إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

سؤال عن مناداة الشبيه لمريم ع بـ(يا امرأة)

Collapse
This topic is closed.
X
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • Ahilla313
    عضو جديد
    • 18-03-2012
    • 24

    سؤال عن مناداة الشبيه لمريم ع بـ(يا امرأة)

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمدلله رب العالمين
    وصلى الله على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا
    السلام عليكم سيدي ومولاي احمد الحسن ورحمة الله وبركاته
    اسأل الله ان يثبتنا على ولايتكم ونصرتكم، ويكتبنا من المستشهدين بين يديكم برحمته سبحانه
    هذا السؤال موجه من الانصار الذين لا يتحدثون العربية، طلبوا ترجمته وتوجيهه للامام عليه السلام

    يقول الإمام أحمد الحسن ع في كتاب الحواري الثالث عشر أن مخاطبة المصلوب لمريم أم عيسى ع يدل على أنه ليس ابنها، حيث أنه لا يليق بإبن أن يخاطب أمه (يا امرأة)
    25 وكانت واقفات عند صليب يسوع امه واخت امه مريم زوجة كلوبا ومريم المجدلية. 26 فلما راى يسوع امه والتلميذ الذي كان يحبه واقفا قال لامه يا امراة هوذا ابنك. 27 ثم قال للتلميذ هوذا امك.انجيل يوحنا الاصحاح التاسع عشر

    وفي انجيل يوحنا الاصحاح الثاني:
    1 وفي اليوم الثالث كان عرس في قانا الجليل وكانت ام يسوع هناك. 2 ودعي ايضا يسوع وتلاميذه الى العرس. 3 ولما فرغت الخمر قالت ام يسوع له ليس لهم خمر. 4 قال لها يسوع ما لي ولك يا امراة.لم تات ساعتي بعد.

    ففي اليوم الثالث المذكور في هذا المقطع، هل كان المعني هنا هو الشبيه ع أيضاً، حيث انه ينادي مريم ع (يا امرأة)؟ كيف يكون الرد على المسيحيين ما إن قدموا هذا الإشكال؟


    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    المرسِل: الأخ دارن، امريكا



    Last edited by اختياره هو; 24-08-2012, 19:25.
  • د. توفيق المغربي
    مشرف
    • 13-02-2012
    • 259

    #2
    رد: سؤال عن مناداة الشبيه لمريم ع بـ(يا امرأة)

    المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Ahilla313 مشاهدة المشاركة
    (...ويعلن إنجيلينا (يوحنا) كيف كان يدبر أمرها في لحظات الصلب عينها. فإنه حيث لا يسبب الوالدان أية إعاقة في الأمور الخاصة بالله فإننا ملتزمون أن نمهد لهما الطريق،ويكون الخطر عظيمًا إن لم نفعل ذلك. أما إذا طلبا شيئا غير معقول، وسببا عائقًا في أي أمر روحي فمن الخطر أن نطيع! ولهذا فقد أجاب هكذا في هذا الموضع، وأيضًا في موضع آخر يقول: "من هي أمي؟ ومن هم اخوتي؟" (مت 12: 48)، إذ لم يفكروا بعد فيه كما يجب. وهي إذ ولدته أرادت كعادة بقية الأمهات أن توجهه في كل شيء، بينما كان يلزمها أن تكرمه وتسجد له، هذا هو السبب الذي لأجله أجاب هكذا في مثل هذه المناسبة
    Homilies on St. John, Hom. 21:2 ...
    لقد اهتم بالغير واستخدم كل وسيلة ليغرس فيهم الرأي السديد الخاص به، فكم بالأكثر كان يليق به أن يفعل ذلك مع أمه
    Homilies on St. John, Hom. 21:2.
    القديس يوحنا الذهبي الفم
    ....فمع كونه حريصًا علي تكريم أمه، إلا أنه كان بالأكثر مهتمًا بخلاص نفسها، ويصنع ما هو صالح للكثيرين، الأمر الذي لأجله أخذ لنفسه جسدًا. كلماته إذن لم تكن صادرة عن من يتكلم بجفاءٍ مع أمه، بل بمن هو حكيم في تدبيره، فيدخل بها إلي الفكر السليم، ولكي يجعل معجزاته تُقبل بالكرامة اللائقة بها
    Homilies on St. John, Hom. 21:3
    القديس يوحنا الذهبي الفم
    لا يريد أن يتسرع في القيام بشيءٍ، لأنه لا يريد أن يظهر كصانع المعجزات للذي لا يطلبه، بل ينتظر حتى يدعوه المحتاجون لا الفضوليون، فهو يعطي النعمة لمن يحتاج، وليس لمن يريد أن يتمتع بالمشاهدة.
    القديس كيرلس الكبير
    لم يكن رب الملائكة خاضعًا للساعة، إذ هو الذي خلق فيما خلق الساعات والأزمنة. لكن لأن العذراء الأم رغبت في أن يصنع معجزة عندما فرغت الخمر، لذلك للحال أجابها بوضوح كما لو قال: "إني أستطيع أن أفعل معجزة تأتي من عند أبي لا من عند أمي". فإن ذاك الذي في ذات طبيعة أبيه صنع عجائب جاءت من أمه، وهو أنه يستطيع أن يموت. وذلك عندما كان على الصليب يموت. لقد عرف أمه التي عهد بها لتلميذه قائلًا: "هذه أمك " (يو19: 27). إذن بقوله: "ما ليّ ولك يا امرأة لم تأتِ ساعتي بعد" تعني "المعجزة التي ليست من طبيعتك لست أعرفك فيها. عندما تأتي ساعة الموت سأعرف أنكِ أمي إذ قبلت ذلك فيك أنني أستطيع أن أموت
    N & PN Frs., Series 2. vol 13: 48.
    البابا غريغوريوس (الكبير)
    وقد تبنىBede ذات التفسير بقوله إن ما قاله السيد هو ليس شيئًا مشتركًا بين لاهوتي الذي ليّ دومًا من الآب وبين جسدك الذي أخذت منه جسدًا. لم تأتِ بعد ساعتي حيث بالموت أثبت الضعف البشري الذي أخذته منكِ. أولًا يليق بيّ أن أبرز قوة لاهوتي السرمدي بممارسة قوتي. لكن تأتي الساعة التي فيها يظهر ما هو عام بينه وبين أمه عندما يموت على الصليب ويهتم بأنه يوصي التلميذ البتول بالعذراء. عندما يتحمل الضعف البشري يتعرف على أمه الذي تسلم ذلك منها، ولكن حين يمارس الإلهيات يبدو كمن لا يعرفها، إذ يعرف إنها ليست مصدر ميلاده اللاهوتي.)
    وفي هذه الأمثلة إن شاء الله كفاية.
    بسم الله الرحمن الرحيم
    المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Ahilla313 مشاهدة المشاركة
    الحمدلله رب العالمين
    وصلى الله على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا
    السلام عليكم سيدي ومولاي احمد الحسن ورحمة الله وبركاته
    اسأل الله ان يثبتنا على ولايتكم ونصرتكم، ويكتبنا من المستشهدين بين يديكم برحمته سبحانه
    هذا السؤال موجه من الانصار الذين لا يتحدثون العربية، طلبوا ترجمته وتوجيهه للامام عليه السلام

