إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

الشجرة الطيبة وضدها الشجرة الخبيثة وعلاقتهما بظهور الإمام المهدي

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • جلباب الولاء
    عضو جديد
    • 15-04-2012
    • 10

    الشجرة الطيبة وضدها الشجرة الخبيثة وعلاقتهما بظهور الإمام المهدي


    (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء)(إبراهيم: 24)
    (وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأرض مَا لَهَا مِن قَرَارٍ)(إبراهيم: 26)

    ورد في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن أبي جعفر الأحول عن سلام بن المستنير عن أبي جعفر إليه التسليم قال: سألته عن قول الله تعالى " مثل كلمة طيبة " الآية قال:
    (الشجرة رسول الله (صلى الله عليه واله)، ونسبه ثابت في بني هاشم وفرع الشجرة علي بن أبي طالب وغصن الشجرة فاطمة عليها السلام، وثمرتها الأئمة من ولد علي وفاطمة إليهما التسليم والأئمة من أولادها أغصانها، وشيعتها ورقها، وأنّ المؤمن من شيعتنا ليموت فتسقط من الشجرة ورقة، وأن المؤمن ليولد فتورق الشجرة). قلت: أرأيت قوله: "تؤتى أُكلها كلّ حين بإذن ربها"؟ قال: (يعني بذلك ما يفتون به الأئمة شيعتهم في كل حج وعمرة من الحلال والحرام ثم ضرب الله لأعداء آل محمد (صلى الله عليه وآله) فقال: "ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثةاجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار").( تفسير نور الثقلين)

    ما نلاحظه من الآيتين أعلاه أنّ النص القرآني استخدم التشبيه الحقيقي للقانون الطبيعي (كشجرة) وبالتالي هذا التشبيه ينفي
    أن يكون هناك اختلاف بين الظواهر الإنسانية (الاجتماعية) عن الظواهر الطبيعية خصوصاً بعد أن رأينا أن الإمام الباقر (إليه التسليم) قد عاد بمفهوم الشجرتين (الطيبة/الخبيثة) إلى مجتمعين متعاكسين في الاعتقاد والسلوك منطلقاً من نفس القانون الطبيعي، وبذلك يكون هذا النص القرآني مع حديث الولي دعوة إلى تبنيالعلوم الطبيعية ونماذجها (شجرة)، والتركيز من خلالها على ظاهرة السلوك الإنساني..وهذه الدعوة جديرة بالاهتمام والبحث بما أنّ العلوم الطبيعية مفتاحها في نفسها وجب أن يكون ذلك واقعاً في العلوم الإنسانية..فالموضوعية القائمة في العلوم الطبيعية يتبناها النص القرآني وبالتالي فمن غير المتعذر تحقّقها في العلوم الإنسانية إذ أن هناك وحدة قياسية ثابتة أيضاً تحكم جميع المجتمعات، فالنص القرآني يثبت لنا وحديث الولي من بعده أنّ الظواهر الإنسانية لا تختلف عنالظواهر الطبيعية وسيتضح ذلك بعد أن نجري تطبيقاً لهذه الرؤية، وسنثبت للقارئ بإذن الله تعالى خطأ الباحثين في دراسة الظواهر الإنسانية حينما فصلوها عن الظواهر الطبيعية بحجة أنّها تتميز بتعقيد وتنوّع الأسباب المؤديةلظهورها وسرعة تغيّرها وصعوبة تعميمها في الواقع، فإننا ومن منطلق قرآني نجد الصعوبة الحقيقية في عزل الباحث نفسه عن المجتمع والالتزام بثوابت معينة أسّسها النص القرآني وسمّاها بـ(الحدود) التي تجلّت بالأحكام وتم تفصيلها بالأوامر والنواهي التي من خلالها تخلق منظومة متكاملة لسلوك الفرد على أساسها تتكون البنية الاجتماعية الثابتة في حال تعميمها واعتمادها!..فالباحث عندما يخوض في القوانين الاجتماعية فحركته هذه لا تخرج عن المتغيرات الوضعية التي تحاصره من كل جانب فهو جزء من تركيبة تلك القوانين المتغيرة التي يخلد إليها في الدراسة والبحث وبذلك سيتأثر بالظواهر الموجودة فيه .
    لذلك ومن جراء هكذا دراسات مبنية على الاستقراء المنقوص تلاحظ المجتمعات مقيّدة بالمتطلبات المادية (كالمال) وملاحقة أهداف دنيوية سخيفة مثل السلطة والقوّة والحكم وحب الظهور..لكن لو كان المجتمع محكوماً بقانون يقيّمه وفقاً لحقيقته وأصله، قانون ثابت، قانون يعامل الفرد والمجتمع كما لو أنّه كنز من كنوز الكون..ومن أبرز أولوياته هي عملية تطوير هذا الفرد وتربيته وتنشيط قدراته الحقيقية كما يفعل العلماء حينما يوفرون العوامل الطبيعية التي تحتاجها الشجرة من نمو وكمال..أليس هذا أفضل مما نعيشه اليوم؟ حيث أنّ الإنسان مملوك ومستعبد، مستغلّ، محكوم، ويعتبر سلعة متداولة كما باقي الأشياء. إذا كان مفيداً من الناحية المادية يعيش ويصبح مقبولاً في المجتمع، وإن كان غير ذلك، فليذهب إلى الجحيم؟! .

    ماذا يريد أن يخبرنا الولي وجميع تلك الأحاديث التي صدرت عن أهل البيت (إليهم التسليم)؟..

    دعونا نولي الآن كل الاهتمام للنموذج العلمي الجديد للمجتمع الذي يطرحه الولي وعلاقته بالقانون الطبيعي (الشجرة)، وقبل أن ندخل في عمق هذا الموضوع وجب أن يلاحظ القارئ الكريم أهمية هذه الفكرة (الشجرة) وربطها بمحمد وآله (صلوات الله عليهم أجمعين) وأعدائهم (الشجرة) الأخرى من خلال ما ورد بشأنها من عشرات الأحاديث التي أرادت أن ترسخ هذا المفهوم، لكن ما شغلني وأثار اهتمامي حقاً هو أن جميع هذه الأحاديث تؤكد على أن الشيعة والمحبون هم ورق هذه الشجرة، تأمّل هذا الحديث الآخر:

    ا
    لكافي: عن الصّادق(إليه التسليم) في قوله تعالى: (كشجرة طيّبة أصلها ثابت وفرعها في السماء) فقال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أنا أصلها وأمير المؤمنين فرعها، والأئمّة من ذرّيّتهما أغصانها، وعلم الأئمّة ثمرتها، وشيعتهم المؤمنون ورقها. هل فيها فضل؟ قال: قلت: لا والله. قال: والله إنّ المؤمن ليولد، فتورق ورقة فيها; وإنّ المؤمن ليموت، فتسقط ورقة منها .
    لا نستطيع أن نفهم أسرار هذه الأحاديث إلا بعد أن نتعرف على الشجرة في الطبيعة ومن أي شيء تتكون وما هي العلاقة الوظيفية التي تربط أجزاءها لتعطينا هذه الصورة وهذا الكائن (الشجرة) في الطبيعة .

    للشجرة ثلاثة أجزاء رئيسية هي
    :
    1.
    الجذع وفروعه: هي التي تعطي الشجرة شكلها العام .
    2. الأوراق: والوظيفة الرئيسية للأوراق هي تصنيع الغذاء للشجرة..تحصل الأوراق على النسغ أثناء نموها من الجذر، كما أنها تمتص ثاني أكسيد الكربون من الهواء..وتستعمل الورقة الطاقة الشمسية لتحويل النسغ وثاني أكسيد الكربون إلى مواد سكّرية، في عملية تسمى التركيب الضوئي. وتوفر هذه
    السكّريات الغذاء اللازم للجذع والفروع والجذور. وفي أثناء عملية التركيبالضوئي تنتج الأوراق أيضا الأكسجين وتطلقه في الجو .
    3. الجذر: هو فرع طويل للجذع ينمو تحت سطح الأرض، له طبقات الأنسجة نفسها
    التي تُكوِّن الجذع.. يختص الجذر بتثبيت الشجرة في الأرض وامتصاص الماءوالمواد المعدنية المذابة فيه من التربة.

    عزيزي القارئ لو أننا أجرينا تطبيقاً مقارناً لمجتمع الشجرة الذي تكلمت به أحاديث أهل البيت (إليهم التسليم) مع أقسام الشجرة في القانون الطبيعي سنلاحظ عندئذ ما يلي:


    1.
    إن الجذع وفروعه الذي يعطي الشجرة شكلها العام هو أمير المؤمنين والأئمة من ذريته .
    2.
    أوراق الشجرة هم شيعتهم ومحبيهم .
    3.
    جذر الشجرة وأصلها هو النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) .

    طبعاً ما تلاحظه عزيزي القارئ أن هناك تفاوت في بعض عناوين الشجرة التي تنسب إليهم (إليهم التسليم) فتارة تجد الرسول هو الشجرة بشكلها العام وفاطمة تكون مرّة غصنها وأخرى حملها وثالثة أصلها، وتلاحظ أيضاً أن الأئمّة مرة يكونون أغصان هذه الشجرة ومرة ثمارها وإلى غير ذلك، لكن هذا التغاير لا يعني أن هنالك أختلاف فما تراه من تشكيل هذه الشجرة لا يخرج عن الدور الوظيفي الذي تؤديه في الوجود فمهما تغيرت أدوارهم (إليهم التسليم) سيؤدونها كما هي لكونهم (واحد)..وفي المقابل تلاحظ ثبات مفهوم ورق الشجرة بشيعتهم ومحبيهم..والذي له نسبة ثابتة لا تزيد ولا تنقص كما في الشجرة الواحدة نسبة ثابتة من الأوراق..(سيأتي تفصيل النسبة الثابتة في حديث الطينة الطيبة وضدها الطينة الخبيثة) .

    السؤال المفصلي لهذا الموضوع هو:

    هل هناك خصوصية معينة في تسمية الشيعة بورق الشجرة؟ .

    إن هذا المفهوم الجديد الذي نتعرف عليه من خلال النص القرآني والنص الروائي يبني لنا مفهوماً عقائدياً جديداً يختلف تماماً عما كنا نعرفه ونتعامل به لمئات من السنين، فلقد تم تغذيتنا من قبل بمفاهيم الإقعاد والخمول تجاه مسؤوليتنا في تركيبتنا الداخلة في هذه الشجرة من كوننا أوراقها كمعادلة رياضية!..فكنا ولازلنا نعتمد في كل شيء على الولي لكن المفهوم الجديد يؤكد لنا أن الوليّ وجميع أهل البيت (إليهم التسليم) يعتمدون علينا في تأدية دورٍ خطر جداً في حال عدم تأديتنا له على أحسن وجه نكون بذلك قد تسببنا في كارثة لا يحمد عقباها! .

    إن سألتني كيف يكون ذلك؟!..

    أخبرك وحسب المفهوم الطبيعي لعلاقة الأوراق بالشجرة وما قد لاحظته هو أن الشجرة بتمامها تعتمد في غذائها على أوراقها وهذا الغذاء يمكنها من النمو والثبات لتعطي ثمرها بالنتيجة، وبذلك تعتمد الشجرة الطيبة (محمد وآله) في تأدية دورها وكمالها الوظيفي على ورقها الذين هم شيعتها ومحبيها، فإنك إن جرّدت هذه الشجرة من ورقها فلا يمكن لها بحال من الأحوال أن تثمر أو أن تنمو وبالتي وعلى هذا التصور الجديد لمجتمع الولي (الشجرة الطيبة) وضده من مجتمع (الشجرة الخبيثة) يضعونا أهل البيت في امتحان حقيقي من أجل أن نختبر ذواتنا وحقيقة عملنا وعلاقته بأي من تلك الشجرتين. فهذه العملية مأخوذة من روح الرياضيات والعلوم الطبيعة فعلاقتك بأحد الطرفين المتضادين يرتّب النتائج ولا يمكن أن يكون الفرد متناقضاً في علاقته مع الطرفين فلا بد من إلغاء أحدهما لصالح الطرف الآخر..إذ لا يمكن بحال من الأحوال أن تستبدل طرفاً بآخر إلا بالإنقلاب أو استحالة أحدهما وهذا من القوانين الثابتة..ستلاحظ قريباً أن أكثر الخلق قد ألغى طرف الشجرة الطيبة وانقلب إلى طرف الشجرة الخبيثة!..لذلك عاد الإسلام غريباً كما ورد في الأحاديث لكون المحيط لا ينتمي إليه من جميع الجهات!..أما طور الإستخلاف المنتظر وعلى يد قائده الموعود فيريد منا أن نلغي طرف الشجرة الخبيثة من هذا الوجود لأجل التعرف على حقيقة الشجرة الطيبة وطبيعة عطاءها..فإلغاء الشجرة الخبيثة هو حجبها تماماً عن هذا العالم الذي يعد مصدر قوتها واستمرارها الذي يتحقق عن طريق الصراع والدم والبؤس والفقر ووووو وجميع ما من شأنه أن يقوّض أو ينهي القيم الحقيقية للفرد والمجتمع .


