إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

قصه العباس قمر بني هاشم عليه السلام *****مع اروع الصور

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • almawood24
    يماني
    • 04-01-2010
    • 2174

    قصه العباس قمر بني هاشم عليه السلام *****مع اروع الصور

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله وصلى الله على محمد وآله الأئمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا
    بسم الله الرحمن الرحيم
    بحمدك يا بارئ العالمين
    انت الرحيم ، و انت المعين...
    و اياك يا ربّنا نستعين...
    بنعماك نحيا و انت الاله
    تعاليت يا ارحم الراحمين...
    حياة البحار ، و صخر الجبال
    تنادي بحمدك يا ذا الجلال...
    تباركت يا أحسن الخالقين

    الاهداء
    إلى كل الذين سارو على خط الحسين في الطريق إلى كربلاء ...
    الى ال محمد والى الامام المضلوم الذي ورث ضلم جده الامام الحسين ع الامام احمد الحسن اليماني أما بعد
    بسم الله الرحمن الرحيم
    لم يبق مع سيدنا الحسين ( عليه السَّلام ) أحد ، لقد استشهد أصحابه ، و أهل بيته هوت أجسادهم فوق رمال الصحراء ... و عرّجت أرواحهم نحو السماء ، لم يبق مع الإمام أحد سوى أخيه العباس .
    الراية ما تزال تخفق في يده ، و لو قُدّر للمرء أن يشاهد العباس في تلك اللحظات الرهيبة ، لرأى فارساً في الرابعة و الثلاثين من عمره ، يقف إلى جانب أخيه ، ينتظر لحظة الانقضاض على أولئك الأوغاد الذين تنكّروا لكلّ المبادئ و المثل الإنسانية .
    لم يعد العباس يتحمّل أكثر ممّا رأى من الأهوال ، و هو يشاهد تساقط الرجال المؤمنين ، شهداء بأيدي الأوغاد ، لقد حانت لحظة الثأر ، من أجل كلّ المظلومين و المقهورين .
    التفت العباس إلى أخيه العظيم و قال بأدب :
    ـ يا سيدي ! ضاق صدري من هؤلاء المنافقين ، و أُريد أن آخذ ثأري .
    سكت سيدنا الحسين لحظات قبل أن يجيب . لم تسمح له نفسه أن يأذن لأخيه بالانطلاق إلى الموت ، فقال :
    يا أخي أنت صاحب لوائي !
    أراد أن يقول له أن راية المقاومة في كفّك ، فإن سقطتَ شهيداً ، فستسقط معك ، و سوف يهجم آلاف الذئاب على الأطفال و النساء ، سيحرقون الخيام .
    كان العباس ينظر إلى أخيه ، ينتظر الإذن ليبدأ الهجوم .
    قال الإمام بحزن :
    ـ اطلب لهؤلاء الأطفال ماءً .. إنهم يذوبون عطشاً .
    تقدّم الفارس إلى حيث العساكر تنتظر . نادى العباس بصوت مرتفع :
    ـ يا عمر بن سعد !
    هذا الحسين ابن بنت رسول الله .... قد قتلتم أصحابه و أهل بيته ، و هؤلاء عياله و أولاده عطاشى ، فاسقوهم من الماء ... لقد أحرق الظّمأ قلوبهم .
    و لكن لا جواب .. بقي نداء العباس دون جواب ، لقد تحوّل أولئك الأوغاد إلى وحوش ، بل إلى أسوأ من الوحوش .
    صاح الشّمر كخنزير متوحّش :
    ـ يا بن أبي تراب ! ... لو كان وجه الأرض كلّه ماءً ، و هو تحت أيدينا ، لما سقيناكم منه قطرة ، حتى تبايعوا يزيد بن معاوية !
    عاد العباس ليخبر أخاه الحسين بوقف اولئك الأوغاد ... امتطى الفارس صهوة جواده ، و تأهّب للهجوم ، ألقى نظرة وداع على المخيم ، كان الأطفال يبكون بمرارة ... و كانت النساء تبكي ... الأطفال يبكون من أجل آبائهم و إخوانهم و أعمامهم ، يبكون من ألم العطش ، يبحثون عن قطرة ماء .
    تفجّر في قلب العباس بركان غضب .
    غضب ابن عليّ من أجل الأطفال ، من أجل ظمأهم ، و غربتهم في هذه الصحراء .