    يقول الإمام أحمد الحسن ع في كتاب الحواري الثالث عشر أن مخاطبة المصلوب لمريم أم عيسى ع يدل على أنه ليس ابنها، حيث أنه لا يليق بإبن أن يخاطب أمه (يا امرأة)
    25 وكانت واقفات عند صليب يسوع امه واخت امه مريم زوجة كلوبا ومريم المجدلية. 26 فلما راى يسوع امه والتلميذ الذي كان يحبه واقفا قال لامه يا امراة هوذا ابنك. 27 ثم قال للتلميذ هوذا امك.انجيل يوحنا الاصحاح التاسع عشر

    وفي انجيل يوحنا الاصحاح الثاني:
    1 وفي اليوم الثالث كان عرس في قانا الجليل وكانت ام يسوع هناك. 2 ودعي ايضا يسوع وتلاميذه الى العرس. 3 ولما فرغت الخمر قالت ام يسوع له ليس لهم خمر. 4 قال لها يسوع ما لي ولك يا امراة.لم تات ساعتي بعد.

    ففي اليوم الثالث المذكور في هذا المقطع، هل كان المعني هنا هو الشبيه ع أيضاً، حيث انه ينادي مريم ع (يا امرأة)؟ كيف يكون الرد على المسيحيين ما إن قدموا هذا الإشكال؟


    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    المرسِل: الأخ دارن، امريكا





    الجواب :

    بسم الله الرحمن الرحيم
    والحمد لله رب العالمين
    وصلى الله على محمد وآل محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا

    في انجيل يوحنا الاصحاح 2 :
    « 1 وفي اليوم الثالث كان عرس في قانا الجليل وكانت ام يسوع هناك. 2 ودعي ايضا يسوع وتلاميذه الى العرس. 3 ولما فرغت الخمر قالت ام يسوع له ليس لهم خمر. 4 قال لها يسوع ما لي ولك يا امراة.لم تات ساعتي بعد. »
    وفي انجيل يوحنا الاصحاح 19 :
    «25 وكانت واقفات عند صليب يسوع أمه وأخت أمه مريم زوجة كلوبا ومريم المجدلية. 26 فلما رأى يسوع أمه والتلميذ الذي كان يحبه واقفاً قال لأمه يا امرأة هو ذا ابنك. 27 ثم قال للتلميذ هو ذا أمك»

