إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

عقائد : عقائد الامامية للمظفر ـ شيخ علاء ـ المرحلة 1 ـ الدروس المكتوبة والتسجيلات

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • علاء السالم
    مشرف الساحة الفقهية
    • 01-01-2012
    • 290

    #31
    رد: عقائد : عقائد الامامية للمظفر ـ شيخ علاء ـ المرحلة 1 ـ الدروس المكتوبة والتسجيلات

    بسم الله الرحمن الرحيم
    والحمد لله رب العالمين
    وصلى الله على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما
    التسجيل الصوتي للمحاضرة ـ للاستماع والتحميل اضغط هنـا
    النص:
    26 ـ عقيدتنا في طاعة الاَئمّة
    ونعتقد: أنّ الاَئمة هم أولو الاَمر الذين أمر الله تعالى بطاعتهم، وأنّهم الشهداء على الناس، وأنّهم أبواب الله، والسبل إليه، والاَدلاّء عليه، وأنّهم عيبة علمه، وتراجمة وحيه، وأركان توحيده، وخُزّان معرفته، ولذا كانوا أماناً لاَهل الاَرض كما أنّ النجوم أمان لاَهل السماء ـ على حد تعبيره صلّى الله عليه وآله(5) ـ. وكذلك ـ على حدِّ قوله أيضاً ـ «إنّ مثلهم في هذه الاُمّة كسفينة نوح من ركبها نجا، ومن تخلّف عنها غرق وهوى»
    وأنّهم ـ حسبما جاء في الكتاب المجيد ـ (بَلْ عِبادٌ مُكرَمُون * لا يَسبِقُونَهُ بالقَولِ وَهُم بأَمرِه يَعمَلُونَ). وأنّهم الّذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً.
    بل نعتقد: أنّ أمرهم أمر الله تعالى، ونهيهم نهيه، وطاعتهم طاعته، ومعصيتهم معصيته، ووليّهم وليّه، وعدوَّهم عدوّه.
    ولا يجوز الرد عليهم والراد عليهم كالراد على الرسول، والراد على الرسول كالراد على الله تعالى. فيجب التسليم لهم والانقياد لاَمرهم والاَخذ بقولهم.
    ولهذا نعتقد: أنّ الاَحكام الشرعية الاِلهية لا تستقى إلاّ من نمير مائهم، ولا يصحّ أخذها إلاّ منهم، ولا تفرغ ذمّة المكلَّف بالرجوع إلى غيرهم، ولا يطمئنّ بينه وبين الله إلى أنّه قد أدّى ما عليه من التكاليف المفروضة إلاّ من طريقهم. إنّهم كسفينة نوح؛ من ركبها نجا، ومن تخلَّف عنها غرق في هذا البحر المائج الزاخر بأمواج الشبه والضلالات، والادّعاءات والمنازعات.
    ولا يهمّنا من بحث الامامة في هذه العصور إثبات أنّهم هم الخلفاء الشرعيون وأهل السلطة الإلهية؛ فإنّ ذلك أمر مضى في ذمّة التأريخ، وليس في إثباته ما يعيد دورة الزمن من جديد، أو يعيد الحقوق المسلوبة إلى أهلها، وإنّما الذي يهمّنا منه ما ذكرنا من لزوم الرجوع إليهم في الاَخذ بأحكام الله الشرعية، وتحصيل ما جاء به الرسول الاَكرم على الوجه الصحيح الذي جاء به.
    وإنّ في أخذ الاَحكام من الرواة والمجتهدين الذين لا يستقون من نمير مائهم، ولا يستضيئون بنورهم، ابتعاداً عن محجّة الصواب في الدين، ولا يطمئن المكلَّف من فراغ ذمته من التكاليف المفروضة عليه من الله تعالى؛ لاَنّه مع فرض وجود الاختلاف في الآراء بين الطوائف والنحل فيما يتعلَّق بالاَحكام الشرعية اختلافاً لا يرجى معه التوفيق، لا يبقى للمكلَّف مجال أن يتخيَّر ويرجع إلى أي مذهب شاء ورأي اختار، بل لا بدَّ له أن يفحص ويبحث، حتى تحصل له الحجة القاطعة بينه وبين الله تعالى على تعيين مذهب خاص يتيقّن أنّه يتوصِّل به إلى أحكام الله، وتفرغ به ذمّته من التكاليف المفروضة؛ فإنّه كما يقطع بوجود أحكام مفروضة عليه يجب أن يقطع بفراغ ذمّته منها؛ فان الاشتغال اليقيني يستدعي الفراغ اليقيني.
    والدليل القطعي دالّ على وجوب الرجوع إلى آل البيت، وأنّهم المرجع الاَصلي بعد النبي لاَحكام الله المنزلة، وعلى الاَقل قوله عليه أفضل التحيات: «إنّي قد تركت فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا بعدي أبداً؛ الثقلين، وأحدهما أكبر من الآخر: كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الاَرض، وعترتي أهل بيتي، ألا وإنّهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض» وهذا الحديث اتّفقت الرواية عليه من طرق أهل السنَّة والشيعة.
    فدقّق النظر في هذا الحديث الجليل تجد ما يقنعك ويدهشك في مبناه ومعناه، فما أبعد المرمى في قوله: «إن تمسّكتم به لن تضلّوا بعدي أبداً» والذي تركه فينا هما الثقلان معاً؛ إذ جعلهما كأمر واحد، ولم يكتف بالتمسُّك بواحد منهما فقط، فبهما معاً لن نضل بعده أبداً.
    وما أوضح المعنى في قوله: «لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض»، فلا يجد الهداية أبداً من فرَّق بينهما ولم يتمسّك بهما معاً، فلذلك كانوا «سفينة النجاة»، و«أماناً لاَهل الاَرض»، ومن تخلَّف عنهم غرق في لجج الضلال، ولم يأمن من الهلاك.
    وتفسير ذلك بحبّهم فقط من دون الاَخذ بأقوالهم واتّباع طريقهم هروب من الحق، لا يلجىء إليه إلاّ التعصُّب والغفلة عن المنهج الصحيح في تفسير الكلام العربي المبين.


    البيان:
    هذه خلاصة عقيدة المظفر في طاعة الائمة (ع):
    1- ان الائمة (ع) طاعتهم واجبة وهم الهداة والادلاء والشهداء على الناس وعيبة علم الله وتراجمة وحيه وأركان توحيده وهم الامان لأهل الارض وهم المطهرون . وان امرهم امر الله والراد عليهم راد على الله ومن ثم يجب الانقياد لهم والتسليم.
    2- بعد كونهم (ع) خلفاء الله فلا يجوز اخذ الدين والأحكام الا منهم وبه يحصل للمكلف فراغ ذمته من التكاليف التي على عاتقه.
    3- المهم من بحوث الامامة بنظره هو اثبات رجوع الناس الى الائمة واخذ الدين منهم وليس اثبات ان الائمة خلفاء الهيون بعد النبي (ص)، يقول: (ولا يهمّنا من بحث الامامة في هذه العصور إثبات أنّهم هم الخلفاء الشرعيون وأهل السلطة الإلهية؛ فإنّ ذلك أمر مضى في ذمّة التأريخ، وليس في إثباته ما يعيد دورة الزمن من جديد، أو يعيد الحقوق المسلوبة إلى أهلها، وإنّما الذي يهمّنا منه ما ذكرنا من لزوم الرجوع إليهم في الاَخذ بأحكام الله الشرعية، وتحصيل ما جاء به الرسول الاَكرم على الوجه الصحيح الذي جاء به).
    4- لا يصح الرجوع الى الرواة والمجتهدين الذين لا يستضيؤون بنور ال محمد (ع)، وبالتالي فبعد تعدد الاراء واختلاف الاقوال بشكل لا يمكن معه التوفيق ، يجب على المكلف ان يبحث ويفحص حتى تحصل له الحجة القاطعة على اتباع طريق يحصل به امتثال اوامر الله بنحو قطعي فان الاشتغال اليقيني يستدعي الفراغ اليقيني.
    5- ان الدليل القطعي دال على وجوب الرجوع الائتمام بآل محمد (ع) وأنهم المرجع بعد النبي (ص) وحديث الثقلين واضح في بيان هذه الحقيقة.
    ملاحظة: ان الترتيب الصحيح والمنهجي للبحوث ان طاعة الائمة ع تكون بعد اثبات إمامتهم وليس العكس كما فعل الشيخ المظفر ، لذا نحن أولاً نبين بعض أدلة امامتهم (ع) ثم بعد اثباتها يثبت وجوب طاعتهم بنحو أكيد.

    دليل امامة الائمة (ع):
    تقدم بيان القانون الالهي الذي خص الله به خلفاءه وبه احتجوا على الناس، وقانون الله مؤلف من الفقرات الثلاثة (النص والعلم وراية البيعة الله). وعليه فمن أراد ان يعرف امامة ال محمد (ع) فأكيد يجد فيهم هذه الفقرات.
    أما النص، فأمام المسلمين جميعاً وصية رسول الله (ص) ليلة وفاته وهو يحدد الاوصياء من بعده الى يوم القيامة. ونص الوصية هو التالي:
    عن أبي عبد الله جعفر بن محمد، عن أبيه الباقر، عن أبيه ذي الثفنات سيد العابدين، عن أبيه الحسين الزكي الشهيد، عن أبيه أمير المؤمنين (ع)، قال: (قال رسول الله ص في الليلة التي كانت فيها وفاته لعلي ع: يا أبا الحسن، أحضر صحيفة ودواة، فأملا رسول الله ص وصيته حتى انتهى إلى هذا الموضع، فقال: يا علي، إنه سيكون بعدي إثنا عشر إماماً ومن بعدهم إثنا عشر مهدياً، فأنت يا علي أول الإثني عشر إمام، سمّاك الله تعالى في سمائه علياً المرتضى وأمير المؤمنين والصديق الأكبر والفاروق الأعظم والمأمون والمهدي فلا تصح هذه الأسماء لأحد غيرك.
    يا علي، أنت وصيي على أهل بيتي حيّهم وميتهم وعلى نسائي فمن ثبتها لقيتني غداً ومن طلقتها فأنا برئ منها لم ترني ولم أرها في عرصة القيامة، وأنت خليفتي على أمتي من بعدي، فإذا حضرتك الوفاة فسلّمها إلى ابني الحسن البر الوصول، فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابني الحسين الشهيد الزكي المقتول، فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه سيد العابدين ذي الثفنات علي، فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه محمد الباقر، فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه جعفر الصادق، فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه موسى الكاظم، فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه علي الرضا، فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه محمد الثقة التقي، فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه علي الناصح، فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه الحسن الفاضل، فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه محمد المستحفظ من آل محمد، فذلك إثنا عشر إماماً.
    ثم يكون من بعده إثنا عشر مهدياً، فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى إبنه أول المقربين (المهديين) له ثلاثة أسامي: أسم كاسمي وأسم أبي وهو عبد الله وأحمد، والاسم الثالث المهدي، وهو أول المؤمنين
    ) غيبة الطوسي: ص111.
    وهذا يعني ان ال محمد الاوصياء هم ((اثنا عشر اماما واثنا عشر مهديا)) .. وهذا النص :
    1- متواتر معنى، لأنها تبين قسمين لآل محمد (ع) الاثنا عشر اماما والاثنا عشر مهديا وكلا الصنفين ورد عن ال محمد عشرات الروايات في ذكرهم كما هو واضح، وقد قام انصار الامام المهدي بإخراج بعض تلك الروايات في كتبهم.
    2- ان هذه الوصية مقرونة بعدة قرائن قرآنية وروائية تؤكد صدورها، وبعد ثبوت تواترها المعنوي واعتضادها بالقرائن التي توجب العلم بها فبكل تأكيد لا تكون داخلة ضمن التقسيم الرباعي للحديث (صحيح حسن موثق ضعيف) كما صرح كبار العلماء.

