إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

اولي الامر في الكتاب والسنة ـ دكتور محمد عطية

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • هيئة الاشراف العلمي للحوزة
    هيئة الاشراف العلمي العام على الحوزات المهدوية
    • 07-02-2012
    • 74

    اولي الامر في الكتاب والسنة ـ دكتور محمد عطية

    بسم الله الرحمن الرحيم
    والحمد لله رب العالمين
    وصلى الله على محمد وآل محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    دروس مادة

    اولي الامر في الكتاب والسنة ـ دكتور محمد عطية
  • ya fatema
    مدير متابعة وتنشيط
    • 24-04-2010
    • 1738

    #2
    رد: اولي الامر في الكتاب والسنة ـ دكتور محمد عطية

    اولي الامر في الكتاب والسنة : التسجيلات الصوتية

    الدرس الاول : دراسة مقدمة الكتاب ــ التسجيل الصوتي اضغط هنا
    الدرس الثاني : النقطة الاولى ـ في بيان بعض مفردات الآية ودلالاتها ــ التسجيل الصوتي اضغط هنا
    الدرس الثالث : النقطة الاولى (تتمة) + النقطة الثانية ـ تبين الآية وجوب الطاعة لثلاث ــ التسجيل الصوتي اضغط هنا
    الدرس الرابع : النقطة الثانية ـ تبين الآية وجوب الطاعة لثلاث (تتمة) ــ التسجيل الصوتي اضغط هنا
    الدرس الخامس : النقطة الثانية ـ تبين الآية وجوب الطاعة لثلاث (تتمة)+المماثلة بين النبي (صلى الله عليه وآله) وبين علي في الطاعة وغيرها ــ التسجيل الصوتي اضغط هنا
    الدرس السادس : المماثلة بين النبي (صلى الله عليه وآله) وبين علي في الطاعة وغيرها (تتمة) ــ التسجيل الصوتي اضغط هنا
    الدرس السابع : المماثلة بين النبي (ص) وبين علي في الطاعة وغيرها (تتمة) + النقطة الرابعة: المستفاد من وجوب الطاعة المطلقة ــ التسجيل الصوتي اضغط هنا
    الدرس الثامن : النقطة الخامسة: تحديد المقصود بأولي الأمر ــ التسجيل الصوتي اضغط هنا
    الدرس التاسع : النقطة الخامسة: تحديد المقصود بأولي الأمر ــ تتمة ــ ــ التسجيل الصوتي اضغط هنا
    الدرس العاشر : النقطة الخامسة: تحديد المقصود بأولي الأمر ــ تتمة ــ ــ التسجيل الصوتي اضغط هنا

    Last edited by ya fatema; 29-04-2013, 23:00.
    عن أمير المؤمنين ويعسوب الدين وقائد الغر المحجلين الإمام علي بن أبي طالب وصي رسول الله محمد صلوات الله عليهما
    : ( إلهي كفى بي عزاً أن اكون لك عبداً وكفى بي فخراً أن تكون لي رباً أنت كما أحب فاجعلني كما تحب )

    Comment

    • ya fatema
      مدير متابعة وتنشيط
      • 24-04-2010
      • 1738

      #3
      رد: اولي الامر في الكتاب والسنة ـ دكتور محمد عطية

      بسم الله الرحمن الرحيم
      اللهم صل على محمد وآل محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما
      اولي الامر في الكتاب والسنة
      الدرس الثالث
      التسجيل الصوتي للمحاضرة ــ للاستماع والتحميل اضغط هنا

      تتمة النقطة الاولى : في بيان بعض مفردات الآية ودلالاتها


      {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً }النساء59

      {وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً} النساء: 83.
      هاتان الايتان محورا بحث اولي الامر في الكتاب والسنه ونعلم جميعا ان دين الله كله يُعرف من خلفاء الله حيث عندهم مراد الله من كلامه ووحيه ولايعرف مراد الله من قواعد نحويه او لغوية او اصولية او فلسفية او غيرها مما هو من وضع المخلوق

      2/معنى الامر : يُفهم من هذه الكلمة أنها تعني الخلافة والسلطة والحكم كما يدل على ذلك شواهد كثيرة في لغة العرب.
      فالامر هو خلافة الله على خلقه ممثلة بخلافة خلفائه المصطفين والسلطان الالاهي على الخلق والحكم الالاهي في خلقه: {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ }القصص68
      {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً }البقرة30
      {يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ }ص26
      {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }آل عمران26
      فهذه الايات تدل على ان الله هو صاحب الخلافة والسلطنة والحكم على خلقه وحيث انه سبحانه ليس كمثله شيئ فلا يجانس خلقه ولا يجانسونه جعل ذالك لخاصة خلقه وهم الانبياء والرسل واوصياؤهم وسماهم خلفاءه سبحانه
      وهذا البحث اللغوي هو قرينة يستفاد منها فهم ما يقوله خليفة الله لا انه يقرر مراد الله مستغنيا عن خليفة الله .
      فقد روى الطبري: حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، قال: (قال محمد بن إسحاق وحدثني محمد بن مسلم بن شهاب الزهري أنه أتى بني عامر ابن صعصعة فدعاهم إلى الله وعرض عليهم نفسه، فقال رجل منهم يقال له بيحرة ابن فراس: والله لو أني أخذت هذا الفتى من قريش لأكلت به العرب. ثم قال له: أرأيت إن نحن تابعناك على أمرك ثم أظهرك الله على من خالفك أيكون لنا الأمر من بعدك ؟ قال: (الأمر إلى الله يضعه حيث يشاء)، قال: فقال له: أفنهدف نحورنا للعرب دونك فإذا ظهرت كان الأمر لغيرنا لا حاجة لنا بأمرك، فأبوا عليه،....) - تاريخ الطبري: ج2 ص84.
      تبين ان بنوا عامر يفهمون معنى كلمة الامر جيدا وانهم ارادوها ثمنا لايمانهم برسول الله ص فارادوا ان تكون الخلافة والسلطان على العرب لهم وياكلون بها الدنيا فجعلوا الدين طريقا للدنيا فخاب مسعاهم ومسعى من سلك طريقهم وقد ورد عن الرسول ص ما معناه :بئس العبد يختل الدنيا بالدين .
      وفي قصة هوذة بن علي الحنفي حينما بعث له النبي كتاباً يدعوه إلى الإسلام فأجابه هوذة قائلاً: (ما أحسن ما تدعو إليه وأجمله، وأنا شاعر قومي وخطيبهم والعرب تهاب مكاني، فاجعل لي بعض الأمر أتبعك، فقال النبي : لو سألني سيابة من الأرض ما فعلت) . فنرى أنهم يقصدون بالأمر هو السلطان والخلافة - الطبقات الكبرى: ج1 ص262

      و المسلمين من يوم السقيفة وما بعدها يطلقون على خلافة النبي كلمة الأمر.
      قال سعد بن عبادة للأنصار يوم السقيفة: (استبدوا بهذا الأمر دون الناس...). وأجابته الأنصار بقولهم: (نوليك هذا الأمر...). ثم ترادوا الكلام وقالوا: فإن أبت مهاجرة قريش فقالوا: ... نحن عشيرته وأولياؤه فعلام تنازعوننا هذا الأمر من بعده ؟ وقال أبو بكر في احتجاجه عليهم يومذاك: (ولن يعرف هذا الأمر إلاّ لهذا الحي من قريش...). وقال – أيضاً - في قريش: (هم أحق الناس بهذا الأمر من بعده ولا ينازعهم ذلك إلاّ ظالم). السقيفة وفدك: ص57، شرح نهج البلاغة - لابن أبي الحديد: ج6 ص6، تاريخ الطبري: ج2 ص456
      والمسلمين الذين امنوا برسول الله ص يعلمون معنى الامر جيدا من الرسول ص وانه الخلافة عن الله والسلطان والحكم عنه سبحانه في خلقه وانهم ارادوا ذالك لانفسهم دون من عينه الله تعالى متقدمين عليهم ناقضين ما في اعناقهم من بيعة الامام علي بن ابي طالب في غدير خم الثامن عشر من ذي الحجة الحرام سنة عشره هجريه واسسوا بذالك السنة السيئة لمن بعدهم ليتقدموا على خلفاء الله بعد رسول الله ص وللاسف جعلوا ايمانهم بالرسول ص ونصرتهم له ثمنه متاع الدنيا والسلطان الباطل الزائل وتبعهم من بعدهم على ذالك فبئس ما يشترون .
      فروي عن النبي ص أنه قال لبني عامر بن صعصعة: (الأمر إلى الله يضعه حيث يشاء) السيره النبويه لابن كثير ج/2 ص/ 158.
      وروى مسلم، فقال: وحدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس، حدثنا عاصم بن محمد بن زيد، عن أبيه، قال: قال عبد الله: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي من الناس اثنان) . صحيح مسلم ج/6 ص/2 .
      وبهذا نعرف أنّ لفظ الأمر استعمل في الروايات الإسلامية بنفس المعنى الذي استخدمه العرب، فيكون المراد بأولي الأمر هم ذويه وأصحابه وهم الخلفاء والحكّام بأمر الله سبحانه.

      - 3/﴿تَنَازَعْتُمْ﴾ : قال سبحانه: ﴿فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ﴾. النزع يعني الجذب، والمنازعة شدّة الاختلاف والمجاذبة. ويشير لفظ التنازع إلى شدّة الاختلاف. والضمير في تنازعتم يعود للذين آمنوا الذين أُمروا بطاعة الله سبحانه والرسول وأولي الأمر.
      والمتنازع فيه عُبر عنه بلفظ شيئ وهو نكره تفيد العموم والشمول لكل ما يمكن التنازع فيه في امور الدين او الدنيا

      النقطة الثانية: تبيّن الآية وجوب الطاعة لثلاث

      الأول: طاعة الله سبحانه.
      الثاني: طاعة الرسول ص .
      الثالث: طاعة أولي الأمر ع.
      وهذا المعنى في قوله تعالى: ﴿أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ...﴾. فالذي يجب عليه الطاعة هم المؤمنون ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ...﴾، والوجوب ظاهر من صيغة فعل الأمر وهو (أَطِيعُواْ)، فلقد ثبت عند الجميع أنّ صيغة فعل الأمر تدل على الوجوب
      يقول الشيخ محمد رضا المظفر في كتابه أصول الفقه ج1 ص112: ظهور الصيغة في الوجوب:
      اختلف الأصوليون في ظهور صيغة الأمر في الوجوب وفي كيفيته على أقوال. والخلاف يشمل صيغة (إفعل) وما شابهها وما بمعناها من صيغ الأمر. والأقوال في المسألة كثيرة، وأهمها قولان:
      أحدهما: أنها ظاهرة في الوجوب، إما لكونها موضوعة فيه، أو من جهة انصراف الطلب إلى أكمل الأفراد.
      ثانيهما: أنها حقيقة في القدر المشترك بين الوجوب والندب، وهو - أي القدر المشترك - مطلق الطلب الشامل لهما من دون أن تكون ظاهرة في أحدهما. والحق أنها ظاهرة في الوجوب، ...الخ
      وتكرر فعل الأمر (أَطِيعُواْ) مرتين في الآية المباركة، فجاء في طاعة الله وطاعة رسوله أيضاً بينما عطفت طاعة أولي الأمر بحرف (الواو) بدون تكرار الفعل،
      لماذا لم يتكرر فعل اطيعوا مع اولي الامر ؟ وتكرر مع الله تعالى والرسول ص؟
      وهذا ما نبحثه لنثبت ان عدم التكرار مع اولي الامر لان جنس الطاعة فيهما واحد لان طاعتهما ليست اولا وبالذات بل اتباعا لامر الله بطاعتهما حيث هو صاحب الطاعة اولا وبالذات سبحانه

      فمن هنا لابد من معرفة مفاد حرف العطف (الواو) في اللغة، وهل يكون مفادها بمثابة تكرار الفعل أم لا ؟ ثم ما هو المترتب على ذلك ؟
      وهذا بحث لغوي وقد يقع فيه الاختلاف ولايحسم المعركه بين الخصمين لان اللغه مجرد قواعد استقرائية ناقصه وليست نصا الاهيا به تحسم مادة الاختلاف .
      قال الجوهري في الصحاح: (و (الواو) من حروف العطف تجمع الشيئين ولا تدل على الترتيب، وتدخل عليها ألف الاستفهام كقوله تعالى: ﴿أَوَعَجِبْتُمْ أَن جَاءكُمْ ذِكْرٌ مِّن رَّبِّكُمْ﴾، كما تقول: أفعجبتم. وقد تكون بمعنى مع، لما بينهما من المناسبة: لأنّ مع للمصاحبة، كقول النبي صلى الله عليه وسلم: "بعثت والساعة كهاتين" وأشار إلى السبابة والوسطى، أي مع الساعة. وقد تكون الواو للحال كقولهم: قمت وأصك وجهه، أي قمت صاكّاً وجهه، وكقولك: قمت والناس قعود الصحاح ج/6 ص/2556) .
      وقال ابن الحاجب: (الحروف العاطفة: الواو، والفاء، وثم، وحتى، وأو، وإما، وأم، ولا، وبل، ولكن، فالأربعة الأولى للجمع، فالواو للجمع مطلقاً، لا ترتيب فيها، والفاء للترتيب، وثم مثلها بمهلة، وحتى مثلها، ومعطوفها جزء من متبوعه لتفيد قوة أو ضعفاً).
      شرح الرضا على الكافيه ح/4 ص 381
      والمراد بقوله: (للجمع مطلقاً)، هو أنّ الواو تجمع بين حكم المعطوف عليه والمعطوف، فيشترك المعطوف مع المعطوف عليه في اللفظ والحكم، وهذا ما بيَّنه ابن عقيل الهمداني في شرحه، قال: (حروف العطف على قسمين: أحدهما: ما يشرك المعطوف مع المعطوف عليه مطلقاً، أي: لفظاً وحكماً، وهي: الواو، نحو: "جاء زيد وعمرو". وثم، نحو: "جاء زيد ثم عمرو". والفاء، نحو: "جاء زيد فعمرو". وحتى، نحو: "قدم الحجاج حتى المشاة". وأم، نحو: "أزيد عندك أم عمرو ؟". وأو، نحو: "جاء زيد أو عمرو"، ... الخ ) شرح بن عقيل ج/2 ص/255.
      والمستفاد من كل ما تقدّم أنّ حرف العطف (و) يفيد التشريك بين المعطوف عليه وبين المعطوف في الحكم، فالحكم الثابت للمعطوف عليه يكون ثابتاً للمعطوف أيضاً، فيشترك المعطوف مع المعطوف عليه في الحكم اللفظي فيأخذ المعطوف الحركة الإعرابية للمعطوف عليه، وكذلك يشاركة بلحاظ المعنى، فعندما نقول: (جاء زيد وعمرو) فعمرو يشترك مع زيد في الحكم الإعرابي وفي المعنى، حيث اشترك عمرو مع زيد بالمجيء، فيكون المعطوف مع المعطوف عليه بنسق واحد، ولذا سميت حروف العطف بحروف النسق.
      قال الزبيدي: ("نسق": نسق الكلام نسقاً: عطف بعضه على بعض، نقله الجوهري. وقال ابن دريد: النسق: نسق الشيء بعضه في إثر بعض. وقال الليث: النسق، كالعطف على الأول. وقال ابن سيده: والنحويون يسمون حروف العطف حروف النسق؛ لأنّ الشيء إذا عطفت عليه شيئاً بعده جرى مجرى واحداً. وقال الجوهري: النسق، محركة: ما جاء من الكلام على نظام واحد. قال: والنسق من الثغور: المستوية يقال: ثغر نسق، ونسقها: انتظامها في النبتة، وحسن تركيبها. قال: والنسق من الخرز: المنظم،... وقال الليث: النسق من كل شيء: ما كان على طريقة نظام واحد، عام في الأشياء كلها. قال ابن دريد. يقال: قام القوم نسقاً. وغرست النخل نسقاً. وكل شيء أتبع بعضه بعضا فهو نسق له).
      تاج العروس: ج13 ص457
      Last edited by ya fatema; 05-03-2013, 13:19.
      عن أمير المؤمنين ويعسوب الدين وقائد الغر المحجلين الإمام علي بن أبي طالب وصي رسول الله محمد صلوات الله عليهما
      : ( إلهي كفى بي عزاً أن اكون لك عبداً وكفى بي فخراً أن تكون لي رباً أنت كما أحب فاجعلني كما تحب )

      Comment

      • ya fatema
        مدير متابعة وتنشيط
        • 24-04-2010
        • 1738

        #4
        رد: اولي الامر في الكتاب والسنة ـ دكتور محمد عطية

        بسم الله الرحمن الرحيم
        اللهم صل على محمد وآل محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما
        اولي الامر في الكتاب والسنة
        الدرس الرابع
        التسجيل الصوتي للمحاضرة ــ للاستماع والتحميل اضغط هنا

        { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً }النساء59

        {وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً} النساء: 83.
        هاتان الايتان محور بحث اولي الامر في الكتاب والسنه ونعلم جميعا ان دين الله كله يُعرف من خلفاء الله حيث عندهم مراد الله من كلامه ووحيه ولايعرف مراد الله من قواعد نحويه او لغوية او اصولية او فلسفية او غيرها مما هو من وضع المخلوق
        4/فمما تقدّم نعرف أنّ حرف (الواو) في قوله سبحانه: ﴿وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ...﴾، يدل على التشريك بين طاعة الرسول ص وطاعة أولي الأمر، فكلا الطاعتين من جنس واحد، بخلاف طاعة الله سبحانه فهي طاعة لذاته لكونه الرب الخالق المدبر لشؤون الخلق فتجب عليهم طاعته فطاعته لذاته سبحانه، أمّا طاعة الرسول وأولي الأمر فهي طاعة معطاة لهم من الله سبحانه لكونهم خلفاءه في الأرض.
        إذن الطاعة في الأساس هي لله سبحانه، أمّا رسول الله وأولي الأمر فلو لم يأمرنا الله تعالى بطاعتهما لما كانت طاعتهما واجبة علينا؛ لأنّه ولأنهم - أولوا الأمر - مخلوقون لله كما نحن مخلوقون لله أيضاً، ولكن الفرق بينا وبين الرسول ص وأولي الأمر هو أنّ الله تعالى أمرنا بطاعتهم، فطاعتهم أصبحت واجبة ولازمة علينا لأنّ الله أمرنا بها.