    في كلا النصين لا يصح مخاطبة عيسى (ع) لامه مريم (ع) (يا امرأة) لان هذه المناداة غير لائقة بابن لوالدته فكيف بنبي من أولي العزم كعيسى (ع). وكون هذه المخاطبة غير لائقة أمر يقره ايضا المسيحيون وعلماء الكنيسة من مختلف الطوائف ولذلك يحاولون تاويل هذا الخطاب اما باللجوء الى عقيدة الالوهية المطلقة التي ينسبونها للسيد المسيح (ع) ومسالة الأقانيم والتي بين بطلانها الإمام احمد الحسن (ع) أو بتعليلات لا تثبت بوجه أمام النقد العلمي.[i]
    فالمخاطبة بـ(يا امرأة) تدل على أن المتكلم ليس ابنها وهذا ما قاله الإمام احمد الحسن (ع) :
    ((مخاطبة المصلوب لمريم أم عيسى (ع) يدل على أنه ليس ابنها، وإلا فهل يليق بابن أن يخاطب أمه (يا امرأة). ))
    بالنتيجة النصين إن أصروا على نسبتهما إلى عيسى (ع) أي ابن مريم (ع) يكونان مكذوبين 100% !!
    الآن وبما أن النص الثاني في إنجيل يوحنا 19 يصح وقوعه من غير ابن مريم (ع) وهو شبيه عيسى (ع) الذي صلب بدلا عنه ـ وهذا أمر أثبته الإمام احمد الحسن (ع) بالأدلة والجمع بين النقل والعقل والواقع ـ فيكون النص صحيحا وذلك قوله (ع) :
    ((نعم يصح أن يخاطبها المصلوب بهذه الكلمة إذا لم يكن هو نفسه عيسى (ع)...))
    بل ويكون هذا النص قرينة تضاف إلى الأدلة وذلك قوله (ع) :
    ((ومخاطبته لها بهذه الكلمة ليوضح أنها ليست أمه وأنه ليس عيسى (ع)))
    وعلى اقل تقدير فهو احتمال ولا يمكن رده إلا بان يثبتوا أن المصلوب هو نفسه عيسى (ع) وهذا لا دليل عليه بل الدليل الآن قام على وجود شبيه.
    من جهة أخرى حادثة مخاطبة مريم (ع) بــ(يا امرأة") في عرس قانا ما لم يوجد احتمال لنسبتها إلى غير عيسى (ع) تكون مكذوبة 100%.
    والراجح أن هذا النص إنما تم زجه ممن أراد دفع الإشكال المطروح من مخاطبة المصلوب لمريم (ع)!! أي أن نص عرس قانا أضيف للإنجيل بعد ما وجد كاتب الصيغة الحالية لانجيل يوحنا نفسه في إشكال أمام مخاطبة المصلوب لمريم (ع) بهذا اللفظ!!
    لذلك فالاحتمال قوي جدا ان يكون الكاتب لجئ إلى وضع نفس المخاطبة في بداية رسالة عيسى (ع) مع إضافة هذه العبارة في محاولة للربط بين الحادثين (لم تأت ساعتي بعد) وهو مما زاد في ظهور التناقض أكثر.
    فما طلبته السيدة مريم (ع) على فرض أن الخمر المذكور في النص غير مسكر هو فقط إظهار آية أو معجزة بتحويل ماء إلى مشروب آخر ولا دخل للساعة بطلب تحويل الماء إلا لمحاولة فاشلة للربط بين هذا الحدث ومخاطبة المصلوب مريم (ع) بلفظ (يا امرأة) ؟؟!!
    ثم إن عيسى (ع) قد اظهر معجزات أخرى واستجاب لطلب بعض من طلبوا منه الشفاء او احياء موتى
    فهل خاطبهم عيسى (ع) بعبارة (لم تأت ساعتي بعد) ؟!
    أو زجرهم بعبارة ( ما لي ولك) ؟!
    والعبارة الأخيرة أيضا مما لا يصح أبدا أن يصدر من ابن وهو يخاطب أمه وهي لا تقل جفاء عن لفظ (يا امرأة) !!
    وعلى أي حال فالحادثة فيها اضطراب كبير ولا اقل فإن بعض فقراتها لها معارض لا تصح معه كما تقدم.
    وانتم وفقكم الله في مقام النقاش يكفيكم أن تبينوا أن النص ليس ملزما لنا لأننا لا نعتقد بصحة كل التوراة أو الإنجيل الموجودين حاليا خصوصا مع وجود المعارض الصريح لأخلاق الأنبياء (ع) والمرسلين بل ولأخلاق عامة البشر. وبالتالي ينقل الكلام مباشرة إلى بيان عدم صحة صدور هكذا لفظ من (ابن) لـ(أمه) وليس فقط من عيسى (ع) لمريم (ع) فالأمر لا خصوصية له بعيسى (ع) أو بمريم (ع) إنما هو أمر عام مرفوض قطعا نعم ما لا يصح أخلاقيا صدوره من إنسان عادي لا يصح صدوره من نبي (ع).
    فالنقاش يمكن حصرة في هذا السؤال : " هل يليق بابن أن يخاطب أمه (يا امرأة) ؟ "
    إن قالوا نعم فقد لجوا في عنادهم وإن قالوا أن الأمر خاص :"فما هو وجه الخصوصية ؟ "
    هل سيقولون النبوة فهذا النبي سليمان (ع) في التوراة يخاطب أمه بما يليق ويكرمها :
    في سفر الملوك الاول الاصحاح 2 :
    ((19 فدخلت بثشبع الى الملك سليمان لتكلمه عن ادونيا.فقام الملك للقائها وسجد لها وجلس على كرسيه ووضع كرسيا لام الملك فجلست عن يمينه.20 وقالت انما اسالك سوالا واحدا صغيرا.لا تردني.فقال لها الملك اسالي يا امي لاني لا اردك.))
    وإن قالوا أن الأمر خاص بعيسى (ع) لأنه لاهوت مطلق فيكون النقاش في بيان بطلان عقيدتهم.
    أما باقي الادعاءات كمسالة تحقق النبوءات أو النصوص على عيسى (ع) وأمه بهذه المخاطبة وما شابهه فليس بذي قيمة علمية ليناقش أو يلتفت إليه فلا شيء يصحح الخطاب إلا كونه صادرا عن شخص غريب لامرأة غريبة عنه كما هو بالفعل موجود في مخاطبة عيسى (ع) لنساء أجنبيات في الإنجيل.
    والحمد لله رب العالمين.