    الوصية دليل صدق الوصي:
    سئل السيد احمد الحسن ع عن قوله تعالى: (( وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنكُم مَّلَائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ" سورة الزخرف .. ما معني هذا الآية وهل لها علاقة بأصحاب المهدي ع أو المهديين ؟
    فكان الجواب هو التالي وهو يوضح الاستدلال بوصية رسول الله ص:
    (( ج/ بسم الله الرحمن الرحيم
    والحمد لله رب العالمين
    وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا
    ((وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ * وَقَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ * إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلاً لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ * وَلَوْ نَشَاء لَجَعَلْنَا مِنكُم مَّلَائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ * وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ )) [الزخرف: 57-61 ].
    قريش والعرب كانوا يجادلون بمغالطة يصيغونها على أنها سؤال يطلبون جوابه من محمد ص وسؤالهم يقارن بين ألوهية أصنامهم التي يدعونها وألوهية عيسى التي يدعيها المسيحيون لعيسى ع في حين أن المسؤول صلى الله عليه وآله الذي ينكر عليهم تأليه الأصنام أيضا لا يقر بألوهية عيسى ع المطلقة بل يقول إن عيسى ع إنسان وعبد من عباد الله وخليفة من خلفاء الله في أرضه ولهذا وصف الله حالهم بأنهم مجادلون حيث أن السؤال مبني على فرض غير صحيح ولا يقره ولا يقول به المسؤول، وهذا الأسلوب يستخدمه أئمة الكفر دائما عندما يجدون أن أدلة الدعوة الإلهية قد أخذت بأعناقهم فيصيغون سؤالا مبنيا على مغالطة وفرض غير صحيح لا يقره ولا يقول به المسؤول ليشكلون على الدعوة الإلهية ويطلبون جواباً لمغالطتهم وسؤالهم الخاطئ والمبني على الخطأ وهؤلاء جوابهم يكون في بيان أن السؤال مبني على فرض خاطئ ليتضح أنهم مجرد مجادلين كما وصفهم القرآن ((مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ)).
    ومن ثم انتقل النص الإلهي إلى القول ((وَلَوْ نَشَاء لَجَعَلْنَا مِنكُم مَّلَائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ)): أي لو نشاء لجعلنا منكم خلفاء - كالملائكة معصومين أنقياء أطهار - يخلفون الله سبحانه وتعالى بعد محمد ص ويخلفون محمداً ص بعد انتقاله إلى الملأ الأعلى ويخلف بعضهم بعضا كما انه سبحانه جعل قبل هذا عيسى ع عبد الله خليفة لله في أرضه فالله سبحانه وتعالى قال عن عيسى ع: (وَجَعَلْنَاهُ)) ثم قال (( لَجَعَلْنَا مِنكُم)) والجعل فيهما واحد، ((إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلاً لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ * وَلَوْ نَشَاء لَجَعَلْنَا مِنكُم ....)) أي جعل عيسى ع مثالا وقدوة وقائدا يقتدي به ويتبعه بنو إسرائيل ولو شاء الله لجعل منكم خلفاء في هذه الأمة تقتدون بهم وتتعلمون منهم وتتخذونهم مثالا يحتذى به كما جعل الله عيسى ع (( مَثَلاً لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ )).
    وحقيقة إن العجب لا ينقضي ممن يسمون أنفسهم مفسري القرآن ويقولون إنّ المراد هنا هو بدلاً منكم فلو كان يمكن أن تقلب المعاني بهذه الصورة القبيحة بإضافة ألفاظ تغير معنى الكلام تماماً بحيث يقلب النفي إيجاباً والإيجاب نفياً، لما بقي للكلام معنى فكيف لعاقل أن يقول إن معنى (منكم) هو (بدلا منكم) هذا كمن يقول إن معنى (نعم) هو (لا) ومعنى (لا) هو (نعم) ؟!!! في حين أن عد فرد من الجن أو الإنس بأنه من الملائكة لسبب، كمشابهتهم في الطاعة أو نقاء وطهارة باطنه أو لارتقائه معهم في السماوات، قد ذكر في القرآن، فالله قد عد إبليس من الملائكة لأنه كان قبل أن يعصي وبحسب ارتقائه في السماوات يحسب من الملائكة ((وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى)) [طه: 116] ((وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ)) [البقرة: 34].
    والجعل في الآيات المتقدمة هو نفسه الجعل الأول لآدم ع خليفة الله في أرضه ((وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ)) [البقرة : 30]، وهو نفسه جعل الله لداود ع خليفة في الأرض ((يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ)) [ص: 26].
    فلو رتبنا الآيات وقرأناها بالتوالي سنجد أن القرآن ينص بوضوح أن أمر الاستخلاف بدأ بآدم ع وهو مستمر بعد محمد ص ((.... وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً ...... يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ ........ إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلاً لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ....... وَلَوْ نَشَاء لَجَعَلْنَا مِنكُم مَّلَائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ)).
    وقد شاء سبحانه وتعالى وفعل ما أراد وجعل ملائكة في الأرض يخلفون بعد محمد ص كما انه جعل عيسى سابقا قبل محمد ص وهؤلاء هم آل محمد ع الأئمة والمهديون لهذا أتم سبحانه بقوله ((وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ)) : أي إن هذا الجعل الإلهي ((لَجَعَلْنَا مِنكُم )) - والذي نقل بنص وصية محمد ص الوحيدة ليلة وفاته - علم يعرف به دين الله الحق إلى يوم القيامة أي كما وصفه رسول الله ص بأنه كتاب عاصم من الضلال أبدا ((وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ))، والله يقول هو كذلك فلا تشكوا بأنه عاصم لكم من الانحراف والضلال عند ساعة القيامة الصغرى وظهور من يحتج بهذا النص فمن يحتج بهذا النص فهو صاحبه وإلا لما صح ان يوصف النص بأنه عاصم من الضلال لمن تمسك به، فلو لم يكن محفوظا من الله أن يدعيه الكاذبون المبطلون حتى يدعيه صاحبه لكان وصفه بأنه عاصم من الضلال كذبا وإغراء للمكلفين بإتباع الباطل وهذا أمر لا يصدر من العالم الصادق القادر الحكيم المطلق سبحانه، إذن فلا تشكوا أنها ساعة القيامة الصغرى عندما يرفع هذا الكتاب صاحبه ((فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا)) فمن يرفع هذا الكتاب فهو صاحبه، فإذا كنتم تريدون النجاة من الضلال والانحراف اتبعوا محمدا ص بقبول وصيته التي أوصاها ليلة وفاته والتي فيها العلم الذي يكفيكم للنجاة أبدا وفيها علم الساعة ومعرفة الحق عند القيام، وتشخيص المدعي عندما يرفع هذا الكتاب الموصوف بأنه عاصم من الضلال ((وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ )) أي اتبعوا محمدا ص في نصه من الله على من يخلفونه من بعده.
    والوصية كتاب كتبه رسول الله ص في آخر لحظات حياته امتثالا لقوله تعالى ((كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُتَّقِينَ)) [البقرة: 180]، ووصفه بأنه عاصم من الضلال لمن تمسك به أبدا، وأُؤكد في آخر لحظات حياته لأنه نبي يوحى له فما يقوله في آخر لحظات حياته هو خلاصة رسالته وما يحفظ الدين بعده، فما بالك إذا كان مع شدة مرضه وأوجاع السم التي كانت تقطع كبده مهتما أشد الاهتمام أن يكتب هذا الكتاب ويصفه بأنه عاصم من الضلال، فهذا الكتاب من الأهمية بمكان بحيث أن الله سبحانه وتعالى الذي كان يرحم محمدا ص إلى درجة انه يشفق عليه من كثرة العبادة التي تتعب بدنه فيخاطبه بقوله (( طه * مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى)) نجده سبحانه مع شدة رحمته بمحمد ص وإشفاقه عليه يكلف محمدا ص في آخر لحظات حياته أن يملي كتابا ويصفه بأنه عاصم من الضلال على رؤوس الأشهاد رغم ما كان يعانيه محمد ص من آلام السم الذي كان يسري في بدنه ويقطع كبده .
    وهذه بعض النصوص التي وصف فيها الرسول محمد ص كتاب الوصية بأنه عاصم من الضلال وفي آخر لحظات حياته ففي يوم الخميس أراد كتابته لكل الأمة وأراد أن يشهد عليه عامة الناس ولكن منعه جماعة وطعنوا في قواه العقلية وقالوا انه يهجر (أي يهذي ولا يعرف ما يقول) فطردهم وبقي رسول الله بعد يوم الخميس إلى يوم وفاته الاثنين فكتب في الليلة التي كانت فيها وفاته وصيته وأملاها على علي ع وشهدها بعض الصحابة الذين كانوا يؤيدون كتابتها يوم الخميس:
    في كتب السنة:
    عن ابن عباس قال : (( يوم الخميس وما يوم الخميس ، اشتد برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه فقال : ائتوني اكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده أبداً ، فتنازعوا ، ولا ينبغي عند نبي نزاع ، فقالوا ما شأنه ؟ أهجر ، استفهموه ، فذهبوا يردون عليه فقال : دعوني فالذي أنا فيه خير مما تدعونني إليه ، وأوصاهم بثلاث قال : أخرجوا المشركين من جزيرة العرب ، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم و سكت عن الثالثة أو قال فنسيتها)) صحيح البخاري (4/4168)
    عن ابن عباس قال: (( يوم الخميس وما يوم الخميس، ثم جعل تسيل دموعه حتى رؤيت على خديه كأنها نظام اللؤلؤ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:ائتوني بالكتف والدواة، أو اللوح والدواة، أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده أبداً، فقالوا: إن رسول الله يهجر)) صحيح مسلم - كتاب الوصية.
    في كتب الشيعة:
    عن سليم بن قيس الهلالي قال : سمعت سلمان يقول : ((سمعت علياً ع بعد ما قال ذلك الرجل (عمر) ما قال وغضب رسول الله ص ودفع الكتف : ألا نسأل رسول الله ص عن الذي كان أراد أن يكتبه في الكتف مما لو كتبه لم يضل أحد ولم يختلف اثنان ......)) كتاب سليم بن قيس 398.
    عن سليم بن قيس الهلالي قال الإمام علي ع (( لطلحة : ألست قد شهدت رسول الله ص حين دعا بالكتف ليكتب فيها مالا تضل الأمة ولا تختلف ، فقال صاحبك ما قال : ( إن نبي الله يهجر) فغضب رسول الله ص .......)) كتاب سليم بن قيس 211.
    عن سليم بن قيس إن عليا ع قال ((لطلحة في حديث طويل عند ذكر تفاخر المهاجرين و الأنصار بمناقبهم و فضائلهم يا طلحة أ ليس قد شهدت رسول الله ص حين دعانا بالكتف ليكتب فيها ما لا تضل الأمة بعده ولا تختلف فقال صاحبك ما قال إن رسول الله يهجر فغضب رسول الله ص و تركها قال بلى قد شهدته)) الغيبة للنعماني ص81.
    وفي كتاب الغيبة للطوسي نقل النص الوحيد المروي للكتاب العاصم من الضلال الذي أراد رسول الله ص كتابته كما ثبت في اصح كتب السنة البخاري ومسلم ومن نقل الوصية عن الرسول محمد ص هم آل محمد ع:
    عن أبي عبد الله جعفر بن محمد ، عن أبيه الباقر ، عن أبيه ذي الثفنات سيد العابدين ، عن أبيه الحسين الزكي الشهيد ، عن أبيه أمير المؤمنين ع قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم - في الليلة التي كانت فيها وفاته - لعلي ع : يا أبا الحسن أحضر صحيفة ودواة. فأملا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وصيته حتى انتهى إلى هذا الموضع فقال : يا علي إنه سيكون بعدي إثنا عشر إماما ومن بعدهم إثنا عشر مهديا ، فأنت يا علي أول الاثني عشر إماما سماك الله تعالى في سمائه: عليا المرتضى ، وأمير المؤمنين ، والصديق الأكبر ، والفاروق الأعظم ، والمأمون ، والمهدي ، فلا تصح هذه الأسماء لأحد غيرك. يا علي أنت وصيي على أهل بيتي حيهم وميتهم ، وعلى نسائي : فمن ثبتها لقيتني غدا ، ومن طلقتها فأنا برئ منها ، لم ترني ولم أرها في عرصة القيامة ، وأنت خليفتي على أمتي من بعدي فإذا حضرتك الوفاة فسلمها إلى ابني الحسن البر الوصول ، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابني الحسين الشهيد الزكي المقتول ، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه سيد العابدين ذي الثفنات علي ، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه محمد الباقر ، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه جعفر الصادق ، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه موسى الكاظم ، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه علي الرضا ، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه محمد الثقة التقي ، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه علي الناصح ، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه الحسن الفاضل ، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه محمد المستحفظ من آل محمد ع. فذلك اثنا عشر إماما ، ثم يكون من بعده اثنا عشر مهديا ، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه أول المقربين (وفي مصادر أول المهديين) له ثلاثة أسامي : اسم كاسمي واسم أبي وهو عبد الله وأحمد ، والاسم الثالث : المهدي ، هو أول المؤمنين.)) كتاب الغيبة – الشيخ الطوسي رحمه الله.
    ووصف الرسول له بأنه عاصم من الضلال أبدا يجعل من المحال أن يدعيه مبطل، ومن يقول أن ادعاءه من المبطلين ممكن فهو يتهم الله سبحانه بالعجز عن حفظ كتاب وصفه بأنه عاصم من الضلال لمن تمسك به أو يتهم الله بالكذب لأنه وصف الكتاب بأنه عاصم من الضلال أبدا ومن ثم لم يكن كذلك أو يتهم الله بالجهل لأنه وصفه بوصف لا ينطبق عليه جاهلا بحاله وحاشاه سبحانه من هذه الأوصاف وتعالى الله علوا كبيرا عما يقول الجاهلون.
    فلابد أن يحفظ العالم القادر الصادق الحكيم المطلق سبحانه النص - الذي وصفه بأنه عاصم من الضلال لمن تمسك به - من ادعاء المبطلين له حتى يدعيه صاحبه ويتحقق الغرض منه وإلا لكان جاهلا أو عاجزا أو كاذبا مخادعا ومغريا للمتمسكين بقوله بإتباع الباطل. ومحال أن يكون الله سبحانه جاهلا أو عاجزا لأنه عالم وقادر مطلق ويستحيل أن يصدر من الحق سبحانه وتعالى الكذب لأنه صادق وحكيم ولا يمكن وصفه بالكذب وإلا لما أمكن الركون إلى قوله في شيء ولانتقض الدين.
    ونص خليفة الله في أرضه على من بعده مع وصفه بأنه عاصم من الضلال لمن تمسك به - نصا إلهيا - لابد أن يكون محفوظا من الله أن يدعيه الكاذبون المبطلون حتى يدعيه صاحبه وإلا فسيكون كذبا وإغراءً للمكلفين بإتباع الباطل وهذا أمر لا يصدر من العالم الصادق القادر الحكيم المطلق سبحانه.
    فلو قال لك إنسان عالم بالغيب ومآل الأمور إذا كنت تريد شرب الماء فاشرب من هنا وأنا الضامن انك لن تسقى السم أبدا من هذا الموضع. ثم انك سُقيت في ذلك الموضع سماً فماذا يكون الضامن؟ هو أما جاهل وأما كاذب من الأساس أو عجز عن الضمان أو اخلف وعده فهل يمكن أن يقبل من يؤمن بالله أن يصف الله بالجهل أو بالكذب أو العجز أو خلف الوعد تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
    وقد تكفل الله في القرآن وفيما روي عنهم ع بحفظ النص الإلهي من أن يدعيه آهل الباطل، فأهل الباطل مصروفون عن ادعائه، فالأمر ممتنع كما قال تعالى: ((وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (44) لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46))) [الحاقة].
    ومطلق التقول على الله موجود دائما ولم يحصل أن منعه الله وليس ضروريا أن يُهلك الله المتقولين مباشرة بل انه سبحانه أمهلهم حتى حين وهذا يعرفه كل من تتبع الدعوات الظاهرة البطلان كدعوة مسيلمة، فأكيد ليس المراد في الآية مطلق التقول على الله بل المراد التقول على الله بادعاء القول الإلهي الذي تقام به الحجة، عندها يتحتم أن يتدخل الله ليدافع عن القول الإلهي الذي تقام به الحجة وهو النص الإلهي الذي يوصله خليفة الله لتشخيص من بعده والموصوف بأنه عاصم من الضلال حيث أن عدم تدخله سبحانه مخالف للحكمة، ومثال هذا القول أو النص وصية عيسى ع بالرسول محمد ص ووصية الرسول محمد ص بالأئمة والمهديين ع فالآية في بيان أن هذا التقول ممتنع وبالتالي فالنص محفوظ لصاحبه ولا يدعيه غيره، وتوجد روايات تبين أن الآية في النص الإلهي على خلفاء الله بالخصوص فهو نص إلهي لابد أن يحفظه الله حتى يصل الى صاحبه، فهو نص الهي محفوظ من أي تدخل يؤثر عليه سواء كان هذا التدخل في مرحلة نقله إلى الخليفة الذي سيوصله أم في مرحلة - أو مراحل - وصوله إلى الخليفة الذي سيدعيه وهناك روايات بينت هذه الحقيقة وهي أن التقول في هذه الآية هو بخصوص النص الإلهي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ ع : (( قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ، قَالَ: يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا وَلَايَةَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع بِأَفْوَاهِهِمْ. قُلْتُ: وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ، قَالَ: وَاللَّهُ مُتِمُّ الْإِمَامَةِ ...................... قُلْتُ: قَوْلُهُ إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ، قَالَ: يَعْنِي جَبْرَئِيلَ عَنِ اللَّهِ فِي وَلَايَةِ عَلِيٍّ ع. قَالَ قُلْتُ: وَما هُوَ بِقَوْلِ شاعِرٍ قَلِيلًا ما تُؤْمِنُونَ، قَالَ: قَالُوا إِنَّ مُحَمَّداً كَذَّابٌ عَلَى رَبِّهِ وَمَا أَمَرَهُ اللَّهُ بِهَذَا فِي عَلِيٍّ فَأَنْزَلَ اللَّهُ بِذَلِكَ قُرْآناً فَقَالَ: إِنَّ وَلَايَةَ عَلِيٍّ تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ. وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنا مُحَمَّدٌ بَعْضَ الْأَقاوِيلِ. لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْيَمِينِ. ثُمَّ لَقَطَعْنا مِنْهُ الْوَتِينَ)) الكافي ج1 ص434.
    كما أن الإمام الصادق ع يقول: (إن هذا الأمر لا يدعيه غير صاحبه إلا تبر الله عمره) الكافي للكليني ج 1 ص 372، فالمبطل مصروف عن ادعاء الوصية الإلهية الموصوفة بأنها تعصم من تمسك بها من الضلال أو أن ادعاءه لها مقرون بهلاكه قبل أن يظهر هذا الادعاء للناس، حيث أن إمهاله مع ادعائه الوصية يترتب عليه إما جهل وإما عجز أو كذب من وعد المتمسكين به بعدم الضلال وهذه أمور محالة بالنسبة للحق المطلق سبحانه ولهذا قال تعالى: (لأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ) وقال الصادق ع: (تبر الله عمره)، وللتوضيح أكثر أقول إن الآية تطابق الاستدلال العقلي السابق وهو أن الادعاء ممتنع وليس ممكنا فإن قوله تعالى: (وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (44) لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ)، معناه أن الهلاك ممتنع لامتناع التقول أي انه لو كان متقولاً لهلك، والآية تتكلم مع من لا يؤمنون بمحمد ص والقرآن، وبالتالي فالاحتجاج بالكلام في الآية ليس بها كونها كلام الله لأنهم لا يؤمنون بهذا، بل الاحتجاج هو بمضمون الآية أي احتجاج بما هو ثابت عندهم عقلا وهو أن النص الإلهي الموصوف بأنه عاصم من الضلال لمن تمسك به لا يمكن أن يدعيه غير صاحبه لأن القول بأنه يمكن أن يدعيه غير صاحبه يلزم منه نسب الجهل أو العجز أو الكذب لله سبحانه وتعالى، إذن فلا يمكن - عقلاً وقرآناً وروايةً - أن يحصل ادعاء النص الإلهي التشخيصي الموصوف بأنه عاصم من الضلال لمن تمسك به أي أن النص محفوظ من الادعاء حتى يدعيه صاحبه ليتحقق الغرض من النص وهو منع الضلال عن المكلف المتمسك به كما وعده الله سبحانه.
    وللتوضيح والتفصيل أكثر أقول إن مدعي المنصب الإلهي:
    إما أن يكون مدعياً للنص التشخيصي الموصوف بأنه عاصم من الضلال لمن تمسك به فهذا المدع محق ولا يمكن أن يكون كاذباً أو مبطلاً لان هذا النص لابد من حفظه من ادعاء الكاذبين والمبطلين وإلا فسيكون الله قد أمر الناس بالتمسك بما يمكن أن يضلهم ورغم هذا قال عنه بأنه عاصم من الضلال أبدا وهذا كذب يستحيل أن يصدر من الله.
    وإما أن يكون مدعياً للمنصب الإلهي ولكنه غير مدع للنص التشخيصي الموصوف بأنه عاصم من الضلال لمن تمسك به وهذا المدعي إما أن يكون ادعاؤه فيه شبهة على بعض المكلفين لجهلهم ببعض الأمور وهذا ربما يمضي الله به الآية ويهلكه رحمة بالعباد وإن كان بعد ادعائه بفترة من الزمن رغم انه لا حجة ولا عذر لمن يتبعه، وإما انه لا يحتمل أن يشتبه به احد إلا إن كان طالبا للباطل فيتبع شخصاً بدون نص تشخيصي كما بينت، ومع هذا تصدر منه سفاهات كثيرة ويجعل الله باطله واضحاً وبيناً للناس وهذا لا داعي أن تطبق عليه الآية بل ربما أمهل فترة طويلة من الزمن فهو يترك لمن يطلبون الباطل بسفاهة. وهذا تقريب ليتوضح الأمر أكثر: نفرض أن هناك ثلاث دوائر بيضاء ورمادية وسوداء فالدائرة البيضاء محمية من آن يدخل لها كاذب وبالتالي فكل من دخلها فهو مدع صادق ويجب تصديقه فالآية (وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (44) لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ) واجبة التطبيق في هذه الدائرة ، والرمادية غير محمية من أن يدخل لها الكاذب فلا يصح الاعتماد على من كان فيها وتصديقه ورغم هذا فيمكن أن تحمى بعض الأحيان من الكاذب بعد دخوله رحمة بالعباد رغم أنهم لا عذر لهم بإتباع من كان في هذه الدائرة فالآية ممكنة التطبيق على هذه الدائرة وليس واجبة التطبيق، والثالثة سوداء غير محمية من أن يدخل لها الكاذب بل هي دائرة الكاذبين وواضحة بأنها دائرة الكاذبين فلا داع لحمايتها أصلا من الكاذبين لا قبل دخولهم ولا بعد دخولهم فالآية ليس موضعها هذه الدائرة.
    فلابد إذن من الانتباه إلى أن كلامنا في منع ادعاء النص التشخيصي الموصوف بأنه عاصم من الضلال وليس في ادعاء المنصب الإلهي عموما، فادعاء المنصب الإلهي أو النبوة أو خلافة الله في أرضه باطلا بسفاهة ودون الاحتجاج بالوصية (النص التشخيصي) حصل كثيرا وربما بقي حيا من ادعى باطلا فترة من الزمن ومثال لهؤلاء مسيلمة الكذاب ادعى انه نبي في حياة رسول الله محمد ص وبقي مسيلمة حيا بعد موت رسول الله محمد ص فالادعاء بدون شهادة الله ونص الله وبدون الوصية لا قيمة له وهو ادعاء سفيه فمن يصدق هكذا مدع مبطل لا عذر له أمام الله، إذن فالمقصود ليس منع أهل الباطل من الادعاء مطلقا بل منعهم من ادعاء النص التشخيصي الموصوف بأنه عاصم لمن تمسك به من الضلال وهو وصية خليفة الله للناس وهذا المنع الذي أثبتناه عقلا وأكد عليه النص القرآني والروائي يؤكده أيضا الواقع فمرور مئات السنين على النص دون أن يدعيه احد كاف لإثبات هذه الحقيقة فقد مر على وصايا الأنبياء في التوراة ووصية عيسى ع مئات السنين ولم يدعِها غير محمد ص وأوصيائه من بعده كما ولم يدعِ وصية النبي غير الأئمة ع وقد احتج الإمام الرضا ع بهذا الواقع على الجاثليق فبعد أن بين النص من الأنبياء السابقين على الرسول محمد ص من التوراة والإنجيل احتج الجاثليق بأن النصوص يمكن أن تنطبق على أكثر من شخص فكان احتجاج الإمام الرضا ع على الجاثليق انه لم يحصل أن ادعى الوصايا المبطلون وهذا هو النص موضع الفائدة قال الجاثليق: ((......... ولكن لم يتقرر عندنا بالصحة إنه محمد هذا فأما إسمه محمد فلا يصح لنا أن نقر لكم بنبوته ونحن شاكون إنه محمدكم ......... فقال الرضا ع : (إحتججتم بالشك فهل بعث الله من قبل أو من بعد من آدم إلى يومنا هذا نبيا اسمه محمد ؟ وتجدونه في شئ من الكتب التي أنزلها على جميع الأنبياء غير محمد ؟) فأحجموا عن جوابه)) [إثبات الهداة: ج1 ص 194 – 195].
    فاحتجاج الأوصياء السابقين بهذا النص حجة على من يؤمن بهم وقد احتج عيسى ومحمد صلوات الله عليهما به، فعيسى ع احتج بنص الأنبياء السابقين عليه رغم عدم مباشرتهم له ومحمد ص كما في القرآن احتج بنص عيسى ع عليه ونص الأنبياء قبل عيسى ع عليه قال تعالى: ((وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ [الصف : 6])) ((الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [الأعراف : 157])) والله بين في القرآن أن ادعاء محمد ص لو كان باطلا - وحاشاه - لما تركه يدعيه لأن الله متكفل بحفظ النص وصونه من ادعاء المبطلين أو يمكن أن نقول إن الله متكفل بصرفهم عن النص (( فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ (38) وَمَا لَا تُبْصِرُونَ (39) إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40) وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلاً مَا تُؤْمِنُونَ (41) وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ (42) تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ (43) وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (44) لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46) فَمَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ (47) وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ (48) وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنكُم مُّكَذِّبِينَ (49) وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ (50) وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ (51) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (52 )) [ الحاقة].
    وها هو كتاب الوصية الذي كتبه الرسول محمد ص ليلة وفاته موجود منذ أكثر من ألف عام في الكتب ويستطيع أي إنسان أن يقرأه ويطلع عليه ولكن لم يتمكن مبطل من ادعائه مع كثرتهم فالله صرف عنه كل مدع كاذب حيث ادعى كثيرون النبوة والإمامة والمهدوية ولكن أبدا لم يتمكن احدهم من خرق حجاب الله المضروب على هذا الكتاب فيدعيه وهذا الواقع يؤكد ما بينته فيما تقدم من أن وصف هذا الكتاب بأنه عاصم من الضلال بذاته يعني انه لا يدعيه غير صاحبه الذي ذكره الرسول محمد ص ومن يدعيه فهو صادق وهو صاحبه وهذا كاف كدليل تام وحجة قائمة على أحقية هذه الدعوة فمن أراد الحق ومعرفة أحقية هذه الدعوة تكفيه الوصية وادعائي أني المذكور فيها، وهناك أدلة كثيرة غيرها كالعلم بدين الله وبحقائق الخلق والانفراد براية البيعة لله وأيضا النص من الله مباشرة بالوحي لعباده، بالرؤيا وغيرها من سبل شهادة الله عند خلقه لخلفائه في أرضه فكما شهد للملائكة بخلافة آدم ع بالوحي فقد شهد الله عند عدد كبير من الناس المتفرقين بحيث يمتنع تواطؤهم على الكذب بان أحمد الحسن حق وخليفة من خلفاء الله في أرضه وقد قال تعالى : ((وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً وَكَفَى بِاللّهِ شَهِيداً )) [النساء : 79 ]
    وقال تعالى: (( لَّـكِنِ اللّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَ أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلآئِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللّهِ شَهِيداً )) [النساء : 166].
    وأيضا بالنسبة للمسلمين السنة فقد حثهم رسول الله ص على نصرة المهدي واسماه خليفة الله المهدي كما في الروايات الصحيحة في كتب السنة، وقد جئتهم واسمي يواطئ اسم رسول الله ص احمد واسم أبي يواطئ اسم أب رسول الله إسماعيل كما نصت الروايات والرسول ص قال أنا ابن الذبيحين عبد الله وإسماعيل، وقد جئتكم بالنص التشخيصي الموصوف بأنه عاصم من الضلال لمن تمسك به وجئت بالعلم والانفراد براية البيعة لله فاتقوا الله يا امة محمد ص وأذعنوا للحق واتبعوا خليفة الله المهدي الذي دعاكم رسول الله ص لنصرته ولو زحفا على الثلج وآمنوا بوصية نبيكم الوحيدة لتنجوا في الدنيا والآخرة.
    أحمد الحسن
    شوال / 1433 هـ
    )).

