إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

التيه في الأمة الإسلامية

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • ذكر الله احمد
    عضو جديد
    • 12-02-2012
    • 95

    التيه في الأمة الإسلامية

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما

    التيه في الأمة الإسلامية
    ضيع المسلمون الطريق بعد وفاة رسول الله محمد بن عبد الله ، حيث قفز أبو بكر وجماعة من المنافقين إلى السلطة واغتصب خلافة رسول الله ، وتخاذل معظم الصحابة عن نصرة وصي رسول الله المعيّن من الله علي بن أبي طالب، حيث نصبه رسول الله بأمر من الله أميراً للمؤمنين وخليفة لرسول رب العالمين من بعده في غدير خم في حجة الوداع، ولم يكتفوا باغتصاب حق الإمام علي وحق الإنسانية بأن تصل لها كلمة لا إله إلاّ الله محمد رسول الله، بل تجاوز الأمر إلى محاولة عمر بن الخطاب وجماعة من المنافقين إحراق بيت فاطمة الزهراء وهي بنت رسول الله الوحيدة من صلبه، وهي والحسن والحسين وعلي من فرض الله مودتهم في القرآن، قال تعالى:
    ﴿قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ﴾.
    ولما لم تنفع هذه المحاولة لإخراج الإمـام لبيعة أبي بكر كرها اقتحموا الدار على الزهراء وكسروا ضلعها واسقطوا جنينها ونبت المسمار في صدرها، وهي التي قال فيها رسول الله : (أم أبيها وبضعة مني ويرضى الله لرضاها ويغضب لغضبها وسيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين) .
    فلم يكن المسلمون ليخطئوا التيه أو ليخطئهم بعد أن ساروا على نفس طريق بني إسرائيل حذو النعل بالنعل، قال رسول الله : (والذي نفسي بيده لتركبن سنن من كان قبلكم حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة حتى لا تخطئون طريقهم ولا يخطئكم سنة بني إسرائيل).
    وضيعت هذه الأمة حظها ووالت عدوها وعادت وليها وإمامها وأغضبت ربها، فبدأت تدخل في التيه والضياع منذ ذلك الوقت حتى استقرت اليوم في قلب الصحراء، فمن معاوية وزياد إلى يزيد وابن زياد ومسلم ابن عقبة إلى مروان وعبد الملك وأولاده والحجاج إلى بني العباس السفاح والمنصور الدوانيقي والهادي والمهدي والرشيد الضالين إلى الأمين والمأمون غير المأمونين إلى المتوكل على الشيطان إلى...إلى.... رحلة رهيبة مرّت بها هذه الأمة، فكم من مدينة هتكت حرمتها وقُتل خيارها واعتدي على أعراض نسائها ولم تسلم حتى مدينة رسول الله والكعبة المكرمة ( أرسل يزيد لعنه الله مسلم بن عقبة - والأولى أن يسمى مجرماً - فقتل في المدينة أكثر من عشرة آلاف مسلم فيهم سبعمائة صحابي، واعتدي على أكثر من ألف بكر، ولم يكتفِ بهذا حتى قصد الكعبة المشرفة ولكن الله أهلكه كما أهلك أصحاب الفيل ).