    جواب اللجنة
    د. توفيق المغربي
    رمضان 1433 هـ




    هامش :


    1 هذه بعض الامتلة تبين اقرار علماء المسيحيين على اختلاف الطوائف والازمنة بعدم صحة المخاطبة مع محاولات للتاويل :

    ـ من علماء الكاتوليك المعاصرين:
    في كتاب إنجيل يوحنا: كتاب الالآم والمجد للدكتور في علم اللاهوت الخوري بولس الفغالي

    ((ام يسوع: هي المرة الثانية التي يحدّثنا يوحنا عن حضورها. في المرة الأولى، في قانا الجليل، حيث لم يُذكر اسمها أيضاً. ذكرت أولاً أنها أم يسوع. ثم ناداها يسوع: يا امرأة. في قانا، لم تكن الساعة قد أتت بعد. أما الآن، فقد أتت الساعة وبدأت حقاً أعراس الله مع البشرية في فرح لا ينتهي وخمر لا تنفذ. نلاحظ أولاً أهمية لفظة "أم" التي تعود خمس مرات في بضعة أسطر. فالنصّ يريد أن يشدّد على وظيفة الأمومة عند مريم. لماذا يوجّه يسوع كلامه إلى أمه فيستعمل لفظة "امرأة"؟ ليست هي الطريقة العادية التي يكلّم الإبن أمه. نحن هنا أمام سرّ قد نكتشفه حين نعود إلى نصوص أخرى في الكتاب المقدس حيث نجد لفظة امرأة. هناك تلميح إلى تك 3؛ تحتلّ المرأة مكانة هامة في الصراع القائم ضدّ قوى الشرّ. ونقرأ في تك 3: 20: "سمّى الرجل أمرأته حواء، لأنها أم كل حيّ". أجل، مريم هي هنا خلال انتصار ابنها على الشر والموت والخطيئة. ومريم هي حواء الجديدة، وأم جميع المؤمنين. نحن هنا أمام شعب جديد يولد من جنب المسيح على الصليب.))ـ من علماء الارثدوكس المعاصرين :في كتاب تفسير العهد القديم والجديد للقمص تدرس يعقوب ملطي :
    (لم يقل لها: "يا أماه" بل "يا امرأة"، ليس استخفافًا بها، ولا جحداً لأمومتها، وإنما لكي لا يزداد جرحها كأم تسمع ابنها في اللحظات الأخيرة قبيل موته. ولعله أراد أن يؤكد لها أنه ليس من هذا العالم، فيخاطبها ليس من خلال العلاقات الدموية المجردة، وإنما كممثلةٍ للكنيسة موضوع حبه الفائق....) تفسير إنجيل يوحنا 19.
    وفي تفسير الأصحاح 2 :(... "قال لها يسوع: ما لي ولك يا امرأة ؟ لم تأتِ ساعتي بعد"....... يتعجب البعض كيف يدعو يسوع أمه "يا امرأة" لكن هذه الدهشة تزول حين نراه علي الصليب يكرر: "يا امرأة هوذا ابنك"، فهو يتحدث معها في بدء خدمة الآيات التي تمثل إشارة لبدء حمل الصليب، حيث يُستعلن شخصه فتثور قوى الظلمة ضده لتخطط لموته. فهو لا يتحدث معها بكونها أمه، لأنه ليس من حقها أن تحدد ساعة الصليب، إنما هذا حق الآب الذي أرسله. فقد جاء يتمم مشيئة الآب ببذل ذاته من أجل خلاص العالم....... ... لم يقل "يا أماه" بل "يا امرأة"، لأن ما يمارسه بخصوص تحويل الماء خمراً لا يصدر بكونه إنساناً أخذ جسداً منها، وإنما بعمل لاهوته. حقاً ليس انفصال بين لاهوته وناسوته، وما يمارسه السيد المسيح هو بكونه كلمة الله المتجسد، لكن بعض الأعمال هي خاصة به كابن الله الوحيد، والبعض بكونه ابن الإنسان. ....) تفيسر إنجيل يوحنا 2.ـ القس انطونيوس فكري في تفسير انجيل يوحنا 2 :(...يا امرأة= أي يا سيدة (LADY) وهي كلمة تدل على الاحترام والوقار في ذلك الوقت. والسيد قالها ثانية وهو على الصليب. ولنلاحظ:-ما لي ولكِ= لقد بدأ عملي الخلاصي وإنتهى زمن خضوعي للمشورات البشرية. وبدأ تنفيذ إرادة الآب فقط.ليس فيها إحتقار للعذراء فمن أوصى بإكرام الوالدين لن يحتقر أمه......(آية5): بالرغم من صورة الرد الجافة إلاّ أن العذراء تعرف دالتها عند إبنها.....) تفسير انجيل يوحنا 2.ـ ومن اقوال علماء المسيحيين القدماء ينقلها القمص تدرس يعقوب ملطي :(...ويعلن إنجيلينا (يوحنا) كيف كان يدبر أمرها في لحظات الصلب عينها. فإنه حيث لا يسبب الوالدان أية إعاقة في الأمور الخاصة بالله فإننا ملتزمون أن نمهد لهما الطريق،ويكون الخطر عظيمًا إن لم نفعل ذلك. أما إذا طلبا شيئا غير معقول، وسببا عائقًا في أي أمر روحي فمن الخطر أن نطيع! ولهذا فقد أجاب هكذا في هذا الموضع، وأيضًا في موضع آخر يقول: "من هي أمي؟ ومن هم اخوتي؟" (مت 12: 48)، إذ لم يفكروا بعد فيه كما يجب. وهي إذ ولدته أرادت كعادة بقية الأمهات أن توجهه في كل شيء، بينما كان يلزمها أن تكرمه وتسجد له، هذا هو السبب الذي لأجله أجاب هكذا في مثل هذه المناسبةHomilies on St. John, Hom. 21:2 ...لقد اهتم بالغير واستخدم كل وسيلة ليغرس فيهم الرأي السديد الخاص به، فكم بالأكثر كان يليق به أن يفعل ذلك مع أمهHomilies on St. John, Hom. 21:2.القديس يوحنا الذهبي الفم....فمع كونه حريصًا علي تكريم أمه، إلا أنه كان بالأكثر مهتمًا بخلاص نفسها، ويصنع ما هو صالح للكثيرين، الأمر الذي لأجله أخذ لنفسه جسدًا. كلماته إذن لم تكن صادرة عن من يتكلم بجفاءٍ مع أمه، بل بمن هو حكيم في تدبيره، فيدخل بها إلي الفكر السليم، ولكي يجعل معجزاته تُقبل بالكرامة اللائقة بهاHomilies on St. John, Hom. 21:3القديس يوحنا الذهبي الفملا يريد أن يتسرع في القيام بشيءٍ، لأنه لا يريد أن يظهر كصانع المعجزات للذي لا يطلبه، بل ينتظر حتى يدعوه المحتاجون لا الفضوليون، فهو يعطي النعمة لمن يحتاج، وليس لمن يريد أن يتمتع بالمشاهدة.القديس كيرلس الكبيرلم يكن رب الملائكة خاضعًا للساعة، إذ هو الذي خلق فيما خلق الساعات والأزمنة. لكن لأن العذراء الأم رغبت في أن يصنع معجزة عندما فرغت الخمر، لذلك للحال أجابها بوضوح كما لو قال: "إني أستطيع أن أفعل معجزة تأتي من عند أبي لا من عند أمي". فإن ذاك الذي في ذات طبيعة أبيه صنع عجائب جاءت من أمه، وهو أنه يستطيع أن يموت. وذلك عندما كان على الصليب يموت. لقد عرف أمه التي عهد بها لتلميذه قائلًا: "هذه أمك " (يو19: 27). إذن بقوله: "ما ليّ ولك يا امرأة لم تأتِ ساعتي بعد" تعني "المعجزة التي ليست من طبيعتك لست أعرفك فيها. عندما تأتي ساعة الموت سأعرف أنكِ أمي إذ قبلت ذلك فيك أنني أستطيع أن أموتN & PN Frs., Series 2. vol 13: 48.البابا غريغوريوس (الكبير)وقد تبنىBede ذات التفسير بقوله إن ما قاله السيد هو ليس شيئًا مشتركًا بين لاهوتي الذي ليّ دومًا من الآب وبين جسدك الذي أخذت منه جسدًا. لم تأتِ بعد ساعتي حيث بالموت أثبت الضعف البشري الذي أخذته منكِ. أولًا يليق بيّ أن أبرز قوة لاهوتي السرمدي بممارسة قوتي. لكن تأتي الساعة التي فيها يظهر ما هو عام بينه وبين أمه عندما يموت على الصليب ويهتم بأنه يوصي التلميذ البتول بالعذراء. عندما يتحمل الضعف البشري يتعرف على أمه الذي تسلم ذلك منها، ولكن حين يمارس الإلهيات يبدو كمن لا يعرفها، إذ يعرف إنها ليست مصدر ميلاده اللاهوتي.)وفي هذه الأمثلة إن شاء الله كفاية.



