إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

(ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ...) ماذا قالوا وماذا قال قائم ال محمد, مقارنة بين تفسير السنة والشيعة وتفسير الامام احمد (

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • فأس ابراهيم
    عضو مميز
    • 27-05-2009
    • 1051

    (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ...) ماذا قالوا وماذا قال قائم ال محمد, مقارنة بين تفسير السنة والشيعة وتفسير الامام احمد (

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما
    ﴿ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ﴾ فاطر: 32.
    هذه الاية الكريمة من الايات الكثر التي خاض بها فقهاء التفسير فمنهم من شرق ومنهم من غرب , ولا غرابة في ذلك ورسول الله وال محمد عليهم السلام قالوا بانهم هم حملة القران وعندهم تفسيره , وقبل ان نبدء باستعراض قول المفسرين لهذه الاية الكريمة نقف اولا على كلمة (اصطفينا) (الاصطفاء) حتى يكون معنى الاية واضح ثم بعدها نذكر تفاسير الشيعة ويليها تفاسير السنة واخر المطاف نذكر القول المحكم لقائم ال محمد عليه السلام ومن الله التوفيق .
    • اصطفى - اِصْطَفَى :
    (ص ف و . (فعل : خماسي متعد). اِصْطَفَيْتُ ، أَصْطَفي ، اِصْطَفِ ، مصدر اِصْطِفاءٌ . " اِصْطَفاهُ مِنْ وَسَطِ الجَماعَةِ " : اِخْتَارَهُ ، اِنْتَقاهُ . آل عمران آية 33 إِنَّ اللهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى العَالَمِينَ (قرآن) " اِصْطَفَى أَفْضَلَ لاَعِبٍ ".
    المعجم: الغني -

    اصطفى يصطفي ، اصطفِ ، اصطفاءً ، فهو مُصْطفٍ ، والمفعول مُصْطفًى:
    • اصطفى فلانًا استصفاه ؛ اختاره وفضَّله) قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلاَمٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى) - (إِنَّ اللهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ)
    المعجم: اللغة العربية المعاصر -
    اصطفى فلانا:
    استصفاه ؛ اختاره وفضَّله (قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلاَمٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى) - (إِنَّ اللهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ)
    المعاني لكل رسم معنى

    ******
    معنى الاصطفاء:
    ماذا يعني الاصطفاء هذا المفهوم الذي تتحدث عنه آيات عديدة في القرآن الكريم؟ فهو ليس أمراً عادياً وإلا لما تكرر الحديث عنه في القرآن الكريم.
    الاصطفاء مأخوذ من معنيين:
    المعنى الأول: من الصفاء والصفو، ويعني الخلوص من الشوائب في مقابل الكدر، فيقال ماء صافٍ بمعنى خالص أو سماء صافية أي بدون غيوم.
    هذا المعنى الأول من الصفاء والصفو يعني الخلوص في مقابل الكدر أو في مقابل التلوث.
    المعنى الثاني: من الاصطفاء بمعنى الاختيار، مأخوذ من صفوة الشيء، يقال صَفوة صِفوة صُفوة بالحركات الثلاث، صفوة الشيء اختيار، وأخذ صفوة الشيء يقال له اصطفاء.
    إذن فالاصطفاء من هذين المعنيين هو خلوص الشيء وصفاؤه، واختياره وتفضيله وتقديمه.
    قال الله العظيم في كتابه الحكيم بسم الله الرحمن الرحيم: {إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ {33} ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}([1]). الاصطفاء مفهوم قرآني تكرر في العديد من الآيات القرآنية من جملتها هذه ...


    من هنا نعرف ان اصطفاء الله سبحانه لاحد من خلقه هي منزلة عظيمة يعطيها الله سبحانه لهذا الانسان والاية الكرية تتكلم عمن اختارهم الله واصطفاهم (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا) فهم في قمة من معرفة الله سبحانه ويقتدى بهم في الدين والاخلاق والسلوك وكل شيء فلا يقاس بهم احد دونهم لانهم مصطفون من قبل الله عز وجل .
    بعد ان اتضح معنى الاصطفاء ناتي الى التفاسير التي تكلمت عن الاية الكريمة
  • فأس ابراهيم
    عضو مميز
    • 27-05-2009
    • 1051

    #2
    رد: (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ...) ماذا قالوا وماذا قال قائم ال محمد, مقارنة بين تفسير السنة والشيعة وتفسير الامام اح

    تفاسير الشيعة :


    وقوله: (فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات) يحتمل أن يكون ضمير (منهم) راجعاً إلى (الذين اصطفينا) فيكون الطوائف الثلاث الظالم لنفسه والمقتصد والسابق بالخيرات شركاء في الوراثة وإن كان الوارث الحقيقي العالم بالكتاب والحافظ له هو السابق بالخيرات.
    ويحتمل أن يكون راجعاً إلى عبادنا - من غير إفادة الإِضافة للتشريف - فيكون قوله(فمنهم) مفيدا للتعليل والمعنى إنما أورثنا الكتاب بعض عبادنا وهم المصطفون لا جميع العباد لأن من عبادنا من هو ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق ولا يصلح الكل للوراثة.
    ويمكن تأييد أول الاحتمالين بأن لا مانع من نسبة الوراثة إلى الكل مع قيام البعض بها حقيقة كما نجد نظيره في قوله تعالى:
    ( وأورثنا بني إسرائيل الكتاب ) غافر 53.
    وما في الآية من المقابلة بين الظالم لنفسه والمقتصد والسابق بالخيرات يعطي أن المراد بالظالم لنفسه من عليه شيء من السيئات وهو مسلم من أهل القرآن لكونه مصطفى ووارثاً، والمراد بالمقتصد المتوسط الذي هو في قصد السبيل وسواء الطريق والمراد بالسابق بالخيرات بإذن الله من سبق الظالم والمقتصد إلى درجات القرب فهو أمام غيره بإذن الله بسبب فعل الخيرات قال تعالى:
    (والسابقون السابقون أُولئك المقربون ) الواقعة 10-11.
    وقوله تعالى: (ذلك هو الفضل الكبير) أي ما تقدم من الإِيراث هو الفضل الكبير من الله لا دخل للكسب فيه.
    هذا ما يعطيه السياق وتفيده الأخبار من معنى الآية وفيها للقوم اختلاف عجيب فقد اختلف في (ثم) فقيل: هي للتراخي بحسب الإِخبار، وقيل: للتراخي الرتبي، وقيل: للتراخي الزماني. ثم العطف على (أوحينا) أو على (الذي أوحينا)

