إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

كتـــــاب العجــــــل في أجـــــــــــزاء

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • السلماني الذري
    عضو نشيط
    • 23-09-2008
    • 402

    #31
    رد: كتـــــاب العجــــــل في أجـــــــــــزاء

    أسباب الغيبة
    الإمام (ع) لطف إلهي بالمؤمنين ، ووجوده ظاهراً بينهم فيه حثّ كبير لهم على الالتزام الديني ، فإذا امتنع ظهوره لخوف القتل مثلاً ، فإنّ وجود سفير له (ع) أفضل بكثير من غيبته التامة ؛ لأنّ السفير هو القائد البديل للإمام (ع) الذي ينقل أوامره (ع) ، فوجوده - أي السفير - كذلك لطف إلهي ؛ لأنّ وجوده شبه وجود المعصوم ، حيث بوجود السفير يمكن الاتصال بالإمام ومعرفة الأحكام الشرعية الصحيحة ، وخصوصاً ما يستجد منها مع مرور الزمن ، وإذا كان الأمر كذلك فما هو سبب الغيبة التامة ؟!
    وللإجابة هناك عدّة فروض منها:
    1- الخوف من اغتياله من قبل الطواغيت:
    وهذا يمكن أن يكون صحيحاً إذا كان الإمام ظاهراً للجميع ، أمّا إذا كان غائباً غيبة غير تامة ، أي بوجود سفير فيكون الإمام (ع) بعيد عن أعين الطواغيت ومكرهم السيئ ، خصوصاً أنّه (ع) مؤيد من الله . وفي نفس الوقت يتصل بالمؤمنين ويوصل إليهم الأحكام الشرعية والتوجيهات التي يحتاجونها ، إذن للتخلّص من خطر الطواغيت يكفي الغيبة غير التامة مع السفارة ، فلا داعي للغيبة التامة ، والله أعلم .
    2- عدم وجود شخص مؤهل للسفارة والنيابة الخاصة عن الإمام (ع):
    حيث إنّ السفير عند الإمام يجب أن يتمتع بكثير من صفات الإمام (ع) ، فلا أقل من درجة عالية من الزهد والتقوى والورع ومخافة الله والمقدرة على إدارة شؤون الأمة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً ، وأن يكون فقيهاً ، أي: إنّه على دراية بحديث المعصومين (ع) ، لا أن يكون فقيهاً بالمعنى المتعارف اليوم .
    فالسفير لا يقوم باستنباط الأحكام الشرعية ، بل هو مؤمن مخلص يقوم بنقل الأحكام الشرعية من الإمام (ع) إلى الأمة ، كما أنّه مع وجود سفير للإمام (ع) لا يجوز لأحد استنباط حكم فقهي برأيه ، وإن كان فقيهاً جامعاً للشرائط المتعارفة اليوم .
    وهذا يمكن أن يكون سبباً للغيبة التامة ، ولكن عدم وجود شخص واحد مؤهل للسفارة أمر بعيد ، هذا وقد ورد في حديثهم (ع) ما معناه: إنّ الإمام لا يستوحش من وحدته (ع) في زمن الغيبة مع وجود ثلاثين مؤمن من الصالحين ([148]) .
    3- إعراض الأمة عن الإمام (ع):
    وعدم الاستفادة منه استفادة حقيقية ، وعدم التفاعل معه كقائد للأمة ، فتكون الغيبة التامة عقوبة للأمة ، وربما يكون من أهدافها إصلاح الأمة بعد تعرضها لنكبات ومآسي بسبب غياب القائد المعصوم . فتكون الغيبة الكبرى شبيهة بتيه بني إسرائيل في صحراء سيناء ، أي: إنها عقوبة إصلاحية ، الهدف منها خروج جيل من هذه الأمة مؤهل لحمل الرسالة الإلهية إلى أهل الأرض ، جيل لا يرضى إلاّ بالمعصوم قائداً ، ولا يرضى إلاّ بالقرآن دستوراً وشعاراً ومنهاجاً للحياة .
    قال أمير المؤمنين (ع) في وصف إعراض هذه الأمة عن الإمام والقرآن: (وإنّه سيأتي عليكم من بعدي زمان ليس فيه شيء أخفى من الحق ولا أظهر من الباطل ، ولا أكثر من الكذب على الله ورسوله !! وليس عند أهل ذلك الزمان سلعة أبور من الكتاب إذا تلي حق تلاوته ، ولا أنفق منه إذا حرّف عن مواضعه ، ولا في البلاد شيءٌ أنكر من المعروف ولا أعرف من المنكر ، فقد نبذ الكتاب حُملته ، وتناساه حفظته ، فالكتاب يومئذٍ وأهله منفيان طريدان وصاحبان مصطحبان في طريق واحد لا يؤويهما مؤو !! فالكتاب وأهله في ذلك الزمان في الناس وليسا فيهم ، ومعهم وليسا معهم ؛ لأنّ الضلالة لا توافق الهدى وإن اجتمعا ، فاجتمع القوم على الفرقة وافترقوا عن الجماعة ، كأنهم أئمة الكتاب وليس الكتاب إمامهم ! فلم يبق عندهم منه إلاّ اسمه ، ولا يعرفون إلاّ خطه وزبره !! ومن قبل ما مثلوا بالصالحين كل مثله ، وسمّوا صدقهم على الله فرية ، وجعلوا في الحسنة عقوبة السيئة) ([149]) .
    والدال على أنّ سبب الغيبة التامة هو إعراض الأمة عدّة أمور ، منها:
    أ- التوقيعات الصادرة عنه (ع) عن طريق سفرائه قليلة جدّاً ، مما يدل على أنّ الأسئلة الموجهة إليه قليلة أيضاً .
    ولعل قائل يقول: إنّ التوقيعات كثيرة ، ولكن لم يصل لنا منها إلاّ هذا العدد الضئيل .
    والحق: إنّ هذا الاعتراض لا ينطلي على من تدبر قليلاً ، فلو كانت التوقيعات كثيرة لوصل لنا منها الكثير وإن ضاع منها شيء ، فحتماً أنّ أحاديث الرسول (ص) والإمام الصادق والإمام الرضا (عليهما السلام) لم تصل لنا جميعها ، ولكن وصل لنا منها الكثير ، وأحاديث الإمام (ع) ليست ببدع من أحاديث الأئمة (ع) ، والظروف التي أحاطت بها ليست بأعظم من الظروف التي أحاطت بخطب الإمام أمير المؤمنين (ع) حتى وصل لنا منها كتاب نهج البلاغة .
    كما أنّ علماء الشيعة في زمن الغيبة الصغرى كانوا يهتمون في كتابة أحاديث الأئمة (ع) ، وعرض كتبهم على الإمام (ع) عن طريق السفراء ، ومن هذه الكتب الكافي للكليني (رحمه الله) ، فلماذا لم يهتم أحد منهم بكتابة التوقيعات الصادرة منه (ع) ؟!
    والحقيقة أنهم اهتموا بكتابتها ، ولكنها قليلة .
    ويدل على إعراض الناس عن العلم والإمام ما قدّم الكليني في كتابه الكافي . هذا والكليني عاش في زمن الغيبة الصغرى ، ومات في نهاية أيامها على الأصح ، فقد مات في شعبان سنة 329 هـ ق ، أي في نفس الشهر والسنة التي مات بها علي بن محمد السمري ، آخر السفراء الأربعة .
    قال الكليني (رحمه الله): (أمّا بعد ، فقد فهمت ما شكوت اصطلاح أهل دهرنا على الجهالة ، وتوازرهم وسعيهم في عمارة طرقها ، ومباينتهم العلم وأصوله ، حتى كاد العلم معهم إن يأزر كلّه ، وينقطع مواده ، لِما قد رضوا إن يستندوا إلى الجهل ، ويضيعوا العلم وأهله) ([150]) .
    وقال: (فمن أراد الله توفيقه وأن يكون إيمانه ثابتاً مستقراً سبّب له الأسباب التي تؤديه إلى أن يأخذ دينه من كتاب الله وسنة نبيه (ص) بعلم يقين وبصيرة ، فذاك أثبت في دينه من الجبال الرواسي ، ومن أراد الله خذلانه وأن يكون دينه معاراً مستودعاً - نعوذ بالله منه - سبّب له الأسباب للاستحسان والتقليد والتأويل من غير علم وبصيرة ، فذاك في مشيئة الله إن شاء الله تبارك وتعالى أتم إيمانه وإن شاء سلبه إياه ، ولا يؤمن عليه إن يصبح مؤمناً ويمسي كافراً ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً ؛ لأنّه كلما رأى كبيراً من الكبراء مال معه ، وكلما رأى شيئاً استحسن ظاهره قبله . وقد قال العالم (ع) ([151]): (إنّ الله عزّ وجل خلق النبيين على النبوة فلا يكونون إلاّ أنبياء ، وخلق الأوصياء على الوصية فلا يكونون إلاّ أوصياء ، وأعار قوماً الإيمان فإن شاء أتمه لهم ، وإن شاء سلبهم إياه ، قال: وفيهم جرى قوله: ﴿فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ﴾) ([152]) .
    فاعلم يا أخي أرشدك الله أنّه لا يسع أحد تمييز شيء مما اختلف الرواية فيه عن العلماء (ع) برأيه ، إلاّ على ما أطلقه العالم بقوله: (اعرضوها على كتاب الله فما وافق كتاب الله عزّ وجل فخذوه ، وما خالف كتاب الله فردوه) ، وقوله (ع): (دعوا ما وافق القوم ، فإنّ الرشد في خلافهم) ، وقوله (ع): (خذوا بالمجمع عليه فإنّ المجمع عليه لا ريب فيه) . ونحن لا نعرف من جميع ذلك إلاّ قلة ، ولا نجد شيئاً أحوط ولا أوسع من ردّ علم ذلك كلّه إلى العالم (ع) ([153]) ، وقبول ما أوسع من الأمر فيه بقوله: (بأيهما أخذتم من باب التسليم وسعكم) ([154]) .
    ب- ورد عنهم (ع) إنه مظلوم ، وإنه أخملهم ذكراً:
    قال الباقر (ع): (الأمر في أصغرنا سناً ، وأخملنا ذكراً) ([155]) .
    فخمول ذكره بين الشيعة دال على أعراضهم عنه (ع) .
    ج - خرج منه (ع) توقيع إلى سفيره العمري ، جاء فيه: ( … وأمّا علة ما وقع من الغيبة ، فإنّ الله عزّ وجل قال: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ﴾ ([156])) ([157]) .
    وربما يفهم من هذا الحديث أنكم سبب من أسباب الغيبة ، والحر تكفيه الإشارة .
    وبعد جوابه على مسائل الحميري التي سألها ، قال (ع): (بسم الله الرحمن الرحيم ، لا لأمره تعقلون ولا من أوليائه تقبلون ، ﴿حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ﴾ ([158]) ، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين) ([159]) .
    ولا يخفى ما في كلامه (ع) من ألم سببه إعراض هذه الأمة عن الحق وعنه (ع) ، ونحن أيّها الأحبة لو كنا موقنين أنّه حجة الله علينا لعملنا ليلاً ونهاراً لتعجيل فرجه ، ولقدّمناه على النفس والمال والولد .
    د- ركون الأمة للطاغوت وإعانته بأي شكل كان ولو بالأعمال المدنية التي يعتقد الناس إباحتها ، وهذا بيّنٌ لمن تصفّّح التاريخ وخصوصاً في زمن الغيبة الكبرى . فقد أعان الطاغوت كثير من العلماء والجهلاء على السواء ، مع أنّ الإمام الكاظم (ع) اعترض على صفوان (رضي الله عنه) ؛ لأنّه أَجّر جماله للطاغوت العباسي هارون ليذهب بها إلى الحج .
    قال تعالى: ﴿وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ﴾ ([160]) .
    قال الشيخ محمد رضا المظفر (رحمه الله): (هذا هو أدب القرآن الكريم وهو أدب آل البيت (ع) ، وقد ورد عنهم ما يبلغ الغاية من التنفير عن الركون إلى الظالمين الاتصال بهم ومشاركتهم في أي عمل كان ومعاونتهم ولو بشق تمرة ، ولا شك أن أعظم ما مني به الإسلام والمسلمون هو التساهل مع أهل الجور والتغاضي عن مساوئهم والتعامل معهم ، فضلاً عن ممالئتهم ومناصرتهم وإعانتهم على ظلمهم ، وما جر الويلات على الجامعة الإسلامية إلا ذلك الانحراف عن جدد الصواب والحق ، حتى ضعف الدين بمرور الأيام فتلاشت قوته ووصل إلى ما عليه اليوم فعاد غريباً وأصبح المسلمون أو ما يسمون أنفسهم بالمسلمين وما لهم من دون الله أولياء ، ثم لا ينصرون حتى على أضعف أعدائهم وأرذل المجترئين عليهم كاليهود الأذلاء فضلاً عن الصليبيين الأقوياء .
    لقد جاهد الأئمة (ع) في إبعاد من يتصل بهم عن التعاون مع الظالمين ، وشددوا على أوليائهم في مسايرة أهل الظلم والجور وممالئتهم ، ولا يحصى ما ورد عنهم في هذا الباب ومن ذلك ما كتبه الإمام زين العابدين إلى محمد بن مسلم الزهري بعد أن حذره عن إعانة الظلمة على ظلمهم: (أو ليس بدعائهم إياك حين دعوك جعلوك قطباً أداروا بك رحى مظالمهم ، وجسراً يعبرون عليك إلى بلاياهم وسلماً إلى ضلالتهم ، داعياً إلى غيهم سالكاً سبيلهم ، يدخلون بك الشك على العلماء ويقتادون بك قلوب الجهال إليهم ، فلم يبلغ أخص وزرائهم ولا أقوى أعوانهم إلا دونما بلغت من إصلاح فسادهم واختلاف الخاصة والعامة إليهم ، فما أقل ما أعطوك في قدر ما اخذوا منك ، وما أيسر ما عمروا لك في جنب ما خربوا عليك ، فانظر لنفسك فإنه لا ينظر إليها غيرك ، وحاسبها حساب رجل مسؤول) ([161]) .
    وقال: (وأبلغ من ذلك في تصوير حرمة معاونة الظالمين حديث صفوان الجمال مع الإمام موسى الكاظم (ع) ، وقد كان من شيعته ورواة حديثه الموثوقين ، قال - حسب رواية الكشي في رجاله - بترجمة صفوان ، دخلت عليه فقال لي: (يا صفوان كل شيء منك حسن جميل خلا شيئاً واحداً ، قلت: جعلت فداك أي شيء ؟ قال (ع): إكراك جمالك من هذا الرجل – يعني هارون – قلت: والله ما أكريته أشراً ولا بطراً ولا للصيد ولا للهو ، ولكن أكريته لهذا الطريق – يعني مكة – ولا أتولاه بنفسي ، ولكن أبعث معه غلماني ، قال: يا صفوان أيقع كراك عليهم ؟ قلت: نعم ، جعلت فداك . قال (ع): أتحب بقاءهم حتى يخرج كراك ؟ قلت: نعم ، قال (ع): فمن أحب بقائهم فهو منهم ، ومن كان منهم فهو كان ورد النار ، قال صفوان: فذهبت وبعت جمالي عن أخرها) ([162]) .
    فإذا كان نفس حب حياة الظالمين وبقائهم بهذه المنـزلة ! فكيف حال من يدخل في زمرتهم أو يعمل بأعمالهم أو يواكب قافلتهم أو يأتمر بأمرهم . إذا كان معاونة الظالمين لو بشق تمرة بل حب بقائهم من أشد ما حذر عنه الأئمة (ع) ، فما حال الاشتراك معهم في الحكم والدخول في وظائفهم وولايتهم ، بل ما حال من يكون من جملة المؤسسين لدولتهم ، أو من كان من أركان سلطانهم والمنغمسين في تشييد حكمهم (وذلك إن ولاية الجائر دروس الحق كله وإحياء الباطل كله وإظهار الظلم والجور والفساد كما جاء في حديث تحف العقول) ([163]) .
    إنّ العمل في الدوائر المدنية فضلاً عن الحربية في دولة الطاغوت إعانة للطاغوت على البقاء في الحكم ، وبالتالي فهي إعانة لأعداء الإمام المهدي (ع) ، ولا تستهينوا بهذا الأمر ففي الدول التي تتمتع شعوبها بشيء من الحرية إذا أراد جماعة معينة الضغط على حكومة ذلك البلد لتحقيق مطالب معينة أعلنوا إضراباً عن العمل .
    فالحكومات الطاغوتية متقومة بكم أيها العمّال والمهندسون والموظفون ، أنتم العمود الرئيسي الذي يرتكز عليه الطاغوت .
    ولعل بعضكم يقول: ماذا نفعل ؟ والحال اليوم أنهم متسلطون على رقابنا .
    أقول: إنهم متسلطون على رقابنا منذ وفاة رسول الله (ص) لا لعيب في الأوصياء – الإمام علي وولده (ع) - ، ولكن العيب فينا نحن إننا دائماً متخاذلون عن نصرة الحق ، وربما عند ظهور الإمام المهدي (ع) سيقول كثيرون هذا ليس المهدي (ع) ؛ ليعطوا أنفسهم عذراً لتركهم نصرة الإمام المهدي (ع) كما فعل أهل مكة واليهود مع رسول الله (ص) ، مع أنّهم يعرفونه كما يعرفون أبناءهم في خلقه العظيم وأمانته وصدقه وتنـزهه عن الكذب في أمور الدنيا ، فكيف يكذب على الله سبحانه ؟! كما أنّهم عرفوه بالآيات والمعجزات التي أيده الله بها ، ولكنهم وجدوه يمثل جبهة الحق التي تصطدم بمصالحهم ، ووجدوه يدعوهم إلى الجهاد في سبيل الله مما يعرض حياتهم للخطر ، فخذلوه ونصره الله سبحانه . وسيخذل كثيرون الإمام المهدي (ع) وسينصره الله سبحانه .
    فعن الإمام الصادق (ع): (لينصرن الله هذا الأمر بمن لا خلاق له ، ولو قد جاء أمرنا لقد خرج منه من هو اليوم مقيم على عبادة الأوثان) ([164]) .
    وعبادة الأوثان ، أي طاعة الطواغيت ومسايرتهم ، بل واتباع الهوى .
    وعن الإمام الصادق (ع): (إذا خرج القائم ، خرج من هذا الأمر من كان يُرى أنّه من أهله ، ودخل فيه شبه عبدة الشمس والقمر) ([165]) ، أي: يخرج من نصرة الإمام (ع) بعض الذين يدّعون التشيع ويرون أنهم من أنصار الإمام المهدي (ع) ، ويدخل في صفوف أنصاره قوم من غير الشيعة ، بل لعلهم من غير المسلمين بعد أن يعرفوا الحق ويشايعوا آل محمد (ع) . قال تعالى: ﴿لَوْ كَانَ عَرَضاً قَرِيباً وَسَفَراً قَاصِداً لَاتَّبَعُوكَ وَلَكِنْ بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ وَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَوِ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنْفُسَهُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ﴾ ([166]) .
    وفي واقعة كربلاء وقف عمر بن سعد (لعنه الله) بين يدي الإمام الحسين (ع) يعتذر عن بقائه مع الطاغوت ، بأنّه يخاف القتل ويخاف أن تهدم داره ويخاف أن تسبى نساؤه ويخاف … ويخاف … ويخاف .
    فلنحذر جميعاً أن نكون اليوم وغداً كعمر بن سعد (لعنه الله) ، نخذل الحق ونعتذر بأعذار قبيحة وحجج واهية .
    وأكتفي بهذا القدر ، على أن سبب الغيبة هو: تقصير الأمة ، وإلاّ فالأدلة أكثر مما ذكرت . فإذا عرفنا أنّ أهم أسباب الغيبة التامة هو إعراض الأمة عن الإمام (ع) أصبح واجبنا جميعاً العمل لظهوره ورفع أسباب غيبته التامة ، بإعلاء ذكره وإظهار حقّه وتهيئة الأمة للاستعداد لنصرته عند ظهوره وقيامه ، ونشر الدين وطمس معالم الضلال والشرك ، والقضاء على الطواغيت وأعوانهم ، الذين يمثلون أهم أعداء الأمام المهدي (ع) ([167]) .
    * * *
    [148]- روى الشيخ الكليني: عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله (ع) قال: (لابد لصاحب هذا الأمر من غيبة ، ولابد له في غيبته من عزلة ، ونعم المنزل طيبة ، وما بثلاثين من وحشة) الكافي: ج1 ص340 ، غيبة النعماني: ص 194 ، غيبة الطوسي: ص 162 . وما في غيبة الطوسي فيه اختلاف يسير .
    [149]- نهج البلاغة بشرح محمد عبده: ج2 ص 31 ، بحار الأنوار: ج34 ص233 .
    [150]- الكافي: ج1 ص5 .
    [151]- المقصود به الإمام موسى بن جعفر الكاظم (ع) ، فهذا أحد ألقابه .
    [152]- الأنعام : 98 .
    [153]- أي الإمام صاحب الأمر ، منه (ع) .
    [154]- الكافي: ج1 ص8 .
    [155]- غيبة النعماني: ص191 ، بحار الأنوار: ج51 ص43 .
    [156]- المائدة: 101 .
    [157]- كمال الدين: ص485 ، غيبة الطوسي: ص292 ، الاحتجاج: ج2 ص284 ، بحار الأنوار: ج52 ص92 .
    [158]- القمر: 5 .
    [159]- الاحتجاج: ج2 ص316 ، بحار الأنوار: ج91 ص2 ، معجم أحاديث الإمام المهدي (ع): ج4 ص349 .
    [160]- هود: 113 .
    [161]- عقائد الإمامية: ص113 .
    [162]- اختيار معرفة الرجال: ج2 ص470 ، وسائل الشيعة: ج17 ص182 .
    [163]- عقائد الأمامية: ص114 .
    [164]- غيبة الطوسي: ص450 ، بحار الأنوار: ج52 ص329 ، معجم أحاديث الإمام المهدي (ع): ج3 ص423 .
    [165]- غيبة النعماني: ص332 ، بحار الأنوار: ج52 ص364 ، معجم أحاديث الإمام المهدي (ع): ج3 ص501 .
    [166]- التوبة:42 .
    [167]- عن مروان الأنباري قال: خرج من أبى جعفر (ع): (إن الله إذا كره لنا جوار قوم نزعنا من بين أظهرهم) علل الشرائع: ج1 ص244 .
    اللهم صل على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما
    يا الله يا رحمن يا رحيم يا مقلّب القلوب ثبّت قلبي على دينك

