إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

كيف اصل لمقام الرضا والتسليم لله عزوجل ؟

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • ya howa
    مشرف
    • 08-05-2011
    • 1106

    كيف اصل لمقام الرضا والتسليم لله عزوجل ؟

    بسم الله الرحمن الرحيم
    ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم
    وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا
    كيف أصل لمقام الرضا والتسليم لله عزوجل ؟ الحلقة 1
    المصدر : " كتاب الطريق إلى الله للبحراني "
    مقدمة
    لماذا الغفلة عن ما بعد الموت ؟!
    ---------------------------------
    أخي الكريم
    الرحلة إلى الآخرة صعبة ولا يعرف مدى صعوبتها وشدة أهوالها إلا العالِمين بها , فمن سكرات الموت ....الى الصراط . رحلة طويلة شاقة ذات منازل مهولة مخيفة يصعب وصفها لأنها تفوق مخيلتنا وتصورنا فهي من نوع آخر لايفقهه إلا العارفين (1). وهذه الرحلة لابد أن يسلكها الجميع وأنت أيها القارئ الكريم أحد هؤلاء السالكين حتما .... من كلام أمير المؤمنين عليه السلام : " آه آه من قلة الزاد وبعد السفر ووحشة الطريق " ... إذا كان أمير المؤمنين ع يتأوه من وحشة الطريق وقلة الزاد فأي حال سيكون حالنا نحن ؟ ...نعم أخي حينما تلتفت لما ينتظرك بعد الموت (2) وأنت وحيد فريد في في حفرتك الأحدية التي كل بعيد عندها قريب , وكل صعب عندها سهل , ونسبة الأشياء إليها سواء , تهون عليك الدنيا بأسرها بهمومها وغمومها
    روي أنه حينما تدفن في حفرتك , وييأس منك أهلك , ويقومون من عند قبرك , ويتركوك وحيدا في ظلمتك , يأتيك النداء الإلهي :
    " عبدي ... أهلك تركوك .. وفي التراب دفنوك .. ولو ظلوا معك ما نفعوك .. ولم يبق معك إلا أنا .. وأنا الحي الذي لايموت "
    ما نسبة غم الدنيا الى غم الآخرة ؟!
    ------------------------------
    أخي الكريم
    فأين الهمّ والغمّ في هذه الدنيا نسبة إلى ذاك الهم والغم ؟!..
    وما قيمة الشيء المأسوف عليه في هذه الدنيا نسبة إلى قيمة ما فاتك هناك ؟!
    وأي حسرة وألم في هذه الدنيا تضاهي حسرتك وألمك هناك ؟!
    واود أن ألفت انتباهك أخي الكريم لشيء قد تكون غفلت عنه في زحام هموم هذه الدنيا :
    ما فاتك من هذه الحياة الدنيا لايعود .. ولكن الله وعدك بالجزاء الحسن على صبرك عند البلاء , فقد يخلفك بأضعاف مضاعفة فتكون خسارتك في هذه الحياة الدنيا تجارة وربح في الآخرة .. حيث خسرت واحدا , ولكن الله سيعوضك بألف إن لم يكن بآلاف ...
    ولكن ماتفعل بخسارة الآخرة ؟ .. فلا عوض لها .. أم ستقول كما يقول الكفرة : " رب ارجعون لعلى أعمل صالحا فيما تركت ... قال كلا انها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ الى يوم يبعثون " ...؟!
    والله أخي أن هذا هو الهم الحقيقي الذي يشيب له الصغير ... عالم ما بعد الموت

    أليس الله بكافٍ عبده ؟!
    --------------------
    أما دنياك هذه فقد تكفل الله لك بكل شيء فيها : أما رزقك فمقسوم ,,
    و أما العسره فقد جعل الله معه يسرين (فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا ) والإثنان يغلبان الواحد كما روي عن رسول الله ص
    .. وأما البلاء فقد وعدنا أهل البيت ع أن : ما من بلاء إلا ونزّل الله الصبر قبله على قلبك ..
    ومهما كانت نتيجة البلاء مادام لم يخرج من فمك مالايليق فأنت مأجور ..
    وما هذه الحياة الدنيا إلا دار امتحان وبلاء يستوي فيها الصالح والطالح والعاقبة للمتقين .. ولاتنسى أثر الدعاء والصدقة وصلة الرحم والتوسل بالأئمة وقضاء حاجة الإخوان وغيرها من أشياء تخفف من كل صعب ...
    فما هو مطلوبٌ منك في هذه الحياة الدنيا إلا العزم على العمل ,, لأن حتى التوفيق لإنجاز العمل من الله ..

    الهموم تظلم القلب
    ----------------
    فلماذا الهم والغم والحزن والأسف ؟
    فإذا كنت تريد أن تصل لمقام التسليم لأمر الله أخي الحبيب
    لابد وأن تخلي قلبك من الهموم والغموم الدنيوية .. حتى تصير عندك مساحة للتوجه إلى الله عزوجل
    فإنّ واردة الهموم أعظم شيءٍ إفساداً للقلب ، والقلب وقت اشتغاله بها يكون معرضٌ عن ربه ، مشغولٌ عن التوجّه إليه سبحانه بما فيه من الهموم والأحزان ، فتظلم أقطار القلب وجوانبه بإعراضه عن باريه ، وتنهدّ بُنية الجسد ، وربما سبب الى مرضك مرضاً شديداً ، يؤدي إلى الهلاك والعطب.


    فالقلب إذا توجّه إلى ذكر الله ، وعطفه ولطفه ، ورأفته ورحمته ، فرّت عنه الهموم والأحزان والغموم
    ..

    فيا أخي !.. لا راحة للقلب حقيقة إلا عند ذكر الله ، ,,,,
    ولا اضطراب له إلا عند التفات النفس إلى عالم الضيق أعني هذه الحياة الدنيا، .
    فالإعراض عن الهموم ....
    يكون سبب للتوجّه إلى الحيّ القيوم ،,,,
    أو يكون سبب " للتذكر" .. الذي يهوّن الهموم ، ويكشف الغموم.