    منذ زمن بعيد جداً، كانت المعرفة الحقيقية بشأن الفرد وعلاقته بمحمد وآله (إليهم التسليم) قد حجبت عن أكثر الناس، وصيغت بأسلوب ملتوي، إذ أن أحداً لم يبين لنا طبيعة الأحكام القرآنية وهل هي قوانين لها علاقة بأضداد الأنظمة وتعاكسها التي تكلمنا عنها..؟ فالحقيقة التي تشربت بها قلوبنا أن نعمل بشكل منفرد وبذلك يكون قبح عملنا وجميله منصبّاً على الذات فقط دون أي تأثير سلبي لجهة أخرى، وهذا الفهم قد تفشى في المجتمع بشكل مخيف..فإنك ما أن تبدي النصيحة لأحدهم حتى يثور عليك قائلاً وما شأنك أنت؟ هل ستدخل قبري وتشاركني مصيري؟ أنا حر في جميع تصرفاتي فإليك عنّي! .

    إنّ الأحكام التي وردت في القرآن هي قوانين جميعها تصوّر لنا حركتين معاكستين أو اتّجاهين متضّادين مثلما ورد في النصوص الروائية منها:
    عن داود بن كثير، قال: قلت لأبي عبد الله إليه التسليم: أنتم الصلاة في كتاب الله عز وجل وأنتم الزكاة وأنتم الحج، فقال: (يا داود نحن الصلاة في كتاب الله عز وجل ونحن الزكاة ونحن الصيام ونحن الحج ونحن الشهر الحرام ونحن البلد الحرام ونحن كعبة الله ونحن قبلة الله ونحن وجه الله قال الله تعالى: " فأينما تولوا فثم وجه الله " ونحن الآيات ونحن البينات..وعدونا في كتاب الله عز وجل الفحشاء والمنكر والبغي والخمر والميسر والأنصاب والأزلام والأصنام والأوثان والجبت والطاغوت والميتة والدم ولحم الخنزير، يا داود إن الله خلقنا فأكرم خلقنا وجعلنا أمنائه وحفظته وخزانه على ما في السماوات وما في الأرض، وجعل لنا أضداداً وأعداء فسمانا في كتابه، وكنى عن أسمائنا بأحسن الأسماء وأحبّها إليه، تكنية عن العدو، وسمّى أضدادنا وأعدائنا في كتابه وكنى عن أسمائهم وضرب لهم الأمثال في كتابه في أبغض الأسماء إليه وإلى عبادة المتقين).( تفسير كنز الدقائق)

    هذا النصّ الروائي والكثير مثله يكشف لنا أن هناك ضدين متعاكسين في هذا الوجود (أصيل وبديل) يبينهما النص القرآني بقوانين لو أننا أجرينا تطبيقاً لهما على الصعيد الاجتماعي لتبين لنا أن المجتمعات الإنسانية لا تخرج عنهما مهما تعددت وتنوعت تسمياتها أو انتساباتها، ومن ثم نكتشف أيضاً أن هناك نسب ثابتة تحكم الفرد والمجتمع لا تخرج عن هذه القوانين المتعاكسة فيما بينها وليس كما يدّعيه البعض من أن هناك تنوعاً للأسباب ينتج عنها ظهور متغيرات دوماً في البنية الاجتماعية لا يمكن تعميمها، فهذا الكلام على العكس مما يتبناه النص القرآني، فالنص ما أن يضع لك عنواناً حتى يفرد له ضدّاً يعاكسة في حركته ويبين معطيات كل منهما والنتائج التي ستؤول إليه طرائقهما .

    لو اعتمدنا هذه الرؤية القرآنية سيتضح لنا عندها أننا نتحرك بخطين متعاكسين لا غير!.. إما أن نكون تابعين لهذا أو ذاك أما الرحمان أو الشيطان "أما النور أو الظلمات" أو لنقل أما إنّنا تابعين لخط الشجرة الطيبة أو لخط الشجرة الخبيثة إنطلاقاً من بحثنا هذا، فإن كنا تابعين لخط الشجرة الطيبة فسنكون عندها داخلين في تركيبتها الوظيفية كورق مسؤولين عن غذاء هذه الشجرة من أجل نموها وطبيعة ثمرها الذي يعني مشروعها المرتقب (طور الإستخلاف) أو نقعد ونتكاسل عن هذا الدور لنسمح لورق الشجرة الخبيثة بالسيطرة على كل مفاصل الحياة ليبقى مشروعه مطروحاً والمتمثل الآن بظهور الفساد وجميع القيم المقيتة المتعلقة به كضد للشجرة الطيبة، وعند ذاك سيضفي هذا الورق قيمة غذائية كبيرة للشجرة الخبيثة مما يمكنها من الإستحواذ والسيطرة على الوجود.

    سأصوّر لك حركة الشجرتين الطيبة والخبيثة على شكل هندسي (مثلثين) أما عن سبب هذا الشكل الهندسي فذلك لقربة من شكل الشجرة الهرمي .

    الشجرة الطيبة الشجرة الخبيثة



    أصلها ثابت وفرعها في السماء أجتثت من فوق الأرض مالها من قرار


    إن مثلث الشجرة الخبيثة يتجه في حركته دوماً إلى أن يتعاكس مع مثلث الشجرة الطيبة في كل شيء لغاية هي السيطرة على الأصل أو قتله كونها مجتثة من فوق الأرض مالها من قرار!..وليس لها فرع في السماء!..لذلك فالمخطط الذي تقوم به هو أن تتداخل مع الشجرة الطيبة في حركة معاكسة يكون رأسها (رأس المثلث) متجهاً إلى الأسفل في محاولة منها للوصول إلى أصل الشجرة الطيبة والذي قد قرأته في الأحاديث الشريفة بأنه محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) الذي تتضح مسؤوليته في المأثور الروائي على أمور منها:
    (أمين اللَّه على وحيه، وعزائم أمره، الخاتم لما سبق، والفاتح لما استُقبل، والمهيمن على ذلك كلّه) ومن هنا تفهم عزيزي القارئ أن الملعون يحاول أن يخترق خصوصية الرسول (صلى الله عليه وآله) من خلال السيطرة على الوحي ليعود إلى ما طرد منه ففرع الشجرة الطيبة في السماء ومن تحصيل الحاصل أنّه إذا سيطر على أصل الشجرة الطيبة وكشف أسرار الوحي سيحقق سيطرته على الفرع، فالملعون يعلم أن أبا القاسم محمد (صلى الله عليه وآله) وكما رأيت أخي القارئ في المأثور هو الخاتم لما سبق والفاتح لما استقبل وهو المهيمن على هذه العملية كلها وبالتالي لا طريق للملعون إلى كشف هذه الأمور إلا عن طريق هذه الجهة وهذه الجهة هي عدوّته وضدّه وبالتالي لا يمكن بحال من الأحوال أن تسلمه شيء أو أن تطلعه على شيء من الوحي وإلى غير ذلك، فهل يسكت الملعون ويقعد مكتوف اليدين؟! قطعاً لا!..(ستتعرف على المزيد من مؤامرته من خلال تتبع هذه الدراسة) أنظر إلى تداخل المثلثين في الشكل التالي:

    عندما تتحرك الشجرة الخبيثة باتجاه الشجرة الطيبة ستكون حركتها بشكل متعاكس مما يعني أن قمتها ستكون باتجاه الأسفل نحو أصل الشجرة الطيبة من أجل السيطرة وبالتالي تتشكل لدينا النجمة السداسية
    التي تعتبر من أهم وأقوى الرموز المتعاكسة، والتي لم تفهم بشكلها الحقيقي من قبل فلقد اعتبرها البعض نجمة داوود وغيره أعتبرها نجمة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وغيرهم يعتبرها شعار!..والحق أنها ترمز إلى الولاية الحقّة والمنتحلة فـ (المثلث الذي رأسه إلى الأعلى) يرمز إلى الولاية الحقّة، أما (المثلث الذي رأسه إلى الأسفل) فيرمز إلى الولاية المنتحلة، وكانت الديانات الوثنية القديمة التي تعتمد العلوم السرية تقدس الارتباط بين الذكر والأنثى بمعنى أنها تشرك الشكل الثاني المنتحل في الولاية في إدارة الوجود، لذلك كانت ولازالت الفئات التي تشرك الطرف الآخر بالولاية تربط الجنس ببعض طقوسها الدينية لما يرتبط بالعلاقة الثنوية، خاصة طقوس عبادة نمرود وسميراميس، أو عشتار وبعل، أو افروديت فينوس وباخوس..وما زالت هذه الممارسات مستمرة حتى الآن في الديانات الوثنية الحديثة وعبادات الشيطان، والقارئ اللبيب يعلم الآن لماذا ادّعى نمرود الربوبية ومن أجل أي شيء كان يحاجج نبي الله إبراهيم (ع)!..سأبدأ بتبسيط الفكرة لتتضح لك بإذنه تعالى .
    لقد كان رمز الذكر القديم يمثل بشكل مثلث رأسه للأعلى كرمز للعضو الذكري، ورمز الأنثى كان بشكل مثلث متجه للأسفل..وباجتماع الرمزين أي باتحاد الذكر والأنثى ينتج النجمة السداسية وكانت النجمة السداسية ترمز للآلهة مولوك، و رمفان، وزحل الذي كان يرمز له بالنجمة السداسية، وكان الإله الأكبر عند الكلدانيين!..
    هنا تجب علينا الإشارة إلى شيء غاية في الأهمية وهو أن تسويق معلومة (الذكر والأنثى) بهذا الشكل الغاية منه تمرير الفكرة بمفهومها السطحي ليس إلاّ وفي الحقيقة أنّ الأنثى أو لفظ الإناث تعني (كمصداق) المنتحل للولاية كما ورد في جملة من الأحاديث منها عن محمد بن اسماعيل الرازي عن رجل سمّاه عن أبى عبد الله "إليه التسليم" قال: (دخل رجل على أبي عبد الله "إليه التسليم" فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين فقام على قدميه فقال: (مه هذا إسم لا يصلح إلاّ لأمير المؤمنين الله سماه به ولم يسمّ به أحد غيره فرضي به إلاّ كان منكوحاً وإن لم يكن به ابتلى به، وهو قول الله في كتابه "إن يدعون من دونه إلا إناثا وأن يدعون إلا شيطانا مريدا ").( تفسير العياشي)
    إذن أصبح من الواضح للقارئ الكريم أن كل من ينتحل منصب الولاية هو أنثى وبالتالي تمثيل للشيطان لعنه الله، وهذا المفهوم يكشف عن عمل الشيطان الحقيقي الذي يتركز على إفشال مشروع طور الإستخلاف الذي هو غاية وثمرة الولاية، وهذه النتيجة تعيدنا إلى أصل البحث وتساؤلاته حول تضادد أو تعاكس القوانين!..فلو قلنا لماذا يتعاكس مثلث الشجرة الخبيثة مع الشجرة الطيبة بهذا الشكل ولأي شيء يكون متجه إلى أصل الشجرة الطيبة كما في الشكل التالي:


    الجواب سيكون عند إذن سهل وبسيط جداً وهو من أجل الوصول إلى أصل الشجرة الطيبة وهو محمد (صلى الله عليه وآله) كما قلنا!. لأن الشجرة الخبيثة مجتثة من فوق الأرض مالها من قرار ويكون ذلك بتخطيط هندسي وعمل متقن في نفس الوقت من قبل الشجرة الخبيثة لأنها تعلم أن السيطرة أو الوصول إلى أصل الشجرة الطيبة يكاد يكون مستحيلاً جداً وبالتالي فعملية السيطرة على الوحي هي الأخرى مستحيلة والنتيجة، أن الملعون لن يتمكن من الوصول إلى السماء والعودة إلى ما طرد منه
    (فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأرض مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إلى حِينٍ)(البقرة: 36)..خصوصاً بعد أن فشلت محاولتهم عندما دسّوا له الحميراء للوصول إلى معدن علم الرسول (صلى الله عليه وآله) عن طريق مخالطته لها!..فالبعد البيولوجي لهذه المرأة يعود إلى الطينة الخبيثة وبمجرد الاتصال بها ستنتقل الأسرار إلى الشيطان لأنّ طينتها مرتبطة بأصلها الخبيث!..(سياتي تفصيل هذه الأمور في مبحث حديث الطينة الطيبة وضدها الطينة الخبيثة وكيف تنتقل الأسرار بايلوجياً ولماذا لم يلاحظ على الولي أنه (تفل) ولماذا يستخدم هذا اللعاب فقط في أمور ترتبط بالشفاء أو العلم والحكمة!..) .
    لعلك تتساءل الآن ما الذي ينوي فعله هذا الملعون بعد أن فشل في أختراق مصدر الوحي؟!.

    إن الملعون لديه حل واحد يحاول جاهداً أن يستمكنه ويحققه وهو قطع الاتصال بين السماء والأرض لتخلوا له الساحة فهذه هي المراهنة التي يعتمدها، لكن كيف يقطع هذا الاتصال وكيف يحقق ذلك؟..

