إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

سلسلة اعرف عدوّك:

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • ya howa
    مشرف
    • 08-05-2011
    • 1106

    سلسلة اعرف عدوّك:

    بسم الله الرحمن الرحيم
    ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم
    وصلى الله على محمد وال محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما

    السلام عليكم اخوتي
    حاولت ان أجمع كل ما قاله الامام احمد الحسن ع وصي ورسول الامام المهدي ع عن ((الأنا ))
    حتى اتعرف على أعدى اعدائي, والتي هي نفسي التي بين جنبي... كما وردت في الروايات الشريفه
    قلت , قد تصير عندي صورة واضحه في كيفية محاربة الأنا والتغلب عليها , والذي كان ولايزال شغلي الشاغل طوال هذه السنوات .
    ولكنني اكتشفت انها مقامات ودرجات لايستطيع المرء استيعابها أو ادراكها حتى يطبقها هو بنفسه عمليا درجة ... درجة حتى يرى ثمار الدرجة السابقة ليرتقي للدرجة اللاحقة..
    والحق اقول لكم
    ما أسهله من شرط
    وما اصعبه من تطبيق
    ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم
    ومن باب حبوا لاخوانكم ماتحبوا لأنفسكم
    فإنني سأنزل سلسلة من مختارات لكلمات الامام ع عن ((الأنا)) لعل يوّفق أحد القراء للعمل بها فأنال بعضا من الأجر والثواب
    راجية منكم اخوتي ان لاتنسوني من دعائكم
    والحلقة الاولى سأخصصها ليتعرف المرء على نفسه , ما هي حقيقته التي تؤهله ليكون في اعلى عليين او إن فرّط فيها وظلم نفسه كان في اسفل سافلين . وهذا الشيء مختص ببني آدم دون كل الخليقة ,
    >>>من أنا؟!<<<

    السؤال/ 323: بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم سادتي ورحمة الله وبركاته .. إخوتي الكرام:
    بقصر المقال لدي سؤال أرجوا ممّن لديه الخبرة إجابتي بوضوح وبصريح العبارة وهو
    انطلاقاً من قولهم (ع):
    (من عرف نفسه فقد عرف ربّه)، وقولهم (ع): (أعرفكم بنفسه أعرفكم بربّه)، وغيرها من المأثورات الواردة عن الآل المحمّدي والتي تحث على معرفة النفس، فإنّ المنهجيّة المسطورة في كتب العرفان الموجودة على الساحة لم تبرّد الغليل ولم توصل إلى ساحل اليقين، وهي لا تطرح سوى تلك الروايات التي ذكرتها آنفاً وتدعوا إلى الحث على معرفة النفس من دون أي منهجيّة أو تنظير لبيان آليّة معرفة النفس، وبشكل دقيق صعوداً للدخول إلى عالم الملكوت .. فما هي الآليّة الّتي تطرحونها في معرفة النفس بالشكل العملي والتي يترتّب عليها الأثر الواضح في معرفة الرب ؟ ولكم جزيل الشكر.
    المرسل: محمد - العراق


    الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم
    والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليماً.

    الإنسان هو تجلي اللاهوت سبحانه في عالم الخلق، ففطرة الإنسان تؤهله إلى أن يكون الله في الخلق، أي صورة الله أو وجه الله أو يد الله.
    عن أبى الصلت الهروي، عن الإمام الرضا (ع)، قال:
    (قال النبي (ص): من زارني في حياتي أو بعد موتى فقد زار الله تعالى، ودرجه النبي (ص) في الجنة أرفع الدرجات، فمن زاره في درجته في الجنة من منزله فقد زار الله تبارك وتعالى. قال: فقلت له: يا بن رسول الله (ص)، فما معنى الخبر الذي رووه: إن ثواب لا اله إلا الله النظر إلى وجه الله تعالى ؟ فقال (ع): يا أبا الصلت، من وصف الله تعالى بوجه كالوجوه فقد كفر، ولكن وجه الله تعالى أنبياؤه ورسله وحججه صلوات الله عليهم، هم الذين بهم يتوجه إلى الله (عز وجل) والى دينه ومعرفته، وقال الله تعالى:﴿كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ @ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ﴾، وقال (عز وجل): ﴿كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ﴾) .
    وسعي الإنسان لمعرفة نفسه يمر في كل حركة بمعرفة الرب بمرتبة ما ومن ثم التخلق بأخلاق الرب سبحانه والتحلي بصفاته حتى يصل الإنسان - إن كان مخلصاً متجرداً عن الأنا - إلى أن يكون الله في الخلق، أي صورة اللاهوت ووجه اللاهوت، وفي هذه المرحلة وهذا المقام سيكون الإنسان عارفاً بنفسه، ومعرفته بنفسه هي معرفته بربه؛ لأنه وجه الله، والرب يعرف بوجهه الذي يواجه به، وكل إنسان يسير إلى الله بإخلاص يكون وجه الله بمرتبة ما بحسب سعيه وإخلاصه، أي إنه يكون وجه الله بحسب ما تحمل نفسه من صفات الله كماً وكيفاً وبالتالي فوجه الله في الخلق ليس مرتبة واحدة، فمحمد (ص) وجه الله، وعلي (ع) وجه الله، وفاطمة (ع) وجه الله، والحسن وجه الله، والحسين وجه الله، والأئمة (ع) وجه الله، والمهديون وجه الله، والأنبياء والرسل (ع) وجه الله، وسلمان الفارسي وجه الله ولكن كلٌ منهم بحسبه. فوجه الله الحقيقي في الخلق هو محمد (ص) وبالتالي ستكون معرفته بربه سبحانه هي الأكمل في الخلق؛ لأنها عبارة عن معرفته بنفسه، ولا أحد من الخلق أعرف منه (ص) بنفسه التي عكست صورة اللاهوت بالصورة الأكمل في الخلق وكانت هي الأكمل في الخلق.
    ولو فرضنا أن النفس الإنسانية مرآة ومودعة فيها القدرة على عكس صورة اللاهوت فإن صورة اللاهوت في هذه المرآة ستكون أكمل وأوضح بقدر توجيه هذه المرآة إلى اللاهوت، فمن يوجهها بشكل كلي سيعكس صورة كاملة للّاهوت، ومن يقصر في التوجيه الكلي لمرآته سيكون هناك قصور في صورة اللاهوت المنعكسة في مرآة وجوده بقدر تقصيره.
    ومعرفته للّاهوت ولربه ستكون بقدر تلك الصورة المنعكسة في مرآة وجوده، وبالتالي فمن يعرف حقيقة نفسه بالفعل، وأؤكد بالفعل (فليست المسألة معرفة ألفاظ أو معاني) سيكون قد عرف ربه بقدر معرفته بنفسه.
    وأضرب لك مثالاً ليقرب لك تصور مراحل هذه المعرفة:
    أفرض أن ناراً مشتعلة أمامك وأنت تراها بعينك وتحس حرارتها التي تلفح وجهك، ولكنك لا تعرف أثرها فيك حتى تمسها بيدك مثلاً فتحترق يدك، عندها ستعرف أن النار محرقة، ولكن معرفتك هذه بحقيقة النار كانت من خلال نفسك (يدك التي احترقت)، فمعرفتك بالاحتراق الذي حصل ليدك مرَّ أولاً بمعرفة النار الأولية وهي أنك تراها بعينك وتحس حرارتها ولكنك لا تعرف أثرها لتعرف شيئاً من حقيقتها، أما بعد أن مسستها فقد عرفت شيئاً من حقيقتها ولكن هذه المعرفة مرَّت بنفسك أي عرفتها من خلال ما حصل ليدك.
    الآن نكمل المثال ونقول: إنك بقدر الاحتراق الحاصل لك من النار تعرف أثرها فيك وتعرف حقيقتها من خلال أثرها فيك، حتى إذا احترقتَ كلك في النار أصبحت أنت ناراً ومعرفتك بالنار ستكون هي معرفتك بنفسك، والآن لو فرضنا أن هذه النار هي أكمل صورة للنار كأن تكون ناراً بيضاء مثلاً وأنت احترقت وأصبحت ناراً ولكن بصورة أدنى من النار البيضاء ولنقل ناراً حمراء فستكون معرفتك لهذه النار البيضاء - التي هي معرفتك بنفسك - دون من احترق وأصبح ناراً بدرجة أعلى منك (أي في درجة بين الحمراء والبيضاء).
    أما إن كنت تسأل عن منهج عملي فالله وضع منهجاً عملياً وأنزله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم، وكمثال اذهب واقرأ سورة الإسراء وتدبرها لتجد أن هذا المنهج قد أوضحه الله سبحانه.
    ورسول الله محمد (ص) حصر علة بعثه بقوله:
    (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق).
    وإن كنت تريد مني أن اختصر لك هذا المنهج بكلمة واحدة، فأقول لك: (اقتل نفسك تعرف ربك)، فالنفس الإنسانية نور وظلمة، وبقدر سيطرة النور واندحار الظلمة في نفس الإنسان تكون معرفته بربه، ولو سميت لك الأسماء بمسمياتها فالنور: هو، والظلمة: الأنا، فكلما قلت (أنا) مقابل (هو)؛ ستجد أن الظلمة قد اتسعت في نفسك وابتعدت عن المعرفة واقتربت أكثر من الجهل والعمى، وكلما قلت
    (هو) مقابل (أنا) ستجد أن النور قد هيمن على صفحة وجودك حتى يعرف الإنسان أن وجوده ذنب؛ لأن ما يجعله موجوداً متميزاً هو تشوبه بالظلمة والتي مصدرها أنا وطلبه للوجود والبقاء مقابل هو سبحانه، ولهذا قال علي (ع): (اِلهي قَدْ جُرْتُ عَلى نَفْسي في النَّظَرِ لَها، فَلَها الْوَيْلُ اِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَها) .
    وقد هلك إبليس بقول (أنا):
    ﴿قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ﴾ فاحذرها.
    أحمد الحسن
    شعبان الخير/ 1430 هـ ق