    Comment

    • السلماني الذري
      عضو نشيط
      • 23-09-2008
      • 402

      #32
      رد: كتـــــاب العجــــــل في أجـــــــــــزاء

      العمل لتعجيل فرج الإمام المهدي (ع)

      قال تعالى: ﴿إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً﴾ ([168]) .
      عن الفضل بن قرّة ، عن أبي عبدالله (ع) ، قال: (أوحى الله إلى إبراهيم (ع) أنّه سيولد لكَ ، فقال لسارة ، فقالت: ألد وأنا عجوز ؟ فأوحى الله إليه أنها ستلد ويعذب أولادها أربعمائة سنة بردها الكلام عليّ . قال: فلما طال على بني إسرائيل العذاب ضجوا وبكوا إلى الله أربعين صباحاً ، فأوحى الله إلى موسى وهارون يخلصهم من فرعون فحط عنهم سبعين ومائة سنة . قال: فقال أبوعبدالله (ع): هكذا أنتم لو فعلتم لفرج الله عنا ، فأمّا إذ لم تكونوا فإنّ الأمر ينتهي إلى منتهاه) ([169]) .
      وهذا العمل مسؤولية الجميع ، علماء الدين والشعوب الإسلامية المستضعفة ، فعلماء الدين قدّموا أنفسهم في موضع قيادة الأمة سواء صرّحوا بذلك أم لا ؛ لأنّهم تصدّوا أمام الله سبحانه وتعالى ووقفوا في باب ملكوته متمثلين بالأنبياء والمرسلين . فعليهم إن يسيروا بسيرتهم ويعملوا ، فمن لم يكن منهم أهلاً لذلك كان عليه إن لا يضع نفسه في هذا الموضع الخطير فيكون من قطَّاع طريق الله سبحانه وتعالى ، فيؤول به الأمر إلى خسران الدنيا والآخرة وذلك هو الخسران المبين ، إذن فعالم الدين قائد للأمة ومصلح الأمة ﴿وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ﴾ ([170]) ، وهو سائر في طريق الله سبحانه وداع ٍ إلى الله بأذنه فلا يطلب الدعة والراحة في هذا الطريق ، وإذا وجدها في يوم من الأيام قبل دولة الحق فليتهم نفسه وليراجع مسيرته .
      قال الإمام علي (ع): (لو أحبني جبل لتهافت) ([171]) ، فعالم الدين يجب إن يفكر ويعمل ليلاً ونهاراً للتهيئة لإقامة دولة الحق ، وللنصح لقائد هذه الدولة الوصي الخاتم (ع) .
      أمّا الشعوب الإسلامية المستضعفة فعليها العودة إلى الإسلام والقرآن بعد أن انسلخت منه ولم يبقَ فيها من الإسلام إلاّ اسمه ، ومن القرآن إلاّ رسمه . فهي مكلفة بعملية التهيئة لدولة الحق أفراداً وجماعات وخصوصاً النخبة المؤمنة المثقفة فيها ، حيث يقع على عاتقهم جزء كبير من عملية إصلاح الأمة وتهيئتها لنصرة الحق وأهله ، ومقارعة الباطل ورموزه الشيطانية من الأنس والجن .
      والحمد لله الذي منَّ علينا بمحمد وآل محمد (ص) قادة نقتفي أثرهم . فهم (ع) نصروا الحق وقارعوا الباطل ، وكانوا يعملون ليلاً ونهاراً لنشر كلمة لا إله إلاّ الله ، مرّة بالإعلام وبسيوف من الكلام كان لها أثرها الواضح في القضاء على دولتي بني أمية وبني العباس ، ولا تزال إلى اليوم تأخذ أثرها في النفوس كسلاح قوي لهدم دولة الطاغوت والقضاء عليه ، كما فعل الإمام الحسن (ع) .
      ومرّة أخرى عندما تتوفر الظروف الملائمة يجاهد آل محمد (ع) بالثورة المسلحة ، وبالسيف وإراقة الدماء في سبيل الدين ، كما فعل الإمام الحسين (ع) . وهكذا كانوا (ع) أعلاماً للجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يقتدي بهم الثائرون ، فلم يهنوا ولم ينكلوا في مقارعة الطواغيت حتى قضوا بين مسموم ومقطّع بالسيوف ، فعلينا جميعا اليوم أن نقتفي أثرهم (ع) في نشر الدين ومقارعة الظالمين والقضاء عليهم والتهيئة لدولة الحق ، وإعلاء كلمة لا إله إلاّ الله في الأرض ، ونشر عبادة العباد لخالقهم ، والقضاء على عبادة العباد للعباد وما يرافقها من الفساد .
      كما يجب فضح أئمة الفساد الذين يسمون أنفسهم علماء ، الذين يحاولون فصل الحسن عن الحسين (عليهما السلام) ، ويقولون إنّ الإمام الحسن (ع) صامت ويدّعون أنهم يتابعون سيرته ، فتعساً لهم . ولو كان آل محمد (ع) صامتين لما قطعت السموم أحشاءهم !! إنّ آل محمد (ع) قوم القتل لهم عادة وكرامتهم من الله الشهادة ، وما منهم إلاّ مقتول كما ورد عنهم (ع) ([172]) ، فلا ألفين خسيساً يحمل جبنه عليهم ليعتذر عن خذلانه للحق ، ووالله إني لأستعظم تقريع الجبناء .
      * * *
      أهم الأعمال لتعجيل فرج الإمام (ع)

      أمّا أهم الأعمال لتعجيل فرج الإمام فهي:

      1- التفقه في الدين:
      ويشمل:

      أ- قراءة القرآن وتفسيره:
      قال رسول الله (ص): (أيها الناس إنكم في زمان هدنة ، وأنتم على ظهر سفر والسير بكم سريع ، فقد رأيتم الليل والنهار والشمس والقمر يبليان كل جديد ، ويقربان كل بعيد ، ويأتيان بكل موعود ، فأعدّوا الجهاز لبعد المفاز . فقام المقداد ، فقال: يا رسول الله ما دار الهدنة ؟ قال: دار بلاء وانقطاع ، فإذا التبست عليكم الفتن كقطع الليل المظلم فعليكم بالقرآن ، فإنّه شافع مشفع وماحل ([173]) مصدق ، من جعله أمامه قاده إلى الجنة ، ومن جعله خلفه ساقه إلى النار ، وهو الدليل على خير سبيل ، وهو كتاب فيه تفصيل وبيان وتحصيل ، وهو الفصل ليس بالهزل ، له ظهر وبطن ، فظاهره حكمة ، وباطنه علم ، ظاهره أنيق وباطنه عميق ، له تخوم وعلى تخومه تخوم ([174]) ، لا تحصى عجائبه ، ولا يبلى غرائبه ، فيه مصابيح الهدى ، ومنار الحكمة ، ودليل على المعروف لمن عرفه) ([175]) .
      وعن أمير المؤمنين (ع) ، قال: (سمعت رسول الله (ص) يقول: أتاني جبرائيل فقال: يا محمد سيكون في أمتك فتنة . فقلت: فما المخرج منها ؟ فقال: كتاب الله ، فيه بيان ما قبلكم من خبر وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم ، وهو الفصل ليس بالهزل ، من وليه من جبار فعمل بغيره قصمه الله ، ومن التمس الهدى في غيره أضله الله ، وهو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم ، وهو الصراط المستقيم ، لا تزيغه ([176]) الأهوية ، ولا تلبسه الألسنة ، ولا يخلق على الرد ([177]) ، ولا ينقضي عجائبه ولا يشبع منه العلماء ، وهو الذي لم تكنه ([178]) الجن إذ سمعه إذ قالوا إنا سمعنا قرآناً عجباً يهدي إلى الرشد . من قال به صدق ، ومن عمل به أجر ، ومن اعتصم به هدي إلى صراط مستقيم ، هو الكتاب العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد) ([179]) .
      وورد في الحديث أنّ ثلاثة يشتكون إلى الله يوم القيام للحساب ، فعن النبي (ص) قال: (يجيء يوم القيامة ثلاثة يشتكون: المصحف والمسجد والعترة . يقول المصحف: يا رب حرّفوني ومزقوني . ويقول المسجد: يا رب عطلوني وضيعوني . وتقول العترة: يا رب قتلونا وطردونا وشردونا . فأجثوا للركبتين في الخصومة ، فيقول الله لي: أنا أولى بذل) ([180]) .
      القرآن والعترة والمسجد . فهل أنتم أيها الأخوة مستعدون لمواجهة هؤلاء الخصوم الثلاثة بين يدي الله (عز وجل) ؟
      والأول: هو كتاب الله الماحل المصدَّق . والثاني: هو خليفة الله في أرضه . والثالث: هو بيت الله .
      والحق أنّ أهل الأرض جميعاً لا يقوون على هذه المواجهة ، فإذا كان الأمر كذلك فلنعمل جميعاً للنصح لهؤلاء الثلاثة ، لنلتقي بهم يوم القيامة وهم راضون عنّا ، فلنعيد للمسجد مكانته الحقيقية ونبث فيه ومنه علوم القرآن وحديث أهل البيت (ع) ، ولنتذكر الإمام صاحب الزمان (ع) في كل الأحوال ، وهو الذي يمثل العترة اليوم ، ولنقدّم قضيته على جميع القضايا ، ولنقرأ القرآن ولا أعني الألفاظ فحسب ، بل تدّبر معانيها واستقراء مداليلها والعمل بها ، والتخلق بأخلاق القرآن ، ونشرها في المجتمع بعد العمل بها ، فالذي يأمر الناس بمكارم الأخلاق ولا يطبقها لا يكون له أي تأثير فيهم ، بل ربما تكون النتيجة عكسية . وقد ورد عنهم (ع) ما معناه: (كونوا لنا دعاة صامتين) ([181]) ، أي: بالعلم والعمل والسيرة الحسنة بين الناس لا بالقول فقط الذي هو أداة التعبير والدعوة الأساسية ، وجاء في الكتاب الكريم: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ﴾ ([182]) .
      وأخلاق القرآن تؤخذ من القرآن ومن أهل القرآن محمد وآل محمد (ص) . والحمد لله ورد عنهم في الحديث والدعاء والتفسير كثير جدّاً ، وهو ثروة أخلاقية لا تنضب ، ومع الأسف القرآن اليوم مهجور وميت في الحوزة العلمية في النجف الأشرف فضلاً عن غيرها ، فالبحث يدور في المساجد التي أنشأها القرآن حول الكتب المنطقية والفلسفية والكلامية والنحوية ، التي يدّعون دراستها وتدريسها لفهم القرآن والسنة ، في حين أنّك لا تجد من يهتم بدراسة كتاب الله والبحث في تفسيره ، وإذا وجد مثل هذا الاهتمام من قبل بعض المؤمنين فهو قليل يكاد لا يذكر !
      قال تعالى: ﴿وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً﴾ ([183]) . وقال رسول الله (ص) في وصف حالنا اليوم: (مساجدهم عامرة وهي خراب من الهدى) ([184]) ، أي عامرة بالناس ولكنهم ليسوا على الطريق الذي رسمه القرآن ومحمد وآل محمد (ص) .
      وقال أمير المؤمنين (ع) في وصف معظم أهل العلم في زماننا هذا: (نبذ الكتاب حملته وتناساه حفظته) ([185]) ، أي المفروض أنّهم حملته وحفظته ، وهم طلبة العلوم الدينية والعلماء .
      هذا ، وإن وُجِدَ بحث في الكتاب الكريم فهو يدور حول آراء المفسرين التي لا يعدو كثير منها محاولات لصب آيات القرآن ضمن مجال القواعد النحوية والفلسفية وغيرها ، مع أنّ كثيراً منها استقرائية تحتمل الخطأ وكثيراً منها خلافية لم يتحرّر النزاع فيها . ولو أنّهم فسّروا الكتاب على ما ورد في روايات أهل بيت العصمة ولم يتعدّوا الصراط المستقيم الذي رسمه أهل البيت (ع) لتدبر القرآن وتفسير آياته لكان خيراً لهم وأقرب للتقوى . ولكن أنّى لهم ذلك .
      قال أمير المؤمنين (ع) في وصف حال أهل هذا الزمان مع القرآن: (وليس عند أهل ذلك الزمان سلعة أبور من الكتاب إذا تلي حق تلاوته ، ولا أنفق منه إذا حرف عن مواضعه) ([186]) .
      ويجب الالتفات إلى أنّ معرفة تفسير كتاب الله غير مقتصرة على طلبة الحوزة العلمية فقط ، بل على كل مسلم معرفة تفسير كتاب الله ما أمكن . ومهمة طلبة الحوزة هي تعلم التفسير الصحيح وتعليمه للناس في المساجد وفي غيرها ، ويجب أن تفتح دورات لتعليم تفسير كتاب الله في كل مكان .
      فالعقائد الإسلامية الصحيحة كلّها في كتاب الله وبمعرفة تفسيره وتأويله الصحيح وبمباحثة كتاب الله باستمرار ، وإدراك معانيه ومفرداته ينكشف للمجتمع الإسلامي كله مغالطات أئمة الضلال ، أمثال ابن تيميه ، وابن عبدالوهاب ، واتهاماتهم الباطلة للمسلمين بالشرك ، كما وينكشف الطواغيت وأعوانهم وخططهم الشيطانية التي يهدفون من ورائها تضليل المجتمع الإسلامي .

