إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

النــجف الأشــرف

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • Habibi-Ahmed
    عضو نشيط
    • 26-02-2010
    • 914

    النــجف الأشــرف


    قم وارمق النجف الشريف بنظرة *** يـرتدّ طرفك وهو بـاك أرمد

    تلك العظام أعزّ وجلّ ربّك قدرها *** فتـكاد لولا خوف ربّـك تعبد
    أبداً تباركها الوفود يحثها *** مـن كـلّ حدب شـوقها المتوقد

    النجــــف الأشــــرف



    ما قصة هذه البقعة الطاهرة والمدينة المقدسة التي نوّرت الدنيا، وجذبت الناس بفكرها الإسلامي، وأنفاسها العربية، ونزعتها الإنسانية؟ والحقيقة أنّ قصتها تطول وتطول، لذلك نقتصر على الخلاصة الموجزة عن مرقد الإمام،والأطوار المبكرة لمدينة النجف الأشرف، ولكن لابدّ لنا من إلقاء نظرة على النجف من حيث تسميتها وأسمائها لما لها من علاقة في معرفة طبيعتها الجغرافية وعمقها التأريخي، وعلّة اختيارها مدفناً.


    النجف أرض مرتفعة متسعة مكشوفة كالمسنّاة تصدّ الماء فلا يعلوها، وتشرف على ما حولها، يطرّها الجفاف، وهذا يعني أن هواءها صحّي غير مشبع بالرطوبة، وربّما لهذه الأسباب طلب الإمام (عليه السلام) أن يكون مدفنه بها فتشرّفت به ونعتت بالنجف الأشرف. وهناك عدّة أسماء اُخرى للنجف الأشرف منها:



    1 ـ خد العذراء:وهو (ظهر الحيرة) إذ كانت تسميه العرب بهذا الاسم منذ عهد المناذرة، وكان معشاباً فيه نبت الشيح والقيصوم والخزامى والزعفران وشقائق النعمان والاقحوان، فمرّ النعمان بالشقائق فأعجبته فقال: مَن نزع من هذا شيئاً فانزعوا كتفه فسمّيت شقائق النعمان.


    *** ***

    2 ـ اللسان: وكان بظهر الكوفة الذي هو النجف يقال له اللسان على التشبيه أي (لسان البر)، وكانت العرب تقول: أدلع البرّ لسانه في الريف، فما كان يلي الفرات منه فهو الملطاط وما كان يلي البطن منه فهو النجاف، قال عدي بن زيد:



    ويح امّ دار حللنا بها *** بيـن الثوية والمردمه
    لسان لعـربة ذو ولغـة *** تـولّغ في الريف بالهندمه

    *** ***

    3 ـ براثا:تعني كما ورد في (القاموس) "البرث: الأرض السهلة، أو الجبل من الرمل السهل، أو أسهل االأرض وأحسنها، جمع براث". وقال الأصمعي وابن الأعرابي: "البرث أرض لينة مستوية تنبت الشعير، والجمع من كلّ ذلك (براث) بالكسر و(أبراث وبروث) على القياس، وشاهد البرث للواحد قول الحصري:

    على جانبي حائر مفرط *** ببرث تبوأته معشب



    والبرث الأرض البيضاء الرقيقة السهلة السريعة النبات"ونرى هذه المواصفات تنطبق على أرض النجف، فمن الممكن أنها سُمّيت بهذا الاسم قديماً.

    *** ***




    4 ـ ظهر الكوفة:كثيراً ما كان يطلق على النجف قديماً (ظهر الكوفة)، فماذا تعني كلمتا (الظهر) و (البطن) عند العرب، عندما تطلقان على الأرض مجازاً؟ قال ابن سيده: " وطريق الظهر طريق البر، وذلك حين يكون ما لان وسهل ورقّ واطمأنّ ". وقال ابن شميل: "ظاهر الجبل أعلاه وظاهر كلّ شيء أعلاه استوى أو لم يستو ظاهره، وفي الأساس الظاهرة الأرض المشرفة". ومن المعلوم أن النجف طريق البر بالنسبة للكوفة، وهي أرض مرتفعة مشرفة عليها.

    *** ***


    5 ـ الربوة: ما ارتفع من الأرض وجمعها ربى، ومنه قوله تعالى: ( وَآوَيْناهُما إِلى رَبْوَة ذاتِ قَرار وَمَعِين )، والربوة: النجف كما هو مفسّر.
    وبعض المفسرين يذهبون إلى أنها "أرض بيت المقدس أو الرملة أو دمشق أو مصر". و(الربوة) التي تقع عليها مدينة (النجف) اليوم يرتفع أعلاها عن سطح البحر بمقدار خمسة وستين متراً، وتتكون من عشر طبقات، كما دوّنها عبد المحسن شلاش في دراسة له وعنوانها "آبار النجف ومجاريها".