    إنّ الملعون يعلم جيداً أن هناك قوانين (سنن ثابته) يريد أن يتلاعب بها أو يسيطر عليها لذلك هو يعمل جاهداً الآن على فصل الوحي أو الاتصال بين السماء والأرض من خلال قطع (السبب) وأن سألتني ماذا تقصد بقطع السبب!. سأقول لك هو يريد أن يقتل إمامك الموعود (إليه التسليم) ليجهض مشروعه بالتمام تأمل جيداً لتعرف من هو السبب المتصل بين السماء والأرض
    (أين وجه الله الّذي إليه يتوجّه الأولياء ؟ أين السبب المتّصل بين أهل الأرض والسماء)(دعاء الندبة)..أضف إلى ذلك أيضاً (السلام عليك أيها السبب المتصل بين الأرض والسماء، السلام عليك يا صاحب الفتح وناشر راية الهدى).(زيارة الإمام الموعود"إليه التسليم")
    لذلك ورد في جملة من الأحاديث الشريفة عنهم (إليهم التسليم) نصوص تحذّر وتؤكد على هذا هذا الأمر أي قتل الإمام الموعود (إليه التسليم).. عن أبي عبد الله (إليه التسليم) قال: (قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم):
    (لا بدَّ للغلام من غيبة فقيل له: ولم يا رسول الله؟ قال: يخاف القتل) .
    لذلك أن هذا الأمر أصبح أيضاً فيه صعوبة على الملعون!..إذن ما الذي سيعتمده فلقد قلنا لا يقعد مكتوف اليد وليس له فرصه في البقاء إلا من خلال هذا العالم؟..حتماً سيعمد إلى تكتيك آخر يتناسب مع ذاته القبيحه مبتعداً عن أصل الشجرة إلى محيطها وبيئتها!..أتعلم كيف سيكون هذا التكتيك الجديد؟!..تأمل التالي لترى خطورة المخطط الذي يديره الملعون..


    الشيطان يستهدف شيعة ومحبّو آل البيت (إليهم التسليم) ورق الشجرة .

    بودي أولاً أن أصوّر لك شيء من القانون الطبيعي المتعلق بنظام الأشجار:

    أفترض أنك عزيزي القارئ على اطلاع بطبيعة الأشجار الضخمة وتعلم أن عملية التخلص منها تكاد تكون مستحيلة في الطرق التقليدية فقطعها أو اجتثاثها لا يساهم في عملية التخلص منها لأن جذورها ضاربة في الأرض ومن الممكن أن تنبت من أي مكان آخر، وهذا ما حير علماء البيئة في نفس الوقت لذلك ابتكروا وسيلة جديدة وهي أن ينقلوا السموم إلى أصلها (جذورها) عن طريق ورقها ممّا مكنهم من النجاح في التخلص منها! .

    لذلك فالمخطط الأساسي الذي يعتمده الشيطان اللعين في معركته الأخيرة هو السيطرة على ظاهر الشجرة الطيبة ومن خلال أوراقها التي تعد جزءاً منها بل أنّ عملها يكون معتمداً عليها كلياً في عملية صنع الغذاء فأوراق شجرة محمد وآله (صلوات الله عليهم) هم شيعتهم كما قلنا وهم تخليق خاص لهم مثلما ورد في الكثير من النصوص الروائية التي تصور طبيعة علاقة الشيعة بأهل البيت (إليهم التسليم) كعلاقة صميمية، بنيوية، ومن هذه النصوص
    (إن الله تعالى اطلع إلى الأرض فاختار لنا شيعة ينصروننا و يفرحون لفرحنا و يحزنون لحزننا و يبذلون أنفسهم و أموالهم فينا فأولئك منا وهم معنا في الجنان).( غرر الحكم ودرر الكلم)
    عن إبن أبي نجران قال سمعت أبا الحسن (إليه التسليم) يقول:
    (من عادى شيعتنا فقد عادانا ومن والاهم فقد والانا لأنهم منا خلقوا من طينتنا من أحبهم فهو منا ومن أبغضهم فليس منا شيعتنا ينظرون بنور الله و يتقلبون في رحمة الله و يفوزون بكرامة الله ما من أحد من شيعتنا يمرض إلا مرضنا لمرضه ولا اغتم إلا اغتممنا لغمه ولا يفرح إلا فرحنا لفرحه ولا يغيب عنا أحد من شيعتنا أين كان في شرق الأرض أو غربها ومن ترك من شيعتنا دينا فهو علينا ومن ترك منهم مالاً فهو لورثته شيعتنا الذين يقيمون الصلاة و يؤتون الزكاة و يحجون البيت الحرام ويصومون شهر رمضان ويوالون أهل البيت ويتبرءون من أعدائنا أولئك أهل الإيمان والتقى وأهل الورع والتقوى ومن رد عليهم فقد رد على الله ومن طعن عليهم فقد طعن على الله لإنهم عباد الله حقا وأولياؤه صدقا والله إن أحدهم ليشفع في مثل ربيعة ومضر فيشفعه الله تعالى فيهم لكرامته على الله عز و جل).( كتاب صفات الشيعة)

    إذاً بما أن العلاقة صميمية بهذا الشكل للشيعة مع أهل البيت (إليهم التسليم) ولا يمكن فصلها كما مرّ في الحديث (يفرحون لفرحنا ويحزنون لحزننا) لذلك سيعمل الملعون من خلالهم وسيصب جهده للسيطرة عليهم من الخارج أي أن الملعون سيبدل الوسط الخارجي الذي تتحرك من خلاله الشيعة بالسيطرة على جميع مفاصل الحياة ليضيق الخناق على أهل البيت (إليهم التسليم) ليمنع ظهور ثمرة هذه الشجرة وهو طور الإستخلاف في تأخير شروط استمكان حركة الشجرة بشكلها الصحيح في وضع المعوقات والمشاكل أمام شيعتهم..ومن هنا أكدت الأحاديث الشريفة على دور إبليس ودوره التخريبي الذي يقوم به الآن ضد الشجرة الطيبة من خلال استهداف ورقها..

    عن زرارة قال: قلت لأبي جعفر(إليه التسليم) قوله:
    " لأقعدن لهم صراطك المستقيم * ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين " فقال أبو جعفر إليه التسليم: (يا زرارة إنما صمد لك ولأصحابك، فأما الآخرين فقد فرغ منهم).( بحار الأنوار)
    هل تتصور كيف سيعمل الملعون وهل تعرف معنى قوله هذا (ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم )؟!


    نخبرك بذلك:

    هناك نوعان من التحكم الذي يجري في هذا العالم وكلاهما بفعل الملعون..النوع الأول هو الذي نألفه جميعاً، وهو التحكم المباشر، وهناك نوع آخر من التحكم، ويمكن لهذا التحكم أن يستمر إلى الأبد إن لم يكشفه أحد ويفضح تفاصيله:

    النوع الأول: وهو التحكم المباشر، وهو عبارة عن دكتاتورية وطغيان واستبداد تتمثل بالسياسات التي تحيط بك وغيرها من نماذج استبدادية..هذا الحكم هو واضح وجلي بحيث يمكنك أخي القارئ رؤيته ولمسه، فإنك تعلم حينها بأنك غير حرّ، لأنك خاضع لهذا الحكم بشكل مباشر وتعلم من يحكمك ويسيطر عليك..وفي النهاية، فإن غريزة الحريّة والاستقلالية سوف تحثّك على التمرّد والثورة على هذا الحكم، حتى لو كلفك هذا حياتك، وقد رأينا أمثلة كثيرة على ذلك عبر التاريخ .

    أما النوع الآخر: من التحكم وهو الذي قصده الملعون (
    ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم)، فهو التحكم الغير مباشر، أي السجن الذي ليس له قضبان، أنه السجن الذي لا تستطيع رؤيته أو لمسه أو إدراك وجوده أصلاً..إنها الحالة التي تكون فيها تحت السيطرة المباشرة مع أنك تظن بأنك حراً من خلال تزييف جميع القوانين من حولك دون الشعور بذلك وبالتالي يجعل الدنيا سجنك!..وهذا ما أشار إليه رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: (إن الدنيا سجن المؤمن وغم المؤمن وإن الدنيا جنة الكافر وروح الكافر). وعنه أيضاً (صلى الله عليه وآله) قال: (إن الدنيا سجن المؤمن فأي سجن جاء منه خير؟).( مشكاة الانوار)

    فالملعون عندما يستهدف شيعياً بالأذى من خلال محاصرته وتحجيم جميع حركاته في هذه الدنيا لا يقصده هو بذاته لكونه يعلم مدى العلاقة فيما بينه وبين أئمته فغايته الحقيقية هو إيصال الأذى إلى أهل البيت (إليهم التسليم) فإذا حزن الفرد الشيعي أو المحب لأهل البيت سينتقل شعوره بصورة مباشرة إليهم فجميع المشاعر بل وكل ما يتعلق بأفرادهم المنتمين إليهم سينتقل بدوره لهم يشاركونهم به ويتحملونه معهم وعنهم!..إذا بكى الفرد يبكون لبكائه وإذا فرح يفرحون معه وإذا أصيب يصابون معه وإذا قتل ينالهم ما ينالهم من هذا الفعل!..ومن هنا وجب الحذر كل الحذر لمن ينتسب إليهم في أن يصل إليهم عن طريقه ما يحزنهم أو يؤذيهم ويؤلمهم .

    عن مسمع كردين قال: قال لي أبو عبد الله:
    (يا مسمع أنت من أهل العراق أما تأتي قبر الحسين؟) قلت: لا، أنا رجل مشهور من أهل البصرة، وعندنا من يتبع هوى هذا الخليفة، وأعداؤنا كثيرة من أهل القبائل من النصاب وغيرهم، ولست آمنهم أن يرفعوا علي [حالي] عند ولد سليمان فيمثلون علي. قال لي: (أفما تذكر ما صنع به؟) قلت: بلى، قال: (فتجزع؟) قلت: إي والله وأستعبر لذلك، حتى يرى أهلي أثر ذلك علي، فامتنع من الطعام حتى يستبين ذلك في وجهي. قالرحم الله دمعتك أما إنك من الذين يعدون في أهل الجزع لنا والذين يفرحون لفرحنا، ويحزنون لحزننا، ويخافون لخوفنا، ويأمنون إذا أمنا...).( بحار الأنوار)
    هذه الرؤية التي نتكلم بها تؤكد على أن الشيعة ومحبّي أهل البيت (إليهم التسليم) وجب عليهم أن يكونوا متابعين لهم في كل شيء لأنهم جزء منهم ولكي لا ينقلوا لهم ما يسوؤهم ويؤذيهم خصوصاً تلك الأفعال والتصرفات التي لا يرغبونها .

    قال أبو عبد الله "إليه التسليم": (
    ليس من شيعتنا من وافقنا بلسانه وخالفنا في أعمالنا وآثارنا، ولكن شيعتنا من وافقنا بلسانه وقلبه واتبع وآثارنا وعمل بأعمالنا أولئك شيعتنا) .
    عن إبن فضال قال سمعت الرضا (ع) يقول:
    (من واصل لنا قاطعا أو قطع لنا واصلا أو مدح لنا عائباً أو أكرم لنا مخالفا فليس منا و لسنا منه).(كتاب صفات الشيعة)
    عن إبراهيم بن عمر قال: سمعت موسى بن جعفر (إليهما التسليم) يقول: (
    ليس مِنّا من لم يحاسب في كل يوم نفسه، فإن عمل حسنا استزاد الله منه وحمد الله عليه، وإن عمل سيئا إستغفر الله منه وتاب إليه) .
    عن علي بن زيد عن أبيه قال: قال أبو عبد الله "إليه التسليم":
    (ليس من شيعتنا من كان في مصر فيه مائة ألف وكان في المصر أورع منه).( مشكاة الأنوار)
    إن تتبعت أحاديثهم (إليهم التسليم) ستجدها تحث جميعها على هذا الأمر، مرّة تحذر من القوانين المضادة وأخرى تركز على القانون الجامع فيما بينهم وشيعتهم الذي يربط وحدتهم الوظيفية والعلاقة الصميمية لأتباعهم معهم كما في الحديثين التاليين:

    أبي عبد الله (إليه التسليم)قال لأصحابه:
    (إتّقو الله وكونوا إخوة بررة متحابين في الله مواصلين متراحمين تزاوروا وتلاقوا وتذاكروا أمرنا وأحيوه) . (عنه) قال: (ليس منا غير المتواصلين فينا، ليس منا غير المتراحمين فينا ليس منا غير المتزاورين فينا ليس منا غير المتباذلين فينا).( مشكاة الأنوار)

    لنجري تطبيقاً قرآنياً على هذه الرؤيا لنرى تعاكس القوانين وأثرها:


    (الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُوْلَئِكَ مُبَرَّؤُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ)(النور:26)