    * * *
    الجواب المنير4
    Last edited by ya howa; 24-03-2013, 15:20.
    نزل صامتاً، وصلب صامتاً، وقـُتل صامتاً، وصعد الى ربه صامتاً، هكذا إن أردتم أن تكونوا فكونوا...
  • ya howa
    مشرف
    • 08-05-2011
    • 1106

    #2
    رد: سلسلة اعرف عدوّك: ترغيب وترهيب

    بسم الله الرحمن الرحيم
    ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم
    وصلى الله على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما
    قبل الولوغ في كيفية محاربة الأنا من كلام النور احمد الحسن ع وصي ورسول الامام المهدي مكن الله له في الارض
    أحببت ان اكتب لكم كلمات وجدها جميلة جدا : ترغيبا وترهيبا ولتكون حافزا لهذا العمل الثقيل .. أعني الجهاد الأكبر .



    بسم الله الرحمن الرحيم
    ﴿ شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ ﴾ .
    ( الله يجتبي الرُسل (ع) ، ويهدي إلى الرُسل (ع) من ينيب ويحارب الأنا ، ويقتل نفسه قربة إلى الله سبحانه ، فعلى قدر الأنا الموجودة في نفس الإنسان يتأخر الإنسان في الهداية إلى الحق ومعرفة الرسول .
    في الدعاء عن الإمام المهدي (ع) : ( اللهم عرفني نفسك ، فإنّك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف رسولك ) .وكيف يعرّف الله من لم يقتل نفسه ؟!! وكيف يعرّف الله من انطوت نفسه على داء إبليس ( لعنه الله ) ، ﴿ قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ ﴾ .
    1

    إنّ الطريق الذي يوصل إلى الحق لا يكون إلا بهذا الأصل المعرفي الذي طرحه السيد (ع) وهو : محاربة الأنا ، وهو من أهم الطرق ، بل لا يوجد طريق في معرفة الحق إلا أن يبتدئ بهذا الأصل ، وكل الذي يريد أن يصل إلى الحق وهو قاصد الوصول يجب عليه أن يتحرر من قيود الأنا والنظر إلى النفس ؛ لأن أعدى أعدائك نفسك التي بين جنبيك ، وقد وضح السيد (ع) في كتاب المتشابهات هذا الأصل المعرفي بمثال واقع ، وأحكم به ما تشابه على الناس في جوابه على الحديث القدسي : ( الصوم لي وانا اجزي به ) ، حيث قال في ذلك :
    ( والقراءة الصحيحة هي أُجزى به ، أي بضم الهمزة والألف المقصورة ، والمراد بالصوم هو : صوم مريم عليها السلام وزيادة ( إني نذرت للرحمن صوماً فلن اكلم اليوم أنسيا) ، أي أن يكون الإنسان مستوحشاً من الخلق ، مستأنساً بالله سبحانه ، بل هذه هي البداية والنهاية التي تكون حصيلتها هي : أن الله هو الجزاء على الصوم ، هي الصوم عن الأنا ، وذلك عندما يسير العبد على الصراط المستقيم وهو يعلم ويعتقد ويرى أن وجوده المفترض وبقاءه المظنون بسبب شائبة العدم والظلمة المختلطة بالنور ، وهذا هو الذنب الذي لا يفارق العبد ) المتشابهات : ج1 / جواب سؤال رقم (13) .
    فالمعرفة تكون بمقدار إماطة تلك الظلمة ، ظلمة الأنا عن صفحة وجود الإنسان ، ليكون جزاء ذلك هو الله سبحانه وتعالى ، وإنّ الذي يمثل الله هو حجته على الخلق ، لذلك قول الله : وأنا أجزى به ، يعني يهديه إلى حجته وخليفته في الأرض في أول مراتب معرفته سبحانه في عالم الخلق ، لذلك فإن مريم ( عليها السلام ) عندما اعتزلت عن الخلق واتخذت من دونهم حجـاباً ، وبعملها إنما قامت بمحاربة الأنا ، بل وقتل الأنا حتى مَنّ الله عليها بأن وهبها - ليس معرفة - حجة الله وقائم آل يعقوب ، بل أن تكون وعاء يحويه لكي يولد في هذا العالم وهو عيسى (ع) ، فمن أراد أن يصل إلى معرفة الحجة والإمام المفترض ، يجب أن يتبع ما قامت به مريم ( عليها السلام ) ، بل لا يوجد بديل أو طريق آخر للمعرفة .2

