إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

كيف يحتوي القران تبيان كل شيء ؟

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • نجمة الجدي
    مدير متابعة وتنشيط
    • 25-09-2008
    • 5278

    كيف يحتوي القران تبيان كل شيء ؟

    الجواب المنير عبر الاثير

    السؤال/ 310: السلام عليكم سيدنا الجليل.

    أنا سمعت منك أنك أعلم من المرجعية بالقرآن وأنا كان لدي سؤال حول القرآن لم أحصل على جواب له من قبل المرجعية وأتمنى آخذ الجواب منك؛ لأنك أعلم منهم بالقرآن.

    السؤال هو: أن الله تعالى يقول عن القرآن: ﴿وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ﴾([1])، والآية تقول إن الله نزل القرآن لتوضيح كل شيء، وأنا لا أجد كل شيء في القرآن، فإذا القرآن كان موضحاً لكل شيء فأين البكتيريا من القرآن، أو أين القطار من القرآن، أو أين أجد من القرآن مكونات الخشب وهو شيء والقرآن بين كل شيء ؟

    أرجو منكم سيدنا أن تبينوا لي كيف للقرآن أن يبين لي كل شيء من أمور الدين والدنيا، (عفوا هنالك أحاديث كثيرة لم أذكرها تدل على شمولية القرآن الكريم لكل الأحكام والمعاملات، ونحن طبعاً لا نجدها في القرآن فارجوا التوضيح السريع).

    وشكراً لك وجعلنا الله من المتبعين لك.

    المرسل: هاشم العلوي - الكويت

    الجواب:

    بسم الله الرحمن الرحيم

    والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليماًَ.

    قال تعالى: ﴿وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً عَلَيْهِم مِّنْ أَنفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيداً عَلَى هَؤُلاء وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ﴾([2]).

    وقال تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَل لِّلّهِ الأَمْرُ جَمِيعاً أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُواْ أَن لَّوْ يَشَاءُ اللّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً وَلاَ يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُواْ تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُواْ قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِّن دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ﴾([3]).

    قبل أن نبحث في القرآن وكيف يكون تبياناً لكل شيء دنيوي وديني لابد أن تلتفت إلى أن بيان القانون الكلي الذي تندرج تحته جزئيات كثيرة أو حتى قوانين جزئية هو بمثابة بيان لتلك الجزئيات أو القوانين الجزئية، وكمثال على هذا الأمر أقول:

    لو قلت (كل شيء لك طاهر حتى يتبين لك أنه نجس بعينه) فهذا قانون شرعي عام تنطوي تحته قوانين كثيرة، منها أن الماء المجهول الحال في الطريق طاهر، وإن الإناء المجهول الحال والملقى على الأرض طاهر، وإن الحصير المجهول الحال الموضوع في قارعة الطريق أو في فناء الدار طاهر، وهكذا يمكنك تفريع قوانين كثيرة عن هذا القانون الكلي.

    أيضاً في مجال العلم الجسماني المعروف لو قلت: (لكل فعل ردة فعل) فهذا قانون فيزيائي عام تتفرع عنه قوانين كثيرة جداً، فمن رد الفعل من تصادم الذرات وأجزاءها إلى قوانين الاحتكاك، إلى قوانين الطيران، إلى قوانين كثيرة جداً كلها تقع ضمن هذا القانون العام وهو (لكل فعل ردة فعل).

    الآن نعود للقرآن ونقول كيف بيّن القرآن كل شيء ؟ وأين بيّن القرآن كل شيء ؟

    ويكون بحثنا في جهتين على الأقل هما جهة الدين وجهة الدنيا، أما جهة الدين فقد أعطى القرآن العقيدة التي بها النجاة وهي حاكمية الله ووجود خليفته سبحانه الذي يمتحن به خلقه على هذه الأرض في كل زمان، والدين منطوٍ تحت جناح خليفة الله في كل زمان، فالنجاة في إتباعه والعمل بما يأمر به ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً﴾([4])، كما بيّن القرآن قوانين العبادة الكلية، فالصلاة بيّن أنها قراءة قرآن وركوع وسجود، والصيام بيّن أنه ترك للشهوات في شهر رمضان، وهكذا بيّن القرآن قوانين كلية والباقي فيما يخص العبادات المذكورة يأخذ مما يسنه خليفة الله في أرضه.

