إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

أعـــرف إمـآمـــك ...

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • منى محمد
    عضو مميز
    • 09-10-2011
    • 3320

    #31
    رد: أعـــرف إمـآمـــك ...

    أقتل نفسك تعرف ربك .
    ومن عرف نفسه عرف ربه .
    من دروس اليماني الموعود الإمام احمد الحسن .

    الإنسان هو تجلي اللاهوت سبحانه في عالم الخلق , ففطرة الإنسان تؤهله إلى أن يكون الله في الخلق , أي صورة الله أو وجه الله أو يد الله .

    عن أبي الصلت الهروي , عن الإمام الرضا عليه السلام قال :
    [ قال النبي ص من زارني في حياتي أو بعد موتي فقد زار الله تعالى , ودرجة النبي ص في الجنة أرفع الدرجات , فمن زاره في درجته في الجنة من منزله فقد زار الله تبارك الله وتعالى .
    قال : فقلتُ له : يا بن رسول الله ص , فما معنى الخبر الذي رووه :
    إن ثواب لا إله إلاّ الله النظر إلى وجه الله تعالى ؟
    فقال ع : يا أبا الصلت , من وصف الله تعالى بوجه كالوجوه فقد كفر , ولكن وجه الله تعالى أنبياؤه ورسله وحججه صلوات الله عليهم , هم الذين بهم يتوجه إلى الله وإلى دينه ومعرفته , وقال الله تعالى :
    كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (27) الرحمن .
    كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ 88 القصص .

    وسعىي الإنسان لمعرفة نفسه يمرّ في كل حركة بمعرفة الرب بمرتبة ما ومن ثم التخلّق بأخلاق الرب سبحانه والتحلّي بصفاته حتى يصل الإنسان ـــ إن كان مخلصاً متجرداً عن الأنا ـــ إلى أن يكون الله في الخلق , أي صورة اللاهوت ووجه اللاهوت , وفي هذه المرحلة وهذا المقام سيكون الإنسان عارفاً بنفسه , ومعرفته بنفسه هي معرفته بربه , لأنه وجه الله , والرب يعرف بوجهه الذي يواجه به , وكل إنسان يسير إلى الله بإخلاص يكون وجه الله بمرتبة ما بحسب سعيه وإخلاصه , أي إنه يكون وجه الله بحسب ما تحمل نفسه من صفات الله كما ً وكيفاً وبالتالي فوجه الله في الخلق ليس مرتبة واحدة , فمحمد ص وجه الله , وعلي ع وجه الله , وفاطمة ع وجه الله , والحسن ع وجه الله , والحسين ع وجه الله , والأئمة ع وجه الله , والمهديون وجه الله , والأنبياء والرسل ع وجه الله , وسلمان الفارسي وجه الله , ولكن كلٌ منهم بحسبه .

    فوجه الله الحقيقي في الخلق هو محمد ص وبالتالي ستكون معرفته بربه سبحانه هي الأكمل في الخلق , لأنها عبارة عن معرفته بنفسه , ولا أحد من الخلق أعرف منه ص بنفسه التي عكست صورة اللاهوت بالصورة الأكمل في الخلق وكانت هي الأكمل في الخلق .

    ولو فرضنا أن النفس الإنسانية مرآة ومودعة فيها القدرة على عكس صورة اللاهوت فإن صورة اللاهوت في هذه المرآة ستكون أكمل وأوضح بقدر توجيه هذه المرآة إلى اللاهوت , فمن يوجهها بشكل كلي سيعكس صورة كاملة للّاهوت , ومن يقصّر في التوجيه الكلي لمرآته سيكون هناك قصور في صورة اللاهوت المنعكسة في مرآة وجوده بقدر تقصيره .