    فأول نقطة تؤدي إلى تحصيل التسليم لله ، هو إلقاء الهموم والغموم عن القلب ،
    وتفريغ البال للتوجّه إلى حضرة ذي الجلال.
    فعند ذلك نشاهد ألطافه بنا ، و نلمس ضمانه جل وعلا لنا بالكفاية في جميع أمورنا الكلية والجزئية ، وهو قوله عزّ وجلّ :
    أليس الله بكاف عبده (3)..
    فأخي الحبيب تدبر في هذه الأبيات التي وردت من إمامك الحسن المجتبى ع والتي علمها لأحد المؤمنين في عالم الرؤيا .. احفظها .. ردّدها بينك وبين نفسك :

    كن عن همومك معرضا ----- وكل الامور الى القضاء
    فلربما اتسع المضــيق ----- ولربما ضاق الفــضاء
    ولرب امر مســـخط ------ لك في عواقـبه رضا
    الله يفــــعل ما يشاء ----- فلا تكن مـــعترضا
    الله عودك الجمــــيل ----- فقس على ما قد مضى

    اذاً اخي الحبيب ( واعتذر من كثرة التكرار) أول خطوة للتسليم هو تفريغ القلب من هموم الدنيا الوهمية .. حتى تستطيع التوجه إلى ربك ..
    وإلى حلقة أخرى بتوفيقه جل وعلا
    ­­­­­­­­­­­­­­­­­-------------------------------------------------------------------------------------
    (1) حالنا في تخيل عالم الآخرة , كحال الجنين وهوفي بطن أمه .. هل تعتقد أنه يستطيع بخياله أن يستوعب التنوع الذي في الدنيا ؟!
    (2) ابحث عن عالم ما بعد الموت لتزداد معرفة ويقين .
    (3) ومن عمل لآخرته كفاه الله أمر دنياه ... وهذه قصة جميلة في هذا الباب (كفاية الله عبده المؤمن) ,,, وما يلّقاها إلا ذوحظ عظيم :
    قال الهادي (ع) عن آبائه (ع) : إنّ رسول الله (ص) كان من خيار أصحابه عنده أبو ذر الغفاري ، فجاءه ذات يوم فقال :
    يا رسول الله !.. إنّ لي غنيمات قدر ستين شاة ، فأكره أن أبدو (أي يذهب بها للبادية) فيها وأفارق حضرتك وخدمتك ، وأكره أن أكلها إلى راع فيظلمها ويسيء رعايتها ، فكيف أصنع ؟..
    فقال رسول الله (ص) : ابدُ فيها .. فبدا فيها ، فلما كان في اليوم السابع جاء إلى رسول الله (ص) ، فقال رسول الله (ص) : يا أبا ذر ، قال : لبيك يا رسول الله !.. قال : ما فعلت غنيماتك ؟.. قال : يا رسول الله !.. إنّ لها قصة عجيبة ، قال : وما هي ؟..
    قال : يا رسول الله !.. بينا أنا في صلاتي إذ عدا الذئب على غنمي ، فقلت :
    يا ربّ !.. صلاتي ، ويا ربّ !.. غنمي ، فآثرت صلاتي على غنمي . وأخطر الشيطان ببالي : يا أبا ذر !.. أين أنت إن عدت الذئاب على غنمك وأنت تصلي فأهلكتها ، وما يبقى لك في الدنيا ما تتعيّش به ؟.. فقلت للشيطان : يبقى لي توحيد الله تعالى والإيمان برسول الله (ص) ، وولاية أخيه سيد الخلق بعده علي بن أبي طالب (ع) ، ومولاة الأئمة الهادين الطاهرين من ولده ، ومعاداة أعدائهم ، وكل ما فات من الدنيا بعد ذلك سهل ، فأقبلت على صلاتي ، فجاء ذئبٌ فأخذ حملاً فذهب به وأنا أحسّ به ، إذ أقبل على الذئب أسدٌ فقطعه نصفين ، واستنقذ الحمل وردّه إلى القطيع .....
    فلما جاء أبو ذر إلى رسول الله (ص) قال له رسول الله (ص) : يا أبا ذر !.. إنك أحسنت طاعة الله فسخّر الله لك من يطيعك في كفّ العوادي عنك ، فأنت من أفاضل مَن مدحه الله عزّ وجلّ بأنه يقيم الصلاة .
    نزل صامتاً، وصلب صامتاً، وقـُتل صامتاً، وصعد الى ربه صامتاً، هكذا إن أردتم أن تكونوا فكونوا...
  • مستجير
    مشرفة
    • 21-08-2010
    • 1034

    #2
    رد: كيف اصل لمقام الرضا والتسليم لله عزوجل ؟

    المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ومضة مشاهدة المشاركة
    وما يبقى لك في الدنيا ما تتعيّش به ؟.. فقلت للشيطان : يبقى لي توحيد الله تعالى والإيمان برسول الله (ص) ، وولاية أخيه سيد الخلق بعده علي بن أبي طالب (ع) ، ومولاة الأئمة الهادين الطاهرين من ولده ، ومعاداة أعدائهم ، وكل ما فات من الدنيا بعد ذلك سهل
    تحيرت أي كلام أقتبس للتأكيد عليه،، فكله حقا.... لا أستطيع الوصف..
    لكن في الأخير اخترت كلام سيدنا أبا ذر.. فو الله حقا هذا فقط ما سيكون ذخرنا يوم القيامة..

    جزاكم الله خير الجزاء ووفقنا الله وإياكم للتسليم المطلق له سبحانه..


    قال الامام أحمد الحسن ع:
    [ والحق أقول لكم ، إن في في التوراة مكتوب:
    "توكل علي بكل قلبك ولا تعتمد على فهمك ، في كل طريق اعرفني ،
    وأنا أقوم سبيلك ، لا تحسب نفسك حكيماً ، أكرمني وأدب نفسك بقولي."
    ]

    "اللهُمَّ إِنِّي إِلَيْكَ فَقِيرٌ، وَإِنِّي خَائِفٌ مُسْتَجِيرٌ، فَأَجِرْنِيْ مِنْ نَفْسِيْ يَا مُجِيرَ"

    Comment

    • ثورة اليماني
      مشرف
      • 07-10-2009
      • 1068

      #3
      رد: كيف اصل لمقام الرضا والتسليم لله عزوجل ؟

      بوركتم
      قال الامام أحمد الحسن (ع) : أيها الناس لا يخدعكم فقهاء الضلال وأعوانهم ، إقرؤوا ، إبحثوا ، دققوا ، تعلموا ، واعرفوا الحقيقة بأنفسكم ، لا تتكلوا على أحد ليقرر لكم آخرتكم فتندموا غداً حيث لا ينفعكم الندم ، وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا ، هذه نصيحتي لكم ، ووالله إنها نصيحة مشفق عليكم ، رحيم بكم ، فتدبروها وتبينوا الراعي من الذئاب .