    إلى الفرات
    أخذ الفارس " القِربة " و انطلق باتجاه الفرات ، كان هدفه أن يسقي هؤلاء الأطفال الأبرياء قطرات ماء .
    ها هو العباس يندفع باتجاه الشواطئ ... مخترقاً غابة من أشجار النخيل ، و آلاف الذئاب التي تحاصر النهر .
    كانت الراية تخفق عالياً فوق هامة الفارس الهاشمي ، و هو يتقّدم باتّجاه الفرات .
    و دارت معارك ضارية ... و الجنود الأوغاد يعوون كالذّئاب ، و هم يعترضون فارس كربلاء ... و كان سيف العباس كالصاعقة ، تحرق الذئاب و الخنازير ... و كانت السهام تنهال على الفارس كالمطر ، و كان الفارس يمضي قدماً باتجاه الشواطئ .
    عجز مئات الفرسان عن إيقاف تقدّم فارس بني هاشم .
    و ها هو العباس يقتحم نهر الفرات ... و ها هو رشاش المياه يتطاير بين حوافر الحصان .
    شعر الحصان ببرودة المياه ، فراح يرتشف من المياه المتدفّقة .
    مدّ العباس كفّه و ملأها ماءً ... أراد الفارس الظامئ أن يشرب من الماء ليطفئ لهيب قلبه . تذكر العباس عطش أخيه الحسين ( عليه السَّلام ) ، تذكر عطش الأطفال ، فَقذف الماء بعيداً ، و ملأ القربة بالمياه الباردة .
    كان العباس لا يحبّ أحداً في الدنيا مثلما يحبّ أخاه الحسين ( عليه السَّلام ) ، و كان لا يخاطبه إلاّ و يقول : يا سيدي ... أو يا ابن رسول الله !
    لنترك الفارس يقاتل بين أشجار النخيل في طريق العودة ... لنعود إلى الماضي ... إلى طفولة ذلك البطل .
    قمر بني هاشم
    ولد العباس بن عليّ في المدينة المنورة في 4 / شعبان / سنة 26 هجرية ، أمّه فاطمة بنت حزام ، كنيته أبو الفضل .
    كان عقيل بن أبي طالب ، و هو أبو مسلم ، عالماً بأنساب العرب ، لهذا استشار عليّ بن ابي طالب أخاه في الزواج من امرأة أصيلة .
    نصح عقيل أخاه أن يتزوّج فاطمة بنت حزام ، و كانت امرأة جليلة القدر . و كانت قبيلتها معروفة بالشجاعة و الإقدام ، لهذا جمع العباس شجاعة والديه ، فكان بطلاً مقداماً .
    في الرابع من شعبان فتح الصّبي عينيه ليرى والديه يبتسمان له ، و يغمرانه حبّاً و رحمة ... و عندما نشأ عرف أن له إخوة و أخوات فأحبّهم جميعاً .
    و عندما بلغ الرابعة عشرة من عمره ، اندلعت حرب صفين بين أبيه أمير المؤمنين ، و بين معاوية ابن أبي سفيان .
    وقف إلى جانب والده و اشترك في المعارك رغم صغر سنّه .
    و في رمضان سنة 40 هجري ، فجع العباس باستشهاد والده في محراب المسجد . و من ذلك الوقت لازم أخاه الحسين بن عليّ .
    كان يحبّ أخويه الحسن و الحسين ، لأنّهما ابنا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، و كان لا يخاطبهما إلاّ بـ " يا سيدي " و كان الحسن و الحسين يحبّانه لإيمانه و أخلاقه . لهذا أشرفا على تربيته ، حتى أصبح عالماً و فقيهاً .
    و في سنة 50 للهجرة ، دسّ معاوية السمّ إلى الإمام الحسن ( عليه السَّلام ) لهذا لم يفارق العباس أخاه الحسين لحظة واحدة .
    كان بنو هاشم جميعاً يحبّون العباس ، و يفخرون به و يسمّونه " قمر العشيرة " .
    الطريق إلى كربلاء
    عندما مات معاوية ، جاء إلى الحكم بعده يزيد . أصبح يزيد خليفة على المسلمين بالقوّة . كان يزيد رجلاً فاسقاً ، يشرب الخمر ، و يقضي وقته في اللعب مع الكلاب و القرود ... فكيف يصبح خليفة على المسلمين ؟!
    لهذا رفض سيدنا الحسين أن يبايع يزيد .