    أما فيما يخص الدنيا فالقرآن بيّن مثلاً قانوناً عاماً وهو أن عالم الأجسام كله يعود إلى القوة الأولى التي خلق منها ولا يزال دائماً ومتقوماً بها، ﴿وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ وَيَوْمَ يَقُولُ كُن فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّوَرِ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ﴾([5])، وبالتالي فالقرآن بيّن أن المادة الجسمانية تعود إلى القوة أو الطاقة كما يسمونها فالمادة ما هي إلا تكثف طاقة، وهذا الأمر تبين الآن بعد أكثر من ألف عام من خلال تطبيق نظرية اينشتاين النسبية الخاصة ومن خلال التجارب المختبرية وتحويل المادة إلى طاقة وكذا العكس.

    فهذا قانون عام يحكم هذا العالم الجسماني وتندرج تحته قوانين.

    إذن فتبيان كل شيء موجود في القرآن سواء كان تبيان هذا العالم الجسماني وما فيه أم تبيان الدين، أما ما ضمنته سؤالك من الأمثلة الجسمانية فهي تندرج كجزئيات ضمن البيان الكلي والعام في القرآن لهذا العالم الجسماني، فبيان القانون الكلي الذي يحكمها وجوداً وبقاءً وتركيباً بياناً لها، وأرجو أن لا يكون هناك خلط بين الذكر التفصيلي والبيان الذي نحن بصدده، فذكر هذه الأمور الجسمانية التي ذكرتها أنت بالتحديد غير موجود في القرآن؛ لأن القرآن ليس كتاب ذكر وإحصاء للموجودات في عوالم الملك والملكوت، وهناك كتاب إحصاء هو غير القرآن، قال تعالى: ﴿إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ﴾([6])، التفت إلى اختلاف هذه الآية عن الآية التي نحن بصددها ﴿وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ﴾ فهناك فرق كبير بين إحصاء كل شيء وبين تبيان كل شيء، فتبيان الموجودات في القرآن موجود ضمن البيان العام لعوالم الخلق وحقيقتها، أما عدم إدراك الناس لهذا البيان الكلي فهو ليس لعدمه بل لقصورهم عن الإدراك، وهذا القصور أيضاً هم سببه وإلا فهم يمتلكون في فطرتهم القدرة على إدراك هذا البيان.

    فهم في الحقيقة إيمانهم مشوب بالشك والريب الذي يجعلهم على أقل تقدير يبتعدون عن تدبر الصادر وإن ادعوا الإيمان بالمصدر، فمثلاً عندما يصرخ بهم القرآن منذ أكثر من ألف عام بقوله تعالى: ﴿وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ﴾([7])، وعندما يقول لهم الأنبياء والأوصياء إنكم في هذه الدنيا تعيشون في الوهم والحقيقة هي الحياة الأخرى يضحكون منهم.

    نعم، فالذين في زمانهم يضحكون منهم وبصلافة؛ لأنهم يكذبونهم أصلاً، والذين يأتون بعدهم يكذبون رواياتهم بحجة أنها غير معقولة ولا يقبلها العقل، إذن فالناس لا يقبلون من الغيب؛ لأنهم لا يؤمنون بالغيب بل يؤمنون بهذه الأجسام فقط، ولذا تجدهم لا يصدقون ما ورد وما يرد عن الأنبياء والأوصياء والقرآن من أن الدنيا دار ممر، وأن المادة الجسمانية مجرد وهم، وأن الآخرة هي الحقيقة الثابتة، في حين عندما يخبرهم مختبر تجريبي مثلاً المختبر الأوربي بأن المادة وهم ولا وجود لها وأن الموجود هو فقط قوة واحدة والمادة تكثف قوى تعود في الأصل لقوة واحدة فهم يستقبلون هذا الإخبار برحابة صدر ويصدقونها، حتى وإن لم يمكنهم تعقلها أو إدراكها، فهم يثقون بعلماء الفيزياء وبأقوالهم مثلاً لأنهم لمسوا تطبيقاً في هذا العالم الجسماني لكلامهم في السابق، في حين أن كلام الأنبياء والأوصياء هو غيبي وبعيد في أكثر الأحيان عن هذا العالم الجسماني، ويحتاج أن يثق الناس بالغيب والقوة الغيبية الحقيقية ليلمسوا آثاره، أي إن الثقة هنا تسبق الأثر في حين أنهم لمسوا الآثار الجسمانية للمادي الجسماني ثم وثقوا به، وبما أن الناس كل تركيزهم على هذا العالم ولا يكادون يرون سواه فتكون النتيجة أنهم يؤمنون بالمادي الجسماني ولا يؤمنون بالغيب، أو يؤمنون إيماناً ضعيفاً مهزوزاً يحاولون إيجاده في نفوسهم أو تقويته من خلال آثار جسمانية ملموسة أيضاً، أي إنه نصف إيمان أو ربع إيمان أو عشر إيمان ولكنه أبداً لن يكون إيماناً كاملاً بالغيب، والحال هذه وهي أنه مشوب بالأثر الجسماني الملموس أو المعجزة أو الكرامة كما يسمونها.