      Comment

      • فداء احمد
        عضو نشيط
        • 10-04-2010
        • 763

        #4
        رد: كيف اصل لمقام الرضا والتسليم لله عزوجل ؟

        اللهم صل على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما
        جزيت خيرا .. موضوع رائع ويستحق القراءة
        نسال الله العافية في الدين والدنيا والاخرة
        ((حتى متى نبقى ننظر إلى أنفسنا.
        والله لو أنه سبحانه وتعالى استعملني من أول الدهر حتى آخره ثم أدخلني النار لكان محسناً معي، وأيّ إحسان أعظم من أنه يستعملني ولو في آن.
        المفروض أننا لا نهتم إلا لشيء واحد هو أن نرفع من صفحتنا السوداء هذه الأنا التي لا تكاد تفارقنا))

        الإمام أحمد الحسن (عليه السلام)

        Comment

        • حجج الله
          عضو مميز
          • 12-02-2010
          • 2119

          #5
          رد: كيف اصل لمقام الرضا والتسليم لله عزوجل ؟

          المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ومضة مشاهدة المشاركة
          لابد وأن تخلي قلبك من الهموم والغموم الدنيوية .. حتى تصير عندك مساحة للتوجه إلى الله عزوجل
          هذا الكلام في الصميم جدا و هو مفتاح مهم من مفاتيح التوفيق للوصول لله. لان القلب كأي وعاء في الدنيا له مساحة محددة اذا امتلأ بهموم الدنيا و افكارها فلن يستطيع ان يحتوي اكثر. فعلينا ان نفرغ و نترك مساحة لتفكير من نوع اخر .

          تفكير نترك فيه مساحة لله ليحدثنا. مثال بسيط من واقعنا حين يكون لدينا حاجة فإننا ندعوا الله بها و نتوسل بالمعصومين ع و نسعى بكل طريقة ان نحصل عليها و يصبح الدعاء الموجه لله هو عباره عن طلبات و اوامر نظن انها موطن المصلحة , والسؤال هو كم مرة توقفنا لنسأل أنفسنا ماذا يريد الله؟ ما الذي يريد ان يقوله لنا؟ ماهي الرسالة من عدم حل مشاكلنا او تيسير امر معين او شفاء مريض؟. لو توقفنا قليلا و فرغنا القلب من الاصرار على تحقيق الحاجة لتدفق على قلوبنا فيض من العلم و الرحمة و لأصبحت رغباتنا التي كنا نلح عليها شي غير مرغوب فيه بل بالعكس يصبح الهم سعادة و راحة. فقط اذكر كيف ان موسي ع حين طلب الغداء و عرف ان يوشع ع نسي السمكة ومع شدة الجوع و طول السفر لم يقل موسى لم يارب او اريد الطعام او السمكة ؟! و انما عرف و ادرك ان الله يتحدث معه من خلال هذا الموقف ووصل الى هدفه وهو العبد الصالح. كم مرة توقفنا في حياتنا عن مثل هذه المواقف بالرغم شدة الموقف و طول مدة البلاء كم مرة فرغنا القلب من حاجاته وهمومه كم مره فهمنا الرسالة ووجدنا الهدف؟! كم مرة تركنا القلب يسمع ما يريده الله ؟ المسأله ليست سهلة لكن بالتدريب و المحاولة يتفرغ القلب تدريجيا من حاجاته و يمتلأ بكلمات الله. نسأل الله التوفيق وان يهب لنا الاخلاص ..
          موضوع غاية في الأهمية و الوصول للتسليم يحتاج إلى تدريب النفس حتي تصل للتسليم المطلق حتي يتحقق الإيمان الكامل بخلافة الله في الأرض قال تعالى "
          (65)


          ومضة تقبل الله منك هذا الجهد و اعاننا الله على الوصول ألى مرحلة التسليم المطلق بحق احمد يارب احمد يا معين

          ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام قوله: (( ترد على احدهم القضيه في حكم من الاحكام فيحكم فيها برأيه ، ثم ترد تلك القضيه بعينها على غيره فيحكم فيها بخلاف قوله وإلاههم واحد ، ونبيهم واحد ، وكتابهم واحد، أفأمرهم الله سبحانه بالاختلاف فأطاعوه ؟ ام نهاهم عنه فعصوه ؟ أم انزل الله سبحانه ديناً ناقصاً فأستعان بهم على اتمامه ؟ أم كانوا شركاء لهُ، فلهم أن يقولوا ، وعليه أن يرضى ؟ أم انزل الله سبحانه ديناً تاماً فقصر الرسول (( صلى الله عليه واله وسلم )) عن تبليغه وادائه ؟ والله سبحانه يقول ( ما فرطنا في الكتاب من شيء) وفيه تبيان لكل شيء وذكر ان الكتاب يصدق بعضة بعضا ، وانه لا اختلاف فيه فقال سبحانه ( ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ) وان القرآن ظاهره انيق ، وباطنه عميق ، لاتفنى عجائبه ، ولا تنقضي غرائبه ، ولاتكشف الظلمات الا به ) نهج البلاغه ج1 ( ص 60-61 ).

          صدقت أيها الصديق الأكبر


          Comment

          • حجج الله
            عضو مميز
            • 12-02-2010
            • 2119

            #6
            رد: كيف اصل لمقام الرضا والتسليم لله عزوجل ؟

            المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مستجير مشاهدة المشاركة
            تحيرت أي كلام أقتبس للتأكيد عليه،، فكله حقا.... لا أستطيع الوصف..
            لكن في الأخير اخترت كلام سيدنا أبا ذر.. فو الله حقا هذا فقط ما سيكون ذخرنا يوم القيامة..