    و من ذلك الوقت و العباس لم يفارق أخاه الحسين . ذات ليلة و عندما أراد حاكم المدينة المنورة أن يأخذ البيعة من سيدنا الحسين بالقوّة ، جمع الإمام أهل بيته ، و كان عددهم ثلاثين رجلاً .
    و أمرهم أن ينتظروا أمام قصر الحاكم ، فإذا سمعوا صوت الإمام يعلو فعليهم أن يقتحموا القصر .
    وقف سيدنا العباس بن عليّ على أهبة الاستعداد ، و هو يصغي إلى ما يدور داخل القصر .
    مضت ساعة بعدها سمعوا سيدنا الحسين يهتف :
    ـ أيّها الأمير إنّا أهل بيت النبوّة ، و معدن الرسالة ، و مختلف الملائكة ، بنا فتح الله ، و بنا يختم ، و يزيد رجل شارب الخمور ، و قاتل النفس المحرّمة ، معلن بالفسق ، و مثلي لا يبايع مثله ، و لكن نصبح و تصبحون ، و ننظر و تنظرون ، أيّنا أحقّ بالخلافة .
    و هنا اقتحم العباس القصر ، و طرد الحراّس ، و دخل إلى مكان الاجتماع ، و نهض الحسين ليغادر القصر ، وسط الرجال المسلّحين من بني هاشم .
    رافق سيدنا العباس أخاه الحسين ( عليه السَّلام ) في كل مكان كان يذهب اليه ... ذهب معه إلى مكة ، و من مكة غادرت قافلة سيدنا الحسين إلى الكوفة ، استجابة لأهاليها .
    كان أهالي الكوفة يشكون ما حلّ بهم من ظلم على يد معاوية ، و ابنه يزيد ... كانوا يحنّون إلى عدل عليّ ( عليه السَّلام ) .
    لهذا بعثوا آلاف الرسائل إلى ابنه الحسين ( عليه السَّلام ) من أجل أن يأتي و يحرّرهم من الظلم و القهر و الاستبداد .
    في كربلاء
    قُطع الطريق على قافلة الحسين في منطقة تدعى كربلاء ... و ذلك في 2 / محرم / سنة 61 هجري ، ( 2 / تشرين الاول / 680 / ميلادي ) .
    و في يوم 7 / محرّم ، فرض جيش يزيد الحصار على معسكر الحسين ، و قطعوا عنهم الماء .
    كان الأطفال يبكون من أجل الماء ... لم يتحمّلوا عطش الصحراء .
    لهذا استدعى سيدنا الحسين أخاه أبا الفضل ، و أمره أن يقصد نهر الفرات ، و يجلب الماء للأطفال و النساء .
    و في منتصف الليل امتطى العباس مع ثلاثين فارساً صهوات جيادهم و معم عشرون من المشاة يحملون القِرَب ... و انطلقوا صوب النهر ... و في قلب الليل خاض العباس و فرسانه معركة ضارية ، تمكّنوا فيها من اقتحام شواطئ النهر .
    و هكذا راح عشرون رجلاً من أصحاب الحسين يملأون القرب ، فيما كان العباس و قوّاته يقاتلون دفاعاً عنهم ، حتى إذا ملأوا القرب بالماء عادوا إلى المخيم .
    و في تلك الليلة ، شرب الأطفال ماءً بارداً عذباً ، و ناموا بسلام .
    الاربعاء 8 / محرّم
    حل المساء ، و انتشر الظلام ، و امتلأت السماء بالنجوم . أراد سيدنا الحسين أن ينصح قائد جيش يزيد " عمر بن سعد " ، و يحذّره من طاعة يزيد الفاسق .
    أرسل سيدنا الحسين أحد أصحابه و هو " عمرو بن قرظة الأنصاري " اليه ليجتمع معه بين العسكرين .
    خرج الإمام الحسين و معه عشرون فارساً ، و جاء عمر بن سعد في عشرين فارساً أيضاً .
    نزل سيدنا الحسين عن جواده ، و أمر فرسانه بالعودة ، باستثناء أخيه العباس ، و ابنه عليّ الأكبر .
    فعل عمر بن سعد ذلك أيضاً فأمر بعودة الفرسان ، ما عدا ابنه حفص و مولاه ذويد .
    بدأ سيدنا الحسين الحوار فقال :
    ـ يا ابن سعد ! أتقاتلني أما تتّقي الله الذي إليه معادك ؟
    فأنا ابن من قد علمت ! ألا تكون معي و تدع هؤلاء فإنّه أقرب إلى الله تعالى ؟
    قال عمر بجُبن :
    ـ أخاف أن يهدموا داري !