    إن هذا النسيج اللفظي يكشف لنا عن النسب الثابتة التي تكلمنا عنها بخصوص العلوم الاجتماعية فهذه قوانين ثابتة فيما إذا التزم بها المجتمع أصبح من الواضح عندئذ التعامل مع أي ظاهرة اجتماعية، فالذي تراه أخي القارئ أن هناك فرزاً لمجتمعين في هذا النص القرآني المجتمع الأول (الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ) أما المجتمع الثاني فهو (وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ) لكن هل هذا القانون مطبّق في الواقع أو معروف؟!. طبعاً هو غير معروف وهنا يتدخل الشيطان لعنه الله في تغيير هذا الفرز لهذه المجاميع ويخلط فيما بينهما فتتداخل الأوراق (أوراق الشجرة الطيبة والشجرة الخبيثة) وهذا الاختلاط يعمل عمله في القوانين والنظم الاجتماعية وينتج عنه نتاج عكسي غير محمود من شأنه أن يضفي قوة إلى الشجرة الخبيثة في منحها السيطرة على مفاصل الحياة، لذلك تجد أن النص القرآني يركز على هذه المعادلة في النسيج اللفظي القرآني:

    (قُل لاَّ يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُواْ اللّهَ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)(المائدة: 100)

    (لِيَمِيزَ اللّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَىَ بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعاً فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ)(الأنفال: 37)
    (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الأرض وَلاَ تَيَمَّمُواْ الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُم بِآخِذِيهِ إِلاَّ أَن تُغْمِضُواْ فِيهِ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ)(البقرة: 267)
    (مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ)(آل عمران:179)

    إنّ النص القرآني يكشف لنا في نسيجه اللفظي عن
    النموذج المزيف الذي تفرضه علينا (الشجرة الخبيثة) فهذه الشجرة تتعامل معنا كأشياء خاضعة، مستعبدة، مجبرة على الانجراف مع تيار الأنظمة الاجتماعية الموجّهة، تعمل على انتهاك كرامتنا وقوانا الكامنة بواسطة بنيتها التنظيمية الملتوية .
    إنّ هذه الشجرة الخبيثة بجميع قوانينها المنحرفة هي نموذج مزيف ظهرت مستمكنة متحكمة على أكثر مفاصل الحياة ونصبت شراك الصيد لكل من يأتي إليها في عملية محاصرة بقوانينها لتصدّه عن دوره الذي جاء من أجله لذلك تجد أكثر الناس حينما تخبرهم بهذه الحقيقية يقولون لك: ماذا نفعل بعد أن خلقنا في وسط هذه الثقافات الإنسانية ذات التفكير الملتوي؟ ما هو خيارنا غير الخضوع، ومن ثم الانجراف؟ هل للأطفال خيار؟ ليس للأطفال سوى التسليم والامتثال للأوامر..وبالتالي تفرض عليهم الشجرة الخبيثة التكيّف مع الوضع السائد بمساوئه القاتلة .

    لذلك تلاحظ أخي القارئ أننا وخصوصاً في وقتنا هذا نعمل على التماشي مع الأنظمة الاجتماعية مكرهين، ونتبنى أدواراً (مسرحيات) مناسبة لمسايرتها..ونقوم بتضييق وعينا كي يتناسب مع برنامجنا الثقافي والاجتماعي وجدول أعمال سلطاتنا الدينية والاجتماعية.. فنصبح ذواتاً غير مستقرّة، مطيعة، متنافسة لنيل شهادات حسن السلوك لهذه السلطات.. أدمغتنا تصبح ميّتة، ونصبح كائنات بلا روح، ولا حيوية، ولا جوهر، إذ أن هناك من ينوب عنا في التفكير وفي كل شيء!. وهذا بالضبط ما تريده الشجرة الخبيثة من خلال ما فرضته من الأنظمة الاجتماعية!. هذه هي متطلباتها التي تريدها منا، وإن لم نمتثل لهذه المتطلبات، سوف نعتبر خارجين عن المنظومة الاجتماعية والدينية، مجرّدين من التربية والسلوك الحسن، وهذا يتناقض تماماً مع القانون الاجتماعي الصارم!..(على الرغم من هشاشته وتفاهته) والذي يعتمد عليه الشيطان في ضبط سلوكيات الأفراد وتنظيمهم حتى يستتب الأمن و يسود الاستقرار الأخلاقي المزيف .


    ما علاقة هذا الكلام بالموعود (إليه التسليم) وطور الإستخلاف؟..

    النتيجة التي حصدها الشيطان لعنه الله في هذه الممارسات هو فرض الهيمنة والتحكم ومن ثم تأخير طور الإستخلاف وقائده الموعود ليبدأ هو بطرح مشروعه البديل..

    لكن أنظر أخي القارئ بدلاً من أن تعمل هذه المنظومة المعاكسة على ضبط المجتمع وتنظيمه، نجد أن هذا النموذج المزيف قد ولّد العنف، وصور ومشاهد الظلم والعذاب والمعاناة التي نلتمسها كل يوم..وقد ولّد أيضاً الشعور بالاكتئاب، والإجهاد، والقلق، وعدم الثقة بالذات، وكره الذات مما قد ينتج الانتحار! كل هذه العيوب القاتلة تعطينا فكرة واضحة عن مدى سوء هذا النموذج الاجتماعي والثقافي المفروض على الشعوب..لكن لا أحد يحاول أن يرشدنا إلى نموذج جديد، لا أحد من بين السلطات الدينية /الاجتماعية/ المختلفة، التي لها تأثير ونفوذ وقدرة على فرض التغيير..وبدلاً من ذلك، نرى أن هذه السلطات تعمل على استبعاد حقيقة أن هذا النموذج المزيف السائد هو السبب الرئيسي وراء كل هذا البؤس الذي تعاني منه الشعوب والمجتمعات .

    إننا نشاهد أنفسنا من خلال المرايا التي وضعتها أمامنا تلك السلطات الاجتماعية المزيفة، فنرى فيها مخلوقات سطحية، غبية، لا روح لها ولا جوهر لا يمكنها البقاء في هذه الدنيا دون إرشاد، فنظن أن العيب هو فينا وليس في النموذج الاجتماعي السائد، وهذه الطريقة تمنعنا من رؤية عيوب النموذج الذي يحكمنا، وبالتالي نبتعد عن البحث عن النموذج الأصلي الذي هو فينا مغيب، محاصر، مطارد، تم تشويه حقيقته من خلال النماذج المزيفه التي أظهرها الشيطان بشكل استباقي ليتلافى الخطر الذي يهدد مملكته ونظامه العالمي الذي يؤسس له، وهذا التخطيط الذي أسسه الشيطان تجده متجلياً وواضحاً إذ
    أنّ هناك سلسلة حركات تعتمد على مجاميع سوف يرسلها هذا الملعون لتنتحل وتتقمّص القضية المهدويّة وكل ما يمت صلةً بهذا الموضوع، وهذا ما تؤكده الروايات ومن ذلك ما رواه الصدوق في إكمال الدين عن المفضّل بن عمر الجعفي، عن أبي عبد الله (إليه التسليم)، قال: سمعته يقول: "إيّاكم والتنويه، أما والله ليغيبنّ إمامكم سنيناً من دهركم، وليمحّص حتّى يقال مات أو هلك، بأيّ وادٍ سلك، ولتدمعنّ عليه عيون المؤمنين، ولتكفأنّ كما تكفأ السفن في أمواج البحر، فلا ينجو إلاّ من أخذ الله ميثاقه، وكتب في قلبه الإيمان، وأيدّه بروح منه، ولترفعنّ إثنتا عشرة راية مشتبهة، لا يدري أيّ من أيّ"، قال: فبكيت، فقال لي: "ما يبكيك يا أبا عبد الله؟، فقلت: وكيف لا أبكي وأنت تقول: ترفع إثنتا عشر راية مشتبهة لا يدري أيّ من أي، فكيف نصنع؟ قال:فنظر إلى شمس داخلة في الصُّفّة، فقال: "يا أبا عبد الله، ترى هذه الشمس؟"، قلت: نعم، قال: "والله! لأمرنا أبين من هذه الشمس" .

    وجب علينا أن نسأل الآن لمن هذه الإثنا عشر راية التي ترفع قبل راية الأمام (إليه التسليم)؟..

    بعد أن أطلعنا على المنهج الذي يعتمده الشيطان أصبح من الواضح أن جميع ما يأتي به مزيف، وإن كان في ظاهرة يحاكي العناوين الحقيقية وجميع المثل والقيم التي نادى بها الأنبياء والأوصياء إلا أنها في حقيقتها مزيفة والغاية منها تشويه مشروع الشجرة الطيبة وإظهارها بصورة لا ترغب فيها الشعوب وصد الناس عنها، وهذا ما أكدته الروايات منها:


    عن أبان بن تغلب قال: سمعت أبا عبد الله (إليه التسليم) يقول:
    (إذا ظهرت راية الحق لعنها أهل المشرق والمغرب. أتدري لمَ ذلك؟ قلت: لا. قال: للذي يلقى الناس من أهل بيته قبل خروجه).( الغيبة النعماني)
    عن قتيبة الأعشى، عن منصور بن حازم عن أبي عبد الله (إليه التسليم) أنه قال:
    (إذا رفعت راية الحق لعنها أهل المشرق والمغرب قلت له: مم ذلك؟ قال: مما يلقون من بني هاشم).( الغيبة النعماني)

    ومن خلال هذا الكلام الآنف الذكر بخصوص راية المهدي (ع) التي يلعنها الناس تكتشف أن الملعون قد أنتحل هذه القضية وجاء بذوات قبيحة مزيفة لكنها معدلة من الخارج (منافقين) كما في قوله تعالى:

    (وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ)(المنافقون: 4)

    لغاية هي أن تيأس الناس من هذا المشروع وتكرهه ولا تصدق بدعوة الداعي إذا دعي إليه ومن هنا فلا يعتقد القارئ الكريم أن الناس في آخر الزمان سوف تستقبل الإمام المهدي (إليه التسليم) ودعوته فمن خلال الرجوع إلى النصوص الواردة عن أهل البيت (إليه التسليم) سيتبين العكس، فالناس كما يبدو سيحاربونه ويكذّبون دعوته ويقفون بالضد منه كما يريد الملعون عليه لعنة الله، فعن أبي حمزة الثمالي، قال: سمعت أبا جعفر (إليه التسليم) يقول:
    (إن صاحب هذا الأمر لو قد ظهر، لقي من الناس ما لقي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما).

    ومن خلال ما تم طرحه عن رؤية القوانين المضادة والمتعاكسة التي ظهرت واضحة في النص القرآني وروايات أهل البيت (إليهم التسليم) يمكن التوصل إلى الأسباب التي أدت إلى ذلك المنزلق الخطير والانجراف مع تيار الشجرة الملعونة وقوانينها المزيفة وستلاحظ التخريب الذي حدث ولازال يحدث من تشويه لهذه القضية من خلال ما ستتعرف عليه من علوم أهل البيت (إليهم التسليم) لحديث الطينة (الطينة الطيبة والطينة الخبيثة) .



    مقتبس من موقع:
    http://adoomobeen.net/public_files/index.php
  • سم الخياط
    موقوف
    • 26-12-2011
    • 137

    #2
    رد: الشجرة الطيبة وضدها الشجرة الخبيثة وعلاقتهما بظهور الإمام المهدي


    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    تاملات بمثال ضربه الله عز وجل

    أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء
    *إبراهيم : 24


    لقد تاملت بالمثال الذي ضربه سبحانه وتعالى ان الكلمه الطيبه كالشجره
    فسالت نفسي لمذا كالشجره وما هو القصد من وراء ذلك
    فاخذت اولا الكلمه الطيبه ووضعت كل شيء اعلمه عنها على الطاوله
    فاحصيت ان الكلمه الطيبه تسعد سامعها
    تفرج كربة متلقيها تنشط الروح لعمل الخيروالروح تنشط الجسد لعمل الخير
    واخيرا ياخذ العقل بالبحث عن مزيد من الكلمات الطيبه
    والكلمه الطيبه تطرد الشيطان بتخفيضها لحدة الشجارات
    تجعلك متصدق على عباد الله والكلمة الطيبه
    تجعلك محبوبا ومظهرا للحق
    مخرج الكلمه الطيبه هو فم الانسان ومركزها القلب
    ومددها التربيه من ممن ربى الناس وهو رب العباد