    وكم عُذّب الأحرار وقُتل الأبرار وكم قضى منهم في السجون والدهاليز المظلمة التي لا يُعرف فيها الليل من النهار، ولو اطلعت على ما فعله بنو أمية وبنو العباس بالمسلمين لملئت رعباً، ولو علمت فجورهم وكفرهم وخروجهم عن الدين لازددت عجباً.
    يقول المسعودي في أحدهم، وهو الوليد بن يزيد بن عبد الملك في مروج الذهب: (غناه ابن عائشة صوتاً فطرب فقال له الوليد أحسنت والله يا امرئ أعد بحق عبد شمس فأعاد فقال: أعد بحق أمية فأعاد .. فقال الوليد إلى المغني فأكب ولم يبق عضو من أعضائه إلاّ قبله، وأهوى إلى إحليله ليقبله فضمه المغني بين فخذيه فقال له الوليد لا والله حتى أقبله, وما زال به حتى قبله, وأعطاه ألف دينار وأركبه بغلة وقال: مر بها على بساطي ففعل ووضع حوضا في بستان وملأه خمراً, فكان يسبح فيه مع الفواحش ويشرب منه حتى يبين فيه النقص ونزل يوماً على ابنته وقال من راقب الناس مات غماً).
    وقال السيد المرتضى في الأمالي: (أخبرنا أبو عبيد الله المزرباني قال: حدثني أحمد بن كامل قال: كان الوليد بن يزيد زنديقاً، وإنه افتتح المصحف يوما فرأى فيه (واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد)فاتخذ المصحف غرضاً ورماه حتى مزقه بالنبل وهو يقول:
    أتوعد كل جـبار عنـيد ... فها أنا ذاك جـبار عنيد
    فإن لاقيت ربك يوم حشر ... فقل يا رب خرقني الوليد).
    وإني لآسف أن أنقل تاريخ مثل هذه القذارات، وما ذكرت غيضاً من فيض ولو لم يكن إلاّ قتل هؤلاء الحكام الظلمة لذرية رسول الله وتشريدهم إلى أقاصي البلاد؛ حيث نجد اليوم ذرية رسول الله يعيشون في إيران وأفغانستان والهند والبلاد البعيدة عن مدينة جدهم ؛ لكفى به دليلاً على خروجهم عن الدين ومحاربتهم الإسلام، ولكفى به دليلاً على حقدهم على رسول الله .
    واستمر هذا الظلم والفساد حتى يومنا هذا؛ ثرواتنا بيد طواغيت يعيثون بها فساداً في البلاد والعباد ويغدقون على من يعبدهم من دون الله، سجونهم لم يعرف لها التاريخ مثيلاً ، فيها من أساليب التعذيب ما تقشعر له الأبدان، وجيوشهم مزودة بكل أنواع الأسلحة، لا للدفاع عن البلاد الإسلامية بل لقمع الشعوب الإسلامية، وكل من يعلو صوته بكلمة لا إله إلاّ الله ويدعو المسلمين إلى الحكم بما أنزل الله يلقى في تلك الدهاليز المظلمة أو يقتل، ولا نعلم متى سينتهي هذا التيه والضياع ومتى سيعود الإسلام ليحكم المسلمين كما كان في عهد رسول الله وينشر العدل في البلاد الإسلامـية وبالتالي في كل الأرض، لكننا نعلم يقيناً أنه سيعود؛ لأنّ رسول الله وعدنا وأخبرنا أنّ الإسلام يعود غضاً طرياً في آخر الزمان على يدي ولده المهدي.
    يتبع.....
  • ذكر الله احمد
    عضو جديد
    • 12-02-2012
    • 95