        تاويل اهل الخلاف لاية اولي الامر تبريرا لموقف ائمتهم
        ومن هنا نعرف الخلل في كلام ابن القيم وغيره حيث إنّه قال في بيان الوجه في تكرار الفعل (أطيعوا) بين طاعة الله وطاعة الرسول ص ، وعدم تكرار الفعل بين طاعة الرسول وطاعة أولي الأمر، لكون طاعة الرسول ص تجب استقلالاً بدون العرض على الكتاب بخلاف طاعة أولي الأمر فهي ليست طاعة بالاستقلال بل هي في حدود طاعة الرسول .
        قال ابن القيم: (فأمر تعالى بطاعته وطاعة رسوله، وأعاد الفعل إعلاماً بأنّ طاعة الرسول تجب استقلالاً(هنا مغالطة وهي :ان طاعة الرسول ص ليست استقلالا بل طاعته مطلقة واجبة بامر الله فالله تعالى هو المطاع استقلالا أي اولا وبالذات وطاعة الرسول ص واجبة بامر الله ) من غير عرض ما أمر به على الكتاب،(والمغالطه الاخرى هي قوله بدون العرض على الكتاب فكيف نعرض طاعة الرسول ص على الكتاب وهو الذي جاءنا بالكتاب وعلمنا الكتاب بل هوالكتاب؟) بل إذا أمر وجبت طاعته مطلقاً(نعم طاعته مطلقا لانه خليفة الله لاكما يفسر ابن القيم الاطلاق لانه يقصد بتفسيره مغالطة اخراج اولي الامر من الخلافة عن الله وجعلهم كا الاب والزوج والسيد ورئيس العمل وهنا مكمن مغالطة اتباع حاكمية الناس))، سواء كان ما أمر به في الكتاب أو لم يكن فيه، فإنه أوتى الكتاب ومثله معه، ولم يأمر بطاعة أولي الأمر استقلالاً(لاحظوا لم يبرهن ابن القيم على كلامه بل ارسله ارسال المسلمات وهذا الاسلوب مصادرة على المطلوب لان المطلوب هو اثبات ان واو العطف تفيد التشريك ام لا فهو قال لا بدون برهان وعلى خلاف ما هو ثابت عند النحويين)، بل حذف الفعل، وجعل طاعتهم في ضمن طاعة الرسول إيذاناً بأنهم إنما يطاعون تبعاً لطاعة الرسول، فمن أمر منهم بطاعة الرسول وجبت طاعته، ومن أمر بخلاف ما جاء به الرسول فلا سمع له ولا طاعة، كما صح عنه (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: "لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق) (قول الرسول حق في غير اولي الامر خلفاء الله المنصبين من الله تعالى وهذا وضع لكلام رسول الله في غير محله وتصحيح لمنهاج ائمة الضلال اصحاب حاكمية الناس اتباع منهج من يتزوج امه يقول له يا عمي)
        - إعلام الموقعين دار الجيل - بيروت 1973 تحقيق طه عبد الرءوف سعد: ج1 ص48.
        وهذا الكلام جاؤا به تبريرا لموقف ائمتهم اصحاب سقيفة بني ساعده التي رفضت حاكمية الله ورفضت وجود معصومين هم اولي الامر بعد رسول الله ص وحيث ان من اغتصبوا الحكومة كانوا جهلاء ولايعلمون من دين الله شيئا فوضعوا قاعدة لطاعتهم مشروطة بطاعتهم لله ولرسوله ص.
        أقول:
        أولاً: إنّ إعادة الفعل بين طاعة الله وطاعة الرسول لبيان طبيعة الطاعة المفترضة على المؤمنين، فطاعة الله سبحانه استقلالية ذاتية بخلاف طاعة خلفائه ومنهم الرسول فهي طاعة ممنوحة لهم منه سبحانه معطاة لهم، فلكون طاعتهما من سنخ واحد جاء حرف العطف (و)، ولم يتكرر الفعل لبيان التشريك وكون طاعة أولي الأمر هي كطاعة الرسول ، فلبيان الفرق بين الطاعتين تكرّر الفعل في الآية الشريفة، وهذا المعنى لا ينافي عدم تكرار الفعل في الآيات الأخرى كقوله سبحانه: ﴿قُلْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ فإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ﴾( - آل عمران: 32)، ﴿وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾.- آل عمران: 132. )، لكون المراد هو الطاعة المفترضة للرسول ص وكونها امتداد لطاعة الله سبحانه، بغض النظر عن بيان سنخ الطاعتين.
        ومن هنا يتضح بطلان قول البعض بأنّ تكرار الفعل إنما جاء للتأكيد؛ إذ لو كان المقصود هو التأكيد لكان ترك تكرار الفعل أدل عليه وأبلغ لكونه يفيد أنّ طاعة الرسول هي عين طاعة الله سبحانه، ثم إنّه ليس كل تكرار يفيد التأكيد بل ربما يفيد التكرار مدلولاً آخر كما في قوله تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ﴾( )، فقد تكرر لفظ الاصطفاء ولم يقصد منه التأكيد، بل جاء بمعنيين يختلف أحدهما عن الآخر
        هذا إخبار من الله تعالى بما خاطبت به الملائكة مريم، عليها السلام، عن أمر الله لهم بذلك: أن الله قد اصطفاها، أي: اختارها لكثرة عبادتها وزهادتها وشرفها وطهرها من الأكدار والوسواس (4) واصطفاها ثانيًا مرة بعد مرة لجلالتها على نساء العالمين.
        تفسير ابن كثير الباب/ 42 ج/2 ص/39
        ومن هنا تكون طاعة أولي الأمر هي عين طاعة الرسول ؛ وذلك لعدم تكرار الفعل الدال على كونهما من سنخ واحد، فطاعته طاعتهم .

        ثانياً: إنّ العطف يفيد التشريك في الحكم، فكما أنّ تكرار الفعل يفيد التشريك كذلك العطف أيضاً، فمفاد قولنا (جاء زيد وعمرو) و (جاء زيد وجاء عمرو) واحد، فكلا الجملتين تثبتان مجيء عمرو مع مجيء زيد، ولا يصح القول بأنّ تكرار الفعل دليل على أنّ طريقة المجيء مختلفة في الجملة التي تكرر بها الفعل دون الجملة التي جاء فيها حرف العطف (و) فقط.
        والذي يؤكد ذلك الآيتان التي نقلتهما في النقطة الأولى، ﴿قُلْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ فإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ﴾( )، ﴿وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾( )، فلم يكرر الفعل فيهما، وإنما جيء بحرف العطف (و)، فهل يلزم من ذلك كون طاعة الرسول لا تجب بالاستقلال ويجب عرض ما أمر به على الكتاب كما قال ابن القيم ؟! لا أعتقد أنّه يلتزم بذلك.
        وعليه فالعطف يشرك بين الطاعتين، طاعة الرسول وأولي الأمر في الوجوب، فكلا الطاعتين واجبة.
        كما أنّ وجوب الطاعة المستفاد من العطف مطلق فكما أنّ طاعة النبي مطلقة كذلك إطاعة أولي الأمر، ومجرّد عدم تكرار الفعل لا يعني أنّ طاعة أولي الأمر مقيدة، بل التقييد لابد له من دليل وهو مفقود.
        ثالثاً: إنّ ابن القيم جعل طاعة أولي الأمر في حدود طاعة الرسول، فقال: (بل حذف الفعل، وجعل طاعتهم في ضمن طاعة الرسول إيذاناً بأنهم إنما يطاعون تبعاً لطاعة الرسول، فمن أمر منهم بطاعة الرسول وجبت طاعته، ومن أمر بخلاف ما جاء به الرسول فلا سمع له ولا طاعة، كما صح عنه (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: "لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق").
        فإن كان يقصد بأنّ طاعة أولي الأمر امتداد لطاعة الرسول فنعم، وإن كان يقصد شيئاً آخر - وهو كذلك، حيث يفترض أنّ أولي الأمر غير معصومين فليس هم امتداد طبيعي لخلافة الرسول - كما يدل عليه قوله: (فمن أمر منهم بطاعة الرسول وجبت طاعته، ومن أمر بخلاف ما جاء به الرسول فلا سمع له ولا طاعة ..)، وهذا يتنافى مع إطلاق وجوب الطاعة لأولي الأمر الثابت بنص الآية لكونها عطفت طاعة أولي الأمر على طاعة الرسول ، فكما إنّ طاعته مطلقة فكذلك أولي الأمر بمقتضى التشريك المستفاد من العطف.
        رابعاً: يجب على ابن القيم وغيره أن يجيبوا عن سؤال - ويبدو أن ابن القيم وغيره لن يجدوا له جواباً - وهو: كيف ستعرف الناس بكون ولاة الأمور قد أمروا بشيء خلاف ما أمر به النبي فلا تطيعهم ؟ أليس الذين يميّزون الحكم وكونه حكم الله ورسوله أم حكم خارج عنهما ولا يمت لهما بصله أولى أن يكونوا هم ولاة الأمر؛ لكونهم ذوي معرفة يستطيعون من خلالها الكشف عن حكم الله وحكم رسوله ؟!
        النقطة الثالثة: إدعاء تقييد الطاعة ونفي الإطلاق
        ربما توهم الكثير أنّ الآية مُقيَّدة بالروايات التي تنهى عن طاعة المخلوق في معصية الخالق، فيكون مفادها أطيعوا أولي الأمر بما لم يعصِ الله سبحانه، فالروايات الناهية عن طاعة المخلوق في معصية الله سبحانه تقيد هذه الآية ؟
        والجواب:
        1- إنّ الآية تدل على أنّ طاعة أولي الأمر غير مقيدة بقيد ولا شرط؛ لكون الآية قرنت طاعة أولي الأمر بطاعة الله ورسوله ، وكما أنّ طاعة الله سبحانه ورسوله مطلقة فكذلك إطاعة أولي الأمر، وليس في الآيات القرآنية ما يقيد هذا الإطلاق، والحال أنّه سبحانه قد أبان القيد في مسألة هي أقل شأناً من وجوب طاعة أولي الأمر التي فرضتها الآية، كقوله سبحانه في الوالدين: ﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ العنكبوت /8.
        فلماذا سبحانه لم يظهر القيد في الآية التي تعد من أهم مسائل الدين وفيها سعادة وخسران الإنسانية ؟ بينما نجده سبحانه جمع بين الرسول وأولي الأمر وذكر لهما طاعة واحدة وقرن طاعتهم بطاعته ، والرسول لا يأمر بمعصية أو خطأ وإلا لما وجبت طاعته بقول مطلق، فلو كان ذلك يصدر من أولي الأمر الوارد ذكرهم في الآية فلا مناص من ذكر القيد في أولي الأمر، وبما أنه لم يذكر فيثبت الإطلاق الذي يكون مفاده وجوب طاعة أولي الامر مطلقاً كما وجبت طاعة الرسول كذلك. ومن هنا كما أنّ الرسول ص معصوم فكذلك أولي الأمر من غير فرق.
        وبعبارة أخرى: إنّ حرف العطف يدل على وحدة نوع الطاعة اللازمة للرسول ولأولي الأمر فهذا مقتضى التشريك بالعطف، وأمّا ما يمكن استفادته من إفراد طاعة الله ثم إفراد أخرى للرسول وأولي الأمر هو أنّ طاعة الله طاعة بالاستقلال والأولية؛ لأنّه الرب الذي يفيض على خلقه النعم، وأمّا طاعة الرسول ومن عطف عليه - أولي الأمر - فقد ثبتت بالنيابة والطولية، ولا دلالة في البين للتقييد، فالآية غير ناظرة لضيق الطاعة، وإنما لنوعها أو رتبتها الوجودية بالأصالة أو التبع.
        فيستفاد الإطلاق من عدم ذكر القيد كما قُرّر ذلك في محلة، فحيث أنّ طاعة أولي الأمر عُطفت على طاعة النبي - وهي طاعة مطلقة بلا شك - فكذلك طاعة أولي الأمر بمقتضى التشريك بالعطف، كما ويستفاد الإطلاق أيضاً من الروايات التي بينت المراد بأولي الأمر وأمرت بطاعتهم مطلقاً وبينت خصائصهم وصفاتهم.
        - أقول: يمكن توضيح الإطلاق والتقييد من خلال المثال الآتي: لو كان للإنسان جيران من أديان مختلفة، وأراد أن يكرم جاره المسلم فكلف ولده بذلك فلا يكفي ـ عادة ـ أن يقول لولده: (أكرم الجار)، إذ لفظ الجار هنا مطلق يشمل جميع الجيران من المسلمين والمسيحيين وغيرهم من الأديان الأخرى، فتحقيقاً لمراده ـ وهو حصر الإكرام بالجار المسلم فقط ـ ينبغي على الأب أن يقيد كلامه فيقول لولده: (أكرم الجار المسلم)، فلفظ المسلم قيد قد ضيق دائرة من يريد الأب إكرامهم، ومن هنا فالإكرام لا يشمل غير المسلمين من الجيران، وهذا ما نعبر عنه بالتقييد حيث إن الإكرام مقيد بالمسلم فقط.
        وأمّا إذا كان يريد من ولده أن يكرم جاره مهما كان دينه فيقول: (أكرم الجار) ويطلق كلمة الجار ولا يقيدها بوصف خاص، فيفهم من ذلك شمول الإكرام لمطلق الجيران ولا يختص بالمسلم فقط، وهذا ما نسميه إطلاقاً، أي أن الإكرام مطلق ولم يقيد بقيد، وعلى هذا الأساس يعتبر عدم ذكر القيد في الكلام دليلاً على شمول الحكم، ومثال ذلك من النصوص الشرعية قوله تعالى: (أحل الله البيع)، فكلمة البيع مجردة عن أي قيد في الكلام، فيدل هذا الإطلاق على شمول الحكم ـ وهو الحلية ـ لجميع أنواع البيع. وقد يقال كيف يمكن استفادة الإطلاق من عدم ذكر القيد ؟
        أقول: إنّ المتكلم يُبرز مراده من خلال اللفظ، فلو جاء باللفظ ولم يقيده بقيد كان ظاهر حاله أنه يريد الإطلاق ولا يريد التقييد، ولو أراده لذكره فبما أنه لم يذكره فهو لا يريده، فيثبت الإطلاق

        مدرس المادة
        الاثنين/28/ربيع الثاني/ 1434
        عن أمير المؤمنين ويعسوب الدين وقائد الغر المحجلين الإمام علي بن أبي طالب وصي رسول الله محمد صلوات الله عليهما
        : ( إلهي كفى بي عزاً أن اكون لك عبداً وكفى بي فخراً أن تكون لي رباً أنت كما أحب فاجعلني كما تحب )

        Comment

        • ya fatema
          مدير متابعة وتنشيط
          • 24-04-2010
          • 1738

          #5
          رد: اولي الامر في الكتاب والسنة ـ دكتور محمد عطية

          بسم الله الرحمن الرحيم
          اللهم صل على محمد وآل محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما
          اولي الامر في الكتاب والسنة
          الدرس الخامس
          التسجيل الصوتي للمحاضرة ــ للاستماع والتحميل اضغط هنا

          {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً }النساء59

          {وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً} النساء: 83.
          هاتان الايتان محور بحث اولي الامر في الكتاب والسنه ونعلم جميعا ان دين الله كله يُعرف من خلفاء الله حيث عندهم مراد الله من كلامه ووحيه ولايُعرف مراد الله من قواعد نحويه او لغوية او اصولية او فلسفية او غيرها مما هو من وضع المخلوق
          2- إنّ القرآن أمر بالرد إلى أولي الأمر بقوله سبحانه: ﴿وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً﴾(83 )، فالرد لأولي الأمر في الآية مطلق كالرد للرسول ، فكيف يدّعى التقييد ؟ !
          الاية الشريفه اوجبت على جميع المكلفين الرد الى الرسول ص في كل امر متنازع فيه مطلقا وهذا امر متفق عليه عند جميع المسلمين ثم ان الاية نفسها عطفت الرد الى اولي الامر على الرد الى الرسول ص والعطف يستفاد منه التشريك في الحكم فيكون الرد الى اولي الامر ردا مطلقا في كل امر. ولا يوجد في الاية ما يدل على تقييدها
          وأولوا الأمر في هذه الآية هم عينهم المقصودون بالآية السابقة، أعني: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً﴾(59 النساء). فكيف يقال بكون الرد لله وللرسول فقط ؟
          وفي هذه الايه وجوب الرد الى الله والى الرسول ص ومن الايه 83 استفدنا وجوب الرد الى اولي الامر وهم واحد في الايتين فيكون وجوب الرد الى الله والرسول ص والى اولي الامر ع وحيث ان خليفة الله في الزمان واحد وهو اما نبي او رسول او وصي نبي فيكون الرد اليه رد الى من فوقه بمعني الرد الان الى خليفة الله المهدي هو بعينه الرد الى الرسول محمد ص هو بعينه الرد الى الله تعالى ومن هنا عرفنا مقام اولي الامر بانهم معصومين وخلفاء الاهيين معينون من الله تعالى .لا كما يدعي مخالفينا بانهم غير معصومين ولا معينون من الله تعالى.
          3- القول بمقيدية حديث لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق للآية الكريمة لا يمكن قبوله؛ لكون الآية الكريمة أخص منه، إذ هي تعطي الطاعة المطلقة للرسول ولأولي الأمر فقط، بينما الحديث ينفي مطلق الطاعة للمخلوق ما دامت تسبب عصيان الخالق، فتكون الآية مقيدة لحديث لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق لا أن الحديث يقيد الآية.
          فمفاد تقييد الاية للحديث يكون :يجب على المكلفين طاعة الرسول ص واولي الامر مطلقا وغيرهم طاعتهم مقيدة بطاعة الله والرسول واولي الامر.
          بل أنّ حديث لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق غير ناظر أساساً لمن أوجب الله طاعتهم بقول مطلق، فهم خارجين عن مفاد الحديث تخصصاً لا تخصيصاً ؛ إذ وجوب الطاعة المطلقة الثابت لهم مساوق لعدم إدخالهم الناس في المعصية وعدم إخراجهم من الطاعة، فهم لا يعصون الخالق - باختيارهم - لكي تقيد طاعتهم
          الاية الشريفه موضوعها الرسول واولي الامر وحكمها وجوب طاعتهم مطلقا واما الحديث (لاطاعة لمخلوق .......)موضوعه المخلوق غير الرسول واولي الامر وحكمه هو طاعتهم في طاعة الرسول واولي الامر وبالتالي يكون موضوع الاية ليس من افراد موضوع الحديث فلا ينطبق عليه حكم الحديث مطلقا فتكون القضية سالبة بانتفاء الموضوع وهذا هو ما يسمى بالخروج التخصصي لا التخصيصي.
          - ولكي يتضح الفرق بين التخصيص والتخصص بصورة بسيطة أسوق المثال التالي، لقد جاء في الشرع: (لا ربا بين الوالد وولده)، فالربا حرام لكن خرج الربا بين الولد والوالد، والربا هو المفاضلة في نفس الجنس مقابل الاجل فيقول مثلا:اعطني مائة كيلوا قمح وارده اليك مائة وخمسين كيلوا بعد سنه. والسؤال: كيف خرجت المفاضلة (الربا) بين الولد والوالد عن الربا ؟
          تارة نقول أنّ المفاضلة بين الأب وولده متحققة، أي يوجد ربا وهو متحقق لكن الشرع أخرج هذه الصورة عن حكم الربا، فقوله: (لا ربا بين الولد ووالده) إنما أخرج المفاضلة بينهما حكماً بمعنى أن المفاضلة موجودة لكن حكمها وهو الحرمة منفي بقوله: (لا ربا بين الولد ووالده)، وهذا يسمى تخصيصاً، أي أنّ المفاضلة بين الأب وابنه خارجة عن حكم الربا لا عن موضوعه، فالربا متحقق لكن حكمه ـ عن الأب وابنه ـ وهو الحرمة مرفوع. هذا هو التخصيص وهو الخروج عن الحكم لا الموضوع.
          وتارة ثانية نقول بأنّ (لا ربا بين الولد ووالده) إنما أخرج هذه الصورة عن موضوع الربا، فالربا غير موجود أصلاً بين الأب وابنه، فهذا الدليل أخرج المفاضلة بين الأب وابنه موضوعاً بمعنى أنه لا ربا متحقق بينهما فتكون هذه الصورة ـ المفاضلة من جنس واحد بين الأب والابن ـ ليست ربا أصلاً فخرجت موضوعاً، وهذا ما يسمى بالتخصص، فيقال أن الربا بين الابن وأبيه خارج تخصصاً لا تخصيصاً.
          - قوله سبحانه: ﴿وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً﴾.
          .
          4- يجب الالتفات إلى أنّ الآية ( 83) تنص على وجوب الرد لأولي الأمر الذين يَحتكم إليهم المسلمون، فلو كانت طاعتهم غير مطلقة فلمن سيعودون لفصل النزاع وحل الخصومات المتعلقة بكل شؤون الحياة ؟
          إن قلنا برجوعهم واحتكامهم لغير أولي الأمر فهذا خلاف نص الآية المباركة الآمرة بوجوب الرد إليهم وسيكون اجتهاداً في مقابل النص. ثم لو رجعوا لغير أولي الأمر كيف سيعرفون بأنّ من رجعوا إليه لم يخالف أو خالف أمر الله سبحانه ورسوله الكريم ؟
          بطبيعة الحال نحتاج شخصاً آخر يبين أنّ من رُجع إليه لم يخالف في حكمه أمر الله والرسول .
          والسؤال الذي يأتي هنا هو: أنّ الشخص الذي حدد أنّ من رُجع إليه لم يخالف في حكمه أمر الله والرسول هل طاعته مطلقة أم مقيدة ؟
          إن قلنا إن طاعته مقيدة أيضاً فستحصل فوضى ونحتاج إلى شخص آخر نرجع إليه وهذا الآخر أيضاً طاعته مقيدة وهكذا .... فتلزم الفوضى وهي خلاف الحكمة الثابتة في التشريع الإلهي.
          وإن قلنا إنّ طاعته مطلقة إذن وصلنا لشخص غير الرسول تكون طاعته مطلقة، فإن كان كذلك فلماذا لا يكون أولي الأمر الذين ذكرتهم الآية هم المصداق لمن وجبت طاعتهم بقول مطلق ؟!

