إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ سَابِقٌ بِالْخَيْرَات

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • مجمع البحرين
    عضو نشيط
    • 24-06-2009
    • 266

    ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ سَابِقٌ بِالْخَيْرَات

    تفسير الآية عن المهدي الاول احمد الحسن اليماني (ع)
    من كتاب الجواب المنير الجزء الثاني

    السؤال/ 72: ما تفسير هذه الآية: ﴿ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ﴾([110]) ؟
    المرسل: حسن علي

    الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليماً.
    أولاً: الاصطفاء يعني الاختيار، والذي اختار هنا هو الله سبحانه وتعالى، بل وفي الاصطفاء معنى آخر غير الاختيار، وهو الفضل على من اختير من بينهم ولذا كان من بين أشهر أسماء النبي محمد (ص) هو المصطفى.
    وفي الآية أيضاً وصفٌ لهؤلاء المصطفين، وهو أنّهم عباد الله، وهو فضل عظيم لهم بلا شك، فأنت تجد أنّ خير ما تشهد به لرسول الله محمد (ص) أنّه عبد الله، وهذا الاسم لرسول الله (ص) (عبد) ورد في القرآن وفي موضع مدح عظيم لرسول الله محمد (ص) في سورة النجم ([111]).
    ثم إنّ هؤلاء العباد المصطفين أورثوا الكتاب، وورثة الكتاب هم الأنبياء والأوصياء لا غيرهم.
    فهنا تجد أوصافاً لا تنطبق إلاّ على نبي أو وصي، وهي أنّهم عباد الله حقاً، والشاهد لهم الله أنهم مصطفون، والذي اصطفاهم الله، إنّهم ورثة الكتاب والذي أورثهم الله سبحانه.
    ويبقى إنّهم ثلاث مراتب:
    1- ظالم لنفسه، 2- مقتصد، 3- سابق بالخيرات.
    والسابق بالخيرات: هم فقط محمد وآل محمد (ع).
    والمقتصد: هم نوح وإبراهيم (عليهما السلام)، والأنبياء والمرسلون الأئمة من ولد إبراهيم (ع).
    وظالم لنفسه: هم باقي الأنبياء والمرسلين (ع) الذين سبقوا إبراهيم ومن ذرية إبراهيم (ع)([112]).
    قال تعالى: ﴿وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ﴾([113]).
    أي الظالمون من الأنبياء، وظلم الأنبياء ليس بمعصية، بل هو تقصيراً في أداء العمل نسبة إلى غيره من الأنبياء الأئمة (ع)، فنفس العمل إذا كلّف به يونس (ع) ومحمد (ص) لن يكون أداء يونس (ع) له بنفس مستوى أداء محمد (ص)، فهذا التقصير من يونس هو ظلم، سبّب له أن لا يكون من الأئمة من ولد إبراهيم (ع)، وسبّب له أن لا يكون بمرتبة محمد (ص) ([114]).
    إقرأ المتشابهات إذا أردت تفصيلاً أكثر لهذه الآية ([115]).

    * * *


    هوامش :