    أدلة اخرى تؤكد امامة آل محمد (ع) وفضلهم:
    من الادلة الواضحة التي تؤكد امامة ال محمد (ع) هو حديث الثقلين المستفيض ذكره عند كل المسلمين، وهذا نصه:
    عن علي عليه السلام ، قال : ( قال النبي ص: إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي ولن يفترقا حتى يردا على الحوض ) عيون اخبار الرضا ع: ج2 ص68.
    وهذا نموذج مما عند اهل السنة: ( عن أبي سعيد قال قال رسول الله ص انى تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي وانهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض ) مسند احمد: ج3 ص14.
    وحديث الثقلين يؤكد:
    1- ان النبي ص ترك في امته امرين لا ثالث لهما وهما الكتاب والعترة.
    2- ان العبد اذا ما اراد الاهتداء وعدم الضلال فما عليه الا التمسك بهما.
    3- ان الكتاب والعترة لا ينفك احدهما عن الاخر ابدا.
    4- ان الحديث كما يؤكد على وجود الكتاب حتى يوم القيامة فان وجود امام من العترة معه امر يؤكده الحديث بكل وضوح.
    5- ان النبي (ص) حدد العترة الذين جعلهم عدلا لكتاب الله، وفي ذلك روايات كثيرة عند جميع المسلمين، ويكفي مراجعة احاديث الكساء وسبب نزول قوله تعالى: (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا)، فان النبي (ص) بيّن ان اله هم علي وفاطمة وأولادهما الطاهرين.
    وهذه روايات أخرى مما ذكر المظفر مضامينه في بحثه:
    فهم الشهداء على خلقه سبحانه، قال تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً) البقرة 2: 143. حيث ورد عنهم ع: «نحن الاَمة الوسط، ونحن شهداء الله على خلقه» الكافي: ج1 ص146 ح2 و4.
    وهم تراجمة وحي الله وخزان علمه، ورد عن الاِمام الباقر (ع): « نحن خزّان علم الله، ونحن تراجمة وحي الله، ونحن الحجة البالغة على من دون السماء ومن فوق الاَرض » الكافي: ج1 ص192.
    وهم باب الله وصراطه، عن أمير المؤمنين (ع) قوله: « إنّ الله تبارك وتعالى لو شاء لعرّف العباد نفسهُ، ولكن جعلنا أبوابه، وصراطه، وسبيله، والوجه الذي يؤتى منه، فمن عدل عن ولايتنا أو فضّل علينا غيرنا فانّهم عن الصراط لناكبون » الكافي: ج1 ص184.
    وهناك روايات كثيرة تبين فضلهم ومقامهم وكمالهم.