          المماثلة بين النبي (صلى الله عليه وآله) وبين علي في الطاعة وغيرها

          روى الحاكم النيسابوري في المستدرك حديثاً صرح بصحته على شرط الشيخين: (أخبرنا) أبو أحمد محمد بن محمد الشيباني من أصل كتابه، ثنا علي بن سعيد بن بشير الرازي بمصر، ثنا الحسن ابن حماد الحضرمي، ثنا يحيى بن يعلى، ثنا بسام الصيرفي، عن الحسن بن عمرو الفقيمي، عن معاوية بن ثعلبة، عن أبي ذر (رضي الله عنه)، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن أطاع علياً فقد أطاعني، ومن عصى علياً فقد عصاني)، هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه .
          - مستدرك الحاكم النيسابوري: ج3 ص121. صححه الحاكم النيسابوري وتابعه الذهبي فصححه في تلخيص المستدرك.
          .
          فطاعة علي هي طاعة النبي ، ومن المعلوم أنّ طاعة النبي مطلقة فكذلك طاعة علي ع ، وهذا لا يحتاج إلى بيان فهو واضح بمقتضى المماثلة، وهذا يلقي الضوء على الآيتين الكريمتين - أعني قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً﴾(النساء 59 )، وقوله تعالى: ﴿وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً﴾(النساء83 ) - ويُبين وبكل وضوح أنّ طاعة أولي الأمر مطلقة كما أنّه يبين المراد بأولي الأمر الوارد ذكرهم في الآيتين الكريمتين.
          فالطاعتين متماثلتين؛ فطاعة النبي هي طاعة أولي الأمر، بل يستفاد من تماثل الطاعتين عصمة أولي الأمر وعدم صدور المعصية منهم كما أنها لم تصدر من النبي .
          ومن الثابت في الروايات المروية عن النبي أنّه جعل المماثلة بينه وبين علي في كثير من الأمور في أحاديث كثيرة، بل هو نفس النبي بنص آية المباهلة، قال سبحانه مخاطباً نبيه الكريم : ﴿فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ﴾(ال عمران 61 )،
          فقد صرّح الكثير من المفسرين في بيانهم للآية أنّ الرسول أخرج معه لمباهلة نصارى نجران علي بن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين (عليهما السلام) (-

          راجع صحيح مسلم: ج7 ص120 – 121، والمستدرك للحاكم النيسابوري، بسند صحيح على شرط الشيخين: ج3 ص150، وتابعه الذهبي في تلخيص المستدرك أيضاً على شرط الشيخين، تفسير السمرقندي: ج1 ص245، تفسير الواحدي: ج1 ص214، تفسير السمعاني: ج1 ص327، شواهد التنزيل: ج1 ص164، تفسير النسفي: ج1 ص157، وغيرهم.

          مدرس المادة
          6/جمادي الاولى/1434 هـ 18/3/2013
          عن أمير المؤمنين ويعسوب الدين وقائد الغر المحجلين الإمام علي بن أبي طالب وصي رسول الله محمد صلوات الله عليهما
          : ( إلهي كفى بي عزاً أن اكون لك عبداً وكفى بي فخراً أن تكون لي رباً أنت كما أحب فاجعلني كما تحب )

          Comment

          • ya fatema
            مدير متابعة وتنشيط
            • 24-04-2010
            • 1738

            #6
            رد: اولي الامر في الكتاب والسنة ـ دكتور محمد عطية

            بسم الله الرحمن الرحيم
            اللهم صل على محمد وآل محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما
            اولي الامر في الكتاب والسنة
            الدرس السادس
            التسجيل الصوتي للمحاضرة ــ للاستماع والتحميل اضغط هنا

            {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً }النساء59

            {وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً} النساء: 83.
            هاتان الايتان محور بحث اولي الامر في الكتاب والسنه ونعلم جميعا ان دين الله كله يُعرف من خلفاء الله حيث عندهم مراد الله من كلامه ووحيه ولايُعرف مراد الله من قواعد نحويه او لغوية او اصولية او فلسفية او غيرها مما هو من وضع المخلوق.
            وصلنا الى الروايات التي تدل على مماثلة طاعة الامام علي ع لطاعة النبي ص. ومنها نستفيد ان طاعتهما ع واحدة بمعنى ان ما وجب على الامة من الطاعة المطلقة للنبي ص فقد وجب مثلها لعلي ع وحيث ان علي ع هو اول اولي الامر وسيدهم بعد النبي ص فهذا ثابت لمجموع اولي الامر الثابتين عن الرسول ص في وصيته ليلة وفاته .ولذالك جاءت الاية بوجوب الطاعة لمجموع اولي الامر كل في زمانه وليس لواحد بعينه ع.

            ومن تلك الأحاديث التي تبين مماثلة علي بن أبي طالب للنبي –الا ما خرج بالنص- اختص به النبي - ما رواه أحمد وصححه الحاكم الذي يقول النبي فيه: (من سب علياً فقد سبني)
            هذا الحديث فيه اخبار عن النبي ص بان الامة ستسبه ص كما كان اهل الجاهلية قبل تمكنه من رقابهم يسبونه ولكن هذه المرة يسبونه ص ارواحنا له الفداء في شخص امير المؤمنين علي بن ابي طالب فيالها من جاهلية متزينه بثياب الاسلام .
            واذا كان ثابت عند الامة ان سباب المسلم فسوق وقتاله كفر فما بالهم يسبون عليا ع ؟ اليس هو صحابي جليل مسلم مؤمن اعلمهم واتقاهم واشجعهم ؟ وقد علموا ان سبه هو سب النبي ص وسباب النبي ص كفر فالى هذه الدرجه تمكنت الجاهلية منهم؟
            - مسند أحمد: ج6 ص323. صححه الحاكم النيسابوري ووافقه الذهبي في تلخيص المستدرك، وأيضاً صححه الهيثمي في مجمع الزوائد: ج9 ص130، حيث عنه: "رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير أبى عبد الله الجدلي وهو ثقة".
            قال الحاكم في المستدرك: (هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وقد رواه بكير بن عثمان البجلي عن أبي إسحاق بزيادة ألفاظ (حدثنا) أبو جعفر أحمد بن عبيد الحافظ بهمدان، ثنا أحمد بن موسى بن إسحاق التميمي، ثنا جندل بن والق، ثنا بكير بن عثمان البجلي، قال: سمعت أبا إسحاق التميمي يقول: سمعت أبا عبد الله الجدلي يقول: حججت وأنا غلام فمررت بالمدينة وإذا الناس عنق واحد فاتبعتهم فدخلوا على أم سلمة زوج النبي فسمعتها تقول: يا شبيب بن ربعي، فأجابها رجل جلف جاف: لبيك يا أمتاه، قالت: يسب رسول الله صلى الله عليه وآله في ناديكم، قال: وأنى ذلك، قالت: فعلي بن أبي طالب . قال أنا لنقول أشياء نريد عرض الدنيا، قالت: فإني سمعت رسول الله يقول: "من سب علياً فقد سبني، ومن سبني فقد سب الله تعالى"
            المستدرك للحاكم النيسابوري: ج3 ص121
            ومنها قوله (ص) : (من أحب علياً فقد أحبني، ومن أبغض علياً فقد أبغضني)
            - رواه الحاكم في المستدرك: ج3 ص130، بهذا الإسناد: (أخبرني) أحمد بن عثمان بن يحيى المقرى ببغداد، ثنا أبو بكر بن أبي العوام الرياحي، ثنا أبو زيد سعيد بن أوس الأنصاري، ثنا عوف بن أبي عثمان النهدي، قال: قال رجل لسلمان: ما أشد حبك لعلي ؟ قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: (من أحب علياً فقد أحبني، ومن أبغض علياً فقد أبغضني)، هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. والسيوطي في الجامع الصغير: ج2 ص554، والمتقي الهندي في كنز العمال: ج11 ص601.
            وروى هذا المعنى باختلاف يسير جداً الهيثمي في مجمع الزوائد: ج9 ص132 بهذا اللفظ: (من أحب علياً فقد أحبني، ومن أحبني فقد أحب الله، ومن أبغض علياً فقد أبغضني، ومن أبغضني فقد أبغض الله). ثم قال: رواه الطبراني وإسناده حسن.
            ورواه أيضاً الطبراني: ج23 ص380، حدثنا يحيى بن عبد الباقي الأذني، ثنا محمد بن عوف الحمصي، ثنا أبو جابر محمد بن عبد الملك، ثنا الحكم بن محمد شيخ مكي، عن فطر بن خليفة، عن أبي الطفيل، قال: سمعت أم سلمة تقول: أشهد أني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: (من أحب علياً فقد أحبني، ومن أحبني فقد أحب الله، ومن أبغض علياً فقد أبغضني، ومن أبغضني فقد أبغض الله).
            وروى هذا المعنى أيضاً ابن عبد البر في الاستيعاب: ج3 ص1101، قال (صلى الله عليه وسلم): (من أحب علياً فقد أحبني، ومن أبغض علياً فقد أبغضني، ومن آذى علياً فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله)).
            وهذا الحديث قطعي في دلالته على الملازمة بين النبي ص وعلي ع حيث حب علي ع حب للنبي ص وحب النبي ص حب الله تعالى والعكس صحيح فياله من ربط جميل وفضل لامير المؤمنين عظيم وفضل لمحبي علي ع واولاده الطاهرين ع وخسران عظيم وخزي وذل وهوان لمبغضي علي ع وتاركي ولايته الى ولاية اعدائه.
            وقوله (ص) : (من آذى عليا فقد آذاني)
            - رواه أحمد في مسنده: ج3 ص483 بهذا السند واللفظ: حدثنا عبد الله، حدثني أبي، ثنا يعقوب بن إبراهيم، ثنا أبي، ثنا محمد بن إسحاق، عن أبان، عن صالح، عن الفضل ابن معقل بن يسار، عن عبد الله بن نيار الأسلمي، عن عمرو بن شاس الأسلمي، قال وكان من أصحاب الحديبية، قال: (خرجت مع علي إلى اليمن فجفاني في سفري ذلك حتى وجدت في نفسي عليه، فلما قدمت أظهرت شكايته في المسجد حتى بلغ ذلك رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فدخلت المسجد ذات غدوة ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) في ناس من أصحابه، فلما رآني أبدني عينيه يقول حدد إلى النظر حتى إذا جلست قال: يا عمرو، والله لقد آذيتني. قلت: أعوذ بالله أن أوذيك يا رسول الله. قال: بلى من آذى علياً فقد آذاني)).
            ورواه الحاكم في المستدرك: ج3 ص122 بهذا السند وبهذا اللفظ: (حدثنا) أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا أبو زرعة الدمشقي، ثنا محمد بن خالد الوهبي، ثنا محمد بن إسحاق (وأخبرناه) أحمد بن جعفر البزار، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، ثنا أبي، عن محمد بن إسحاق، عن أبان بن صالح، عن الفضل بن معقل بن يسار، عن عبد الله بن نيار الأسلمي، عن عمرو بن شاس الأسلمي وكان من أصحاب الحديبية، قال: (خرجنا مع علي رضي الله عنه إلى اليمن فجفاني في سفره ذلك حتى وجدت في نفسي، فلما قدمت أظهرت شكايته في المسجد حتى بلغ ذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله)، قال: فدخلت المسجد ذات غداة ورسول الله (صلى الله عليه وآله) في ناس من أصحابه، فلما رآني أبدني عينيه، قال يقول حدد إلي النظر حتى إذا جلست قال: يا عمرو، أما والله لقد آذيتني. فقلت: أعوذ بالله أن أوذيك يا رسول الله. قال: بلى من آذى علياً فقد آذاني ) هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه).
            ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد: ج9 ص129. ثم قال: رواه أحمد والطبراني باختصار والبزاز أخصر منه، ورجال أحمد ثقات.

            وقوله (ص) : (يا علي، أنت سيد في الدنيا، وسيد في الآخرة، حبيبك حبيبي، وحبيبي حبيب الله، وعدوك عدوي، وعدوي عدو الله، والويل لمن أبغضك من بعدي)
            رواه الحاكم في المستدرك: ج3 ص127، بهذا السند والمتن: (حدثنا) أبو الفضل محمد بن إبراهيم المزكى، ثنا أحمد بن سلمة والحسين بن محمد القتباني، (وحدثني) أبو الحسن أحمد بن الخضر الشافعي، ثنا إبراهيم بن أبي طالب ومحمد بن إسحاق، (وحدثنا) أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أمية القرشي بالساقة، ثنا أحمد بن يحيى بن إسحاق الحلواني، (قالوا) ثنا أبو الأزهر وقد حدثناه أبو علي المزكى، عن أبي الأزهر، قال: ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: نظر النبي (صلى الله عليه وآله) إلى علي فقال: (يا علي، أنت سيد في الدنيا سيد في الآخرة، حبيبك حبيبي، وحبيبي حبيب الله. وعدوك عدوي، وعدوي عدو الله، والويل لمن أبغضك بعدي) صحيح على شرط الشيخين. وأبو الأزهر بإجماعهم ثقة وإذا تفرّد الثقة بحديث فهو على أصلهم صحيح

            مدرس المادة
            الاثنين 20/ جمادي الاولى/ 1434 هــ الموافق لـ 1/4/2013
            عن أمير المؤمنين ويعسوب الدين وقائد الغر المحجلين الإمام علي بن أبي طالب وصي رسول الله محمد صلوات الله عليهما
            : ( إلهي كفى بي عزاً أن اكون لك عبداً وكفى بي فخراً أن تكون لي رباً أنت كما أحب فاجعلني كما تحب )

            Comment

            • ya fatema
              مدير متابعة وتنشيط
              • 24-04-2010
              • 1738

              #7
              رد: اولي الامر في الكتاب والسنة ـ دكتور محمد عطية

              بسم الله الرحمن الرحيم
              اللهم صل على محمد وآل محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما
              اولي الامر في الكتاب والسنة
              الدرس السابع
              التسجيل الصوتي للمحاضرة ــ للاستماع والتحميل اضغط هنا

              {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً }النساء59

              {وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً} النساء: 83.
              هاتان الايتان محور بحث اولي الامر في الكتاب والسنه ونعلم جميعا ان دين الله كله يُعرف من خلفاء الله حيث عندهم مراد الله من كلامه ووحيه ولايُعرف مراد الله من قواعد نحويه او لغوية او اصولية او فلسفية او غيرها مما هو من وضع المخلوق.
              كنا في النقطه الثالثه التي هي المماثلة في الطاعة بين علي ع(اول اولي الامر بعد الرسول ص) وبين الرسول ص:
              وقوله : (أوصي من آمن بي وصدقني بولاية علي بن أبي طالب، من تولاه تولاني، ومن تولاني فقد تولى الله، ومن أحبه فقد أحبني، ومن أحبني فقد أحب الله)
              الرسول محمد ص يوصي صنف خاص من المسلمين وهم المؤمنين به المصدقين له في كل ما جاء به من ربه تعالى بقلوبهم والسنتهم وجوارحهم بولاية الامام علي بن ابي طالب ع لان ولايته ولاية الرسول ص وولاية الرسول ص ولاية الله تعالى وهكذا حب علي وهذا جار ومستمر في خلفاء الرسول طرا بعد علي ع الى يوم القيامة لانهم الامتداد الطبيعي لرسول الله ص وحملة دينه الى سائر الخلق . ولم يوص اؤلئك الذين قالوا امنا بافواههم ولم تؤمن قلوبهم بولاية علي ع لانهم حقيقة لايؤمنون برسول الله ص ولايصدقونه .
              - روى ابن عساكر في تاريخ دمشق: ج42 ص239: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو محمد وأبو الغنائم ابنا أبي عثمان وأبو القاسم بن البسري وأبو طاهر الخوارزمي وعلي بن محمد الأنباري، قالوا: أنا أبو عمر بن مهدي، أنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي، نا عبد العزيز بن الخطاب ثقة صدوق كوفي سكن البصرة، نا علي بن هاشم، عن ابن أبي رافع، عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر، عن أبيه، عن عمار بن ياسر، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (أوصي من آمن بي وصدقني بولاية علي بن أبي طالب من تولاه فقد تولاني ومن تولاني فقد تولى الله ومن أحبه فقد أحبني ومن أحبني فقد أحب الله)
              أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا عاصم بن الحسن، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا أبو العباس بن عقدة، نا الحسن بن عتبة الكندي، نا بكار بن بسر، نا علي بن القاسم أبو الحسن الكندي، عن محمد بن عبيد الله، عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر، عن أبيه، عن عمار بن ياسر، قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: (أوصي من آمن بي وصدقني بالولاية لعلي فإنه من تولاه تولاني ومن تولاني تولى الله ومن أحبه أحبني ومن أحبني أحب الله ومن أبغضه أبغضني ومن أبغضني فقد أبغض الله)

