إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

المدرسة السومرية : اولى المدارس في تاريخ الانسان

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • ya fatema
    مدير متابعة وتنشيط
    • 24-04-2010
    • 1738

    المدرسة السومرية : اولى المدارس في تاريخ الانسان

    المدرسة السومرية


    كان نشوء المدرسة السومرية نتيجة مباشرة لأختراع طريقة الكتابة المسمارية وتطورها, ذلك الأختراع الذي يعد أبرز ما ساهمت به بلاد سومر في تقدم الحضارة. وقد كشف عن اول وثائق مكتوبة في مدينة سومرية اسمها " ارك "(1) وتتألف هذه الوثائق من اكثر من الف لوح صغير من الطين منقوش بالكتابة الصورية , اكثرها يحتوي على اجزاء من مذكرات اقتصادية او ادارية , ولكن وجدت من بينها الواح تشتمل على (جداول) بكلمات دونت لغرض الدرس والتمرين.
    اي ان بعض الكتبة في زمن موغل في القدم , حوالي 3000 ق.م. , كانوا يفكرون بعقلية وطرق التعليم والتدريس. ولكن ما حصل من تقدم في القرون التي اعقبت ذلك التارىك كان بطيئا , ولكن ما حصل منتصف الاف الثالث قبل الميلا حتى ظهر عدد من المدارس في جميع بلاد سومر , حيث صارت الكتابة تدرس تدريسا منتظما.
    وفي مدينة " شروباك " (2) , موطن " نوح " السومري , وجد في التنقيبات التي اجريت هناك في عام 1902 ــ 1903 عدد كبير من الالواح المدرسية التي كان يدرس فيها تلاميذ المدارس , ويرجع تاريخها الى عام 2500 ق.م. على وجه التقريب.
    ومهما كان الامر فان النصف الاخير من الالف الثالث قبل الميلاد هو الوقت الذي بلغ فيه نظام المدرسة السومرية طور النضج والازدهار.
    فقد كشف في التنقيبات عن عشرات الالوف من الواح الطين من ذلك العهد , والغالبية العظمى منها ذات طابع اداري وتشمل جميع اوجه الحياة الاقتصادية عند السومريين.
    ونعلم منها ان عدد " الكتبة " الذين كانوا يمارسون مهنة الكتابة كان يبلغ الالوف , وان اولئك الكتبة على اصناف ودرجات , منهم " الكتبة " الصغار المبتدئون , والكتبة " المتقدمون " والكتبة الملكيون , وكتبة المعابد , وكتبة من ذوي التخصص العالي في بعض نواح خاصة بالشؤون الادارية. وكتبة اصبحوا من كبار موظفي الحكومة.

    كما كشفت عن مئات من الالواح المنقوشة بمختلف انواع التمارين المدرسية التي كانت تهيا في واقع الحال من جانب الطلاب انفسهم كجزء من اعمالهم اليومية المدرسية.
    وتختلف خطوط هذه الالواح من حيث الدقة والمهارة فبعضها مدون بخط رديء بعيد عن الاتقان مما كان يكتبه الطالب المتقدم الذي كان على وشك الانتهاء من دراسته. ويمكننا ان نستنتج من هذه " التمارين " المدرسية القديمة اشياء غير قليلة عن طرق التدريس التي كانت متبعة في المدرسة السومرية وطبيعة مناهج التدريس فيها. ومن حسن الحظ ان المدرسين السومريين القدامى انفسهم كان يطيب لهم ان يكتبوا عن الحياة المدرسية , وقد خلفوا لنا عددا من مقالاتهم في هذا الموضوع وان كانت قد وصلت الينا غير كاملة , واصبح في وسعنا ان نحصل من كل هذه المصادر عن صورة لا باس بها عن المدرسة السومرية ـ عن اغراضها واهدافها , عن طلابها وهيئة تدرسيها , عن مناهجها واساليب التدريس فيها , وهذا لعمري امر فريد في بابه بالنسبة الى مثل هذا العهد المبكر من تاريخ الانسان.

    الهدف من المؤسسة المدرسية
    كان الهدف الاساسي للمدرسة السومرية ما يصح ان نسميه بالتخصص او التدريب المهني , اي انها اسست لغرض تدريب الكتبة الذين كانوا يحتاجون اليهم لسد المتطلبات والحاجات الاقتصادية والادراية الخاصة بالبلاد ولسيما ما يختص بالمعبد وبالقصر , وقد استمر هذا الغرض هدفا اساسيا للمدرسة السومرية في جميع عهود وجودها. وعلى اي حال فقد اصبحت المدرسة خلال نموها وتطورها , ونتيجة للازدياد المستمر في التوسع في مناهجها مركز العلم والثقافة في بلاد سومر , فقد عاش وازدهر بين جدرانها العالم الباحث , ذلك الرجل الذي كان يتزود بجميع فروع المعرفة المعروفة في زمانه , كاللاهوت والمعارف الخاصة بالنبات والحيوان والمعادن والمعارف الجغرافية والرياضة والنحو واللغة. وكان في بعض الاحايين يساهم في الاضافة الى تلك العلوم.