    واختلف في (أورثنا) فقيل: هو على ظاهره، وقيل: معناه حكمنا بإيراثه وقدرناه، واختلف في الكتاب فقيل: المراد به القرآن، وقيل: جنس الكتب السماوية، واختلف في (الذين اصطفينا) قيل: المراد بهم الأنبياء، وقيل: بنو إسرائيل، وقيل: أُمة محمد، وقيل: العلماء منهم، وقيل: ذرية النبي من ولد فاطمة عليها السلام.
    واختلف في (من عبادنا) فقيل: من للتبعيض أو للابتداء أو للتبيين ويختلف المراد من العباد بحسب اختلاف معنى (من) وكذا إضافة (عبادنا) للتشريف على بعض الوجوه ولغيره على بعضها.
    واختلف في (فمنهم) فقيل: مرجع الضمير (الذين) وقيل: (عبادنا) واختلف في الظالم لنفسه والمقتصد والسابق فقيل: الظالم من كان ظاهره خيراً من باطنه والمقتصد من استوى ظاهره وباطنه والسابق من كان باطنه خيراً من ظاهره، وقيل: السابق هم السابقون الماضون في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم من أصحابه والمقتصد من تبع أثرهم ولحق بهم من الصحابة والظالم لنفسه غيرهم، وقيل: الظالم من غلبت عليه السيئة والمقتصد المتوسط حالاً والسابق هو المقرب إلى الله السابق في الدرجات.
    تفسير الميزان السيد الطباطبائي

    000000000000000000

    هذه الروايات - كما ذكرنا مرارا - ذكر لمصاديق واضحة وفي الدرجة الأولى.
    ولكن لا مانع من اعتبار العلماء والمفكرين في الأمة، والصلحاء والشهداء، الذين سعوا واجتهدوا في طريق حفظ هذا الكتاب السماوي، والمداومة على تطبيق أوامره ونواهيه، تحت عنوان الذين اصطفينا من عبادنا.
    ثم تنتقل الآية إلى تقسيم مهم بهذا الخصوص، فتقول: فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير.
    ظاهر الآية هو أن هذه المجاميع الثلاثة هي من بين الذين اصطفينا أي:
    ورثة وحملة الكتاب السماوي.
    وبتعبير أوضح، إن الله سبحانه وتعالى قد أوكل مهمة حفظ هذا الكتاب السماوي، بعد الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى هذه الأمة، الأمة التي اصطفاها الله سبحانه، غير أن في تلك الأمة مجاميع مختلفة: بعضهم قصروا في وظيفتهم العظيمة في حفظ هذا الكتاب والعمل بأحكامه، وفي الحقيقة ظلموا أنفسهم، وهم مصداق ظالم لنفسه.
    ومجموعة أخرى، أدت وظيفتها في الحفظ والعمل بالأحكام إلى حد كبير، وإن كان عملها لا يخلو من بعض الزلات والتقصيرات أيضا، وهؤلاء مصداق " مقتصد ".
    وأخيرا مجموعة ممتازة، أنجزت وظائفها العظيمة بأحسن وجه، وسبقوا الجميع في ميدان الإستباق، والذين أشارت إليهم الآية بقولها: سابق بالخيرات بإذن الله.
    وهنا يمكن أن يقال بأن وجود المجموعة " الظالمة " ينافي أن هؤلاء جميعا مشمولون بقوله " اصطفينا "؟
    وفي الجواب نقول: إن هذا شبيه بما ورد بالنسبة إلى بني إسرائيل في الآية (53) من سورة المؤمن: ولقد آتينا موسى الهدى وأورثنا بني إسرائيل الكتاب، في حال أننا نعلم أن بني إسرائيل جميعهم لم يؤدوا وظيفتهم إزاء هذا الميراث العظيم.
    أو نظير ما ورد في الآية (110) من سورة آل عمران: كنتم خير أمة أخرجت للناس.
    أو ما ورد في الآية (16) من سورة الجاثية بخصوص بني إسرائيل أيضا وفضلناهم على العالمين.
    وكذلك في الآية (26) من سورة الحديد نقرأ: ولقد أرسلنا نوحا وإبراهيم وجعلنا في ذريتهما النبوة والكتاب فمنهم مهتد وكثير منهم فاسقون.
    وخلاصة القول: إن الإشارة في أمثال هذه التعبيرات ليست للأمة بأجمعها فردا فردا، بل إلى مجموع الأمة، وإن احتوت على طبقات، ومجموعات مختلفة .
    وقد ورد في روايات كثيرة عن أهل بيت العصمة (عليهم السلام) في تفسير " سابق بالخيرات " بالمعصوم (عليه السلام)، و " ظالم لنفسه " بمن لا يعرف الإمام، و " المقتصد " العارف بالإمام .
    هذه التفسيرات شاهد واضح على ما اخترناه لتفسير الآية، وهو أنه لا مانع من كون هذه المجاميع الثلاثة ضمن ورثة الكتاب الإلهي.
    ولا نحتاج إلى التذكير بأن تفسير الروايات أعلاه هو من قبيل بيان المصاديق الأوضح للآية، وهم الأئمة المعصومون، إذ هم الصف الأول، بينما العلماء والمفكرون وحماة الدين الآخرون في صفوف أخرى.
    كذلك فإن التفسير الوارد في تلك الروايات للظالم والمقتصد، هو أيضا من قبيل بيان المصاديق، وإذا لاحظنا أن بعض الروايات تنفي شمول الآية للعلماء في مقصودها فإن ذلك في الحقيقة لإلفات النظر إلى وجود الإمام في مقدمة تلك الصفوف.
    ومن الجدير بالذكر أن جمعا من المفسرين القدماء والمعاصرين احتملوا الكثير من الاحتمالات في تفسير هذه المجاميع، والتي هي في الحقيقة جميعا من قبيل بيان المصاديق.
    تفسير الامثل الشَيخ نَاصِر مَكارم الشِيرازي
    000000000000000000