              وقوله : (من سرّه أن يحيا حياتي ويموت مماتي ويسكن جنة عدن غرسها ربي فليوال علياً من بعدي، وليوال وليه، وليقتد بالأئمة من بعدي، فإنهم عترتي، خلقوا من طينتي، رزقوا فهماً وعلماً، ويل للمكذبين بفضلهم من أمتي، القاطعين فيهم صلتي، لا أنالهم الله شفاعتي)
              الرسول ص يبين للمسلمين ان من يسره ان يحيا حياة النبي ص ويموت مماته بمعنى ان يكون على دينه وشريعته وسنته وخلقه ويسكن جنة عدن فيجب عليه الايمان بولاية علي ومقاماته وحجيته وعصمته وانه افضل الخلق بعد رسول الله ص وكذا يجب عليه مولاة اولياء علي ع ثم يامرهم بالاقتداء بالائمة ع بعده ص وهنا بيان لوجود ائمة الى يوم القيامه والايمان بهم واجب ويبين انهم عترته ص وانهم خلفاؤه وان الله خلقهم من طينته ص ويبين مقامهم انهم هم الذين رزقهم الله علم دين الرسول ص وفهمه أي عندهم دين الله ورسوله كاملا بعده ص وهم المكلفون بابلاغه للناس ثم يبين حال المكذبين بالائمة ع بعده بان لهم الويل ذاك الوادي في جهنم والعياذ بالله منه وانهم قاطعين لرحم رسول الله ومنكرين صلته ص وانهم ليسوا من اهل شفاعة الرسول ص .فاي خزي وهوان وعذاب بعد هذا لمنكري ولاية الائمة والمهديين ع عترة الرسول ص او احدهم ع.
              - روى ابن عساكر في تاريخ دمشق: ج24 ص240، أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد، أنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله، نا محمد بن المظفر، نا محمد بن جعفر بن عبد الرحيم، نا أحمد بن محمد بن يزيد بن سليمان، نا عبد الرحمن بن عمران بن أبي ليلى، أنا محمد بن عمران، نا يعقوب بن موسى الهاشمي، عن ابن أبي رواد، عن إسماعيل بن أمية، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (من سره أن يحيا حياتي ويموت مماتي ويسكن جنة عدن غرسها ربي فليوال علياً من بعدي وليوال وليه وليقتد بالأئمة من بعدي فإنهم عترتي خلقوا من طينتي رزقوا فهما وعلما ويل للمكذبين بفضلهم من أمتي القاطعين فيهم صلتي لا أنالهم الله شفاعتي)
              فهذه المماثلة في ما تقدّم أوضح دليل على نفي تخصيص طاعة اولي الامر اذا اطاعوا الله ورسوله بمعنى اذا عصوا الله ورسوله فلا طاعة لهم إذ صريح الروايات دال على أنّ طاعة علي هي طاعة النبي ص وولايته ولايته عليهم السلام

              النقطة الرابعة: المستفاد من وجوب الطاعة المطلقة
              ماذا نستفيد من وجوب الطاعه المطلقه لاولي الامر ع؟
              هناك نتائج تترتب على وجوب الطاعة المطلقة للرسول ص ولأولي الأمر، فمن المعلوم أنّ طاعة النبي ص المطلقة دليل قطعي على عصمته، إذ لا يوجب الله سبحانه الطاعة المطلقة لشخص ما لم يكن معصوماً، فالأمر بالطاعة المطلقة يساوق العصمة، ولذا نجد القرآن يُبين هذه الحقيقة بالصراحة قائلاً: {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى }النجم4
              فالطاعة المطلقة الثابتة للرسول ص ثابتة لأولي الأمر بمقتضى العطف الذي يقتضي التشريك في الحكم، فأولوا الأمر معصومون أيضاً، وعليه فلا يمكن شمول الآية لغير المعصومين كأمراء السرايا أو الحكام أو الفقهاء وغيرها – سواء كانوا عدولاً أو غير عدول – مما قيل في بيان وتشخيص المراد بأولي الأمر.
              كما أنّ الشؤون والصلاحيات الممنوحة منه سبحانه للرسول قد منحها الله لأولي الأمر بمقتضى إطلاق العطف على طاعة الرسول ، وهذا المعنى نجده واضحاً في روايات أهل البيت ع .
              عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: (لما أنزل الله على نبيه محمد: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ﴾،النساء 59 قلت: يا رسول الله، عرفنا الله ورسوله فمن أولوا الأمر الذين قرن الله طاعتهم بطاعتك ؟ فقال : هم خلفائي يا جابر وأئمة المسلمين من بعدي، أولهم علي بن أبي طالب، ثم الحسن، ثم الحسين، ثم علي بن الحسين، ثم محمد بن علي المعروف في التوراة بالباقر، وستدركه يا جابر، فإذا لقيته فاقرأه مني السلام، ثم الصادق جعفر بن محمد، ثم موسى بن جعفر، ثم علي بن موسى، ثم محمد بن علي، ثم علي بن محمد، ثم الحسن بن علي، ثم سمي وكني حجة الله في أرضه وبقيته في عباده ابن الحسن بن علي، ذاك الذي يفتح الله تعالى ذكره على يديه مشارق الأرض ومغاربها، ذاك الذي يغيب عن شيعته وأوليائه غيبة لا يثبت فيها على القول بإمامته إلاّ من امتحن الله قلبه للإيمان. قال جابر: فقلت له: يا رسول الله، فهل ينتفع الشيعة به في غيبته ؟ فقال : أي والذي بعثني بالنبوة أنهم ينتفعون به ويستضيئون بنور ولايته في غيبته كانتفاع الناس بالشمس وإن تجلاّها السحاب. يا جابر، هذا من مكنون سر الله ومخزون علمه فاكتمه إلاّ عن أهله) (تفسير نور الثقلين: ج1 ص499.).
              وهذه الرواية تدل على أنّ أولي الأمر هم طبقة خاصة من الناس لا جميع من تولّى ووصل إلى الحكم، لكون طاعتهم قد اقترنت بطاعة الله ونبيه ، وهذا أمر ملفت يستحق السؤال عنه، فمن هنا سأل جابر عنهم ليتعرف عليهم فأجابه الرسول بأنهم (خلفائي)، ولقد بيّن النبي كما جاء في الروايات من طرق الفريقين أنّ عدد خلفائه إثنا عشر كلهم من قريش وفي رواية من بني هاشم كما سيأتينا بإذن الله تعالى.
              وربما تواردت الكثير من الأسئلة عن تشخيص المراد بأولي الأمر في الآية لكن بسبب منع تدوين السنة قد ضاعت ولم تصل إلينا، ولكن على الرغم من ذلك فما بين أيدينا يكفي لإثبات المراد بأولي الأمر وتشخيصهم تشخيصاً يرفع اللبس لدى كل ذي إنصاف وحيادية.
              ومع كل هذا الوضوح الذي يرفع اللبس نجد المعاندين يجادلون في أوضح الواضحات ويتأولون كل شيء؛ لكي يُبعدوا الأمر عن أهله الذين اصطفاهم الله سبحانه وأمر بطاعتهم في نص كتابه الكريم، ولهذا نشاهد الجدال منذ تلك الأزمان البعيدة، مما جعل أهل البيت - وهم الرحماء بهذه الأمة يلتجئون لطلب المباهلة من المنكرين الذين يجادلون بكل الثوابت الإسلامية.
              عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن محمد بن حكيم، عن أبي مسترق، عن أبي عبد الله قال: قلت، إنّا نكلم الناس فنحتج عليهم بقول الله: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ﴾ المائدة: 59.فيقولون: نزلت في أمراء السرايا. فنحتج عليهم بقوله : ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ ﴾ إلى آخر الآية (المائدة: 55.) فيقولون: نزلت في المؤمنين. ونحتج عليهم بقول الله : ﴿قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى﴾( الشورى: 23. ) فيقولون: نزلت في قربى المسلمين، قال: فلم ادع شيئاً مما حضرني ذكره من هذا وشبهه إلاّ ذكرته، فقال لي: إذا كان كذلك فادعهم إلى المباهلة ( 3). قلت: وكيف أصنع ؟ قال: أصلح نفسك ثلاثاً – وأظنه قال: وصم واغتسل – وابرز أنت وهو إلى الجبان فشبك أصابعك من يدك اليمنى في أصابعه، ثم انصفه وابدأ بنفسك وقل: اللهم رب السماوات السبع ورب الأرضين السبع، عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم، إن كان أبو مسترق جحد حقاً وادعى باطلاً فأنزل عليه حسباناً من السماء وعذاباً أليماً، ثم رد الدعوة عليه، فقل: وإن كان فلان جحد حقاً وادعى باطلاً فأنزل عليه حسباناً من السماء أو عذاباً أليماً. ثم قال لي: فإنك لا تلبث أن ترى ذلك فيه، فو الله ما وجدت خلقاً يجيبني إليه) تفسير نور الثقلين ج1ص351
              - جاء في لسان العرب – لابن منظور: ج11 ص72: والبهل: اللعن. وفي حديث ابن الصبغاء قال: الذي بهله بريق أي الذي لعنه ودعا عليه رجل اسمه بريق. وبهله الله بهلا: لعنه. وعليه بهلة الله وبهلته أي لعنته. وفي حديث أبي بكر: من ولي من أمور الناس شيئاً فلم يعطهم كتاب الله فعليه بهلة الله أي لعنة الله، وتضم باؤها وتفتح. وباهل القوم بعضهم بعضاً وتباهلوا وابتهلوا: تلاعنوا. والمباهلة: الملاعنة. يقال: باهلت فلاناً أي لاعنته، ومعنى المباهلة أن يجتمع القوم إذا اختلفوا في شيء فيقولوا: لعنة الله على الظالم منّا.
              بهل فلانا يبهله بهلا أي لعن فلانا يلعنه لعنا وباهل فلانا يباهله مباهلة أي لاعن فلانا يلاعنه ملاعنة

              مدرس المادة
              الاثنين 27/جمادي الاولى /1434 الموافق لـ 8/4/2013
              عن أمير المؤمنين ويعسوب الدين وقائد الغر المحجلين الإمام علي بن أبي طالب وصي رسول الله محمد صلوات الله عليهما
              : ( إلهي كفى بي عزاً أن اكون لك عبداً وكفى بي فخراً أن تكون لي رباً أنت كما أحب فاجعلني كما تحب )

              Comment

              • ya fatema
                مدير متابعة وتنشيط
                • 24-04-2010
                • 1738

                #8
                رد: اولي الامر في الكتاب والسنة ـ دكتور محمد عطية

                بسم الله الرحمن الرحيم
                اللهم صل على محمد وآل محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما
                اولي الامر في الكتاب والسنة
                الدرس الثامن
                التسجيل الصوتي للمحاضرة ــ للاستماع والتحميل اضغط هنا

                {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً }النساء59

                {وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً} النساء: 83.
                هاتان الايتان محور بحث اولي الامر في الكتاب والسنه ونعلم جميعا ان دين الله كله يُعرف من خلفاء الله حيث عندهم مراد الله من كلامه ووحيه ولايُعرف مراد الله من قواعد نحويه او لغوية او اصولية او فلسفية او غيرها مما هو من وضع المخلوق
                وفي النقطة الخامسة: تحديد المقصود بأولي الأمر
                بعد أن تحدّدت بعض الملامح لأولي الأمر على نحو الإشارة أو التلميح أود كشف تمام الهوية لأولي الأمر الذين ذكرهم الله سبحانه في كتابه الكريم، وقبل ذلك لابد من استعراض الآراء التي قيلت في تحديد المراد بأولي الأمر، وأترك الحكم عليها للقارئ الكريم إلا أني سأعلق بشيء بسيط عليها بتوفيق الله سبحانه.
                المفروض أنّ أولي الأمر هم من ترجع لهم الأمة في جميع ما يطرأ عليها كما تقدّم، فيقتضي أن يكونوا معلومين واضحين لا يحتاج تشخيصهم إلى جهد كبير لا يقدر عليه إلا المتخصص الألمعي، وهذا هو الحق، فطريق الله واضح وبرهان حججه ع يدركه كل الناس ويخترق قلوب المنصفين الذين حافظوا على نقاء الفطرة وبقيت صبغة ربهم محفوظة ﴿صِبْغَةَ اللّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدونَ﴾( - البقرة: 138.) وسيسقط من ضيع حظه نعوذ بالله.
                وبعد هذا فما دامت الأمة مختلفة في أولي الأمر الذين ترجع إليهم في كل الأمور؛ في التنازع وفي الاختلافات وجميع الشؤون الأخرى، فهل تُحسد هذه الأمة على الحال الذي هي فيه، إذ هي مختلفة في تشخيص العاصم لها من الاختلاف فيما بين أفرادها والعالم الذي له القدرة على إيصالها لحكم ربها وشرعه وقوانينه ؟!! يا لهُ من ضياع !!
                ولقد أرّخت لنا فاطمة بنت محمد (ص) روحي فداها وفداء أولادها الكرام ذلك من وراء الغيب، فقالت: (أما لعمر إلهك لقد لقحت فنظرة ريثما تنتج، ثم احتلبوا طلاع القعب دماً عبيطاً وزعاقاً مرّاً، هنالك يخسر المبطلون، ويعرف التالون غب ما سن الأولون)
                معاني الأخبار: ص355، دلائل الإمامة للطبري: ص128، أمالي الطوسي: ص376، الاحتجاج: ج1 ص149
                تُقسم فاطمة الزهراء ع بان سقيفة بني ساعدة كانت لقاح حاكمية الناس في رحم الدنيا في امة رسول الله ص ومدة الحمل كانت يسيره جدا وتمت الولاده باضاعة دين الله من قلوب اتباعها ثم استحلال دمائهم وانتهاك اعراضهم واخذ اموالهم و استعبادهم لغير الله واتباعهم للاصنام ذوات اللسان وبهذا خسروا الدنيا والاخره .وقد قيض الله لدينه حفظة واتباعا بينوا للناس بطلان سقيفة بني ساعده وحقيقة من اسسوها وبان بوارهم لمن جاء بعدهم فصدقت الزهراء ع.
                وقال المظلوم الأول بعد الرسول (ص) أمير المؤمنين (ع)
                في إحدى خطبه التي خطبها في المدينة: (الحمد لله الذي لا إله إلا هو، أيها الأمة التي خدعت فانخدعت، وعرفت خديعة من خدعها فأصرت على ما عرفت، واتبعت أهوائها وضربت في عشواء غوائها، وقد استبان لها الحق فصدت عنه والطريق الواضح فتنكبته، أما والذي فلق الحبة وبرأ النسمة، لو اقتبستم العلم من معدنه، وشربتم الماء بعذوبته، وادخرتم الخير من موضعه، وأخذتم الطريق من واضحه، وسلكتم من الحق نهجه، لنهجت بكم السبل، وبدت لكم الأعلام، وأضاء لكم الإسلام، فأكلتم رغداً، وما عال فيكم عائل ولا ظلم منكم مسلم ولا معاهد، ولكن سلكتم سبيل الظلّام، فأظلمت عليكم دنياكم برحبها، وسدت عليكم أبواب العلم، فقلتم بأهوائكم، واختلفتم في دينكم، فأفتيتم في دين الله بغير علم، واتبعتم الغواة فأغوتكم، وتركتم الأئمة فتركوكم، فأصبحتم تحكمون بأهوائكم، إذا ذكر الأمر سألتم أهل الذكر، فإذا أفتوكم قلتم هو العلم بعينه، فكيف وقد تركتموه ونبذتموه وخالفتموه ؟ رويداً عمّا قليل تحصدون جميع ما زرعتم، وتجدون وخيم ما اجترمتم، وما اجتلبتم.
                والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لقد علمتم أني صاحبكم، والذي به أُمرتم، وإني عالمكم والذي به نجاتكم ووصي نبيكم، وخيرة ربكم ولسان نوركم، والعالم بما يصلحكم، فعن قليل رويداً ينزل بكم ما وعدتم، وما نزل بالأمم قبلكم، وسيسألكم الله عن أئمتكم، معهم تحشرون وإلى الله غداً تصيرون، أما والله لو كان لي عدّة أصحاب طالوت أو عدة أهل بدر وهم أعدادكم، لضربتكم بالسيف حتى تؤولوا إلى الحق، وتنيبوا للصدق، فكان أرتق للعتق(للفتق)، وأخذوا بالرفق، اللهم فاحكم بيننا بالحق وأنت خير الحاكمين
                ) (الكافي: ج8 ص32. )

                ولعمري أنها لكلمات تخترق القلوب وتنبّه الصم إلاّ الذين قست قلوبهم كالحجر بل أشد قسوة ﴿ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاء وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ﴾( - البقرة: 74. ).
                أو الذين هم أضل من الأنعام ﴿وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ﴾( الأعراف: 179. )، فيالها من خسارة.
                تقول حبيبة محمد (ص) وروحه التي بين جنبيه فاطمة : (ألا هلم فاسمع وما عشت أراك الدهر العجب وإن تعجب وقد أعجبك الحادث ! إلى أي سناد استندوا ؟ وبأية عروة تمسكوا ؟ استبدلوا الذنابى والله بالقوادم، والعجز بالكاهل، فرغماً لمعاطس قوم يحسبون أنّهم يحسنون صنعاً) (بحار الأنوار: ج43 ص158. ).