    حسنا هذه المعلومات القليله حول الكلمه الطيبه
    لكن السوال الذي طرحته ما هي علاقة الشجره
    بالكلمة الطيبه
    فاخذت الشجره ووضعتها ايضا على الطاوله
    فلبت انتباهي اولا ان الطاوله اصلا مصنوعة من خشب الشجر
    فعلمت ان الشجره مهما كان نوعها بها دائما فائده من ظلها من المواد التي تفرزها ومن ثمارها ومن بترولها عند وفاتها وتعفنها وظلها
    فوجدت ان الشجره لها خيرات لا تعد ولا تحصى
    لكن لفت انتباهي وهو الداعي والسبب لاخط لك افكاري هو ان الشجره
    تتلقى غذائها من الله عز وجل وهي تتحمل كل الظروف اكنت حر ام برد فانها تتاقلم باذن الله
    لتعطي اكلها فاحيانا عند الجفاف لا تعطي ثمارا ولا تورق سنين ولكن عندما يغيثها الرحمن
    بالماء تراها ترعرعت واخرجت اوراقها وثمارها
    وهنا تبين لي ان الكلمه الطيبه التي تلقيها اين كان فان الله عز وجل سيجعل بها خيرا
    حتى ان لم تراه او تعلمه لان الشجره بعد موتها يبقى خيرها مئات من الاف السنين
    ولم تكن صدفه ان هذا المثال بسورة سيدنا ابراهيم صلى الله عليه وسلم اذ هو القدوه لجميع الرسل والامم بالاخلاق والتعامل والقاء الكلمات الطيبات مثلا لابيه
    ولا عجب ان كلماته الطيبه اصبحت دينا وشرعا ومسلكا وقضوتا نقتدي بها
    وما زالت ثمار كلماته الطيبه نحصدها حتى اليوم

    فتاملت الشجره عن قرب وتخيلت نفسي استظل بشجرة عليها ثمار فنظرت
    لخطاياي ونظرت للشجره التي لا تعمل اخطاء وذنوب وانما تتلقى اكلها ومددها من اللهعز وجل وتقدم فضلها وخيرها للجميع للمذنب والتقي والصالح للجميع ولا خيار لها نلحظه
    فهي تقدم خيرها سخرتا لنا كلنا بلا استثناء
    فهنا استنتجت ان الكلمة الطيبه يجب ان تكون للجميع لان الله الحكيم العليم قال
    الكلمه الطيبه كالشجره فمواصفات الشجره يجب ان تنطبق على الكلمة الطيبه
    ففكرت حسنا هناك شخص اذاني ولمذا علي تقديم الكلمه الطيبه له
    هناك عدة اسباب السبب الاول ان لم يشء الله عز وجل ان يؤذيني هذاالانسان لما اذاني اصلا والسبب الثاني احاول اتصدق عليه بصبري على اذاه قدر المستطاع
    والسبب الثالث عله عن سماع الكلمه الطيبه يندم لاذاه ويتراجع او يكف او يعتذر عن اذاه
    واي هذه ستحصل لا نعلمه لان كما ان الله عز وجل يغذي الشجره لا ندري متى يهي الله عز وجل الاجواء والمتطلبات الازمه لتثمر فكذلك الكلمه الطيبه نلقيها اليوم ونبقي تغذيتها وتنميتها على الله عز وجل فنحن امة المتوكلين على الله عز وجل لا يهمنا مذا سيحصل
    بالكلمات الطيبه او متى سيسري مفعولها وهل لها مفعول عند هذا وذاك لا مفعول لديها
    هذه ليست قضية ومهمة ملقي الكلمة الطيبه كما ان الشجرة ليست مهمتها مذا سيحدث عندما تاكل ثمارها او مذا سيحصل بعد موتها وكيف ستستهلك بترولها ام استرحت بظلها ام كنت تفكر بمشاكلك الخاصه وانت جالس تحتها ....
    فاخيرا تبين ان الكلمه الطيبه هي صدقه كبيره جدا خيرها لا حدود له
    لان الله قال هو يربي الصدقات ولم يحدد كميه معينه
    وكذلك الشجره فنحن لا نعلم حتى اليوم كل خيراتها فكل يوم يستخرج العلماء علوم جديده
    من مشتقاة الشجر وفوائده .
    فدعونا نستفيد من الكلمات الطيبات عل الله عز وجل يتجاوز عنا عذابه وياتينى رحمته
    من فضله ويدخلنا جناته .
    والحمد لله رب العالمين




    Comment

    • جلباب الولاء
      عضو جديد
      • 15-04-2012
      • 10

      #3
      رد: الشجرة الطيبة وضدها الشجرة الخبيثة وعلاقتهما بظهور الإمام المهدي

      السادة الكرام ..
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
      الأخ سم الخياط...
      شكرا لمروركم الكريم ولتأملاتكم الخاصة إلاّ إني أود أن أبين لجنابكم أن مقام البحث هو مختص بموضوعة الإمامة وخصوص الشجرة الطيبة محمّد وآل محمّد والشجرة الخبيثة وهم كلّ من كان بالضد من آل محمّد..وهو الثابت لدينا ضمن الموروث الروائي..ضمن ثوب جديد وبيان واضح للكثير من الذي لم يلتفت إليه...عموما إن كنتم تريدون إثراء هذا البحث بمشاركتكم بإدخال الجانب الأخلاقي ضمن رؤيتكم(الخاصة) فجزاكم الله خيرا وإن لم تكونوا ملتفتين لمسار البحث فقد جائت هذه المشاركة للتنبيه وكذا للتفضل بإعادة قراءة البحث سيدي الفاضل..وكذا التفضل للإطلاع على كامل البحث المندرج تحت عنوان الرابط التالي:
      http://adoomobeen.net/public_files/details.php?post_id=34

      Comment

      • Be Ahmad Ehtadait
        مشرف
        • 26-03-2009
        • 4471

        #4
        رد: الشجرة الطيبة وضدها الشجرة الخبيثة وعلاقتهما بظهور الإمام المهدي

        بسم الله الرحمن الرحيم

        اللهم صل على محمد وآل محمد الائمه والمهديين وسلم تسليما كثيرا

        اعتقد بانني واعوذ بالله من نفسي عرفت ما تريد وصول اليه فلن اجيبك اكثر مما اجاب الامام احمد الحسن عليه السلام واليه التسليم بالحق والصدق

        نقل من الكتاب " المتشابهات الجزء الاول " لامام احمد الحسن ع ما يخص نجمة نبي الله داوود عليه السلام

        سؤال/ 23: ما معنى كلمة إسرائيل؟ وهل الصهاينة الموجودون اليوم في فلسطين هم بنو إسرائيل أو ما بقي منهم؟ وهل النجمة السداسية صهيونية؟ وماذا تعني النجمة السداسية؟

        الجواب: إسرائيل تعني: عبد الله. ويوجد بعض اليهود الموجودين في الأرض المقدسة من ذرية يعقوب النبي (ع)، وهو عبد الله وهو إسرائيل عند اليهود.
        والنجمة السداسية عند اليهود هي: نجمة داود، وتعني: المنتصر، وهي علامة للمصلح المنتظر عندهم، وهو إيليا النبي (ع)، الذي رُفع قبل أن يُبعث عيسى (ع) بمدة طويلة، وهم ينتظرون عودته، وهو أحد وزراء الإمام المهدي (ع) الآن.
        ما تقدم بناءً على أن إسرائيل تعني: يعقوب، ولكن الحقيقة إن إسرائيل تعني: عبد الله، وتعني: محمداً (ص).
        وبنو إسرائيل هم: آل محمد (ع)، وأيضاً شيعتهم، بل والمسلمون عموماً بحسب ورودها في القرآن. في تفسير العياشي وغيره:
        )عن هارون بن محمد، قال: سألت أبا عبد الله (ع) عن قوله سبحانه: ﴿يا بني إسرائيل﴾، قال (ع): هم نحن خاصة.
        عن محمد بن علي، قال: سألت الصادق (ع) عن قول الله: ﴿يا بني إسرائيل﴾، قال: هي خاصة بآل محمد (ع).
        وفي سنن أبي داود عن النبي (ص) أنه قال: أنا عبد الله اسمي أحمد، وأنا عبد الله اسمي إسرائيل، فما أمره فقد أمرني، وما عناه فقد عناني) ([167]).
        فبعض الآيات في الأئمة خاصة ([168])، وهم بنو إسرائيل فيها لا سواهم.
        قال تعالى: ﴿ يَا بَنِي إِسْرائيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ * وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً وَلا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلا تَنْفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ﴾ ([169]).
        ﴿يَا بَنِي إِسْرائيلَ﴾: أي يا آل محمد (ص).
        ﴿اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ﴾: أي نعمة الولاية والإمامة ، والهيمنة على جميع العوالم.
        ﴿وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ﴾: أي بمعرفتي (معرفة الله سبحانه وتعالى) والعلم بأسمائه.
        ومن المعلوم أنّ محمداً وآل محمد هم المفضلون على العالمين، لا بنو يعقوب ولا غيرهم مفضلون على آل محمد (ع).
        ﴿وَاتَّقُوا يَوْماً﴾: هو يوم الموت، وهو اليوم الوحيد الذي لا توجد فيه شفاعة، فالعذاب عند الموت لا ينجو منه إلا من صاحب الدنيا ببدنه، وقلبه معلق بالملأ الأعلى، فلم يرتبط مع الدنيا بحبال وعوالق تحتاج إلى القطع والقلع مما يسبب العذاب.
        والناجون من عذاب الموت هم: المقربون، قال تعالى: ﴿فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ * فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ﴾ ([170])، أي حال موته، وسادة المقربين هم: محمد وآل محمد (ع).
        وبعض الآيات في (بني إسرائيل) خاصة بالشيعة وعلماء الشيعة، قال تعالى: ﴿وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ * وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا﴾ ([171]).
        ﴿وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ﴾: أي رسول من الإمام المهدي (ع)؛ لأنه بعد بعث الإنسان الكامل (كلمتك التامة وكلماتك التي تفضلت بها على العالمين)، وهم محمد وآل محمد ختمت الرسالة من الله سبحانه وتعالى، وبدأ عهد جديد، وهو الرسالة من الرسول محمد وآل محمد (ع)، فـ (آل محمد) رسل من محمد (ص)، يأخذون علمهم منه (ص) بالوحي أو بواسطة ملائكة أو مباشرة منه (ص)، فالرسول محمد (ص): (الخاتم لما سبق والفاتح لما استقبل) أي: الخاتم للرسالة من الله، وفاتح الإرسال منه (ص) ومن آل بيته (ع).
        وقد ثبت عند الشيعة أنّ الإمام المهدي (ع) يرسل محمداً بن الحسن ذا النفس الزكية قبل خمسة عشر يوماً من قيامه لأهل مكة فيقتلونه ([172])، فإذا صح هذا الإرسال صح غيره.
        ﴿مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ﴾: من العلم الذي ورثه الشيعة عن أهل البيت (ع) بأنّ المهدي (ع) حق، وأنه يقوم بالسيف، وأنه قبل قيامه يوجد ممهدون يوطئون له سلطانه، وأنّ له ذرية، وأنّ بعده اثني عشر من ولده مهديين. وأنهم - أي الشيعة - قاطعون بناءً على الروايات التي وردت عنهم (ع) بأن الأرض لو خليت من الإمام لساخت بأهلها ([173])، فبعد قتل - أو بحسب اعتقاد بعضهم موت الإمام المهدي (ع) - بمن تستقر الأرض إن لم يكن بأحد ولده الأوصياء من بعده والأئمة المهديين، كما في الروايات عنهم (ع)؟!!
        وفي صلاة يوم الجمعـة التي قال فيها ابن طاووس (رحمه الله) - وهو ممن التقى بالإمـام المهدي (ع) بل ونقل عنه (ع) في زمن الغيبة الكبرى -: (إن تركت تعقيب العصر يوم الجمعة لعذر من الأعذار فلا تترك هذه الصلاة أبداً؛ لأمر أطلعنا الله (سبحانه وتعالى) عليه)، ثم ذكر الصلاة التي في نهايتها يقول الإمام (ع): (وصل على وليك - أي الإمام المهدي (ع) - وولاة عهدك والأئمة من ولده، ومد في أعمارهم ، وزد في آجالهم، وبلغهم أقصى آمالهم دينا ودنيا وآخرة انك على كل شيء قدير) ([174]).
        ورد في الرواية أنه ينـزل في مسجد السهلة بعياله ([175]). وورد أن بعده أحد عشر مهدياً من ولده (ع) ([176]).
        والروايات كثيرة لست بصدد استقصائها، وإنما ذكرت بعضها للحجة على المعاند المتكبر على الله وأولياء الله، ومن أراد العلم طلباً للحق، فليراجع كتب الحديث ويطلع بنفسه.
        ﴿نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ﴾: هؤلاء هم بعض علماء الشيعة وأتباعهم خاصة، والكتاب الذي نبذوه وراء ظهورهم هو: القرآن والإمام المهدي (ع) والروايات عن أهل بيت العصمة والممهدون للإمام المهدي (ع) وإرساله لهم، وكذبوا بالحق لما جاءهم وقالوا ساحر أو مجنون، أو به جنة كأنهم لا يعلمون أنّ هذا هو الحق من الإمام المهدي (ع).
        ﴿وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ﴾: أي بعض علماء الشيعة اتبعوا سنن الأمـم الماضية واتهاماتهم للأنبياء والمرسلين (ع)، وقالوا هذا من الجن (الشياطين)، وملك سليمان أي ملك المهدي (ع).
        ﴿وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا﴾: وكون الإمام المهدي (ع) هو إمام الأنس والجن فانه يرسل رسوله إلى الأنس والجن، وكما أنّ من الأنس من يؤمن ومن يكفر ومن ينافق ومن يؤمن ويرتد ومن ومن ... كذلك من الجن من يجري عليه ما يجري على الأنس.
        كما أنّ أمر الإمام المهدي (ع) العظيم، والذي يمثل نهاية إبليس (لعنه الله) وجنده من شياطين الأنس والجن، كيف لا يتعرض لمكر من قبل شياطين الجن وخدعهم ومكرهم وإلقاءاتهم في قضية الإمام المهدي (ع) التي تمثل نهاية باطلهم بأسره هذه المرة؟!
        وبعض الآيات في (بني إسرائيل) خاصة بالمسلمين الذين ظلموا آل محمد (ع)، قال تعالى: ﴿وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرائيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً * فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَفْعُولاً﴾ ([177]).
        ﴿وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرائيلَ … وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً﴾:
        الفساد الأول: من هذه الأمة بقتل فاطمة والإمام علي (ع). والفساد الثاني: بقتل الحسن والحسين عليهما السلام، والعلو الكبير: بما انتهكوا من حرمة الحسين (ع)، ومثلوا بجثمانه الطاهر ورفعوا رأسه على رمح، وهو خامس أصحاب الكساء، وخير خلق الله بعد محمد وعلي وفاطمة والحسن (ع). والعباد المرسلون في المرة الأولى هم المختار وجنوده الذين سلطهم الله على قتلة الحسين (ع) فقتلوهم.
        ﴿فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيراً﴾ ([178]): وهؤلاء هم أصحاب القائم (ع) وأنصاره، سيمكن لهم الله حتى يملكوا شرق الأرض وغربها مع سيدهم محمد بن الحسن المهدي (ع)، ويذل الله بهم كل كافر ومنافق ومرتاب.
        ﴿عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ﴾ ([179]): أي يا مسلمين، عسى ربكم أن يرحمكم بإتباع القائم ونصرته والاعتراف بأنه إمام مفترض الطاعة يجب موالاته وموالاة وليه ومعاداة عدوه.
        ﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ﴾: أي إنّ الآيات التي مضت من سورة الإسراء ترشدكم إلى التي هي أقوم، أي إلى الصراط المستقيم، أي الإمام المهدي (ع).
        ﴿وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً﴾: ويبشر المؤمنين بالقائم (ع) ويعملون لقيامه، فالتمهيد لقيام القائم (ع) هو الصالحات وهو الصلاة، وهو خير العمل.
        ﴿وَأَنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً﴾: الآخرة هي الإمام المهدي (ع) والممهدون له (ع)، وهي ملكوت السماوات والأرض، وهي رؤيا المؤمن الصالحة، وهي فطرة الله التي فطر الناس عليها، والذين لا يؤمنون بالآخرة كفرة وإن ادعوا أنهم مسلمون.
        أما النجمة السداسية: فهي من مواريث الأنبياء التي ورثها القائم محمد بن الحسن المهدي (ع)، وهي ترمز إليه (عليه صلوات ربي) وتعني: المنتصر والمنصور. واليهود الصهاينة سرقوا هذه النجمة، واتخذوها شعاراً لهم ورمزاً لانتظارهم للمصلح العالمي الموعود، وهو عندهم - كما قدمت - إيليا النبي (ع). والذي يهين هذه النجمة ويلعنها يكون كمن يلعن كلمة (الله أكبر) التي وضعها صدام لعنه الله في علم العراق، ويكون ممن يلعن مواريث الأنبياء (ع).
        فهذه النجمة هي نجمة المهدي (ع)، وقد ورد عنهم (ع): (إن راية الحق إذا ظهرت لعنها أهل المشرق وأهل المغرب) ([180]). فاحذروا أيها المؤمنون، فاللعنة إذا لم تجد لها موضعاً عادت إلى صاحبها، كما ورد عن رسول الله (ص) ([181]).
        وداود (ع) داودنا، وسليمان (ع) سليماننا، والهيكل هيكلنا نحن المسلمين، لا هيكل اليهود الصهاينة قتلة الأنبياء، والأرض المقدسة أرضنا، ولابد من تحريرها وفتحها، ورفع رايـة (لا إله إلا الله، محمد رسول الله، علي ولي الله) عليها. ﴿إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ﴾ ([182]). وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