      ب - العقائد الإسلامية الصحيحة تعلمها وتعليمها:
      وهي العقائد المستقاة من الآيات القرآنية المحكمة والسنّة . أمّا الآيات القرآنية المتشابهة فيجب إحكامها ومعرفة تفسيرها وتأويلها من الروايات التي وردت عن النبي وآله الأطهار (ع) ، لا أن يؤولها كل بهواه ويعتقد ما يشاء .
      ونصيحتي لإخواني المؤمنين:
      تحصيل العقائد من القرآن المفسّر بروايات أهل البيت (ع) وبثها في المجتمع الإسلامي ؛ ليكون مجتمعاً دينياً عقائدياً تزول الجبال ولا يزول عن عقائده القرآنية الصحيحة ؛ ليكون بذلك المجتمع الإسلامي مستعداً لاستقبال ونصرة الإمام المهدي (ع) .

      ج- الأحكام الشرعية:
      وتعلّمها واجب على كل مسلم ؛ لأنّه مبتلى بها في حياته كمعاملات ومكلّف بأدائها كعبادات ، بل إنّ واجب كل مسلم بعد أن يتعلّمها أو يتعلّم بعضها أن يعلم إخوانه المسلمين .
      والحقيقة أنّ الموجود في معظم كتب الفقه اليوم هو فتاوى وأحكام شرعية كلية تنطبق على مصاديق كثيرة في الخارج ، أي: في مجتمعنا الإسلامي وتطبيقها على مصاديقها ليس بأقل أهمية منها ، بل دون تطبيقها على مصاديقها لا تكون لها أي فائدة عملية ، فواجب طلبة الحوزة العلمية العاملين حفظهم الله من كل سوء هو تطبيق هذه الأحكام الكلية على مصاديقها في مجتمعهم الإسلامي ، وتنبيه الناس إلى المحرّمات الكثيرة التي استهانوا بها ، بل على بعض طلبة الحوزة العاملين أن يتصدّوا لكتابة تطبيق الأحكام الشرعية على مصاديقها في المجتمع الإسلامي ، وهذا واجب كفائي ربما يأثم بتركه الجميع .

      * * *
      [168]- الأحزاب: 72 .
      [169]- تفسير العياشي: ج2 ص154 ، بحار الأنوار: ج4 ص118 ، مستدرك الوسائل: ج5 ص239 .
      [170]- قال تعالى: ﴿وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ﴾ التوبة:122 .
      [171]- نهج البلاغة بشرح محمد عبده: ج4 ص26 ، بحار الأنوار: ج4 ص284 ، ميزان الحكمة: ج1 ص520 .
      [172]- روي عن رسول الله (ص): (ما منّا إلاّ مقتول أو مسموم) كفاية الأثر: ص163 ، بحار الأنوار: ج27 ص217 ، ميزان الحكمة: ج2 ص1518 .
      [173]- يقال: محل به إلى السلطان محلاً ، أي: كاده بسعاية إليه . فالقرآن ماحل مصدَّق إذا سعى برجل إلى الله صدَّقه عزّ وجل .
      [174]- الأنيق: هو الحسن . والتخوم جمع تخم بالفتح ، وهو: منتهى الشيء .
      [175]- تفسير العياشي: ج1 ص3 ، بحار الأنوار: ج89 ص17 .
      [176]- في بعض نسخ تفسير العياشي: لا تذيقه .
      [177]- في بعض نسخ تفسير العياشي: عن كثرة الرد .
      [178]- في بعض نسخ تفسير العياشي: تلبث . وفي بعضها: تناه .
      [179]- تفسير العياشي: ج1 ص3 ، بحار الأنوار: ج89 ص24 .
      [180]- الخصال للشيخ الصدوق: ص175 ، بحار الأنوار: ج7 ص223 ، وسائل الشيعة (طبعة آل البيت): ج5 ص202 وفيه: أولى بذلك منك .
      [181]- دعائم الإسلام: ج1 ص57 ، شرح الأخبار: ج3 ص506 ، مستدرك الوسائل: ج1 ص116 . والحديث عن الإمام الصادق (ع) .
      [182]- الصف: 2 – 3 .
      [183]- الفرقان: 30 .
      [184]- الكافي: ج8 ص308 ، ثواب الأعمال: ص253 ، بحار الأنوار: ج2 ص109 .
      [185]- نهج البلاغة بشرح محمد عبده: ج2 ص31 ، الكافي: ج8 ص387 ، بحار الأنوار: ج34 ص233 .
      [186]- نهج البلاغة بشرح محمد عبده: ج2 ص30 ، الكافي: ج8 ص378 باختلاف يسير ، بحار الأنوار: ج34 ص233 .
      اللهم صل على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما
      يا الله يا رحمن يا رحيم يا مقلّب القلوب ثبّت قلبي على دينك

      Comment

      • السلماني الذري
        عضو نشيط
        • 23-09-2008
        • 402

        #33
        رد: كتـــــاب العجــــــل في أجـــــــــــزاء

        2- العمل بالشريعة الإسلامية المقدسة:
        وطبعاً المهم من الشريعة هو العمل بها ، حيث بدونه تكون معطّلة . والعمل مرّة يختص بالفرد ، ومرّة يختص بعلاقته بالمجتمع . فعلى كل مسلم بعد أن يعرف ما له وما عليه بالشريعة المقدّسة أن يؤدي ما عليه ويطالب بما له دون زيادة . وله أن يعف ويتسامح مع الناس في حقوقه ، طلباً لرضا الله سبحانه .
        والعاقل لا يضيّع حظّه من هذه الدنيا وفرصته فيها من السير إلى الله ، ولا أعني فقط بأداء الواجبات ، بل المستحبات وأهمّها الدعاء وصلاة الليل ، بل النوافل اليومية جميعها ، والصيام وزيارة الأنبياء والأئمة (ع) والصالحين والشهداء والاعتبار بأعمالهم واقتفاء آثارهم ، وقضاء حوائج المؤمنين والنصح لهم وإرشادهم والرحمة والرأفة بهم ، وبغض الطواغيت وأعوانهم ومزايلتهم ، فهم ينصبون العداء لآل محمد (ع) وخصوصاً لخاتمهم المهدي (ع) . وأفعال هؤلاء الطواغيت وأعوانهم دالة على أنّهم نواصب فيجب إجراء أحكام النواصب عليهم ، فليس العمل بالشريعة هو العبادة فقط ، بل المعاملة الحسنة مع الناس وليست المعاملة الحسنة باللين والرحمة فقط ، بل وبالشدّة والغلظة أحياناً ولكل أهل ، فمع المؤمنين يتعامل المؤمن بالرحمة واللين ، قال تعالى: ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ﴾ ([187]) . ومع الطواغيت وأعوانهم يتعامل بالشدّة والغلظة ، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَأغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ﴾ ([188]) .
        وفي الكافي عن أبي عبدالله (ع) ، قال: (قال رسول الله (ص) لأصحابه: أي عرى الإيمان أوثق ؟ فقالوا: الله ورسوله أعلم ، وقال بعضهم: الصلاة ، وقال بعضهم: الزكاة ، وقال بعضهم: الصيام ، وقال بعضهم: الحج والعمرة ، وقال بعضهم: الجهاد ، فقال رسول الله (ص): لكل ما قلتم فضل ، ولكن ليس به . ولكن أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله ، وتولي أولياء الله ، والتبري من أعداء الله) ([189]) .
        وعن علي بن الحسين قال: (إذا جمع الله (عز وجل) الأولين والآخرين قام مناد فنادي ليسمع الناس ، فيقول: أين المتحابّون في الله ، يقوم عنق من الناس . فيقال لهم: اذهبوا إلى الجنة بغير حساب ، فيقول الملائكة: فأي ضرب أنتم من الناس ؟ فيقولون: نحن المتحابون في الله .
        قال: فيقولون: وأي شيء كانت أعمالكم ؟ قالوا: كنا نحب في الله ونبغض في الله . فيقولون: نِعم أجر العاملين) ([190]) .
        وعن أبى جعفر(ع) ، قال: (قال رسول الله (ص): ودُّ المؤمن للمؤمن في الله من أعظم شعب الإيمان ، ألا ومن أحب في الله وأبغض في الله وأعطى في الله ومنع في الله ، فهو من أصفياء الله)([191]) .
        وليست الشريعة الإلهية داعية للتميّع أو دافعة للتخنّث . فباسم الدين تجد من يتماوت في مشيته ويخفض صوته حتى لا يكاد يُسمع . وباسم العرفان والأخلاق تجد من يسمي نفسه عالماً أو يسميه الجهَّال عالماً وهو تارك لأهم واجب في الإسلام الذي به تقام الفرائض وتأمن المذاهب وتحل المكاسب ، وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . وعجيب أمر هؤلاء !! والأعجب أمر من يحترم هذه النماذج السلبية ويقدّسها !! والحال إنّ رسول الله (ص) كان رؤوفاً رحيماً بالمؤمنين شديداً مع الكافرين ، حتى ورد عن أمير المؤمنين (ع) ما معناه أنهم يحتمون به في المعارك ([192]) .
        ثم إنّ أمير المؤمنين (ع) كان يصفه بأنّه كالطبيب الدوار بأدويته ([193]) ، أي: إنّه شديد الاهتمام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبتبليغ الناس . فأي عرفان هذا ، وأي أخلاق هذه التي تأمر صاحبها أن يسير عكس مسيرة رسول الله (ص) ؟
        أيّها المؤمنون والمؤمنات: إنّ إبراهيم (ع) حمل فأساً وكسّر الأصنام فتابعوا هذه المسيرة المشرفة ، مسيرة الأنبياء والمرسلين التي تقرؤونها في القرآن . وإياكم ومسيرة أمثال السامري وبلعم بن باعوراء .
        احملوا الفؤوس وحطّموا الأصنام والعجول ([194]) ، وليبدأ كلٌ منّا بنفسه ، وبالناس المحيطين به . ولا تخافوا فأنتم الأعلون أن كنتم مؤمنين: ﴿أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ * وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُضِلٍّ أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انْتِقَامٍ * وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ * قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ * مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ﴾ ([195]) .
        وعلى طلبة الحوزة أن يعوا أنّ تكليف العالِم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خاص وأكبر من غيره ؛ لأسباب كثيرة ، منها: إنّه وضع نفسه في مكان الأنبياء والمرسلين ، ووقف في باب الملكوت ، وادعى أنّه من إدلاء الطريق إلى الله بلسان الحال ، وإن لم يصرّح بالمقال .
        فالعالم يجب أن ينهى عن المنكر الذي يحاول الطواغيت وأتباعهم نشره في المجتمع الإسلامي ، وبكل الوسائل المتاحة له . ويجب عليه مراقبة المجتمع الإسلامي وتقويم الانحرافات فيه ، وإلاّ فهو يصبح قاطعاً لطريق الله سبحانه وتعالى وجندياً من جنود إبليس . فالطواغيت ينشرون المنكر بأيديهم وألسنتهم ، والأئمة والعلماء غير العاملين ينشرون المنكر بترك النهي عنه بإهمالهم توجيه المجتمع الإسلامي وإصلاحه . فمثلهم كمثل الذي تصدّى لعمل معين ولم يؤدّه فلا هو قائم به ولم يترك غيره يقوم به .
        كما يجب الالتفات إلى أنّ هناك تقصيراً كبيراً في المجتمعات الإسلامية ، وخصوصاً النخبة المؤمنة المثقفة فيها . فهؤلاء يجب أن يتصدّوا للنهي عن المنكر كل حسب علمه وتكليفه ، كما يجب الالتفاف حول العلماء العاملين المخلصين لله الآمرين بالمعروف الناهين عن المنكر والمجاهدين في سبيل الله والدفاع عنهم . فليس من المعقول أن ينهض هؤلاء العلماء العاملون بعبء المسؤولية ، والمجتمعات الإسلامية لاهية في متابعة الطواغيت وعلماء السوء غير العاملين .
        وليحذر أفراد المجتمع الإسلامي ، فإنّهم يوم القيامة مسؤولون عن العالم العامل ومدى تجاوبهم معه ، فعن أبي عبدالله (ع) ، قال: (ثلاثة يشكون إلى الله عزّ وجل ، مسجد خراب لا يصلّى فيه ، وعالم بين جهّال ، ومصحف معّلق قد وقع عليه الغبار لا يقرأ فيه) ([196]) .
        نعم أيها الأحبة ، أيّها المؤمنون والمؤمنات إنّ واجبكم نصرة العالم العامل المخلص لله المجاهد في سبيل إعلاء كلمة لا إله إلاّ الله ، لا الابتعاد عنه وخذلانه وتركه في النهاية يذهب إلى ربّه مقهوراً مظلوماً متشحطاً بدمه يشكو إلى الله خذلان الناصر بعد أن كان دليلاً إلى صراط الله المستقيم .
        قال أمير المؤمنين (ع): (إنّ الله سبحانه وتعالى جعل الذكر جلاءً للقلوب ، تسمع به بعد الوقرة ، وتبصر به العشوة ، وتنقاد به بعد المعاندة ، وما برح لله عزّت آلاؤه في البرهة بعد البرهة ، وفي أزمان الفترات عباد ناجاهم في فكرهم وكلمهم في ذات عقولهم ، فاستصبحوا بنور يقظة في الأبصار والأسماع والأفئدة ، يذكّرون بأيام الله ويُخوفون مقامه ، بمنزلة الأدلة في الفلوات ، من أخذ القصد حمدوا إليه الطريق وبشّروه بالنجاة ، ومن أخذ يميناً وشمالاً ذمّوا إليه الطريق وحذّروه من الهلكة ، وكانوا كذلك مصابيح تلك الظلمات ، وأدلّة تلك الشبهات ، وإنّ للذكر لأهلاً أخذوه من الدنيا بدلاً ، فلم تشغلهم تجارة ولا بيع عنه يقطعون به أيام الحياة ، ويهتفون بالزواجر عن محارم الله في أسماع الغافلين ، ويأمرون بالقسط و يأتمرون به ، وينهون عن المنكر ويتناهون عنه ، فكأنما قطعوا الدنيا إلى الآخرة وهم فيها ، فشاهدوا ما وراء ذلك ، فكأنما اطلعوا غيوب أهل البرزخ في طول الإقامة فيه ، وحققت القيامة عليهم عِداتها ، فكشفوا غطاء ذلك لأهل الدنيا ، حتى إنهم يرون ما لا يرى الناس ويسمعون ما لا يسمعون … ) ([197]) .
        ومع الأسف هناك من يترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هذا الواجب العظيم بحجة التقية ، فلم أجد بدّاً من توضيحها قليلاً .