            جزاكم الله خير الجزاء ووفقنا الله وإياكم للتسليم المطلق له سبحانه..
            صحيح اختي مستجير كل فقرة بالموضوع ذات قيمة و لها بعد اصابتي نفس الحيرة ...نسال الله العون حتي نصل للتسليم المطلق و نساله التوفيق و الاخلاص

            ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام قوله: (( ترد على احدهم القضيه في حكم من الاحكام فيحكم فيها برأيه ، ثم ترد تلك القضيه بعينها على غيره فيحكم فيها بخلاف قوله وإلاههم واحد ، ونبيهم واحد ، وكتابهم واحد، أفأمرهم الله سبحانه بالاختلاف فأطاعوه ؟ ام نهاهم عنه فعصوه ؟ أم انزل الله سبحانه ديناً ناقصاً فأستعان بهم على اتمامه ؟ أم كانوا شركاء لهُ، فلهم أن يقولوا ، وعليه أن يرضى ؟ أم انزل الله سبحانه ديناً تاماً فقصر الرسول (( صلى الله عليه واله وسلم )) عن تبليغه وادائه ؟ والله سبحانه يقول ( ما فرطنا في الكتاب من شيء) وفيه تبيان لكل شيء وذكر ان الكتاب يصدق بعضة بعضا ، وانه لا اختلاف فيه فقال سبحانه ( ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ) وان القرآن ظاهره انيق ، وباطنه عميق ، لاتفنى عجائبه ، ولا تنقضي غرائبه ، ولاتكشف الظلمات الا به ) نهج البلاغه ج1 ( ص 60-61 ).

            صدقت أيها الصديق الأكبر


            Comment

            • ya howa
              مشرف
              • 08-05-2011
              • 1106

              #7
              رد: كيف اصل لمقام الرضا والتسليم لله عزوجل ؟

              بسم الله الرحمن الرحيم
              الله يبارك فيكم أخواتي ويوفقكم لما يحب ويرضى , واشكر لكم مشاركاتكم ومروركم المشجع
              ونعم اختي حجج الله كلامك صحيح .. ومؤلم ومؤثر جدا لأنك وضعت يدك على الجرح " فلا وربك لايؤمنون حتى ...... ويسلموا تسليما "
              ولكن لاحول ... ولاقوة .. الا بالله العلي العظيم
              هو العاصم
              هو الموفق
              هو المرتجى
              والحمد والثناء كله لله أولا وآخرا
              نزل صامتاً، وصلب صامتاً، وقـُتل صامتاً، وصعد الى ربه صامتاً، هكذا إن أردتم أن تكونوا فكونوا...

              Comment

              • ya howa
                مشرف
                • 08-05-2011
                • 1106

                #8
                رد: كيف اصل لمقام الرضا والتسليم لله عزوجل ؟

                بسم الله الرحمن الرحيم
                ولاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم
                وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا
                كيف أصل لمقام الرضا والتسليم لله عزوجل ؟الحلقة 2
                في الحلقة السابقة عرفنا بأن هذه الدنيا غير مأسوف عليها , ولابد من افراغ القلب من همومها , حتى يتسنى لنا التوجه إلى الله الواحد الأحد ... وحاولت أيضا أن أعينك أخي للإعراض عن الدنيا بتذكيرك بحقيقتها الوهمية وأن الدار الآخرة هي الحيوان ..
                وفي هذه الحلقة سأحاول أن أبين لك مدى أهمية الوصول لمقام التسليم لله عزوجل ..
                وخاصة أننا على المحك .. إما أن نصير من أنصار القائم أو العكس والعياذ بالله ..
                ولا أعتقد أن الله عزوجل يقبل الحياد في موضوع كهذا ..
                وسوف تكون فتن يمحص فيها المؤمنون ويكون مَثًلُنا كمثل قصة نوح ع والتمرات قبل الطوفان العظيم(0)
                لاحظ ما حصل في أحداث العاشر من المحرم 1429 هجري , الموافق 18 يناير 2008 م ,, حيث استشهد من استشهد وأسر من أسر من الأنصار , وجرى القضاء لهم بما يرجى له حسن المثوبة ..
                كانت زلزلة عظيمة واختبارا للأنصار .. أستطيع تشبيهها بيوم أحد .. ويوم حنين مع رسول الله ص (1)
                ولا تعتقد أخي الكريم أن المسألة ستقف عند هذا الحد ..بل لابد من تمحيصات .. حتى أن بعضها مذكور بالروايات .. كفتنة يوم الأبدال (2) ,, وقصة الشخص الذي يكون من أنصار القائم فيأمر الإمام بضرب عنقه من دون مقدمات (3).. أجارنا الله وإياكم , ورزقنا حسن العاقبة ..
                فالحل أخي لهكذا امتحانات .. هو بالتسليم المطلق للمعصوم
                هل رأيت الطفل المولود حديثا أخي ؟ كيف هو بيد أمه ؟ تقلّبه ذات اليمين وذات الشمال وهو مسلّم لها ؟ يعلم أن أمه لن تفعل مايضره .. كذلك يجب أن يكون حالنا مع إمامنا المعصوم .
                فما دمت أنت على يقين أنه معصوم .. فيجب إطاعته في كل حال .. ولا يهم ما يحدث بعدها ..
                فقد يذكر أشياء لاتحدث في زماننا ونحن نحسب أنها تحدث في زماننا ( قصة عمران ع وأن سيولد له المخلّص فولدت زوجته مريم ع ) .. وقد يفعل أشياء قد لاترى فيها مصلحة ( قصة الامام الحسن المجتبى ع وصلحه مع معاويه لع حتى أن بعضهم سماه بمذل المؤمنين ) .. وقد تتوقع النصر ولكن تصير هزيمة (قصة أحد) .. والغيبة والحيرة (4)
                وأزيدك أخي قد يقول أشياء ولاتحدث .. طبعا لحكمة ما .. وإليك هذه القصة :
                في (الجواهر السنية ) عن الرضا (ع) ، عن أبيه (ع) ، عن آبائه قال: قال رسول الله (ص) :
                أوحى الله إلى نبيٍّ من أنبيائه أن : أُخبر فلاناً الملك أني متوفّيه إلى كذا وكذا.
                فأتاه ذلك النبي فأخبره ، فدعا الله الملك وهو على سريره حتى سقط من السرير ، فقال : يا رب ، أجّلني حتى يشب طفلي ، وأقضي أمري.
                فأوحى الله إلى ذلك النبي : أن أءت ذلك الملك ، فاعلمه أني قد أنيت في أجله ، وزدت في عمره خمس عشرة سنة.
                فقال ذلك النبي : يا رب ، أنت تعلم أني لم أُكذّب قط ، فأوحى الله عزّ وجلّ إليه : إنما أنت مأمـورٌ ، فأبلغـه ذلك ، والله لا يُسأل عما يَفعل...
                انتبهوا اخواني لهذه القصة وتذّكروها جيدا