        بين لنا بما تعتقد به وما تاخذ وما هو الفرقه التي انت تتبعه نجيبك على ذلك اما من هم شجرة الطيبة وشجرة الخبيثه فجواب موجود في كتب الامام احمد الحسن ع بامكانك ان تراجع من خلال هذا الرابط كتب الامام احمد الحسن عليه السلام وكل التسليم


        والحمدلله رب العالمين



        متى يا غريب الحي عيني تراكم ...وأسمع من تلك الديار نداكم

        ويجمعنا الدهر الذي حال بيننا...ويحظى بكم قلبي وعيني تراكم

        أنا عبدكم بل عبد عبد لعبدكم ...ومملوككم من بيعكم وشراكم

        كتبت لكم نفسي وما ملكت يدي...وإن قلت الأموال روحي فداكم

        ولي مقلة بالدمع تجري صبابة...حرام عليها النوم حتى تراكم

        خذوني عظاما محملا أين سرتم ...وحيث حللتم فادفنوني حذاكم

        Comment

        • Be Ahmad Ehtadait
          مشرف
          • 26-03-2009
          • 4471

          #5
          رد: الشجرة الطيبة وضدها الشجرة الخبيثة وعلاقتهما بظهور الإمام المهدي

          بسم الله الرحمن الرحيم

          اللهم صل على محمد وآل محمد الائمه والمهديين وسلم تسليما كثيرا

          نقل من كتاب " المتشابهات الجزء الرابع " لامام احمد الحسن عليه السلام وكل التسليم ما يخص " الشجرة الطيبة "


          سؤال/ 181: ما معنى قوله تعالى: ﴿وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيّاً﴾([422])، ﴿فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾ ([423]) ؟

          الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم
          والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين
          الشجرة هي: (الشجرة المباركة في القرآن)، وهي شجرة آل محمد (ع)، وفروعها الأئمة والمهديون: ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ﴾ ([424]).
          والطور الأيمن، والوادي الأيمن هو: اليماني (المهدي الأول من المهديين)، والبقعة المباركة هو: الحسين (ع)، فالكلام من الطور الوادي الأيمن، أي اليماني (المهدي الأول)، والوادي الأيمن الطور الأيمن من البقعة المباركة أي من الحسين، فالمهدي الأول (اليماني) من ولد الحسين؛ لأنه من ذرية الإمام المهدي (ع)، والبقعة المباركة من الشجرة (أي محمد وعلي عليهما السلام)، فالحسين من محمد وعلي عليهما السلام.
          عن الصادق (ع) : (﴿شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ﴾ الذي ذكره الله تعالى فِي كتابه هو الفرات ﴿والْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ﴾ هي كربلاء، والشجرة هي محمد) ([425]).
          والفرات نهر من الجنة، واليماني أيضاً نهر من الجنة، تلقى فيه أعمال العباد كما ورد عن الصادق (ع) : (الركن اليماني بابنا الذي يُدخل منه الجنة، وفيه نهر من الجنة تلقى فيه أعمال العباد) ([426]).
          وكربلاء هي الحسين (ع)، والشجرة هي محمد وعلي عليهما السلام؛ لأنهما أبوا العترة. فالمُكلم المباشر هو المهدي الأول (اليماني) : ﴿وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيّاً﴾.
          وقائد المكلم هو علي بن أبي طالب (ع) ﴿مِنَ الشَّجَرَةِ﴾؛ لأن الشجرة كلها علي بن أبي طالب (ع)، فهو أبو العترة، أما أصل الشجرة فهو محمد (ص).
          فمكلم موسى هو الله، ومكلم موسى هو محمد (ص)، وهو علي (ع)، ومكلم موسى هو المهدي الأول (اليماني).
          وقد سماه أمير المؤمنين (ع) مكلم موسى، وبيَّن علامات ظهوره: (إذا صاح الناقوس، وكبس الكابوس، وتكلم الجاموس (الجاموس هو الجامد، والمراد هنا: الصامت الساكت ([427])) فعند ذلك عجائب وأي عجائب إذا أنارت النار ببصرى، وظهرت الراية العثمانية بوادي سوداء، واضطربت البصرة وغلب بعضهم بعضا، وصبا كل قوم إلى قوم، وتحركت عساكر خراسان، ونبع شعيب بن صالح التميمي من بطن الطالقان، وبويع لسعيد السوسي بخوزستان، وعقدت الراية لعماليق كردان، وتغلبت العرب على بلاد الأرمن والسقلاب، وأذعن هرقل بقسطنطينة لبطارقة سينان، فتوقعوا ظهور مُكلِم موسى من الشجرة على الطور (وعلى الطور أي في النجف؛ لأن الطور نقل إلى وادي السلام كما روي عنهم (ع))، فيظهر هذا ظاهر مكشوف، ومعاين موصوف . . . ثم بكى صلوات الله عليه وقال: واها للأمم … ) ([428]).
          وهذا موجود في القرآن، فالله يتوفى الأنفس، وأيضاً عزرائيل، وأيضاً جند عزرائيل.
          ﴿اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا﴾ ([429]).
          ﴿وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ﴾ ([430]).
          ﴿قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ﴾ ([431]).
          ﴿وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ﴾ ([432]).
          وفي كل الأحوال إذا توفى الأنفس الملائكة، أو ملك الموت، فالمتوفي الحقيقي هو الله، وكذلك الحال هنا فإذا كان مكلم موسى هو علي (ع)، أو المهدي الأول، فالمكلم الحقيقي لموسى هو الله سبحانه.

          والحمدلله رب العالمين



          متى يا غريب الحي عيني تراكم ...وأسمع من تلك الديار نداكم

          ويجمعنا الدهر الذي حال بيننا...ويحظى بكم قلبي وعيني تراكم

          أنا عبدكم بل عبد عبد لعبدكم ...ومملوككم من بيعكم وشراكم

          كتبت لكم نفسي وما ملكت يدي...وإن قلت الأموال روحي فداكم

          ولي مقلة بالدمع تجري صبابة...حرام عليها النوم حتى تراكم

          خذوني عظاما محملا أين سرتم ...وحيث حللتم فادفنوني حذاكم

          Comment

          • Be Ahmad Ehtadait
            مشرف
            • 26-03-2009
            • 4471

            #6
            رد: الشجرة الطيبة وضدها الشجرة الخبيثة وعلاقتهما بظهور الإمام المهدي

            بسم الله الرحمن الرحیم

            اللهم صل على محمد وآل محمد الائمه والمهديين وسلم تسليما كثيرا

            لمعرفة المزيد من هم " الشجرة الملعونة في القران " بامكانك قرائه كتاب الامام احمد الحسن عليه السلام وكل التسليم في " التيه او الطريق الى الله "

            شكرا لك والحمدلله رب العالمين دائما



            متى يا غريب الحي عيني تراكم ...وأسمع من تلك الديار نداكم

            ويجمعنا الدهر الذي حال بيننا...ويحظى بكم قلبي وعيني تراكم

            أنا عبدكم بل عبد عبد لعبدكم ...ومملوككم من بيعكم وشراكم

            كتبت لكم نفسي وما ملكت يدي...وإن قلت الأموال روحي فداكم

            ولي مقلة بالدمع تجري صبابة...حرام عليها النوم حتى تراكم

            خذوني عظاما محملا أين سرتم ...وحيث حللتم فادفنوني حذاكم

            Comment

            • جلباب الولاء
              عضو جديد
              • 15-04-2012
              • 10

              #7
              رد: الشجرة الطيبة وضدها الشجرة الخبيثة وعلاقتهما بظهور الإمام المهدي

              السادة الكرام..
              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
              الأخت بأحمد أهتديت..
              شكرا لجنباكم لمروركم الكريم ولسعة صدركم وفقكم الله وكذا جميل نصحكم بما ترونه حقا..
              أختي الكريمة فقط أود أن أجيب على تساؤلك التالي:
              بين لنا بما تعتقد به وما تاخذ وما هو الفرقه التي انت تتبعه نجيبك على ذلك اما من هم شجرة الطيبة وشجرة الخبيثه فجواب موجود في كتب الامام احمد الحسن ع بامكانك ان تراجع من خلال هذا الرابط

              أقول: أمّا ما أعتقده وأأخذ به فهو محمّد وآل محمّد دون غيرهم وكذا اتباعي لمسلك الولاية بعيدا عن أي جهة أو فرقه سواء كانت فكرية أو شخصية..كما أود أن أوضح لجنابكم أن هذا المقتبس هو رؤية جديدة ضمن بحث طويل تحت عنوان القوانين المضادة لمشروع طور الإستخلاف المنتظر وإمامه الموعود(السلسلة الأولى) يتناول اللا ملتفت إليه وفق أسس حقيقية مندرجة تحت البرهان الموضوعي المتمثل بالكتاب والسنّة وذلك على الرابط التالي أعزكم الله: http://adoomobeen.net/public_files/details.php?post_id=34
              وكذا غيره من البحوث على نفس الموقع أحببت مشاركتكم فيها..فالمقتبس لبيان رؤية وليس استفسارا كما تفضلتم في بيان استعدادكم للإجابة وكذا نقلكم أيضا إقتباسات لعلها قريبة من العنوان والمحتوى بحسب رؤيتكم..لذا هذه دعوة لكم أختي الكريمة للتفضل بالإطلاع على المقتبس أو كامل البحث على الرابط جزاكم الله خيرا..كما أرجوا من جنابكم إمهالي بعض الوقت لقراءة ما تفضلتم به من اقتباسات ونصائح حتى يتوضح المقصود من جنابكم بشكل كامل ولي عودة للتعليق أو المرور إن اقتضى الأمر..حفظكم الله وسددكم وشكرا لترحيبكم .