    قال بكري:
    قال تعالى
    (ثُمَّ أَورَثنَا الكِتَابَ الَّذِينَ اصطَفَينَا مِن عِبَادِنَا فَمِنهُم ظَالِمٌ لِنَفسِهِ وَمِنهُم مُقتَصِدٌ وَمِنهُم سَابِقٌ بِالخَيرَاتِ بِإِذنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الفَضلُ الكَبِيرُ) أن كان ورثة الكتاب هم الانبياء او اوصيائهم فهل منهم ظالم لنفسه ... كما بينت الايه ومنهم مقتصد ومنهم سابق للخيرات لان الورثه لكتاب الله كما تزعم الشيعه هم الاوصياء أأمتهم الاثنا عشر
    فهل من الاثنا عشر من هوا ظالم لنفسه....... ومن هوا مقتصد كما تبين الايه ....ومن هو سابقا للخيرات
    أو ان المقصود بالورثه هنا هم المسلمون أمة محمد عليه الصلاة والسلام فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابقا للخيرات
    قال تعالى
    ( ثُمَّ أَورَثنَا الكِتَابَ الَّذِينَ اصطَفَينَا مِن عِبَادِنَا فَمِنهُم ظَالِمٌ لِنَفسِهِ وَمِنهُم مُقتَصِدٌ وَمِنهُم سَابِقٌ بِالخَيرَاتِ بِإِذنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الفَضلُ الكَبِيرُ )
    بمعنى : ثُمَّ جَعَلنَا القَائِمِينَ بِالكِتَابِ العَظِيم المُصَدِّق لِمَا بَين يَدَيهِ مِن الكُتُب الَّذِينَ اِصطَفَينَا مِن عِبَادنَا وَهُم هَذِهِ الأُمَّة ثُمَّ قَسَّمَهُم إِلَى ثَلَاثَة أَنوَاع
    فَقَالَ تَعَالَى( فَمِنهُم ظَالِم لِنَفسِهِ) وَهُوَ المُفَرِّط فِي فِعل بَعض الوَاجِبَات المُرتَكِب لِبَعضِ المُحَرَّمَات( وَمِنهُم مُقتَصِد ) هُوَ المُؤَدِّي لِلوَاجِبَاتِ التَّارِك لِلمُحَرَّمَاتِ وَقَد يَترُك بَعض المُستَحَبَّات وَيَفعَل بَعض المَكرُوهَات ( وَمِنهُم سَابِق بِالخَيرَاتِ بِإِذنِ اللَّه) وَهُوَ الفَاعِل لِلوَاجِبَاتِ وَالمُستَحَبَّات التَّارِك لِلمُحَرَّمَاتِ وَالمَكرُوهَات وَبَعض المُبَاحَات .
    قَالَ عَلِيّ بن أَبِي طَلحَة عَن اِبن عَبَّاس فِي قَوله تَعَالَى ((ثُمَّ أَورَثنَا الكِتَاب الَّذِينَ اِصطَفَينَا مِن عِبَادنَا)) قَالَ هُم أُمَّة مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيهِ وَسَلَّمَ وَرَّثَهُم اللَّه تَعَالَى كُلّ كِتَاب أَنزَلَهُ فَظَالِمهم يُغفَر لَهُ وَمُقتَصِدهم يُحَاسَب حِسَابًا يَسِيرًا وَسَابِقهم يَدخُل الجَنَّة بِغَيرِ حِسَاب.
    الجواب:
    الأخ احمد المحترم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    ليس المراد من الذين أورثوا الكتاب هم الأنبياء، بل وردت الأحاديث عن أهل البيت(عليهم السلام) أن المراد بالذين أورثوا الكتاب هم العترة، وأن السابق بالخيرات هو الإمام والمقتصد العارف للإمام والظالم لنفسه الذي لا يعرف الإمام.
    فكل الأئمة الاثني عشر (عليهم السلام) سيدخلون في السابق للخيرات،فعن الريان بن الصلت قال:حضر الرضا (عليه السلام) مجلس المأمون بمرو, وقد اجتمع في مجلسه جماعة من علماء أهل العراق وخراسان, فقال المأمون : أخبروني عن معنى هذه الآية (ثُمَّ أَورَثنَا الكِتَابَ الَّذِينَ اصطَفَينَا مِن عِبَادِنَا ) فاطر:32.
    فقالت العلماء : أراد الله عز وجل بذلك الأمة كلها . فقال المأمون : ما تقول, يا أبا الحسن ؟ فقال الرضا (عليه السلام) : لا أقول كما قالوا, ولكني أقول : أراد الله العترة الطاهرة . فقال المأمون : وكيف عنى العترة من دون الأمة ؟ فقال له الرضا (عليه السلام) : إنه لو أراد الأمة لكانت بأجمعها في الجنة, لقول الله تبارك وتعالى (فَمِنهُم ظَالِمٌ لِّنَفسِهِ وَمِنهُم مُّقتَصِدٌ وَمِنهُم سَابِقٌ بِالخَيرَاتِ بِإِذنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الفَضلُ الكَبِيرُ) فاطر:32 ثم جمعهم كلهم في الجنة فقال (جَنَّاتُ عَدنٍ يَدخُلُونَهَا يُحَلَّونَ فِيهَا مِن أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ ) فاطر:33 فصارت الوراثة للعترة الطاهرة لا لغيرهم.
    وقال صاحب (الميزان): وأعلم أن الروايات من طرق الشيعة عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) في كون الآية خاصة بولد فاطمة (عليهم السلام) كثيرة جداً، وقال في تفسير الآية القرآنية: قوله تعالى)) ثُمَّ أَورَثنَا الكِتَابَ الَّذِينَ اصطَفَينَا مِن عِبَادِنَا ((فاطر:32 إلى آخر الآية . يقال : أورثه مالا كذا أي تركه فيهم يقومون بأمره بعده وقد كان هو القائم بأمره المتصرف فيه, وكذا إيراث العلم والجاه ونحوهما تركه عند الغير يقوم بأمره بعد ما كان عند غيره ينتفع به فايراث القوم الكتاب تركه عندهم يتناولونه خلفا عن سلف وينتفعون به .
    وتصح هذه النسبة وإن كان القائم به بعض القوم دون كلهم, قال تعالى (وَلَقَد آتَينَا مُوسَى الهُدَى وَأَورَثنَا بَنِي إِسرَائِيلَ الكِتَابَ * هُدًى وَذِكرَى لِأُولِي الأَلبَابِ ) المؤمنون:53-54, وقال (إِنَّا أَنزَلنَا التَّورَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحبَارُ بِمَا استُحفِظُوا مِن كِتَابِ اللّهِ ) المائدة:44, وقال ( وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الكِتَابَ مِن بَعدِهِم لَفِي شَكٍّ مِّنهُ مُرِيبٍ ) الشورى:14