                اعتذر اخي للإطالة ولكنني بكثرة ضربي للأمثلة قصدي أن تصل لدرجة "توقع غير المتوقع" ,, وتكون على أهبة الإستعداد ,, ولا تنسى أهمية الدعاء والتوسل للثبات .. والآن هل تبيّن لكم مدى أهمية التسليم لله ولخليفة الله ؟
                تدبر الاية الشريفة
                فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا
                لاحظ في الآية الشريفة الله عزوجل يقسم أنك لن تؤمن حتى لاتجد في نفسك (لاحظت الدقة ؟ .. "في نفسك" ) حرجا من قضاء المعصوم .. وتسلّم تسليما
                فإذا لم تكن من المسلّمين كيف تستطيع الصبر على تلك التمحيصات..
                وكذلك توجد هذه النقطة المهمة :
                أبشرك أخي أنك عندما تصل لمقام التسليم
                فحينها يكون التخلص من "الأنا " أسهل .. لأن درجة مقاومتها تقل كثيرا ..
                والتسليم درجات .. اتحب أن تعرف درجة تسليم الرسول ص ؟
                انتبه إذا
                روي عن الصادق ع :
                ((لم يكن رسول الله يقول لشيء قد مضى : لو كان غيـره))
                انظر إلى تحرّجه ص إلى تمنّي خلاف الواقع ، حذراً من الوقوع فيما ينافي الرضا..
                فالمطلوب من المؤمن توطين نفسه على الرضا بالواقع كيف كان.
                واعلم أنّ منشأ عدم الرضا ، وتمنّي خلاف الواقع ، إنما هو الجهل بحِكم الأشياء ومصالحها ،
                فلو ظهرت له الحكمة لما تمنّى الإنسان غير الواقع ..
                فإذا عرف وجه الحكمة سهُل عليه الرضا بالقضاء ، وما لم يظهر له وجه الحكمة .. يمكن أن ينظر إليه من باب حسن الظن بالله .. فلايأتي من الله الا الخير . وكل ما يأتي من الجميل جميل ..
                وهنا نرى أهمية الوصول الى مقام العشق الإلهي .. لأن بهذا الحب والإنجذاب يسهل كثير من الأشياء الصعبة , كما تسهل التضحيات بكل غال ونفيس .. رزقنا الله وإياكم حبه والذوبان فيه بحق سر فاطمة المستودع ..

                .. كنت أود اخواني ان تكون هذه الحلقة الأخيرة .. ولكنني أحببت أن أسهل عليكم الوصول لمقام التسليم عن طريق إثارة نقاط أحسبها حسّاسة جدا لمن يود أن يُكتب في قائمة أنصار القائم ع .. ..
                والى حلقة اخرى بحول الله وقوته
                ------------------------------------------------------------------------------------------------
                (0)وأما إبطاء نوح عليه السلام فإنه لما استنزل العقوبة من السماء بعث الله إليه جبرئيل عليه السلام معه سبع نويات فقال يا نبي الله إن الله جل اسمه يقول لك إن هؤلاء خلائقي وعبادي لست أبيدهم بصاعقة من صواعقي إلا بعد تأكيد الدعوة وإلزام الحجة فعاود اجتهادك في الدعوة لقومك فإني مثيبك عليه واغرس هذا النوى فإن لك في نباتها وبلوغها وإدراكها إذا أثمرت الفرج والخلاص وبشر بذلك من تبعك من المؤمنين فلما نبتت الأشجار وتأزرت وتسوقت وأغصنت وزها الثمر عليها بعد زمان طويل استنجز من الله العدة فأمره الله تعالى أن يغرس من نوى تلك الأشجار ويعاود الصبر والاجتهاد ويؤكد الحجة على قومه فأخبر بذلك الطوائف التي آمنت به فارتد منهم ثلاثمائة رجل وقالوا لو كان ما يدعيه نوح حقا لما وقع في عدته خلف ثم إن الله تعالى لم يزل يأمره عند إدراكها كل مرة أن يغرس تارة بعد أخرى إلى أن غرسها سبع مرات وما زالت تلك الطوائف من المؤمنين ترتد منهم طائفة بعد طائفة إلى أن عادوا إلى نيف وسبعين رجلا فأوحى الله عز وجل عند ذلك إليه وقال الآن أسفر الصبح عن الليل لعينك حين صرح الحق عن محضه وصفا الأمر للايمان من الكدر..
                (1)‏ ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين
                (2) في فصل أصحاب الإمام عليه السلام حديث جابر المطول المعتبر عن الإمام الباقر عليه السلام جاء فيه: ( ثم يأتي الكوفة فيطيل المكث بها ما شاء الله أن يمكث حتى يظهر عليها . ثم يسير حتى يأتي العذراء هو من معه ، وقد التحق به ناس كثير ، والسفياني يومئذ بوادي الرملة . حتى إذا التقوا وهو يوم الأبدال ، يخرج أناس كانوا مع السفياني مع شيعة آل محمد صلى الله عليه وآله ويخرج ناس كانوا مع آل محمد إلى السفياني فهم من شيعته حتى يلحقوا بهم ، ويخرج كل ناسٍ إلى رايتهم وهو يوم الأبدال
                (3)عن الصادق ع قال: (بينا الرجل على رأس القائم ع يأمره وينهاه إذ قال أديروه، فيديرونه إلى قدامه فيأمر بضرب عنقه، فلا يبقى في الخافقين شيء إلا خافه)
                وفي الرواية عن الباقر ع: (يقضي القائم بقضايا ينكرها بعض أصحابه ممن ضرب قدامه بالسيف .. وهو قضاء آدم فيقدمهم فيضرب أعناقهم، ثم يقضي الثانية فينكرها قوم آخرون ممن قد ضرب قدامه بالسيف وهو قضاء داود ع فيقدمهم فيضرب أعناقهم، ثم يقضي الثالثة فينكرها قوم آخرون ممن قد ضرب قدامه بالسيف وهو قضاء إبراهيم ع فيقدمهم فيضرب أعناقهم، ثم يقضي الرابعة وهو قضاء محمد فلا ينكرها أحد عليه)
                (4)عن الأصبغ بن نباتة قال : أتيت أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فوجدته متفكرا ينكت في الأرض فقلت : يا أمير المؤمنين مالي أراك متفكرا تنكت في الأرض ، أرغبة منك فيها ؟ فقال : لا والله ما رغبت فيها ولا في الدنيا يوما قط ولكني فكرت في مولود يكون من ظهر [ ي ] الحادي عشر من ولدي ، هو المهدي يملأ الأرض عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما تكون له غيبة وحيرة ، يضل فيها أقوام ويهتدي فيها آخرون ، فقلت : يا أمير المؤمنين وكم تكون الحيرة والغيبة ؟ قال : ستة أيام أو ستة أشهر أو ست سنين ، فقلت : وإن هذا لكائن ؟ فقال : نعم كما أنه مخلوق ، وأنى لك بهذا الأمر يا أصبغ ! أولئك خيار هذه الأمة مع خيار أبرار هذه العترة ، فقلت : ثم ما يكون بعد ذلك ؟ فقال ( عليه السلام ) ثم يفعل الله ما يشاء فإن له بداءات وإرادات وغايات ونهايات )
                نزل صامتاً، وصلب صامتاً، وقـُتل صامتاً، وصعد الى ربه صامتاً، هكذا إن أردتم أن تكونوا فكونوا...