    [111]- وهو قوله تعالى: (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى * ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى * وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى * ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى * فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى * مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى * أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى * وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى*عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى * عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى * إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى * مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى * لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى) النجم: 1 – 18. (المعلق).
    [112]- هنا كلام السيد أحمد الحسن حول انطباق هذه الآية في الأنبياء والمرسلين (ع) ومحمد والأوصياء من عترته (ع)، والكلام في هذا الجانب يختلف نسبياً عمّا لو كان في ذرية الرسول (ص) خاصة، أي بغض النظر عن الأنبياء والمرسلين (ع)، وكلا الجانبين يدور حول معرفة فضل أهل البيت (ع) والإقرار الكامل لهم، أي معرفة الإمام والتسليم له، كما في الرواية الآتية:
    عن سالم قال: سألت أبا جعفر (ع) عن قول الله عز وجل: (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ) قال: (السابق بالخيرات: الإمام، والمقتصد: العارف للإمام، والظالم لنفسه: الذي لا يعرف الإمام) الكافي: ج1 ص214.
    واعلم أن الظالم لنفسه ليس هو الخارج عن طاعة وولاية أهل البيت (ع)؛ لأن الذي يموت على غير ولاية أهل البيت (ع) لا يدخل الجنة، بينما وصفت هذه الآية الأصناف الثلاثة بأنهم مصطفون، ومن أهل الجنة في الآيات التي تليها، ومن المعلم أن الله تعالى لا يصطفي من كان من أهل النار، وإنما الظلم هنا هو التقصير في المعرفة أو في الطاعة والاقرار والتسليم.
    وهذا ما نص عليه الإمام الرضا (ع) في الخبر الآتي:
    في مناظرة بين الإمام الرضا (ع) وبين علماء بعض الطوائف في مجلس المأمون العباسي: (... فقال المأمون: أخبروني عن معنى هذه الآية (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا). فقالت العلماء: أراد الله عز وجل بذلك الأمة كلها. فقال المأمون: ما تقول يا أبا الحسن ؟ فقال الرضا (ع): لا أقول كما قالوا، ولكني أقول: أراد الله العترة الطاهرة. فقال المأمون: وكيف عنى العترة من دون الأمة ؟ فقال له الرضا (ع): إنه لو أراد الأمة لكانت بأجمعها في الجنة، لقول الله تبارك وتعالى: (فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ) ثم جمعهم كلهم في الجنة فقال: (جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ) فصارت الوراثة للعترة الطاهرة لا لغيرهم) الأمالي للشيخ الصدوق: ص615.
    ومن المعلوم أن الله تعالى أن الله تعالى امتحن الأمم السابقة والأنبياء والمرسلين بولاية أهل البيت (ع) والإقرار لهم، كما أمتحن أمة محمد (ص) بذلك، كما في الرواية الأتية عن أمير المؤمنين (ع):
    عن أبي الحسن الرضا (ع) في قوله تعالى: (عَمَّ يَتَسَاءلُونَ * عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ * الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ) قال: (قال أمير المؤمنين (ع): مالله نبأ أعظم مني وما لله آية أكبر مني، وقد عرض فضلي على الأمم الماضية على اختلاف ألسنتها فلم تقر بفضلي) مستدرك سفينة البحار - للشيخ علي النمازي: ج9 ص509.
    وكان تفاضل الأنبياء بعضهم على بعض بالإقرار بفضل محمد وآل محمد وكل بحسبة، بل إن أولي العزم وصفوا بذلك لعزمهم على الإقرار بفضل محمد وآل محمد (ع)، كما في الرواية الآتية:
    عن أبي جعفر (ع) في قول الله عزوجل: (وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً) قال: (عهدنا إليه في محمد والأئمة من بعده، فترك ولم يكن له عزم أنهم هكذا وإنما سمي أولوا العزم أولي العزم؛ لأنه عهد إليهم في محمد والأوصياء من بعده والمهدي وسيرته وأجمع عزمهم على أن ذلك كذلك والإقرار به) الكافي: ج1 ص416.
    فكلام السيد أحمد الحسن هنا عن مراتب الأنبياء والمرسلين (ع) والأئمة (ع)، فالسابق بالخيرات هم محمد وآل محمد (ع)؛ لأنهم سبقوا الجميع في الإقرار بالله تعالى واستجابة دعاءه عندما خاطب الخلق بقوله: (أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ)، والمقتصد هم الأئمة من الأنبياء والمرسلين (ع)، وهذه المرتبة لا ينالها الظالمون ـ بهذا المعنى ـ ولذلك تجد أن الله تعالى أجاب إبراهيم عندما سأل عن الإمامة في ذريته، بأنها لا ينالها الظالمون، قال تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ). والظالم لنفسه هم بقية الانبياء والمرسلين (ع)الذين قصروا في غير معصية، وكل الأصناف الثلاثة في الجنة كما أخبر الله تعالى ومن المصطفين أي الذين اختارهم الله تعالى للإمامة أو الرسالة أو النبوة. (المعلق).
    [113]- البقرة: 124.
    [114]- عن حبة العرني، قال: قال أمير المؤمنين (ع): (إن الله عرض ولايتي على أهل السماوات وعلى أهل الأرض، أقربها من أقر، وأنكرها من أنكر، أنكرها يونس فحبسه الله في بطن الحوت حتى أقر بها) مدينة المعاجز- للسيد هاشم البحراني: ج2 ص35.
    وقال أمير المؤمنين (ع) لسلمان المحمدي (ع) في حديث بينهما: (... أتدري ما قصة أيوب وسبب تغير نعمة الله عليه ؟ قال: الله أعلم وأنت يا أمير المؤمنين. قال: لما كان عند الانبعاث للمنطق شك [أيوب في ملكي] وبكى فقال: هذا خطب جليل وأمر جسيم. قال الله عزوجل: يا أيوب أتشك في صورة أقمته أنا ؟ قد ابتليت آدم بالبلاء، فوهبته له وصفحت عنه بالتسليم عليه بإمرة المؤمنين فأنت تقول: خطب جليل وأمر جسيم ؟ فوعزتي لاذيقنك من عذابي أو تتوب إلي بالطاعة لأمير المؤمنين. (ثم أدركته السعادة بي)) مدينة المعاجز- للسيد هاشم البحراني: ج2 ص32. (المعلق).
    [115]- المتشابهات: ج4 ط1 ص18، وما بعدها. (المعلق).



    إلهي مالي كلما قلت : قد تهيأت وتعبأت وقمت للصلاة بين يديك وناجيتك ، ألقيت علي نعاسا إذا أنا صليت ، وسلبتني مناجاتك إذا انا ناجيتك ، مالي كلما قلت : قد صلحت سريرتي ، وقرب من مجالس التوابين مجلسي ، عرضت لي بلية أزالت قدمي ، وحالت بيني وبين خدمتك . سيدي لعلك عن بابك طردتني ، وعن خدمتك نحيتني ، أو لعلك رأيتني مستخفا بحقك فاقصيتني ، أو لعلك رأيتني معرضا عنك فقليتني أو لعلك وجدتني في مقام الكاذبين فرفضتني ، أو لعلك رأيتني غير شاكر لنعمائك فحرمتني ، أو لعلك فقدتني من مجالس العلماء فخذلتني ، أو لعلك رأيتني في الغافلين فمن رحمتك آيستني ، أو لعلك رأيتني آلف مجالس البطالين فبيني وبينهم خليتني ، أو لعلك لم تحب أن تسمع دعائي فباعدتني ، أو لعلك بجرمي وجريرتي كافيتني ، أو لعلك بقلة حيائي منك جازيتني . فان عفوت يا رب فطال ما عفوت عن المذنبين قبلي
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