    فبنو إسرائيل أورثوا الكتاب وإن كان المؤدون حقه القائمون بأمره بعضهم لا جميعهم . والمراد بالكتاب في الآية على ما يعطيه السياق هو القرآن الكريم كيف ؟ وقوله في الآية السابقة : (وَالَّذِي أَوحَينَا إِلَيكَ مِنَ الكِتَابِ ) فاطر :31 نص فيه, فاللام في الكتاب للعهد دون الجنس فلا يعبأ بقول من يقول : إن اللام للجنس والمراد بالكتاب مطلق الكتاب السماوي المنزل على الأنبياء . والاصطفاء أخذ صفوة الشئ ويقرب من معنى الاختيار والفرق أن الاختيار أخذ الشئ من بين الأشياء بما أنه خيرها والاصطفاء أخذه من بينها بما أنه صفوتها وخالصها.
    وقوله(مِن عِبَادِنَا ) يوسف:24 يحتمل أن يكون " من " للتبيين أو للابتداء أو للتبعيض الأقرب إلى الذهن أن يكون بيانية وقد قال تعالى(وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصطَفَى ) النمل:59. واختلفوا في هؤلاء المصطفين من عباده من هم ؟ فقيل : هم الأنبياء, وقيل : هم بنو إسرائيل الداخلون في قوله( إِنَّ اللّهَ اصطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبرَاهِيمَ وَآلَ عِمرَانَ عَلَى العَالَمِينَ) آل عمران:33
    وقيل: هم أمة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) فقد أورثوا القرآن من نبيهم إليه يرجعون وبه ينتفعون علماؤهم بلا واسطة وغيرهم بواسطتهم .
    وقيل : هم العلماء من الأمة المحمدية .
    وقيل : - وهو المأثور عن الصادقين (عليهما السلام) في روايات كثيرة مستفيضة - أن المراد بهم ذرية النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من أولاد فاطمة (عليها السلام) وهم الداخلون في آل إبراهيم في قوله ( إِنَّ اللّهَ اصطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبرَاهِيمَ ) (آل عمران : 33) . وقد نص النبي (صلى الله عليه وآله) على علمهم بالقرآن وإصابة نظرهم فيه وملازمتهم إياه بقوله في الحديث المتواتر المتفق عليه : (إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي لن يفترقا حتى يردا علي الحوض) . وعلى هذا فالمعنى بعد ما أوحينا إليك القرآن - ثم للتراخي الرتبي - أورثنا ذريتك إياه وهم الذين اصطفينا من عبادنا إذا اصطفينا آل إبراهيم وإضافة العباد إلى نون العظمة للتشريف .
    وقوله(فَمِنهُم ظَالِمٌ لِّنَفسِهِ وَمِنهُم مُّقتَصِدٌ وَمِنهُم سَابِقٌ بِالخَيرَاتِ ) (فاطر:32) يحتمل أن يكون ضمير (منهم) راجعا إلى (الذين اصطفينا) فيكون الطوائف الثلاث الظالم لنفسه والمقتصد والسابق بالخيرات شركاء في الوراثة وإن كان الوارث الحقيقي العالم بالكتاب والحافظ له هو السابق بالخيرات . ويحتمل أن يكون راجعا إلى عبادنا - من غير إفادة الإضافة للتشريف - فيكون قوله : " فمنهم " مفيدا للتعليل والمعنى إنما أورثنا الكتاب بعض عبادنا وهم المصطفون لا جميع العباد لان من عبادنا من هو ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق ولا يصلح الكل للوراثة .
    ويمكن تأييد أول الاحتمالين بأن لا مانع من نسبة الوراثة إلى الكل مع قيام البعض بها حقيقة كما نجد نظيره في قوله تعالى (وَأَورَثنَا بَنِي إِسرَائِيلَ الكِتَابَ )(المؤمنون:53) وما في الآية من المقابلة بين الظالم لنفسه والمقتصد والسابق بالخيرات يعطي أن المراد بالظالم لنفسه من عليه شئ من السيئات وهو مسلم من أهل القرآن لكونه مصطفى ووارثا, والمراد بالمقتصد المتوسط الذي هو في قصد السبيل وسواء الطريق والمراد بالسابق بالخيرات بإذن الله من سبق الظالم والمقتصد إلى درجات القرب فهو أمام غيره بإذن الله بسبب فعل الخيرات قال تعالى( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولَئِكَ المُقَرَّبُونَ) (الواقعة:10-11). وقوله تعالى (ذَلِكَ هُوَ الفَضلُ الكَبِيرُ ) فاطر:32 أي ما تقدم من الايراث هو الفضل الكبير من الله لا دخل للكسب فيه .
    هذا ما يعطيه السياق وتفيده الاخبار من معنى الآية وفيها للقوم اختلاف عجيب.
    فقد اختلف في " ثم " فقيل : هي للتراخي بحسب الاخبار, وقيل : للتراخي الرتبي, وقيل : للتراخي الزماني . ثم العطف على (أَوحَينَا) أو على (الَّذِيَ أَوحَينَا)(الرعد:30) . واختلف في (أَورَثنَا) فقيل : هو على ظاهره, وقيل : معناه حكمنا بإيراثه وقدرناه, واختلف في الكتاب فقيل : المراد به القرآن, وقيل : جنس الكتب السماوية .
    واختلف في (الَّذِينَ اصطَفَينَا) فقيل : المراد بهم الأنبياء, وقيل : بنو إسرائيل, وقيل : أمة محمد, وقيل : العلماء منهم, وقيل : ذرية النبي من ولد فاطمة عليها السلام . واختلف في " من عبادنا " فقيل : من للتبعيض أو للابتداء أو للتبيين ويختلف المراد من العباد بحسب اختلاف معنى " من " وكذا إضافة " عبادنا " للتشريف على بعض الوجوه ولغيره على بعضها .
    واختلف في (فَمِنهُم) فقيل : مرجع الضمير (الَّذِينَ) وقيل : (عِبَادِنَا).
    واختلف في الظالم لنفسه والمقتصد والسابق فقيل : الظالم من كان ظاهره خيرا من باطنه و المقتصد من استوى ظاهره وباطنه والسابق من كان باطنه خيرا من ظاهره, وقيل : السابق هم السابقون الماضون في عهد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من أصحابه والمقتصد من تبع أثرهم ولحق بهم من الصحابة والظالم لنفسه غيرهم, وقيل : الظالم من غلبت عليه السيئة والمقتصد المتوسط حالا والسابق هو المقرب إلى الله السابق في الدرجات .
    وهناك أقوال متفرقة أخر تركنا إيرادها ولو ضربت الاحتمالات بعضها في بعض جاوز الألف.
    مركز الدراسات التخصصية التابعة للسيستاني

