إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

ماهي الايات والمعجزات ؟

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • عبدالله المحمدي
    عضو جديد
    • 23-09-2008
    • 82

    ماهي الايات والمعجزات ؟

    بسم الله الرحمن الرحيم<O
    والحمد لله رب العالمين<O></O>
    وصلى الله على محمد وآل محمد الائمه والمهديين وسلم تسليما<O></O>
    السلام على المؤمنين والمؤمنات في مشارق الارض ومغاربها ورحمة الله وبركاته<O></O>

    ماهي الايات وماهي المعجزات وانواعها ولماذا لم يصدق الاقوام السابقون رسلهم ولم يؤمنوا بايات الله وان اتاهم الرسول بمعجزه ماديه خارقه يكذبوه ايضا وووو؟؟؟<O></O>
    الجواب نجده في كتب الامام احمد الحسن ع<O></O>

    <O></O>
    من كتاب<O></O>
    إضاءات من دعوات المرسلين ج1<O></O>
    إضاءة من دعوة إبراهيم ونوح<O></O>
    <O></O>
    لم يتحدث القرآن عن معجزة جاء بها نوح أو إبراهيم (ع) لإثبات صدقهما لان المعجزة تأييد لدعوة الأنبياء وليست إثبات لصحة الدعوة فدعوتهم عليهم السلام للعودة الى الفطرة فطرة الله لا تحتاج إلى دليل لأنها الفطرة التي فطر الناس عليها وهي الحق وعبادة الله وحده وتسبيحه وتقديسه والتحلي بالأخلاق الكريمة التي فطر الإنسان على حبها صبغة الله ومن احسن من الله صبغة فالفراش ينقض على النور ولكن عندما تخرب مجساته البصرية يركن إلى الظلام وهكذا الإنسان فالأنبياء والمرسلين يقومون بحجة الله البالغة ويرفعون الحجب عن بصيرة الإنسان ثم يتركونه يختار أما يفتح عينيه ويتجه إلى النور وأما يغمض عينيه ويسدل على نفسه الحجاب ويتقوقع على نفسه في ظلمات بعضها فوق بعض ( جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَاراً ) (نوح: 7) .<O></O>
    واعظم دليل على صدق الأنبياء هو سيرتهم المباركة وأخلاقهم الطيبة وكل إناء بالذي فيه ينضح .<O></O>
    ومع هذه السيرة الكريمة والمعجزات العظيمة التي جاء بها الأنبياء لم يعجز أهل الباطل عن المعارضة بالمغالطة والسفسطة الشيطانية وخصوصاً علماء الضلالة بعد أن صبغوا الناس بصبغتهم وهي تلك الصبغة الباطلة التي عارضوا بها صبغة الله سبحانه وهكذا صنعوا لهم أرضية خصبة في المجتمع الإنساني لتقبل منهم كل شيء وتتابعهم في كل شيء فزهد الأنبياء جنون ومعجزاتهم سحر وحكمتهم شعر .<O></O>
    <O></O>
    ومن كتاب<O></O>
    إضاءات من دعوات المرسلين ج2<O></O>
    إضاءة من المعجزة والعذاب<O></O>
    في الحلقة الأولى من الإضاءات قلت أن الأنبياء يأتون ليرشدوا الناس إلى فطرة الله التي فطر الناس عليها ثم يتركونهم يختارون بين الحق الذي جاءوا به أو الباطل الذي عليه الناس وكبراءهم من علماء الضلالة وعادة بداية دعوة المرسلين تستند إلى شخصياتهم التي عرفهم بها قومهم واتصافهم بمكارم الأخلاق وصدق الحديث واداء الأمانة ولكن الناس – وحتى القريبين من المرسلين- ولانهم نكسوا فطرتهم لا يستطيعون معرفة الحق الذي جاء به المرسلون فتبدأ المسالة بطلب الدليل على الرسالة فيأتي الرسول بالأدلة الكافية ليعلم الناس انه صادق ولكنهم يماطلون (وَقَالُوا لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ ) (الأنعام: 37) (وَقَالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ لَوْلا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ) (البقرة:118) (وَيَقُولُونَ لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ ) (يونس: 20) (وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ)(الرعد: 7) .<O></O>
    ما هي الآية المطلوبة؟! آية علمية آية روحية ملكوتية آية مادية !!!.<O></O>
    الحقيقة أن الناس يختلفون في الآية المطلوبة والدالة على صدق المرسل عندهم فبعضهم يعتبر العلم والحكمة هو الآية وبعضهم يعتبر الآيات الملكوتية التي يراها الإنسان بنفسه أو يراها عدد من الناس يمتنع تواطؤهم على الكذب هي الآية المطلوبة ومن هذه الآيات الملكوتية الكشف في اليقظة والرؤيا الصادقة في المنام.أما ما تبقى من الناس فيعتبرون الآية المادية هي الدليل لا غيرها وهؤلاء بالحقيقة منكوسين ماديين وفي الغالب حتى لو جاءت الآية المادية لا يؤمنون إلا قليل منهم على شك وريبة في الغالب وبين يديك رسالات الأنبياء.<O></O>
    وعلى كل حال نتعرض هنا إلى هذه الآيات على التوالي :-<O></O>