        التـقية:
        التقية هي: تجنب الضرر المادي . والحيوانات تتجنب الضرر عادةً فضلاً عن الإنسان ، وعادةً معظم بني آدم يميلون عن الحق إلى الباطل إذا كانت متابعة الحق تسبب لهم ضرراً اقتصادياً أو بدنياً ولو كان يسيراً ، وهذه مسيرة الإنسانية بين يديك في كتب التاريخ تصفّحها ستجد أنّ قلّة هم الذين تحملوا تلف أموالهم وأنفسهم في سبيل إعلاء كلمة الحق .
        إذاً فمعظم الناس يمارسون التقية ، بل وبإفراط وبشكل دائم ، فإذا انتقلنا إلى المسلمين وجدناهم فرقتين ، فرقة صامتة وموافقة أو مداهنة للطواغيت الذين يحكمون البلاد الإسلامية ، مع أنّهم يحكمون بالقوّة الغاشمة ويستخفون بالشريعة والقرآن وجميع النواميس الإلهية ويحكمون بغير ما أنزل الله ويستحلون دماء المؤمنين ، فضلاً عن اغتصابهم قيادة الأمة من المعصومين (ع) .
        وهذه الفرقة هي معظم أهل السنّة ، إذاً فهؤلاء يمارسون التقية وبشكل مفرط ، إلا أن يقولوا إنّ مذاهبهم توجّب طاعة الحاكم الجائر وإن عطّل الشريعة وسفك الدم الحرام ، وقام بحركة إعلامية عظيمة لطمس الإسلام ، ونشر الخمور والفجور والملاهي والأغاني وما يعرضه تلفزيون الدول الإسلامية من فساد وإفساد للمجتمع ([198]) .
        ولا أظن أنّ من علماء السنة اليوم من يقول هذا ، وإلاّ لكان بهذا القول محارباً لمحمد (ص) وشريعته وناصراً لكفار قريش وأشياعهم اليوم .
        إذن ، فبما أنهم لا يقولون بوجوب طاعة الحاكم الجائر ، بل ما أظنه أنّ كل مسلم يحرّم طاعة الحاكم الجائر ؛ لأنّه محارب لله ولرسوله ، وبما أنّهم لا يثورون على الحكّام الظلمة ، بل ويداهنونهم في الغالب ، فبماذا نصف حالهم هذا غير أنّهم يمارسون التقية وبشكل مفرط وليسمونها ما يشاؤون ، فالمهم المعنى لا اللفظ .
        وطبعاً هناك قلّة من علماء السنّة لا يمارسون التقية بشكل مفرط ، بل وقفوا يقارعون الطواغيت والحكّام الظلمة ، ومن هؤلاء سيد قطب . ولا بأس أن نستعرض بعض كلامه في قصة أصحاب الأخدود ، يقول: (إنّها قصة فئة آمنت بربها واستعلنت حقيقة إيمانها ، ثم تعرّضت للفتنة من أعداء جبارين بطاشين مستهترين لحق الإنسان في حرية الاعتقاد بالحق والإيمان بالله العزيز الحميد ، وبكرامة الإنسان عند الله عن أن يكون لعبة يتسلّى الطغاة بآلام تعذيبها ويتلهون بمنظرها في أثناء التعذيب بالحريق ! وقد ارتفع الإيمان بهذه القلوب على الفتنة وانتصرت فيها العقيدة على الحياة ، فلم ترضخ لتهديد الجبارين الطغاة ولم تفتن عن دينها وهي تحرق بالنار حتى الموت … ثم يقول: إنّ الناس جميعاً يموتون وتختلف الأسباب ولكن الناس جميعاً لا ينتصرون هذا الانتصار ولا يرتفعون هذا الارتفاع ولا يتحرّرون هذا التحرّر ولا ينطلقون هذا الانطلاق إلى هذه الآفاق ، إنّما هو اختيار الله وتكريمه لفئة كريمة من عباده ؛ لتشارك الناس في الموت ، وتنّفرد دون الناس في المجد ، المجد في الملأ الأعلى وفي دنيا الناس أيضاً . إذا نحن وضعنا في الحساب نظرة الأجيال بعد الأجيال ، لقد كان في استطاعة المؤمنين أن ينجو بحياتهم في مقابل الهزيمة لإيمانهم ، ولكن كم كانوا يخسرون هم أنفسهم ، وكم كانت البشرية كلها تخسر ، كم كانوا يخسرون وهم يقتلون ؟ هذا المعنى الكبير ، معنى زهادة الحياة بلا عقيدة وبشاعتها بلا حرية ، وانحطاطها حين يسيطر الطغاة على الأرواح بعد سيطرتهم على الأجساد ، إنّه معنى كريم جدّاً ومعنى كبير جدّاً ، هذا الذي ربحوه وهم بعد في الأرض ، ربحوه وهم يجدون مس النار فتحترق أجسادهم الفانية ، وينتصر هذا المعنى الكريم الذي تزكيه النار !) ([199]) .
        ويقول : (وتتبدّل الأحوال ، ويقف المسلم موقف المغلوب المجرّد من القوة المادية ، فلا يفارقه شعوره بأنّه الأعلى ، وينظر إلى غالبه من علٍ مادام مؤمناً ، ويستيقن أنها فترة وتمضي ، وإنّ للإيمان كرّة لا مفر منها ، وهبها كانت القاضية فإنّه لا يحني له رأساً . إنّ الناس كلهم يموتون ، أمّا هو فيستشهد وهو يغادر هذه الأرض إلى الجنة وغالبه يغادرها إلى النار ، وشتان شتان ، وهو يسمع نداء ربّه الكريم: ﴿لا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلادِ * مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ * لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلاً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ﴾ ([200]) .
        ثم يقول: وقديماً قص علينا القرآن الكريم قول الكافرين للمؤمنين: ﴿وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقَاماً وَأَحْسَنُ نَدِيّاً﴾ ([201]) . أي الفريقين ؟ الكبراء الذي لا يؤمنون بمحمد ، أم الفقراء الذين يلتفون حوله ؟ أي الفريقين ، النظر بن الحارث وعمرو بن هشام والوليد ابن المغيرة وأبو سفيان بن حرب ، أم بلال وعمار وصهيب وخباب ؟ أفلو كان ما يدعو إليه محمد خيراً أفكان أتباعه يكونون هم هؤلاء النفر الذين لا سلطان لهم في قريش ولا خطر ؟ وهم يجتمعون في بيت متواضع كدار الأرقم ، ويكون معارضوه هم أولئك أصحاب الندوة الفخمة الضخمة والمجد والجاه والسلطان ؟!
        إنّه منطق الأرض ، منطق المحجوبين عن الآفاق العليا في كل زمان ومكان ، وإنّها لحكمة الله أن تقف العقيدة مجرّدة من الزينة والطلاء ، عاطلة من عوامل الإغراء ، لا قربى من حاكم ولا اعتزاز بسلطان ، ولا هتاف بلذّة ، ولا دغدغة لغريزة ، إنّما هو الجهد والمشقة والجهاد والاستشهاد … ليقبل عليها من يقبل وهو على يقين من نفسه إنّه يريدها لذاتها خالصة لله من دون الناس ، ومن دون ما تواضعوا عليه من قيم ومغريات ، ولينصرف عنها من يبتغي المطامع والمنافع ، ومن يشتهي الزينة والأُبّهة ، ومن يطلب المال والمتاع ، ومن يقيم لاعتبارات الناس وزناً حين تخف في ميزان الله .
        إنّ المؤمن لا يستمد قيمه وتصوراته وموازينه من الناس حتى يأسى على تقدير الناس . إنّما يستمدّها من ربّ الناس وهو حسبه وكافيه . إنّه لا يستمدّها من شهوات الخلق حتى لا يتأرجح مع شهوات الخلق ، إنّه يستمدّها من ميزان الحق الثابت الذي لا يتأرجح ولا يميل . إنّه لا يتلقاها من هذا العالم الفاني المحدود ، إنّما تنبثق في ضميره من ينابيع الوجود . فأنّى يجد في نفسه وهناً أو يجد في قلبه حزناً ، وهو موصول بربّ الناس وميزان الحق وينابيع الوجود ؟
        إنّه على الحق ، فماذا بعد الحق إلاّ الضلال . وليكن للضلال سلطانه ، وليكن له هيله وهيلمانه ، ولتكن معه جموعه وجماهيره ، إنّ هذا لا يغيّر من الحق شيئاً ، إنّه على الحق وليس بعد الحق إلاّ الضلال ، ولن يختار مؤمن الضلال على الحق - وهو مؤمن - ، ولن يعدل بالحق الضلال كائنة ما كانت الملابسات والأحوال … ) ([202]) .
        أمّا الفرقة الأخرى من المسلمين ، فمنهم الذين رفضوا حكم الطواغيت ولم يقبلوا تسلطهم على الحكم واستيلائهم على دفّة القيادة ، ورفضوا حكمهم بغير ما أنزل الله وإفسادهم في الأرض ، حتى سمّاهم الناس رافضة وهذا الاسم فخر لهم ووسام شرف يميّزهم ، وهم معظم الشيعة .
        ومن الطبيعي أنّ هؤلاء وهم الثلّة المؤمنة التي تمثّل دين الله في أرضه ، إذا لم يضع لهم أئمتهم (ع) قوانين تضمن بقاءهم وبقاء مذهبهم الحق فإنهم سيُستأصلون ويُستأصل دين الله في أرضه ، ويكون مصيرهم كمصير أصحاب الأخدود وهو مصير مشرِّف . ولكن المسألة إنّ هذه الأمة أراد الله بقاءها حتى آخر الزمان ؛ لتحمل كلمة التوحيد لأهل الأرض جميعاً ، ولهذا أكد أهل البيت (ع) على ممارسة التقية وتجنب الضرر لكن ليس بشكل سلبي وترك العمل والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، بل العمل وتجنب الضرر معاً ، كمن يحترق بيته فهو لا يتركه يحترق ولا يلقي نفسه في النار ، ولكن يطفئ النار ويتجنّب ضررها ما أمكن ، هذه هي التقية التي أرادها أهل البيت وتدل عليه سيرتهم وحديثهم وتوجيههم لأصحابهم ، وهذه هي التقية في القرآن في سورة غافر ، رجل مؤمن من آل فرعون يكتم أيمانه عن فرعون تقية ، وفي نفس الوقت يدعو إلى دين الله والإيمان بموسى والكفر بفرعون وحزبه الشيطاني .
        أمّا خضوع بعض العلماء غير العاملين ومن يتبعهم للطاغوت وصمتهم وتركهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فهو تصرّف شخصي وليس من التقية في شيء . وإنّما هو جبن انطوت عليه نفوسهم ، وحب للحياة والدنيا اكتظّت به صدورهم ، حتى أصبحوا يسيرون في طريق معاكس لطريق الأنبياء والأوصياء (ع) ، ومخالف للصراط المستقيم الذي يرسمه القرآن ، وأمسوا أئمة ضلال يعلمون الناس الخضوع والمداهنة والركون للطاغوت حتى ظهرت غلبة الجهّال ودول الضلال ، ولولا رحمة الله ووجود بعض العلماء العاملين لما أبقى الطاغوت من الدين اسماً ولا رسماً .
        * * *
        [187]- آل عمران: 59 .
        [188]- التوبة: 73 .
        [189]- الكافي: ج2 ص125 ، المحاسن: ج1 ص264 ، وسائل الشيعة: ج16 ص177 ، بحار الأنوار: ج66 ص242 .
        [190]- الكافي: ج2 ص126 ، المحاسن: ج1/ص263 ، وسائل الشيعة: ج16 ص167 ، بحار الأنوار: ج66 ص245 .
        [191]- الكافي: ج2 ص125 ، المحاسن: ج1 ص263 ، وسائل الشيعة: ج16 ص166 ، بحار الأنوار: ج66 ص240 .
        [192]- يقول أمير المؤمنين (ع): (كنا إذا اشتد البأس لذنا برسول الله (ص)) الرسالة السعدية للعلامة الحلي: هامش ص78 ، وروى أحمد في مسنده : عن علي (ع) قال: (لقد رأيتنا يوم بدر ونحن نلوذ برسول الله (ص) وهو أقربنا إلى العدو وكان من أشد الناس يومئذ بأسا) مسند أحمد: ج1 ص86 ، مجمع الزوائد: ج9 ص12 ، وروى الطبري ، قال: قال أبوجعفر: (فلما انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهله ناول سيفه ابنته فاطمة ، فقال: اغسلي عن هذا دمه يا بنية ، فو الله لقد صدقني اليوم ، وناولها على بن أبي طالب سيفه ، فقال: وهذا أيضا فاغسلي عنه دمه فو الله لقد صدقني اليوم ، فقال رسول الله صلى الله عليه سلم: لئن كنت صدقت القتال ، لقد صدق سهل بن حنيف وأبودجانة) تاريخ الطبري: ج2 ص210 . وروى ابن سعد: (عن جابر عن محمد بن علي قال: كان رسول الله (ص) شديد البطش) الطبقات الكبرى: ج1ص419 .
        [193]- قال أمير المؤمنين (ع) واصفاً رسول الله (ص): (طبيب دوار بطبه قد أحكم مراهمه ، وأحمى مواسمه . يضع ذلك حيث الحاجة إليه من قلوب عمي ، وآذان صم ، وألسنة بكم . متبع بدوائه مواضع الغفلة ومواطن الحيرة) نهج البلاغة بشرح محمد عبده: ج1ص 207 .
        [194]- العجول التي تعبد من دون الله ، كعجل السامري .
        [195]- الزمر: 36 ـ 40 .
        [196]- الكافي: ج2 ص613 ، الخصال: ص142 ، وسائل الشيعة: ج5 ص202 ، بحار الأنوار: ج2 ص41 .
        [197]- نهج البلاغة بشرح محمد عبده: ج2 ص 211 ، بحار الأنوار: ج66 ص325 .
        [198]- وإليك كلام بعضهم: قال النووي في شرحه على صحيح مسلم باب لزوم طاعة الأمراء في غير معصية: قال جماهير أهل السنة من الفقهاء والمحدثين والمتكلمين: لا ينعزل الخليفة بالفسق والظلم وتعطيل الحدود وتضييع الحقوق ، ولا يخلع ولا يجوز الخروج عليه بذلك ، بل يجب وعظه وتخويفه للأحاديث الواردة في ذلك . شرح صحيح مسلم: ج12 ص229 .
        وقال القاضي أبوبكر الباقلاني: إن قال قائل ما الذي يوجب خلعه الإمام عندكم قيل له: يوجب ذلك أمور ، منها كفر بعد الإيمان ، ومنها تركه إقامة الصلاة والدعاء إلى ذلك ، ومنها عند كثير من الناس فسقه وظلمه بغصب الأموال وضرب الأبشار وتناول النفوس المحرمة وتضييع الحقوق وتعطيل الحدود . وقال الجمهور من أهل الإثبات وأصحاب الحديث: لا ينخلع بهذه الأمور ولا يجب الخروج عليه ، بل يجب وعظه وتخويفه وترك طاعته في شيء مما يدعو إليه من معاصي الله . واحتجوا في ذلك بأخبار كثيرة متظاهرة عن النبي (ص) وعن أصحابه في وجوب طاعة الأئمة وإن جاروا واستأثروا بالأموال وأنه قال (ص): (اسمعوا وأطيعوا ولو لعبد أجدع ولو لعبد حبشي ، وصلوا وراء كل بر وفاجر) ، وروي أنه قال: (أطعهم وإن أكلوا مالك وضربوا ظهرك ، وأطيعوهم ما أقاموا الصلاة) في أخبار كثيرة وردت في هذا الباب تمهيد الأوائل وتلخيص الدلائل: ص 478 .
        والمقصود بالأخبار والروايات التي ذكرها النووي والباقلاني هو ما رواه البيهقي ومسلم وغيرهما ، وإليك بعضاً مما رووه في المقام:
        روى البيهقي: عن يزيد بن سلمة الجعفي أنه قال: يا نبي الله أرأيت إن قامت علينا أمراء يسألوننا حقهم ، ويمنعوننا حقنا ، فما تأمرنا ؟ فقال (ص): (اسمعوا وأطيعوا ، فإنّما عليهم ما حملوا ، وعليكم ما حملتم) السنن الكبرى: ج8 ص158 .
        وروى مسلم: عن حذيفة بن اليمان ، قال: قلت: (يا رسول الله ، إنا كنا بشر فجاء الله بخير فنحن فيه ، فهل من وراء هذا الخير شرّ ؟ قال (ص): نعم . قلت: كيف ؟ قال (ص): يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي ، ولا يستنون بسنتي ، وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس ، قال حذيفة: قلت: كيف أصنع يا رسول الله إن أدركت ذلك ؟ قال: تسمع وتطيع للأمير ، وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك ، فاسمع وأطع) صحيح مسلم: ج6 ص20 ، السنن الكبرى للبيهقي: ج8 ص157 ، المعجم الأوسط للطبراني: ج3 ص190 . وللقارئ الكريم أن يطلع على ما ذكرناه وغيره في مظانه .
        [199]- معالم في الطريق: ص232 – 236 .
        [200]- آل عمران: 196 – 198 .
        [201]- مريم: 73 .
        [202]- معالم في الطريق: ص226 - 230 .
        Last edited by السلماني الذري; 25-04-2012, 22:05.
        اللهم صل على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما
        يا الله يا رحمن يا رحيم يا مقلّب القلوب ثبّت قلبي على دينك

        Comment

        • السلماني الذري
          عضو نشيط
          • 23-09-2008
          • 402

          #34
          رد: كتـــــاب العجــــــل في أجـــــــــــزاء

          3- معرفة الإمام المهدي (ع):