    Comment

    • فأس ابراهيم
      عضو مميز
      • 27-05-2009
      • 1051

      #3
      رد: (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ...) ماذا قالوا وماذا قال قائم ال محمد, مقارنة بين تفسير السنة والشيعة وتفسير الامام اح

      تفاسير اهل السنة :


      (أَوْرَثْنَا ٱلْكِتَابَ) أكرمنا بحفظ القرآن وكتابته وقراءته (ٱلَّذِينَ ٱصْطَفَيْنَا)اخترنا (مِنْ عِبَادِنَا) من بين عبادنا بالإيمان وهم أمة محمد صلى الله عليه وسلم (فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ) بالكبائر لا ينجو إلا بالشفاعة أو بالمغفرة أو بإنجاز الوعد (وَمِنْهُمْ مُّقْتَصِدٌ) وهو من استوت حسناته وسيئاته يحاسب حساباً يسيراً ثم ينجو (وَمِنْهُمْ سَابِقٌ) بالغ (بِٱلْخَيْرَاتِ) في الدنيا ومقرب إلى جنة عدن في الآخرة (بِإِذُنِ ٱللَّهِ) بتوفيق الله وكرامته (ذَٰلِكَ) الاصطفاء والمسابقة (هُوَ ٱلْفَضْلُ ٱلْكَبِيرُ) المن العظيم من الله عليهم ثم بين مستقرهم.
      تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آباديت817 هـ
      00000000000000000000

      قوله عز وجل: (ثُمَّ أَوْرَثْنَا ٱلْكِتَـٰبَ) ويقال: أعطينا القرآن (ٱلَّذِينَ ٱصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا) يعني: اخترنا من هذه الأمة، وثم بمعنى العطف يعني وأورثنا الكتاب، ويقال: ثم بمعنى التأخير يعني بعد كتب الأولين أورثنا الكتاب (فَمِنْهُمْ ظَـٰلِمٌ لّنَفْسِهِ) يعني: من الناس ظالم لنفسه (وَمِنْهُمْ مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِٱلْخَيْرٰتِ) روي عن ابن عباس في إحدى الروايتين أنه قال الظالم الكافر، والمقتصد المنافق، والسابق المؤمن، وروي عنه رواية أخرى أنه قال: هؤلاء كلهم من المؤمنين فالسابق الذي أسلم قبل الهجرة، والمقتصد الذي أسلم بعد الهجرة قبل فتح مكة والظالم الذي أسلم بعد فتح مكة، وطريق ثالث ما روى أبو الدرداء عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: " السابق الذي يدخل الجنة بغير حساب، والمقتصد الذي يحاسب حساباً يسيراً، والظالم الذي يحاسب في طول المحشر " وطريق رابع ما روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال سابقنا سابق ومقتصدنا ناجي وظالمنا مغفور له
      تفسير بحر العلوم/ السمرقندي ت 375 هـ
      00000000000000000000