    #2
    رد: التيه في الأمة الإسلامية

    وهذا الظهور المبارك لهذا المصلح الكبير لن يتحقق حتى ترتفع أسباب غيبته وينشأ جيل في هذه الأمة مهيئا لحمل الرسالة الإلهية إلى أهل الأرض جميعاً ليتحقق الوعد الإلهي بظهور هذا الدين على الدين كلّه، فإذا كنا فعلاً نريد أن يتحقق العدل على الأرض ونريد أن نخرج من هذه الصحراء وهذا التيه ونريد ظهور الإمام المهدي فعلينا أن نعود إلى الإسلام الذي يريده الله لا الذي يريده الطواغيت، قال تعالى:
    ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ﴾.
    إنّ الطواغيت الذين تسلطوا على هذه الأمة اليوم بمساعدة أمريكا - وإن كانوا يظهرون العداء لها؛ ليتموا فصول هذه المسرحية المقيتة - يريدون تهميش الإسلام وجعل المسلم قلباً فارغاً من الأيمان بالله مغلفاً بقشور دينيه لا حقيقة لها، ولو استطاعوا نبذ هذه القشور ومحاربتها لما تورعوا، كما فعلوا في تركيا اليوم. ومن كان يشك في عمالتهم لأمريكا والصهيونية - وخصوصاً الذين يدعون أنهم أعداء لها - فليراجع تاريخهم الأسود وسيجدهم في كل يوم يبقون في السلطة يخدمون أسيادهم الأمريكان والصهاينة بحروب يشنونها على المسلمين والعرب، وبقمع كل حركة إسلامية وصحوة دينية، ومن كان يريد دليلاً أكثر من هذا فليراجع التوراة سفر دانيال، وسيجد أنّ في منطقة الشرق الأوسط عشرة ملوك عملاء لأمريكا أو كما يرمز لها بمملكة حديدية تأكل وتدوس كل الممالك على الأرض ولكن سيدوسها إنشاء الله مهدي هذه الأمة كما جاء في سفر دانيال نفسه.
    ثم إنّ الطاغية لا يهمّه إلاّ نفسه وما يبقيه في السلطة، ولا يقوم عرشه إلاّ على الدماء والأشلاء فيقتل كل من يرفض ولايته وتسلطه ويشغل الشعب بالأزمات التي لا تنتهي إلاّ بانتهاء حكمه فيشهر الحروب وينشر بين القبائل العصبية والنعرات الشيطانية، بل ويمنع حتى الرغيف عن الشعب ليشغلهم بتحصيله، إنّ الحياة تحت ظل الطاغوت ذل، بل هي الموت في الحياة؛ إنها خسران الدنيا والآخرة.
    يقول الفيلسوف اليوناني أفلاطون في وصف حكومة الطاغوت وتكوينها: (ويبرز بين دعاة الديمقراطية وحماة الشعب أشدهم عنفاً وأكثرهم دهاء، فينفي الأغنياء أو يعدمهم و يلغي الديون ويقسم الأراضي ويؤلف لنفسه حامية يتقي بها شر المؤامرات، فيغتبط به الشعب ويستأثر هو بالسلطة، ولكي يمكّن لنفسه ويشغل الشعب عنه ويديم الحاجة إليه يشهر الحرب على جيرانه بعد أن كان سالمهم؛ ليفرغ إلى تحقيق أمنيته في الداخل ويقطع رأس كل منافس أو ناقد ويقصي عنه كل رجل فاضل ويقرب إليه جماعة من المرتزقة والعتقاء ويجزل العطاء للشعراء الذين نفيناهم من مدينتنا فيكيلون له المديح كيلاً، وينهب الهياكل ويعتصر الشعب ليطعم حرّاسه وأعوانه، فيدرك الشعب أنّه انتقل من الحرية إلى الطغيان وهذه هي الحكومة الأخيرة).
    أمّا عبيد الطاغوت ومرتزقته فيتوهمون أنهم آمنون وحياتهم مستقرة وادعة، فهم ماداموا في خدمة الطاغية لن يمسهم سوء، فسيدهم قوي يقطع الرقاب والشعب خاضع واستسلم للظلم.
    وهذا وهم؛ لأنّ النار تبقى تحت الرماد، قال تعالى:
    ﴿مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴾.
    والحق ما يعرفه كل من تتبع تاريخ الأمم والشعوب حيث تكون نهاية كل طاغية ومرتزقته بثورة المستضعفين والمظلومين وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
    أمّا الذين استسلموا للطواغيت وخضعوا لهم وهم يزعمون أنّهم مسلمون فهم خارجون من ولاية الله ولكنهم لا يعلمون، قال تعالى:
    ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً﴾.
    ويزج بهم الطواغيت في حروب مع الشعوب الإسلامية ولا يتورعون عن معاونتهم خوفاً منهم، ويقاتلون أولياء الله وينتهكون حرمات المؤمنين، فأي حال أسوء من حالهم وأي كفر أعظم من كفرهم وهم ينصرون أعداء الله؟!
    قال تعالى: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً﴾.
    ولعل بعضهم يتعذّر بأنه يخاف من الطواغيت ويخاف من القتل، ولكنه عذر قبيح غير مقبول فإذا كان لابد من حمل السلاح فلنحمله بوجه الطواغيت لا لنصرتهم، قال تعالى:
    ﴿إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيراً﴾.
    وقال تعالى: ﴿قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَى بَعْدَ إِذْ جَاءَكُمْ بَلْ كُنْتُمْ مُجْرِمِينَ ۞ وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَنْ نَكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَنْدَاداً وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الْأَغْلالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾.
    يتبع.....