    اطوار المدرسة السومرية
    اصبحت المدرسة السومرية , التي بدات حياتها على ما يرجح ملحقة بالمعبد مؤسسة دنيوية مع مرور الزمن. كما ان منهج تدريسها قد تطور ايضا فاصبح ذا صبغة دنيوية عالية.
    اضف الى ذلك ان المدرسة السومرية كانت على خلاف مؤسسات التعليم الآن , مركزا ايضا لما يمكن تسميته بالتاليف الابداعي. فهنا كانت المؤلفات الادبية المنحدرة من الماضي تدرس وتستنسخ. وفيها ايضا كانت توضع مؤلفات ادبية جديدة.

    مهنة التعليم
    من بين المتخرجين من المدارس السومرية من خصصوا حياتهم للتدريس وتحصيل العلم. وكان الكثير من هؤلاء العلماء الاقدمين , مثل اساتذة الجامعات الآن , يعتمدون في عيشهم على الرواتب التي كانوا يتقاضونها وكانوا يخصصون انفسهم للبحث والكتابة في اوقات فراغهم. وهذه الرواتب كانت على ما يبدو تدفع من اجور التدريس التي كانت تجمع من الطلاب.

    التعليم كان مقتصرا على الذكور من ابناء الاغنياء القاطنين بالمدن
    التعيلم لم يكن عاما ولا الزاميا. كان معظم الطلاب من الاسر الغنية . اما الفقراء فكان من الصعب عليهم توفير المال والوقت اللذين يتطلبهما التعليم الطويل الامد.
    الشئ الذي استطاع ان يبرهن عليه الباحث الالماني نيكولاس شنايدرز المتخصص بالمسماريات، حيث وجد اعتمادا على المصادر القديمة نفسها ، ان آباء الكتبة ـ اي آباء خريجي المدارس ـ كانوا من طبقة الحكام , ومن " وجهاء المدينة " ومن السفراء ومن المشرفين على ادارة المعابد , وضباط الجيش والضباط البحريين ومن كبار موظفي الضرائب ومن طبقات الكهنة المختلفة ومن رؤساء الاعمال والمشرفين ومن رؤساء العمال ومن الكتبة الموكلين بادارة دور السجلات ومن المحاسبين.
    والجدير بالملاحظة انه لم يرد في تلك الوثائق اي اسم لامراة كاتبة فياخذ من هذا على ما يرجح ان قوام طلاب المدرسة السومرية كان من الذكور فقط.

    الهيئة التدريسية
    كان رئيس المدرسة السومرية يدعى " اوميا " اي الخبير او الاستاذ وكان يلقب ايضا بلقب " ابو المدرسة ".
    اما التلميذ فكان يسمى " ابن المدرسة "
    وسموا " الاستاذ المساعد " باسم " الاخ الكبير " : واجباته , كتابة الالواح الجديدة لينسخ منها الطلاب , وفحص النسخ الذي يعدها الطلاب والاستماع اليهم وهم يستظهرون دروسهم من الذاكرة.
    ونذكر اعضاء هيئة التدريس الاخرين " المدرس المشرف على الرسم " والمدرس " المشرف على اللغة السومرية " .
    كما كان من هيئة المدرسة " العرفاء " او المرشدون المنوط بهم امر المواظبة على الحضور.
    " الرجل الموكل بالسوط " الذي كان مسئولا عن حفظ النظام.