          وهي إضافة إلى معرفة اسمه وولادته وغيبته الصغرى وسفرائه فيها وغيبته الكبرى إلى يومنا هذا ، أو أحاديثه وأحاديث آبائه التي وردت فيه وفي غيبته وظهوره وقيامه ، تشمل معرفة علامات ظهوره وسيرته بعد ظهوره . فبمعرفة علامات ظهوره نعرف قرب زمان ظهوره فنستعد لنصرته .
          وبمعرفة سيرته بعد ظهوره (ع) نستعد لتقبلها ، فلا نكون - والعياذ بالله - ممن يلتوون عليه ويعترضون على سياسته وقراراته ، وقد روي عن الإمام الصادق (ع) ، أنّه قال: (إذا خرج القائم خرج من هذا الأمر من كان يرى أنّه من أهله) ([203]) .
          فعلى المؤمنين الالتفاف حول العلماء العاملين السائرين على نهج الأنبياء والمرسلين والأئمة (ع) . والحذر من متابعة علماء السوء غير العاملين ، الذين لا يغضبون لغضب الله عندما يهان كتابه القرآن الكريم ([204]) ، والذين سيقف كثير منهم ضد الإمام المهدي (ع) ، وربما سيقاتلونه .
          روي عن رسول الله (ص) ، قال: (سيأتي زمان على أمتي لا يبقى من القرآن إلاّ رسمه ، ولا من الإسلام إلاّ اسمه ، يسمّون به وهم أبعد الناس منه ، مساجدهم عامرة وهي خراب من الهدى ، فقهاء ذلك الزمان شرّ فقهاء تحت ظل السماء ، منهم خرجت الفتنة واليهم تعود) ([205]) .
          وعن رسول الله (ص) في المعراج ، قال: (… قلت إلهي فمتى يكون ذلك ؟ فأوحى إلّي (عز وجل): يكون ذلك إذا رفع العلم وظهر الجهل ، وكثر القرّاء وقل العمل وكثر الفتك ، وقل الفقهاء الهادون وكثر فقهاء الضلالة الخونة وكثر الشعراء ، واتخذ أمتك قبورهم مساجد ، وحليت المصاحف ، وزخرفت المساجد ، وكثر الجور …) ([206]) .
          وعن الباقر (ع): (إذا قام القائم (ع) سار إلى الكوفة ، فيخرج منها بضعة ألف نفس يدعون البترية عليهم السلاح ، فيقولون له: إرجع من حيث جئت فلا حاجة لنا في بني فاطمة !! فيضع فيهم السيف حتى يأتي على آخرهم ، ثم يدخل الكوفة فيقتل بها كل منافق مرتاب ويهدم
          قصورها ويقتل مقاتليها حتى يرضى الله عزّ وعلا) ([207]) .
          وعن الباقر (ع): (يدخل الكوفة وبها ثلاث رايات قد اضطربت فتصفو له ، ويدخل حتى يأتي المنبر ويخطب …) ([208]) .
          وعن أمير المؤمنين (ع): (يا مالك بن ضمرة ، كيف أنت إذا اختلفت الشيعة هكذا ؟ وشبك أصابعه وادخل بعضها في بعض ، فقلت: يا أمير المؤمنين ، ما عند ذلك من خير . قال (ع): الخير كله عند ذلك ، يقوم قائمنا فيقدم عليه سبعون ، فيقدّم سبعين رجلاً يكذبون على الله ورسوله فيقتلهم ، فيجمع الله الناس على أمر واحد) ([209]) .
          ويقدّم سبعين رجلاً يكذبون على الله ورسوله ، أي: علماء غير عاملين . وربما يفتون الناس بغير ما أنزل الله على رسوله وفق تخرّصاتهم العقلية وأهوائهم الشخصية .
          وعن أبي جعفر (ع) ، أنّه قال: (لتمخضن يا معشر الشيعة ، شيعة آل محمد كمخيض الكحل في العين ؛ لأنّ صاحب الكحل يعلم متى يقع في العين ولا يعلم متى يذهب ، فيصبح أحدكم وهو يرى أنّه على شريعة من أمرنا فيمسي وقد خرج منها ، ويمسي وهو على شريعة من أمرنا فيصبح وقد خرج منها) ([210]) .
          وعن أبي عبدالله (ع): (كيف أنتم إذا بقيتم بلا إمام هدى ولا علم يرى ، يبرأ بعضكم من بعض ، فعند ذلك تميزون وتمحصون وتغربلون ، وعند ذلك اختلاف السنين ([211]) ، وأمارة من أول النهار وقتل وقطع في آخر النهار) ([212]) .
          وعن البيزنطي ، قال: سألت الرضا (ع) عن مسألة الرؤيا ، فأمسك ثم قال (ع): (إنا لو أعطيناكم ما تريدون لكان شرّاً لكم ، وأخذ برقبة صاحب هذا الأمر . وقال: وأنتم في العراق تروون أعمال هؤلاء الفراعنة وما أمهل لهم بتقوى الله ، ولا تغرّنكم الدنيا ولا تغتروا بمن أمهل له ، فكأن الأمر قد وصل إليكم) ([213]) .
          أ-علامات ظهوره وقيامه (ع):
          نظراً لتحقق معظم العلامات التي ذكرها النبي (ص) والأئمة (ع) ، ولم يبقَ منها إلاّ العلامات القريبة جدّاً من سنة ظهوره وقيامه أو العلامات الدالة عليه بعد ظهوره (ع) .
          ومراعاة للاختصار ؛ ولأنّه لا توجد فائدة كبيرة من ذكر العلامات التي تحققت ، فسأقتصر على العلامات القريبة من ظهوره المبارك (ع):
          ومنها: أن تمنع السماء قطرها ، وحرّ شديد ، واختلاف الشيعة ، فعن الإمام الحسن بن علي (ع): (لا يكون هذا الأمر الذي تنتظرون حتى يبرأ بعضكم من بعض ، ويلعن بعضكم بعضاً ، و يتفل بعضكم في وجه بعض ، وحتى يشهد بعضكم بالكفر على بعض . قلت: ما في ذلك خير ، قال: الخير كله في ذلك ، يقوم قائمنا فيرفع ذلك كلّه) ([214]) .
          ومنها: موت كثير من الفقهاء ، وانتشار الفساد بشكل علني والتجاهر بالمعاصي ، كالزنا وشرب الخمور وسماع الأغاني ، وغلبت وسائل الفساد كالتلفزيون في الوقت الحاضر . والاستخفاف بالمساجد وبحرمتها ، فبدل أن تبقى وسيلة للانقطاع إلى الله ببساطتها وخلوها من المظاهر الدنيوية يحوّلها الناس إلى قاعات مليئة بالزخرفة والألوان والمظاهر التي تشد الداخل فيها إلى الدنيا ، وهكذا تعطّل ، ويجعلونها مكان للأكل في بعض المناسبات كالمحرّم ورمضان .
          ومنها: انتشار وسائل التجميل كالملابس الجميلة المظهر ، ولكنها تغلف أناساً قلوبهم قلوب الشياطين .
          ومنها: الاستخفاف بحرمة العلماء العاملين المجاهدين ، وربما الاستهزاء بهم واتهامهم باتهامات باطلة . ويكثر سفك دمائهم ؛ وذلك لأنّهم يتبعون سيرة أئمتهم (ع) في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فيلاقون من الطواغيت المتسلطين على الأمة اليوم ما لاقاه الأئمة (ع) من طواغيت بني أمية وبني العباس لعنهم الله .
          عن أمير المؤمنين (ع) ، فقال (ع): (إذا وقع الموت في الفقهاء ، وضيعت أمة محمد المصطفى (ص) الصلاة واتبعت الشهوات ، وقلت الأمانات ، وكثرت الخيانات ، وشربوا القهوات ([215]) ، وأشعروا شتم الآباء والأمهات ، ورفعوا الصلاة من المساجد بالخصومات وجعلوها مجالس للطعامات ، وأكثروا من السيئات وقللوا من الحسنات ، وعوصرت السماوات ([216]) ، فحين إذن تكون السنة كالشهر والشهر كالأسبوع والأسبوع كاليوم واليوم كالساعة . ويكون المطر قيظاً ، والولد غيضاً . ويكون أهل ذلك الزمان لهم وجوه جميلة ، وضمائر ردية . من رآهم أعجبوه ، ومن عاملهم ظلموه . وجوههم وجوه الآدميين ، وقلوبهم قلوب الشياطين … ويعار على العلماء ويكثر ما بينهم سفك الدماء … وتحج الناس ثلاث وجوه: الأغنياء للنزهة ، والأوساط للتجارة ، والفقراء للمسألة) ([217]) .
          ومنها: منع أهل العراق من الحج ، فلا يذهب منهم إلى الحج إلاّ عدد قليل ، وحالهم ما تقدّم في الحديث ، فعن الإمام الصادق (ع) - وعنده جماعة من أهل الكوفة فأقبل عليهم وقال لهم: - (حجوا قبل أن لا تحجوا ، قبل أن تمنع البرجانية (الرومية) - أي أمريكا والغرب اليوم - حجوا قبل هدم مسجد بالعراق بين نخل وأنهار ، حجوا قبل أن تقطع سدرة بالزوراء على عروق النخلة التي اجتثت ([218]) منها مريم (ع) رطباً جنياً ، فعند ذلك تمنعون الحج وينقص الثمار ويجد البلاء ([219]) وتبتلون بغلاء الأسعار وجور السلطان ، ويظهر فيكم الظلم والعدوان مع البلاء والوباء والجوع ، وتظلكم الفتن من جميع الآفاق) ([220]) .
          وعن أمير المؤمنين (ع) ، قال - وأشار إلى أصحاب المهدي (ع) بقوله -: (ألا بابي وأمي هم من عدة أسماؤهم في السماء معروفة وفي الأرض مجهولة ، ألا فتوقعوا من إدبار أموركم وانقطاع وصلكم (انقطاع الحج) ([221]) ، واستعمال صغاركم ، ذاك حيث تكون ضربة السيف على المؤمن أهون من درهم من حله ، ذلك حيث يكون المعطى أعظم من المعطي ، حيث تسكرون من غير شراب بل من النعمة والنعيم ، وتحلفون من غير اضطرار ، وتكذبون من غير إحراج ، ذاك أذا عضكم البلاء كما يعضّ القتب غارب البعير ، ما أطول هذا العناء وأبعد هذا الرجاء) ([222]) .
          ومنها: ابتلاء أهل العراق بجور السلطان وغلاء الأسعار ، فعن محمد بن مسلم عن الصادق(ع) ، قال: (إنّه قدّام القائم (ع) بلوى من الله ، قلت: وما هو جعلت فداك ؟ فقرأ (ع): ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ﴾ ([223]) ، ثم قال (ع): الخوف من ملوك بني فلان ([224]) ، والجوع من غلاء الأسعار ، ونقص من الأموال من كساد التجارات ، وقلة الفضل فيها ونقص الأنفس بالموت الذريع ، ونقص الثمرات بقلة ريع الزرع وقلة بركة الثمار ، ثم قال (ع): ﴿وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ﴾ عند ذلك بتعجيل خروج القائم (ع)) ([225]) .
          ومنها: إنّ حاكم العراق معروف بأنّه يمارس الكهانة ، أي: تحضير الجن والسحر الأسود ، وإنّه ابن بغي ، أي: زانية . قال أمير المؤمنين (ع): (وأمير الناس ([226]) جبار عنيد ، يقال له الكاهن الساحر) ([227]) . وقال الصادق (ع): (أمّا إنّ إمارتكم يومئذٍ لا تكون إلاّ لأولاد البغايا ([228])) ([229]) .
          ومنها: اختلاف حكّام العراق فيما بينهم ، وهلاكهم على يد جيوش السفياني التي تأتي من بلاد الشام والتي تدخل العراق للقضاء على حاكم العراق . والسفياني مجنّد من الغرب أو أمريكا حسب ما ورد في الروايات .
          وفي التوراة سفر دانيال: السفياني عميل للمملكة الحديدية أو أمريكا ، للقضاء على ثلاثة عملاء سابقين لأمريكا في المنطقة أحدهم حاكم العراق . ثم إنّ ما يبقى من أعوان ومرتزقة حاكم العراق تقضي عليه قوّات الخراساني بقيادة شعيب بن صالح ، والتي تدخل العراق لطرد قوّات السفياني ، وتطهير العراق من الأراذل والمسوخ الشيطانية .
          فعن الباقر(ع) : (... ثم قال: إذا اختلف بنو فلان ([230]) فيما بينهم فعند ذلك فانتظروا الفرج ، وليس فرجكم إلاّ باختلاف بني فلان … حتى يخرج عليهم الخرساني والسفياني ، هذا من المشرق وهذا من المغرب ، يستبقان إلى الكوفة كفرسي رهان ... آما إنّهم لا يبقون منهم أحداً) ([231]) .
          ومنها: خسوف القمر وكسوف الشمس في رمضان ، وصيحة جبرائيل في أول النهار .
          ومنها: ظهور كوكب مذنب في السماء يضيء كما يضيء القمر ، ثم ينعطف حتى يكاد يلتقي طرفاه .
          ومنها: السفياني ، وهو أهم الفتن قبل قيام القائم (ع) ، وخروجه حتمي في بلاد الشام . والأرجح في الأردن في الوادي اليابس ، ثم يحتل سوريا وجزء من فلسطين ، ثم يدخل إلى العراق ، ويظهر في بداية ظهوره العدل حتى يتوهم الناس أنّه عادل ، ويكذّب الجهّال آل محمد (ع) .
          عن أبي حمزة الثمالي ، عن الباقر (ع) ، قلت: (خروج السفياني من المحتوم ؟ قال: نعم ، والنداء من المحتوم ، وطلوع الشمس من مغربها من المحتوم ، واختلاف بني العباس في الدولة محتوم ، وقتل النفس الزكية محتوم ، وخروج القائم من آل محمد (ع) محتوم . قلت: وكيف يكون النداء ؟ قال: ينادي من السماء أول النهار ألا إنّ الحق مع علي وشيعته ، ثم ينادي إبليس آخر النهار من الأرض ألا إنّ الحق مع عثمان وشيعته ، وعند ذلك يرتاب المبطلون) ([232]) .
          عن الباقر (ع): (آيتان تكونان قبل القائم ، كسوف الشمس في النصف من شهر رمضان ، وخسوف القمر في آخره) ([233]) .
          وعلى الشيعة عند ظهور السفياني الذهاب إلى مكة ، لنصرة الإمام المهدي (ع) ؛ لأنّ ظهوره وقيامه في مكة بعد هذه العلامة أكيد وقريب جدّاً ، بل يكاد يتداخل معها ، وقد أمرهم أئمتهم (ع) بذلك .
          عن الصادق (ع): (… لا تبرح الأرض يا فضل حتى يخرج السفياني ، فإذا خرج السفياني فأجيبوا إليناً . يقولها ثلاثاً ، وهو من المحتوم) ([234]) .
          وعن الصادق (ع): (يا سدير ، ألزم بيتك وكن حلساً من أحلاسه ، وأسكن ما سكن الليل والنهار ، فإذا بلغ أن السفياني قد خرج فادخل إلينا ولو على رجلك . قلت: جعلت فداك هل قبل ذلك شيء ؟ قال: نعم ، وأشار بيده بثلاث أصابعه إلى الشام ، وقال: ثلاث رايات ، راية حسنية ، وراية أموية ، وراية قيسية . فبينما هم إذ خرج السفياني فيحصدهم حصد الزرع ما رأيت مثله قط) ([235]) .
          وعن الباقر (ع): (… مع أنّ الفاسق ([236]) لو قد خرج لمكثتم شهراً أو شهرين لم يكن عليكم بأس حتى يقتل خلقاً كثيراَ دونكم ، قال بعض أصحابه: فكيف نصنع بالعيال إذا كان ذلك ؟ قال: يتغيب الرجل منكم عنه فأن حنقه وشرّهه فإنما هي على شيعتنا ، وأمّا النساء فليس عليهن بأس إن شاء الله تعالى ، قيل: فإلى أين يخرج الرجال ويهربون منه ، من أراد منهم أن يخرج إلى المدينة أم إلى مكة أو إلى بعض البلدان ؟ قال: ما تصنعون بالمدينة ، وإنما يقصد جيش الفاسق إليها ، ولكن عليكم بمكة فأنها مجمعكم ، فإنما فتنته حمل امرأة تسعة أشهر لا يجوزها إن شاء الله)([237]) .
          ولكن للأسف لن ينفر إلى مكة لنصرة المهدي (ع) إلاّ عشرة آلاف كما ورد في الروايات ، وهم أول أنصاره مع أصحابه الثلاثمائة وثلاثة عشر ([238]) .
          هذه هي بعض علامات ظهوره وقيامه القريبة .
          وربما كانت له (ع) فترة ظهور تسبق قيامه في مكة ، ربما عن طريق سفراء كما في الغيبة الصغرى . وهذا الاحتمال تقويه بعض الروايات عنهم (ع) ([239]) ، وربما كانت بداية بعثه وظهوره في أم القرى في هذا الزمان وهي النجف الأشرف اقتفاء بسيرة جدّه المصطفى (ص) الذي بعث في أم القرى في زمانه ، وهي مكة ، والله أعلم وأحكم وما أوتينا من العلم إلاّ قليلاً .
          * * *
          [203]- غيبة النعماني: ص332 ، معجم أحاديث الإمام المهدي (ع): ج3 ص501 ، ميزان الحكمة: ج1 ص186 .
          [204]- يشير (ع) إلى ما فعله الطاغية صدام من تنجيسه للقرآن ، وتخاذل الحوزة العلمية عن نصرة القرآن والدفاع عنه ، وقد تقدّم في الهامش توضيح ذلك في الجزء الأول من الكتاب فراجع .
          [205]- الكافي: ج8 ص801 ، ثواب الأعمال: ص253 ، الفصول المهمة في اصول الأئمة: ج1 ص610 ، بحار الأنوار: ج2 ص109 .
          [206]- مختصر البصائر: ص248 ، بحار الأنوار: ج51 ص70 ، غاية المرام: ج2 ص73 ، تفسير نور الثقلين: ج3 ص124 .
          [207]- الارشاد: ج2 ص384 ، الصراط المستقيم: ج2 ص254 ، بحار الأنوار: ج51 ص338 ، معجم أحاديث الإمام المهدي(ع): ج3 ص308 .
          [208]- الارشاد: ج2 ص380 ، غيبة الطوسي: ص468 ، الصراط المستقيم: ج2 ص251 ، بحار الأنوار: ج52 ص331 .
          [209]- غيبة النعماني: ص214 ، بحار الأنوار: ج52 ص115 ، معجم أحاديث الإمام المهدي (ع): ج3 ص30 .
          [210]- غيبة الطوسي: ص339 ، بحار الأنوار: ج52 ص101 .
          [211]- أي جدب وقحط ، منه (ع) .
          [212]- كمال الدين: ص348 ، بحار الأنوار: ج52 ص 212 ، معجم أحاديث الإمام المهدي (ع) : ج3 ص422 .
          [213]- الكافي: ج1 ص255 ، بصائر الدرجات: ص105 ، بحار الأنوار: ج52 ص110 .
          [214]- غيبة النعماني: ص213 ، غيبة الشيخ الطوسي: ص438 ، الخرائج والجوارح: ج3 ص1153 ، بحار الأنوار: ج52 ص211 .
          [215]- أي: الخمور ، (منه (ع)) .
          [216]- أي قل المطر . منه (ع) .
          [217]- إلزام الناصب: ج2 ص161 ، وروي باختلاف عما في المتن في مستدرك الوسائل: ج11 ص377 ، جامع احاديث الشيعة: ج13 ص375 .
          [218]- في أمالي المفيد (اجتنت) .
          [219]- في أمالي المفيد (وتجدب البلاد) .
          [220]- بشارة الإسلام للسيد مصطفى الكاظمي: ص173 .
          [221]- انقطاع الحج ، (منه (ع)) .
          [222]- شرح نهج البلاغة بشرح محمد عبده: ج2 ص126 ، بحار الأنوار: ج34 ص212 ، معجم أحاديث الإمام المهدي (ع): ج3 ص13 .
          [223]- البقرة: 155 .
          [224]- قال (ع) تعليقاً على لفظ بني فلان ، أي: بني (العباس) . وعبّر عن حكام العراق بالعباسيين ؛ لأنهم يحكمون في عاصمتهم ويسيرون بسيرتهم .
          [225]- الإرشاد للمفيد: ج2 ص377 ، كمال الدين: ص649 ، بحار الأنوار: ج52 ص203 .
          [226]- أي حاكم العراق ، (منه (ع)) .
          [227]- مختصر بصائر الدرجات: ص199 ، بحار الأنوار: ج53 ص83 ، معجم أحاديث الإمام المهدي (ع): ج5 ص255 .
          -[228]أي الزانيات ، ( منه (ع)) .
          [229]- غيبة الطوسي: ص450 ، بحار الأنوار: ج52 ص215 ، معجم أحاديث الإمام المهدي (ع): ج3 ص481 .
          [230]- العباس ، ( منه (ع)) .
          [231]- غيبة النعماني: ص264 ، بحار الأنوار: ج52 ص231 ، معجم أحاديث الإمام المهدي (ع): ج3 ص254 .
          [232]- الإرشاد للمفيد: ص371 ، كمال الدين: ص328 ،غيبة الطوسي: ص435 ، بحار الأنوار: ج52ص206 ، والنص للأول ، وفي ما عداه اختلاف يسير .
          [233]- الإرشاد للمفيد: ج2 ص374 ، الكافي: ج2 ص212 ، غيبة الطوسي: ص444 ، الخرائج والجرائح: ج3/ص1158 ، بحار الأنوار: ج52 ص214 ، والنص للأول ، وفي غيره مما ذكر اختلاف يسير..
          [234]- الكافي: ج8 ص274 ، بحار الأنوار: ج47 ص297 ، معجم أحاديث الإمام المهدي (ع): ج3 ص464 .
          [235]- بحار الأنوار: ج52 ص 271 ، عصر الظهور: ص103 ، ورواه في الكافي إلى قوله: رجلك ، ج8 ص265 ، وكذا في وسائل الشيعة: ج15 ص51 .
          [236]- السفياني . منه (ع) .
          [237]- غيبة النعماني: ص 311 ، بحار الأنوار: ج52 ص141 ، معجم أحاديث الإمام المهدي (ع): ج3 ص271 .
          [238]- روى الطبرسي في الاحتجاج: عن عبدالعظيم الحسني رضي الله عنه ، عنه قال: قلت لمحمد بن علي بن موسى (ع): (يا مولاي أني لأرجو أن تكون القائم من أهل بيت محمد الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً ، فقال (ع) : ما منا إلاّ قائم بأمر الله ، وهاد إلى دين الله ، ولكن القائم الذي يطهر الله به الأرض من أهل الكفر والجحود ويملأ الأرض قسطاً وعدلاً ، هو الذي يخفى على الناس ولادته ، ويغيب عنهم شخصه ، ويحرم عليهم تسميته ، وهو سمي رسول الله وكنيه ، وهو الذي تطوى له الأرض ، ويذل له كل صعب ، يجتمع إليه من أصحابه عدة أهل بدر (ثلاثمائة وثلاثة عشر) ، رجلاً من أقاصي الأرض وذلك قول الله : ﴿أين ما تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعاً إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ ، فإذا اجتمعت له هذه العدّة من أهل الإخلاص أظهر الله أمره ، فإذا كمل له العقد وهو (عشرة آلاف) رجل خرج بإذن الله ، فلا يزال يقتل أعداء الله حتى يرضى عز وجل) الاحتجاج: ج2 ص 249 .
          وروى المجلسي في البحار: عن أبي جعفر (ع) في حديث طويل إلى أن قال: (يقول القائم (ع) لأصحابه: يا قوم إن أهل مكة لا يريدونني ، ولكني مرسل إليهم لاحتج عليهم بما ينبغي لمثلي أن يحتج عليهم . فيدعو رجلاً من أصحابه فيقول له: امض إلى أهل مكة فقل: يا أهل مكة أنا رسول فلان إليكم وهو يقول لكم: إنا أهل بيت الرحمة ، ومعدن الرسالة والخلافة ونحن ذرية محمد وسلالة النبيين ، وإنا قد ظلمنا واضطهدنا ، وقهرنا وابتز منا حقنا منذ قبض نبينا إلى يومنا هذا فنحن نستنصركم فانصرونا . فإذا تكلم هذا الفتى بهذا الكلام أتوا إليه فذبحوه بين الركن والمقام ، وهي النفس الزكية ، فإذا بلغ ذلك الإمام قال لأصحابه: ألا أخبرتكم أن أهل مكة لا يريدوننا ، فلا يدعونه حتى يخرج فيهبط من عقبة طوى في ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً عدّة أهل بدر حتى يأتي المسجد الحرام ، فيصلي فيه عند مقام إبراهيم أربع ركعات ، ويسند ظهره إلى الحجر الأسود ، ثم يحمد الله ويثني عليه ، ويذكر النبي (ص) ويصلي عليه ويتكلم بكلام لم يتكلم به أحد من الناس . فيكون أول من يضرب على يده ويبايعه جبرئيل وميكائيل ، ويقوم معهما رسول الله وأمير المؤمنين فيدفعان إليه كتاباً جديداً هو على العرب شديد بخاتم رطب ، فيقولون له : اعمل بما فيه ، ويبايعه الثلاثمائة وقليل من أهل مكة . ثم يخرج من مكة حتى يكون في مثل الحلقة قلت: وما الحلقة ؟ قال: عشرة آلاف رجل ...) بحار الأنوار: ج52 ص 307 .
          [239]- وهي الروايات التي تذكر اليماني (ع) باعتباره ممهد رئيسي للإمام محمد بن الحسن العسكري المهدي (ع) ، ورسول منه (ع) إلى الناس ، وكذالك الروايات التي تشير لإرسال المهدي (ع) للنفس الزكية ، وقد تقدمت في الهامش السابق .
          اللهم صل على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما
          يا الله يا رحمن يا رحيم يا مقلّب القلوب ثبّت قلبي على دينك