    Comment

    • ذكر الله احمد
      عضو جديد
      • 12-02-2012
      • 95

      #3
      رد: التيه في الأمة الإسلامية

      وكما أنّ معاونة الطواغيت والركون إليهم محرمة كذلك، فإنّ ترك الجهاد وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر محرمة، فإنّ الابتعاد عن حياة المسلمين لا يسقط التكليف، ومن بات لا يهتم بأمور المسلمين فليس منهم، وإن كان فقيهاً يدعي النيابة العامة عن الإمام. ولينظر كل إنسان مسلم إلى قلبه وما فيه؛ أخشية الله أم خشية الطاغوت؟ والخوفان لا يجتمعان في قلب المؤمن فإنّ الخوف من الله يصير الطواغيت في عين المؤمن أحقر من البعوض فلا يكون لهم أي تأثير عليه أو على قراراته إلاّ في حدود التقية الواجبة، قال تعالى:
      ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلا تُظْلَمُونَ فَتِيلاً﴾.
      والحمد لله أنّ الأمة الإسلامية اليوم بدأت في طريق العودة إلى الله، وفي طريق الصحوة الدينية الإسلامية التي نراها كل يوم تتسع لتشمل البلاد الإسلامية كلها، وتهدّد عروش الطغاة الذين تسلطوا على هذه الأمة واستفرغوا كل ما بوسعهم لإغراق الشباب المسلم في الشهوات المادية والجنسية، ونشروا الملاهي والخمور والفجور في البلاد الإسلامية وبثّوا من خلال التلفزيون وغيره كل ما حرّم الله من الأغاني ونساء عاريات وقصص عن حياة الغربيين، الهدف منها تفكيك الأسرة الإسلامية ولكن الله أفشل خططهم وأتى بنيانهم من القواعد، وسيخر السقف على رؤوسهم قريباً إن شاء الله.
      لقد توهّم هؤلاء الطغاة كما توهم من سبقهم إنّهم يستطيعون طمس معالم دين التوحيد الحقيقية، ومسخ الإسلام وقتل العقائد الصحيحة فيه التي تهدّد عروشهم وخصوصاً عقيدة انتظار المهدي ، ولكن أنى لهم ذلك والقرآن بين أيدينا يهتف في أسماعنا:
      ﴿وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ ﴾.
      ﴿وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ ۞ إِنَّ فِي هَذَا لَبَلاغاً لِقَوْمٍ عَابِدِينَ ﴾.
      ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾.
      ولا تزال المعاني التي أطلقها رسول الله تهتف في آذاننا: (لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم لخرج من ولدي من يملئها قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً).
      والمهدي بيننا ينتفع به المسلمون كما تنتفع الأرض ومن عليها بالشمس إذا غيبها السحاب.
      أيّها المسلمون والمسلمات، أيّها الأحبة آمنوا بالله واكفروا بالطاغوت وتمسكوا بالعروة الوثقى حجة الله في أرضه المهدي، واعلموا أنّ الإيمان بالله ملازم للكفر بالطاغوت، وهما شيء واحد كذهاب الظلمة وبزوغ النور فلا يمكن أن يفهم شيء من ذهاب الظلمة غير بزوغ النور.
      قال تعالى: ﴿قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾.
      خافوا الشيطان وهوى النفس واتبعوا ما جاءكم به رسول الله صلى الله عليه وآله الأطهار عن الله سبحانه إنّ الله يغفر الذنوب جميعاً لكنه لا يغفر أن يشرك به.
      قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً﴾.
      والإيمان بالطاغوت والتحاكم إليه ومعاونته والركون والخضوع والاستسلام له كلّها شرك بالله وضلال عن طريق الله المستقيم، وأي ضلال هل ترون أنّ كافراً بالله أو مشركاً به إذا صام وصلى تقبل صلاته وصومه ؟ إنّ العبادات جعلت ليثبت العبد من خلالها طاعة الله فإذا كان طائعاً للطاغوت وهو عدو لله فأي معنى بقي للعبادات، إنّ اللحظة التي ينصاع فيها الإنسان لأوامر الطاغوت وقوانينه هي لحظة كفر بالله وخروج من ولايته إلى ولاية الطاغوت، ومن النور إلى الظلمات.
      قال تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً﴾.
      يتبع......