    منهج الدراسة
    كان مكونا من قسمين رئيسيين
    ـ القسم الاول يمكن وصفه بانه شبيه بالعلمي وقائم على اساس البحث : كان الهدف من موضوعات الدراسة فيه هو تعليم الكاتب كيف يكتب اللغة السومرية. ولكي تتحقق هذه الحاجة في فن التعليم اوجد معلمو الكتبة السومريون طريقة في التعليم كانت تقوم اولا وبالذات على التصنيف اللغوي , اي انهم صنفوا وبوبوا اللغة السومرية الى مجموعات من الكلمات والعبارات ذات صلة ببعضها , وكان على الطلاب ان يستظهروها ويستنسخوها حتى يتمكنوا من استعادتها بيسر وسهولة.
    وفي الالف الثالث ق.م. اصبحت مثل هذه " الكتب المدرسية " متكاملة تامة , وتستعمل في جميع المدارس في بلاد سومر. ونجد من بينها اثباتا مطولة باسماء الاشجار والاقصاب وباسماء انواع كثيرة من الحيوانات , ومن بينها الحشرات والطيور.
    واثباتا باسماء الاقطار والمدن والقرى واخرى باسماء الاحجار والمعادن.
    وتكشف هذه الاثبات المدونة عن معرفة كبيرة بما يمكن تسميته بالمعارف العامة عن النبات والحيوان والجغرافية والمعدنيات.
    وهيا رجال المدرسة السومرية ايضا جداول رياضية متنوعة وكثيرا من المسائل الرياضية المطولة مع حلولها.
    اما في حقل اللغة فكانت دراسة نحو اللغة السومرية تحتل مكانة بارزة في مؤلفات الواح الطين المدرسية , فان عددا من هذه قد نقش باثبات مطولة بالاسماء وتوابعها والافعال وصيغها.
    اضف الى ذلك انه كانت من اثر غزو السومريين التدريجي من كانت " الاكديين " الساميين , في الربع الاخير من الالف الثالث ق.م. , ان الاساذة السومريين هياوا اقدم " المعاجم " اللغوية المعروفة.
    ـ القسم الثاني خاص بالابداع والانتاج الادبي : يعتمد اساسيا وبالدرجة الاولى على الدرس والاستنساخ وتقليد مجموعة كبيرة مختلفة الموضوعات من التآليف الادبية التي ينبغي ان تكون قد نشات ونمت في النصف الاخير من الالف الثالث ق.م.
    ان هذه التااليف القديمة , التي تبلغ المئات , كانت غالبيتها العظمى شعرية في تراكيبها.

    " الاكديون " على اثر السومريين
    لم يقتصر الفاتحون الساميون على اقتباس الخط السومري بل كانوا يقدرون التااليف الادبية السومرية تقديرا عاليا , فتدارسوها وقلدوها حتى من بعد مضى عهد طويل على اندثار اللغة السومرية كلغة يتحدث بها الناس. ومن هنا نشات الحاجة التعليمية الى " المعاجم " التي ترجمت فيها الكلمات والعبارات السومرية الى اللغة الاكدية ( السامية ).

    نظام التعليم في المدرسة السومرية
    هذه المدرسة لم تكن على شئ مما يمكن تسميته بالتعليم الحر التقدمي. فللمحافظة على النظام كان لا بد من " العصا ". ومع ان المدرسين على ما يرجح كانوا يشجعون طلابهم ليحسن عملهم عن طريق المديح والاطراء , الا ان جل اعتمادهم في تقويم اخطاء طلابهم عند تقصيرهم هو التجاؤهم الى " العصا ".
    لم تكن حياة الطالب في المدرسة بالامر السهل اليسير. كان عليه ان يواظب على دروسه في المدرسة يوميا من شروق الشمس الى غروبها وكان يخصص سنين كثيرة للدراسة فكان الطالب ملازما للمدرسة من صباه الى ان يصبح رجلا شابا.

    بناية المدرسة السومرية
    لقد اظهرت التنقيبات التي اجريت في بلاد ما بين النهرين جملة مباني قيل عنها انها ربما كانت صفوف مدرسية. فقد وجد واحد منها في مدينة – سبار – التي تعرف خرائبها اليوم بمدينة المحمودية، قرب بغداد. ورغم وجود لوحات سومرية فيها، إلاّ انها لم تكن واضحة الملامح، ما عدا تلك الخرائب الموجودة في – ماري – على الفرات داخل الاراضي السورية، حيث وجد الفرنسيون عام 1934 حجرتين فيهما – مصاطب – تسع الواحدة منها الى جلوس اربعة اولاد مدرسة.


    مقتبس من كتاب " من الواح سومر " ... طه باقر

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    1."ارك" اسم المدينة في التوراة وتعرف خرائبها ــ وهي الآن قريبة من مدينة السماوة الحديثة تعرف باسم الوركاء , واسمها السومري القديم " اوروك " او " اونوج "
    2. تعرف خرائبها الآن باسم " فارة " وهي قريبة من الوركاء



    عن أمير المؤمنين ويعسوب الدين وقائد الغر المحجلين الإمام علي بن أبي طالب وصي رسول الله محمد صلوات الله عليهما
    : ( إلهي كفى بي عزاً أن اكون لك عبداً وكفى بي فخراً أن تكون لي رباً أنت كما أحب فاجعلني كما تحب )

Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