    *** ***





    6 ـ الغري:الغري الحسن الوجه أو البناء الجيد الحسن، أو كل ما يطلى
    بالغراء، والنسبة إليه (الغروي)، ومنه "الغريان وهما بناءان مشهوران بالكوفة عند الثوية حيث مرقد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (رضي الله عنه)، زعموا بناهما بعض ملوك الحيرة".

    *** ***

    7 ـ بانقيا: بكسر النون، ناحية من نواحي الكوفة ورد ذكرها في (الفتوح)، ففي أخبار إبراهيم الخليل (عليه السلام) "خرج من بابل على حمار له ومعه ابن أخيه لوط يسوق غنماً، ويحمل دلواً على عاتقه حتي نزل (بانقيا) وكان طولها اثني عشر فرسخاً، وكانوا يزلزلون في كلّ ليلة، فلما بات إبراهيم عندهم لم يزلزلوا...

    فجاؤوه وعرضوا عليه المقام عندهم وبذلوا له البذول، فقال: إنما خرجت مهاجراً إلى ربّي، وخرج حتى أتى إلى النجف، فلما رآه رجع أدراجه، أي من حيث مضى، فتباشروا وظنوا أنه راغب فيما بذلوا له، فقال لهم: لمن تلك الأرض (يعني النجف)؟ قالوا: هي لنا، قال: فتبيعونها؟ قالوا: هي لك فواللّه ما تنبت شيئاً، فقال: لا أحبّها إلاّ شراء، فدفع إليهم غنيمات كنّ معه بها، والغنم يقال لها بالنبطية نقيا، فقال: أكره أن آخذها بغير ثمن". وضمنها الأعشى منذ العصر الجاهلي بشعره قائلا:

    فما نيل مصر إذ تسامى عبابه *** ولا بحر بانقيا إذا راح مفعما
    بأجود منه نائـلا أن بعـضهم *** إذا سئل المعروف صدّ وجمجما


    *** ***
    8 ـ المشهد: بالفتح وهي كلمة تعني المجمع من الناس، أو محضر الناس ومجمعهم، ومشاهد مكّة: المواطن التي يجتمعون بها، وقد تستعمل كلمة (مشهد) لمكان استشهاد الشهيد والجمع (مشاهد).
    ولما يحجّ الناس من كلّ حدب وصوب إلى العتبات المقدسة، ويجتمع الخلق فيها للزيارة، ومعظم الأئمة (عليهم السلام) استشهدوا قتلا أو سماً، فاقترنت الكلمة بجميعها; ولكن اختصت مدينة النجف الأشرف بـ (المشهد) بشكل مميز، لذا يقال لكل نجفي (مشهدي)، وإذا قيل (المشهدان)، فيعني ذلك النجف وكربلاء، والكلمة مستعملة منذ القدم، إذ يوردها الطبري وابن الأثير وغيرهما في كتبهم. وقال أبو اسحاق الصابي يمدح عضد الدولة عند زيارته للحرم العلوي الشريف:

    توجهت نحو المشهد العلم الفرد *** على اليمن والتوفيق والطائر السعد

    وقال السيّد علي خان صاحب السلافة عند زيارته المرقد العلوي ذاكراً المشهد:

    ياصاح هذا (المشهد) الأقدس *** قرّت به الأعين والأنفس
    والنجف الأشرف بانت لنا *** أعلامه والمعهد الأقدس
    والقبّـة البيضاء قـد أشرقـت *** ينجاب عن لألائها الحندس

    *** ***



    9 ـ وادي السلام: ويراد به جبانة النجف الواسعة، ودلالة لفظ (وادي السلام) على النجف من باب ذكر لفظ الجزء والمراد منه الكل، وتسمية الوادي
    بـ (وادي السلام) لاعتقاد أن الأجسان والنفوس تنعم فيه بسلام وأمان من الوحشة والعذاب لقربها من مرقد الإمام علي (عليه السلام). ويقال أن مرقدي آدم ونوح عليهما السلام إلى جانبي مرقد الإمام (عليه السلام)، أما هود وصالح عليهما السلام فمرقداهما في وادي السلام ولهما مزار يرتاده بعض الزوار، وانّ الإمام علياً (عليه السلام) حسب ما يذكر لنا ابن طاووس أشار إلى معرفته لقبريهما في حياته، وأوصى ابنه الحسن (عليه السلام) قائلا: "ادفنوني في هذا الظهر في قبر أخوي هود وصالح". ويروي لنا صاحب "روضات الجنات": "أن أوّل مَن دفن بالنجف الذي هو ظهر الكوفة (خبات بن الأرت) من أصحاب رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو الذي شهد بدراً وما بعدها.. نزل الكوفة ومات بها بعد أن شهد مع علي صفين والنهروان، وصلّى عليه علي (عليه السلام).







    والحمد لله رب العالمين

    هذا الموضوع منقول من بحث مع اضافة بعض الاجزاء والصور له

Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