إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

قصة الى الشرفاء ولغيرهم

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • أحمد ممتاز
    عضو جديد
    • 17-08-2012
    • 52

    قصة الى الشرفاء ولغيرهم

    بكل فخر أقول إنني أول عراقي أستمع لنصيحة وعمل بها ... وهي بنظري سابقة غريبة فالعراقي يكره النصائح ومن يطلقها ... أعود إلى الموضوع فقد وجدت نفسي مرغماً على العمل بنصيحة تبرع بها صديقٌ لي بعد أن إستمع إلى شكواي من قلة النوم والقلق والخوف من العصابات الليلية التي عاثت في العراق فساداً فكان كل من يمتلك مالاً او سيارة يختطف اويقتل ومن كان لديه رأي يخالف رأي المتنفذين يقتل أيضاً ... ولقد شملتني حمى الخوف على الرغم من إنني لم أكن أملك مالاً ... كل ما أملكه هو سيارة عتيقة أعمل بها كسائق أجرة ... وفوق ذلك ليس لدي رأي مخالف لأي أحد، رغم ان كلها متضاربة ... ومع هذا كنت لا أنام في الليل خوفاً من غدر عصابات قذرة تسلحت بكل آلات القتل، وتمتطي سيارات مملوكة للدولة وليس للدولة عليها سلطان، وتباركها فتاوى مقدسة لرجال مشكوك بولائهم للدين والوطن.
    قال لي صديقي النصوح: (( إقتني لك كلباً يعينك على الحراسة ليلاً وينبهك في حالة غفلتك... (( وجدت إنَّ نصيحته رائعه فعلاً تنم عن عبقرية وفهم مدروس للأوضاع الحالية نادراً مايتفوه بها أحد هذه الأيام. وأعلنت عن رغبتي بإقتناء كلب فبادر أحدهم وأرسل لي كلباً كبيراً جميل المنظر فنظرت اليه بإحترام لأنه سيكون منقذي من سهر اليالي..
    أطعمت الكلب وربت على رأسه وعنقه وبدأ الكلب يتعود علي فإذا خرجت ركض إليَّ وهو يهز ذيله قافزاً حولي فرحاً. لكن برزت مشكلة أخرى مع زوجتي بسبب نجاسة الكلب فكانت ترغمني على الإستحمام كلما هز الكلب ذيله قربي، ومع هذا فقد رضيت بالوضع لإنعدام الخيارات الأخرى، فكان الإستحمام المتكرر أهون من السهر الدائم رغم تحفظي على مسألة نجاسة الكلب، فأنا أعتبر إنّ الكلب رغم نجاسته هو أطهر من بعض الذين أعرفهم.
    في خضم هذه الأحداث فاتني وأنا في أزمتي مع ضعف قدرتي على التركيز التي ورثَّها لي السهر المتواصل أن أسأل عن الكلب، عن أصلة ونوعه، ولماذا تخلى عنه أهله، لايهم كل هذا. فالمهم ((أصبح الان عندي كلب .... فإلى النوم خذوني ))
    ذهب عني الخوف قليلاً لوجود الكلب المحترم، وشعرت ببعض الأمان... ولم لا ، والكلب أخذ على نفسه السهر على سلامتي وسلامة بيتي فكان نعم الحارس الامين، فما أن تقفز قطة الجيران في باحة بيتي حتى تنشب معركة شرسة فيها من النباح والصياح والصراخ وبعثرة محتويات صندوق القمامة، أصوات تجعل الأطفال يهبون من نومهم مذعورين، فكنت أسرع لفض الإشتباك لكن بدون جدوى فشراسة الكلب تجعلني أتراجع خوفاً منه، في بعض الأحيان كنت أفكر بالإستعانه بقوات التحالف لفض الإشتباك الدائر لكني أتراجع في اللحظة الأخيرة خوفاً أن يتهمني البعض بالعماله للمحتل، وتنهزم القطة وأبتسم أنا من كل قلبي فرحاً بإنتصار كلبي الوفي وأقول إذا كان كلبي مع قطة يجعلها معركة فما الذي سيفعله مع اللصوص؟؟؟ أكيد سيجعلها (( أُم المعارك )). وأعود للفراش وأنام قرير العين.
    مرّ إسبوع شعرت فيه براحة النوم وعاد بدني لسابق عهده وفارقني المزاج العكر الذي صاحبني لفترة، وفي احدى الليالي إستسلمت لنوم عميق وشعور الأمان يغطيني بفضل الكلب. وفي الصباح إستيقظت مرتاحا سعيدا متنعم بالامان وبعدالإفطار، إتكلت على الله وخرجت للعمل بسيارتي البسيطة، لكني صدمت بعدم وجودها أمام باب بيتي !.
    وبعد الأخذ والرد والسؤال أدركت إنَّ سيارتي قد سرقت! فسجلت شكوى في مركز الشرطة، وحضر أفراد الشرطة لمعاينة مكان السرقة، فجأة سألني ضابط الشرطة وهو يقف أمام منزلي (( يبدو إنَّ لديك كلباً )) فأجبته بالإيجاب وعاد يسألني (( ألم ينبح كلبك أثناء الليل؟ )). أجبته بالنفي.
    أثارت ملاحظة الضابط إنتباهي لعدم نباح الكلب على اللصوص وإستغربت من تصرف الكلب سألني الضابط (( هل تربي هذا الكلب منذ صغره؟ )) فأخبرته بالقصة كلها وكيفية حصولي على هذا الكلب، أكمل رجال الشرطة إجراءاتهم ورحلوا تاركيني وحيداً مع قهري وحزني بقلب يملؤه الغضب .
    مر يومان وتم إستدعائي من قبل الشرطة فلقد عثروا على سيارتي وعلى سارقها أيضاً، أتعرفون من هو؟ لقد كان شقيق الرجل الطيب الذي أهداني الكلب.
    فقال لي رجل الشرطة الحكيم (( إياك والكلب ذو الصاحبين، أتعرف لماذا؟ لأنك لو ربيت كلباً وهو صغير فسيكون إنتمائه وولائه لك، أما إذا أخذت كلباً وهو كبير فسيكون إنتمائه لك ولكن ولائه لغيرك فهو يدرك غريزياً أنه إذا إحترق بيتك أو سرق سيكون دوماً هنالك دار أخرى له ... لهذا ياعزيزي إنَّ كلبك الشرس لم ينبح على اللصوص لأنهم بكل بساطة...أهله )) .