    وجوب طاعة آل محمد (ع):
    لما ثبتت امامة ال محمد (ع) وخلافتهم الربانية وأنهم اوصياء النبي (ص) وعترته الطاهرة، اذن فطاعتهم واجبة بكل تأكيد، فطاعة خليفة الله امر ثابت في دين الله وهو في غاية الوضوح. ولهذا نرى ان الحق سبحانه بعد ان نصب ادم وسلحه بالعلم امر الخلق بطاعته فقال: (فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ) [الحجر : 29] . والسجود يعني الطاعة بكل وضوح.
    وقال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّاباً رَّحِيماً) [النساء : 64].
    وكذلك حال سادة خلفاء الله اعني محمد واله الطاهرين ع، قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ ..) [النساء : 59]، وأولي الأمر حددهم رسول الله (ص) في وصيته المقدسة وهم الائمة والمهديين (ع).
    عن الامام الصادق (ع) قوله: «نحن ولاة أمر الله، وخزنة علم الله وعيبة وحي الله» الكافي: ج1 ص192.

    هل الامامة بحث تاريخي ؟
    تقدم بيان ان الامامة هي منصب الهي يخص الله به بعض خلفائه، ولما كانت الاستخلاف الالهي اصل الدين الذي بينه الله سبحانه في يوم الخليقة الاولى ، فستكون الامامة والحال هذه اساس الدين وركنه الركين الذي به تتحقق الغاية من خلق الخلق باعتبار ان المعرفة لا تتحقق الا بطاعة الامام الحق المعرف بدين الله وكتبه ورسالاته.
    لذا لا يمكن بحال اعتبار البحث في الامامة بحث تاريخي مضى عليه الزمن ؛ ذلك ان الارض لا تخلوا من وجود هادي الهي يجب على الخلق طاعته قال تعالى : (َيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ) [الرعد : 7] وعليه، فالبحث في الامامة وطريق تشخيص الامام في كل زمان يسهم في اهتداء العبد لربه ودينه وبدون ذلك يكون الانسان ضالا غير مهتدي.
    كما ان الايمان بان الامامة تنصيب الهي وأمرها بيد الله بدون الايمان بمصداقها ضلالا اخر ، فما قيمة ان يدعي احد انه مؤمن بان الامامة امر الهي ولكنه ينكر الامام الحق ؟! ويبقى سبيل النجاة منحصر بالإيمان بخليفة الله في كل زمن وطاعته والأخذ منه ، هذه هي سنة الله منذ اليوم الاول وحتى اخر يوم على هذه الارض.

    الاسئلة:
    1- ما هو الدليل على امامة الائمة ع ؟
    2- اقم الدليل العقلي والقرآني والروائي على ان الوصية لا يدعيها إلا صاحبها .
    3- كيف تستدل بحديث الثقلين على امامة ال محمد ع واستمرارها بعد الرسول ص ؟

    Last edited by ya fatema; 16-09-2012, 22:38.