    قال سيدنا الحسين :
    ـ أنا أبنيها لك .
    قال عمر :
    ـ أخاف أن يصادروا بساتيني .
    أجاب الإمام :
    أنا أعطيك خيراً منها في الحجاز .
    قال عمر بخنوع :
    أخاف على عيالي بالكوفة ... فقد يقتلهم ابن زياد !
    أدرك سيدنا الحسين أن ابن سعد رجل جبان ، يحبّ الدنيا ، و يريد أن يعيش على فُتات موائد الظالمين .
    قال الإمام و هو يكشف عن مستقبل ابن سعد في ظلّ يزيد :
    ـ ما لك ! ذبحك الله على فراشك عاجلاً ، و لا غفر لك يوم حشرك . فوالله إنّي لارجو أن لا تأكل من برّ ( قمح ) العراق إلاّ يسيراً ( قليلاً ) .
    قال ابن سعد ساخراً :
    ـ في الشعير كفاية .
    و هكذا انفضّ الاجتماع ، و عاد سيدنا الحسين مع أخيه و ابنه إلى المخيم .
    كانت الكتائب تصل تباعاً من الكوفة ، كتائب مؤلفة من مئات الجنود ، كلّهم من أهالي الكوفة ، جاءوا يحاربون ابن الرسول ( صلى الله عليه وآله ) !!
    و أخيراً وصل شمر بن ذي الجوشن على رأس أربعة آلاف مقاتل ... و هكذا أصبح جيش عمر بن سعد ثلاثين ألفاً من الجنود .
    كان الشمر يحمل رسالة هامّة من أمير الكوفة عبيد الله بن زياد و فيها : أن يعرض على سيدنا الحسين أمرين لا ثالث لهما :
    أن يسلّم نفسه دون قيد أو شرط ، أو الحرب " فإن قُتل الحسين فأوطى الخيل صدره و ظهره ، فإن أنت مضيت لأمرنا فيه جزيناك جزاء السامع المطيع ، و إن أبيت فاعتزل عملنا و جندنا ، و خلّ بين شمر بن ذي الجوشن و بين العسكر ، فانّا قد أمرنا بذلك " .
    قرأ ابن سعد الرسالة و قال :
    ـ و الله لا يستسلم حسين ، فإنّ نفس أبيه بين جنبيه .
    كان الشمر ينتظر استقالة بن سعد ليتولّى بنفسه قيادة الجيوش ، ولكن عمر ابن سعد ، كان أكثر دناءة من الشمر ، و أصرّ على قيادة الجيش ، و عيّن الشمر قائداً للمشاة .
    الأمان
    أبرز الشمر رسالة أخرى فسأله بن سعد قائلاً :
    ـ ما هذا ؟
    قال الشمر :
    ـ هذا أمان العباس و إخوته عبد الله و عثمان و جعفر ، فوالدتهم من قبيلتي ، و نحن أخواله .
    جاء الشمر يحوطه الجنود ، و وقف قريباً من معسكر الحسين ( عليه السَّلام ) و صاح :
    ـ أين بنو أُختنا ! أين العباس و إخوته ؟
    سمع العباس صياح الشمر ، لكنّه لم يجبه . كان العباس ( رضوان الله عليه ) يحتقر الشمر ، لأنّه رجل نذل أطاع يزيد ، و عبيد الله بن زياد ، وعصى الله عز وجلّ و رسوله ، و جاء يحارب سبط النبي ( صلى الله عليه وآله ) . لهذا احتقره الجميع و لم يكترثوا له .
    قال سيدنا الحسين :
    ـ أجيبوه ... و لو كان فاسقاً .
    نهض العباس و إخوته وتقدّموا نحوه .
    قال العباس :
    ـ ما تريد ؟!
    أجاب الشمر و هو يحاول خداعهم و تخويفهم :
    ـ يا بني أُختي أنتم آمنون ، فلا تقتلوا أنفسكم مع الحسين ، و الزموا طاعة ( أمير المؤمنين ) يزيد !
    شعر العباس بالغضب ، و هو يصغي إلى كلمات الشمر التي تنضح نفاقاً ، كيف يكون يزيد الفاسق القاتل أميراً للمؤمنين ؟!
    قال العباس و هو يدير ظهره :
    ـ لعنك الله و لعن أمانك ، أتؤمننا و ابن رسول الله لا أمان له !!