                وبعد هذا لنرجع إلى المراد بأولي الأمر، وكيف اختلف فيهم أبناء السنة والجماعة، وأمّا الشيعة الإمامية الإثني عشرية فهم مؤمنون بكون الأئمة الإثني عشر (ص) هم أولوا الأمر بعد الرسول ، كما وأنهم يعتقدون بكون أولي الأمر هم امتداد طبيعي للنبي ص وهم خلفاؤه الذين جاء ذكرهم في روايات العامة والخاصة، إلا أنّ حكمة الله سبحانه شاءت أن تمتحن الناس وتفتتن بعلي زمانه ووصي محمد بن الحسن
                كما كان علي وصي محمد بن عبد الله ، وهو السيد أحمد الحسن اليماني الموعود، فمنهم من آمن ومنهم من كفر، ولا زال الامتحان جارياً، فمن آمن بالأئمة والمهديين فقد أصاب الحق، ومن أبى فقد زاغ وضل عن الصراط، فنسأل الله التوفيق وحسن العاقبة.
                اختلف أبناء السنة والجماعة اختلافاً كبيراً في تحديد المراد من أولي الأمر، فأصبح تحديد أولي الأمر معركة الآراء، فذكروا أقوالاً مختلفة في تحديد المراد من أولي الأمر، وقد نقل العيني في عمدة القاري أحد عشر قولاً، فقال: (قوله: ﴿وأولي الأمر منكم﴾،في تفسيره أحد عشر قولاً:
                الأول: الأمراء، قاله ابن عباس وأبو هريرة وابن زيد والسدي. الثاني: أبو بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما، قاله عكرمة. الثالث: جميع الصحابة، قال مجاهد. الرابع: الخلفاء الأربعة قاله أبو بكر الوراق فيما قاله الثعلبي. الخامس: المهاجرون والأنصار، قاله عطاء. السادس: الصحابة والتابعون. السابع: أرباب العقل الذين يسوسون أمر الناس، قاله ابن كيسان. الثامن: العلماء والفقهاء، قاله جابر بن عبد الله والحسن وأبو العالية. التاسع: أمراء السرايا. قاله ميمون بن مهران ومقاتل والكلبي. العاشر: أهل العلم والقرآن، قاله مجاهد واختاره مالك. الحادي عشر: عام في كل من ولي أمر شيء، وهو الصحيح، وإليه مال البخاري بقوله: "ذوي الأمر") (- عمدة القاري: ج18 ص176
                طبعا كل هذه الاقوال اراء لاسند لها ولادليل عليها لا من كتاب ولا سنه فهي باطلة ابتداءا وفسادها واضح ومناقشتها هراء .
                يقول الزمخشري: (والمراد بأولي الأمر منكم أمراء الحق؛ لأن أمراء الجور الله ورسوله بريئان منهم، فلا يعطفون على الله ورسوله الكشاف: ج1 ص535
                قول الزمخشري قريب من الحق .فهلا اقام عليه الدليل من القران والسنه؟ نعم الله والرسول ص بريئان من امراء الجور ولايعطفون على الله والرسول ص ابدا ولكن من هم امراء الحق ؟ ومن يعينهم وينصبهم؟ فهلا رجعت الى الله والرسول وعرفت اسماء وعدد اولي الامر منهم ونسبت القول ببيانهم الي الله والرسول ص ؟

                إذن فمن هم أولي الأمر ؟
                و ما هي أوصافهم وخصائصهم ؟
                وهل نص عليهم رسول الله ؟
                وهل عرّفوا أنفسهم للأمة ؟

                لو رجعنا إلى الروايات التي وردت عن طريق الخاصة لوجدناها تجيب عن الأسئلة السابقة بصراحة وستأتيتنا إن شاء الله تعالى.
                وأمّا لو رجعنا إلى روايات أبناء السنة والجماعة فلا نجد تصريحاً، إلا أنه على الرغم من ذلك بقيت صورة أولي الأمر مرسومة في رواياتهم ويمكن التعرّف عليهم بأدنى تأمل وربط بين كلمات النبي ، كما سنرى.
                وقبل عرض الروايات يجب علينا تحديد المداليل التي استفدناها لأولي الأمر مما تقدم.
                أولاً: إنّ الله سبحانه أمر بطاعتهم كما أمر بطاعة رسوله .
                ثانياً: إنّ طاعتهم مطلقة غير محدودة بشيء بل هي امتداد لطاعة النبي ص .
                ثالثاً: يستفاد من وجوب الطاعة المطلقة العصمة، فهم معصومون.
                رابعاً: علماء حكماء بحيث ترجع إليهم الأمة في حالة التنازع بل في مطلق الحالات التي تتعرّض لها الأمة.
                وتكفينا هذه المداليل للوصول إلى النتيجة باستنطاق بعض الروايات، وهذه بعض العناوين التي تبين المراد بأولي الأمر الوارد ذكرهم في الآيتين الشريفتين

                مدرس المادة
                الاثنين 15/4/2013 4/ج2/1434
                عن أمير المؤمنين ويعسوب الدين وقائد الغر المحجلين الإمام علي بن أبي طالب وصي رسول الله محمد صلوات الله عليهما
                : ( إلهي كفى بي عزاً أن اكون لك عبداً وكفى بي فخراً أن تكون لي رباً أنت كما أحب فاجعلني كما تحب )

                Comment

                • ya fatema
                  مدير متابعة وتنشيط
                  • 24-04-2010
                  • 1738

                  #9
                  رد: اولي الامر في الكتاب والسنة ـ دكتور محمد عطية

                  بسم الله الرحمن الرحيم
                  اللهم صل على محمد وآل محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما
                  اولي الامر في الكتاب والسنة
                  الدرس التاسع
                  التسجيل الصوتي للمحاضرة ــ للاستماع والتحميل اضغط هنا

                  {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً }النساء59

                  {وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً} النساء: 83.
                  هاتان الايتان محور بحث اولي الامر في الكتاب والسنه ونعلم جميعا ان دين الله كلُه يُعرف من خلفاء الله حيث عندهم مراد الله من كلامه ووحيه ولايُعرف مراد الله من قواعد نحويه او لغوية او اصولية او فلسفية او غيرها مما هو من وضع المخلوق
                  وفي النقطة الخامسة: تحديد المقصود بأولي الأمر
                  أولاً: روايات الخلفاء الإثني عشر:
                  نجد روايات أبناء السنة والجماعة تؤكد على أنّ أمر الخلافة في قريش، فقد روى مسلم في صحيحه وغيره روايات الخلفاء الإثني عشر، وكونهم من قريش. بل ورى مسلم عن النبي يؤكد حصر هذا الأمر في قريش.
                  حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس، حدثنا عاصم بن محمد بن زيد، عن أبيه، قال: قال عبد الله: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي من الناس اثنان) (- صحيح مسلم: ج6 ص2.
                  وروى أحمد في المسند، قال: حدثنا عبد الله، حدثني أبي، ثنا حماد بن أسامة، ثنا مجالد، عن عامر، عن جابر بن سمرة السوائي، قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول في حجة الوداع: (إنّ هذا الدين لن يزال ظاهراً على من ناواه لا يضره مخالف ولا مفارق حتى يمضي من أمتي إثنا عشر خليفة. قال: ثم تكلم بشيء لم أفهمه، فقلت لأبي: ما قال ؟ قال: كلهم من قريش ) مسند أحمد: ج5 ص87
                  وقال أيضاً: حدثنا عبد الله، حدثني أبي، ثنا عبد الله بن محمد وسمعته أنا من عبد الله بن محمد، ثنا حاتم بن إسماعيل، عن المهاجر بن مسمار، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، قال: (كتبت إلى جابر بن سمرة مع غلامي أخبرني بشيء سمعته من رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، قال: فكتب إليّ: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يوم جمعة عشية رجم الأسلمي يقول: لا يزال الدين قائماً حتى تقوم الساعة أو يكون عليكم إثنا عشر خليفة كلهم من قريش ) مسند أحمد: ج5 ص89

                  حدثنا عبد الله، حدثني أبي، ثنا بهز، ثنا حماد بن سلمة، ثنا سماك، قال: سمعت جابر بن سمرة يقول: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: (لا يزال الإسلام عزيزاً إلى إثني عشر خليفة. فقال كلمة خفية لم أفهمها، قال: قلت لأبي: ما قال ؟ قال: قال كلهم من قريش
                  ص 38- مسند أحمد: ج5 ص90.
                  وقال أيضاً: حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا جرير، عن حصين، عن جابر بن سمرة، قال: سمعت النبي (صلى الله عليه وسلم) يقول: وحدثنا رفاعة بن الهيثم الواسطي (واللفظ له)، حدثنا خالد (يعني ابن عبد الله الطحان)، عن حصين، عن جابر بن سمرة، قال: (دخلت مع أبي على النبي (صلى الله عليه وسلم) فسمعته يقول: إنّ هذا الأمر لا ينقضي حتى يمضى فيهم إثنا عشر خليفة. قال: ثم تكلم بكلام خفي عليّ، قال: فقلت لأبي: ما قال؟ قال: كلهم من قريش) - صحيح مسلم: ج6 ص2.
                  وقال أيضاً: وحدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا أبو عوانة، عن سماك، عن جابر بن سمرة، عن النبي (صلى الله عليه وسلم) بهذا الحديث ولم يذكر لا يزال أمر الناس ماضياً. حدثنا هداب بن خالد الأزدي، حدثنا حماد بن سلمة، عن سماك بن حرب، قال: سمعت جابر بن سمرة يقول: (سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: لا يزال الإسلام عزيزاً إلى إثني عشر خليفة. ثم قال كلمة لم أفهمها، فقلت لأبي: ما قال ؟ فقال: كلهم من قريش) (صحيح مسلم: ج6 ص2. )
                  .
                  وقال أيضاً: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا أبو معاوية، عن داود، عن الشعبي، عن جابر بن سمرة، قال: قال النبي (صلى الله عليه وسلم): (لا يزال هذا الأمر عزيزاً إلى إثني عشر خليفة. قال: ثم تكلم بشيء لم أفهمه، فقلت لأبي: ما قال ؟ فقال: كلهم من قريش)( صحيح مسلم: ج6 ص2. ).
                  وقال أيضاً: حدثنا نصر بن علي الجهضمي، حدثنا يزيد بن زريع، حدثنا أبو عون، وحدثنا أحمد بن عثمان النوفلي (واللفظ له)، حدثنا أزهر، حدثنا ابن عون، عن الشعبي، عن جابر بن سمرة، قال: (انطلقت إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ومعي أبي فسمعته يقول: لا يزال هذا الدين عزيزاً منيعاً إلى إثني عشر خليفة. فقال كلمة صحيح مسلم: ج6 ص2.صمنيها الناس، فقلت لأبي: ما قال ؟ قال: كلهم من قريش)
                  وقال أيضاً: حدثنا قتيبة بن سعيد وأبو بكر بن أبي شيبة، قالا: حدثنا حاتم (وهو ابن إسماعيل)، عن المهاجر بن مسمار، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، قال: (كتبت إلى جابر بن سمرة مع غلامي نافع أن أخبرني بشيء سمعته من رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، قال: فكتب إليّ: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يوم جمعة عشية رجم الأسلمي يقول: لا يزال الدين قائماً حتى تقوم الساعة أو يكون عليكم إثنا عشر خليفة كلهم من قريش ) صحيح مسلم: ج6 ص2
                  وروى أبو داود في سننه، قال: حدثنا عمرو بن عثمان، ثنا مروان بن معاوية، عن إسماعيل يعنى ابن أبي خالد، عن أبيه، عن جابر بن سمرة، قال: (سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: لا يزال هذا الدين قائماً حتى يكون عليكم إثنا عشر خليفة كلهم تجتمع عليه الأمة. فسمعت كلاماً من النبي (صلى الله عليه وسلم) لم أفهمه، قلت لأبي: ما يقول ؟ قال: كلهم من قريش ) - سنن أبي داود: ج2 ص 309

                  وقال أيضاً: حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا وهيب، ثنا داود، عن عامر، عن جابر ابن سمرة، قال: (سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: لا يزال هذا الدين عزيزاً إلى إثني عشر خليفة. قال: فكبر الناس وضجوا، ثم قال كلمة خفية، قلت لأبي: يا أبه ما قال ؟ قال: كلهم من قريش) سنن أبي داود: ج2 ص309) ( ).
                  ولكون وضوح أنّ أمر الخلافة في قريش نجد أبا بكر يحتج في يوم السقيفة قائلاً: (ولن يعرف هذا الأمر إلا لهذا الحي من قريش ...). وقال - أيضاً - في قريش: (هم أحق الناس بهذا الأمر من بعده ولا ينازعهم ذلك إلا ظالم)، وقال بشير بن سعد عندئذٍ في حق قريش: (لا يراني الله أنازعهم هذا الأمر أبدا )ً
                  السقيفة وفدك: ص57، شرح نهج البلاغة - لابن أبي الحديد:ج6 ص6، تاريخ الطبري: ج2 ص456.) ( ).
                  ولوجود هذه الروايات التي تنص على كون الأمر والخلافة في قريش نجد اجتهاد عمر في قبال هذه النصوص واضحاً عندما كان يقول: (لو كان سالم مولى أبي حذيفة حيّاً لوليته) (تفسير البحر المحيط - لابن حيان الأندلسي: ج4 ص314، تاريخ ابن خلدون: ج1 ص194.

                  وقوله: (لو كان معاذ بن جبل حياً لوليته)
                  مسند أحمد، الطبقات، سير أعلام النبلاء: بترجمة معاذ، صفة الصفوة: ج1 ص494.
                  وهل تعلمون السر في قول عمر لو كان سالم حيا لوليته ولو كان معاذ حيا لوليته ؟ السر هو انهما من اصحاب الصحيفة الخمسة التي اقسموا فيها على ابعاد امر الخلافة عن علي بن ابي طالب ع وهم : ابو بكر وعمر وابو عبيدة بن الجراح ومعاذ بن جبل وسالم مولى ابي حذيفه .
                  فقد ضرب عمر بأحاديث الرسول ص الصريحة في كون الخلافة في قريش، حينما تمنّى سالماً ولم يكن قرشياً بل هو من بلاد فارس وأصله من إصطخر وكان مولى لأبي حذيفة -
                  قال ابن عبد البر في ترجمة سالم: (سالم بن معقل مولى أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف يكنى أبا عبد الله وكان من أهل فارس من اصطخر، وقيل إنه من عجم الفرس من كرمد، وكان من فضلاء الموالي ومن خيار الصحابة وكبارهم وهو معدود في المهاجرين؛ لأنه لما أعتقته مولاته زوج أبي حذيفة تولى أبا حذيفة وتبناه أبو حذيفة ولذلك عد في المهاجرين وهو معدود أيضاً في الأنصار في بني عبيد لعتق مولاته الأنصارية زوج أبي حذيفة له، وهو يعد في قريش المهاجرين لما ذكرنا وفي الأنصار لما وصفنا وفي العجم لما تقدم ذكره أيضاً يعد في القراء مع ذلك أيضاً، وكان يؤم المهاجرين بقباء فيهم عمر بن الخطاب قبل أن يقدم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) المدينة وقد روى أنه هاجر مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه ونفر من الصحابة من مكة وكان يؤمهم إذا سافر معهم؛ لأنه كان أكثرهم قرآنا وكان عمر ابن الخطاب رضي الله عنه يفرط في الثناء عليه وكان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قد آخى بينه وبين معاذ بن ماعص، وقد قيل إنه آخى بينه وبين أبي بكر رضي الله عنه ولا يصح ذلك وقد روى عن عمر أنه قال لو كان سالم حياً ما جعلتها شورى وذلك بعد أن طعن فجعلها شورى وهذا عندي على أنه كان يصدر فيها عن رأيه والله أعلم) الاستيعاب: ج2 ص567 - 568.
                  وكذلك معاذ؛ فهو رجل من الأنصار وليس من قريش
                  معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس بن عائذ بن عدي بن كعب بن عمرو ابن أدى بن سعد بن علي بن أسد بن ساردة بن يزيد بن جشم بن الخزرج الأنصاري الخزرجي ... الاستيعاب: ج3 ص1402. والملاحظ في هذه الروايات عدّة أمور:
                  الأول: إنها تبين عدد الخلفاء، وهم إثنا عشر خليفة، فمن هم هؤلاء الإثني عشر، وهل حكم هؤلاء الإثني عشر بعد النبي ، وهل يمكن أن يكون المقصود بالإثني عشر هم بعض من تولى السلطة بعد النبي ص ، كالخلفاء الأربعة أو هم ومن تلاهم ؟
                  من الواضح لا يمكن أن يكون المقصود بهم بني أمية وبني العباس؛ إذ من وصل للحكم منهم أكثر من هذا العدد المنصوص، ولا يمكن تخصيص بعضهم دون بعض بلا مخصص، ولهذا لم يستطع أحد تشخيص هؤلاء الإثني عشر من بين من حكم بعد النبي ، مضافاً إلى أنهم ليسوا من بني هاشم
                  فمن هنا تكون جميع هذه الروايات غير ناظرة إلى خلافة الخلفاء الأربعة ومن تلاهم من بني أمية وبني العباس
                  الثاني: روى القندوزي رواية تلقي الضوء وتفسّر تلك الروايات المتقدمة وتخصصها لكونها أضيق دائرة منها، وتبين أنّ الخلافة في بني هاشم، فقد روى القندوزي عن عبد الملك بن عمير، عن جابر بن سمرة رضي الله عنه، قال: (كنت مع أبي عند رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فسمعته يقول: بعدي إثنا عشر خليفة، ثم أخفى صوته فقلت لأبي: ما الذي [قال في] أخفى صوته ؟ قال: قال: كلهم من بني هاشم
                  ينابيع المودة لذوي القربى: ج2 ص315.