    Comment

    • علاء السالم
      مشرف الساحة الفقهية
      • 01-01-2012
      • 290

      #32
      رد: عقائد : عقائد الامامية للمظفر ـ شيخ علاء ـ المرحلة 1 ـ الدروس المكتوبة والتسجيلات

      بسم الله الرحمن الرحيم
      والحمد لله رب العالمين
      وصلى الله على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما

      التسجيل الصوتي للمحاضرة + تتمة المحاضرة السابقة ـ للاستماع والتحميل اضغط هنـا


      27 ـ عقيدتنا في حبّ آل البيت
      قال الله تعالى: (قُل لاَّ أَسْئَلُكُمْ عَلْيِه أَجْراً إلاَّ الْمَوَدَّةَ في الْقُربى).
      نعتقد: أنّه زيادة على وجوب التمسُّك بآل البيت، يجب على كل مسلم أن يدين بحبّهم ومودّتهم؛ لاَنّه تعالى في هذه الآية المذكورة حصر المسؤول عليه الناس في المودة في القربى.
      وقد تواتر عن النبي صلّى الله عليه وآله: أنّ حبهم علامة الايمان، وأنّ بغضهم علامة النفاق وأن من أحبّهم أحب الله ورسوله، ومن أبغضهم أبغض الله ورسوله.
      بل حبّهم فرض من ضروريات الدين الاِسلامي التي لا تقبل الجدل والشك، وقد اتّفق عليه جميع المسلمين على اختلاف نِحلهم وآرائهم، عدا فئة قليلة اُعتبروا من أعداء آل محمد، فنُبزوا باسم (النواصب) أي مَن نصبوا العداوة لآل بيت محمد، وبهذا يُعدُّون من المنكرين لضرورة إسلامية ثابتة بالقطع، والمنكر للضرورة الاسلامية ـ كوجوب الصلاة والزكاة ـ يُعدّ في حكم المنكر لاَصل الرسالة، بل هو على التحقيق منكر للرسالة، وإن أقرَّ في ظاهر الحال بالشهادتين.
      ولاَجل هذا كان بغض آل محمد من علامات النفاق، وحبّهم من علامات الايمان، ولاَجله أيضاً كان بغضهم بغضاً لله ولرسوله.
      ولا شكّ أنّه تعالى لم يفرض حبّهم ومودّتهم إلاّ لاَنّهم أهل للحب والولاء، من ناحية قربهم إليه سبحانه، ومنزلتهم عنده، وطهارتهم من الشرك والمعاصي، ومن كل ما يبعد عن دار كرامته وساحة رضاه. ولا يمكن أن نتصوَّر أنّه تعالى يفرض حب من يرتكب المعاصي، أو لا يطيعه حقّ طاعته؛ فإنّه ليس له قرابة مع أحد أو صداقة، وليس عنده الناس بالنسبة إليه إلاّ عبيداً مخلوقين على حد سواء، وإنّما أكرمهم عند الله أتقاهم فمن أوجب حبه على الناس كلهم لا بدَّ أن يكون أتقاهم وأفضلهم جميعاً، وإلاّ كان غيره أولى بذلك الحب، أو كان الله يفضِّل بعضاً على بعض في وجوب الحب والولاية عبثاً أو لهواً بلا جهة استحقاق وكرامة؟!


      البيان:
      هذه خلاصة ما اوضحه الشيخ المظفر في هذا البحث:
      1- يجب على كل مسلم اضافة الى التمسك بال البيت ع ان يحبهم لقوله تعالى: (قل لا اسألكم عليه اجرا إلا المودة في القربى)، ولما تواتر عن النبي (ص) من أن حبهم ايمان وبغضهم والعياذ بالله كفر ونفاق.
      2- ان حبهم (ع) ضرورة اسلامية اتفق عليها جميع المسلمين ولا يجادل في ذلك منهم أحد والمنكر للأمر الضروري منكر لأصل الرسالة وبالتالي فهو خارج عن الدين وهذا هو حال النواصب لعنهم الله.
      3- ان الله تعالى لم يفرض حب ال البيت (ع) إلا لأنهم اهل لذلك لطهارتهم وإخلاصهم وفضلهم عنده سبحانه.
      4- ان الله سبحانه حكيم وعادل والخلق كلهم سواسية بالنسبة اليه سبحانه، وبالتالي فرضه على الخلق محبة ال البيت (ع) يعني افضليتهم على جميع خلقه وطهارتهم وإلا فلو كان هناك من هو افضل منهم لفرض محبة ذلك الغير .

      28 ـ عقيدتنا في الاَئمّة
      لا نعتقد في أئمتنا [عليهم أفضل الصلاة والسلام] ما يعتقده الغلاة والحلوليون (كَبُرتْ كَلِمةً تَخرُجُ مِنْ أفواهِهِمْ). بل عقيدتنا الخاصّة: أنَّهم بشر مثلنا، لهم ما لنا، وعليهم ما علينا، وإنما هم عباد مكرمون، اختصّهم الله تعالى بكرامته، وحباهم بولايته؛ إذ كانوا في أعلى درجات الكمال اللائقة في البشر من العلم، والتقوى، والشجاعة، والكرم، والعفّة، وجميع الاَخلاق الفاضلة والصفات الحميدة، لا يدانيهم أحد من البشر فيما اختصوا به.
      وبهذا استحقّوا أن يكونوا أئمة وهداة، ومرجعاً بعد النبي في كلّ ما يعود للناس من أحكام وحكم، وما يرجع للدين من بيان وتشريع، وما يختص بالقرآن من تفسير وتأويل.
      قال إمامنا الصادق عليه السلام: «ما جاءكم عنّا ممّا يجوز أن يكون في المخلوقين ولم تعلموه ولم تفهموه فلا تجحدوه وردّوه إلينا، وما جاءكم عنّا ممّا لا يجوز أن يكون في المخلوقين فاجحدوه ولا تردّوه إلينا».


      البيان:
      اوضح الشيخ المظفر في بحثه هذا ما يلي:
      1- اننا لا نعتقد في ائمتنا (ع) ما يعتقده الغلاة والحلوليون.
      والغلاة: هم الذين يعتقدون في الائمة اعتقادا غير حق كوصفهم بأوصاف الاله المطلق. وظهرت منهم فرق متعددة منهم: الخطابية اتباع ابي الخطاب محمد بن ابي زينب الاجدع ومنهم المغيرية: أتباع المغيرة بن سعيد العجلي الذي ادّعى النبوّة، حتى ورد لعنه عن الامام الصادق عليه السلام.
      وأما الحلوليون: فهم الذين يعتقدون بان الله سبحانه يحل في الإمام تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا. ومردهم الى الغلاة ايضا.
      وقد ورد عن الائمة (ع) لعنهم وذمهم والتبرؤ منهم ، منه ما ورد عن الامام الصادق (ع) حيث سأله سدير وقال له: إنّ قوماً يزعمون أنّكم آلهة، يتلون بذلك علينا قرآناً (وَهُوَ الَّذي فِي السَّماءِ إِلهٌ وَفِي الاَرْضِ إِلهٌ) فقال: «يا سدير سمعي وبصري وبشري ولحمي ودمي وشعري من هؤلاء براء، وبرىء الله منهم ، ما هؤلاء على ديني ولا على دين آبائي، والله لا يجمعني الله وإياهم يوم القيامة إلاّ وهو ساخط عليهم» الكافي: ج1 ص269.
      2- ان العقيدة الحقة بالأئمة (ع) هي انهم بشر مثلنا لهم ما لنا وعليهم ما علينا من هذه الجهة ولكنهم عباد مكرمون اختصهم الله بكرامته لصبرهم وإخلاصهم وطهارتهم فاصطفاهم لدينه وجعلهم حججاً على خلقه وهداة لعباده.
      3- انهم ع كانوا في اعلى درجات الكمال فيما يتصل بالعلم والخلق والتقوى ........ الخ من صفات الكمال لذا استحقوا ان يكونوا دون غيرهم خلفاء الله وأوصياء لسيد الخلق ومرجعا للأمة بعد النبي الكريم (ص).
      ملاحظة: قد تقدم في البحوث السابقة ان عقيدتنا الحقة في صفات الائمة تتلخص في العرض على المعصوم (ع) الموجود بيننا اليوم.

      29 ـ عقيدتنا في أنّ الاِمامة بالنص
      نعتقد: أنّ الاِمامة كالنبوّة؛ لا تكون إلاّ بالنص من الله تعالى على لسان رسوله، أو لسان الامام المنصوب بالنص إذا أراد أن ينص على الامام من بعده. وحكمها في ذلك حكم النبوّة بلا فرق، فليس للناس أن يتحكَّموا فيمن يعيّنه الله هادياً ومرشداً لعامّة البشر، كما ليس لهم حق تعيينه، أو ترشيحه، أو انتخابه؛ لاَنّ الشخص الذي له من نفسه القدسية استعداد لتحمّل أعباء الامامة العامّة وهداية البشر قاطبة يجب ألا يُعرف إلاّ بتعريف الله ولا يُعيَّن إلاّ بتعيينه .
      ونعتقد: أنّ النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم نصّ على خليفته والامام في البرية من بعده، فعيَّن ابن عمه علي بن أبي طالب أميراً للمؤمنين، وأميناً للوحي، وإماماً للخلق في عدّة مواطن، ونصّبه، وأخذ البيعة له بإمرة المؤمنين يوم الغدير فقال: «ألا مَن كنت مولاه فهذا عليٌّ مولاه، اللّهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، وأدر الحق معه كيفما دار».
      ومن أوّل مواطن النص على إمامته قوله حينما دعا أقرباءه الاَدنين وعشيرته الاَقربين فقال: «هذا أخي، ووصيي، وخليفتي من بعدي، فاسمعوا له وأطعيوا» وهو يومئذٍ صبي لم يبلغ الحلم.
      وكرِّر قوله له في عدّة مرّات: «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى، إلاّ أنّه لا نبي بعدي».
      إلى غير ذلك من روايات وآيات كريمة دلَّت على ثبوت الولاية العامّة له، كآية: (إنَّما وَليُّكُم اللهُ ورَسوُلُهُ والَّذينَ آمنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَلَوةَ ويؤُتُونَ الْزَّكَوةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ) ، وقد نزلت فيه عندما تصدَّق بالخاتم وهو راكع.
      ولا يساعد وضع هذه الرسالة على استقصاء كلّ ما ورد في إمامته من الآيات والروايات، ولا بيان وجه دلالتها.
      ثمّ إنّه عليه السلام نص على إمامة الحسن والحسين، والحسين نص على إمامة ولده علي زين العابدين، وهكذا إماماً بعد إمام، ينصّ المتقدِّم منهم على المتأخِّر إلى آخرهم وهو أخيرهم على ما سيأتي.


      البيان:
      ما أوضحه الشيخ المظفر في بحثه هذا يتلخص في:
      1- إن دليل إثبات الامامة هو ذاته دليل النبوة بلا أي فرق، وهو النص.
      2- إن الله سبحانه هو المعرف بالإمام والمعين له، ولا مجال للانتخاب أو الترشيح أو ما شابه من قبل الناس في اختيار الامام.
      3- وعليه، فالنص الذي يعرف به الامام إما يكون من رسول الله (ص) أو من الامام السابق.
      4- وكمثال لإمامة اول الائمة (ع) نجد ان النبي (ص) نص على خليفته والإمام من بعده وهو امير المؤمنين (ع)، نلاحظ هذا في حوادث كثيرة منها:
      - واقعة الغدير حيث قال (ص): «اولست انا اولى بالمؤمنين من انفسهم ... ثم قال: ألا مَن كنت مولاه فهذا عليٌّ مولاه اللّهم والِ من والاه وعادِ من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله وأدر الحق معه كيفما دار».
      - ومن أوّل مواطن النص على إمامته قوله حينما دعا عشيرته الاَقربين فقال: «هذا أخي، ووصيي، وخليفتي من بعدي، فاسمعوا له وأطعيوا» وهو يومئذٍ صبي لم يبلغ الحلم.
      - وكرِّر قوله له في عدّة مرّات: «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى، إلاّ أنّه لا نبي بعدي».
      - إلى غير ذلك من روايات وآيات كريمة دلَّت على ثبوت الولاية العامّة له، كآية: (إنَّما وَليُّكُم اللهُ ورَسوُلُهُ والَّذينَ آمنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَلَوةَ ويؤُتُونَ الْزَّكَوةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ) ، وقد نزلت فيه عندما تصدَّق بالخاتم وهو راكع.
      5- ثمّ إنّ علياً (ع) نص على إمامة الحسن والحسين، والحسين نص على إمامة ولده علي زين العابدين، وهكذا إماماً بعد إمام، ينصّ المتقدِّم منهم على المتأخِّر إلى آخرهم وهو أخيرهم على ما سيأتي.
      أقول: تقدم ان دليل امامة ال محمد (ع) هو القانون الالهي الذي خص الله به خلفاءه في أرضه فكان النص (المتمثل بوصية رسول الله ص التي بين فيها الاوصياء من بعده والى يوم القيامة) والعلم وراية البيعة لله.
      كما تقدم ايضا بعض كلمات كبار علماء الشيعة في ان الامام او النبي يعرف بالنص، وبالتالي فما ذكره الشيخ المظفر هو ما كان معروفا بين اتباع ائمة اهل البيت (ع)، اما ما يفعله اليوم بعض ادعياء العلم او اتباعهم من اشتراط امور اخرى للتعرف على الامام فهو في الحقيقة انحراف واضح عن منهج الشيعة.