    و تأمرنا أن ندخل في طاعة اللعناء و أولاد اللعناء !!
    عاد العباس إلى المخيم ... و استقبله أحد أنصار الحسين ( عليه السَّلام ) و هو زهير بن القين . كان زهير قد تذكّر حاثة قديمة . قال زهير للعباس :
    ـ أتحبّ أن أحدّثك بحديث وعيته ؟
    أجاب العباس :
    ـ نعم .
    قال زهير :
    ـ لمّا أراد أبوك أن يتزوج ، طلب من أخيه عقيل ، و كان عارفاً بأنساب العرب ، طلب منه أن يختار له امرأة ولدتها الفحولة من العرب ، لتلد له فتىً شجاعاً ... فاختار له أُمك فاطمة .
    لكأنّ أباك يا عباس ادّخرك لهذا اليوم .
    فقال العباس ، و قد امتلأت نفسه حماساً و تألّقت في عينيه شجاعة أبيه :
    ـ أتشجعني يا زهير في مثل هذا اليوم ؟! و الله لأرينّك شيئاً ما رأيته !
    قال زهير :
    ـ لقد رأيتك بالأمس كيف تشقّ الصفوف ، و تقتحم الفرات .
    إعلان الحرب
    في مساء التاسع من المحرّم ، أصدر عمر بن سعد أوامره بالزحف نحو مخيم سيدنا الحسين .
    كان سيدنا الحسين جالساً أمام خيمته . سمعتْ أخته زينب أصوات الرجال فقالت لأخيها الحسين :
    ـ العدو يزحف باتّجاهنا !!
    قال الحسين لأخيه العباس :
    ـ اركب إليهم و اسألهم ما الذي يريدون ؟
    امتطى العباس جواده ، و معه عشرون فارساً ... كان حبيب بن مظاهر الأسدي يسير إلى يمينه ، و زهير بن القين إلى يساره .
    اعترض الفرسان تقدم جيش يزيد ، و نادى العباس :
    ـ ما الذي تريدون ؟!
    أجاب عمر بن سعد :
    ـ جاء أمر الأمير عبيد الله بن زياد ، أن نعرض عليكم الاستسلام او الحرب .
    عاد العباس بمفرده إلى المخيم ليحيط سيدنا الحسين علماً بذلك .
    حاول حبيب أن ينصح جنود الكوفة ... هؤلاء الذين أرسلوا إلى سيدنا الحسين آلاف الرسائل يستغيثون به ، و يستنجدون به ليخلّصهم من الظلم . و لمّا لبّى استغاثتهم جاءوا يحاربونه !!
    و لكن لا فائدة .. لم يعد هؤلاء الأوغاد يسمعون شيئاً سوى أوامر عبيد الله بن زياد .
    قال سيدنا الحسين لأخيه :
    ـ ارجع إليهم و استمهلهم هذه العشيّة إلى غد لعلّنا لربّنا الليلة ، و ندعوه و نستغفره ... فهو يعلم أنّي أُحب الصلاة له ، و تلاوة كتابه .
    رجع العباس و طلب من عمر بن سعد مهلة إلى صباح غد .
    استشار ابن سعد قادته ، فطلبوا منه أن يوافق على ذلك ، كان بعضهم يظنّ أن سيدنا الحسين سوف يستسلم .
    فليس من المعقول أن يحارب الإنسان بسبعين مقاتلاً فقط جيشاً مؤلفاً من ثلاثين ألف مقاتل !!
    و أخيراً قال ابن سعد للعباس :
    ـ إنا أجّلناكم إلى غد ، فإن استسلمتم ذهبنا بكم إلى الأمير ابن زياد ، و إلاّ فالحرب .
    الليلة الأخيرة
    و في تلك الليلة ، جمع سيدنا الحسين أصحابه و أهل بيته ، و تحدّث إليهم قائلاً :
    ـ أُثني على الله ، أحسن الثناء ، أحمده على السرّاء و الضرّاء ، اللهم إني احمدك على أن أكرمتنا بالنبوّة ، و علمتنا القرآن ، و فقّهتنا في الدين ، و جعلت لنا أسماعاً و أبصاراً و أفئدة ، و لم تجعلنا من المشركين .
    أما بعد :
    فإنّي لا أعلم أصحاباً أولى و لا خيراً من أصحابي ، و لا أهل بيت أبرّ و لا أوصل من أهل بيتي ، فجزاكم الله عنّي جميعاً .