      وقوله: (ثُمَّ أَوْرَثْنَا ٱلْكِتَابَ ٱلَّذِينَ ٱصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِٱلْخَيْرَاتِ )
      اختلف فيه:
      قال بعضهم: (فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ) هو ممن أخبر أنه اصطفاه للهدى من متبعي محمد، وهم أصحاب الكبائر في قول بعض.
      وقال بعضهم: هم أصحاب الصغائر.
      وقال بعضهم: هم أصحاب الغصائر والكبائر جميعاً.
      ومنهم من يقول: هو في الناس جميعاً المتبع له وغير المتبع.
      ثم اختلف في قوله: (ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ )
      قال بعضهم: هو المنافق الذي أظهر الموافقة لرسوله وأضمر الخلاف له.
      وقال بعضهم: هم اليهود والنصارى، فقد آمنوا قبل أن يبعث فلما بعث كفروا به.
      وقال بعضهم: هم المشركون وقد أقسموا أنه لو جاءهم نذير:
      (لَّيَكُونُنَّ أَهْدَىٰ مِنْ إِحْدَى ٱلأُمَمِ) فاطر: 42.
      فهؤلاء كلهم في النار، وما ذكر من الاصطفاء الاختيار على قول هؤلاء يكون لرسول الله؛ حيث بعث إليهم؛ ليدعوهم إلى توحيد الله.

      تفسير تأويلات أهل السنة/ الماتريدي ت 333هـ
      00000000000000000000

      (ثم أورثنا الكتاب) العطف على اوحينا اي ثم حكمنا بايراث الكتاب او الماضي بمعنى المضارع قيل او المراد اورثناه من الامم الماضية فانه متضمن لكتبهم فكانه كان عندهم ثم انتقل الينا ويدل لهذا والذي اوحينا اليك هو الحق مصدقا لما بين يديه وعلى هذا فالعطف على ان الذين يتلون كتاب الله.
      ( الذين اصطفينا) اخترنا.
      (من عبادنا) وهم علماء الامة من الصحابة وممن بعدهم او الامة باسرهم فان الله فضلهم على الامم كما ان نبيهم افضل الانبياء وكتابهم افضل الكتب.
      (فمنهم ظالم لنفسه) مقصر بالعمل بالقرآن ويعمل المعاصي واتباع الشهوات ولم يتعب بالطاعة ولكن مات تائبا.
      (ومنهم مقتصد) متوسط يعمل بالقرآن والطاعة تارة يعصي تارة ويتبع الشهوات ومات تائبا وقيل الذي يعمل به في غالب الاوقات
      (ومنهم سابق بالخيرات) يعمل ويعلم غيره ويرشد الى المعروف ويجتهد طاقته.
      (باذن الله) بارادته وتيسيره لا بقوة ذلك السابق.

      تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش ت 1332 هـ
      00000000000000000000
      يستفسر عن الآية الكريمة أعوذ بالله من الشيطان الرجيم في سورة فاطر (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير) يقول أرجو إيضاح هذه الثلاثة أقسام؟
      نعم يقول الله عز وجل(ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا) يعني بهم هذه الأمة أورثهم الله الكتاب فكان كتابهم وهو القرآن الكريم أخر كتاب أنزله الله تعالى على أهل الأرض لأنه نزل على محمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين أورثهم الله الكتاب وبين الله في هذه الآية أنه اصطفى هذه الأمة على غيرها من الأمم وقسم هذه الأمة إلى ثلاثة أقسام ظالم لنفسه ومقتصد وسابق بالخيرات فالظالم لنفسه هو الذي ظلم نفسه بفعل ما لا يجوز أو بترك ما يجب والمقتصد هو الذي اقتصر على فعل الواجب وترك المحرم، والسابق للخيرات هو الذي قام بالواجب وبما زاد عليه من التطوع وتجنب المكروه وتجنب الحرام والمكروه والمباح الذي لا يستفيد منه شيئاً، مثال الأول الظالم لنفسه رجل كان يصلى لكنه لا يأتي بما يجب في الصلاة من شروط وأركان أو واجبات فهذا ظالم لنفسه، رجل يزكي لكنه لا يحتاط ولا يزكي جميع ما تجب فيه الزكاة من ماله فهذا ظالم لنفسه، ومثال الثاني رجل يصلي لكنه يؤخر الصلاة إلى آخر الوقت ولا يأتي بمكملاتها يقتصر التسبيح على واحدة، يقتصر في قراءة الفاتحة، يقتصر في الركوع والسجود على أدنى ما يجب وهكذا، وفي الصدقة يأتي بالواجب من الزكاة ولا يزيد عليه، وأما الثالث السابق بالخيرات فهو الذي يأتي بالواجبات ويفعل ما يكملها من المستحبات فيصلي الصلاة على أكمل وجه وأتمه ويأتي بالرواتب التابعة لها ويصلي التطوع، وكذلك يؤدي الزكاة ويتصدق بما زاد على ذلك هذا هو السابق بالخيرات، ثم ختم الآية بقوله (ذلك هو الفضل الكبير) أي ذلك السبق في الخيرات هو الفضل الكبير فإنه لا فضل أكبر من أن يمن الله تعالى على الإنسان بالمسابقة إلى الخير وفعل ما يستطيع من الطاعات الواجبة والمستحبة نعم.