    الأنبياء ايضا ممتحنون بالأنا
    أمّا أولئك الأنبياء أو الذين حصلوا على مقام النبوّة في فترة من الزمن، أي إنّهم اطلعوا على أخبار السماء بإذن الله سبحانه وتعالى بعد طاعتهم وعبادتهم له سبحانه وارتقائهم في ملكوت السماوات في فترة من الزمن، فهم أيضاً داخلون في الامتحان بهذا النبي المُرسل لهم ولغيرهم، والمفروض أن يكون الأمر أسهل عليهم؛ لأنّ الله سبحانه وتعالى يطلعهم وبمرتبة عالية على إرساله الرسول، ولكن لابد أن تبقى نسبة ضئيلة من الجهل بالواقع لديهم للامتحان؛ ليكون إيمانهم وبمرتبة معينة هو إيمان بالغيب:
    ﴿ألم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ).
    وطبعاً ، هذا التمييز لهم عن باقي الناس هو حق لهم بسبب تميّزهم بالطاعة والعبادة السابقة، ولكن من يَكفر منهم بسبب الحسد والأنا يسقط في هاوية الجحيم، كما حصل لبلعم بن باعوراء، فقد كان مطّلعاً على بعض أخبار السماء، وعَلِم من الله برسالة موسى(ع)، ولكنّه كفر برسالة موسى (ع)، وجعل الشبهات عاذراً لسقطته التي أردته في هاوية الجحيم، ولم تنفعه طاعته وعبادته السابقة، كما لم تنفع إبليس (لعنه الله) من قبل لما كفر بآدم النـبي المُرسـل (ع)، وأمسى من أقبح خلق الله بعد أن كان طاووس الملائكة، وفي الروايات إنّ ابن باعوراء كان عنده الاسم الأعظم ويَرى ما تحت العرش.
    عن أبي الحسن الرضا (ع)، قال: (أُعطي بلعم بن باعوراء الاسم الأعظم، فكان يدعو به فيستجاب له فمال إلى فرعون . فلّما مرّ فرعون في طلب موسى وأصحابه، قال فرعون لبلعم: أدع الله على موسى وأصحابه ليحبسه علينا ، فركب حمارته ليمر في طلب موسى وأصحابه، فامتنعت عليه حمارته، فأقبل يضربها فأنطقها الله (عز وجل)، فقالت: ويلك على ما تضربني أتريد أجي‏ء معك لتدعو على موسى نبي الله وقوم مؤمنين ؟! فلم يزل يضربها حتى قتلها وانسلخ الاسم الأعظم من لسانه، وهو قوله:
    ﴿فَانْسَلَخَ مِنْها فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطانُ فَكانَ مِنَ الْغاوِينَ وَ لَوْ شِئْنا لَرَفَعْناهُ بِها وَلكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَواهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ﴾.
    وهو مثل ضربه. فقال الرضا (ع) : فلا يدخل الجنة من البهائم إلاّ ثلاثة؛ حمارة بلعم، وكلب أصحاب الكهف، والذئب، وكان سبب الذئب أنّه بعث ملك ظالم رجلاً شرطياً ليحشر قوماً من المؤمنين ويعذبهم، وكان للشرطي ابن يحبّه، فجاء الذئب فأكل ابنه فحزن الشرطي عليه، فأدخل الله ذلك الذئب الجنّة لما أحزن الشرطي) .
    وفي القرآن ذكر الله بلعم بن باعوراء الذي حسد موسى (ع) وتكبّر عليه فأمسى يلهث وراء الأنا والهوى كالكلب، بعد أن كان بمقام النبوّة ويرى ما تحت العرش وعنده الاسم الأعظم:
    ﴿وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ * وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ)
    .3
    ---------------------------------------
    1.مقدمة وصي ورسول الامام المهدي, للوصي احمد الحسن ع
    2.الهامش4 من كتاب وصي ورسول الامام المهدي ع للشيخ لصادق المحمدي
    3. النبوة الخاتمة
    Last edited by ya howa; 18-03-2013, 13:15.
    نزل صامتاً، وصلب صامتاً، وقـُتل صامتاً، وصعد الى ربه صامتاً، هكذا إن أردتم أن تكونوا فكونوا...

    Comment

    • ya howa
      مشرف
      • 08-05-2011
      • 1106

      #3
      رد: سلسلة اعرف عدوّك: الجهاد الاكبر أولا.

      بسم الله الرحمن الرحيم
      ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم
      وصلى الله على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما
      في هذه الحلقة سنتناول ما كتبه الوصي احمد ع عن الجهاد الأكبر وأهميته للتوصل الى معرفة خليفة الله والذي هو السبب الأول لخلقتنا فلا نقع في حفرة ابليس لعنه الله..