    مع الأسف فإن خيار أكثر الناس الذي لا يكاد يتبدل هو هذا العالم الجسماني وما فيه، وحتى إن أرادوا اختيار الإيمان بالغيب فهم يعمدون إلى أن يكون هذا الإيمان من خلال هذا العالم الجسماني فيقعون في تناقض كبير عندما يطلبون وبإصرار أن يكون المعرف بالغيب هو حدث جسماني معجز، بل ويصرون في كثير من الأحيان أن يكون قاهراً وغير قابل للتأويل أو الشك، فهم يريدون أن يتحول الغيب إلى جسماني محض فيكون الإيمان بالغيب صفر في ساحة إيمانهم المدعاة، ومع هذا فهم يعتبرون طلبهم صحيحاً ومشروعاً ليؤمنوا بالغيب، هل ترى كم هو في تناقض صارخ هذا الذي يطلبون هم مع ما يطلبه الله منهم وهو الإيمان بالغيب ؟ فإذا عرفنا أن الله سبحانه وتعالى هو الغيب الحقيقي وتدبرنا حال هؤلاء لوجدناهم تماماً عبدة أصنام مئة بالمئة، فهم قد عَبَّدوا أنفسهم لهذا الصنم الأكبر أو العالم الجسماني.

    نعم، هناك استثناء وهم ثلة قليلة نصروا الغيب والحقيقة فرأوا آثارها في أنفسهم وفي الأفاق، حتى كأني أسمعهم جميعاً يقولون: (يا ليت قومي يعلمون)، إذن فالحقيقة المرة التي لابد أن يعترف بها الإنسان الذي يدعي الإيمان أولاً ويواجه بها نفسه لكي يعرف الحقيقة هي أنه لا يمتلك إيماناً نقياً خالصاً، بل إن إيمانه - إن كان يمتلك نسبة إيمان بالغيب - مشوب بالشك والريب، وطالما هناك شك بالمصدر فلا يمكن الاستفادة والانتفاع من الصادر.

    نعم، فهذه هي الحقيقة التي انطوت عليها نفوس كثير من الناس الذين يدعون الإيمان، ولا يهمني إن اعترفوا بها أم أنكروها في العلن، فهم يؤمنون بوجود الطعام والشراب، وبوجود أمريكا، وبوجود القنبلة النووية، وبوجود هذا العالم الجسماني أكثر ألف مرة من إيمانهم بوجود الله سبحانه وتعالى، هذه هي الحقيقة وهذا هو الداء وإن لم يواجهوا أنفسهم به وإن لم يكتشفوه ويكاشفوا أنفسهم به فلن يجدوا الدواء ولن يشفوا من مرضهم العضال أبداً.

    أحمد الحسن

    ذو القعدة/ 1430 هـ ق





    --------------------------------------------------------------------------------

    [1]- النحل: 89.

    [2]- النحل: 89.

    [3]- الرعد: 31.

    [4]- البقرة: 30.

    [5]- الأنعام: 73.

    [6]- يس: 12.

    [7]- العنكبوت: 64.
    قال يماني ال محمد الامام احمد الحسن (ع) ليرى أحدكم الله في كل شيء ، ومع كل شيء ، وبعد كل شيء ، وقبل كل شيء . حتى يعرف الله ، وينكشف عنه الغطاء ، فيرى الأشياء كلها بالله ، فلا تعد عندكم الآثار هي الدالة على المؤثر سبحانه ، بل هو الدال على الآثار
  • ya howa
    مشرف
    • 08-05-2011
    • 1106

    #2
    رد: كيف يحتوي القران تبيان كل شيء ؟

    بسم الله الرحمن الرحيم
    "يا ليت قومي يعلمون"
    وجزاكم الله عنا "ال محمد" خير الجزاء
    نزل صامتاً، وصلب صامتاً، وقـُتل صامتاً، وصعد الى ربه صامتاً، هكذا إن أردتم أن تكونوا فكونوا...

    Comment

    Working...
    X
    😀
    🥰
    🤢
    😎
    😡
    👍
    👎