                Comment

                • حجج الله
                  عضو مميز
                  • 12-02-2010
                  • 2119

                  #9
                  رد: كيف اصل لمقام الرضا والتسليم لله عزوجل ؟

                  المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ومضة مشاهدة المشاركة
                  اعتذر اخي للإطالة ولكنني بكثرة ضربي للأمثلة قصدي أن تصل لدرجة "توقع غير المتوقع" ,, وتكون على أهبة الإستعداد ,, ولا تنسى أهمية الدعاء والتوسل للثبات
                  الافضل ان لا نتوقع شئ لان دعوة الله لا تأتي ضمن سياق توقعاتنا او آرائنا أو تصوراتنا. بل نترك عقولنا و أنفسنا لله و ان نتقبل التغير و البداء الذي يحدث في امور كثيرة تخص دعوة الله و نجدها ايضا في دعوات الانبياء كما ورد اعلاه في دعوة نبي الله نوح ع و غيرها. نسأل الله الثبات

                  تحياتي لك اختي ومضة

                  ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام قوله: (( ترد على احدهم القضيه في حكم من الاحكام فيحكم فيها برأيه ، ثم ترد تلك القضيه بعينها على غيره فيحكم فيها بخلاف قوله وإلاههم واحد ، ونبيهم واحد ، وكتابهم واحد، أفأمرهم الله سبحانه بالاختلاف فأطاعوه ؟ ام نهاهم عنه فعصوه ؟ أم انزل الله سبحانه ديناً ناقصاً فأستعان بهم على اتمامه ؟ أم كانوا شركاء لهُ، فلهم أن يقولوا ، وعليه أن يرضى ؟ أم انزل الله سبحانه ديناً تاماً فقصر الرسول (( صلى الله عليه واله وسلم )) عن تبليغه وادائه ؟ والله سبحانه يقول ( ما فرطنا في الكتاب من شيء) وفيه تبيان لكل شيء وذكر ان الكتاب يصدق بعضة بعضا ، وانه لا اختلاف فيه فقال سبحانه ( ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ) وان القرآن ظاهره انيق ، وباطنه عميق ، لاتفنى عجائبه ، ولا تنقضي غرائبه ، ولاتكشف الظلمات الا به ) نهج البلاغه ج1 ( ص 60-61 ).

                  صدقت أيها الصديق الأكبر


                  Comment

                  • ya howa
                    مشرف
                    • 08-05-2011
                    • 1106

                    #10
                    رد: كيف اصل لمقام الرضا والتسليم لله عزوجل ؟

                    بسم الله الرحمن الرحيم
                    نعم أختي احسنت وبارك الله فيك
                    نسلّم ولانتوقع أي شيء.. وما توفيقنا الابالله
                    المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حجج الله مشاهدة المشاركة
                    الافضل ان لا نتوقع شئ لان دعوة الله لا تأتي ضمن سياق توقعاتنا او آرائنا أو تصوراتنا. بل نترك عقولنا و أنفسنا لله و ان نتقبل التغير و البداء الذي يحدث في امور كثيرة تخص دعوة الله و نجدها ايضا في دعوات الانبياء
                    نزل صامتاً، وصلب صامتاً، وقـُتل صامتاً، وصعد الى ربه صامتاً، هكذا إن أردتم أن تكونوا فكونوا...

                    Comment

                    • ya howa
                      مشرف
                      • 08-05-2011
                      • 1106

                      #11
                      رد: كيف اصل لمقام الرضا والتسليم لله عزوجل ؟

                      بسم الله الرحمن الرحيم
                      ولاحول ولاقوة الابالله العلي العظيم
                      وصلى الله على محمد وال محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا
                      كيف اصل لمقام الرضا والتسليم لله عزوجل؟ الحلقة الأخيرة
                      *في الحلقة السابقه عرفنا أهمية التسليم , إن كنا نود أن نكون من أنصار القائم.
                      *وعرفنا أن الدنيا هذه اوهام وعالم ما بعد الآخرة هي الحقيقة الجلية.
                      *وأن الله عزوجل تكفّل بجميع أمورنا في هذه الحياة الدنيا , وما ينتظره منا هو النية ثم العزم للعمل فقط .. لأن حتى التوفيق لإنجاز عملٍ ما , هو من الله عزوجل.
                      * وأن الدنيا دار امتحان يستوي فيها الصالح والطالح.
                      *وأن لابد من إخلاء القلب من هموم الدنيا حتى تصير مساحة للتوجه الى الله كخطوة أولى للوصول لمقام التسليم .
                      * يجب أن أحسن الظن بالله في كل حال فكل ما يأتي من الجميل جميل .
                      كما في ابيات الامام الحسن ع:
                      كن عن همومك معرضا ----- وكل الامور الى القضاء
                      فلربما اتسع المضــيق ----- ولربما ضاق الفــضاء
                      ولرب امر مســـخط ------ لك في عواقـبه رضا
                      الله يفــــعل ما يشاء ----- فلا تكن مـــعترضا
                      الله عودك الجمــــيل ----- فقس على ما قد مضى


                      " الله عوّدك الجميل فقس على ما مضى "