      الجهاد الأكبر يسبق الجهاد الأصغر

      أهم أهداف الجهاد هو إخراج الناس من عبودية الأرض والعباد والأنا إلى عبودية الله الواحد القهار والاعتراف بحاكميته سبحانه وتعالى على صعيدي التشريع والتنفيذ المجتمعين في خليفة الله في أرضه ، والمعركة الجهادية الأولى دارت ضمن نطاق هذا القانون الإلهي (خلافة الله في أرضه) وهو القانون الأول والذي تدور حوله قبول الطاعة أو عدمها، قال تعالى:
      ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ﴾، وفي النتيجة ﴿فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ * إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ﴾.
      انتصر الملائكة في هذه المعركة وخسر إبليس لعنه الله وكان الجهاد فيها من الطراز الأول وهو جهاد النفس أو كما سماه رسول الله (الجهاد الأكبر)، ولابد أن يبدأ المجاهد بالجهاد الأكبر ثم ينتقل إلى الأصغر بل الجهاد الأصغر أحد أهم أجزاء الجهاد الأكبر.
      ولعل بعضهم توهم أنّ الجهاد الأصغر مقدم من حديث رسول الله (ص) عندما استقبل المجاهدين العائدين من أرض المعركة فرحب بهم على أنهم قوم قضوا الجهاد الأصغر وبقي عليهم الجهاد الأكبر أي جهاد النفس، ولكن الحقيقة التي كان يريد أن يبينها رسول الله (ص) في حديثه هي أنّ جهاد الأجساد (الجهاد الأصغر) ربما ينقضي، أمّا جهاد الأرواح (الجهاد الأكبر) فلا ينقضي ما دام الإنسان في هذه الحياة الدنيا، كما أنّ جهاد الأجساد ما هو إلاّ استجابة لجهاد الأرواح، حيث إنّ الأجساد تابعة للأرواح مستجيبة لإرادتها، فلم يكن أولئك العائدون إلاّ قوماً خاضوا في غمار الجهاد الأكبر ثم انتقلوا إلى الجهاد الأصغر ثم عادوا فذكرهم رسول الله أنهم ما داموا في هذه الحياة الدنيا فعليهم أن يجاهدوا أنفسهم لئلا يقعوا فيما وقع فيه إبليس لعنه الله فينكرون خليفة الله في أرضه ، فتكون النتيجة هي الخسران المبين.
      ﴿أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ﴾.
      وبالفعل فقد أنكر كثير منهم خليفة الله في أرضه (علي بن أبي طالب (ع)) وفشلوا في معركة الجهاد الأكبر، فلم ينفعهم الجهاد الأصغر أو قل قتال الأجساد.
      فعلى الإنسان أن يحذر فتنة الله ويجاهد نفسه ويتابع خليفة الله في أرضه وإلاّ فالنار، فلا جهاد إلاّ تحت راية ولي الله وخليفته في أرضه، ومن يدعي أنّه يجاهد ويطلب الشهادة تحت راية غير راية خليفة الله في أرضه فهو يتعجّل قتلة الدنيا قبل قتلة الآخرة.
      عن أبان بن تغلب، قال: كان أبو عبد الله (ع) إذا ذكر هؤلاء الذين يقتلون في الثغور يقول: (ويلهم ما يصنعون بهذا ؟! يتعجلون قتلة الدنيا وقتلة الآخرة، والله ما الشهيد إلاّ شيعتنا وإن ماتوا على فرشهم).
      إذن، فلابد للإنسان أن يخوض معركة الجهاد الأكبر أولاً ويعرف ولي الله وخليفته في أرضه ثم يخوض معركة الجهاد الأصغر تحت رايته وليكون جهاده مرضياً عند الله وطاعة له سبحانه وإلاّ فسيكون كالبهيمة بل أضل سبيلاً، فإمّا أن يكون قتاله لأجل الأرض فإنّ الملحد يقاتل لأجل أرضه كالحيوان لأجل وكره ، أو أنّه يقاتل لأجل عقيدة لا يفقهها مقلداً العلماء غير العاملين ثم بعد موته وبعد أن يجر إلى النار يتبيّن له أنّ العلماء غير العاملين قادوه لمحاربة موسى (ع) أو عيسى (ع) أو محمد (ص) أو الإمام المهدي (ع).
      وأمير المؤمنين (ع) قال: (الجهاد باب من أبواب الجنة فتحه الله لخاصة أوليائه)، أي إنّ الأولياء هم المجاهدون الحقيقيون، لا أنّ كل من يقاتل فهو مجاهد وهو ولي من أولياء الله كما يفهم بعضهم، فالأولياء هم الذين جاهدوا أنفسهم وخاضوا في غمار الجهاد الأكبر وتابعوا ولي الله وخليفته في أرضه فكانوا بذلك أولياء الله حقاً ومستحقين لأن يكون الجهاد باباً فتحه الله لهم .

      * * *
      الجهاد باب الجنة
      نزل صامتاً، وصلب صامتاً، وقـُتل صامتاً، وصعد الى ربه صامتاً، هكذا إن أردتم أن تكونوا فكونوا...

      Comment

      • ya howa
        مشرف
        • 08-05-2011
        • 1106

        #4
        رد: سلسلة اعرف عدوّك: آلية عمل الشيطان والنفس (الأنا) . مهم

        بسم الله الرحمن الرحيم
        ولاحول ولاقوة الابالله العلي العظيم
        وصلى الله على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما
        في هذه الحلقة يبيّن لنا الوصي احمد ع آلية عمل الشيطان والنفس (الأنا) لإغواء الإنسان وأخذه لأسفل سافلين . وهو لب ما نحتاج معرفته للفوز بالمعركة ولاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.



        الجهاد الأكبر (جهاد النفس)