    الآية العلمية:- ( وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ) (الجمعة: 2)<O></O>
    ولعل أهم مائز لدعوات المرسلين هو العلم والحكمة وحسن التدبير ولكن اكثر الناس لا يميزون بين الحكمة الإلهية التي ينطق بها المرسلون وبين السفسطة التي يعارضهم بها علماء الضلالة قطاع طريق الله سبحانه وتعالى.وعدم التمييز ليس بسبب صعوبة تمييز الحكمة كما يدعي أو يتوهم بعض الناس بل إن أهم أسباب هذا الخلط هو أن الناس لوثوا فطرتهم واصبحوا كالأعمى لا يميزون بين الخمر واللبن أو بين سفه الشيطان وحكمة الله سبحانه وتعالى وياللاسف فهذا حال معظم الناس في كل زمان وكمثال لتوضيح الحال التي وصل إليها المسلمون أن محمد (ص) جاء بالقران كمعجزة والمسلمون جميعا على هذا القول ولكن من الذي يميز أن القرآن آية معجزة ؟ فلوجاء اليوم محمد بن عبد الله (ص) ونزل إلى الأرض ومعه سورة قرآنية جديدة جاء بها من الله سبحانه وتعالى فهل يستطيع المسلمون أن يميزوا هذه السورة ويقطعون أنها من الله سبحانه وتعالى وبالتالي يثبت عندهم أن هذا الشخص الذي جاء بها هو محمد (ص) أقول وبلا تردد أن معظم المسلمين غير قادرين على التمييز وسواء منهم العلماء أم الجهلاء بلا إذا كان هناك مسلمين لم يلوثوا فطرتهم يستطيعون أن يميزوا هذه السورة ويعرفون أنها آية من الله سبحانه وبالتالي فان الذي جاء بها ليس شخصا عاديا.<O></O>
    أذن فالنتيجة المتحصلة أن محمد ابن عبد الله (ص)لو جاء بالقران اليوم لكفر به معظم المسلمين ولم يؤمنوا به ولقالوا ساحر وكذاب .<O></O>
    <O></O>
    <O></O>
    الآية الملكوتية:- هناك سؤالان مهمان يطرحان نفسيهما في هذا المقام :<O></O>
    ماهي الآية الملكوتية؟<O></O>
    على من تكون هذه الآيات الملكوتية حجة؟<O></O>
    والجواب أن الآيات الملكوتية كثيرة جدا منها الافاقية الملكوتية ومنها الانفسية قال تعالى ( سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ) (فصلت: 53) أي قيام القائم بالحق ومن هذه الآيات:<O></O>
    نور البصيرة و أطمئنان القلب والسكينة إذا كان الإنسان على فطرة الله التي فطر الناس عليهالم يلوثها أو انه عاد إليها بعد انتباهه من الغفلة وتذكره.<O></O>
    الفراسة والتوسم في الآفاق والأنفس.<O></O>
    الرؤيا الصادقة في النوم.<O></O>
    الرؤيا الصادقة في اليقظة ( الكشف ) ومنها :<O></O>
    أ- الرؤيا الصادقة في الصلاة .<O></O>
    ب- الرؤيا الصادقة في الركوع.<O></O>
    ج - الرؤيا الصادقة في السجود.<O></O>
    د - الرؤيا الصادقة في السنة بين النوم واليقظة .<O></O>
    هـ- الرؤيا الصادقة عند قراءة القران.<O></O>
    و - الرؤيا الصادقة عند السير إلى أبى عبد الله الحسين (ع).<O></O>
    ز - الرؤيا الصادقة عند الدعاء والتضرع إلى الله سبحانه وتعالى.<O></O>
    ح - الرؤيا الصادقة في أضرحة الأئمة والأنبياء(ع) والمساجد والحسينيات وغيرها كثير.<O></O>
    وكل هذه الأنواع من الكشف والرؤيا الصادقة هي آيات إلهية لأنها لا تكون إلا بأمر الله وبمشيئة الله سبحانه وتعالى ويقوم بها ملائكة الله سبحانه وتعالى وعباده الصالحين الذين لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون فهذه الآيات حجة بالغة لله سبحانه وتعالى على عباده لأنها كلماته التي يكلم بها الناس فمن كذب بها فقد كذب الله سبحانه وتعالى وهذا اعظم أنواع الكفر والتكذيب قال تعالى( سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ) (فصلت: 53)<O></O>
    أي الآفاق الملكوتية والملكية وفي النفس الإنسانية ليتبين لهم انه الحق أي قيام القائم (ع) كما جاء في الروايات عنهم (ع) لان الناس يكذبون به ولا يصدقونه.<O></O>