      محمد بن صالح العثيمين.

      Comment

      • فأس ابراهيم
        عضو مميز
        • 27-05-2009
        • 1051

        #4
        رد: (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ...) ماذا قالوا وماذا قال قائم ال محمد, مقارنة بين تفسير السنة والشيعة وتفسير الامام اح

        جواب قائم ال محمد السيد احمد الحسن (ع)

        السؤال/ 72: ما تفسير هذه الآية: ﴿ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ﴾(1)؟
        المرسل: حسن علي

        الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليماً.
        أولاً: الاصطفاء يعني الاختيار، والذي اختار هنا هو الله سبحانه وتعالى، بل وفي الاصطفاء معنى آخر غير الاختيار، وهو الفضل على من اختير من بينهم ولذا كان من بين أشهر أسماء النبي محمد (ص) هو المصطفى.
        وفي الآية أيضاً وصفٌ لهؤلاء المصطفين، وهو أنّهم عباد الله، وهو فضل عظيم لهم بلا شك، فأنت تجد أنّ خير ما تشهد به لرسول الله محمد (ص) أنّه عبد الله، وهذا الاسم لرسول الله (ص) (عبد) ورد في القرآن وفي موضع مدح عظيم لرسول الله محمد (ص) في سورة النجم( 2).
        ثم إنّ هؤلاء العباد المصطفين أورثوا الكتاب، وورثة الكتاب هم الأنبياء والأوصياء لا غيرهم.
        فهنا تجد أوصافاً لا تنطبق إلاّ على نبي أو وصي، وهي أنّهم عباد الله حقاً، والشاهد لهم الله أنهم مصطفون، والذي اصطفاهم الله، إنّهم ورثة الكتاب والذي أورثهم الله سبحانه.
        ويبقى إنّهم ثلاث مراتب:
        1- ظالم لنفسه، 2- مقتصد، 3- سابق بالخيرات.
        والسابق بالخيرات: هم فقط محمد وآل محمد(ع) .
        والمقتصد: هم نوح وإبراهيم (عليهما السلام)، والأنبياء والمرسلون الأئمة من ولد إبراهيم(ع).
        وظالم لنفسه: هم باقي الأنبياء والمرسلين (ع) الذين سبقوا إبراهيم ومن ذرية إبراهيم (ع) (3).
        قال تعالى: ﴿وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ﴾(4 ).
        أي الظالمون من الأنبياء، وظلم الأنبياء ليس بمعصية، بل هو تقصيرٌ في أداء العمل نسبة إلى غيره من الأنبياء الأئمة (ع) ، فنفس العمل إذا كلّف به يونس (ع) ومحمد (ص) لن يكون أداء يونس (ع) له بنفس مستوى أداء محمد (ص) ، فهذا التقصير من يونس هو ظلم، سبّب له أن لا يكون من الأئمة من ولد إبراهيم (ع) ، وسبّب له أن لا يكون بمرتبة محمد (ص) (5 ).
        إقرأ المتشابهات إذا أردت تفصيلاً أكثر لهذه الآية ( 6).