    Comment

    • د. توفيق المغربي
      مشرف
      • 13-02-2012
      • 259

      #3
      رد: سؤال عن مناداة الشبيه لمريم ع بـ(يا امرأة)



      المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Ahilla313 مشاهدة المشاركة
      بسم الله الرحمن الرحيم
      الحمدلله رب العالمين
      وصلى الله على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا
      السلام عليكم سيدي ومولاي احمد الحسن ورحمة الله وبركاته
      اسأل الله ان يثبتنا على ولايتكم ونصرتكم، ويكتبنا من المستشهدين بين يديكم برحمته سبحانه
      هذا السؤال موجه من الانصار الذين لا يتحدثون العربية، طلبوا ترجمته وتوجيهه للامام عليه السلام

      يقول الإمام أحمد الحسن ع في كتاب الحواري الثالث عشر أن مخاطبة المصلوب لمريم أم عيسى ع يدل على أنه ليس ابنها، حيث أنه لا يليق بإبن أن يخاطب أمه (يا امرأة)
      25 وكانت واقفات عند صليب يسوع امه واخت امه مريم زوجة كلوبا ومريم المجدلية. 26 فلما راى يسوع امه والتلميذ الذي كان يحبه واقفا قال لامه يا امراة هوذا ابنك. 27 ثم قال للتلميذ هوذا امك.انجيل يوحنا الاصحاح التاسع عشر

      وفي انجيل يوحنا الاصحاح الثاني:
      1 وفي اليوم الثالث كان عرس في قانا الجليل وكانت ام يسوع هناك. 2 ودعي ايضا يسوع وتلاميذه الى العرس. 3 ولما فرغت الخمر قالت ام يسوع له ليس لهم خمر. 4 قال لها يسوع ما لي ولك يا امراة.لم تات ساعتي بعد.