    والله سبحانه وتعالى يعتبر أن معظم الناس غافلون ومعرضون عن الآيات النفسية والافاقية ولهذا يكون الكفر بالرسالات الإلهية نتيجة حتمية وحصيلة نهائية لا بد منها (وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ) (يونس: 92) (وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ) (يونس:7) (وَآتَيْنَاهُمْ آيَاتِنَا فَكَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ) (الحجر:81) . وفي النهاية يهدد الله سبحانه وتعالى هؤلاء القوم الذين لا يؤمنون بالآيات الانفسية والافاقية وخصوصا علماء الضلالة الذين يسفسطون ويجادلون لابطال حجية هذه الآيات الإلهية ويتوعدهم الله سبحانه وتعالى .( وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ) (الحج:51)(وَالَّذِينَ يَسْعَوْنَ فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ) (سـبأ:38) ( إِذَا لَهُمْ مَكْرٌ فِي آيَاتِنَا قُلِ اللَّهُ أَسْرَعُ مَكْراً إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ ) (يونس: 21) ( وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ ) (سـبأ:5)<O></O>
    فهذه الآيات حجة دامغة سواء على أصحابها أم على الناس القريبين منهم والمعاشرين لهم أو على الأقل فهي على غير أصحابها أن لم تكن حجة لكثرتها فهي سبب يحفزهم بقوة للبحث في الدعوة الإلهية وتصديق الرسول الذي أرسل بها ولكن مع الأسف معظم الناس سيبقون غافلين عن الآيات الملكوتية حتى تخرج دابة الأرض تختم جباههم بأنهم كافرون بآيات الله ( وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآياتِنَا لا يُوقِنُونَ ) (النمل:82) .<O></O>
    <O></O>
    الآية الجسمانية (المادية) :- وهي آخر العلاج و آخر العلاج الكي مع أن الكي للحيوان لا للإنسان .<O></O>
    وعادة تكون بطلب وإلحاح من الناس بعد أن اعتذروا بأعذار واهية عن عدم التصديق بالمرسلين والأدلة الدامغة التي واجهوهم بها والآيات الأنفسية والآفاقية العظيمة التي أظهرها الله سبحانه وتعالى في خلقه لتصديق دعوة أولياءه ورسله الذين أرسلهم لأصلاح الفساد ( وَقَالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ لَوْلا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الْآياتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ) (البقرة:118) وفي هذه المرحلة الأخيرة من الآيات أي مرحلة الاية المادية يكون العذاب مرافق للآية قال تعالى: ( هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) (الأعراف: 73) فبمجرد التكذيب بهذه الاية واتخاذ موقف مضاد ينزل العذاب ( هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ ) (هود:64)<O></O>
    والحقيقة أن المتوقع هو الأعراض عن الاية المادية كما حصل الإعراض عن الآيات الأنفسية والآفاقية الملكوتية لأن المكذبين بملكوت السماوات وبغيب الله سبحانه وتعالى وبكلمات الله في الرؤيا الصادقة حتما هم أناس منكوسين قال تعالى ( سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآياتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ) (الأعراف:146) وهؤلاء حقت عليهم كلمة العذاب لأنهم كذبوا كلمات الله وردوا أيدي المرسلين إلى أفواههم ولم يستمعوا كلماتهم وحكمتهم (وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِ اللَّهِ فَتَكُونَ مِنَ الْخَاسِرِينَ * إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ * وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ ) (يونس 95-97) فعند هؤلاء كل آية مؤولة جن , سحر , أو أي شيء آخر حتى يروا العذاب الأليم (وَقَالُوا مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِنْ آيَةٍ لِتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ) (الأعراف:132) (وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ) (القمر:2) وفي النهاية وعندما يقف المكذبون على حافة جهنم يتذكرون كيف واجهوا المرسلين واتهموهم بأنهم سحرة فيأتيهم النداء لينبههم إلى عاقبتهم المخزية (أَفَسِحْرٌ هَذَا أَمْ أَنْتُمْ لا تُبْصِرُونَ) (الطور:15) .<O></O>