                      لاحظ وتأمل في هذا البيت " الله عوّدك الجميل "
                      ارجع بذاكرتك إلى الوراء أخي الكريم , وتذّكر عوائد الله الجميلة ، وألطافه عليك ، حينما كنت تمرّ بمحنة ... فتعلم وتتيقّن ، بأنّ الله لا يُخْليك إذا انقطعت بك السبل أو أصابتك داهية ، من عطفة وحنانه فقد يحيي لك الموات ، ويردّ لك ما قد فات ، وقد اشتمل على هذا المعنى شعرٌ منسوبٌ في مصباح الشريعة إلى مولانا علي (ع) :
                      ````````````
                      رضيت بما قسم الله لي ----- وفوضت امري الى خالقي
                      كما احسن الله فيما مضى ------ كذلك يُحسن فيما بقي
                      وأذكر...
                      أني كنت أردد هذه الأبيات الجميلة وأعنيها قلبا وقالبا : بأن يارب رضيت بقضائك . مهما كان , حلوا أو مرا , وكان ذاك في وقت العشية .. فلم أصبح إلا ومررت بمشكلة كبيرة ولكن كان قلبي مطمئن ولم أشعر بأي اضطراب .. كما هي عادتي , وبفضل الله , وببركة هذه الأبيات , المشكلة إنحلّت وآلت إلى كل الخير وتعلمت منها دروس عظيمة منها ؛ أنّ حقا وصدقا :
                      " لايكلف الله نفسا إلا وسعها " وحاشى لله أن يكلفنا مالا نطيق .. فلم أعد أخاف من شيء من الإبتلاءات ..
                      (إنما ذكرت الحادثة لأبيّن أثر هذه الأبيات للحصول على درجة التسليم إلى جانب تبيان بركتها )
                      ولكن أخي الحبيب انتبه
                      لاحظ هذا البيت ...
                      "الله يفعل مايشاء , , فلا تكن معترضا " .. أكرر ,, فلا تكن معترضا

                      ففي الحديث القدسي يقـول : لا إله إلا أنا ، من لم يصبـر على بـلائي ، ولـم يرض بقضائي ، فليتخذ ربا سواي . [ البحار : 79/132] ..
                      فكفى بهذا التهديد الإلهي واعظاً لمن له عقل ، فأرجوك أخي انتبه من غفلتك
                      وأبشرّك بهذه اليشارة وأنذرك في نفس الوقت....

                      *اعلم بأن { يمحو الله ما يشاء ، ويثبت ، وعنده أم الكتاب } .
                      *واعلم والقضاء أول ما يرد على العبد يرد بطور الإجمال ، يعني بحيث يمكن أن يكون نعمة وأن يكون نقمة ، وإن كان ظاهره أنه من نوع الابتلاء والعقوبة.

                      فإذا أحسن الظنّ العبد بربه ، وتفاءل بالخير ، ووطّن نفسه على الرضا بالقضاء ، قلب الله ما ظاهره أنه نقمة ، وبدّله نعمة وأجرى الأمر على ذلك ، وبالعكس العكس.
                      فالعبد لا زال بسوء ظنّه ، وقلّة رضائه بالقضاء ، وشدة انزعاجه من واردات الابتلاء ، يستجلب لنفسه بلاءً فوق بلاء ، ويقلب ما عليه نعمة إلى الوبال والنقمة من الله ..
                      وفي (الجواهر السنية ) عن الرضا (ع) ، عن أبيه (ع) ، عن آبائه قال: قال رسول الله (ص) :
                      أوحى الله إلى نبيٍّ من أنبيائه أن : أُخبر فلاناً الملك أني متوفّيه إلى كذا وكذا.
                      فأتاه ذلك النبي فأخبره ، فدعا الله الملك وهو على سريره حتى سقط من السرير ، فقال : يا رب ، أجّلني حتى يشب طفلي ، وأقضي أمري.
                      فأوحى الله إلى ذلك النبي : أن أءت ذلك الملك ، فاعلمه أني قد أنيت في أجله ، وزدت في عمره خمس عشرة سنة.
                      فقال ذلك النبي : يا رب ، أنت تعلم أني لم أُكذّب قط ، فأوحى الله عزّ وجلّ إليه : إنما أنت مأمـورٌ ، فأبلغـه ذلك ، والله لا يُسأل عما يَفعل [ الجواهر السنية : 123] .. انتهى الحديث الشريف.

                      فلا شكّ أنّ الانقطاع إلى الله عزّ وجلّ ، والالتجاء إليه ، وحسن الظنّ به ، ومبادرة الأمر بالصدقة ، والدعاء ، وصلة الرحم ، لها تسبّبٌ في تبديل واردات القضاء.
                      اللهم !.. إن كنت عندك شقياً ، أو محروماً مقتراً عليّ رزقي ، فاكتبني عندك سعيدا مرحوما ، دارّاً عليّ رزقي ، فإنك قلت في كتابك :
                      { يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب } وصلى الله على محمد وآله الطاهرين. البحار : 87/135..

                      فيا أخي !.. كيف لا يرضى العبد بقضاء ربّه ؟.. وقد روى الرضا (ع) عن آبائه (ع) ، عن رسول الله (ص) أنّ الله يقول:
                      يا بني آدم !.. كلكم ضالٌّ إلا من هديت ، وكلكم عائلٌ إلا من أغنيت ، وكلكم هالكٌ إلا من أنجيت ، فاسألوني أكفكم وأهدكم سبيل رشدكم.
                      إنّ من عبادي المؤمنين من لا يصلحه إلا الفاقة ، ولو أغنيته لأفسده ذلك.
                      وإنّ من عبادي من لا يصلحه إلا الصحة ، ولو أمرضته لأفسده ذلك.
                      وإنّ من عبادي لمن يجتهد في عبادتي وقيام الليل لي ، فألقي عليه النعاس نظرا مني له ، فيرقد حتى يصبح ، ويقوم حين يقوم وهو ماقتٌ لنفسه ، زارٍ عليها ، ولو خلّيت بينه وبين ما يريد لدخله العجب بعملـه ، ثم كان هلاكه في عجبه ورضاه عن نفسه ، فيظنّ أنه قد فاق العابدين ، وجاز باجتهاده حدّ المقصّرين ، فيتباعد بذلك مني وهو يظنّ أنه يتقرّب إليّ به.