      Comment

      • ذكر الله احمد
        عضو جديد
        • 12-02-2012
        • 95

        #4
        رد: التيه في الأمة الإسلامية

        فطريق العودة إلى الله وولايته هو نفسه طريق الكفر بالطاغوت والخروج من ولايته، وكلاهما طريق واحد في الحقيقة، وهو الصراط المستقيم الذي تقبل به الأعمال؛ لأنّها لله الواحد الأحد، فإذا كنا نريد العودة الحقيقية إلى الإسلام المحمدي الأصيل فعلينا أن نؤمن بكل ما جاء به محمد بن عبد الله ، علينا أن نؤمن بكل الإسلام وأحكامه لا أن نؤمن بما يوافق أهواءنا منها ونترك الباقي، علينا أن نلازم الطريق الذي رسمه أوصياء محمد ، فهم سفن النجاة والمتقدّم عليهم مارق والمتأخر عنهم زاهق واللازم لهم لاحق.
        أمّا الذين يكفرون ببعض الكتاب ويؤمنون ببعض فسيجدون أنفسهم في النهاية يلهثون وراء سراب في الصحراء، وليكن لنا - كمؤمنين - في السحرة الذين آمنوا بموسى قدوة، ومثل هؤلاء المؤمنين كانوا بعيدين عن المنهج الرباني الإلهي، بل كانوا أولياء للطاغوت ووقفوا مع فرعون لعنه الله في بادئ الأمر ليحاجوا موسى، ولكنهم عندما خالفوا أهواءهم تبيّن لهم الحق فأمنوا بالله وكفروا بفرعون، وأشرق نور الحق في قلوبهم وانجلت ظلمة الطاغوت عن بصائرهم ووقفوا هذه المرّة مع موسى ليجاهدوا في سبيل الله ويقارعوا فرعون لعنه الله وليبيّنوا للناس كذبه وهوانه وضعفه.
        قال تعالى: ﴿فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّداً قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى * قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَاباً وَأَبْقَى ۞ قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا﴾.
        إنّ هؤلاء العباد المؤمنين هانت الدنيا في أعينهم غاية الهوان فلم يكن لتهديد فرعون لعنه الله بأن يقطع أيديهم وأرجلهم ويصلبهم أي تأثير على قرارهم بإتباع الحق، ولم يؤثروا الحياة بل اتضحت لهم حقيقة الدنيا وهذا العالم المادي الذي يتكالب عليه فرعون وهامان وقارون وأمثالهم، ونجح السحرة في الامتحان واجتازوا العقبة ففازوا برضا الله فطوبى لهم وحسن مآب.
        قال ذبيح آل محمد الحسين:
        إذا كانت الدنيا تـعد نفيسـة . . . فـدار ثواب الله أعلى وأنـبـلُ
        وإن كانت الأرزاق قسماً مقدراً . . . فقِلَة حرص المرء بالكسب أجملُ
        وإن كانت الأموال للترك جمعـها . . . فما بال متروك بـه المرء يبخلُ
        وإن كانت الأبدان للموت أنشئت . . فقتل امرئ بالسيف في الله أفضلُ.
        وحري بنا أن نتساءل: أما آن لقلوبنا أن تخشع لذكر الله ونتوب إلى الله توبة حقيقية فنوالي أولياء الله ونعادي أعداء الله، ونجعل الإسلام دستوراً ومنهاجاً لحياتنا، والقرآن شعاراً لنا، وكلمة لا آلة إلاّ الله ملجأً وحصناً لنا!!
        أما آن لنا أن نقول للطاغوت اقض ما أنت قاض إنما تقضي هذه الحياة الدنيا!!
        أما آن لنا أن نختار حكم الإسلام وننبذ حكم الجاهلية!!
        أما آن لقلوبنا أن تشرق بنور الحق؛ لتنجلي عنها ظلمة الطاغوت!!
        هل سنبقى في هذا التيه، وفي هذه الصحراء نلهث وراء سراب، والخروج بأيدينا، والماء قريب منّا ؟
        قال تعالى: ﴿وَمَا أَنْتَ بِهَادِ الْعُمْيِ عَنْ ضَلالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآياتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ﴾.
        والحمد لله رب العالمين
        منقول ....من كتاب الطريق الى الله في صفحه 19

        Comment

        Working...
        X
        😀
        🥰
        🤢
        😎
        😡
        👍
        👎