              Comment

              • جلباب الولاء
                عضو جديد
                • 15-04-2012
                • 10

                #8
                رد: الشجرة الطيبة وضدها الشجرة الخبيثة وعلاقتهما بظهور الإمام المهدي

                السادة الكرام...
                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...



                بودّي أوّلاً الاعتذار عن التأخر في الرد لحوادث ألمّت عسى أن تكون عواقب الأمور خيرا..


                لزوماً على الباحث المنصف الذي يتسم بالموضوعية في مسلكه تتبّع البرهان الحقيقي وبكل صرامة دون إعمال العامل الذاتي وخاصة في الموضوعات الذات الطابع المصيري سواء كانت فرديّة أو جماعية..وفي المقابل فلابدّ على الداعي طرح أدلّته في إثبات حقانيّة دعوته ومناقشة الرأي الآخر ومقارعة الحجّة بالحجّة والدليل بالدليل حتى يتبين الرشد من الغي كلّ ذلك بسعة صدر وحلم..وهو الاتجاه السماوي في المطالبة بإتيان البرهان لأي دعوة حتّى تتميز وتندرج تحت أحد العنوانين الصدق أو الكذب...

                بعد هذه المقدمة أبدأ معكم سادتي محاولة النقاش للوصول إلى ساحل اليقين ضمن الأسس الموضوعية وفهم ما أبهم بيانه سائلكم سعة الصدر والتلطف علماً إني لا أمثل إلاّ قلمي فإن وسعكم قولي ولم يضايقكم مقامي أكملت ما ابتدأته وإلاّ فإن أرض الله واسعة ولست بفارض شيء على أحد..متخذاً أسلوب وضع الاقتباسات ومحاولة التعليق عليها حسب ما يتطلبه المقام...


                ابتدأ بالاقتباسات التي أوردتها الأخت بأحمد اهتديت حفظها الله إذ قالت:

                اعتقد بانني واعوذ بالله من نفسي عرفت ما تريد وصول اليه فلن اجيبك اكثر مما اجاب الامام احمد الحسن عليه السلام واليه التسليم بالحق والصدق
                أقول: سيدتي الفاضلة إن المقتبس الذي وضعته من بحث الحوراء زينب هو طرح جديد ضمن رؤية جديدة مدعمة بالنص القياسي ولا أظنه قد طرح من قبل في عموم المباحث الإسلامية بهذا الشكل والأسلوب (وكذا بقية البحوث) وهذا المقتبس دعوة لقراءة عموم البحث للاستزادة بمعرفة بعض مقامات الآل المحمّدي التي قصر عنها القريب فضلاً عن البعيد فضلاً عن حقهم المندثر..اللهم العن الجبت والطاغوت وحزبهم الأشرار وبلغ أرواحهم وأجسادهم مني اللعن واللعنة عليهما وعليهم ولعنة الله ونقماته وصلى الله على أعدائهم محمد وآله الأبرار وسلّم تسليماً كثيراً وحسبنا الله ونعم الوكيل نعم المولى ونعم النصير.



                أما قولك أختي الكريمة بأنك لن تجيبي على ما أوردته في المقتبس إلاّ بما أجاب أحمد الحسن فأقول لك مولاتي كما قلت سابقاً للأخ سم الخياط حفظه الله:

                إن مقام البحث هو مختص بموضوعة الإمامة وخصوص الشجرة الطيبة محمّد وآل محمّد والشجرة الخبيثة وهم كلّ من كان بالضد من آل محمّد..وهو الثابت لدينا ضمن الموروث الروائي..ضمن ثوب جديد وبيان واضح للكثير من الذي لم يلتفت إليه..

                لذا يُرجى الالتفات..وهذه دعوة لك أيضا ولعموم الإخوة الأعزاء للإطلاع على البحث وبقية البحوث المندرجة تحت عنوان الرابط التالي:

                http://adoomobeen.net/public_files/index.php



                وسأتناول الاقتباسات التي أورديتها حفظك الله من باب الرد الموضوعي وكما يقالوعلى المدّعي البينة) وحسب ما يتطلبه المقام..علماً أن موضوع البحث هو المقتبس الذي أوردته وليس غيره..ولكن بما أنك ترين أنّ ما أوردتيه جزاكم الله خيرا هو حجّة وهو رد ببرهان يثبت حقانيّة ما ترين فمن أصول الحوار والمناقشة الرد وفق أسس منهجية الحوار..فنبتدأ على بركة اللة مباشرة بالتعليق والرد على جواب سؤال الاقتباس وهو أصل المضمون:



                الجواب: إسرائيل تعني: عبد الله. ويوجد بعض اليهود الموجودين في الأرض المقدسة من ذرية يعقوب النبي (ع)، وهو عبد الله وهو إسرائيل عند اليهود.
                أقول: عن أبي عبد الله الصادق (له التسليم) قال: (كان يعقوب وعيص توأمين فولد عيص ثم ولد يعقوب فسمي يعقوب لأنه خرج بعقب أخيه عيص، ويعقوب هو إسرائيل ومعنى إسرائيل عبد الله، لإن إسرا هو عبد وئيل هو الله عز وجل) .


                وفي خبر آخر: (إن إسرا هو القوة وإيل هو الله فمعنى إسرائيل قوة الله عز وجل) .

                وهناك الكثير من المرويات في الكتب التفسيرية الروائية لمن طلب المزيد .



                والنجمة السداسية عند اليهود هي: نجمة داود، وتعني: المنتصر، وهي علامة للمصلح المنتظر عندهم، وهو إيليا النبي (ع)، الذي رُفع قبل أن يُبعث عيسى (ع) بمدة طويلة، وهم ينتظرون عودته، وهو أحد وزراء الإمام المهدي (ع) الآن.
                أقول: الكلام هنا ذو شقين:

                الأول: جذور النجمة السداسية..
                الثاني: ماهي علاقة النجمة السداسية بدواد النبي (عليه السلام) واليهود بشكل خاص..


                الشق الأول: بعيد عن الإطناب أكتفي بنقل بعض الاقتباسات من كتاب: (النجمة السداسية:بحث لبيان أن النجمة السداسية ليست من مختصات الديانة اليهودية أو الدولة الصهيونية التي تحتل أرض فلسطين) بقلم ابتسام أحمد المغربية..وهي من إصدارات الإمام المهدي العدد (142) ..

                تقول الكاتبة: فالنجمة السداسية رمز قديم أقدم من الديانة اليهودية وهذا ما أثبتته اكتشافات أثرية كثيرة تربطها بعهود ما قبل موسى ع وقبل داود، وهذا الرمز موجود في آثار تأريخية لأمم كثيرة سواء من تقدم وجود الديانة اليهودية مثل الفراعنة والهندوس وغيرهم أو المتأخرة كالنصرانية...

                ثم تقول: فاستعمال اليهود لهذه النجمة لا يجعلها أبدا من مختصاتهم، وبالتالي تبقى النجمة السداسية على الأقل نجمة يمكن أن يستعملها أي شخص أو جهة ..

                ثمّ تبدأ الكاتبة بإثبات أصول النجمة السداسية واستعمالها في العصور والديانات القديمة والتي سبقت نبي الله داود والديانة اليهودية بمئات السنين..كما في الحضارات المصرية القديمة ذات الطابع الوثني واستعمال الفراعنة لها حتى قبل نبي الله موسى ع..وكذا عند السومريين..وكذا وجود هذه النجمة السداسية في كنز النمرود..وكذا في الحضارة اليونانية القديمة والرومانية (قبل الديانة اليهودية)..وكذا الديانة الهندوسية والتي تعد النجمة السداسية من أهم رموزها في طقوسها الخاصة حيث ترمز إلى اتحاد المتضادين وتداخلهما كالماء والنار والذكر والأنثى وتقاطع العالم المادي والروحي وتقاطع الرب بالإنسان وغيرها ويعبر عنه بالتجانس الكوني..وكذا استعمال هذه النجمة عند حضارات قديمة مثل المايا والكيمياء القديمة التي سبقت الديانة اليهودية بمئات السنين..فضلا عن استخدامها في الديانة الزرادشتية في مسائل الفلك..وكذا استعمالها في الديانة المسيحية والكنائس .


                وبهذا يتضح أن هذه النجمة هي من الرموز القديمة التي سبقت الديانة اليهودية بمئات السنين والتي تشير إلى قضية التعاكس والتضاد والتي لم تفهم بشكلها الحقيقي من قبل والحق أنها ترمز إلى الولاية الحقّة والمنتحلة فـ (المثلث الذي رأسه إلى الأعلى) يرمز إلى الولاية الحقّة، أما (المثلث الذي رأسه إلى الأسفل) فيرمز إلى الولاية المنتحلة، وكانت الديانات الوثنية القديمة التي تعتمد العلوم السرية تقدس الارتباط بين الذكر والأنثى بمعنى أنها تشرك الشكل الثاني المنتحل في الولاية في إدارة الوجود، لذلك كانت ولازالت الفئات التي تشرك الطرف الآخر بالولاية تربط الجنس ببعض طقوسها الدينية لما يرتبط بالعلاقة الثنوية، خاصة طقوس عبادة نمرود وسميراميس، أو عشتار وبعل، أو افروديت فينوس وباخوس..وما زالت هذه الممارسات مستمرة حتى الآن في الديانات الوثنية الحديثة وعبادات الشيطان، والقارئ اللبيب يعلم الآن لماذا ادّعى نمرود الربوبية ومن أجل أي شيء كان يحاجج نبي الله إبراهيم (ع)..

                لقد كان رمز الذكر القديم يمثل بشكل مثلث رأسه للأعلى كرمز للعضو الذكري، ورمز الأنثى كان بشكل مثلث متجه للأسفل..وباجتماع الرمزين أي باتحاد الذكر والأنثى ينتج النجمة السداسية وكانت النجمة السداسية ترمز للآلهة مولوك، و رمفان، وزحل الذي كان يرمز له بالنجمة السداسية، وكان الإله الأكبر عند الكلدانيين!.. هنا تجب علينا الإشارة إلى شيء غاية في الأهمية وهو أن تسويق معلومة (الذكر والأنثى) بهذا الشكل الغاية منه تمرير الفكرة بمفهومها السطحي ليس إلاّ وفي الحقيقة أنّ الأنثى أو لفظ الإناث تعني (كمصداق) المنتحل للولاية كما ورد في جملة من الأحاديث منها عن محمد بن اسماعيل الرازي عن رجل سمّاه عن أبى عبد الله "إليه التسليم" قال: (دخل رجل على أبي عبد الله "إليه التسليم" فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين فقام على قدميه فقال: (مه هذا إسم لا يصلح إلاّ لأمير المؤمنين الله سماه به ولم يسمّ به أحد غيره فرضي به إلاّ كان منكوحاً وإن لم يكن به ابتلى به، وهو قول الله في كتابه "إن يدعون من دونه إلا إناثا وأن يدعون إلا شيطانا مريدا).( تفسير العياشي(
                إذن أصبح من الواضح للقارئ الكريم أن كل من ينتحل منصب الولاية هو أنثى وبالتالي تمثيل للشيطان لعنه الله، وهذا المفهوم يكشف عن عمل الشيطان الحقيقي الذي يتركز على إفشال مشروع طور الإستخلاف الذي هو غاية وثمرة الولاية، وهذه النتيجة تعيدنا إلى أصل البحث وتساؤلاته حول تضادد أو تعاكس القوانين!..فلو قلنا لماذا يتعاكس مثلث الشجرة الخبيثة مع الشجرة الطيبة بهذا الشكل ولأي شيء يكون متجه إلى أصل الشجرة الطيبة؟
                الجواب سيكون عند إذن سهل وبسيط جداً وهو من أجل الوصول إلى أصل الشجرة الطيبة وهو محمد (صلى الله عليه وآله) كما قلنا..لأن الشجرة الخبيثة مجتثة من فوق الأرض مالها من قرار ويكون ذلك بتخطيط هندسي وعمل متقن في نفس الوقت من قبل الشجرة الخبيثة لأنها تعلم أن السيطرة أو الوصول إلى أصل الشجرة الطيبة يكاد يكون مستحيلاً جداً وبالتالي فعملية السيطرة على الوحي هي الأخرى مستحيلة والنتيجة، أن الملعون لن يتمكن من الوصول إلى السماء والعودة إلى ما طرد منه (فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأرض مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إلى حِينٍ)(البقرة: 36)..خصوصاً بعد أن فشلت محاولتهم عندما دسّوا له الحميراء للوصول إلى معدن علم الرسول (صلى الله عليه وآله) عن طريق مخالطته لها!..فالبعد البيولوجي لهذه المرأة يعود إلى الطينة الخبيثة وبمجرد الاتصال بها ستنتقل الأسرار إلى الشيطان لأنّ طينتها مرتبطة بأصلها الخبيث!..