                  فهذا يدل بكل وضوح على كون الخلفاء من بني هاشم، ومما يؤكد ذلك ما رواه غير واحد من المحدثين من كونه سبحانه اصطفى بني هاشم واصطفى منهم النبي
                  روى أحمد في مسنده: حدثنا عبد الله، حدثني أبي، ثنا أبو المغيرة، قال: ثنا الأوزاعي، قال: حدثني أبو عمار شداد، عن واثلة بن الأسقع، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (إنّ الله اصطفى كنانة من بني إسماعيل، واصطفى من بني كنانة قريشاً، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم ) - مسند أحمد: ج4 ص107
                  .
                  وروى مسلم في صحيحه: حدثنا محمد بن مهران الرازي ومحمد بن عبد الرحمن بن سهم جميعاً، عن الوليد، قال ابن مهران، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا الأوزاعي، عن أبي عمار شداد أنه سمع واثلة بن الأسقع يقول: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: (إنّ الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشاً من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم )
                  صحيح مسلم: ج7 ص58.
                  وروى الترمذي: حدثنا خلاد بن أسلم البغدادي، أخبرنا محمد بن مصعب، أخبرنا الأوزاعي، عن أبي عمار، عن واثلة بن الأسقع، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (إنّ الله اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل، واصطفى من ولد إسماعيل بني كنانة، واصطفى من بني كنانة قريشاً، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم)، هذا حديث حسن صحيح
                  سنن الترمذي: ج5 ص243، وراجع: السنن الكبرى: ج6 ص 365، فتح الباري: ج6 ص384، عمدة القاري: ج16 ص73، تحفة الأحوذي: ج10 ص 53، المصنف: ج7 ص430، مسند أبي يعلى: ج13 ص469، صحيح ابن حبان: ج14 ص135.
                  ومن هنا فالخلفاء لابد أن يكونوا من قريش ومن بني هاشم بالخصوص؛ لذا يقول أمير المؤمنين
                  في نهج البلاغة: (إنّ الأئمة من قريش غرسوا في هذا البطن من هاشم. لا تصلح على سواهم، ولا تصلح الولاة من غيرهم)
                  - نهج البلاغة بشرح محمد عبده: ج2 ص27، شرح نهج البلاغة - لابن أبي الحديد: ج9 ص87.
                  وذكر ابن أبي الحديد مفاد هذه الروايات تحت هذا العنوان (اختلاف الفرق الإسلامية في كون الأئمة من قريش)، ثم قال: وقد اختلف الناس في اشتراط النسب في الإمامة، فقال قوم من قدماء أصحابنا: إن النسب ليس بشرط فيها أصلاً، وإنها تصلح في القرشي وغير القرشي إذا كان فاضلاً مستجمعا للشرائط المعتبرة، واجتمعت الكلمة عليه، وهو قول الخوارج. وقال أكثر أصحابنا وأكثر الناس أنّ النسب شرط فيها، وأنها لا تصلح إلا في العرب خاصة، ومن العرب فقريش خاصة. وقال أكثر أصحابنا: معنى قول النبي صلى الله عليه وآله: (الأئمة من قريش) إنّ القرشية شرط إذا وجد في قريش من يصلح للإمامة، فإن لم يكن فيها من يصلح، فليست القرشية شرطا فيها. وقال بعض أصحابنا: معنى الخبر أنه لا تخلو قريش أبداً ممن يصلح للإمامة، فأوجبوا بهذا الخبر وجود من يصلح من قريش لها في كل عصر وزمان. وقال معظم الزيدية: إنها في الفاطميين خاصة من الطالبيين، لا تصلح في غير البطنين، ولا تصح إلاّ بشرط أن يقوم بها ويدعو إليها فاضل زاهد عالم عادل شجاع سائس. وبعض الزيدية يجيز الإمامة في غير الفاطميين من ولد علي (ع)، وهو من أقوالهم الشاذة. وأمّا الراوندية فإنهم خصصوها بالعباس رحمه الله وولده من بين بطون قريش كلها، وهذا القول الذي ظهر في أيام المنصور والمهدي، وأمّا الامامية فإنهم جعلوها سارية في ولد الحسين (ع) في أشخاص مخصوصين، ولا تصلح عندهم لغيرهم. وجعلها الكيسانية في محمد بن الحنفية وولده، ومنهم من نقلها منه إلى ولد غيره. فإن قلت: إنك شرحت هذا الكتاب على قواعد المعتزلة وأصولهم، فما قولك في هذا الكلام وهو تصريح بأنّ الإمامة لا تصلح من قريش إلا في بني هاشم خاصة، وليس ذلك بمذهب للمعتزلة، لا متقدميهم ولا متأخريهم ! قلت: هذا الموضع مشكل، ولي فيه نظر، وإن صح أنّ علياً (ع)، قاله، قلت كما قال، لأنه ثبت عندي أن النبي صلى الله عليه وآله قال: (إنه مع الحق وإن الحق يدور معه حيثما دار) ويمكن أن يتأول ويطبق على مذهب المعتزلة فيحمل على أن المراد به كمال الإمامة كما حمل قوله صلى الله عليه وآله: (لا صلاة لجار المسجد إلاّ في المسجد)، على نفي الكمال، لا على نفي الصحة. شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد: ج9 ص87 – 88.
                  أقول: إنّ كل ما ذكره تخرّصات بعيدة عن المتبادر من الروايات المتقدمة، كما أن نفي الكمال لا نفي الصحة من هذا القبيل.

                  الثالث: إنّ هؤلاء الخلفاء يعزّ الله بهم الدين كما صرّحت الروايات بذلك، فقد جاء في الروايات المتقدمة: (لا يزال هذا الدين قائماً حتى يكون عليكم إثنا عشر خليفة)، (لا يزال هذا الدين عزيزاً منيعاً إلى إثني عشر خليفة)، (لا يزال الإسلام عزيزاً إلى إثني عشر خليفة)، فهؤلاء الخلفاء يمثلون بوجودهم الإسلام ويكون الإسلام عزيزاً بوجودهم، فمن هم هؤلاء الخلفاء ؟
                  هذا مضافاً إلى أنّ النبي (ص) قد بين صفات خلفائه وترحم عليهم في روايات أخرى، فقال عنهم بأنهم: (الذين يروون أحاديثي وسنتي ويعلمونها للناس)
                  عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن ابن عباس، قال: سمعت علي ابن أبي طالب (رضي الله عنه) يقول: خرج علينا رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فقال: (اللهم ارحم خلفائي. قلنا: يا رسول الله، من خلفاؤك ؟ قال: الذين يروون أحاديثي وسنتي ويعلمونها للناس)
                  - الحد الفاصل - للرامهرمزي: ص163، مجمع الزوائد: ج1 ص126، العهود المحمدية - للشعراني: ص27.
                  وعن علي، قال: خرج علينا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال: (اللهم ارحم خلفائي - ثلاث مرات - قيل: يا رسول الله، ومن خلفاؤك ؟ قال: الذين يأتون من بعدي ويروون أحاديثي ويعلمونها الناس)
                  - كنز العمال: ج10 ص294
                  عن بن عباس، عن علي، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (اللهم ارحم خلفائي قلنا: من خلفاؤك ؟ قال: الذين يروون أحاديثي ويعلمونها الناس)
                  - نصب الراية - للزيلعي: ج1 ص471.
                  ) وقال (ص) : (اللهم ارحم خلفائي الذين يأتون من بعدي، الذين يروون أحاديثي وسنتي ويعلمونها الناس)
                  الجامع الصغير: ج1 ص233، كنز العمال: ج10 ص221.
                  وقال (ص) : (اللهم ارحم خلفائي الذين يأتون من بعدي يروون أحاديثي وسنتي ويعلمونها الناس)
                  كنز العمال: ج10 ص229.
                  وقال (ص) : (رحمة الله على خلفائي، قيل: ومن خلفاؤك يا رسول الله ؟ قال: الذين يحيون سنتي ويعلمونها الناس)
                  كنز العمال: ج10 ص229.
                  وليلتفت القارئ إلى قوله : (يحيون سنتي)، فيبدو أنّ في هذا التعبير إشارة منه إلى موت السنة من بعده فتحتاج إلى محيي لها، والمحيي هم هؤلاء الخلفاء الإثني عشر. فإذا كانت سنة النبي بهذه الأهمية حيث أنّه (ص) يترحّم على محييها فماذا يقال على من منع روايتها وتدوينها وحرم الأمة فترة طويلة من سنة نبيها ، ثم هل يمكن أن يكون داخلاً في الخلفاء الإثني عشر فيكون واحداً منهم ؟!
                  من الطبيعي لا يكون كذلك لكونه لا ينطبق عليه الوصف الذي يحدد الخلفاء الإثني عشر وهم الذين يحيون السنة بروايتهم روايات نبيهم وكلامه، ثم لو أنصفنا أنفسنا وتجنبنا السجال العقيم لعرفنا - وبوضوح - أنّ الذي حمل سنة النبي (ص) وتعاليمه وبثها في الناس هو علي بن أبي طالب
                  فعلي بن أبي طالب منزلته من رسول الله بمنزلة الرسول من الله سبحانه، قال (ص) : (علي مني بمنزلتي من ربي)
                  الغدير - للشيخ الأميني: ج7 ص177 نقلاً عن السيرة الحلبية: ج3 ص391.
                  كما وليلتفت القارئ أيضاً لكلمة (يروون)، فمن هنا نقترب من كشف الهوية لهؤلاء الخلفاء الذين يخلفون النبي ، فهم ليس كل من تولى منصباً ووصل إلى الحكم، بل هم علماء حكماء يحيون سنة النبي (ص) ويبينون للناس تعاليم النبي (ص) ، فهم امتداد لوجود النبي في الأمة من بعده، فهم أولي الأمر المعنيون بقوله سبحانه: ﴿وَإِذَا جَآءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ ٱلأَمْنِ أَوِ ٱلْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى ٱلرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُوْلِى ٱلأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ ٱلَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ﴾.
                  وقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً

                  مدرس المادة
                  الاثنين 11/ج2/1434 22/4/2013

                  عن أمير المؤمنين ويعسوب الدين وقائد الغر المحجلين الإمام علي بن أبي طالب وصي رسول الله محمد صلوات الله عليهما
                  : ( إلهي كفى بي عزاً أن اكون لك عبداً وكفى بي فخراً أن تكون لي رباً أنت كما أحب فاجعلني كما تحب )

                  Comment

                  • ya fatema
                    مدير متابعة وتنشيط
                    • 24-04-2010
                    • 1738

                    #10
                    رد: اولي الامر في الكتاب والسنة ـ دكتور محمد عطية

                    بسم الله الرحمن الرحيم
                    اللهم صل على محمد وآل محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما
                    اولي الامر في الكتاب والسنة
                    الدرس العاشر
                    التسجيل الصوتي للمحاضرة ــ للاستماع والتحميل اضغط هنا


                    { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً }النساء59

                    { وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً } النساء: 83.
                    هاتان الايتان محور بحث اولي الامر في الكتاب والسنه ونعلم جميعا ان دين الله كلُه يُعرف من خلفاء الله حيث عندهم مراد الله من كلامه ووحيه ولايُعرف مراد الله من قواعد نحويه او لغوية او اصولية او فلسفية او غيرها مما هو من وضع المخلوق
                    ثانياً: روايات الأمراء الإثني عشر
                    روى أحمد في المسند:حدثنا عبد الله، حدثني أبي، ثنا ابن نمير، ثنا مجالد، عن عامر، عن جابر بن سمرة السوائي، قال: (سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول في حجة الوداع: "لا يزال هذا الدين ظاهراً على من ناواه لا يضره مخالف ولا مفارق حتى يمضي من أمتي إثنا عشر أميراً كلهم"، ثم خفي من قول رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، قال: وكان أبي أقرب إلى راحلة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مني، فقلت: يا أبتاه، ما الذي خفى من قول رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ؟ قال: يقول: "كلهم من قريش - مسند أحمد: ج5 ص87.
                    وقال أيضاً: حدثنا عبد الله، حدثني أبي، ثنا محمد بن جعفر، ثنا شعبة، عن سماك بن حرب، قال: سمعت جابر بن سمرة، قال: سمعت نبي الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: (يكون إثنا عشر أميراً. فقال كلمة لم أسمعها، فقال القوم: كلهم من قريش - مسند أحمد: ج5 ص90.
                    وقال أيضاً: حدثنا عبد الله، حدثني أبي، ثنا ابن نمير، ثنا مجالد، عن عامر، عن جابر بن سمرة السوائي، قال: (سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول في حجة الوداع: "لا يزال هذا الدين ظاهراً على من ناواه لا يضره مخالف ولا مفارق حتى يمضي من أمتي إثنا عشر أميراً كلهم من قريش"، قال: ثم خفي عليّ قول رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، قال: وكان أبي أقرب إلى راحلة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مني فقلت: يا أبتاه، ما الذي خفي عليّ من قول رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ؟ قال يقول: "كلهم من قريش"، قال: فاشهد على إفهام أبي إياي، قال: كلهم من قريش - مسند أحمد: ج5 ص90.
                    وروى البخاري: حدثني محمد بن المثنى، حدثنا غندر، حدثنا شعبة، عن عبد الملك، سمعت جابر بن سمرة قال: سمعت النبي (صلى الله عليه وسلم) يقول: (يكون إثنا عشر أميراً)، فقال كلمة لم أسمعها فقال: أبي أنه قال: (كلهم من قريش) صحيح البخاري: ج8 ص127.
                    وروى الترمذي في سننه فقال: حدثنا أبو كريب، أخبرنا عمر بن عبيد، عن سماك بن حرب، عن جابر بن سمرة، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (يكون من بعدي إثنا عشر أميراً، قال: ثم تكلم بشيء لم أفهمه، فسألت الذي يليني فقال: قال: كلهم من قريش). هذا حديث حسن سنن الترمذي: ج3 ص340.
                    فهل الامراء هنا هم الخلفاء الاثني عشر؟
                    ومن الواضح أنّ المقصود بالأمراء هم الخلفاء الذين ذكرتهم الروايات السابقة، ومن هنا نجد سياقها نفس سياق روايات الخلفاء.
                    ولا يفوتني التعليق على أمر؛ وهو أنه ربما يقال بكون المراد بالأمراء هم أمراء الجند، ولكن هذا واضح الدفع بأدنى تأمل، إذ لا معنى لكون أمراء الجند لابد أن يكونوا من قريش، فلم يقل بذلك أحد، ثم إنّ أمراء الجند لا ينحصر عددهم بإثني عشر بل من المؤكد أنهم أكثر.
                    هذا مضافاً إلى أنّ النبي يريد رفع اللبس والاشتباه عن الأمة ويبين لها ولاة أمرها كي ترجع إليهم، فهو المبين لكتاب الله سبحانه، ﴿وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾ النحل 64
                    ولفظ أولي الأمر ينصرف للذين سيلون خلافته من بعده، لما تقدّم من كون المراد من الأمر هو الخلافة والحكم، فمن الأولى - إن كان المراد بأولي الأمر هم أمراء الجند أو غيرهم مما قيل - أن يبين ويعين المراد بأولي الأمر ويرفع عنهم اللبس ويشرح المراد من مصطلح أولي الأمر، إذ المنصرف من كلمة الأمر هو الخلافة كما تقدم علينا ذلك، فمن المفروض أن يبين النبي المراد بأولي الأمر لكي لا ينصرف لمن سيلي الخلافة من بعده.
                    فمع وجود هذا الانصراف من لفظ أولي الأمر لخلفاء النبي وعدم وجود دليل يرفع هذا الانصراف يثبت أنّ المقصود بأولي الأمر هم خلفاء النبي لا أمراء الجند أو غيرهم مما قيل وعليه فيكون المقصود بالأمراء الإثني عشر الذين هم من قريش هم الخلفاء الذي تقدّم الكلام عنهم
                    الامراء الذين يعينهم رسول الله ص في زمانه هل تجب طاعتهم وما حدود تلك الطاعة ؟
                    وما تقدّم لا ينافي الروايات الآمرة بطاعة الأمير التي رويت في مصادر أبناء السنة والجماعة كقوله (صلى الله عليه وسلم): (من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن أطاع أميري فقد أطاعني، ومن عصى أميري فقد عصاني ) صحيح البخاري: ج8 ص104.

                    فمن المعلوم أنّ من نصبة النبي (ص) أميراً تجب طاعته لكون عصيانه مفضياً إلى الرد على تنصيب النبي (ص) ، وبطبيعة الحال أنّ هذا التنصيب إنما هو تنصيب محدود في إدارة شؤون الجند والعسكر، فتكون طاعتهم بهذه الحدود ولا تتعدّى لغير ذلك، فيطاع المنصّب من قبل الخليفة بحدود تنصيبه ومهمته شريطة أن لا يدخل الناس في باطل.
                    ما هي عقيدة السنة في حكامهم وامرائهم؟
                    والذي يتصفّح مصادر أبناء السنة والجماعة يجد فيها النهي عن الخروج عن طاعة الأمير وإن كان فاجراً، فقد أخرج مسلم في صحيحه عن حذيفة بن اليمان، قال: ( قلت: يا رسول الله، إنا كنا بشر فجاء الله بخير فنحن فيه، فهل من وراء هذا الخير شر؟ قال: نعم. قلت: هل وراء ذلك الشر خير ؟ قال: نعم. قلت: فهل وراء ذلك الخير شر ؟ قال: نعم. قلت: كيف ؟ قال: يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي ولا يستنون بسنتي، وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس. قال: قلت: كيف اصنع يا رسول الله إن أدركت ذلك ؟ قال: تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك، فاسمع وأطع)
                    صحيح مسلم: ج6 ص20، السنن الكبرى: ج8 ص157، المعجم الأوسط: ج3 ص190
                    ويقول أحمد بن حنبل في إحدى رسائله: (السمع والطاعة للأئمّة وأمير المؤمنين البر والفاجر، ومن ولي الخلافة فأجمع الناس ورضوا به، ومن غلبهم بالسيف وسمّي أمير المؤمنين، والغزو ماض مع الأُمراء إلى يوم القيامة، البر والفاجر، وإقامة الحدود إلى الأئمّة وليس لأحد أن يطعن عليهم وينازعهم، ودفع الصدقات إليهم جائز، من دفعها إليهم أجزأت عنهم، براً كان أو فاجراً، وصلاة الجمعة خلفه وخلف كلّ من ولي، جائزة إقامته، ومن أعادها فهو مبتدع تارك للآثار مخالف للسنّة، ومن خرج على إمام من أئمّة المسلمين وكان الناس قد اجتمعوا عليه وأقرّوا له بالخلافة بأي وجه من الوجوه، أكان بالرضا أو بالغلبة فقد شق الخارج عصا المسلمين وخالف الآثار عن رسول اللّه، فإن مات الخارج عليه، مات ميتة جاهلية)
                    تاريخ المذاهب الإسلامية - لأبي زهرة: ج2 ص322
                    وقال الشيخ نجم الدين أبو حفص عمر بن محمد النسفي في العقائد النسفية: ولا ينعزل الإمام بالفسق والجور ... ويجوز الصلاة خلف كلّ برّ وفاجر
                    كيف يمكن الجمع بين عقيدة السنة بعدم وجوب طاعة حكامهم وامرائهم في معصية الله وبين عقيدتهم في وجوب طاعتهم مع ظهور فسقهم وجورهم ؟.
                    ومن هنا علّله التفتازاني شارح كتاب العقائد النسفية بقوله: لأنّه قد ظهر الفسق واشتهر الجور من الأئمّة والأُمراء بعد الخلفاء الراشدين، والسلف كانوا ينقادون لهم، ويقيمون الجمع والأعياد بإذنهم، ولا يرون الخروج عليهم
                    شرح العقائد النسفية: ص185 و 168.
                    ولا أعلم كيف يجوز ذلك مع أنّه مخالف لصريح القرآن الذي ينادي:
                    ﴿ولا تُطِع مَنْ أَغْفَلْنا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنا واتّبَعَ هَواهُ وكانَ أمْرُهُ فُرُطاً﴾ الكهف: 28.
                    ﴿يا أيّها النّبيُّ اتّقِ اللّهَ ولا تُطِعِ الكافرينَ والمُنافِقِين﴾ الأحزاب: 1.
                    ﴿فَلا تُطِعِ المُكَذِّبين﴾ القلم: 8..
                    ﴿ولا تُطِعْ كُلَّ حَلاّف مَهِين﴾ القلم:10.
                    ﴿فَاصبِرْ لِحُكْمِ رَبّكَ وَلا تُطِع مِنْهُمْ آثماً أَوْ كَفُوراً﴾ الإنسان: 24.
                    ﴿وَلا تُطِيعُوا أَمْرَ المُسرِفين﴾- الشعراء: 151.
                    ثم انظر لتعليل التفتازاني كيف يقرّ بكون الخلفاء قد جانبوا الشريعة وظهر منهم الفسق والجور، إلا أنّه يجعل انقياد السلف لهؤلاء الظالمين دليلاً على عدم جواز الخروج عليهم، فهل هذا هو الدين الحق مع ما عرفنا من كتاب الله سبحانه ؟ وهل تُترك تعاليم كتاب الله سبحانه ويؤخذ بفعل السلف المتخاذل الذي لم يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر مع إقراره بظهور الفسق والجور من الحكام والخلفاء ؟!!
                    ومع هذا نجدهم يفسّرون أولي الأمر في قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً﴾، بالأمراء مستدلين على ذلك بعدم وجوب الرد إليهم فيطاعون بحدود طاعة الرسول ، ثم يذكرون قوله : (لا طاعة لمخلوق في معصية الله) !!
                    ولا يعلم الباحث كيف يجمع بين قولهم بوجوب طاعة الأمير والحاكم والخليفة وإن كان فاسقاً عاصياً مع قولهم بعدم الطاعة لمخلوق في معصية الخالق ؟! فهل العصيان والفسق طاعة لله سبحانه ؟!!
                    وقد تقدّم أنّ الآية مطلقة وتقرّر المماثلة بين طاعة الرسول وبين طاعة أولي الأمر، وهم خلفاء الرسول من بعده.
                    ثالثاً: روايات النقباء
                    قال أحمد في مسنده: حدثنا عبد الله، حدثني أبي، ثنا حسن بن موسى، ثنا حماد بن زيد، عن المجالد، عن الشعبي، عن مسروق، قال: (كنا جلوساً عند عبد الله بن مسعود وهو يقرئنا القرآن، فقال له رجل: يا أبا عبد الرحمن، هل سألتم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كم تملك هذه الأمة من خليفة ؟ فقال عبد الله بن مسعود: ما سألني عنها أحد منذ قدمت العراق قبلك، ثم قال: نعم، ولقد سألنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال: "إثنا عشر كعدة نقباء بني إسرائيل
                    مسند أحمد: ج1 ص131
                    نستفيد من هذا الحديث لفته جميلة وهي:ان الخلفاء الذين يملكون الامة بعد الرسول كعدة نقباء بني اسرائيل ع وبنوا اسرائيل هم امة موسى ع وكان له اثني عشر نقيبا أي وصيا وخليفة وامة عيسى ع وكان له اثنا عشر نقيبا أي وصيا وخليفة فيكون مجموع الخلفاء الذين يملكون الامة بعد الرسول ص هم اربع وعشرون خليفة وهم المذكورين في رؤيا يوحنا اللاهوتي ع وهم المذكورين في وصية الرسول ص ليلة وفاته؟
                    وقال: حدثنا عبد الله، حدثني أبي، ثنا عفان، ثنا أبو عوانة، ثنا أبو يعفور، عن أبي الصلت، عن أبي عقرب الأسدي، قال: غدوت على عبد الله بن مسعود فذكر معناه حدثنا عبد الله، حدثني أبي، ثنا أبو النضر، ثنا أبو عقيل، ثنا مجالد، عن الشعبي، عن مسروق، قال: (كنا مع عبد الله جلوساً في المسجد يقرئنا فأتاه رجل فقال: يا ابن مسعود، هل حدثكم نبيكم كم يكون من بعده خليفة ؟ قال: نعم كعدة نقباء بني إسرائيل) مسند أحمد: ج1 ص 398