        قلب الإنسان بين إصبعين من أصابع الرحمن؛ الشيطان إصبع والملك إصبع، أو الظلمة إصبع والنور إصبع، أو الجهل إصبع والعقل إصبع.
        والقلب بين هذين الإصبعين ، فجهاد النفس هو السعي مع الملك والنور والعقل إلى الله، ونبذ الشيطان والظلمة والجهل.
        وبما أنّ هدف الشيطان وغرضه هو أن يردي الإنسان في هاوية الجحيم، وأن يجعله في مواجهة مخزية مع رب العالمين عندما يعصي الخالق الرؤوف الرحيم الكريم، وليحقق هذا الغرض لابد له من أسلحة يستعين بها على تنفيذ ما يريد.
        وهذه الأسلحة تتدرج من الظهور إلى الخفاء، ومن الضعف إلى القوّة، وكلٌ بحسبه، فلكلٍّ صنف سلاحه الملائم لإضلاله.
        ومن باب (اعرف عدوك) أتعرض لهذه الأسلحة ؛ ليتسنّى لمن يريد أن يجاهد بالجهاد الأكبر معرفة عدوه ، وبالتالي إنقاذ نفسه من النار ، وتحصين نفسه والتدرع بما هو ملائم ؛ لأنّ لا يكون هدفاً سهل المنال للشيطان (لعنه الله).
        ولابد من معرفة أولاً - وقبل كل شيء - أنّ دوافع الإنسان للغواية مركبة ومشتبكة مع بعضها، والشيطان (لعنه الله) يستخدم من هذه التركيبة المعقدة ما يناسب كل إنسان لإضلاله؛ حيث إنّ الإنسان يعيش في هذا العالم الجسماني وممتحن بهذا العالم الجسماني في هذا الوقت وفي هذه الحياة الدنيا، فنفس الإنسان ومحيطها هما مدار البحث حول أسلحة الشيطان، فمن النفس ومن محيطها يتسلح الشيطان (لعنه الله) لإغواء الإنسان وليرديه في هاوية الجحيم، ومحيط الإنسان هو العالم الجسماني أو الدنيا.
        فالبحث إذن يدور حول الدنيا والنفس الإنسانية من جهة، وحول النفس الإنسانية من جهة أخرى؛ لأنّ السلاح إمّا:
        أن يكون مركباً من العالم الجسماني والنفس الإنسانية، كالسكين والجسم الذي تغرس فيه وكمثال الزاني والزانية، فالشيطان يستخدم المرأة أو الرجل وأيضاً يحتاج إلى الضعف الجنسي في نفس هذا الإنسان الذي يريد إغواءه وإردائه في الهاوية. فبالنسبة لرجل عصى الله بالزنا تمثّل المرأة السكين التي طعنه بها الشيطان ، أمّا ضعفه الجنسي فقد مثّل المكان الذي الذي طعنه به الشيطان .
        أن يكون السلاح من داخل النفس الإنسانية ، فتكون السكين وموضع الطعن واحد وهي النفس، فلا يوجد شيء من العالم الجسماني، ومثاله العجب.
        فنحتاج إذن إلى معرفة السكين (الدنيا)، والجسم الذي تغرس فيه (النفس)، والسكين النفسية (وهي سكين وسلاح يؤخذ من النفس ويغرس في النفس) ، وعندها إذا وفقنا سنعرف أسلحة الشيطان بشكل تفصيلي بعد أن عرفناها بشكل مبسط ، ونحن نحتاج إلى كلا المعرفتين البسيطة (أي كون النفس والدنيا هما سلاح الشيطان)، والتفصيلية التي أتركها؛ لأنها تتفرع من هذا الإجمال.
        ولا بأس من إلقاء نظرة على الدنيا والنفس الإنسانية من حيث إنها سلاح للشيطان.
        1- السكين ( الدنيا ) :
        والعالم الجسماني المحيط بالإنسان ينقسم إلى: جمادات ونباتات وحيوانات، وبقية الناس غيره، وعلاقة الإنسان معها إما ملائمة أو منافاة، فتجده - مثلاً - يحب تملّك الأرض والذهب والفضة والزرع والحيوانات وقضاء شهوته مع الجنس المقابل له، ﴿زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ﴾.
        ويكره التعرّض للضرر كالقتل في ساحة المعركة، وهو من نتائج الجهاد المحتملة:
        ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ﴾.
        ولابد من بيان أنّ الدنيا بالنسبة للآخرة ضرّة لا تجتمع معها في قلب إنسان أبداً ، فهما في اتجاهين متقابلين إذا التفت الإنسان إلى إحداهما أعطى ظهره للاُخرى ، ولا يمكن لإنسان أن يجمع الدنيا والآخرة في عينه أو قلبه ، قال تعالى:
        ﴿مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ﴾.
        وقال تعالى: ﴿مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُوماً مَدْحُوراً * وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً﴾.
        ومن هذه التركيبة الجسمانية المحيطة بالإنسان ونفس الإنسان - وبالخصوص الثغرات ونقاط الضعف الموجودة فيها - يكون سلاح الشيطان (لعنه الله).
        2 - النفس :
        وهي أُسّ البلاء وبيت الداء، فلو لم تكن فيها الثغرات الملائمة لما في الدنيا من شهوات، ولو لم تكن فيها علة العلل وهي (الأنا) لما كان للشيطان على الإنسان سبيل، فبصحتها يصحّ ابن آدم، وبدائها يمرض، وبموتها يموت.
        والشيطان (لعنه الله) إمّا يستخدم ما فيها وهو الأنا لطعنها، فيكون سلاح الشيطان منها والطعن فيها ، وإمّا أنّ الشيطان (لعنه الله) يستخدم ما في الدنيا ليطعن النفس في ثغراتها.
        والآن عرفنا سلاح الشيطان وتركّبه من النفس ومحيطها، وبهذا نعرف معنى أن يكون جهاد النفس هو الجهاد الأكبر؛ لأنّ تحصين النفس في هذه المعركة يؤدي إلى النصر على الشيطان وهزيمته وكسر سلاحه.
        أمّا تفصيل أسلحة الظلمة والجهل والشيطان فأتركه لهذه الجوهرة من جواهر آل محمد (ع) التي بيّنت جنود الجهل وجنود العقل؛ ليتحلّى المؤمن بجنود العقل بعد أن يتخلّى عن جنود الجهل فيتم عقله، ويتحصّن بالله من أسلحة الشيطان.
        روى الشيخ الكليني في (الكافي) عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن علي بن حديد، عن سماعة بن مهران، قال: كنت عند أبي عبد الله (ع) وعنده جماعة من مواليه فجرى ذكر العقل والجهل، فقال أبو عبد الله (ع): (اعرفوا العقل وجنده والجهل وجنده تهتدوا، قال سماعة: فقلت: جعلت فداك لا نعرف إلاّ ما عرفتنا، فقال أبو عبد الله (ع): إنّ الله عزّ وجل خلق العقل وهو أوّل خلق من الروحانيين عن يمين العرش من نوره، فقال له: أدبر فأدبر، ثم قال له: أقبل فأقبل، فقال الله تبارك وتعالى: خلقتك خلقاً عظيماً وكرمتك على جميع خلقي، قال: ثم خلق الجهل من البحر الأجاج ظلمانياً فقال له: أدبر فأدبر، ثم قال له: أقبل فلم يقبل فقال له: استكبرت فلعنه، ثم جعل للعقل خمسة وسبعين جنداً فلما رأى الجهل ما أكرم الله به العقل وما أعطاه أضمر له العداوة فقال الجهل: يا رب هذا خلق مثلي خلقته وكرمته وقويته وأنا ضده ولا قوة لي به فأعطني من الجند مثل ما أعطيته، فقال: نعم فإن عصيت بعد ذلك أخرجتك وجندك من رحمتي، قال قد رضيت فأعطاه خمسة وسبعين جنداً.
        فكان مما أعطى العقل من الخمسة والسبعين الجند: الخير وهو وزير العقل وجعل ضده الشر وهو وزير الجهل، والايمان وضده الكفر، والتصديق وضده الجحود، والرجاء وضده القنوط، والعدل وضده الجور، والرضا وضده السخط والشكر وضده الكفران، والطمع وضده اليأس، والتوكل وضده الحرص، والرأفة وضدها القسوة، والرحمة وضدها الغضب والعلم وضده الجهل، والفهم وضده الحمق، والعفة وضدها التهتك، والزهد وضده الرغبـة، والرفق وضده الخرق، والرهبة وضدها الجرأة، والتواضع وضده الكبر، والتؤدة وضدها التسرع، والحلم وضدها السفه، والصمت وضده الهذر، والاستسلام وضده الاستكبار، والتسليم وضده الشك والصبر وضده الجزع، والصفح وضده الانتقام، والغنى وضده الفقر، والتذكر وضده السهو، والحفظ وضده النسيان، والتعطف وضده القطيعة، والقنوع وضده الحرص، والمؤاساة وضدها المنع، والمودة وضدها العداوة والوفاء وضده الغدر، والطاعة وضدها المعصية، والخضوع وضده التطاول والسلامة وضدها البلاء، والحب وضده البغض، والصدق وضده الكذب، والحق وضده الباطل، والأمانة وضدها الخيانة، والإخلاص وضده الشوب، والشهامة وضدها البلادة، والفهم وضده الغباوة، والمعرفة وضدها الإنكار والمداراة وضدها المكاشفة، وسلامة الغيب وضدها المماكرة، والكتمان وضده الإفشاء، والصلاة وضدها الإضاعة، والصوم وضده الإفطار، والجهاد وضده النكول، والحج ( أي الولاية ) وضده نبذ الميثاق، وصون الحديث وضده النميمة، وبر الوالدين وضده العقوق، والحقيقة وضدها الرياء، والمعروف وضده المنكر، والستر وضده التبرج، والتقية وضدها الإذاعة، والإنصاف وضده الحمية، والتهيئة وضدها البغي، والنظافة وضدها القذر، والحياء وضدها الخلع، والقصد وضده العدوان، والراحة وضدها التعب والسهولة وضدها الصعوبة، والبركة وضدها المحق، والعافية وضدها البلاء، والقوام وضده المكاثرة، والحكمة وضدها الهواء، والوقار وضده الخفة، والسعادة وضدها الشقاوة، والتوبة وضدها الإصرار والاستغفار وضده الاغترار، والمحافظة وضدها التهاون، والدعاء وضده الاستنكاف، والنشاط وضده الكسل، والفرح وضده الحزن، والألفة وضدها الفرقة والسخاء وضده البخل.
        فلا تجتمع هذه الخصال كلها من أجناد العقل إلاّ في نبي أو وصي نبي، أو مؤمن قد امتحن الله قلبه للإيمان، وأمّا سائر ذلك من موالينا فإنّ أحدهم لا يخلو من أن يكون فيه بعض هذه الجنود حتى يستكمل، وينقي من جنود الجهل فعند ذلك يكون في الدرجة العليا مع الأنبياء والأوصياء
        ( أي إذا تمّ عقله كان من أهل السماء السابعة ، وهي سماء العقل )، وإنما يدرك ذلك بمعرفة العقل وجنوده، وبمجانبة الجهل وجنوده، وفقنا الله وإياكم لطاعته ومرضاته).