    وورد في كتاب<O></O>

    الجهاد باب الجنة<O></O>

    مسألة اللبس في المعجزة والهدف منه فالناس يعرفون أن من معجزات موسى(ع) العصا التي تحولت أفعى وقد كانت في زمن انتشر فيه السحر ومن معجزات عيسى(ع) شفاء المرضى في زمن انتشر فيه الطب ومن معجزات محمد(ص) القران في زمن انتشرت فيه البلاغة وهنا يعلل من يجهل الحقيقة سبب مشابهة المعجزة لما انتشر في ذلك الزمان أنه فقط لتتفوق على السحرة والأطباء والبلغاء ويثبت الإعجاز ولكن الحقيقة الخافية على الناس مع أنها مذكورة في القرآن هي أن المعجزة المادية جاءت كذلك للّبس على من لا يعرفون إلا المادة فالله سبحانه لا يرضى أن يكون الإيمان ماديا بل لابد أن يكون إيماناً بالغيب (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ) (إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ) (مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ) (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ) فالإيمان بالغيب هو المطلوب والذي يريده الله سبحانه والمعجزة التي يُرسلها سبحانه لابد أن تُبقي شيئاً للإيمان بالغيب ولهذا يكون فيها شيء من اللبس ولهذا كانت في كثير من الأحيان مشابهة لما انتشر في زمان إرسالها (وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكاً لَجَعَلْنَاهُ رَجُلاً وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ) (الأنعام:9) ولهذا وجد أهل المادة والذين لايعرفون إلا المادة في التشابه عذرا لسقطتهم (فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا لَوْلا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ) (القصص:48) فالتشابه أمسى عذرا لهم ليقولوا (سِحْرَانِ تَظَاهَرَا ) و(إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ) وقال أمير المؤمنين (ع) وهو يصف أحد المنافقين ( …جعل الشبهات عاذرا لسقطاته ) ، أما إذا كانت المعجزة قاهرة ولاتشابه فيها فعندها لايبقى للإيمان بالغيب أي مساحة ويكون الأمر عندها إلجاء للإيمان وقهر عليه وهذا لايكون إيمان ولايكون إسلاماً بل إستسلام وهو غير مرضي ولايريده الله ولايقبله (وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرائيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْياً وَعَدْواً حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرائيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ) ففرعون يؤمن و يسلم أو قل يستسلم وقبل أن يموت ولكن الله لايرضى ولايقبل هذا الإيمان وهذا الإسلام ويجيبه الله سبحانه بهذا الجواب (آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ) هذا لأنه إيمان جاء بسبب معجزة قاهرة لا مجال لمن لا يعرفون إلا هذا العالم المادي إلى تأويلها أو إدخال الشبهة على من آمن بها وبهذا لم يبق مجال للغيب الذي يريد الله الإيمان به ومن خلاله ، فعند هذا الحد لا يُقبل الإيمان لأنه يكون إلجاء وقهراً وليس إيمان (هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ) (قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ) ولو كان الله يريد إلجاء وقهر الناس على الإيمان لأرسل مع أنبيائه معجزات قاهرة لامجال معها لأحد أن يقول (سِحْرَانِ تَظَاهَرَا ) أو (أَضْغَاثُ أَحْلامٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الْأَوَّلُونَ) قال تعالى (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) وقال تعالى (وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقاً فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّماً فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ) فالحمد لله الذي رضي بالإيمان بالغيب وجعل الإيمان بالغيب ومن خلال الغيب ولم يرض بالإيمان بالمادة ولم يجعله بالمادة ومن خلال المادة ليتميز أهل القلوب الحية والبصائر النافذة من عمي البصائر ومختومي القلوب<O></O>
    أشهد ان لا اله الا الله
    وأشهد ان محمدا رسول الله
    وأشهد ان عليا والائمة من ولده حجج الله
    وأشهد ان احمد والمهديين من ولده حجج الله
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