                    قال ابن حجر: قال ابن بطال، عن المهلب: (لم ألق أحداً يقطع في هذا الحديث يعني بشيء معين، فقوم قالوا: يكونون بتوالي أمارتهم، وقوم قالوا: يكونون في زمن واحد كلهم يدعي الإمارة. قال: والذي يغلب على الظن أنه عليه الصلاة والسلام أخبر بأعاجيب تكون بعده من الفتن حتى يفترق الناس في وقت واحد على إثني عشر أميراً. قال: ولو أراد غير هذا لقال يكون إثنا عشر أميراً يفعلون كذا فلما أعراهم من الخبر عرفنا أنه أراد إنهم يكونون في زمن واحد. انتهى).
                    ورد ذلك ابن حجر بعد نقله لما تقدم قائلاً: (وهو كلام من لم يقف على شيء من طرق الحديث غير الرواية التي وقعت في البخاري هكذا مختصرة وقد عرفت من الروايات التي ذكرتها من عند مسلم وغيره أنه ذكر الصفة التي تختص بولايتهم وهو كون الإسلام عزيزاً منيعاً، وفي الرواية الأخرى صفة أخرى وهو أن كلهم يجتمع عليه الناس كما وقع عند أبي داود، فإنه أخرج هذا الحديث من طريق إسماعيل بن أبي خالد، عن أبيه، عن جابر بن سمرة، بلفظ: "لا يزال هذا الدين قائماً حتى يكون عليكم إثنا عشر خليفة كلهم تجتمع عليه الأمة". وأخرجه الطبراني من وجه آخر عن الأسود بن سعيد، عن جابر بن سمرة، بلفظ: "لا تضرهم عداوة من عاداهم...."، ولو لم يرد إلاّ قوله: "كلهم يجتمع عليه الناس" فإن في وجودهم في عصر واحد يوجد عين الافتراق فلا يصح أن يكون المراد. ويؤيد ما وقع عند أبي داود ما أخرجه أحمد والبزار من حديث ابن مسعود بسند حسن إنه سُئل كم يملك هذه الأمة من خليفة ؟ فقال: سألنا عنها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال: "إثنا عشر كعدة نقباء بني إسرائيل").
                    ونقل ابن حجر وجوهاً أخرى لبيان المراد من الإثني عشر، عن ابن الجوزي في كشف المشكل فقال: (قد أطلت البحث عن معنى هذا الحديث وتطلبت مظانه وسألت عنه فلم أقع على المقصود به؛ لأنّ ألفاظه مختلفة ولا أشك أن التخليط فيها من الرواة، ثم وقع لي فيه شيء وجدت الخطابي بعد ذلك قد أشار إليه، ثم وجدت كلاماً لأبي الحسين ابن المنادي وكلاماً لغيره.
                    فأمّا الوجه الأول: فإنه أشار إلى ما يكون بعده وبعد أصحابه وأن حكم أصحابه مرتبط بحكمه، فأخبر عن الولايات الواقعة بعدهم، فكأنه أشار بذلك إلى عدد الخلفاء من بني أمية وكأن قوله لا يزال الدين أي الولاية إلى أن يلي إثنا عشر خليفة، ثم ينتقل إلى صفة أخرى أشد من الأولى. وأول بني أمية يزيد بن معاوية وآخرهم مروان الحمار وعدتهم ثلاثة عشر، ولا يعد عثمان ومعاوية ولا ابن الزبير؛ لكونهم صحابة، فإذا أسقطنا منهم مروان بن الحكم للاختلاف في صحبته أو لأنه كان متغلباً بعد أن اجتمع الناس على عبد الله بن الزبير صحت العدة، وعند خروج الخلافة من بني أمية وقعت الفتن العظيمة والملاحم الكثيرة حتى استقرت دولة بني العباس فتغيرت الأحوال عما كانت عليه تغيراً بيناً،.....
                    وأمّا الوجه الثاني: فقال أبو الحسين بن المنادى في الجزء الذي جمعه في المهدي يحتمل في معنى حديث يكون إثنا عشر خليفة أن يكون هذا بعد المهدي الذي يخرج في آخر الزمان، فقد وجدت في كتاب دانيال إذا مات المهدي ملك بعده خمسة رجال من ولد السبط الأكبر، ثم خمسة من ولد السبط الأصغر، ثم يوصي آخرهم بالخلافة لرجل من ولد السبط الأكبر، ثم يملك بعده ولده فيتم بذلك إثنا عشر ملكاً كل واحد منهم إمام مهدي.
                    والوجه الثالث: أنّ المراد وجود إثني عشر خليفة في جميع مدة الإسلام إلى يوم القيامة يعملون بالحق وإن لم تتوالى أيامهم ....
                    ثم قال ابن حجر: والوجهان الأول والآخر قد اشتمل عليهما كلام القاضي عياض، فكأنه ما وقف عليه بدليل أن في كلامه زيادة لم يشتمل عليها كلامه وينتظم من مجموع ما ذكراه أوجه، أرجحها الثالث من أوجه القاضي لتأييده بقوله في بعض طرق
                    تخبط علماء السنه في توجيه حديث الاثني عشر خليفه
                    الحديث الصحيحة كلهم يجتمع عليه الناس، وإيضاح ذلك أن المراد بالاجتماع انقيادهم لبيعته والذي وقع أنّ الناس اجتمعوا على أبي بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي إلى أن وقع أمر الحكمين في صفين فسمي معاوية يومئذٍ بالخلافة، ثم اجتمع الناس على معاوية عند صلح الحسن، ثم اجتمعوا على ولده يزيد ولم ينتظم للحسين أمر بل قتل قبل ذلك، ثم لما مات يزيد وقع الاختلاف إلى أن اجتمعوا على عبد الملك بن مروان بعد قتل ابن الزبير، ثم اجتمعوا على أولاده الأربعة الوليد ثم سليمان ثم يزيد ثم هشام، وتخلل بين سليمان ويزيد عمر بن عبد العزيز، فهؤلاء سبعة بعد الخلفاء الراشدين، والثاني عشر هو الوليد بن يزيد ابن عبد الملك اجتمع الناس عليه لما مات عمه هشام فولي نحو أربع سنين ثم قاموا عليه فقتلوه وانتشرت الفتن وتغيرت الأحوال من يومئذ ولم يتفق أن يجتمع الناس على خليفة بعد ذلك؛ لأن يزيد بن الوليد الذي قام على ابن عمه الوليد بن يزيد لم تطل مدته بل ثار عليه قبل أن يموت ابن عم أبيه مروان بن محمد بن مروان، ولما مات يزيد ولى أخوه إبراهيم فغلبه مروان ثم ثار على مروان بنو العباس إلى أن قتل، ثم كان أول خلفاء بني العباس أبو العباس السفاح ولم تطل مدته مع كثرة من ثار عليه، ثم ولى أخوه المنصور فطالت مدته لكن خرج عنهم المغرب الأقصى باستيلاء المروانيين على الأندلس واستمرت في أيديهم متغلبين عليها إلى أن تسموا بالخلافة بعد ذلك وانفرط الأمر في جميع أقطار الأرض إلى أن لم يبق من الخلافة إلا الاسم في بعض البلاد بعد أن كانوا في أيام بني عبد الملك بن مروان يخطب للخليفة في جميع أقطار الأرض شرقاً وغرباً وشمالاً ويميناً مما غلب عليه المسلمون ولا يتولى أحد في بلد من البلاد كلها الإمارة على شيء منها إلا بأمر الخليفة ومن نظر في أخبارهم عرف صحة ذلك) .
                    ** ** **
                    ويمكننا الاقتراب أكثر من معرفة هؤلاء الخلفاء الإثني عشر الذين جاءوا في روايات أبناء السنة والجماعة، وسأذكر قرينتين من عدة قرائن تشكل دور التفسير لما جاء في روايات الخلفاء.
                    القرينة الأولى: حديث الثقلين

                    مدرس المادة
                    الاثنين 29/4/2013 18/ج2 /1434
                    عن أمير المؤمنين ويعسوب الدين وقائد الغر المحجلين الإمام علي بن أبي طالب وصي رسول الله محمد صلوات الله عليهما
                    : ( إلهي كفى بي عزاً أن اكون لك عبداً وكفى بي فخراً أن تكون لي رباً أنت كما أحب فاجعلني كما تحب )

                    Comment

                    • ya fatema
                      مدير متابعة وتنشيط
                      • 24-04-2010
                      • 1738

                      #11
                      رد: اولي الامر في الكتاب والسنة ـ دكتور محمد عطية

                      بسم الله الرحمن الرحيم
                      اللهم صل على محمد وآل محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما


                      ملاحظة : هذه اسالة لمراجعة مادة اولي الامر ليست هي الامتحان وقد يكون منها الامتحان مع اجوبتها
                      وليس المطلوب التقيد بالاجوبه



                      جواب امتحان اولي الامر
                      س/1﴿هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ) - آل عمران: 7.
                      أ/من هم الراسخون في العلم في عالم الخلق اجمالا ؟

                      هم خلفاء الله في ارضه المنصبون منه اما نصا كادم ع او بالوصية منه لخليفته بمن بعده كسائر الخلفاء بعد ادم ع من انبياء ورسل واوصيائهم وملوكا كطالوت ع. ب/ومن هم الراسخون في العلم من بعد الرسول ص الى يوم القيامة؟
                      هم اوصيائه الائمة الاثني عشر والمهديين الاثني ع الذين عينهم بوصيته ليلة وفاته ع.
                      ج/ ومن هم الراسخون في العلم في زماننا هذا؟
                      هم الامام الثاني عشر محمد بن الحسن العسكري ع خليفة الله على خلقه والامام الثالث عشر احمد الحسن ع وصي ورسول الامام المهدي ع .

                      س/2 :هناك ايتين هما محور بحث اولى الامر في الكتاب والسنة اكتبهما نصا واسم السوره ورقم الايه
                      يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً }النساء59
                      {وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً} النساء: 83.
                      هاتان الايتان محور بحث اولي الامر في الكتاب والسنه ونعلم جميعا ان دين الله كله يُعرف من خلفاء الله حيث عندهم مراد الله من كلامه ووحيه ولايعرف مراد الله من قواعد نحويه او لغوية او اصولية او فلسفية او غيرها مما هو من وضع المخلوق

                      ب/ وهناك تعليق للمدرس عليهما كان يبدا به بعد قراءة الايتين اكتبه نصا .

                      هاتان الايتان محور بحث اولي الامر في الكتاب والسنه ونعلم جميعا ان دين الله كله يُعرف من خلفاء الله حيث عندهم مراد الله من كلامه ووحيه ولايعرف مراد الله من قواعد نحويه او لغوية او اصولية او فلسفية او غيرها مما هو من وضع المخلوق

                      س/3 : أ /قوله تعالى : ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً﴾
                      أ/ قرر الاصوليون امرا في الفعل (اطيعوا) ما هو؟

                      . ﴿أَطِيعُواْ﴾، وهو فعل أمر ظاهر في الوجوب بحسب ما قرّر في علم أصول الفقه، فقوله سبحانه: ﴿أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ﴾يستفاد منه وجوب الوفاء بالعقد لأمره سبحانه بذلك بقوله: ﴿أوفوا﴾، فكذلك قوله: ﴿أطيعوا﴾ يستفاد منه وجوب الطاعة لله سبحانه وللرسول ولأولي الأمر .
                      ب/2:هناك امور تتحقق بها الطاعه ما هي؟
                      فالطاعة تتحقق بعدّة أمور:
                      الأول: أن تكون من آمر يكون أعلى رتبة من المأمور.
                      الثاني: أن يكون شيء مأمور به.
                      الثالث: أن يكون المأمور ممتثلاً لأمر الآمر الأعلى منه رتبةً.
                      وبعبارة أوضح توجد ثلاثة أمور: آمر، ومأمور، ومأمور به. فالآمر يصدر منه المأمور به، والمأمور يجب عليه امتثال وتطبيق المأمور به، فعندها تحصل الطاعة.
                      وامتثال أمر الآمر يكون باختيار المأمور وإرادته، لا أن يكون المأمور مجبوراً على الطاعة، وإلاّ فيخرج عن كونه مطيعاً.

                      س/4 :
                      أ/ عرف الطاعه المقيده وتجب لمن ؟ ودلل على ذالك بحديث مشهور ؟

                      الطاعة المقيدة؛ كإطاعة العبد لمولاه، طاعة الزوجة لزوجها، طاعة الولد لوالده
                      فالطاعة في جميع هذه الموارد ليست طاعة مطلقة بل مقيدة بعدم عصيان الله سبحانه،ورسوله ص فالمولى والزوج والوالد له حق الطاعة فيما إذا لم يأمر بمعصية اوينهى عن واجب؛ لما دل من أنّه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق
                      . روى أحمد في مسنده: حدثنا عبد الله ثنا عبيد الله بن عمر القواريري ثنا ابن مهدي، عن سفيان، عن زبيد، عن سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن علي، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (لا طاعة لمخلوق في معصية الله
                      ب/عرف الطاعة المطلقه وتجب لمن ؟ ودلل على ذالك باية شريفة هي من محور البحث؟
                      الطاعة المطلقة؛ :هي إطاعة الله سبحانه ورسوله وأولي الأمر، فهي غير محدودة بحد ومقيدة بقيد، بل تجب الإطاعة والتسليم لهم بقول مطلق، كما هو مقتضى التشريك والعطف الذي جاء في الآية.
                      والطاعة لا تحصل إلاّ بالامتثال، فهو جوهر الطاعة المأمور بها في القرآن،
                      والاية الشريفة التي تدل على ذالك هي: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً﴾( ).النساء 59

                      س/5 :
                      أ/ ﴿الأَمْرِ﴾، ماذا يُفهم من هذه الكلمة ؟
                      - يُفهم من هذه الكلمة أنها تعني الخلافة والسلطة والحكم
                      ب/ من هم اولي الامر في مدرسة حاكمية الله وكم عددهم ومن يعينهم ؟
                      اولي الامر في مدرسة حاكمية الله هم اوصياء الرسول محمد ص الذين نص عليهم في وصيته ليلة وفاته وهم عترته وهم الائمة الاثني عشر والمهديين الاثني عشر عليهم السلام
                      ج/ماهو منهج مدرسة حاكمية الناس في تنصيب اولي الامر ؟
                      منهجهم في تنصيب اولي الامر هو الهوى حيث لاضابط عندهم في هذا الامر فمنهم من يقول بالشورى ومنهم من يقول من يتمكن من الحكم والسلطه ومنهم من يقول بالانتخابات كما هي اليوم.

                      س/5 ﴾، قال سبحانه: ﴿فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ﴾
                      أ/ بين معنى التنازع ومعنى الشيء وبين اطراف النزاع وما هو المرجع الذي يرجعون اليه ؟

                      النزع: يعني الجذب، والمنازعة شدّة الاختلاف والمجاذبة. ويشير لفظ التنازع إلى شدّة الاختلاف واطراف النزاع هم الذين آمنوا الذين أُمروا بطاعة الله سبحانه والرسول وأولي الأمر والشيئ هو الامر المتنازع فيه وهو مبهم فهو نكرة متوغلة في الابهام فيفيد الشمول ,
                      والمرجع الذي يجب عليهم الرجوع اليه .
                      في كل الأمور الدينية والدنيوية هو:لله والرسول وأولي الأمر عليهم السلام أي الامام الناطق بالحق في الزمان .
                      س/6 ما هو المستفاد من حرف العطف (الواو) بين اطيعوا الرسول واولي الامر منكم في كيفية طاعة اولي الامر ؟
                      والمستفاد هو:أنّ حرف العطف (و) يفيد التشريك بين المعطوف عليه وبين المعطوف في الحكم، فالحكم الثابت للمعطوف عليه يكون ثابتاً للمعطوف أيضاً، فيشترك المعطوف مع المعطوف عليه في الحكم اللفظي فيأخذ المعطوف الحركة الإعرابية للمعطوف عليه، وكذلك يشاركة بلحاظ المعنى،وحيث ان الرسول ص طاعته واجبة على الاطلاق وبلا قيد بالاتفاق عند جميع المسلمين فيكون طاعة اولي الامر كذالك أي واجبة على الاطلاق وبلا قيد ومن يذهب لغير ذالك فقد خالف الثوابت عند اللغويين فضلا عن مخالفته للنصوص الكثيرة الامرة بوجوب طاعة اولي الامر مطلقا.
                      س/7 هل الطاعة في الاصل لله تعالى؟ ولماذا؟ وكيف وجب علينا طاعة الرسول واولي الامر؟
                      نعم الطاعة في الاصل هي لله سبحانه، لانها طاعة لذاته لكونه الرب الخالق المدبر لشؤون الخلق فتجب عليهم طاعته لذاته سبحانه، أمّا طاعة الرسول وأولي الأمر فهي طاعة معطاة لهم من الله سبحانه لكونهم خلفاءه في الأرض فلو لم يأمرنا الله تعالى بطاعتهم لما كانت طاعتهم واجبة علينا؛ لأنّه ص ولأنهم - أولوا الأمر - مخلوقون لله كما نحن مخلوقون لله أيضاً، ولكن الفرق بينا وبين الرسول وأولي الأمر هو أنّ الله تعالى أمرنا بطاعتهم، فطاعتهم أصبحت واجبة ولازمة علينا لأنّ الله أمرنا بها.