        ***
        الجهاد باب الجنة
        نزل صامتاً، وصلب صامتاً، وقـُتل صامتاً، وصعد الى ربه صامتاً، هكذا إن أردتم أن تكونوا فكونوا...

        Comment

        • ya howa
          مشرف
          • 08-05-2011
          • 1106

          #5
          رد: سلسلة اعرف عدوّك: اقتل نفسك.

          بسم الله الرحمن الرحيم
          ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم
          وصلى الله على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما
          كيف أحارب الانا؟



          الاخلاص وتقديم ارادة الله على الارادة الشخصية .
          **أداء العبادات والدعاء واقع في طريق محاربة الأنا ولكن لا تحارب الأنا فقط بالعبادة والدعاء، بل لابد من الإخلاص فيها، ولابد من تقديم إرادة الله على إرادة الإنسان حتى تنتهي إرادة الإنسان ولا يبقى عند الإنسان إلا إرادة الله والعمل بها.(1)
          التحلي بمكارم الاخلاق والتدبر والتفكر.
          **محاربة الأنا من جهتين؛ الأولى: هي في هذا العالم الجسماني، والثانية: في الملكوت والعالم الروحاني، فالإنسان مركب من الجسم والروح (أو النفس وهي الناطقة المغروسة في الجنان في أدنى مراتب الروح).
          أما محاربة الأنا في هذا العالم الجسماني فتتم بالتحلي بمكارم الأخلاق، وأهمها الكرم، قال تعالى: ﴿وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ﴾ .فعلى المؤمن أن ينفق في سبيل الله على الفقراء والمساكين وعلى المجاهدين، ويوفر لهم العدة اللازمة لقتال عدو الله، وخير الكرم ما كان عن حاجة أو قلة ذات يد، ﴿وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ﴾. كما على المؤمن أن لا يحب التقدم على المؤمنين أو المراكز القيادية، ورد في الحديث عن الرسول (ص) ما معناه: (من تقدم على قوم مؤمنين وهو يعلم أن فيهم من هو خير منه أكبه الله على منخريه في النار) .وأكتفي بهذا القدر وأترك التفريع والتفصيل للمؤمنين.
          أما محاربة الأنا في العالم الروحاني فتتم بالتدبر والتفكر، قال رسول الله (ص) لعلي (ع) ما معناه: (يا علي ساعة تفكر خير من عبادة ألف عام). (2)
          لايرى الا الله.

          **الإنسان يتخلص من الأنا عندما لا يرى نفسه ولا يرى إلاّ ربه قبل كل شيء ومع كل شيء وبعد كل شيء. ودائماً فلنلتفت إلى الشيطان والشر المستبطن فينا ولنعمل كل ما في وسعنا لقتله فأعدى أعدائنا هي أنفسنا .هذه النفس التي تقف بصلافة ودون حياء لتثبت أنها موجودة في مقابل وجود الله سبحانه وتعالى، ربما إنْ تحرك الإنسان بهذا الاتجاه وراقب وحارب عدوه بل ألد أعداءه نفسه سيصل إلى ما شاء الله من المعرفة التي يريدها الله للإنسان.(3)
          تتمة وأحسن البيان.
          حينما سئل ع كيف تكون المعرفة مستقرة في القلب.
          فقال (ع): (عندما يكون هو المعرفة، الذي يحترق بالنار ويصبح ناراً، أما إن كنت تقصد العمل الذي يؤدي لهذا:
          أولاً: أن يطبق كل ما يأمره الله به، وكل ما يرشده له، ويتخلق بكل خلق يرضاه الله، ويجتنب كل خلق يسخطه الله، ومن ثم لا يطلب جنة ولا تجنب نار ولا ولا، بل فقط أن يكون واقفاً في باب الله ويعمل بما يشاء، ومن ثم يعرف الآتي: أنه إن قال اشفني، أعطني، ارزقني، افعل بي كذا، فهو في كل هذه الأدعية يقول " أنا ".
          فالمفروض أن يقتنع قناعة كاملة أنه يكفيه أن يقف في باب الله ويستعمله الله متفضلاً عليه، فلو أنه سبحانه استعمله منذ أن خلق الدنيا إلى قيام الساعة ومن ثم أدخله النار لكان محسناً معه، وكيف لا يكون محسناً من أوجدني من العدم، ومن ثم شرفني أن استعملني لأكون حجراً يرميه كيفما يشاء، وأي فضل أعظم من هذا، بل لو أدخلني النار خالداً بعد هذا لكان محسناً معي؛ لأنه في كل ما مضى محسن، وفيما يأتي محسن، استحق أكثر من النار ؛ لأني ناظر إلى نفسي.
          المفروض أن يبقى الإنسان دائماً واقفاً في باب الله يرجو أن يتفضل عليه ويستعمله، والمفروض أن لا يكون عمل الإنسان مع الله مقابل ثمن أو جزاء، أي المفروض أن لا يطلب ثمناً أو جزاء. وهل تعتبره إنساناً جيداً من يطلب ثمناً أو جزاء مقابل خدمة بسيطة يقدمها لإنسان كريم وفّر له فيما مضى بيتاً ومالاً وعملاً وكل ما يحتاج في حياته دون مقابل، فكيف بالله سبحانه الذي إن استعملك شرفك، وكان عملك معه شرفاً لك وخير يصيبك، فكيف تطلب مقابلاً على ذلك ؟!) (4)