    (( مهداة لكل الساسة العراقيين الذين أتونا من بلدان أخرى يحملون جنسياتها ومازالوا متمسكين بها ))

    منقول
    الهي إن عظمت ذنوبي كثرة ... فلقد علمت بأن عفوك اعظم ... إن كان لايرجوك إلا محسـن ... فبـمن يلوذ ويستجير المجرم
  • Be Ahmad Ehtadait
    مشرف
    • 26-03-2009
    • 4471

    #2
    رد: قصة الى الشرفاء ولغيرهم

    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهم صل على محمد وآل محمد الائمه والمهديين وسلم تسليما كثيرا

    إنَّ كلبك الشرس لم ينبح على اللصوص لأنهم بكل بساطة...أهله

    لاتعليق

    والحمدلله رب العالمين



    متى يا غريب الحي عيني تراكم ...وأسمع من تلك الديار نداكم

    ويجمعنا الدهر الذي حال بيننا...ويحظى بكم قلبي وعيني تراكم

    أنا عبدكم بل عبد عبد لعبدكم ...ومملوككم من بيعكم وشراكم

    كتبت لكم نفسي وما ملكت يدي...وإن قلت الأموال روحي فداكم

    ولي مقلة بالدمع تجري صبابة...حرام عليها النوم حتى تراكم

    خذوني عظاما محملا أين سرتم ...وحيث حللتم فادفنوني حذاكم

    Comment

    • ثورة اليماني
      مشرف
      • 07-10-2009
      • 1068

      #3
      رد: قصة الى الشرفاء ولغيرهم

      الهي خلصنا ياكريم ياقادر من هذا الصنف من الكلاب

      ننتظر المزيد من مشاركاتكم وفقكم الله
      قال الامام أحمد الحسن (ع) : أيها الناس لا يخدعكم فقهاء الضلال وأعوانهم ، إقرؤوا ، إبحثوا ، دققوا ، تعلموا ، واعرفوا الحقيقة بأنفسكم ، لا تتكلوا على أحد ليقرر لكم آخرتكم فتندموا غداً حيث لا ينفعكم الندم ، وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا ، هذه نصيحتي لكم ، ووالله إنها نصيحة مشفق عليكم ، رحيم بكم ، فتدبروها وتبينوا الراعي من الذئاب .

      Comment

      • أحمد ممتاز
        عضو جديد
        • 17-08-2012
        • 52

        #4
        رد: قصة الى الشرفاء ولغيرهم

        المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ثورة اليماني مشاهدة المشاركة
        الهي خلصنا ياكريم ياقادر من هذا الصنف من الكلاب

        ننتظر المزيد من مشاركاتكم وفقكم الله
        خادم لكم ان شاء الله تعالى ... وفقكم الله
        الهي إن عظمت ذنوبي كثرة ... فلقد علمت بأن عفوك اعظم ... إن كان لايرجوك إلا محسـن ... فبـمن يلوذ ويستجير المجرم

        Comment

        Working...
        X
        😀
        🥰
        🤢
        😎
        😡
        👍
        👎