          Comment

          • السلماني الذري
            عضو نشيط
            • 23-09-2008
            • 402

            #35
            رد: كتـــــاب العجــــــل في أجـــــــــــزاء

            ب - أعماله بعد ظهوره وقيامه (ع):

            قبل أن نتعّرض لإعماله بعد ظهوره (ع) ، لابد لنا من الاطلاع على بعض الأحاديث التي تكشف واقعاً مريراً نلمسه نحن اليوم ، سواء في بعض العلماء غير العاملين أم من بعض من يسمّون أنفسهم شيعة لأهل البيت (ع) ، أو موالين لهم (ع) . وهم في نفس الوقت لا يأمرون بالمعروف ولا ينهون عن المنكر ، ويداهنون الطواغيت ويخضعون لهم ويتحاكمون عندهم ، بل ومع الأسف الشديد يساعدونهم في كثير من الأحيان خوفاً أو طمعاً ، دون أن يلتفتوا إلى حرمة هذا العمل وبشاعته ، بل أصبحوا يرونه مباحاً بعد أن نكسوا ومسخوا وأمسوا يرون المقاييس مقلوبة والمنكر معروفاً ، واعتادوا عبادة العجول والأصنام والأوثان ضلالة وخوفاً وطمعاً .
            ولم أجد كلاماً أصف به حال الإمام المهدي (ع) مع هؤلاء أفضل من القرآن الكريم وحديث المعصومين (ع):
            قال تعالى: ﴿فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفاً قَالَ يَا قَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْداً حَسَناً أَفَطَالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ أَمْ أَرَدْتُمْ أَنْ يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَخْلَفْتُمْ مَوْعِدِي * قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا وَلَكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَاراً مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ * فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ * أَفَلا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلاً وَلا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرّاً وَلا نَفْعاً * وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِنْ قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي * قَالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى * قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا * أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي * قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرائيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي * قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ * قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي * قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِداً لَنْ تُخْلَفَهُ وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفاً لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفاً * إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً﴾ ([240]) .
            وأرجع وأعيد حديثين مرّا في البحث للتذكير والتأكيد .
            قال الإمام الصادق (ع): (لينصرن الله هذا الأمر بمن لا خلاق له ، ولو قد جاء أمرنا لقد خرج منه من هو اليوم مقيم على عبادة الأوثان) ([241]) .
            أي: إنّ الله ينصر القائم بقوم من غير الشيعة ، بل لعلهم من غير المسلمين بعد أن يؤمنوا بحركته الإسلامية الإصلاحية المحمدية الأصيلة ويشايعوه ، في حين أنّ قوماً من الشيعة لا ينصرونه (ع) !!
            ويؤيد هذا المعنى ما روي عن الصادق (ع) أنّه قال: (إذا خرج القائم خرج من هذا الأمر من كان يرى أنّه من أهله ، ودخل فيه شبه عبدة الشمس والقمر) ([242]) .
            أيّها الأخوة: إذا كنّا شيعة فعلينا أن نتمسك بسيرتهم وحديثهم ونهجهم (ع) ، لا أن نحمل أوزاراً من زينة القوم ونصنع منها عجلاً ونعبده ، ونقول نحن شيعة .
            فعن الباقر (ع): (… انظروا أمرنا وما جاءكم عنا ، فأن وجدتموه للقرآن موافقاً فخذوا به ، وإن لم تجدوه موافقاً فردّوه ، وإن اشتبه الأمر عليكم فقفوا عنده وردّوه إلينا حتى نشرح لكم من ذلك ما شرح لنا . وإذا كنتم كما أوصيناكم لم تعدوا إلى غيره ، فمات منكم ميت قبل أن يخرج قائمنا كان شهيداً ، ومن أدرك منكم قائمنا فقتل معه كان له أجر شهيدين ، ومن قتل بين يديه عدواً لنا كان له أجر عشرين شهيداً) ([243]) .
            وقال أمير المؤمنين (ع) في خطبة على منبر الكوفة يصف الإمام المهدي (ع) وقلّة ممن يتمسّكون بالحق قبل قيامه (ع): (اللهم وإني لأعلم أنّ العلم لا يأزر كلّه ، ولا ينقطع موارده ، وأنّك لا تخلي أرضك من حجة لك على خلقك ظاهر ليس بمطاع أو خائفاً مغمور ، كي لا تبطل حجتك ولا يضل أولياؤك بعد إذ هديتهم بل أين هم وكم ؟ أولئك الأقلون عدداً والأعظمون عند الله جل ذكره قدراً) ([244]) .
            وعن أبي عبدالله (ع) قال: (قال رسول الله (ص): طوبى لمن أدرك قائم أهل بيتي وهو مقتدٍ به قبل قيامه ، يتولى وليه ويتبرأ من عدوه ، ويتولى الأئمة الهادية من قبله ، أولئك رفاقي وذوو ودي ومودتي وأكرم أمتي عليّ . قال رفاعة: وأكرم خلق الله عليّ ) ([245]) .
            وعن الصادق (ع) قال: (قال رسول الله (ص) لأصحابه: سيأتي قوم من بعدكم ، الرجل الواحد منهم له أجر خمسين منكم . قالوا: يا رسول الله نحن كنا معك ببدر وأحد وحنين ، ونزل فينا القرآن !! فقال (ص): إنّكم لو تحملوا لما حملوا لم تصبروا صبرهم) ([246]) .
            وعلينا أن لا نميل مع كل ناعق ، بل نعرف صاحب هذا الأمر بما وصفه أهل بيت النبوة (ع) .
            عن الحارث بن المغيرة النصري ، قلت لأبي عبدالله (ع): (بأيّ شيء يعرف الإمام القائم (ع) ، قال (ع): بالسكينة والوقار . قلت: وبأي شيء ؟ قال: وتعرفه بالحلال والحرام ، وبحاجة الناس إليه ولا يحتاج إلى أحد ، ويكون عنده سلاح رسول الله (ص) . قلت: أيكون وصياً ابن وصي ؟ قال: لا يكون إلاّ وصياً وابن وصي) ([247]) .
            وعن المفضل بن عمر ، قال: سمعت أبا عبدالله (ع) يقول: (لصاحب هذا الأمر غيبتان أحدهما يرجع منها إلى أهله ، والأخرى يقال هلك في أي واد سلك . قلت: كيف نصنع إذا كان كذلك ؟ قال: إذا ادعاها مدّع فاسألوه عن أشياء يجيب فيها مثله) ([248]) .
            * * *
            [240]- طـه: 86 – 98 .
            [241]- غيبة الطوسي: ص450 ، بحار الأنوار: ج52 ص329 .
            [242]- غيبة النعماني: ص332 ، معجم أحاديث الإمام المهدي (ع): ج3 ص501 .
            [243]- أمالي الطوسي: ص232 ، بحار الأنوار: ج2 ص236 ، و: ج52 ص123 ، وسائل الشيعة: ج27 ص120 .
            [244]- الكافي: ج1 ص335 ، مصباح البلاغة: ج2 ص213 ، تفسير نور الثقلين: ج2 ص498 .
            [245]- غيبة الطوسي ص456 ، بحار الأنوار: ج52/ص130 ،
            [246]- غيبة الطوسي: ص456 ، الخرائج الجرائح:ج3/ص1149 ، بحار الأنوار : ج52/ص130 .
            [247]- غيبة النعماني : ص249 ، بحار الأنوار: ج25/ص156 .
            [248]- الكافي : ج1 ص340 ، غيبة النعماني: ص178 ، بحار الأنوار: ج52 ص157 .
            اللهم صل على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما
            يا الله يا رحمن يا رحيم يا مقلّب القلوب ثبّت قلبي على دينك

            Comment

            • السلماني الذري
              عضو نشيط
              • 23-09-2008
              • 402

              #36
              رد: كتـــــاب العجــــــل في أجـــــــــــزاء

              أعمال القائم (ع) بعد قيامه:

              أمّا بعض أعماله بعد ظهوره وقيامه (ع) فهي:
              عن أبي عبدالله (ع): (ما تستعجلون بخروج القائم ، فو الله ما لباسه إلاّ الغليظ ، ولا طعامه إلاّ الجشب ، وما هو إلاّ السيف والموت تحت ظل السيف) ([249]) .
              وقال أبوجعفر (ع): (يقوم القائم بأمر جديد وكتاب جديد وقضاء جديد على العرب شديد . ليس شأنه إلاّ السيف ، لا يستتيب أحداً ولا يأخذه في الله لَوْمة لائم) ([250]) .
              والسيف إشارة إلى السلاح الموجود في زمانه (ع) .
              روي عن الصادق (ع) قال: (كأني أنظر إلى القائم على ظهر النجف ، فإذا استوى على ظهر النجف ركب فرساً أدهم أبلق) ([251]) .
              والأبلق: المبقع . الشمراخ: العمود الطويل . فيكون معنى الحديث: أنّه يركب دبابة ، والله أعلم .
              وكيف كان فإنّ الأحاديث تشير إلى أنّه يخوض حروباً طاحنة مع أعداء الدين وأعدائه (ع) ، يستشهد فيها كثير من أنصاره ([252]) ، بل ربما يستفاد من بعض الروايات أنّ الإمام (ع) يتعرّض للإصابة والجرح في هذه الحروب ([253]) ، والله أعلم .
              عن الباقر (ع) ، قال: (إّن قائمنا إذا قام دعا الناس إلى أمر جديد كما دعا رسول الله (ص) ، وإنَّ الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً كما بدأ ، فطوبى للغرباء) ([254]) .
              وعن أبي بصير ، عن أبي عبدالله (ع) ، قال: (الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً كما بدأ ، فطوبى للغرباء ، فقلت: اشرح لي هذا أصلحك الله . فقال (ع): يستأنف الداعي منّا دعاء جديداً كما دعا رسول الله (ص))([255]) .
              عن أبي عبدالله (ع) ، قال: (يصنع ما صنع رسول الله (ص) ، يهدم ما كان قبله كما هدم رسول الله (ص) أمر الجاهلية ، ويستأنف الإسلام جديداً)([256]) .
              وعن ابن عطا ، قال: سألت أبا جعفر الباقر (ع) ، فقلت: (إذا قام القائم (ع) بأي سيرة يسير في الناس ؟ فقال (ع): يهدم ما قبله كما صنع رسول الله (ص) ، ويستأنف الإسلام جديداً)([257]) .
              وقد مرّ الحديث عن رسول الله (ص) إنّ في آخر الزمان لا يبقى من الإسلام إلاّ اسمه ، ومن القرآن إلاّ رسمه ، والمساجد عامرة بالناس ولكنها خالية من الهدى - أي هدى آل محمد (ع) - ، وهذا هو حالنا اليوم فالمساجد مزخرفة والمصاحف محلاّة وملونة ، والمسلمون أبعد ما يكونوا عن الإسلام .
              عن أبي عبدالله (ع) ، قال: (أما إنّ قائمنا لو قد قام لقد أخذ بني شيبه وقطع أيديهم ، وطاف بهم وقال هؤلاء سرّاق الله) ([258]) .
              وعن أبي عبدالله (ع) ، قال: ( .. وقطع أيدي بني شيبة السرّاق وعلقها على الكعبة) ([259]) .
              وعنه (ع): (… وقطع أيدي بني شيبة وعلقها على الكعبة وكتب عليها هؤلاء سرّاق الكعبة) ([260]) .
              وبنو شيبة هم خدم الكعبة في زمن الإمام الباقر (ع) ، فالحديث يشير إلى خدم العتبات المقدّسة جميعها اليوم ، وإنّ الإمام يقطع أيديهم ويشهّر بهم ؛ لأنهم يقومون بسرقة العتبات المقدّسة ، فهم في الغالب عبيد للطاغوت ولكن ليس جميعهم ، فمنهم من يرجى إصلاحه ولعل منهم بعض الأفراد المؤمنين .
              عن الصادق (ع) ، قال: (دمّان في الإسلام حلال من الله (عز وجل) لا يقضي فيهما أحد بحكم الله (عز وجل) حتى يبعث الله القائم من أهل البيت ، فيحكم فيهما بحكم الله (عز وجل) ، لا يريد فيه بينة ، الزاني المحصن يرجمه ، ومانع الزكاة يضرب رقبته) ([261]) .
              عن الصادق (ع) ، قال: (لن تذهب الدنيا حتى يخرج رجل منّا أهل البيت ، يحكم بحكم داود وآل داود ، لا يسأل الناس بينة) ([262]) .
              وهذا يعني أنّ الله سبحانه يُطلع الإمام المهدي (ع) على بواطن الأمور ، ويأذن له أن يحكم على الباطن ، كما فعل الخضر عندما خرق السفينة وقتل الغلام ، وكما روى عن داود (ع) أبوحمزة الثمالي ، عن أبي جعفر (ع) ، قال: (إنّ داود (ع) سأل ربّه أن يريه قضية من قضايا الآخرة ، فأتاه جبريل (ع) فقال: لقد سألت ربّك شيئاً ما سأله غيرك نبي من أنبيائه (صلوات الله عليهم) ، يا داود إنّ الذي سألت لم يُطلع الله عليه أحداً من خلقه ولا ينبغي لأحد أن يقضي به غيره ، فقد أجاب الله دعوتك وأعطاك ما سألت ، إنّ أول خصمين يردان عليك غداً القضية فيهما من قضايا الآخرة .
              فلما أصبح داود وجلس في مجلس القضاء أتى شيخ متعلّق بشاب ومع الشاب عنقود من عنب . فقال الشيخ: إنّ هذا الشاب دخل بستاني ، وخرب كرمي وأكل منه بغير أذني . قال: فقال داود للشاب: ما تقول ؟ قال: فأقر الشاب أنّه قد فعل ذلك ، فأوحى الله تعالى إليه: يا داود إن كشفت لك من قضايا الآخرة فقضيت بها بين الشيخ والغلام لم يحتملها قلبك ، ولا يرضى بها قومك يا داود . إنّ هذا الشيخ أقتحم على والد هذا الشاب في بستانه فقتله وغصبه بستانه وأخذ منه أربعين ألف درهم فدفنها في جانب بستانه ، فادفع إلى الشاب سيفاً ومره أن يضرب عنق الشيخ ، وأدفع إليه البستان ومره أن يحفر في موضع كذا من البستان فيأخذ ماله . قال: ففزع داود (ع) من ذلك ، وجمع علماء أصحابه وأخبرهم بالخبر ، وأمضى القضية على ما أوحى الله إليه) ([263]) .
              عن الإمام الصادق (ع) ، قال: (أوّل ما يظهر القائم من العدل ، أن ينادي مناديه أن يسلم صاحب النافلة لصاحب الفريضة الحجر والطواف) ([264]) .
              وهذا يعني إنّ الذي يحج الحج الواجب في زمن الإمام يمنع من الحج المستحب ، حتى يحج المسلمون الذين لم يحجوا الحج الواجب ، وظاهرة الحج المستحب اليوم منتشرة بين الأغنياء في حين أنّ الفقراء يكاد ييأسون من الوصول إلى بيت الله الحرام ليحجوا حجة واجبة .
              فهؤلاء الأغنياء لو كانوا يريدون وجه الله سبحانه لأنفقوا هذه الأموال على الفقراء الذين يتضورون جوعاً ويموت كثير منهم ؛ لأنّهم لا يجدون الدواء . ولو كانوا يريدون وجه الله لأرسلوا فقيراً يحج بيت الله بهذه الأموال .
              والحقيقة التي يحاولون تدليسها إنّهم يذهبون للنزهة ، كما قال أمير المؤمنين (ع) ([265]) ، والطامّة الكبرى أنّ بعضهم يدّعون أنّهم علماء ! ولو كانوا كذلك لكانوا أسوة لمتأسي .
              فعن أبي عبدالله (ع) ، قال: (سيد الأعمال ثلاثة: إنصاف الناس من نفسك حتى لا ترضى بشيء إلاّ رضيت لهم مثله ، ومواساتك الأخ في المال ، وذكر الله على كل حال) ([266]) .
              عن الصادق (ع) ، عن آبائه (ع) ، عن النبي (ص) ، قال: (لما أسري بي أوحى ألي ربي جل جلاله … إلى أن قال: فرفعت رأسي فإذا أنا بأنوار علي وفاطمة والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد وجعفر وموسى وعلي ومحمد وعلي والحسن والحجة بن الحسن (القائم) في وسطهم كأنه كوكب درّي . قلت: يا ربِ من هؤلاء ؟ قال: هؤلاء الأئمة ، وهذا القائم يحلل حلالي ويحرم حرامي ، وبه انتقم من أعدائي ، وهو راحة لأوليائي ، وهو الذي يشفي قلوب شيعتك من الظالمين والجاحدين والكافرين ، فيخرج اللات والعزّى طريين فيحرقهما . فلفتنة الناس بهما يومئذٍ أشدّ من فتنة العجل والسامري) ([267]) .
              عن بشر النبّال ، عن الإمام الصادق (ع) ، قال: (هل تدري أوّل ما يبدأ به القائم (ع) ؟ قلت: لا . قال: يخرج هذين رطبين غضين فيحرقهما ويذرّهما في الريح ، ويكسر المسجد . ثم قال (ع): إنّ رسول الله (ص) قال: عريش كعريش موسى (ع) ، وذكر إنّ مقدّم مسجد رسول الله (ص) كان طيناّ ، وجانبه جريد النخل) ([268]) .
              وعن أبي عبدالله (ع) قال: (إذا قدم القائم (ع) وثب أن يكسر الحائط الذي على القبر فيبعث الله ريحاً شديدة وصواعق ورعوداً ، حتى يقول الناس إنما ذا لذا . فيتفرق أصحابه عنه حتى لا يبقى معه أحد فيأخذ المعول بيده فيكون أول من يضرب بالمعول ، ثم يرجع إليه أصحابه إذا رأوه يضرب بالمعول بيده ، فيكون ذلك اليوم فضل بعضهم على بعض بقدر سبقهم إليه . فيهدمون الحائط ثم يخرجهما غضين رطبين ، فيلعنهما ويتبرأ منهما ويصلبهما ، ثم ينزلهما ويحرقهما ثم يذرهما في الريح) ([269]) .
              قال رجل عن دور العباسين: أراناها الله خراباً أو خربها بأيدينا ، فقال أبو عبدالله (ع): (لا تقل هكذا ، بل يكون مساكن القائم وأصحابه ، آما سمعت الله يقول: ﴿وَسَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ﴾ ([270]) .
              عن ابن بكير ، قال: سألت أبا الحسن (ع) عن قوله: (﴿وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ﴾ ([271]) ، قال (ع): أنزلت في القائم (ع) إذا خرج باليهود والنصارى والصابئين والزنادقة وأهل الردّة والكفار في شرق الأرض وغربها ، فعرض عليهم الإسلام ، فمن أسلم طوعاً أمره بالصلاة والزكاة وما يؤمر به المسلم ، ويجب لله عليه . ومن لم يسلم ضرب عنقه ، حتى لا يبقى في المشارق والمغارب أحد إلاّ وحد الله . قلت له: جعلت فداك إنّ الخلق أكثر من ذلك ؟ فقال: إنّ الله إذا أراد أمراً قلل الكثير وكثر القليل) ([272]) .
              عن الصادق (ع) ، قال: (العلم سبعة وعشرون حرفاً ، فجميع ما جاءت به الرسل حرفان فلم يعرف الناس حتى اليوم غير الحرفين . فإذا قام قائمنا أخرج الخمسة والعشرين حرفاً ، فبثها في الناس وضم إليها الحرفين حتى يبثها سبع وعشرين حرفاً) ([273]) .
              أي إنّ الإمام المهدي (ع) يبث علوماً إلهيةً جديدة بين الناس ، ولعل منها أسرار القرآن التي لا نكاد نعرف منها شيئاً . قال تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعاً﴾ ([274]) .
              وروي أنّ أصحاب الإمام (ع) يمشون على الماء ([275]) ، وإنّ أحدهم لو قاتل الجبال بإيمانه لهدّها .
              وروي أنّه (ع) يرقى في أسباب السماوات ([276]) ، والله أعلم .
              وربما يرافق هذا التقدّم في العلوم الإلهية والروحية تقدّم في العلوم المادية ، بل ما أظنه إنّ التقدّم المادي يرافق التوجه والتقدم الروحي حتماً ، قال تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ﴾ ([277]) . وقال تعالى: ﴿وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقاً﴾ ([278]) .
              وروي أنّ العالم الفيزياوي اينشتاين اليهودي الديانة استقى نظريته النسبية ، والعلاقة بين الطاقة والمادة ، وتحول كل منهما إلى الأخرى من نظرية وحدة الوجود الدينية الفلسفية .
              قال أمير المؤمنين(ع): (كأني أنظر إلى شيعتنا بمسجد الكوفة قد ضربوا الفساطيط يعلمون الناس القرآن كما أنزل ، أما أن قائمنا إذا قام كسره وسوّى قبلته) ([279]) .
              وعن الصادق (ع) ، قال: (كأني بشيعة علي في أيديهم المثاني يعلمون الناس المستأنف) ([280]) .
              عن الأصبغ بن نباته: سمعت علياً (ع) يقول: (كأني بالعجم فساطيطهم في مسجد الكوفة ، يعلمون الناس القرآن كما أنزل . قلت: يا أمير المؤمنين أو ليس هو كما أنزل ؟ فقال: لا ، محي منه سبعون من قريش بأسمائهم وأسماء آبائهم ، وما ترك أبولهب إلاّ إزراء على رسول الله (ص) ؛ لأنّه عمه) ([281]) .
              وعن الصادق (ع) ، قال: (كيف أنتم لو ضرب أصحاب القائم الفساطيط في مسجد كوفان ، ثم يخرجوا إليهم المثال المستأنف أمر جديد على العرب شديد) ([282]) .
              وعن أبي جعفر ، قال: (إذا قام قائم آل محمد (ع) ضرب فساطيط لمن يعلم القرآن على ما أنزل الله جل جلاله فأصعب ما يكون على من حفظه اليوم ؛ لأنّه يخالف فيه التأليف) ([283]) .
              وعن الصادق (ع): (كأني أنظر إلى القائم على منبر الكوفة وحوله أصحابه ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً ، عدّة أهل بدر وهم أصحاب الألوية ، وهم حكّام الله في أرضه على خلقه ، حتى يستخرج من قبائه كتاباً مختوماً بخاتم من ذهب عهد معهود من رسول الله (ص) ، فيجفلون عنة إجفال الغنم البكم ، فلا يبقى منهم إلاّ الوزير وأحد عشر نقيباً ، كما بقوا مع موسى بن عمران (ع) ، فيجولون في الأرض فلا يجدون عنه مذهباً فيرجعون إليه . وإني لأعرف الكلام الذي يقوله لهم فيكفرون به) ([284]) .
              وعن بن أبي يعفور ، قال: (دخلت على أبي عبدالله (ع) وعنده نفر من أصحابه ، فقال لي: يابن أبي يعفور هل قرأت القرآن ؟ قال: قلت: نعم هذه القراءة . قال (ع): عنها سألتك ليس عن غيرها . قال: فقلت: نعم ، جعلت فداك ، ولم ؟ قال (ع): لأنّ موسى (ع) حدث قومه بحديث لم يحتملوه عنه فخرجوا عليه بمصر فقاتلوه فقاتلهم فقتلهم ، ولأنّ عيسى (ع) حدث قومه بحديث فلم يحتملوه عنه فخرجوا عليه بتكريت فقاتلوه فقاتلهم وقتلهم ، وهو قول الله (عز وجل): ﴿فَآمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ﴾ ([285]) . وإن أول قائم يقوم منا أهل البيت يحدثكم بحديث لا تحتملونه ، فتخرجون عليه برميلة الدسكرة ، فتقاتلونه فيقاتلكم فيقتلكم . وهي آخر خارجه تكون … الخبر) ([286]) .
              بيان من المجلسي (رحمه الله): (قوله - ولم - أي ولِمَ لمْ تسألني غير تلك القراءة ، وهي المنزلة التي ينبغي أن يعلم ، فأجاب (ع): بأنّ القوم لا يحتملون تغير القرآن ولا يقبلونه ، وأستشهد بما ذكر) ([287]) .
              وعن أمير المؤمنين (ع) ، قال: (يعطف الهوى على الهدى إذا عطفوا الهدى على الهوى . ويعطف الرأي على القرآن إذا عطفوا القرآن على الرأي) ([288]).
              وعن الصادق (ع): (إنّ أصحاب موسى ابتلوا بنهر ، وهو قول الله (عز وجل): ﴿إِنَّ اللّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ﴾ وإنّ أصحاب القائم يبتلون بمثل ذلك) ([289]) .
              عن الصادق (ع) قال: (القائم يهدم المسجد الحرام حتى يرده إلى أساسه ، ومسجد الرسول (ع) إلى أساسه ، ويرد البيت إلى موضعه ، وأقامه إلى أساسه وقطع أيدي بني شيبة السرّاق وعلقها على الكعبة) ([290]) .
              وعن أبي بصير في حديث اختصره الشيخ الطوسي ، قال: (إذا قام القائم (ع) دخل الكوفة وأمر بهدم المساجد الأربعة ، حتى يبلغ أساسها ويصيرها عريش كعريش موسى (ع) ، وتكون المساجد كلها جماء لا شرف لها كما كانت على عهد رسول الله (ص) … ) ([291]) .
              وعن أبي محمد العسكري (ع) ، قال: (إذا قام القائم أمر بهدم المنار والمقاصير([292]) التي في المساجد . فقلت في نفسي: لأي معنى هذا ؟ فاقبل عليّ فقال (ع): معنى هذا أنها محدثة مبتدعة ، لم يبنها نبي ولا حجة) ([293]) .
              وعن الصادق (ع): (إذا قام القائم هدم المسجد الحرام حتى يرده إلى أساسه ، وحوّل المقام إلى الموضع الذي كان فيه ، وقطع أيدي بني شيبة وعلقها على الكعبة وكتب عليها: هؤلاء سرّاق الكعبة) ([294]) .
              عن الأصبغ قال: قال أمير المؤمنين (ع) في حديث له حتى انتهى إلى مسجد الكوفة وكان مبنياً بخزف ودنان وطين ، فقال: (ويل لمن هدمك ، وويل لمن سهل هدمك ، وويل لبانيك بالمطبوخ المغير قبلة نوح . طوبى لمن شهد هدمك مع قائم أهل بيتي ، أولئك خيار الأمة مع أبرار العترة) ([295]) .
              وسئل أبوعبدالله (ع) عن المساجد المظللة: أيكره الصلاة فيها ؟ فقال: (نعم ، ولكن لا يضركم اليوم ، ولو قد كان العدل لرأيتم كيف يصنع في ذلك) ([296]) .
              وعن عمرو بن جميع ، قال: سألت أبا جعفر (ع) عن الصلاة في المساجد المصورة . فقال(ع): (أكره ذلك ، ولكن لا يضركم اليوم ، ولو قد قام العدل لرأيتم كيف يصنع في ذلك) ([297]) .
              والأحاديث تشير إلى أنّ الإمام المهدي (ع) يعيد المساجد إلى بساطتها في عهد رسول الله (ص) ، لتشد الناس إلى الانقطاع إلى الله . فيرفع الزخرفة والصور منها ، وربما يفتح سقوفها إلى السماء . فالذي يهم أهل الدنيا الزخرفة والزينة والراحة والتبريد والتدفئة والترف ، والذي يهم الأنبياء والأوصياء (ع) التوجه إلى الله والانقطاع إلى الله لا إلى الدنيا وزخرفها مع اهتمام الأنبياء والأوصياء بإعمار الأرض وترفيه الناس اقتصادياً .
              عن الفضيل بن يسار ، قال: سمعت أبا عبدالله (ع) يقول: (إنّ قائمنا إذا قام استقبل من جهلة الناس أشد مما استقبل رسول الله (ص) من جهّال الجاهلية . فقلت: وكيف ذلك ؟ قال: إنّ رسول الله (ص) أتى الناس وهم يعبدون الحجارة والصخور والعيدان والخشب المنحوتة ، وإنّ قائمنا إذا قام أتى الناس وكلهم يتأول عليه كتاب الله ويحتج عليه به . ثم قال (ع): أما والله ليدخلن عليهم عدله ، أما والله ليدخلن عليهم عدله جوف بيوتهم كما يدخل الحر والقر) ([298]) .
              الذين يتأولون علية القرآن ليس عامّة الناس قطعاً ولكن هؤلاء علماء غير عاملين يظنون أنّهم بتحصيلهم للقواعد الاستقرائية والعقلية قد أحاطوا بالعلم كلّه ، فهم لا يرون شيئاً من العلم عند من سواهم . وهذا التكبّر يمنعهم من الانقياد للإمام المعصوم (ع) وقبول علومه الإلهية ، فيردون عليه ويتأولون القرآن عليه ، ويتهمونه بالجهل وربما بالسحر والجنون . التهمتان اللتان لا تكادان تفارقان نبياً من الأنبياء (ع) .
              ومن هنا فإنّ علم الإمام (ع) وحده لا يعالج فتنة هؤلاء العلماء غير العاملين ؛ لأنّهم لا يسلّمون له ولا يقبلون علومه ، كما هو واضح في الرواية . فيكون العلاج هو فضح هؤلاء العلماء غير العاملين على رؤوس الأشهاد وبين عامّة الناس كما فعل رسول الله (ص) وعيسى (ع) مع علماء اليهود . وعندما يرى الناس عدالة الإمام (ع) سواء في الأمور المالية كقسمة أموال الصدقات بين الفقراء بالسوية وزهده (ع) في ملبسه ومأكله ومشربه ، أم باهتمامه بأحوال المجتمع الإسلامي وإخلاصه في العمل لله سبحانه ، ثم يقارن الناس سيرة هذا الإمام العادل المهدي (ع) بسيرة أولئك العلماء غير العاملين ، فهم على سبيل المثال يأتيهم مسكين أطفاله جياع ثيابهم مقطعة يطلب منهم دراهم ليسد رمقه فيقولون له: ائتنا بمعرِّف لكي نعطيك ! بربكم هل سمعتم أو قرأتم أنّ محمداً (ع) أو علياً (ع) أو أحد الأئمة قال لفقير ائتني بمعرف لكي أعطيك ؟!
              ثم أين هم هؤلاء المعرّفون ؟ وكم هم ؟ ومن أين لهذا المسكين بأحدهم ؟! والحال أنّ طلبة الحوزة العلمية يحتاجون إلى سلسلة معرفين ، بل إنّ المتقي من طلبة الحوزة لا يهتدي إلى سبيل ليعرف نفسه عنده ؛ لأنّ معظم المعرفين متكبرون وفسقة ومستأثرون ، ومن اتصل بهم بأموال الصدقات . والضلالة لا تجتمع مع الهدى ، فلا يهتدي في الغالب إلى هؤلاء المعرفين إلاّ متملق أو خسيس طالب دنيا ، والطيور على أشكالها تقع . فبربكم كيف أمسى الخسيس الوضيع يعرف التقي الشريف ؟ وكيف أمسى الذئب راعياً للغنم ؟ وكيف أمسى ابن آوى المؤتمن ؟ وكيف أمسى الجاهل السفيه يعرف العالم الفقيه ؟! أالله أذن لكم بهذا أم على الله تفترون ؟!
              بربكم هذه هي سيرة السجاد (ع) ، الذي كان يحمل الطعام في ظلام الليل ويدسه تحت رأس المؤالف والمخالف ، أم هي سيرة محمد (ص) والأئمة (ع) الذين كانوا يعطون حتى المؤلفة قلوبهم وكانوا يرحمون الفقراء واليتامى ، وربما سقطت الدمعة من عيني علي (ع) قبل أن تسقط من عين أرملة أو يتيم ، وربما خرجت الزفرة والحسرة من صدر محمد (ص) قبل صدر الفقير . كان محمد (ص) وعلي (ع) والأئمة يجوعون ليشبع الفقراء ، ويعطون البعيد قبل القريب .
              لقد انتشر الإسلام بأخلاق هؤلاء القادة العظام لا بالمصطلحات الفلسفية . عندما جاءت الخلافة للإمام علي (ع) أول ما قام به هو التسوية في العطاء ، وإلقاء دواوين التمييز التي أجراها من كان قبله ، ولهذا ثارت ثائرة القوم عليه وانتفض طلحة والزبير وأشباههما .
              أمّا أنتم اليوم فقد أعدتم دواوين التمييز ، وأعدتموها عثمانية تغدقون على من يعبدكم من دون الله ، وآثرتم هذا بزعمكم لعلمه وفضلتم فلان بادعائكم لفضله ، وهذا وفلان لا يأمرون بالمعروف ولا ينهون عن المنكر . ومن جهة أخرى تمنعون الأرملة ؛ لأنها مجهولة الحال ، واليتيم لأنّه بلا معرّف وتقتّرون على معظم طلبة الحوزة ، بل وتمنعون من لا يواكب مسيرتكم المخزية سواء العلمية أم العملية التي من أجلى مظاهر انحرافها هو الابتعاد عن كتاب الله ودراسته ومدارسته . وإهمالكم إرشاد الناس والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . واستسلامكم للدعة والراحة حتى أمسيتم قوماً مترفين لا تتحملون حرارة الشمس فضلاً عن شظف العيش ، وأذى الطواغيت في سبيل إعلاء كلمة لا اله إلاّ الله .
              ورد في بعض الروايات التي تصف معركة يخوضها المهدي (ع) لفتح مدينة النجف وتطهيرها من المنافقين الذين سيقفون ضده ويقاتلونه ، أنّ أصحاب الإمام المهدي (ع) يحوطون به وثيابهم ممزقة ! نعم ممزقة ؛ لأنّهم لا يشترون ثياباً بأموال الأرملة واليتيم والمريض .
              عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله (ع) ، قال في قول الله (عز وجل): ﴿فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ﴾ ([299]) . قال (ع): (هم قوم وصفوا عدلاً بألسنتهم ثم خالفوه إلى غيره) ([300]) .
              وعن خيثمة ، قال: قال لي أبوجعفر (ع): (أبلغ شيعتنا أن لن ينال ما عند الله إلاّ بعمل ، وأبلغ شيعتنا إنّ أعظم الناس حسرة يوم القيامة من وصف عدلاً ثم يخالفه إلى غيره) ([301]) .
              وعن أبي عبدالله (ع) ، قال: (أتقو الله واعدلوا فأنكم تعيبون على قوم لا يعدلون) ([302]) .
              وعن أمير المؤمنين (ع) ، قال: (ألا إنّه من ينصف الناس من نفسه لم يزده الله إلاّ عزّاً)([303]) .
              بربكم بقي شيء نميزكم به عن الطواغيت المتسلطين على الأمة الإسلامية ؟ أنتم وهم تغدقون على من يعبدكم من دون الله ويبيع آخرته بدنياكم وتتركون الفقراء والمساكين يتضورون جوعاً ، والمرضى يعانون الآلام حتى الموت . أنتم وهم تأمرون بالمنكر فهم المطرقة وأنتم السندان ، هم يهينون كتاب الله وأنتم تستقبلون فعلتهم الشنيعة بصمت وهدوء خبيث ([304]) .
              فالويل لكم ، تدّعون أنكم شيعة علي (ع) وتخالفونه ، كلا ثم كلا . أنتم شيعة عثمان ؛ لأنكم توافقونه ، وعلي يعسوب المؤمنين ، والمال يعسوب المنافقين ، ويكفيكم هذا التفاوت ، وكل أناء بالذي فيه ينضح .
              أنتم قادة عميان ، أجل أنتم قادة عميان ، وأعمى منكم من يسير خلفكم ، وحسبنا الله ونعم الوكيل وإلى الله المشتكى . فليس كلما يعرف يقال ، وليس كل ما يقال حان وقته ، وليس كل ما حان وقته حضر أهله .
              قال أبي الحسن الثالث (ع): (إذا رفع علمكم من بين أظهركم فتوقعوا الفرج من تحت أقدامكم) ([305]) .
              فالفرج قريب إنّ شاء الله ، والحمد لله الذي يؤمن الخائفين ، وينجي الصالحين ، ويرفع المستضعفين ، ويضع المستكبرين ، ويهلك ملوكاً ويستخلف آخرين .
              والحمد لله قاصم الجبارين ، مبير الظالمين ، مدرك الهاربين ، نكال الظالمين ، صريخ المستصرخين ، موضع حاجات الطالبين ، معتمد المؤمنين .
              الحمد لله الذي من خشيته ترعد السماء وسكانها ، وترجف الأرض وعمارها ، وتموج الجبال ومن يسبح في غمراتها .