          تدبروتفكر:
          =وتعال معي يا أخي المؤمن لنتفكر في حالنا المخزي بين يدي الله سبحانه وتعالى، وليكن أحدنا من يكون، هب أنك أحد الثلاث مائة وثلاثة عشر، وهب أنك أحد النقباء الإثني عشر منهم، وهؤلاء هم خيرة من في الأرض، يقول فيهم أمير المؤمنين (ع) ما معناه: (بأبي وأمي هم من عدة أسماؤهم في السماء معروفة وفي الأرض مجهولة …) .وقالوا (ع) فيهم: (إنّ الأرض تفتخر بسيرهم عليها) .وبكى لأجلهم الصادق (ع) قبل أكثر من ألف عام، ودعا لهم وقال ما معناه: (يا رب إن كنت تريد أن تعبد في أرضك فلا تسلط عليهم عدواً لك)، وقال الصادق (ع) ما معناه: (ما كانوا كذلك لولا أنهم خلقوا من نور خلق منه محمد (ص) ومن طينة خلق منها محمد (ص)) .
          فتدبّر فضلهم على عامة الناس وعلى عامة شيعة أهل البيت (ع)، فالشيعة خلقوا من نورهم ومن فاضل طينتهم (ع)، وهؤلاء الشيعة المخلصون أصحاب القائم (ع) خلقوا من نور خلق منه محمد (ص)، ومن طينة خلق منها محمد (ص)، ومع هذا الفضل العظيم والمقام الرفيع ومع أنهم من المقربين ومن أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، ولكن تعال معي إلى عرصات يوم القيامة لنرى حالهم بل حال جميع الخلق سوى محمد (ص)، فإذا قامت القيامة لن يجرؤ أحد على الكلام بين يدي الله حتى يسجد محمد وحتى يحمد الله محمد وحتى يتكلم محمد (ص) ويشفع لخلق الله وعبيده، فلماذا لن يسجد ويحمد ويتكلم في ذلك الموقف أحد إلا بعد سجود وحمد وكلام محمد (ص)؟
          أمن تقصير بالخلق سوى محمد (ص)؟؟ أم من ظلم موجود في ساحة الله سبحانه وتعالى عن ذلك علواً عظيماً وكبيراً ؟؟
          أخي العزيز:
          أمير المؤمنين علي (ع) خير الخلق بعد محمد (ص) يقول:
          (إلهي قد جرت على نفسي في النظر لها ، فلها الويل إن لم تغفر لها) .
          ولو تدبرت كلامي السابق لعلمت أن أمير المؤمنين (ع) يقصد كل ما قال بكل معنى الكلمة فما حالنا نحن؟؟
          والحق أقول لك:إنّ الإنسان مهما كان ذو مقام رفيع وجاه وجيه بين يدي الله سبحانه وتعالى، فعليه أن يعضّ على إصبعه حسرة وندماً على قلة حيائه من الله سبحانه وتعالى الرحمن الرحيم الحليم الكريم، ويردد هذه الكلمات: يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله حتى تقوم القيامة، والحمد لله وحده(5).
          =أمّا إن كنتم تريدون الحق كله فالحق أقول لكم إننا لابد أن نخجل مما نحن فيه فماذا نريد نحن؟؟ نريد الآخرة نريد الجنة نريد بقاءً وخلوداً وكمالاً و .. و ......، ولكن من منّا يستحي من كرم الله، وعندما ينظر إلى وجوده لا يريد ولا يرضى أن يكون موجوداً في مقابل الله سبحانه فلا يختار البقاء والخلود ولا حتى في الآخرة والجنة، بل يطلب الفناء حياءً من الله ؟؟( 6 )
          = (... المطلوب منكم أن تتخذوا القرار الصحيح والاختيار الصحيح بين "أنا ........ هو"، وعندما يكون الاختيار صحيحاً، وعندما ينجو الإنسان المؤمن من الأنا يحقق ما جاء لأجله الأنبياء والأوصياء (ع)). (7)

          ما علاقة التخلص من الانا وتحقيق ماجاء لاجله الانبياء ؟هذا ما ستعرفونه في الحلقة المقبلة ان شاء الله .
          جوهرة
          اجاب السيد احمد ع في المعنى الباطن من الحديث الوارد من اهل البيت ع : أنّ من يقتل عدواً من أعدائهم بين يدي الإمام المهدي (ع) فله أجر عشرين شهيد ..
          (..... قتل النفس المعادية للإمام المهدي (ع)،
          أي قتل الأنا)
          ( 8)
          ----------------------------------
          (1).الجواب المنير4 عبر الاثيرالسؤال رقم328 جواب س2.
          (2).المتشابهات 3جواب السؤال 107.
          (3).الجواب المنير3جواب السؤال 232.
          (4)مع العبد الصالح.
          (5).المتشابهات3من جواب السؤال 107.
          (6 ).الجواب المنير3من جواب السؤال232.
          (7 ).مع العبد الصالح.
          (8 ).المتشابهات3 موضع الشاهد من جواب السؤال 110.
          Last edited by ya howa; 25-03-2013, 14:13.
          نزل صامتاً، وصلب صامتاً، وقـُتل صامتاً، وصعد الى ربه صامتاً، هكذا إن أردتم أن تكونوا فكونوا...

          Comment

          • ya howa
            مشرف
            • 08-05-2011
            • 1106

            #6
            رد: سلسلة اعرف عدوّك: النعيم

            بسم الله الرحمن الرحيم
            ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم
            وصلى الله على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا
            في اخر حلقة من حلقات سلسلة اعرف عدوك سنبيّن نتائج معركة الحرب ضد الانا اذا كانت لصالح ال((هو)) سبحانه وتعالى .. والا ...اذا كانت لصالح (الأنا) فلنبشر انفسنا من الان بجهنم وبئس المصير.
            خلال البحث توصلت لحقائق رهيبة وفيها تشعبات ولكنني حاولت التبسيط والتركيز فقط على كيفية محاربة الانا والتبعات والنتائج الملموسة تكون كل على حسبه.
            لذلك فإنني جمعت كلمات من السيد ع من مختلف الكتب واقتطعت موضع الشاهد والحاجة فقط فيما يخدم البحث . وارجوكم ان لاتنسوني من دعائكم .



