفا بشئ




    السؤال
    هل يستطيع المخلوق أن يتعرف على خالقه سبحانه بنفسه ؟ لاسيما
    والمعرفة - حالها حال أي شيء يحدث في عالم الخلق كله - من الله سبحانه،
    فعن محمد بن حكيم قال: قلت لأبي عبد الله : المعرفة من صنع من هي ؟ قال: (من صنع الله، ليس للعباد فيها صنع) - الكافي: ج1 ص163، باب البيان والتعريف ولزوم الحجة:ح2.

    فليسأل كل منا ربه الكريم الذي خلقه: الهي كيف لي أن أعرفك ؟ وأعني بسؤال الله سبحانه واستماع إجابته ما يشمل إجابة حججه وخلفائه في أرضه فإنهم جميعاً لا ينطقون عن الهوى ، ولذا صار قبول قولهم ع وطاعتهم طاعة الله ورد قولهم - والعياذ بالله - رد على الله سبحانه.
    وقد شاء سبحانه ومشيئته كائنة أن تتم معرفته عن طريق حجته وخليفته في أرضه باعتباره مثله الأعلى في خلقه، وبمثابة المرآة التي تعكس صفات الكمال والجلال للخالق إلى المخلوق، فيكون المستخلَف مثالاً لمن استخلفه ووجهاً يقابل به خلقه ومعرفته .
    عن موسى بن عبد الله النخعي، إنه قال للإمام الهادي : علمني يا ابن رسول الله قولاً بليغاً كاملاً إذا زرت واحداً منكم، فقال: (إذا صرت إلى الباب فقف .. وقل: ... السلام على محالّ معرفة الله ومساكن بركة الله ومعادن حكمة الله وحفظة سرّ الله .. السلام على الدعاة إلى الله والأدلاء على مرضاة الله ... من أراد الله بدأ بكم ومن وحّده قبل عنكم ومن قصده توجه بكم).- مقاطع من الزيارة الجامعة، انظر: عيون أخبار الرضا : ج2 ص272.

    فمن أراد معرفة الله إذن بدأ بمعرفة حججه وخلفائه ليعرّفوه بخالقه ويدلّوه على مرضاته، ومن هنا يتضح لنا بعض معاني ما جاء في كلام الطاهرين ع التي تذكر أن لا بقاء للأرض وأهلها بلا حجة.
    عن محمد بن الفضيل، عن أبي الحسن الرضا ، قال: (قلت له: أتبقى الأرض بغير إمام؟ قال: لا، قلت: فإنّا نروي عن أبي عبد الله أنها لا تبقى بغير إمام إلا أن يسخط الله تعالى على أهل الأرض أو على العباد، فقال: لا، لا تبقى إذاً لساخت) 2-الكافي: ج1 ص179، باب لا تخلو الأرض من حجة: ح11.



    ليس فقط أن الله سبحانه يسخط على أهل الأرض لخلوها من خليفته وحجته، بل لا وجود لها ولهم أصلاً بلا حجته؛ إذ لا يفعل الله سبحانه السفه وحاشاه، بل هو الحكيم الذي لا يخلق خلقه بلا غاية، والغاية - وهي المعرفة كما توضح - لا تكون إلا بحجة وخليفة لله في أرضه، ومن ثم يكون فرض عدم وجوده سبباً لانعدام الأرض وأهلها (وبكم يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه).
    فخلق الله سبحانه وتعالى للجن والأنس وكل الكون هو لأجل عبادته ، عبادة قلبية . ومعرفته معرفة حقيقية ، وليس عبادة ظاهرية لا تجلب لصاحبها نفعاً ولا تدفع عنه ضراً . ولأجل الوصول الى المعرفة الحقيقة لله سبحانه وتعالى لابد من وجود سبل توصل إلى هذا الغرض . لان الله تعالى تنـزه عن مخاطبة كل الخلق مباشرة وبدون واسطة فأرسل الله تعالى الرسل وبعث الأنبياء أدلّاء عليه وسبلاً واضحة لمرضاته ، فمن وفق لمعرفة الرسل والأنبياء واقتدى بهم وسار على نهجهم وصل الى حظه من الكمال حسب استعداده وصفو مرآة فطرته واما من أعمى عينه الهوى وحب الدنيا نكب عن الطريق وهوى في الجحيم واصبح في ( ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ)
    والأمر المهم هو معرفة حال الناس مع الرسل والأنبياء والوقوف على علة تكذيب الناس للرسل والأنبياء ، ولماذا الأكثرية دائماً هم المكذبون ، والجواب في قوله تعالى (كُلَّمَا جَاءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنْفُسُهُمْ فَرِيقاً كَذَّبُوا وَفَرِيقاً يَقْتُلُونَ) (المائدة:70)
    فالهوى هو الشجرة الخبيثة والتي لها فروع عديدة قد تدلت على قلوب المرتابين والمشككين واخذوا يرتعون ويأكلون من طلعها والذي كأنه رؤس الشياطين فامتلأت بطونهم من الظلمات واصبحوا لا يرون إلا النفس والهوى وكل ما يجر إليهم النفعفهذه سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلا فعندما تنصرف الأمة عن صراط الله المستقيم وتهجر أحكام الله وتركن إلى حب النفس والمنصب وكثرة الاتباع فعندها يأتي النبي أو الرسول بالأخلاق السماوية والأحكام الإلهية والتي هي مخالفة لأهواء المنحرفين و الذين هم أكثرية المجتمع ، يبادرون هؤلاء إلى تكذيب الدعوات الإلهية لأنها مخالفة لأهوائهم المنحرفة
    (أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم أستكبرتكم ففريقا كذبتم وفريقاً تقتلون) سورة البقرة / 87.
    ورموا شخصيات الأنبياء والرسل بشتى أنواع التهم والأكاذيب والتي هي سنة جارية وفي كل زمان كالسحر والجنون والكذب
    (وعجبوا ان جاءهم منذر منهم وقال الكافرون هذا ساحر كذاب)سورة ص 20.
    والذي أريد التأكيد عليه هو ان كثير من الأمم كانت موعودة ومنتظرة لأنبيائها وكانوا ينتظرونهم ويعرفونهم بأسمائهم وصفاتهم وعانوا ما عانوا من الظلم والاضطهاد وكانوا يبتهلون ويتضرعون إلى الله ان يبعث لهم نبيهم الموعود لإنقاذهم من الذل والهوان ،
    (ربنا لولا أرسلت الينا رسولا فنتبع آياتك من قبل أن نذل ونخزى)طه/134
    ولكن عندما يبعث الله تعالى لهم رسولهم الموعود بالتعاليم الإلهية والتي هي مخالفة لأهوائهم بادروا إلى تكذيبه واتهامه بالسحر والجنون والكذب ، واعرضوا عنه ، بل بعض الأنبياء قتلوا وصلبوا وشردوا .