                      س/8
                      أ/ هل الله تعالى ذكر قيدا في اية({يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً }النساء59 يقيد طاعة اولي الامر بطاعته وطاعة رسوله ص؟

                      ج س أ/لا لم يذكر قيدا فيها يوجب تقييد طاعة اولي الامر بطاعته وطاعة رسوله ص ومع انتفاء القيد يثبت الاطلاق في الطاعة لاولي الامر ع
                      ب/ وماذا يستفاد من عدم القيد؟
                      ج س ب/نستفيد من عدم القيد الاطلاق وهو وجوب طاعة اولي الامر مطلقا
                      ج/ وهل قيدها تعالى باية اخرى؟
                      ج س ج / لا لم يقيدها الله تعالى باية اخرى فها هو القران بيننا لاتوجد فيه اية تقييد طاعة اولي الامر المذكورين في الاية بقيد ابدا
                      د/ وهل يمكن تقييدها بحديث لاطاعة لمخلوق في معصية الخالق؟ ولماذا؟
                      ج س د/ لايمكن تقييد الاية القطعية الصدور القطعية الدلالة على وجوب طاعة اولي الامر مطلقا بحديث شريف لان الحديث ناظر للمخلوق غيرالمعصوم امثالنا الذين يخطئون فطاعتهم واجبة فقط في طاعة الله والرسول ص واما الرسول ص و اولي الامر ع فهم معصومون فالاية خاصة لايخصصها الحديث العام فتكون النتيجة هي :لايجب طاعة المخلوق طاعة مطلقة الا الرسول ص واولي الامر ع.

                      س/9
                      أ/ماذا نستفيد من امر الله بوجوب الرد الى اولي الامر في الاية الشريفة؟ ﴿وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً﴾

                      ج س أ /نستفيد من وجوب الرد الى اولي الامر المعطوفون على الرسول امور منها 1/ وجوب طاعتهم مطلقا لانهم معطوفون على الرسول ص وطاعته واجبة مطلقا 2/ انهم ع معينون من الله تعالى كما ان الرسول ص معين منه تعالى 3/ عصمتهم لانهم معطوفون على الرسول المعصوم ص في وجوب طاعته المطلقه 4/ وان من يرجع اليهم في كل امر يكون في حصن من اتباع ائمة الضلال قرناء الشيطان.
                      ب/ وهل ترون قيدا في الاية يقول لاتطيعوا اولي الامر الا في طاعة الله ورسوله؟
                      ج س ب/ لانرى قيدا مطلقا يقيد طاعة اولي الامر بطاعة الله والرسول ص فطاعتهم ع مطلقة في كل شيئ.

                      س 10/ هناك روايات تطبيقية لبيان وجوب طاعة اولي الامر مطلقا كطاعة الرسول ص لبيان المماثلة بينهما في الطاعة وغيرها اذكر بعضها ؟
                      روى الحاكم النيسابوري في المستدرك حديثاً صرح بصحته على شرط الشيخين: (أخبرنا.............. عن أبي ذر (رضي الله عنه)، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن أطاع علياً فقد أطاعني، ومن عصى علياً فقد عصاني)، هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه

                      قال الحاكم في المستدرك: (هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وقد رواه بكير بن عثمان .........، ثنا بكير بن عثمان البجلي، قال: سمعت أبا إسحاق التميمي يقول: سمعت أبا عبد الله الجدلي يقول: حججت وأنا غلام فمررت بالمدينة وإذا الناس عنق واحد فاتبعتهم فدخلوا على أم سلمة زوج النبي فسمعتها تقول: يا شبيب بن ربعي، فأجابها رجل جلف جاف: لبيك يا أمتاه، قالت: يسب رسول الله صلى الله عليه وآله في ناديكم، قال: وأنى ذلك، قالت: فعلي بن أبي طالب قال أنا لنقول أشياء نريد عرض الدنيا، قالت: فإني سمعت رسول الله يقول: "من سب علياً فقد سبني، ومن سبني فقد سب الله تعالى") ( ).
                      ومنها قوله : (من أحب علياً فقد أحبني، ومن أبغض علياً فقد أبغضني) ( ).
                      وقوله : (من آذى عليا فقد آذاني)
                      وقوله : (يا علي، أنت سيد في الدنيا، وسيد في الآخرة، حبيبك حبيبي، وحبيبي حبيب الله، وعدوك عدوي، وعدوي عدو الله، والويل لمن أبغضك من بعدي)
                      وقوله : (من سرّه أن يحيا حياتي ويموت ميتتي ويتمسك بالقضيب الياقوت فليتول علي بن أبي طالب من بعدي)
                      وقوله : (أوصي من آمن بي وصدقني بولاية علي بن أبي طالب، من تولاه تولاني، ومن تولاني فقد تولى الله، ومن أحبه فقد أحبني، ومن أحبني فقد أحب الله)

                      س/11 أ/ هل يعقل ان يامرنا الله بطاعة اولي الامر كطاعة الرسول ص ولم يحددهم اسما وعددا؟
                      ج س أ / هذا غير معقول لانه مجانب للحكمة وسبحانه وتعالى حكيم مطلق وافعاله كلها حكمة فلا يامرنا الا بطاعة من نصبه وعينه بالاسم والعدد.ومن يقول بغير ذالك فقد اتهم الله بالسفه ومجانبة الحكمة وحاشاه تعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا.
                      س ب/ وماذا يترتب على عدم تحديده لهم بالاسم والعدد؟
                      يترتب على عدم تحديد اولي الامر بالاسم والعدد فساد كبير حيث يقع التنازع بين الامة فيمن يكون ولي الامر الحاكم والسلطان واذا وقع التنازع وقع الاختلاف والتشاجر والاقتتال وسفك الدم الحرام والله تعالى حرم علينا ذالك فكيف يامرنا بطاعة اولي امر غير معينين فيقع الفساد وهذا لايكون منه سبحانه مطلقا لانه حكيم .وهو القائل تعالى: {وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ }الأنفال46

                      س/12 س أ/أختر ثلاثة من اراء اهل السنة والجماعة في اولي الامر ؟
                      ج س أ / اختلف أبناء السنة والجماعة اختلافاً كبيراً في تحديد المراد من أولي الأمر، فأصبح تحديد أولي الأمر معركة الآراء، فذكروا أقوالاً مختلفة في تحديد المراد من أولي الأمر، وقد نقل العيني في عمدة القاري أحد عشر قولاً، فقال: (قوله: ﴿وأولي الأمر منكم﴾،في تفسيره أحد عشر قولاً:
                      الأول: الأمراء، قاله ابن عباس وأبو هريرة وابن زيد والسدي. الثاني: أبو بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما، قاله عكرمة. الثالث: جميع الصحابة، قال مجاهد. الرابع: الخلفاء الأربعة قاله أبو بكر الوراق فيما قاله الثعلبي. الخامس: المهاجرون والأنصار، قاله عطاء. السادس: الصحابة والتابعون. السابع: أرباب العقل الذين يسوسون أمر الناس، قاله ابن كيسان. الثامن: العلماء والفقهاء، قاله جابر بن عبد الله والحسن وأبو العالية. التاسع: أمراء السرايا. قاله ميمون بن مهران ومقاتل والكلبي. العاشر: أهل العلم والقرآن، قاله مجاهد واختاره مالك. الحادي عشر: عام في كل من ولي أمر شيء، وهو الصحيح، وإليه مال البخاري بقوله: "ذوي الأمر") ( ).
                      س/12 ب / ماهي عقيدة اهل السنة في طاعة اولي الامر بعدما تنكبوا طريق اولي الامر المعصومين ع؟
                      ج س 12 ب/ عقيدتهم هي لاتجب طاعتهم مطلقا بل تجب طاعتهم في طاعة الله والرسول ص .
                      س 12 ج/ من الذي يحدد ان امر اولي الامر عند السنة موافق للقران والسنة او مخالف ؟
                      ح س 12 ج/ طبعا اولي الامر عندهم غير معصومين فهم يجهلون امر الله وامر الرسول ص فضلا عن الرعية بالقطع يجهلون امر الله والرسول فلا احد منهم يحدد ذالك بعلم فكل منهم يتعصب لرايه بجهالة فيقع النزاع بينهم ويعقبه الفساد المحرم فبالنتيجة الهوى عندهم هو المرجع ومن يستطيع ان يغلب بهواه فيكون فائزا بحلبة الصراع.فالعقل يرجعهم الى العالم بدين الله وهو خليفة الله المعصوم لو رجعوا لرشدهم.
                      س/13 أ/ هناك روايات في كتب السنة تذكر عدد الخلفاء بعد الرسول ص وتبين انهم من قريش ومن بني هاشم اذكر واحدة من كل نوع ؟
                      ج س 13 أ / حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس، حدثنا عاصم بن محمد بن زيد، عن أبيه، قال: قال عبد الله: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي من الناس اثنان)
                      عن جابر ابن سمرة، قال: (سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: لا يزال هذا الدين عزيزاً إلى إثني عشر خليفة. قال: فكبر الناس وضجوا، ثم قال كلمة خفية، قلت لأبي: يا أبه ما قال ؟ قال: كلهم من قريش)
                      روى القندوزي عن عبد الملك بن عمير، عن جابر بن سمرة رضي الله عنه، قال: (كنت مع أبي عند رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فسمعته يقول: بعدي إثنا عشر خليفة، ثم أخفى صوته فقلت لأبي: ما الذي [قال في] أخفى صوته ؟ قال: قال: كلهم من بني هاشم
                      روى أحمد في مسنده: حدثنا عبد الله، حدثني أبي، ثنا أبو المغيرة، قال: ثنا الأوزاعي، قال: حدثني أبو عمار شداد، عن واثلة بن الأسقع، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (إنّ الله اصطفى كنانة من بني إسماعيل، واصطفى من بني كنانة قريشاً، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم)

                      س 13 ب / ما هو المستفاد من هذه الروايات ؟
                      ج س 13 ب/ المستفاد منها انها تعين عدد الخلفاء بعد الرسول ص وتبين انهم من قريش وانهم من بني هاشم فحسب لافي غيرهم فبان انه في كتب السنه بيان للعدد والنسب للخلفاء بعد الرسول ص فاي تولية لغيرهم فهي ضلال.
                      س 13 ج / وهل عملت الامة بذالك ؟ بين ماذا فعلت ؟
                      ج 13 ج / لا لم تعمل الامة بما هو موجود في كتبهم وولت من هم ليسوا من بني هاشم المخصوصين بالامر كابي بكر وهو ليس من بني هاشم وولت عمر وعثمان ومعاويه ويزيد وغيرهم والى اليوم وكلهم ليسوا من بني هاشم فخالفت المنصوص عليه وهي تزعم انها تتبع الرسول ص ومؤمنة به . بل عمر تمنى لو كان سالم مولى ابي حذيفة وهو اعجمي من بلاد فارس حيا حتى يوصي به وكذا مع معاذ بن جبل وهو من الانصار وليس من قريش ولا من بني هاشم.

                      س 14 أ /ما هي مهمة خلفاء الرسول ص من بعده ؟
                      مهمتهم واوصافهم ذكرها الرسول ص في احاديثه التي روتها الامة عنه ص وهذا طرفا منها
                      عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن ابن عباس، قال: سمعت علي ابن أبي طالب (رضي الله عنه) يقول: خرج علينا رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فقال: (اللهم ارحم خلفائي. قلنا: يا رسول الله، من خلفاؤك ؟ قال: الذين يروون أحاديثي وسنتي ويعلمونها للناس)
                      وعن علي، قال: خرج علينا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال: (اللهم ارحم خلفائي - ثلاث مرات - قيل: يا رسول الله، ومن خلفاؤك ؟ قال: الذين يأتون من بعدي ويروون أحاديثي ويعلمونها الناس)
                      عن بن عباس، عن علي، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (اللهم ارحم خلفائي قلنا: من خلفاؤك ؟ قال: الذين يروون أحاديثي ويعلمونها الناس)
                      وقال : (اللهم ارحم خلفائي الذين يأتون من بعدي، الذين يروون أحاديثي وسنتي ويعلمونها الناس)
                      س 14 ب / ما معنى يروون احاديثي وسنتي ويعلمونها الناس؟
                      ج 14 ب/ معناه انهم علماء باحاديث الرسول وسنته المبينة للقران يعني عندهم علم الدين كله عن الرسول ص وانهم يقومون مقامه من بعده ويبلغون دينه الحق للناس ويعلمونهم به في كل زمان الى يوم القيامةوهذا لايكون الا في اوصيائه المعصومين ع فهم خلفاءه الذين ترحم عليهم .
                      س 14 ج / هل فيمن حكم الامة من بعد الرسول والى اليوم كان عالما بدين الرسول ص ؟
                      ج 14 ج / نعم وهو الامام علي بن ابي طالب ع خليفة الرسول بالحق الاول عندما جاءته الامة بعد اعراضها عنه وبايعته بعد مقتل عثمان ثم من بعده ابنه الامام الحسن ع ومن حكم قبلهما وبعدهما الى اليوم ليسوا علماء بدين الرسول ص بل هم جهال به وكانوا يلجأون قهرا الى خلفاء الرسول المعصومين في كل زمان كما بين لنا التاريخ .

                      س 15 أ/هناك روايات في كتب السنه عن الرسول ص تقول : يكون بعدي اثنا عشر اميرا اذكر واحدة منها؟
                      ج س15 أ/ روى أحمد في المسند:حدثنا عبد الله، حدثني أبي، ثنا ابن نمير، ثنا مجالد، عن عامر، عن جابر بن سمرة السوائي، قال: (سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول في حجة الوداع: "لا يزال هذا الدين ظاهراً على من ناواه لا يضره مخالف ولا مفارق حتى يمضي من أمتي إثنا عشر أميراً كلهم"، ثم خفي من قول رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، قال: وكان أبي أقرب إلى راحلة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مني، فقلت: يا أبتاه، ما الذي خفى من قول رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ؟ قال: يقول: "كلهم من قريش)
                      وروى البخاري: حدثني محمد بن المثنى، حدثنا غندر، حدثنا شعبة، عن عبد الملك، سمعت جابر بن سمرة قال: سمعت النبي (صلى الله عليه وسلم) يقول: (يكون إثنا عشر أميراً)، فقال كلمة لم أسمعها فقال: أبي أنه قال: (كلهم من قريش)
                      س 15 ب /هل الامراء هنا مقصود بهم الخلفاء في احاديث الخلفاء ؟ دلل على اجابتك بنعم او لا؟
                      ج 15 ب/ نعم المقصود من الامراء هنا هم الخلفاء في احاديث الخلفاء.
                      والدليل على ذالك هو :ان الحديث ناظر الى الامارة العامة وليست الخاصه لان الخاصة متفرعة على العامه والامارة الخاصة كثيرة جدا منها امراء العسكر وامراء الاقاليم والمحافظات والمدن وغير ذالك وعددهم في الزمان الواحد اكثر من 12 وايضا ان يكون الامير من قريش شرط في الامارة العامة دون الخاصه فثبت ان الامراء الاثني عشر بعد الرسول ص هم الخلفاء الاثني عشر .

                      س16 أ/ الامراء الذين يعينهم رسول الله ص في زمانه هل تجب طاعتهم وما حدود تلك الطاعة ؟

                      ج س16 أ/ نعم تجب طاعة امراء الرسول ص الذين يعينهم على العسكر او الاقاليم وغيرها وحدود طاعتهم : ان كان الامير معصوما وهو الامام علي ع فطاعته مطلقة وان كان غير معصوم وهم الاغلب فطاعتهم في حدود طاعة الله والرسول ص فان امروا بمنكر لاتجب طاعتهم.
                      س16 ب/اذكر حديث يوجب طاعة امرائه في زمانه ص ؟
                      ج س 16 ب/روي البخاري عن النبي ص قوله (صلى الله عليه وسلم): (من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن أطاع أميري فقد أطاعني، ومن عصى أميري فقد عصاني) صحيح البخاري: ج8 ص104.

                      س 17 أ/توجد روايات في كتب السنة تقول ان الخلفاء اثني عشر كعدة نقباء بني اسرائيل فماذا نستفيد منها؟

                      ج 17 أ/ نستفيد من هذا الحديث لفته جميلة وهي:ان الخلفاء الذين يملكون الامة بعد الرسول كعدة نقباء بني اسرائيل ع وبنوا اسرائيل هم امة موسى ع وكان له اثني عشر نقيبا أي وصيا وخليفة وامة عيسى ع وكان له اثنا عشر نقيبا أي وصيا وخليفة فيكون مجموع الخلفاء الذين يملكون الامة بعد الرسول ص هم اربع وعشرون خليفة وهم المذكورين في رؤيا يوحنا اللاهوتي ع وهم المذكورين في وصية الرسول ص ليلة وفاته؟
                      س17 ب/استفاد ابو الحسين المنادي من روايات الاثني عشر وجها تثبت به الوصية المقدسة بالاربع والعشرين خليفة فما هو؟
                      ج 17 ب /وأمّا الوجه الثاني: فقال أبو الحسين بن المنادى في الجزء الذي جمعه في المهدي يحتمل في معنى حديث يكون إثنا عشر خليفة أن يكون هذا بعد المهدي الذي يخرج في آخر الزمان، فقد وجدت في كتاب دانيال إذا مات المهدي ملك بعده خمسة رجال من ولد السبط الأكبر، ثم خمسة من ولد السبط الأصغر، ثم يوصي آخرهم بالخلافة لرجل من ولد السبط الأكبر، ثم يملك بعده ولده فيتم بذلك إثنا عشر ملكاً كل واحد منهم إمام مهدي

                      مدرس المادة
                      Last edited by اختياره هو; 30-04-2013, 15:55.
                      عن أمير المؤمنين ويعسوب الدين وقائد الغر المحجلين الإمام علي بن أبي طالب وصي رسول الله محمد صلوات الله عليهما
                      : ( إلهي كفى بي عزاً أن اكون لك عبداً وكفى بي فخراً أن تكون لي رباً أنت كما أحب فاجعلني كما تحب )

                      Comment

                      Working...
                      X
                      😀
                      🥰
                      🤢
                      😎
                      😡
                      👍
                      👎