    كان سيدنا الحسين يعرف أنّ هذا هدف يزيد هو قتله ، لهذا قال لأصحابه :
    ـ ألا و إنّي أظنّ يومنا من هؤلاء الأعداء غداً ، و إنّي قد أذنت لكم فانطلقوا جميعاً في حلّ ، ليس عليكم منّي ذمام ... و هذا الليل قد غشيكم ، فاتّخذوه جَمَلاً ، و ليأخذ كلّ رجل منكم بيد رجل من أهل بيتي ، فجزاكم الله جميعاً خيراً ! ، و تفرّقوا في مدائنكم ، فإنّ القوم إنّما يطلبونني ، و لو أصابوني لذهلوا عن طلب غيري .
    و هنا نهض سيدنا العباس و قال بحزن :
    ـ لِمَ نفعل ذلك ؟! لنبقى بعدك ؟! لا أرانا الله ذلك أبداً .
    و تتابع إخوة الحسين و أبناؤه و أبناء أخيه بكلمات كلّها إيمان و شجاعة و استبسال قائلين : إنّ الحياة بدون سيدنا الحسين لا قيمة لها ، و إنّ الدنيا التي يحكم فيها يزيد بن معاوية لا تساوي شيئاً .
    رؤيا
    في تلك الليلة ...غفا سيدنا الحسين وقت السحر ، فرأى في عالم النوم عشرات الكلاب تهاجمه و تنهشه ، و رأى كلباً أبقع اللون متوحشاً ، كان ينهشه في عنقه . استيقظ سيدنا الحسين من نومه .
    و أمضى سيدنا الحسين تلك الليلة في قراءة القرآن و الدعاء و الاستغفار ... كان يفعل ذلك و هو يصلح سيفه .
    أمّا سيدنا العباس فكان يدور حول خيام الأطفال و النساء يحرسهن من غدر العدوّ .
    و في تلك الليلة ، أمر سيدنا الحسين أن يقاربوا بي الخيام ، و راح سيدنا الحسين و أصحابه يحفرون خندقاً وراء المخيم ، ثمّ ملأوا الخندق بالحطب ، لإشعال النار فيه وقت الحاجة .
    يوم عاشوراء
    أشرقت شمس العاشر من المحرم حزينة ، كأنها تبكي من أجل الأبرياء ، تبكي من أجل الأطفال و الأُمهات و الآباء الظامئين ... تبكي من أجل سبط سيدنا محمد ( صلى الله عليه وآله ) .
    أصدر عمر بن سعد أمره بالهجوم ، و بدأت السهام تنهال على مخيم سيدنا الحسين كالمطر . و هكذا اشتعلت المعركة .
    اشتبك جيش سيدنا الحسين القليل العدد مع جيشٍ جرّارٍ مؤلَّفٍ من ثلاثين ألف جندي .
    و تساقط الشهداء فوق الرمال ، كما تتساقط النجوم و تنظفئ .
    استشهد أصحاب الحسين ... استشهد الحرّ الرياحي و حبيب بن مظاهر الأسدي ، و زهير بن القين ، و مسلم بن عوسجة ، و نافع بن هلال ، تساقطوا جميعاً دفاعاً عن سيدهم الحسين ( عليه السَّلام ) .
    و جاء دور أهل البيت ، فانطلقوا يتسابقون إلى الشهادة ، الواحد بعد الآخر . فاستشهد عليّ الأكبر ، و عبد الله بن مسلم و إخوته ، و استشهد إخوة سيدنا الحسين عبد الله ، و عثمان و جعفر . و لم يبقَ مع سيدنا الحسين سوى أخيه بطل كربلاء ، العباس بن عليّ ( عليه السَّلام ) .
    كان سيدنا الحسين قد سلّم الراية لأخيه ، فكانت تخفق عالياً منذ اشتعال المعارك الضارية .
    و ها هي الساعات تمرّ ، و العباس يقاتل ببسالة ، و في كلّ مرّة كان العباس يهاجم الآلاف لينقذ بعض أصحاب الحسين ممّن يحاصرون أثناء القتال ، أو يحمل أجساد الشهداء ليأتي بها إلى المخيم ، حتى لا يمثّل بها أولئك الأوغاد .
    و هكذا ظلّ يقاتل إلى أن تساقط الشهداء ، و عرجت أرواحهم إلى السماء . و عندما لم يبق مع سيدنا الحسين سواه ، تقدّم إلى أخيه ، يطلب منه الإذن بالهجوم .