      هذه بعض النقاط التي طرحها الشيخ علاء السالم اثناء المحاضرة و قال بأن الطلاب مطالبين بها في الامتحان ان شاء الله:
      تعريف الامر الضروري: هو الذي يخرج منكره عن دائرة المسلمين. مثال: حب ال محمد

      1- مأمورين بمحبة اهل البيت ومأمورين بالابتعاد عن ايذائهم
      2- محبتهم هو امر ضروري

      س:لماذا فرض الله طاعة اهل البيت؟
      ج: لانهم قوم اختاروا الله و اخلصوا له و فرغوا وجودهم من غير الله فكانت النتيجة ان الله اصطفاهم و انتجبهم و امر الخلق باتباعهم

      تعريف الغلاة: هم أولئك الذين يعتقدون بالأئمة اعتقادا غير حق أي يعطوهم بعض صفات اللاهوت المطلق (الله سبحانه وتعالى)
      مثال: قضية الاطلاق .. العلم الذي لا جهل فيه (اي نور مطلق بلا ظلمة)

      فقضية الاطلاق مختصة بالله سبحانه و تعالى فقط و كل ما سواه من خلقه فاما نور مشوبة بظلمة او ظلمة مشوبة بنور.
      الاسئلة:
      1- لماذا فرض الحق سبحانه محبة اهل البيت (ع) ؟
      2- اين يكمن الفرق بين الائمة (ع) وبقية الخلق ؟
      3- كيف تستدل بحديث الغدير على امامة امير المؤمنين (ع) ؟
      4- لما يقال ان النص دليل معرفة الامام فماذا يقصد بذلك ؟


      Last edited by ya fatema; 17-09-2012, 21:58. سبب آخر: بطلب من استاذ المادة لإضافة بعض الملاحظات التي ذكرها في الدرس

      Comment

      • علاء السالم
        مشرف الساحة الفقهية
        • 01-01-2012
        • 290

        #33
        رد: عقائد : عقائد الامامية للمظفر ـ شيخ علاء ـ المرحلة 1 ـ الدروس المكتوبة والتسجيلات

        بسم الله الرحمن الرحيم
        والحمد لله رب العالمين
        وصلى الله على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما

        التسجيل الصوتي للمحاضرة ـ للاستماع والتحميل اضغط هنـا
        التسجيل الصوتي لتتمة المحاضرة ـ للاستماع والتحميل اضغط هنـا

        31 ـ عقيدتنا في المهديّ
        إنّ البشارة بظهور المهديّ من ولد فاطمة في آخر الزمان ـ ليملأ الاَرض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً ـ ثابتة عن النبي صلّى الله عليه وآله بالتواتر، وسجَّلها المسلمون جميعاً فيما رووه من الحديث عنه على اختلاف مشاربهم. وليست هي بالفكرة المستحدَثة عند الشيعة دفع إليها انتشار الظلم والجور، فحلموا بظهور من يطهِّر الاَرض من رجس الظلم، كما يريد أن يصوّرها بعض المغالطين غير المنصفين.
        ولولا ثبوت فكرة المهدي عن النبي على وجه عرفها جميع المسلمين، وتشبَّعت في نفوسهم واعتقدوها لما كان يتمكّن مدّعو المهدية في القرون الاَولى ـ كالكيسانية والعباسيين، وجملة من العلويين وغيرهم ـ من خدعة الناس، واستغلال هذه العقيدة فيهم طلباً للملك والسلطان، فجعلوا
        ادعاهم المهدية الكاذبة طريقاً للتأثير على العامة، وبسط نفوذهم عليهم.
        ونحن مع ايماننا بصحة الدين الإسلامي وأنه خاتمة الأديان الإلهية، ولا نترقب ديناُ آخر لإصلاح البشر، ومع ما نشاهد من انتشار الظلم، واستشراء الفساد في العالم على وجه لا تجد للعدل والصلاح موضع قدم في الممالك المعمورة، ومع ما نرى من انكفاء المسلمين أنفسهم عن دينهم، وتعطيل أحكامه وقوانينه في جميع الممالك الاسلامية، وعدم التزامهم بواحد من الاَلف من أحكام الاسلام، نحن مع كل ذلك لا بدَّ أن ننتظر الفرج بعودة الدين الاسلامي إلى قوّته وتمكينه من إصلاح هذا العالم المنغمس بغطرسة الظلم والفساد.
        ثمّ لا يمكن أن يعود الدين الاسلامي إلى قوَّته وسيطرته على البشر عامة، وهو على ما هو عليه اليوم وقبل اليوم من اختلاف معتنقيه في قوانينه وأحكامه وفي افكارهم عنه، وهم على ما هم عليه اليوم وقبل اليوم من البدع والتحريفات في قوانينه والضلالات في ادّعاءاتهم.
        نعم، لا يمكن أن يعود الدين إلى قوّته إلاّ إذا ظهر على رأسه مصلح عظيم، يجمع الكلمة، ويرد عن الدين تحريف المبطلين، ويُبطل ما أُلصق به من البدع والضلالات بعناية ربّانية وبلطف إلهي؛ ليجعل منه شخصاً هادياً مهدياً، له هذه المنزلة العظمى، والرئاسة العامّة، والقدرة الخارقة؛ ليملأ الاَرض قسطاً وعدلاً بعد ما ملئت ظلماً وجوراً.
        والخلاصة؛ أنّ طبيعة الوضع الفاسد في البشر البالغة الغاية في الفساد والظلم ـ مع الايمان بصحّة هذا الدين، وأنّه الخاتمة للاَديان ـ يقتضي انتظار هذا المصلح المهدي لإنقاذ العالم ممّا هو فيه.
        ولاَجل ذلك آمنت بهذا الانتظار جميع الفرق المسلمة، بل الاَمم من غير المسلمين، غير أنّ الفرق بين الاِمامية وغيرها هو أنّ الامامية تعتقد أنّ هذا المصلح المهدي هو شخص معيَّن معروف ولد سنة 256 هجرية ولا يزال حياً؛ هو ابن الحسن العسكري واسمه (محمد)، وذلك بما ثبت عن النبي وآل البيت من الوعد به، وما تواتر عندنا من ولادته واحتجاجه.
        ولا يجوز أن تنقطع الاِمامة وتحول في عصر من العصور وإن كان الامام مخفياً؛ ليظهر في اليوم الموعود به من الله تعالى، الذي هو من الاَسرار الاِلهية التي لا يعلم بها إلا هو تعالى.
        ولا يخلو من أن تكون حياته وبقاؤه هذه المدّة الطويلة معجزة جعلها الله تعالى له، وليست هي بأعظم من معجزة أن يكون إماماً للخلق وهو ابن خمس سنين يوم رحل والده إلى الرفيق الاَعلى، ولا هي باعظم من معجزة عيسى إذ كلَّم الناس في المهد صبياً، وبعث في الناس نبياً.
        وطول الحياة أكثر من العمر الطبيعي ـ أو الذي يتخيّل أنّه العمر الطبيعي ـ لا يمنع منها فن الطب ولا يحيلها، غير أنّ الطب بعد لم يتوصّل إلى ما يمكّنه من تعمير حياة الانسان، وإذا عجز عنه الطب فانّ الله تعالى قادر على كلّ شيء، وقد وقع فعلاً تعمير نوح، وبقاء عيسى عليهما السلام كما أخبر عنهما القرآن الكريم... ولو شك الشاك فيما أخبر به القرآن فعلى الاسلام السلام. ومن العجب أن يتساءل المسلم عن إِمكان ذلك وهو يدّعي الايمان بالكتاب العزيز!!
        وممّا يجدر أن نذكره في هذا الصدد، ونذكِّر أنفسنا به أنّه ليس معنى انتظار هذا المصلح المنقذ المهدي أن يقف المسلمون مكتوفي الاَيدي فيما يعود إلى الحق من دينهم، وما يجب عليهم من نصرته، والجهاد في سبيله، والاَخذ بأحكامه، والاَمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
        بل المسلم أبداً مكلَّف بالعمل بما أُنزل من الاَحكام الشرعية، وواجب عليه السعي لمعرفتها على وجهها الصحيح بالطرق الموصلة إليها حقيقة، وواجب عليه أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ما تمكَّن من ذلك وبلغت إليه قدرته «كلّكم راعٍ وكلّكم مسؤول عن رعيته».
        فلا يجوز له التأخّر عن واجباته بمجرد الانتظار للمصلح المهدي، والمبشّر الهادي؛ فإنّ هذا لا يسقط تكليفاً، ولا يؤجِّل عملاً، ولا يجعل الناسَ هملاً كالسوائم.