              بسم الله الرحمن الرحيم
              ﴿قَالُوا مَنْ فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ * قَالُوا سَمِعْنَا فَتىً يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ * قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ * قَالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ * قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ﴾ ([306]) .
              والحمد لله رب العالمين
              * * *
              [249]- غيبة النعماني: ص239 ، غيبة الطوسي: ص460 .
              [250]- غيبة النعماني: ص238 ، بحار الأنوار: ج52 ص354 .
              [251]- كمال الدين: ص673 ، غيبة النعماني: ص322 بإضافة على ما في المتن ، بحار الأنوار: ج52 ص325 .
              [252]- تقدمت الإشارة منه (ع) إلى بعض هذه الروايات قبل قليل ، فراجع .
              [253]- وربما يستفاد ذلك من الروايات الآتية:
              عن بشير النبال ، قال: (قدمت المدينة وذكر مثل الحديث المتقدم ، إلا أنه قال: لما قدمت المدينة قلت لأبي جعفر (ع): إنهم يقولون: إن المهدي لو قام لاستقامت له الأمور عفواً ، ولا يهريق محجمة دم ، فقال: كلا ، والذي نفسي بيده لو استقامت لأحد عفواً لاستقامت لرسول الله (ص) حين أدميت رباعيته ، وشج في وجهه ، كلا ، والذي نفسي بيده حتى نمسح نحن وأنتم العرق والعلق ، ثم مسح جبهته كتاب الغيبة للنعماني: ص294 – 295 .
              وعن بشير بن أبي أراكة النبال ، ولفظ الحديث على رواية ابن عقدة قال: (....... قلت: إنهم يقولون: إنه إذا كان ذلك استقامت له الأمور ، فلا يهريق محجمة دم ، فقال: كلا ، والذي نفسي بيده حتى نمسح وأنتم العرق والعلق ، وأومأ بيده إلى جبهته) كتاب الغيبة للنعماني: ص293 – 294 .
              [254]- غيبة النعماني: ص336 ، بحار الأنوار: ج52 ص366 .
              [255]- غيبة النعماني: ص336 ، بحار الأنوار: ج8 ص12 ، و: ج52 ص366 .
              [256]- غيبة النعماني: ص336 ، بحار الأنوار: ج52 ص352 .
              [257]- بحار الأنوار: ج52 ص352 ، غيبة النعماني رواه عن الباقر (ع): ص236 .
              [258]- الكافي: ج1 ص243 ، علل الشرائع: ج2 ص409 ، بحار الأنوار: ج52 ص373 .
              [259]- غيبة الطوسي: ص472 ، بحار الأنوار: ج52 ص332 .
              [260]- الإرشاد: ج2 ص383 ، إعلام الورى: ج2/ص289 ، بحار الأنوار: ج52 ص338 .
              [261]- الكافي: ج1 ص503 ، كمال الدين: ص571 ، بحار الأنوار: ج52 ص371 .
              [262]- شرح الأخبار: ج3 ص561 ، بحار الأنوار: ج52 ص319 .
              [263]- الكافي: ج7 ص421 ، الجواهر السنية: ص85 ، بحار الأنوار: ج14 ص6 .
              [264]- الكافي: ج4 ص427 ، وسائل الشيعة: ج13 ص328 ، بحار الأنوار: ج52 ص374 .
              [265]- قال أمير المؤمنين (ع) في إحدى خطبة: (... وتحج الناس ثلاث وجوه: الأغنياء للنزهة ، والأوساط للتجارة ، والفقراء للمسألة) إلزام الناصب: ج2 ص161 ، وروي باختلاف عمّا في المتن في مستدرك الوسائل: ج11 ص377 ، جامع أحاديث الشيعة: ج13 ص375 .
              [266]- الكافي: ج2/ص144 ، أمالي الطوسي: ص577 ، بحار الأنوار: ج66 ص404 .
              [267]- كمال الدين: ص252 ، عيون أخبار الرضا (ع): ج2 ص61 ، باختلاف يسير ، بحار الأنوار: ج52 ص379 .
              [268]- بحار الأنوار: ج52 ص386 .
              [269]- بحار الأنوار: ج52 ص386 .
              [270]- تفسير العياشي: ج2 ص235 ، بحار الأنوار: ج52 ص347 ، إلزام الناصب: ج2/ص64 .
              [271]- آل عمران : 83 .
              [272]- تفسير العياشي: ج1 ص183 ، تفسير نور الثقلين: ج1/ص362 ، بحار الأنوار: ج52 ص340 ، معجم أحاديث الإمام المهدي (ع) : ج5 ص60 .
              [273]- مختصر بصائر الدرجات: ص117 ، بحار الأنوار: ج52 ص336 ، مستدرك سفينة البحار: ج2 ص258 .
              [274]- الرعد: 31 .
              [275]- عن محمد بن جعفر بن محمد ، عن أبيه (ع) ، قال: (إذا قام القائم بعث في أقاليم الأرض في كل إقليم رجلا يقول: عهدك في كفك ، فإذا ورد عليك أمر لا تفهمه ولا تعرف القضاء فيه فانظر إلى كفك واعمل بما فيها ، قال: ويبعث جندا إلى القسطنطينية ، فإذا بلغوا الخليج كتبوا على أقدامهم شيئا ومشوا على الماء ، فإذا نظر إليهم الروم يمشون على الماء قالوا: هؤلاء أصحابه يمشون على الماء ، فكيف هو ؟! فعند ذلك يفتحون لهم أبواب المدينة ، فيدخلونها فيحكمون فيها ما يريدون) كتاب الغيبة للنعماني: ص334 – 335 .
              [276]- قال رسول الله (ص) - في حديث المعراج عن الله جل جلاله: - ( ... وعزتي وجلالي لأظهرن بهم ديني ، ولأعلين بهم كلمتي ، ولأطهرن الأرض بآخرهم من أعدائي ، ولأملكنه مشارق الأرض ومغاربها ، ولأسخرن له الرياح ، ولأذللن له الرقاب الصعاب ولأرقينه في الأسباب ، ولأنصرنه بجندي ، ولأمدنه بملائكتي حتى يعلن دعوتي ويجمع الخلق على توحيدي ، ثم لأديمن ملكه ولأداولن الأيام بين أوليائي إلى يوم القيامة ... ) كمال الدين وتمام النعمة: ص254 – 256 .
              وعن عبدالرحيم أنه قال: ابتدأني أبوجعفر (ع) فقال: (أما إن ذا القرنين قد خير السحابين فاختار الذلول وذخر لصاحبكم الصعب . قلت: وما الصعب ؟ قال: ما كان من سحاب فيه رعد وبرق وصاعقة فصاحبكم يركبه ، أما انه سيركب السحاب ويرقى في الأسباب أسباب السماوات السبع خمسة عوامر واثنين خراب) بصائر الدرجات للصفار: ص428 – 429 .
              [277]- الأعراف: 96 .
              [278]- الجـن: 16 .
              [279]- غيبة النعماني: ص333 ، بحار الأنوار: ج52 ص364 ، معجم أحاديث الإمام المهدي (ع): ج3 ص126 .
              [280]- غيبة النعماني: ص333 ، بحار الأنوار: ج52 ص364 .
              [281]- غيبة النعماني: ص333 ، بحار الأنوار: ج52 ص364 ، إلزام الناصب: ج1 ص421 .
              [282]- غيبة النعماني: ص334 ، بحار الأنوار: ج52 ص365 ، معجم أحاديث الإمام المهدي (ع): ج4 ص47 .
              [283]- الإرشاد للمفيد: ج2 ص386 ، بحار الأنوار: ج52 ص339 ، معجم أحاديث الإمام المهدي (ع): ج3 ص331 .
              [284]- كمال الدين: ص672 ، بحار الأنوار: ج52 ص326 ، معجم أحاديث الإمام المهدي (ع): ج4 ص20 .
              [285]- الصف: 14 .
              [286]- بحار الأنوار: ج52 ص375 .
              [287]- بحار الأنوار: ج52 ص375 .
              [288]- نهج البلاغة بشرح محمد عبده: ج2 ص21 ، بحار الأنوار: ج31 ص549 ، معجم أحاديث الإمام المهدي (ع): ج3 ص127 .
              [289]- غيبة الطوسي: ص472 ، بحار الأنوار: ج52 ص332 ، مكيال المكارم: ج1 ص185 .
              [290]- غيبة الطوسي: ص472 ، بحار الأنوار: ج52 ص332 ، جامع أحاديث الشيعة: ج25 ص595 .
              [291]- غيبة الطوسي: ص475 ، بحار الأنوار: ج52 ص333 ، معجم أحاديث الإمام المهدي (ع): ج3 ص312 .
              [292]- المقاصير: هي المحاريب الداخلة . قال العلامة المجلسي: تبيين المشهور بين الأصحاب كراهة تطويل المنارة أزيد من سطح المسجد لئلا يشرف المؤذنون على الجيران ، والمنارات الطويلة من بدع عمر ، والمراد بالمقاصير المحاريب الداخلة كما مر . بحار الأنوار: ج80 ص376 .
              [293]- غيبة الطوسي: ص206 ، الخرائج والجرائح: ص1 ص453 ، بحار الأنوار: ج52 ص323 .
              [294]- الإرشاد: ج2 ص383 ، إعلام الورى: ج2 ص289 ، بحار الأنوار: ج52 ص338 .
              [295]- غيبة الطوسي: ص473 ، بحار الأنوار: ج52 ص332 ، معجم أحاديث الإمام المهدي (ع): ج3 ص111 .
              [296]- الكافي: ج3 ص 368 ، تهذيب الأحكام: ج3 ص253 ، وسائل الشيعة: ج5 ص207 ، بحار الأنوار: ج52 ص374 .
              [297]- الكافي: ج3 ص 369 ، وسائل الشيعة: ج5 ص215 ، بحار الأنوار: ج52 ص374 .
              [298]- غيبة النعماني: ص307 ، بحار الأنوار: ج52 ص362 . والقر: هو البرد .
              [299]- الشعراء: 94 .
              [300]- الكافي: ج1 ص47 ، بحار الأنوار: ج2 ص35 .
              [301]- الكافي: ج2 ص300 ، وسائل الشيعة: ج1 ص93 .
              [302]- الكافي: ج2 ص147 ، وسائل الشيعة: ج15 ص293 .
              [303]- الكافي: ج2 ص144 ، وسائل الشيعة: ج15 ص283 .
              [304]- يشير (ع) إلى ما فعله طاغية العراق صدام من تنجيسه للقرآن الكريم ، وقد تقدمت الإشارة في الهامش في الجزء الأول من هذا الكتاب فراجع .
              [305]- الكافي: ج1 ص341 ، كمال الدين: ص381 ، غيبة النعماني: ص193 ، بحار الأنوار: ج51 ص155 .
              [306]- الأنبياء: 59 ـ 63 .
              اللهم صل على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما
              يا الله يا رحمن يا رحيم يا مقلّب القلوب ثبّت قلبي على دينك

              Comment

              • السلماني الذري
                عضو نشيط
                • 23-09-2008
                • 402

                #37
                رد: كتـــــاب العجــــــل في أجـــــــــــزاء

                بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين
                اللهم صل على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما

                تم بفضل الله كتاب العجل للامام أحمد الحسن (ع) واسأل الله ان يتم المقصد من نشره في اجزاء وان ينفع به القراء من الاخوان والضيوف . وارجو من القارئ الكريم اضافة تعليق بسيط لمعرفة جدوى التجربة من عدمه وملائمة ادراج بقية كتبه (ع) مجزءة بناء على ذلك
                اللهم صل على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما
                يا الله يا رحمن يا رحيم يا مقلّب القلوب ثبّت قلبي على دينك

                Comment

                Working...
                X
                😀
                🥰
                🤢
                😎
                😡
                👍
                👎