    سمع سيدنا العباس بكاء الأطفال ... كانوا يبحثون عن قطرة ماء في وسط الصحراء . و لكن الذئاب كانت تحاصر النهر ، و لا تسمح لأطفال الحسين أن يشربوا منه حتى قطرة واحدة !!
    أخذ سيدنا العباس القربة ، و امتطى صهوة جواده ، و اندفع باتجاه الفرات .
    كان ابن عليّ يقاتل آلاف الأوغاد الذين يحاصرون النهر . و كان العباس يتقدّم باتجاه الفرات ، حتى وصل الشواطئ ، و دارت معارك ضارية وسط النخيل ... العباس يندفع باتجاه نهر الفرات ... ها هو يقتحم المياه فيتطاير رشاش الماء .
    كان الحصان عطشان فغص في المياه ، و راح يشرب .
    مدّ العباس كفّه ليشرب ، و لكنّه تذكّر الأطفال الظامئين ، تذكّر أخاه الحسين ، فرمى الماء بعيداً ... و ملأ القربة .
    الجبناء يختبئون وراء أشجار النخيل ، إنّهم لا يجرأون على مواجهة فارس كربلاء .
    الغدر
    فيما كان العباس يشقّ طريقه بين أشجار النخيل ، كان أحد الأوغاد يختبئ وراء نخلة ... في يده سيف مسموم ... كان ينتظر أن يمرّ العباس قريباً من النخلة ليغدر به .
    و في تلك اللحظة ظهر المجرم و أهوى بالسيف على يمين سيدنا العباس . سقطت يد العباس ، و سقط السيف .
    كان العباس لا يفكّر في تلك اللحظات إلاّ في شئ واحد هو أن يوصل الماء للأطفال ، لكي يشربوا و يرتووا ، و لهذا اندفع يشقّ طريقه بين النخيل .
    اختبأ و غدٌ آخر خلف نخلة ، و انتظر اقتراب الفارس الجريح .
    عندما صار العباس قريباً اندفع الوغد ، و أهوى بسيفه الغادر على يده اليسرى ، فسقطت . و أضحى سيدنا العباس دون يدين .
    كيف سيقاتل إذن ؟! كانت قربة الماء ما تزال سليمة ، و كان العباس يشعر بالأمل .
    و لكن الأوغاد تجرّاوا و هم يرون فارس كربلاء بلا يدين ، فراحت السهام تنهال عليه من كلّ جانب .
    تمزّقت القربة ، و أريق الماء . و شعر العباس بالآلام .. آلام الأطفال ، و آلام جراحه .
    و فيما هو يشق طريقه ، جاءه سهمه فنبت في قلبه . و شعر العباس بأنه يموت ، و جاء وغد و في يده عمود فضرب سيدنا العباس على رأسه ، و هنا سقط الفارس .
    و عندما يسقط الفارس من فوق جواده فإنّه يتلقّى الأرض بيديه ، حتى يخفّف من شدّة السقوط . و لكن سيدنا العباس لم تكن عنده يدان ، لهذا سقط على رأسه فتضاعفت آلامه .
    و أطلق سيدنا العباس صيحة الوداع :
    ـ عليك منّي السلام يا أبا عبد الله !
    سمع سيدنا الحسين نداء أخيه فاندفع نحو شواطئ الفرات ، و فرّ الأوغاد مذعورين ، و هم يشاهدون سيف الحسين يهوي كالصاعقة .
    وصل سيدنا الحسين إلى أخيه ، كان العباس في اللحظات الأخيرة من حياته ، كان ينتظر أخاه ليودّعه الوداع الأخير .
    جلس الحسين عند رأسه ، و حاول أن يوقف تزف الدماء . و لكن لا فائدة ، فعشرات الجراح كانت تتدفق دماً .
    أراد أن يحمله . قال العباس بصوت واهن :
    ـ يا أخي دعني في مكاني .
    و لأوّل مرّة يخاطب سيدنا العباس أخاه قائلاً : يا أخي . لقد كان يخاطبه قائلاً : يا سيدي . و في هذه المرّة شعر أنّه سيموت بعد لحظات فقال له : أخي لأنّها كلمة تخرج من القلب .
    و شيئاً فشيئاً أغمض سيدنا العباس عينيه ، و صعدت روحه إلى السماء ، تشكو إلى الله ظلم يزيد .