                الشق الثاني: ما هي علاقة النجمة السداسية بداود النبي (ع) واليهود بشكل خاص...


                إن الأدلة التاريخية تؤكد على عدم استخدام اليهود للنجمة كشعار ديني إلا في القرن الثاني عشر وفي أوربا فقط دون غيرها..والظهور الأقدم للنجمة السداسية في المخطوطات اليهودية هو على غلاف إحدى المخطوطات الماسورتيه في لينغراد سنة 1008 ميلادي..ويعتبر ياهودا بن الياهو الحداسي هو أول من ذكر مصطلح (درع داود) ليعبر عنه كرمز ومع ذلك فليس هناك دليل يربط بين ذكر رمز (درع داوود) ورمز النجمة السداسية..حيث الارتباط بين النجمة وهذا الإسم جاء متأخرا حسب التراث التأريخي الموجود وهي فترة قرني الحادي عشر والثاني عشر..علماً أن النجمة السداسية استخدمت كشعار علماني دون الشعار الديني والذي يرمز له بالشمعدان السباعي والخلاف حينها بين الفرق الصهيونية في خصوص اختيار هذا الرمز معروف ولا حاجة للتفصيل..فهي (أي النجمة السداسية) تعتبر عند الكثير من اليهود مرفوضة لكونها رمز للصهيونية وليس لليهودية (أي كعرق وليس كدين)..والمتتبع يعلم أن عائلة روتشيلد صاحبة أضخم البنوك العالمية والمؤسسات في أوربا والتي تتحكم بالموارد المالية في بريطانيا ومعظم دول العالم والتي كانت تنتمي إلى يسمى بالمتنوريين ذات الاتجاه الماسوني كانت قد صممت على إنشاء منظمة صهيونية وإنشاء دولة مستقلة لها هي بمثابة دولة روتشيلد..ففي عام 1895 قام ادموند روتشيلد بزيارة فلسطين وصمم على إنشاء دولة فيها تخدم مخططاتهم بعيدة المدى فأحدث سنة 1897 المؤتمر اليهودي وكان من المقرر عقده بألمانيا ولكن بسبب المعارضة المحلية تم عقد المؤتمر بمدينة بال بسويسرا حيث ترأس المجلس تيودور هرتزل الذي انتخب زعيما للصهيونية..واتخذ شعار روتشيلد (جمعية المتنوريين الماسونية) وهي النجمة السداسية كشعار لهذه المنظمة الصهيونية والذي بعد 51 سنة اتخذ كعلم لدولة إسرائيل..ويذكر أن مؤسسة روتشيلد الماسونية أعطت 2 مليون دولار للرئيس ترومان بشكل دعم لحملته الانتخابية بشرط أن يعترف بدولة إسرائيل عند قيامها وبالفعل فقد اعترف الرئيس ترومان (الماسوني) رئيس الولايات المتحدة بها بعد نصف ساعة فقط من قيامها..وكل تلك المدة لم يكن للنجمة السداسية أي علاقة باليهودية ..ولا يزال الماسونيين يسعون لإعادة بناء هيكل سليمان ولكن ليس لعبادة الله وإنما لإعادة أمجاد المعبد القديم بالعبادات الوثنية .

                أكتفي بهذا القدر من البيان تاركا تفصيل المقام للقارئ الكريم .



                ما تقدم بناءً على أن إسرائيل تعني: يعقوب، ولكن الحقيقة إن إسرائيل تعني: عبد الله، وتعني: محمداً (ص).
                وبنو إسرائيل هم: آل محمد (ع)، وأيضاً شيعتهم، بل والمسلمون عموماً بحسب ورودها في القرآن.

                أقول: ممّا لا شك فيه أن للقرآن ظاهر وباطن والباطن يختلف عن الظاهر كونه يتصف بالديمومة التأويلية المستمرة لا المتعيّنة بالزمكان الثابت وكذا الشخوص..فإسرائيل كما ورد في النصوص هو يعقوب النبي في الظاهر وفي الباطن هو ظهور من ظهورات الشجرة الطيبة فلا مشاحة في إطلاق لفظة بني إسرائيل أيضا على الآل المحمدي لكونهم هم أيضا كما بينت النصوص..فقضية التكرار وفق قانون النسبة الثابتة للأرواح من بديهات الأمور وفق ما هو مزبور في تراث الآل المحمدي(لمزيد من الإطلاع يرجى التفضل بقراءة بحث القوانين المضادة لمشروع طور الاستخلاف المنتظر وإمامه الموعود على الرابط التالي http://adoomobeen.net/public_files/index.php)..

                وللفائدة أكثر يرجى التفضل أيضا للإطلاع على بحث دور الحوراء زينب في تفعيل رسالة السماء ومشروع طور الاستخلاف على الرابط التالي http://adoomobeen.net/public_files/d...php?post_id=37

                ولا حاجة للبيان أكثر لكونه خارج مقام البحث .

                أما القول:

                فبعض الآيات في الأئمة خاصة ([168])، وهم بنو إسرائيل فيها لا سواهم.
                إن أخذ على ظاهره يكون مفتقر للدقة وخصوصا لو أضيفت له قرينة القول السابق:
                ولكن الحقيقة إن إسرائيل تعني: عبد الله،

                بل الأمر كما أسلفنا من كون القران له ظاهر وباطن..

                وإيراد الآية التالية:

                قال تعالى: ﴿ يَا بَنِي إِسْرائيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ * وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً وَلا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلا تَنْفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ﴾ ([169]).
                في محاولة لإثبات القول السابق من إثبات خصوصية لفظة بني إسرائيل بآل محمد دون الالتفات إلى الظاهر هو أمر غير صحيح..ولا يصح إيراد نص روائي تفسيري بوجه التأويل لإثبات ما تفضلتم به وخصوصا وأن النص أضيف إليه بعض العبارات الخاصة دون تراث الآل المحمدي وهو أمر آخر يحتاج إلى نظر لكن لكل مقام مقال..,وإلاّ فإن هناك نصوص تثبت ظاهرية هذه الآية أيضا فضلا عن القرآن نفسه وهذه تتمة الآيات مع الآية نفسها:


                يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ{47} وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ{48} وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوَءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ وَفِي ذَلِكُم بَلاءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ{49} وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ{50} وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِن بَعْدِهِ وَأَنتُمْ ظَالِمُونَ{51} ثُمَّ عَفَوْنَا عَنكُمِ مِّن بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ{52} وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ{53} وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُواْ إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ{54} وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ{55} ثُمَّ بَعَثْنَاكُم مِّن بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ{56} وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَـكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ{57} وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُواْ هَـذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً وَقُولُواْ حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ



                قولكم:

                ﴿وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ﴾: أي رسول من الإمام المهدي (ع)؛ لأنه بعد بعث الإنسان الكامل (كلمتك التامة وكلماتك التي تفضلت بها على العالمين)، وهم محمد وآل محمد ختمت الرسالة من الله سبحانه وتعالى،
                بغض النظر عن وجه التأويل الخاص إلاّ أني أود أن أستفهم عن لفظة (الإنسان الكامل) الورادة في الكلام فهل المراد منها ماهو متعارف عليه عند أصحاب المسلك العرفاني من إيراد نفس هذه اللفظة (الإنسان الكامل) أم هناك معنى آخر لم يذكر..وشتان بين لفظتي الإنسان الكامل و (الكلمة التامة)..



                قولكم:

                فـ (آل محمد) رسل من محمد (ص)
                يرجى إعطاء الدليل والبرهان على كون الآل المحمّدي هم رسل من محمّد ولا أعني كونهم الامتداد بل خصوص لفظ الإرسال كما هو وارد في الكلام .



                قولكم:
                فالرسول محمد (ص): (الخاتم لما سبق والفاتح لما استقبل) أي: الخاتم للرسالة من الله، وفاتح الإرسال منه (ص) ومن آل بيته (ع).
                أقول: ما هو وارد عنه (ص) أنه الخاتم للنبوة وقوله المشهور أنّه لا نبي بعدي يوضح ذلك فضلا عن قولهم ع (أمّا رسول اللّه فخاتم النبيين ليس بعده نبي ولا رسول وختم برسول اللّه الأنبياء إلى يوم القيامة)(كتاب سليم بن قيس ص 97 ـ الاحتجاج 1/220 الطبع الحديث)..أمّا كونه الخاتم لعملية الإرسال من الله وفاتح الإرسال منه فهو أمر يحتاج إلى دليل وبرهان حقيقي وفق المعنى المطروح ..

                عنه (عليه السلام) : بنا فتح الله الإسلام ، وبنا يختمه .

                عنه (عليه السلام) : بنا يفتح الله ، وبنا يختم الله .

                عنه (عليه السلام) : يا أيها الناس ، إنا أهل بيت بنا ميز الله الكذب ، وبنا يفرج الله الزمان الكلب ، وبنا ينزع الله ربق الذل من أعناقكم ، وبنا يفتح الله ، وبنا يختم الله .

                الإمام الباقر (عليه السلام) : أيها الناس ، أين تذهبون وأين يراد بكم ؟ بنا هدى الله أولكم ، وبنا يختم آخركم .

                الإمام الرضا (عليه السلام) : بنا فتح الله الدين ، وبنا يختمه .

                الإمام الهادي (عليه السلام) - في الزيارة الجامعة التي يزار بها الأئمة ( عليهم السلام ) - : بكم فتح الله ، وبكم يختم .

                وال (نا) المستخدمة في حديثهم متضمنة شخوصهم وجميع شخوص الآل المحمدي لا خصوص النبي الأكرم كما هو واضح..فبهم جميعا فتح الله وبهم سيختم .
                وقولكم:

                وقد ثبت عند الشيعة أنّ الإمام المهدي (ع) يرسل محمداً بن الحسن ذا النفس الزكية قبل خمسة عشر يوماً من قيامه لأهل مكة فيقتلونه ([172])، فإذا صح هذا الإرسال صح غيره.
                فهو قياس مع الفارق ولا يصح إيراده في المقام .

                أما بقية الكلام التأويلي وبعض النصوص والروايات..زيادة لبعض العبارات الخاصة فسنغض الطرف عناه لكونها خارج مقام البحث..



                والقول الأخير:

                أما النجمة السداسية: فهي من مواريث الأنبياء التي ورثها القائم محمد بن الحسن المهدي (ع)، وهي ترمز إليه (عليه صلوات ربي) وتعني: المنتصر والمنصور. واليهود الصهاينة سرقوا هذه النجمة، واتخذوها شعاراً لهم ورمزاً لانتظارهم للمصلح العالمي الموعود، وهو عندهم - كما قدمت - إيليا النبي (ع). والذي يهين هذه النجمة ويلعنها يكون كمن يلعن كلمة (الله أكبر) التي وضعها صدام لعنه الله في علم العراق، ويكون ممن يلعن مواريث الأنبياء (ع).
                أقول: قد تقدم البيان في المقام فلا حاجة للإعادة والإطناب .


                وقولكم:

                فهذه النجمة هي نجمة المهدي (ع)، وقد ورد عنهم (ع): (إن راية الحق إذا ظهرت لعنها أهل المشرق وأهل المغرب) ([180]). فاحذروا أيها المؤمنون، فاللعنة إذا لم تجد لها موضعاً عادت إلى صاحبها، كما ورد عن رسول الله (ص) ([181]).
                أقول: كذا قد تبين عدم صحة هذا القول..أما النص والوارد فلا علاقة له بالمقام وإسقاطها على هذا الرأي يتبع الدور .

                أكتفي بهذا القدر فيما يخص المقام..هذا والحمد لله رب العالمين واللعنة الدائمة على أعداء آل محمد إلى يوم الدين .


                أما خصوص اقتباس كتاب المتشابهات الذي نقلتموه فهو خليط من نصوص أهل البيت الموجودة في الكتب التفسيرية الروائية زيادة عليها بتأويلات خاصة..لا حاجة إلى الورود عليها لكونها خارج المقام..أما كتاب التيه والطريق إلى الله فهو كتاب ذو مذاق تأريخي ووعظ مصاحب بأسلوب عرفاني أخلاقي عموما ولا حاجة أيضا للوقوف على مضامينه لكونه خارج المقام أيضا..هذا والسلام عليكم شاكراً لكم سعة صدركم جزاكم الله خيرا .

                Comment

                Working...
                X
                😀
                🥰
                🤢
                😎
                😡
                👍
                👎