      ففي اليوم الثالث المذكور في هذا المقطع، هل كان المعني هنا هو الشبيه ع أيضاً، حيث انه ينادي مريم ع (يا امرأة)؟ كيف يكون الرد على المسيحيين ما إن قدموا هذا الإشكال؟


      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      المرسِل: الأخ دارن، امريكا





      الجواب :

      بسم الله الرحمن الرحيم
      والحمد لله رب العالمين
      وصلى الله على محمد وآل محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا

      في انجيل يوحنا الاصحاح 2 :
      « 1 وفي اليوم الثالث كان عرس في قانا الجليل وكانت ام يسوع هناك. 2 ودعي ايضا يسوع وتلاميذه الى العرس. 3 ولما فرغت الخمر قالت ام يسوع له ليس لهم خمر. 4 قال لها يسوع ما لي ولك يا امراة.لم تات ساعتي بعد. »
      وفي انجيل يوحنا الاصحاح 19 :
      «25 وكانت واقفات عند صليب يسوع أمه وأخت أمه مريم زوجة كلوبا ومريم المجدلية. 26 فلما رأى يسوع أمه والتلميذ الذي كان يحبه واقفاً قال لأمه يا امرأة هو ذا ابنك. 27 ثم قال للتلميذ هو ذا أمك»

      في كلا النصين لا يصح مخاطبة عيسى (ع) لامه مريم (ع) (يا امرأة) لان هذه المناداة غير لائقة بابن لوالدته فكيف بنبي من أولي العزم كعيسى (ع). وكون هذه المخاطبة غير لائقة أمر يقره ايضا المسيحيون وعلماء الكنيسة من مختلف الطوائف ولذلك يحاولون تاويل هذا الخطاب اما باللجوء الى عقيدة الالوهية المطلقة التي ينسبونها للسيد المسيح (ع) ومسالة الأقانيم والتي بين بطلانها الإمام احمد الحسن (ع) أو بتعليلات لا تثبت بوجه أمام النقد العلمي.[i]
      فالمخاطبة بـ(يا امرأة) تدل على أن المتكلم ليس ابنها وهذا ما قاله الإمام احمد الحسن (ع) :
      ((مخاطبة المصلوب لمريم أم عيسى (ع) يدل على أنه ليس ابنها، وإلا فهل يليق بابن أن يخاطب أمه (يا امرأة). ))
      بالنتيجة النصين إن أصروا على نسبتهما إلى عيسى (ع) أي ابن مريم (ع) يكونان مكذوبين 100% !!
      الآن وبما أن النص الثاني في إنجيل يوحنا 19 يصح وقوعه من غير ابن مريم (ع) وهو شبيه عيسى (ع) الذي صلب بدلا عنه ـ وهذا أمر أثبته الإمام احمد الحسن (ع) بالأدلة والجمع بين النقل والعقل والواقع ـ فيكون النص صحيحا وذلك قوله (ع) :
      ((نعم يصح أن يخاطبها المصلوب بهذه الكلمة إذا لم يكن هو نفسه عيسى (ع)...))
      بل ويكون هذا النص قرينة تضاف إلى الأدلة وذلك قوله (ع) :
      ((ومخاطبته لها بهذه الكلمة ليوضح أنها ليست أمه وأنه ليس عيسى (ع)))
      وعلى اقل تقدير فهو احتمال ولا يمكن رده إلا بان يثبتوا أن المصلوب هو نفسه عيسى (ع) وهذا لا دليل عليه بل الدليل الآن قام على وجود شبيه.
      من جهة أخرى حادثة مخاطبة مريم (ع) بــ(يا امرأة") في عرس قانا ما لم يوجد احتمال لنسبتها إلى غير عيسى (ع) تكون مكذوبة 100%.
      والراجح أن هذا النص إنما تم زجه ممن أراد دفع الإشكال المطروح من مخاطبة المصلوب لمريم (ع)!! أي أن نص عرس قانا أضيف للإنجيل بعد ما وجد كاتب الصيغة الحالية لانجيل يوحنا نفسه في إشكال أمام مخاطبة المصلوب لمريم (ع) بهذا اللفظ!!
      لذلك فالاحتمال قوي جدا ان يكون الكاتب لجئ إلى وضع نفس المخاطبة في بداية رسالة عيسى (ع) مع إضافة هذه العبارة في محاولة للربط بين الحادثين (لم تأت ساعتي بعد) وهو مما زاد في ظهور التناقض أكثر.
      فما طلبته السيدة مريم (ع) على فرض أن الخمر المذكور في النص غير مسكر هو فقط إظهار آية أو معجزة بتحويل ماء إلى مشروب آخر ولا دخل للساعة بطلب تحويل الماء إلا لمحاولة فاشلة للربط بين هذا الحدث ومخاطبة المصلوب مريم (ع) بلفظ (يا امرأة) ؟؟!!
      ثم إن عيسى (ع) قد اظهر معجزات أخرى واستجاب لطلب بعض من طلبوا منه الشفاء او احياء موتى
      فهل خاطبهم عيسى (ع) بعبارة (لم تأت ساعتي بعد) ؟!
      أو زجرهم بعبارة ( ما لي ولك) ؟!
      والعبارة الأخيرة أيضا مما لا يصح أبدا أن يصدر من ابن وهو يخاطب أمه وهي لا تقل جفاء عن لفظ (يا امرأة) !!
      وعلى أي حال فالحادثة فيها اضطراب كبير ولا اقل فإن بعض فقراتها لها معارض لا تصح معه كما تقدم.
      وانتم وفقكم الله في مقام النقاش يكفيكم أن تبينوا أن النص ليس ملزما لنا لأننا لا نعتقد بصحة كل التوراة أو الإنجيل الموجودين حاليا خصوصا مع وجود المعارض الصريح لأخلاق الأنبياء (ع) والمرسلين بل ولأخلاق عامة البشر. وبالتالي ينقل الكلام مباشرة إلى بيان عدم صحة صدور هكذا لفظ من (ابن) لـ(أمه) وليس فقط من عيسى (ع) لمريم (ع) فالأمر لا خصوصية له بعيسى (ع) أو بمريم (ع) إنما هو أمر عام مرفوض قطعا نعم ما لا يصح أخلاقيا صدوره من إنسان عادي لا يصح صدوره من نبي (ع).
      فالنقاش يمكن حصرة في هذا السؤال : " هل يليق بابن أن يخاطب أمه (يا امرأة) ؟ "
      إن قالوا نعم فقد لجوا في عنادهم وإن قالوا أن الأمر خاص :"فما هو وجه الخصوصية ؟ "
      هل سيقولون النبوة فهذا النبي سليمان (ع) في التوراة يخاطب أمه بما يليق ويكرمها :
      في سفر الملوك الاول الاصحاح 2 :
      ((19 فدخلت بثشبع الى الملك سليمان لتكلمه عن ادونيا.فقام الملك للقائها وسجد لها وجلس على كرسيه ووضع كرسيا لام الملك فجلست عن يمينه.20 وقالت انما اسالك سوالا واحدا صغيرا.لا تردني.فقال لها الملك اسالي يا امي لاني لا اردك.))
      وإن قالوا أن الأمر خاص بعيسى (ع) لأنه لاهوت مطلق فيكون النقاش في بيان بطلان عقيدتهم.
      أما باقي الادعاءات كمسالة تحقق النبوءات أو النصوص على عيسى (ع) وأمه بهذه المخاطبة وما شابهه فليس بذي قيمة علمية ليناقش أو يلتفت إليه فلا شيء يصحح الخطاب إلا كونه صادرا عن شخص غريب لامرأة غريبة عنه كما هو بالفعل موجود في مخاطبة عيسى (ع) لنساء أجنبيات في الإنجيل.
      والحمد لله رب العالمين.