    من بعض الأمم المنتظرة لأنبيائها ولماذا فشلوا بالانتظار وكذبوا الرسل وطردوهم وقالوا لهم لا حاجة لنا بكم إنما نعبد ما كان يعبد آبائنا وما نراكم إلا قوماً كاذبين ويجب ان نعرف ان الفشل في الانتظار على نوعين :-
    اولا-- فشل في استقبال ومعرفة الرسول أو الإمام ،
    ثانيا -فشل في المسيرة مع الرسول أو الإمام بعد استقباله ومعرفته ،
    فمثلاً قوم نوح (ع) فشلوا في استقباله ومعرفته . وقوم موسى استقبلوه وعرفوه ولكنهم فشلوا في المسيرة معه ، فعندما تبعهم فرعون بجيشه وحاصرهم على البحر قال بنو إسرائيل إنا لمدركون فقال لهم موسى (ع) ان معي ربي سيهدين ، وعندما أمرهم بالقتال قالوا : ( فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُون ) ، وعندما غاب موسى أربعين ليلة أطاعوا السامري وعبدوا العجل من دون الله تعالى .
    واما الإمام المهدي (ع) فيجتمع معه كلا النوعين من الفشل فقوم يفشلون في استقباله ومعرفته وهم الأكثرية في بداية الأمر ، ثم الذين آمنوا به واستقبلوه أيضاً يفشل بعضهم في المسيرة مع الإمام المهدي (ع) .
    فهذه دعوة لكي نتفكر جميعاً في أحوال الأمم المنتظرة فان في قصصهم عبرة لقوم يعقلون لكي لا نعيد الكرة مع الإمام المهدي (ع) فنفشل في الانتظار كما فشل الذين من قبلنا . نسأل الله تعالى ان يوفقنا لمعرفة الحق ونصرة بقية الله تعالى الحجة محمد بن الحسن العسكري (ع) ووصيه ورسوله ويمانيه احمد ع انه سميع مجيب
    والحمد لله وحدة
    الشيخ نعيم الشمري الانصاري
  • احمد حجة الله
    السيد حسن الحمامي
    • 21-09-2010
    • 91

    #2
    رد: جانب من خطبة الجمعة في حسينية الكاظمية المقدسة بتاريخ 9جمادي الاولى سنة 1434هجري قمري

    بسم ألله ألرحمن ألرحيم ... ألحمد لله رب ألعالمين ... و صلى الله على محمد و آل محمد ألأئمة و ألمهديين و سلم تسليماً كثيرا كثيراً كثيرا ... طيب ألله أنفاسكم و جعلها في سجل حسناتكم و كانت لكم جنة من كل سوء و بلاء ... هكذا ينجو ألعاملون ... أللهم أجعلنا منهم ... و أحشرنا معهم ... قال الإمام أحمد الحسن (ع): ليكن شغلكم في إصلاح ذات بينكم وكونوا رحماء بالمؤمنين يرحمكم الله... أخوكم يرجوكم صالح دعائكم يا أطهار...ألسيد حسن ألحمامي ... ألنجف ألأشرف ...18 جمادي ألأولى 1434هجري قمري
    [frame="3 98"]
    [/frame]

    Comment

    Working...
    X
    😀
    🥰
    🤢
    😎
    😡
    👍
    👎