            نتائج كسب المعركة ضد الانا:
            ***(... المطلوب منكم أن تتخذوا القرار الصحيح والاختيار الصحيح بين "أنا ........ هو"، وعندما يكون الاختيار صحيحاً، وعندما ينجو الإنسان المؤمن من الأنا يحقق ما جاء لأجله الأنبياء والأوصياء (ع))***.

            ولماذاارسل الله الانبياء؟

            ***أرسلوا لإصلاح الفساد العقائدي والتشريعي والأخلاقي والاجتماعي والسياسي والاقتصادي***.
            ***أرسل ليزكيهم ويطهر نفوسهم ويعيد دين التوحيد وتعاليمه التي كادت تندرس***.

            وما هو الهدف من تلك التزكية ؟
            ***قال تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)
            وفي الرواية عنهم (ع)أي ليعرفون، فأهم مهمة للمصلح المنتظر (ع) هي أن يُعرّف الناس بالله سبحانه وتعالى ويسلك بهم إلى الله فهو دليل الله سبحانه وحجته على عباده***.

            ماميزة تلك المعرفة التي يريدنا الله عزوجل التوصل اليها؟
            ***حيث إنّ العلم والمعرفة - المتعلقة بالآخرة - هي الحياة الحقيقية ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ , أي ليعرفون ﴿وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ﴾ ***.
            ولكن ليعرفون ماذا ؟ وكيف السبيل لهذه المعرفة ؟
            بيّن السيد احمد ع أن السبيل للتعرّف على حجة الله في ارضه يكون بقانون معرفة الحجة : النص, العلم , راية البيعة لله.
            وبين عليه السلام ان لايمكن تبيّن حكمة وعلم حجج الله الابعد التجرّد من الانا.
            ***ولابد للإنسان أن يتجرّد عن الهوى والأنا ليتبيّن حكمتهم وعلمهم (ع)*** .
            وبيّن أن من أول نتائج حرب الانا الايجابية هي اتباع الحجة وخليفة الله في الارض وكلاما اخر جميلا جدا ترّغب المجاهد الحقيقي لنفسه للاصرار على هدفه.. فقال ع:

            ***وبما أنّ النتيجة الأولى للجهاد الأكبر هي إتباع خليفة الله في أرضه والانصياع لأوامره، أي السجود له كما سجدت الملائكة لآدم (ع) ، وبما أنّ خليفة الله في أرضه هو الجنة الحقيقية، بل إنّ الجنان الملكوتية خُلقت من أنوارهم ، فإنّه يكون الجهاد الأكبر - والحال هذه - باب الجنة؛ لأنّه الباب الموصل إلى معرفة خليفة الله في أرضه وإتباعه، وخليفة الله هو باب معرفة الله سبحانه وتعالى .***
            وعلى قدر معرفتك بالباب تكون قد توصلت لمعرفة الله .
            واخيرا هذه الجوهرة :: ما هي ميزة المعرفة التي يجيء بها آل محمد ع ؟؟.
            ***أما محمد (ص) فقد دعا ثلاث عشر سنة في مكة جلها كانت في إصلاح العقيدة والتوحيد ولم يتوسع في إصلاح الشريعة إلا بعد ثلاث عشر سنة من الدعوة، والإمام المهدي (ع) لا يخرج عن سنة رسول الله وسنة الأنبياء والمرسلين، بل هي سنة الله من قبل ومن بعد ولن تجد لسنة الله تبديلاً.
            ثم لاحظ يا أخي العزيز بدقة وتدبر فإن الشريعة في كل ديانة على قدر التوحيد في تلك الديانة، فالشريعة الإسلامية أكمل من الشرائع السابقة؛ لأن التوحيد في القرآن والذي بُيّن من قبل رسول الله والأئمة السابقين عليهم الصلاة والسلام أكمل من التوحيد الذي جاء به الأنبياء والمرسلون السابقون، فإذا عرفت يا أخي العزيز من أهل البيت (ع) أنّ جميع ما جاء به الأنبياء والمرسلون من التوحيد هو جزءان، ولم يبث بين الناس إلا الجزءان، وأنّ الإمام المهدي (ع) يأتي بخمسة وعشرين جزءاً من التوحيد والمعرفة بطرق السماوات وما فيها والعقائد الحقة التي يرضاها الله، ويبث بين الناس سبعة وعشرين حرفاً هي تمام التوحيد الإلهي الذي أرسل الله به محمداً (ص)، ولكنه لم يبث في حينها منه إلا جزءان عرفت أنّ الشريعة التي يأتي بها الإمام المهدي (ع) أوسع بكثير مما موجود بين أيدينا الآن؛ لأن الشريعة الإسلامية الآن على قدر الجزأين فقط، فهل يمكن أن يبث الإمام المهدي (ع) شريعة السبعة وعشرين جزءاً قبل أن يبث توحيد السبعة وعشرين جزءاً، والذي تبنى عليه هذه الشريعة؟
            من المؤكد أنّ الجواب سيكون لا؛ وذلك لأسباب كثيرة أوضحها وأبينها أن الناس لا يتحملون شريعة السبعة وعشرين جزءاً إلا إذا وحدوا الله بالسبعة وعشرين جزءاً التي كلف الإمام المهدي (ع) بنشرها وبثها بين الناس، والحمد لله وحده(4).***

            والآن ايها القارئ الكريم عرفت لماذا خٌلقت ؟
            ولتعرف ماذا ؟
            وكيف ان (الانا) تضيّعك عن الباب لمعرفة الله؟
            ولماذا بالذات معرفة محمد وال محمد ؟
            ولماذا الدعاء باللهم صل على محمد وال محمد ؟
            فالهدف من الخليقة لن تتحقق الا بقيام القائم من ال محمد ص .
            فكن سببا لتسهيل قيامه ونصرته بقضائك على ألد أعدائه الا وهي "الانا" التي بين جنبيك.
            الهي لاحول ولاقوة الا بك ..


            ----------------------
            1.مع العبد الصالح
            2.حاكمية الله لاحاكمية الناس
            3.مجمع البحرين
            4.الجهاد باب الجنة
            5.المتشابهات 3
            نزل صامتاً، وصلب صامتاً، وقـُتل صامتاً، وصعد الى ربه صامتاً، هكذا إن أردتم أن تكونوا فكونوا...

            Comment

            Working...
            X
            😀
            🥰
            🤢
            😎
            😡
            👍
            👎