                      ألا فلا يتّكل العاملون على أعمالهم وإن حَسُنت ، ولا ييأس المذنبون من مغفرتي لذنوبهم وإن كَثُرت ، ولكن برحمتي فليثقوا ، ولفضلي فليرجـوا ، وإلى حسن نظري فليطمئنّوا ، وذلك أني أدبّر عبادي
                      بما يصلحهم , وأنا بهم لطيف خبير " ..البحار(68/140)
                      ---------------------------------------------------------------------------------------------
                      # قصص فيها عبر:
                      جاء أحد الشيعة الى الإمام السجاد ع شاكيا الحاجة .. ، فبكى الإمام (ع) رحمةً له ، فتعجب الرجل فقال له: يا سيدي ، وهل يُعدُّ البكاء إلاّ للمصائب والمحن الكبار ؟!..
                      فقال له : وأي محنةٍ ومصيبةٍ أعظم من أن يرى المؤمن بأخيه فاقةً ولا يقدر أن يسدها.
                      فخرج ذلك الشيعي من عند الإمام متحيّراً ، فبلغه قول النواصب : ما أعجب أمر هؤلاء !.. ساعة يدّعون أنّ السماوات والأرض تطيعهم ، وأنّ كلّ شيءٍ بأيديهم ، وساعةً يعجزون عن إعانة بعض شيعتهم بشيءٍ يسير ....!..
                      فرجع ذلك الفقير إلى الإمام (ع) قائلاً : مصيبتي بكلام هؤلاء النصاب أعظم من مصيبتي بفقري ، وشدة حاجتي...
                      فقال الإمام (ع) :

                      ويلهم !.. أما علموا أنّ لله أولياء لا يقترحون على الله !..

                      يا عبد الله !.. قد أذن الله بفرجك ، ثم أعطاه الإمام ع فطوره وسحوره وكانا قرصين من خبز يابس ...... ففرّج الله عنه بذلك فرجاً عاجلاً ، ورزقه درّةً عظيمةً في جوف سمكة ، فباعها بمالٍٍ غزيرٍ ، ثم ردّ القرصين إلى الإمام (ع). [ البحار: 46/20باختلاف الألفاظ ] .. والحكاية مشهورة ومحلّ الشاهد منها قوله :
                      "أما علموا أنّ لله أولياء لا يقترحون ".

                      ونظيرها قضية سلمان الفارسي (ره ) لما ابتُلي باليهود وهم يضربونه ويقولون: لم لا تدعو الله بمحمد وعلي أن يعجّل بهلاكنا ، ويخلّصك من أيدينا ؟!..
                      فيقول لهم : الصبر أفضل ، وأنا أدعو الله أن يصبّرني ، ولعلّ الله أن يخرج من أصلابكم مؤمناً ، فلو دعوت الله عليكم بالهلاك كنت قد قطعت مؤمناً من الإيمان ، فلم يدع عليهم حتى انكشف الحجاب بينه وبين رسول الله (ص) فأمره بالدعاء عليهم ، وأخبره بأنه ليس في أصلابهم مؤمن . تفسير الإمام العسكري : 68..

                      هل لاحظت أخي الحبيب ,, أن الأئمة وشيعتهم المخلصين , ألزموا أنفسهم بعدم الانتصار لأنفسهم في مقامات الابتلاء ، بل يتلّقون البلاء بالتسليم والصبر ، حتى يجيئهم الأمر الخاص بتدارك وارد البلاء، ودفعه بالدعاء.

                      ولذلك كان يظهر عليهم في بعض الأحوال حال الخضوع لله والانكسار بين يديه ، لفقد أدنى الأشياء من الغذاء والماء ، مع تمكينهم من كلّ شيءٍ بالدعاء ، فما ذلك إلا لما ألزموا به أنفسهم وقيّدوها بعدم الانتصار لأنفسهم بالدعاء ، وترجيح جانب الصبر عليه ، مع تخييرهم بين الاصطبار والانتصار ، إلا أنّ أفضل الخيارين عندهم الاصطبار ، وهم لا يتركون الأولى أبداً حتى يجيئهم الأمر الخاص بترجيح الخيار الآخر أي الإنتصار بالدعاء ..
                      نقل فموعظة فعبرة ##

                      نُقل أنّ أبا ذر الغفاري كان يحبّ المرض ويختاره على العافية ، لما فيه من الأجر والثواب . [ البحار : 78/173.. مع اختلاف ] .. وعن بعض الأئمة (ع) حكى ذلك ثم قال بعده :

                      لكنّا قومٌ العافية أحبّ إلينا من المرض ، والمرض وقت المرض أحبّ إلينا من العافية.


                      وفي هذا الكلام الصادر من ينبوع الحكمة والعصمة ، تنبيهٌ على تفضيل درجة الرضا بالقضاء - سواء كان بالمحبوب أو بالمكروه - على مقام إيثار المكروه على المحبوب رغبةً في ثوابه ، وشوقاً إلى جزائه.
                      --------------------------------------------------------------------------------------------
                      النهاية
                      المصدر : الطريق الى الله للبحراني رحمه الله. باب الرضا في القضاء
                      وأرجو منكم الدعاء إخواني
                      نزل صامتاً، وصلب صامتاً، وقـُتل صامتاً، وصعد الى ربه صامتاً، هكذا إن أردتم أن تكونوا فكونوا...

                      Comment

                      • منى محمد
                        عضو مميز
                        • 09-10-2011
                        • 3320

                        #12
                        رد: كيف اصل لمقام الرضا والتسليم لله عزوجل ؟

                        وفقك الله اختنا ya howa مشاركتك جدا قيمة ومنورة لقلوب مملؤة بهموم الباطل والأوهام عدا ذكر الله وفيها ما يكفي التسليم لله
                        و جزاك الله خيرا اختي وجميع الانصار

                        كن عن همومك معرضا ----- وكل الامور الى القضاء
                        فلربما اتسع المضــيق ----- ولربما ضاق الفــضاء
                        ولرب امر مســـخط ------ لك في عواقـبه رضا
                        الله يفــــعل ما يشاء ----- فلا تكن مـــعترضا
                        الله عودك الجمــــيل ----- فقس على ما قد مضى .

                        وأشاركم الرأي إخوتي فعلا بالرضا كل شيئ يهون .
                        والرضا هو التمهيد للإطمئنان والسكينة في القلب .



                        ولم أنسى تلك الكلمات التي كان يرددها في أيام الدعوة اليمانية المباركة نقلاً عن الإمام المهدي (ع )
                        أنا منسي منسي .. و القرآن مهجور مهجور مهجور ..
                        كان يرددها بألم و حزن و لوعة .
                        هكذا عرف الشيخ ناظم العقيلي الإمام احمد الحسن ( ع ).

                        Comment

                        Working...
                        X
                        😀
                        🥰
                        🤢
                        😎
                        😡
                        👍
                        👎