        البيان:
        هذه خلاصة ما اوضحه الشيخ المظفر في هذا البحث:
        1- ان البشارة بظهور المهدي في اخر الزمان ليملا الارض قسطا وعدلا بعدما ملئت ظلما وجورا متواترة عند جميع المسلمين. وليست هي بفكرة ذات طابع شيعي فقط.
        2- ولان القضية واضحة عند جميع المسلمين حاول البعض ادعاء المهدوية ومنذ القرون الاولى كالكيسانية (التي تدعي بإمامة محمد بن الحنفية) والعباسيين وغيرهم.
        3- اننا نعتقد ان الاسلام هو خاتم الاديان ولا دين بعده ، وفي ذات الوقت نرى انتشار الظلم والفساد بنحو كبير بحيث لم يطبق من الاسلام نسبة الواحد بالألف من احكامه وقوانينه، ولا يمكن ان يعود الدين الاسلامي الى قوته ورفع الاختلاف بين اتباعه إلا بظهور مصلح عظيم وهادي الهي يجمع الله به الكلمة ويرد عنه التحريف والبدع التي الصقت به ومن ثم تملا الارض على يديه قسطا وعدلا.
        4- برغم ان عقيدة انتظار المصلح العالمي يؤمن بها جميع اتباع الأديان إلا ان الذي يفرق الشيعة الامامية عن غيرهم انهم يعتقدون ان الامام المهدي هو شخص معين وهو الامام محمد بن الحسن (ع) المولود عام 256 هـ ولا يزال حياً، وقد تواتر عندنا ذلك.
        5- واحدة من الادلة على بقائه (ع) طيلة هذه المدة هو انه لا يجوز ان تنقطع الامامة في عصر من العصور، نعم هو مختفي الى ان يحين وقت الظهور وهو من الاسرار الالهية.
        6- ان الامام محمد بن الحسن (ع) اختير من قبل الله للإمامة وعمره خمس سنين وهذه احدى معاجزه وقد حصلت ايضا مع عيسى يوم نطق في المهد، كما ان بقاءه هذه المدة الطويلة معجزة اخرى.
        7- ان بقاؤه هذه المدة الزمنية الطويلة امر لا يحيله الطب، كما ان قدرة الله سبحانه وسعت كل شيء، وقد حصل طول العمر لبعض خلفاء الله كنوح (ع) مثلا.
        8- ان انتظار هذا المصلح الالهي لا يعني ان يقف المسلمون مكتوفي الايدي في نشر الدين وتبليغ احكامه والدفاع عنه، انما يجب عليهم القيام بجميع ذلك ولا يجوز التنصل عنها بحجة الانتظار.
        وهذه بعض البحوث المهمة التي لها اتصال بموضوع المهدي (ع):
        فكرة المنقد العالمية :
        يتطلع أتباع الرسالات السماوية إلى المنقذ العالمي (وهو المهدي عند المسلمين وعيسى عند النصارى وايليا عند اليهود) الذي وعد به الأنبياء والمرسلون، وبرغم أنّ الله سبحانه إلهٌ واحدٌ رحيم ولا يصدر منه الفرقة والاختلاف، كما لا يرضى حصوله بين أتباع رسالاته السماوية، أصرّ الأتباع على التناحر فيما بينهم، فصار كلٌّ منهم يستأثر بما عنده من بشارات صادقة تتعلق برجل يملأ الأرض بالخير والصلاح في آخر الزمان، ويعتبر ما سواه هراء لا حقيقة له. وهو لا يعلم أنه بفعله هذا ينكر صاحبه الذي ينتظره، ذلك أنّ الحقيقة الغائبة عن الجميع - وقد اتضحت بمجيء المنقذ نفسه اليوم - أنّ أهل الأرض ينتظرون رجلاً واحداً بشّر به رسل الله وحددوا معالمه وصفاته ودولته وأيامه وأنصاره وغير ذلك مما يتعلق بأمره.
        وهذه صفة المنقذ في التوراة:
        (1 وَيَخْرُجُ قَضِيبٌ مِنْ جِذْعِ يَسَّى، وَيَنْبُتُ غُصْنٌ مِنْ أُصُولِهِ، 2 وَيَحُلُّ عَلَيْهِ رُوحُ الرَّبِّ، رُوحُ الْحِكْمَةِ وَالْفَهْمِ، رُوحُ الْمَشُورَةِ وَالْقُوَّةِ، رُوحُ الْمَعْرِفَةِ وَمَخَافَةِ الرَّبِّ. 3 وَلَذَّتُهُ تَكُونُ فِي مَخَافَةِ الرَّبِّ، فَلاَ يَقْضِي بِحَسَبِ نَظَرِ عَيْنَيْهِ، وَلاَ يَحْكُمُ بِحَسَبِ سَمْعِ أُذُنَيْهِ، 4 بَلْ يَقْضِي بِالْعَدْلِ لِلْمَسَاكِينِ، وَيَحْكُمُ بِالإِنْصَافِ لِبَائِسِي الأَرْضِ، وَيَضْرِبُ الأَرْضَ بِقَضِيبِ فَمِهِ، وَيُمِيتُ الْمُنَافِقَ بِنَفْخَةِ شَفَتَيْهِ. 5 وَيَكُونُ الْبِرُّ مِنْطَقَهَ مَتْنَيْهِ، وَالأَمَانَةُ مِنْطَقَةَ حَقْوَيْهِ. 6 فَيَسْكُنُ الذِّئْبُ مَعَ الْخَرُوفِ ... 9 لاَ يَسُوؤُونَ وَلاَ يُفْسِدُونَ فِي كُلِّ جَبَلِ قُدْسِي، لأَنَّ الأَرْضَ تَمْتَلِئُ مِنْ مَعْرِفَةِ الرَّبِّ كَمَا تُغَطِّي الْمِيَاهُ الْبَحْرَ. 10 وَيَكُونُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ أَنَّ أَصْلَ يَسَّى الْقَائِمَ رَايَةً لِلشُّعُوبِ، إِيَّاهُ تَطْلُبُ الأُمَمُ، وَيَكُونُ مَحَلُّهُ مَجْدًا) سفر إشعيا - الأصحاح 11.
        وهذه صفته في الانجيل:
        قال عيسى (ع): (44 لِذلِكَ كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضًا مُسْتَعِدِّينَ، لأَنَّهُ فِي سَاعَةٍ لاَ تَظُنُّونَ يَأْتِي ابْنُ الإِنْسَانِ. 45 فَمَنْ هُوَ الْعَبْدُ الأَمِينُ الْحَكِيمُ الَّذِي أَقَامَهُ سَيِّدُهُ عَلَى خَدَمِهِ لِيُعْطِيَهُمُ الطَّعَامَ فِي حِينِهِ؟ 46 طُوبَى لِذلِكَ الْعَبْدِ الَّذِي إِذَا جَاءَ سَيِّدُهُ يَجِدُهُ يَفْعَلُ هكَذَا) إنجيل متى - الأصحاح 24.
        وهذه صفته في القرآن:
        ﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ * وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * ذلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيـهِ مَنْ يَشـاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾ الجمعة: 3 – 4.، أي: (وآخرين منهم لما يلحقوا بهم سيرسل فيهم رسولاً منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة). وقطعاً لا يمكن أن يكون محمد (ص) هو أيضاً يتلو على الآخرين الذين يأتون بعد رجوعه إلى الله، فلابد أن يكون هناك رسول، وأيضاً في الأميين، أي في أم القرى في زمانه، وله هذه الصفات:
        أ- يتلو الآيات.
        ب- يزكي الناس، أي يطهرهم فينظرون في ملكوت السماوات.
        ج- يعلمهم الكتاب والحكمة.
        ولا توجد شخصية عند المسلمين وصفت بالبعث الإلهي لها في الآخرين غير المهدي (ع).
        وبمقارنة هذه الصفات نعرف انها صفات واحدة لشخصية واحدة (( فالمهدي القائم من ال محمد = القائم من اصل يسى = القائم العبد الامين )).
        وللتوضيح اكثر يرجى مراجعة كتاب (احمد الموعود ملتقى رسالات السماء) احد اصدارات انصار الامام المهدي (ع).

        تواتر قضية المهدي (ع) عند المسلمين:
        بغض النظر الان عن تحديد مصداق (المهدي المبشر به) نجد ان اصل البشارة به امر متواتر بل ان الاحاديث الواردة بذكره قلما وردت في قضية أخرى، لذا حكم علماء المسلمين على من انكره بالكفر؛ لأنه يؤدي الى انكار الثابت الواضح والضروري عن رسول الله (ص).
        يقول السيد محمد باقر الصدر ما نصه: (إنّ فكرة المهدي بوصفه القائد المنتظر لتغيير العالم إلى الاَفضل قد جاءت في أحاديث الرسول الاَعظم عموماً، وفي روايات أئمة أهل البيت خصوصاً، وأكّدت في نصوص كثيرة بدرجة لا يمكن أن يرقى إليها الشك، ولقد اُحصي أربعمائة حديث عن النبي صلّى الله عليه وآله من طرق إخواننا أهل السنة، كما اُحصي مجموع الاَخبار الواردة في الامام المهدي من طرق الشيعة والسنة فكان أكثر من ستة آلاف رواية. هذا رقم احصائي كبير لا يتوفّر نظيره في كثير من قضايا الاسلام البديهية التي لا شك فيها لمسلم عادة) بحث حول المهدي: 63.
        وقال القاضي الشوكاني في الفتح الرباني: ( الذي أمكن الوقوف عليه من الأحاديث الواردة في المهدي المنتظر خمسون حديثاً وثمانية وعشرون أثراً ثم سردها مع الكلام عليها ثم قال : وجميع ما سقناه بالغ حد التواتر كما لا يخفى على من له فضل اطلاع انتهى ) تحفة الاحوذي : ج6 ص402. ومثل هذا الكلام تماماً ذكره العظيم آبادي في : عون المعبود : ج11 ص243 فما بعد.
        لذا افتى كبار علماء السنة بكفر منكر المهدي (ع):
        فلما سئل ابن باز عن منكر المهدي ونزول عيسى والدجال أجاب : (ج/ مثل هذا الرجل يكون كافراً والعياذ بالله؛ لأنه أنكر شيئاً ثابتاً عن رسول الله عليه الصلاة والسلام) وهذا نص قوله على موقعه الرسمي: http://www.binbaz.org.sa/mat/21563
        وكذلك أفتى الشيخ العلاّمة يحيى بن محمّـد الحنبليّ بكفر من أنكر المهديّ (عليه السلام) فقال: (وأمّا من كذّب بالمهديّ الموعود به فقد أخبر عليه الصلاة والسلام بكفره) البرهان: 182.
        وقال ابن حجر : (من كذّب بالدجّال فقد كفر، ومن كذّب بالمهديّ فقد كفر) الفتاوى الحديثيّة عند أهل السُنّة 1|432.

        الخلاف السني الشيعي:
        رغم ايمان الطرفين بالمهدي (ع) كشخصية الهية بشر بها الرسول الكريم محمد (ص)، اختلف السنة والشيعة في مصداقها، فيقول الشيعة ان المهدي هو الامام محمد بن الحسن العسكري (ع)، وانه ثاني عشر ائمة اهل البيت (ع) وقد غيبه الله سبحانه حتى اليوم الموعود الذي يظهر فيه ويملا الارض قسطا وعدلا. وترى السنة ان المهدي هو رجل من اهل البيت (ع) ومن ذرية علي وفاطمة (ع) يولد في اخر الزمان.
        والحقيقة الغائبة عن الطرفين ان كلا منهما يؤمن ببعض الحقيقة، وان الحقيقة كلها يتضح بالإيمان بوجود رجلين عند اذن الله بقيام دولة العدل الإلهي، وهذا ما وردت به روايات الفريقين والتي جعلت بعض ادعياء العلم منهم يحكمون بوجود تضارب في روايات ذكر المهدي ووصفه وحركته وغير ذلك.
        وهذا موجز يعرف بالشخصيتين بما يناسب بحثنا في هذه المرحلة:
        الشخصية الأولى: الامام المهدي محمد بن الحسن العسكري (ع)وفي ذكره روايات كثيرة جدا:
        أ- سم منها في ذكر اسمه ضمن الائمة الاثني عشر (عدة ال محمد الاولى) والوصية المقدسة مثال لذلك.
        ب- وقسم منها في بيان انه التاسع من ولد الحسين (ع).
        ج- وقسم ثالث تبين ولادته، روى الكليني بسنده عن أحمد بن محمد بن عبد الله، قال: (خرج عن أبي محمد (ع) حين قتل الزبيري لعنه الله هذا جزاء من اجترأ على الله في أوليائه، يزعم أنه يقتلني وليس لي عقب ، فكيف رأى قدرة الله فيه ، وولد له ولد سماه م ح م د في سنه ست وخمسين ومائتين) الكافي: ج1 ص329 ح5.
        د- وقسم رابع تذكر من رآه بعد ولادته (ع) وانه هنأ اباه الامام العسكري (ع) به، روى الصدوق بسنده عن ابي الفضل الحسن بن الحسين العلوي قال: (دخلت على أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام بسر من رأى فهنأته بولادة ابنه القائم عليه السلام) كمال الدين وتمام النعمة: ص434.
        هـ- وقسم منها يذكر غيبته، روى الكليني بسنده عن إسحاق بن عمار قال: قال أبو عبد الله (ع)) : للقائم غيبتان: إحداهما قصيرة والأخرى طويلة، الغيبة الأولى لا يعلم بمكانه فيها إلاّ خاصة شيعته، والأخرى لا يعلم بمكانه فيها إلاّ خاصة مواليه) الكافي: ج1 ص340 ح19.
        و- وقسم منها تذكر حاله في زمن الغيبة الصغرى، وقد نقل الشيخ الصدوق رحمه الله 52 توقيعا كان قد خرج منه (ع) الى سفرائه الاربعة.
        ز- وقسم منها تذكر حاله في زمن الغيبة الكبرى، عن أبي جعفر (ع) قال: (لابد لصاحب هذا الأمر من عزلة ولابد في عزلته من قوة، وما بثلاثين من وحشة، ونعم المنزل طيبة) .
        ح- وقسم منها تذكر صفته وشمائله وانه شبيه بالنبي (ص).
        ط- وقسم منها تذكر علامات ظهوره وقرب ايامه، وهي كثيرة جدا.
        ي- وقسم منها تذكر من تشرف بلقائه.
        وغير ذلك مما هو كثير وقد ورد في مصادر السنة والشيعة على حد سواء.
        وقد اعترف بعض من كبار علماء السنة بولادته وهذه بعض اسمائهم:
        قال الذهبي في بيان أحداث عام 256 هـ : (وفيها ولد محمد بن الحسن بن علي الهادي بن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق العلوي الحسيني، أبو القاسم الذي تلقبه الرافضة الخلف الحجة، وتلقبه بالمهدي، والمنتظر، وتلقبه بصاحب الزمان، وهو خاتمة الإثني عشر) العبر في خبر من غبر: ج3 ص31.
        قال ابن حجر: (ولم يخلف غير ولده أبي القاسم محمد الحجة، وعمره عند وفاة أبيه خمس سنين، لكن أتاه الله فيها الحكمة، ويسمى القائم المنتظر، قيل: لأنه ستر بالمدينة وغاب ، فلم يعرف أين ذهب ، ومر في الآية الثانية عشر قول الرافضة فيه إنه المهدي ، وروي ذلك مبسوطاً ، فراجعه فإنه مهم) الصواعق المحرقة: ص124، طبعة مصر.
        الفخر الرازي: (أما الحسن العسكري الإمام (ع) فله إبنان وبنتان، أما الإبنان فأحدهما صاحب الزمان عجل الله فرجه الشريف، والثاني موسى درج في حياة أبيه وأم البنتان ففاطمة درجت في حياة أبيها، وأم موسى درجت أيضاً) الشجرة المباركة في انساب الطالبية: ص78 – 79.
        واني في الحقيقة لأعجب بعد كل هذا ان يتجرا بعض المتاسلمين كالوهابيين وينكرون مثل هذه الحقيقة الناصعة او يشككون في وجودها !!! وإذا كانت حادثة قد وقعت فيما مضى لا يكفي كل هذا لإثباتها فكيف تثبت اذن وبماذا ؟!!
        الشخصية الثانية : المهدي الاول أحمد الوارد ذكره في وصية جده المصطفى (ص) والموصوف فيها بأنه اول مقرب الى الامام المهدي وأول مؤمن بدعوته عند اذن الله له بإقامة دولة الحق والعدل الالهي.
        وهو الآخر مذكور في كتب المسلمين بروايات كثيرة بينت اسمه ونسبه ومسكنه ومبدأ دعوته وجميع ما يتعلق بأمره وقد ضمت كتب الدعوة اليمانية المباركة ذلك.