      جواب اللجنة
      د. توفيق المغربي
      رمضان 1433 هـ




      هامش :


      1 هذه بعض الامتلة تبين اقرار علماء المسيحيين على اختلاف الطوائف والازمنة بعدم صحة المخاطبة مع محاولات للتاويل :

      ـ من علماء الكاتوليك المعاصرين:
      في كتاب إنجيل يوحنا: كتاب الالآم والمجد للدكتور في علم اللاهوت الخوري بولس الفغالي

      ((ام يسوع: هي المرة الثانية التي يحدّثنا يوحنا عن حضورها. في المرة الأولى، في قانا الجليل، حيث لم يُذكر اسمها أيضاً. ذكرت أولاً أنها أم يسوع. ثم ناداها يسوع: يا امرأة. في قانا، لم تكن الساعة قد أتت بعد. أما الآن، فقد أتت الساعة وبدأت حقاً أعراس الله مع البشرية في فرح لا ينتهي وخمر لا تنفذ. نلاحظ أولاً أهمية لفظة "أم" التي تعود خمس مرات في بضعة أسطر. فالنصّ يريد أن يشدّد على وظيفة الأمومة عند مريم.
      لماذا يوجّه يسوع كلامه إلى أمه فيستعمل لفظة "امرأة"؟ ليست هي الطريقة العادية التي يكلّم الإبن أمه. نحن هنا أمام سرّ قد نكتشفه حين نعود إلى نصوص أخرى في الكتاب المقدس حيث نجد لفظة امرأة. هناك تلميح إلى تك 3؛ تحتلّ المرأة مكانة هامة في الصراع القائم ضدّ قوى الشرّ. ونقرأ في تك 3: 20: "سمّى الرجل أمرأته حواء، لأنها أم كل حيّ". أجل، مريم هي هنا خلال انتصار ابنها على الشر والموت والخطيئة. ومريم هي حواء الجديدة، وأم جميع المؤمنين. نحن هنا أمام شعب جديد يولد من جنب المسيح على الصليب.))
      ـ من علماء الارثدوكس المعاصرين :
      في كتاب تفسير العهد القديم والجديد للقمص تدرس يعقوب ملطي :
      (لم يقل لها: "يا أماه" بل "يا امرأة"، ليس استخفافًا بها، ولا جحداً لأمومتها، وإنما لكي لا يزداد جرحها كأم تسمع ابنها في اللحظات الأخيرة قبيل موته. ولعله أراد أن يؤكد لها أنه ليس من هذا العالم، فيخاطبها ليس من خلال العلاقات الدموية المجردة، وإنما كممثلةٍ للكنيسة موضوع حبه الفائق....) تفسير إنجيل يوحنا 19.
      وفي تفسير الأصحاح 2 :
      (... "قال لها يسوع: ما لي ولك يا امرأة ؟ لم تأتِ ساعتي بعد"....... يتعجب البعض كيف يدعو يسوع أمه "يا امرأة" لكن هذه الدهشة تزول حين نراه علي الصليب يكرر: "يا امرأة هوذا ابنك"، فهو يتحدث معها في بدء خدمة الآيات التي تمثل إشارة لبدء حمل الصليب، حيث يُستعلن شخصه فتثور قوى الظلمة ضده لتخطط لموته. فهو لا يتحدث معها بكونها أمه، لأنه ليس من حقها أن تحدد ساعة الصليب، إنما هذا حق الآب الذي أرسله. فقد جاء يتمم مشيئة الآب ببذل ذاته من أجل خلاص العالم....... ... لم يقل "يا أماه" بل "يا امرأة"، لأن ما يمارسه بخصوص تحويل الماء خمراً لا يصدر بكونه إنساناً أخذ جسداً منها، وإنما بعمل لاهوته. حقاً ليس انفصال بين لاهوته وناسوته، وما يمارسه السيد المسيح هو بكونه كلمة الله المتجسد، لكن بعض الأعمال هي خاصة به كابن الله الوحيد، والبعض بكونه ابن الإنسان. ....) تفيسر إنجيل يوحنا 2.
      ـ القس انطونيوس فكري في تفسير انجيل يوحنا 2 :
      (...يا امرأة= أي يا سيدة (LADY) وهي كلمة تدل على الاحترام والوقار في ذلك الوقت. والسيد قالها ثانية وهو على الصليب. ولنلاحظ:-
      ما لي ولكِ= لقد بدأ عملي الخلاصي وإنتهى زمن خضوعي للمشورات البشرية. وبدأ تنفيذ إرادة الآب فقط.
      ليس فيها إحتقار للعذراء فمن أوصى بإكرام الوالدين لن يحتقر أمه......(آية5): بالرغم من صورة الرد الجافة إلاّ أن العذراء تعرف دالتها عند إبنها.....) تفسير انجيل يوحنا 2.