    ومعرفته للّاهوت ولربه ستكون بقدر تلك الصورة المنعكسة في مرآة وجوده , وبالتالي فمن يعرف حقيقة نفسه بالفعل , وأُؤكد بالفعل [ فليست المسألة معرفة ألفاظ أو معاني ] سيكون قد عرف ربه بقدر معرفته بنفسه .
    وأضربُ لك مثالاً ليقرب لك تصور مراحل هذه المعرفة :
    أفرض أن ناراً مشتعلة أمامك وأنت تراها بعينك وتحس حرارتها التي تلفح وجهك , ولكنك لا تعرف أثرها فيك حتى تمسها بيدك مثلاً فتحترق يدك , وعندها ستعرف أن النار محرقة , ولكن معرفتك هذه بحقيقة النار من خلال نفسك
    [ يدك التي إحترقت ] , فمعرفتك بلإحتراق الذي حصل ليدك مرَّ أولاً بمعرفة النار الألوية وهي أنك تراها بعينك وتحس حرارتها ولكنك لا تعرف أثرها لتعرف شيئاً من حقيقتها , أمّا أن مسستها فقد عرفت شيئاً من حقيقتها ولكن هذه المعرفة مرَّت بنفسك أي عرفتها من خلال ما حصل ليدك .

    الآن نكمل المثال ونقول : إنك بقدر الإحتراق الحاصل لك من النار تعرف أثرها فيك وتعرف حقيقتها من خلال أثرها فيك , حتى إذا إحترقتَ كلك في النار أصبحت أنت ناراً ومعرفتك بالنار ستكون هي معرفتك بنفسك والآن لو فرضنا أن هذه النار هي أكمل صورة
    للنار كأن تكون ناراً بيضاء مثلاً وأنت إحترقت وأصبحت ناراً ولكن بصورة أدنى من النار البيضاء ولنقل ناراً حمراء فستكون معرفتك لهذه النار البيضاء ــ التي هي معرفتك بنفسك ــ دون من إحترق وأصبح ناراً بدرجة أعلى منك [ أي في درجة بين الحمراء والبيضاء ] .

    أمّا إن كنت تسأل عن منهج عملي فالله وضع منهجاً علمياً وأنزله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم , وكامثال إذهب وإقرأ سورة الإسراء وتدبرها لتجد أن هذا المنهج قد أوضحه الله سبحانه .
    ورسول الله محمد ص حصر علة بعثه بقوله : إنما بعثتُ لأتتم مكارم الأخلاق .

    وإن كنت تريد مني أن أختصر لك هذا المنهج بكلمة واحدة , فأقول لك : [ أقتل نفسك تعرف ربك ] ,
    فالنفس الإنسانية نور وظلمة , وبقدر سيطرة النور وإنحدار الظلمة في نفس الإنسان تكون معرفته بربه , ولو سميتُ لك الأسماء بمسمياتها فالنور : هو , والظلمة : الأنا , فكلما قلتَ [ أنا ] مقابل [ هو ] , ستجد أن الظلمة قد إتسعت في نفسك وإبتعدت عن المعرفة وإقتربتَ أكثر من الجهل والعمى , وكلما قلتَ [ هو ] مقابل [ أنا ] ستجد أن النور قد هيمن على صفحة وجودك حتى يعرف الإنسان أن وجوده ذنب , لأن ما يجعله موجوداً متميزاً هو تشوبه بالظلمة والتي مصدرها أنا وطلبه للوجود والبقاء مقابل هو سبحانه , ولهذا قال علي عليه السلام [ إلهي قد جرتُ على نفسي في النظر لها , فلها الويل إن لم تغفر لها ] .

    وقد هلك إبليس بقول [ أنا ] قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (12) . الأعراف . فأحذرها .

    احمد الحسن .
    شعبان الخير 1430 .
    ...........................
    من كتاب الجواب المنير عبر الأثير
    سؤال 323.
    ولم أنسى تلك الكلمات التي كان يرددها في أيام الدعوة اليمانية المباركة نقلاً عن الإمام المهدي (ع )
    أنا منسي منسي .. و القرآن مهجور مهجور مهجور ..
    كان يرددها بألم و حزن و لوعة .
    هكذا عرف الشيخ ناظم العقيلي الإمام احمد الحسن ( ع ).

    Comment

    Working...
    X
    😀
    🥰
    🤢
    😎
    😡
    👍
    👎