    عاد الحسين إلى المخيم وحيداً ، كان يبكي ، و كانت الدموع تسيل على وجهه . همس الحسين مع نفسه قائلاً :
    ـ الآن انكسر ظهري .
    شعر سيدنا الحسين أنّه لم يعد قادراً على تحمّل كلّ هذه المصائب ، و ها هو أخوه بطل الفرات ، و فارس كربلاء يستشهد ، و يتركه وحيداً .
    عندما سقط العباس شهيداً ، تجرّأ الأوغاد ، و راحوا يهاجمون مخيّم الحسين بوحشيّة . اندفعت عشرات الذئاب ، و قد كشّرت عن أنيابها تريد أن تأكل الأطفال !.
    ها هو الحسين يبقى وحيداً . سقطت الراية ، و لم يحملها بعده أحد .
    و ها هو العباس بين أشجار النخيل نائم ... روحه تسبح في السماء ... ها هو يطير بجناجين كما يطير عمّه جعفر الشهيد بمؤتة ... و كلاهما قطعت يداه في الجهاد .
    واضيعتنا بعدك
    عاد سيدنا الحسين يبكي إلى المخيم . جاءت سكينة تستقبل عمّها العباس . فرأت أباها وحيداً ... أدركت سكينة أنّ عمّها قد ذهب و لن يعود . تركهم وحدهم وسط آلاف الذئاب ، لهذا صاحت بلوعة :
    ـ يا عمّاه !
    و سمعت زينب بكاء سكينة فصاحت بحزن :
    ـ وا أخاه وا عباساه ! ... وا ضيعتنا بعدك .
    تمتم سيدنا الحسين بأسىً قائلاً :
    ـ وا ضيعتنا بعدك .
    العباس ما يزال يقاتل
    و في هذا الزمن و بعد عشرات القرون يرى الزائر لكربلاء و على مقربة من نهر الفرات ، و وسط أشجار النخيل ، قبّة و منائر ذهبية ، ترتفع في السماء و تتألق تحت أشعة الشمس .
    نعم ... إنّه مرقد سيدنا العباس ... فارس كربلاء ، و بطل عاشوراء .
    و عندما يزور المرء ضريحه اليوم ، تتوهج أمام عينيه بطولات ذلك الفارس المؤمن الذي جسّد أسمى آيات التضحية و الفداء و الاستبسال .
    لقد مضى العباس شهيداً في سبيل الإسلام ، إنّه الآن يطير في جنات الفردوس ، أمّا ذكراه فما تزال خالدة في ذاكرة الأجيال .
    العودة
    لنعد الآن إلى الوراء قروناً ... لنعد إلى كربلاء عندما كانت صحراء ... إلى شواطئ الفرات .
    الحسين ما يزال يقاتل ... يصدّ هجمات آلاف الذئاب ، و آلاف الأوغاد و الجبناء ... ها هو يواجه بمفرده ثلاثين ألف مقاتل . تُرى ما ذا حصل بعد استشهاد أخيه العباس ( عليه السَّلام ) ؟!
    الهمه ارحمنا برحمتك يالله الحمد لله وصلى الله على محمد وآله الأئمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أنصار الله
    من اقوال الامام احمد الحسن عليه السلام في خطبة الغدير
    ولهذا أقول أيها الأحبة المؤمنون والمؤمنات كلكم اليوم تملكون الفطرة والاستعداد لتكونوا مثل محمد (ص) وعلي (ص) وآل محمد (ص) فلا تضيعوا حظكم، واحذروا فكلكم تحملون النكتة السوداء التي يمكن أن ترديكم وتجعلكم أسوء من إبليس لعنه الله إمام المتكبرين على خلفاء الله في أرضه، أسأل الله أن يتفضل عليكم بخير الآخرة والدنيا.

  • GAYSH AL GHADAB
    مشرف
    • 13-12-2009
    • 1797

    #2
    رد: قصه العباس قمر بني هاشم عليه السلام *****مع اروع الصور

    بسم الله الرحمن الرحيم
    وصل الله عل محمد واله الائمة والمهديين
    ولا حول ولا قوة الا بالله
    وفقك الله اخي الحبيب لكل خير ورحم الله والديك عل هذا الجهد نصرة لدين الله
    والحمد لله وحده
    sigpic

    Comment

    Working...
    X
    😀
    🥰
    🤢
    😎
    😡
    👍
    👎