      ـ ومن اقوال علماء المسيحيين القدماء ينقلها القمص تدرس يعقوب ملطي :
      (...ويعلن إنجيلينا (يوحنا) كيف كان يدبر أمرها في لحظات الصلب عينها. فإنه حيث لا يسبب الوالدان أية إعاقة في الأمور الخاصة بالله فإننا ملتزمون أن نمهد لهما الطريق،ويكون الخطر عظيمًا إن لم نفعل ذلك. أما إذا طلبا شيئا غير معقول، وسببا عائقًا في أي أمر روحي فمن الخطر أن نطيع! ولهذا فقد أجاب هكذا في هذا الموضع، وأيضًا في موضع آخر يقول: "من هي أمي؟ ومن هم اخوتي؟" (مت 12: 48)، إذ لم يفكروا بعد فيه كما يجب. وهي إذ ولدته أرادت كعادة بقية الأمهات أن توجهه في كل شيء، بينما كان يلزمها أن تكرمه وتسجد له، هذا هو السبب الذي لأجله أجاب هكذا في مثل هذه المناسبة
      Homilies on St. John, Hom. 21:2 ...
      لقد اهتم بالغير واستخدم كل وسيلة ليغرس فيهم الرأي السديد الخاص به، فكم بالأكثر كان يليق به أن يفعل ذلك مع أمه
      Homilies on St. John, Hom. 21:2.
      القديس يوحنا الذهبي الفم
      ....فمع كونه حريصًا علي تكريم أمه، إلا أنه كان بالأكثر مهتمًا بخلاص نفسها، ويصنع ما هو صالح للكثيرين، الأمر الذي لأجله أخذ لنفسه جسدًا. كلماته إذن لم تكن صادرة عن من يتكلم بجفاءٍ مع أمه، بل بمن هو حكيم في تدبيره، فيدخل بها إلي الفكر السليم، ولكي يجعل معجزاته تُقبل بالكرامة اللائقة بها
      Homilies on St. John, Hom. 21:3
      القديس يوحنا الذهبي الفم
      لا يريد أن يتسرع في القيام بشيءٍ، لأنه لا يريد أن يظهر كصانع المعجزات للذي لا يطلبه، بل ينتظر حتى يدعوه المحتاجون لا الفضوليون، فهو يعطي النعمة لمن يحتاج، وليس لمن يريد أن يتمتع بالمشاهدة.
      القديس كيرلس الكبير
      لم يكن رب الملائكة خاضعًا للساعة، إذ هو الذي خلق فيما خلق الساعات والأزمنة. لكن لأن العذراء الأم رغبت في أن يصنع معجزة عندما فرغت الخمر، لذلك للحال أجابها بوضوح كما لو قال: "إني أستطيع أن أفعل معجزة تأتي من عند أبي لا من عند أمي". فإن ذاك الذي في ذات طبيعة أبيه صنع عجائب جاءت من أمه، وهو أنه يستطيع أن يموت. وذلك عندما كان على الصليب يموت. لقد عرف أمه التي عهد بها لتلميذه قائلًا: "هذه أمك " (يو19: 27). إذن بقوله: "ما ليّ ولك يا امرأة لم تأتِ ساعتي بعد" تعني "المعجزة التي ليست من طبيعتك لست أعرفك فيها. عندما تأتي ساعة الموت سأعرف أنكِ أمي إذ قبلت ذلك فيك أنني أستطيع أن أموت
      N & PN Frs., Series 2. vol 13: 48.
      البابا غريغوريوس (الكبير)
      وقد تبنىBede ذات التفسير بقوله إن ما قاله السيد هو ليس شيئًا مشتركًا بين لاهوتي الذي ليّ دومًا من الآب وبين جسدك الذي أخذت منه جسدًا. لم تأتِ بعد ساعتي حيث بالموت أثبت الضعف البشري الذي أخذته منكِ. أولًا يليق بيّ أن أبرز قوة لاهوتي السرمدي بممارسة قوتي. لكن تأتي الساعة التي فيها يظهر ما هو عام بينه وبين أمه عندما يموت على الصليب ويهتم بأنه يوصي التلميذ البتول بالعذراء. عندما يتحمل الضعف البشري يتعرف على أمه الذي تسلم ذلك منها، ولكن حين يمارس الإلهيات يبدو كمن لا يعرفها، إذ يعرف إنها ليست مصدر ميلاده اللاهوتي.)
      وفي هذه الأمثلة إن شاء الله كفاية.



      Comment

      Working...
      X
      😀
      🥰
      🤢
      😎
      😡
      👍
      👎