        الجواب المنير عبر الاثير الجزء الثاني
        ________

        الهامش:
        (1) فاطر: 32.
        (2) وهو قوله تعالى: (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى * ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى * وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى * ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى * فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى * مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى * أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى * وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى*عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى * عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى * إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى * مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى * لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى) النجم: 1 – 18. (المعلق).
        (3) هنا كلام السيد أحمد الحسن حول انطباق هذه الآية في الأنبياء والمرسلين (عليهم السلام) ومحمد والأوصياء من عترته (عليهم السلام)، والكلام في هذا الجانب يختلف نسبياً عمّا لو كان في ذرية الرسول (صلى الله عليه وآله) خاصة، أي بغض النظر عن الأنبياء والمرسلين (عليهم السلام)، وكلا الجانبين يدور حول معرفة فضل أهل البيت (عليهم السلام) والإقرار الكامل لهم، أي معرفة الإمام والتسليم له، كما في الرواية الآتية:
        عن سالم قال: سألت أبا جعفر (ع) عن قول الله عز وجل: (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ) قال: (السابق بالخيرات: الإمام، والمقتصد: العارف للإمام، والظالم لنفسه: الذي لا يعرف الإمام) الكافي: ج1 ص214.
        واعلم أن الظالم لنفسه ليس هو الخارج عن طاعة وولاية أهل البيت (عليهم السلام)؛ لأن الذي يموت على غير ولاية أهل البيت (عليهم السلام) لا يدخل الجنة، بينما وصفت هذه الآية الأصناف الثلاثة بأنهم مصطفون، ومن أهل الجنة في الآيات التي تليها، ومن المعلم أن الله تعالى لا يصطفي من كان من أهل النار، وإنما الظلم هنا هو التقصير في المعرفة أو في الطاعة والاقرار والتسليم.
        وهذا ما نص عليه الإمام الرضا (ع) في الخبر الآتي:
        في مناظرة بين الإمام الرضا (ع) وبين علماء بعض الطوائف في مجلس المأمون العباسي: (... فقال المأمون: أخبروني عن معنى هذه الآية (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا). فقالت العلماء: أراد الله عز وجل بذلك الأمة كلها. فقال المأمون: ما تقول يا أبا الحسن ؟ فقال الرضا (ع): لا أقول كما قالوا، ولكني أقول: أراد الله العترة الطاهرة. فقال المأمون: وكيف عنى العترة من دون الأمة ؟ فقال له الرضا (ع): إنه لو أراد الأمة لكانت بأجمعها في الجنة، لقول الله تبارك وتعالى: (فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ) ثم جمعهم كلهم في الجنة فقال: (جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ) فصارت الوراثة للعترة الطاهرة لا لغيرهم) الأمالي للشيخ الصدوق: ص615.
        ومن المعلوم أن الله تعالى أن الله تعالى امتحن الأمم السابقة والأنبياء والمرسلين بولاية أهل البيت (عليهم السلام) والإقرار لهم، كما أمتحن أمة محمد (صلى الله عليه وآله) بذلك، كما في الرواية الأتية عن أمير المؤمنين (ع):
        عن أبي الحسن الرضا (ع) في قوله تعالى: (عَمَّ يَتَسَاءلُونَ * عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ * الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ) قال: (قال أمير المؤمنين (ع): مالله نبأ أعظم مني وما لله آية أكبر مني، وقد عرض فضلي على الأمم الماضية على اختلاف ألسنتها فلم تقر بفضلي) مستدرك سفينة البحار - للشيخ علي النمازي: ج9 ص509.
        وكان تفاضل الأنبياء بعضهم على بعض بالإقرار بفضل محمد وآل محمد وكل بحسبة، بل إن أولي العزم وصفوا بذلك لعزمهم على الإقرار بفضل محمد وآل محمد (عليهم السلام)، كما في الرواية الآتية:
        عن أبي جعفر (ع) في قول الله عزوجل: (وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً) قال: (عهدنا إليه في محمد والأئمة من بعده، فترك ولم يكن له عزم أنهم هكذا وإنما سمي أولوا العزم أولي العزم؛ لأنه عهد إليهم في محمد والأوصياء من بعده والمهدي وسيرته وأجمع عزمهم على أن ذلك كذلك والإقرار به) الكافي: ج1 ص416.
        فكلام السيد أحمد الحسن هنا عن مراتب الأنبياء والمرسلين (عليهم السلام) والأئمة (عليهم السلام)، فالسابق بالخيرات هم محمد وآل محمد (عليهم السلام)؛ لأنهم سبقوا الجميع في الإقرار بالله تعالى واستجابة دعاءه عندما خاطب الخلق بقوله: (أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ)، والمقتصد هم الأئمة من الأنبياء والمرسلين (عليهم السلام)، وهذه المرتبة لا ينالها الظالمون ـ بهذا المعنى ـ ولذلك تجد أن الله تعالى أجاب إبراهيم عندما سأل عن الإمامة في ذريته، بأنها لا ينالها الظالمون، قال تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ). والظالم لنفسه هم بقية الانبياء والمرسلين (عليهم السلام) الذين قصروا في غير معصية، وكل الأصناف الثلاثة في الجنة كما أخبر الله تعالى ومن المصطفين أي الذين اختارهم الله تعالى للإمامة أو الرسالة أو النبوة. (المعلق).
        (4) البقرة: 124.
        (5) عن حبة العرني، قال: قال أمير المؤمنين (ع): (إن الله عرض ولايتي على أهل السماوات وعلى أهل الأرض، أقربها من أقر، وأنكرها من أنكر، أنكرها يونس فحبسه الله في بطن الحوت حتى أقر بها) مدينة المعاجز- للسيد هاشم البحراني: ج2 ص35.
        وقال أمير المؤمنين (ع) لسلمان المحمدي (ع) في حديث بينهما: (... أتدري ما قصة أيوب وسبب تغير نعمة الله عليه؟ قال: الله أعلم وأنت يا أمير المؤمنين. قال: لما كان عند الانبعاث للمنطق شك [أيوب في ملكي] وبكى فقال: هذا خطب جليل وأمر جسيم. قال الله عز وجل: يا أيوب أتشك في صورة أقمته أنا ؟ قد ابتليت آدم بالبلاء، فوهبته له وصفحت عنه بالتسليم عليه بإمرة المؤمنين فأنت تقول: خطب جليل وأمر جسيم ؟ فوعزتي لاذيقنك من عذابي أو تتوب إلي بالطاعة لأمير المؤمنين. (ثم أدركته السعادة بي)) مدينة المعاجز- للسيد هاشم البحراني: ج2 ص32. (المعلق).
        (6) المتشابهات: ج4 ص18 ط1، وما بعدها. (المعلق).

        Comment

        • ya howa
          مشرف
          • 08-05-2011
          • 1106

          #5
          رد: (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ...) ماذا قالوا وماذا قال قائم ال محمد, مقارنة بين تفسير السنة والشيعة وتفسير الامام اح

          بسم الله الرحمن الرحيم
          جوابك مولاي يااحمد الحسن تجعل لساني وقلبي يلهج بالصلوات على محمد وال محمد الائمة والمهديين وأسلم لكم تسليما
          وأراه نورا يجلي الضباب في فكري . حتى إذا انجلت قالت نفسي هذا التأويل الذي يقبله عقلي .
          وجواب البقية أقصى ما استطيع وصفهم به
          كحاطب ليل
          وتكفي هذه الجملة لتكون شاهد منهم على انفسهم :
          "وهناك أقوال متفرقة أخر تركنا إيرادها ولو ضربت الاحتمالات بعضها في بعض جاوز الألف."
          مركز الدراسات التخصصية التابعة للسيستاني

          الحمدلله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله
          الحمدلله كما هو اهله
          نزل صامتاً، وصلب صامتاً، وقـُتل صامتاً، وصعد الى ربه صامتاً، هكذا إن أردتم أن تكونوا فكونوا...

          Comment

          Working...
          X
          😀
          🥰
          🤢
          😎
          😡
          👍
          👎