        الاسئلة:
        1- اثبت باختصار وحدة شخصية المصلح العالمي.
        2- كيف تثبت وجود الامام المهدي ع وولادته لمن يتنكر لذلك ؟ وضح ذلك باختصار.
        3- اقام المظفر دليلا عقليا على ضوروة وجود المهدي ع في اخر الزمان، ما هو ؟

        Last edited by ya fatema; 06-10-2012, 19:39.

        Comment

        • علاء السالم
          مشرف الساحة الفقهية
          • 01-01-2012
          • 290

          #34
          رد: عقائد : عقائد الامامية للمظفر ـ شيخ علاء ـ المرحلة 1 ـ الدروس المكتوبة والتسجيلات

          بسم الله الرحمن الرحيم
          والحمد لله رب العالمين
          وصلى الله على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما
          التسجيل الصوتي لتتمة عقيدتنا في الامام المهدي ع + عقيدتنا في الرجعة

          32 ـ عقيدتنا في الرجعة
          إنّ الذي تذهب إليه الامامية ـ أخذاً بما جاء عن آل البيت عليهم السلام ـ أنّ الله تعالى يعيد قوماً من الاَموات إلى الدنيا في صورهم التي كانوا عليها، فيعزّ فريقاً ويذلّ فريقاً آخر، ويديل المحقّين من المبطلين والمظلومين منهم من الظالمين، وذلك عند قيام مهدي آل محمّد عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام.
          ولا يرجع إلاّ من علت درجته في الايمان، أو مَن بلغ الغاية من الفساد، ثمّ يصيرون بعد ذلك إلى الموت، ومن بعده إلى النشور وما يستحقّونه من الثواب أو العقاب، كما حكى الله تعالى في قرآنه الكريم تمنّي هؤلاء المرتَجَعينَ ـ الذين لم يصلحوا بالارتجاع فنالوا مقت الله ـ أن يخرجوا ثالثاً لعلّهم يصلحون: (قَالوا رَبَّنا أَمتَّنا اثَنَتينِ وَأحيَيتَنَا اثنَتَيِن فَاعتَرَفنَا بِذُنُوبِنَا فَهَل إلى خُرُوجٍ مِن سَبيلٍ).
          نعم، قد جاء القرآن الكريم بوقوع الرجعة إلى الدنيا، وتظافرت بها الاَخبار عن بيت العصمة، والاِمامية بأجمعها عليه إلاّ قليلون منهم تأوَّلوا ما ورد في الرجعة بأنّ معناها رجوع الدولة والأمر والنهي إلى آل البيت بظهور الامام المنتظر، من دون رجوع أعيان الاَشخاص وإحياء الموتى.
          والقول بالرجعة يعد عند أهل السنَّة من المستنكرات التي يستقبح الاعتقاد بها، وكان المؤلِّفون منهم في رجال الحديث يعدّون الاعتقاد بالرجعة من الطعون في الراوي والشناعات عليه التي تستوجب رفض روايته وطرحها، ويبدو أنّهم يعدّونها بمنزلة الكفر والشرك بل أشنع، فكان هذا الاعتقاد من أكبر ما تُنبز به الشيعة الامامية، ويشنَّع به عليهم.
          ولا شكّ في أنّ هذا من نوع التهويلات التي تتّخذها الطوائف الاسلامية ـ فيما غبر ـ ذريعة لطعن بعضها في بعض، والدعاية ضده. ولا نرى في الواقع ما يبرّر هذا التهويل؛ لاَنّ الاعتقاد بالرجعة لا يخدش في عقيدة التوحيد، ولا في عقيدة النبوّة، بل يؤكد صحّةالعقيدتين؛ إذ الرجعة دليل القدرة البالغة لله تعالى كالبعث والنشر، وهي من الاَُمور الخارقة للعادة التي تصلح أن تكون معجزة لنبينا محمد وآل بيته صلى الله عليه وعليهم، وهي عيناً معجزة إحياء الموتى التي كانت للمسيح عليه السلام، بل أبلغ هنا؛ لاَنها بعد أن يصبح الاَموات رميماً (قَالَ مَنْ يُحيي العِظمَ وَهِيَ رَمِيمٌ * قُل يُحييهَا الَّذِي أَنشأَهَا أَوَّلَ مَرةٍ وَهُو بِكُلِّ خَلقٍ عَليِمٌ)يس: 78 - 79.
          وأمّا من طعن في الرجعة باعتبار أنّها من التناسخ الباطل، فلاَنّه لم يفرّق بين معنى التناسخ وبين المعاد الجسماني، والرجعة من نوع المعاد الجسماني؛ فإنّ معنى التناسخ هو انتقال النفس من بدن إلى بدن آخر منفصل عن الاَول، وليس كذلك معنى المعاد الجسماني؛ فإنّ معناه رجوع نفس البدن الاَول بمشخّصاته النفسية، فكذلك الرجعة.
          وإذا كانت الرجعة تناسخاً فإنّ إحياء الموتى على يد عيسى عليه السلام كان تناسخاً، وإذا كانت الرجعة تناسخاً كان البعث والمعاد الجسماني تناسخاً.
          إِذن، لم يبق إلاّ أن يُناقش في الرجعة من جهتين:
          الاَولى: أنّه مستحيلة الوقوع.
          الثانية: كذب الاَحاديث الواردة فيها.
          وعلى تقدير صحة المناقشتين، فانّه لا يعتبر الاعتقاد بها بهذه الدرجة من الشناعة التي هوَّلها خصوم الشيعة.
          وكم من معتقدات لباقي طوائف المسلمين هي من الاَمور المستحيلة، أو التي لم يثبت فيها نص صحيح، ولكنّها لم توجب تكفيراً وخروجاً عن الاسلام، ولذلك أمثلة كثيرة، منها: الاعتقاد بجواز سهو النبي أو عصيانه، ومنها الاعتقاد بقدم القرآن، ومنها: القول بالوعيد، ومنها: الاعتقاد بأنّ النبي لم ينص على خليفة من بعده.
          على أنّ هاتين المناقشتين لا أساس لهما من الصحّة؛ أمّا أنّ الرجعة مستحيلة فقد قلنا إنّها من نوع البعث والمعاد الجسماني، غير أنّها بعث موقوت في الدنيا، والدليل على إمكان البعث دليل على إمكانها، ولا سبب لاستغرابها إِلا أنّها أمر غير معهود لنا فيما ألفناه في حياتنا الدنيا، ولا نعرف من أسبابها أو موانعها ما يقرِّبها إلى اعترافنا أو يبعدها، وخيال الانسان لا يسهل عليه أن يتقبَّل تصديق ما لم يألفه، وذلك كمن يستغرب البعث فيقول (مَن يُحييِ العظـمَ وَهِيَّ رَمِيمٌ) فيقال له: (يُحييهَا الّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرةٍ وَهُوَ بِكلِّ خَلقٍ عَلِيمٌ).
          نعم، في مثل ذلك ممّا لا دليل عقلي لنا على نفيه أو إثباته، أو نتخيّل عدم وجود الدليل، يلزمنا الرضوخ إلى النصوص الدينية التي هي من مصدر الوحي الاِلهي، وقد ورد في القرآن الكريم ما يثبت وقوع الرجعة إلى الدنيا لبعض الاَموات، كمعجزة عيسى عليه السلام في إحياء الموتى (وَأُبرئ الاََكمَهَ وَالاَبَرصَ وأُحيى المَوتَى بإذنِ اللهِ).
          وكقوله تعالى (أَنَّى يُحيِي هَذِهِ اللهُ بَعدَ مَوتِها فأَمَاتَهُ اللهُ مائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعثَهُ).
          والآية المتقدِّمة (قالُوا رَبَّنا أمتَّنا اثنتَينِ...)؛ فإنّه لا يستقيم معنى هذه الآية بغير الرجوع إلى الدنيا بعد الموت، وإِن تكلَّف بعض المفسِّرين في تأويلها بما لا يروي الغليل، ولا يحقّق معنى الآية.
          وأمّا المناقشة الثانية ـ وهي دعوى أنّ الحديث فيها موضوع ـ فإنّه لا وجه لها؛ لاَنّ الرجعة من الامور الضرورية فيما جاء عن آل البيت من الاَخبار المتواترة.
          وبعد هذا، أفلا تعجب من كتاب شهير يدَّعي المعرفة مثل أحمد أمين في كتابه «فجر الاسلام» إذ يقول: «فاليهودية ظهرت في التشيّع بالقول بالرجعة»! فأنا أقول له على مدّعاه: فاليهودية أيضاً ظهرت في القرآن بالرجعة، كما تقدّم ذكر القرآن لها في الآيات المتقدّمة.
          ونزيده فنقول: والحقيقة أنّه لا بدَّ أن تظهر اليهودية والنصرانية في كثير من المعتقدات والاَحكام الاسلامية؛ لاَنّ النبي الاَكرم جاء مصدِّقاً لما بين يديه من الشرائع السماوية، وإن نسخ بعض أحكامها، فظهور اليهودية أو النصرانية في بعض المعتقدات الاسلامية ليس عيباً في الاسلام، على تقدير أنّ الرجعة من الآراء اليهودية كما يدّعيه هذا الكاتب.
          وعلى كلّ حال، فالرجعة ليست من الاَصول التي يجب الاعتقاد بها والنظر فيها، وإنّما اعتقادنا بها كان تبعاً للآثار الصحيحة الواردة عن آل البيت عليهم السلام الذين ندين بعصمتهم من الكذب، وهي من الاَمور الغيبية التي أخبروا عنها، ولا يمتنع وقوعها.


          البيان:
          خلاصة عقيدة المظفر في الرجعة:
          1- ان الرجعة هي احياء بعد موت الى عالم الدنيا في زمن القائم ع.
          2- لا يرجع إلا من علا ايمانه او بلغ الغاية من الفساد.
          3- بعض علماء الشيعة تأولوا الرجعة برجوع دولة الامر والنهي الى ال محمد ع في زمن المهدي ع بدون رجوع نفس اعيان الناس.
          4- اهل السنة شنعوا على القائلين بالرجعة واعتبروه من المستنكرات. ولكنه قولهم باطل بعد دلالة الايات والروايات على الرجعة. كما انها ليست بمستحيلة الوقوع عقلا ليقال بعدم امكان حصولها.
          5- اما الاشكال عليها بأنها تستلزم التناسخ وهو باطل، فجوابه: ان التناسخ يعني انتقال نفس من بدن الى بدن اخر منفصل عن الأول والرجعة ليست كذلك فإنها نوع من المعاد الجسماني برجوع نفس الجسد لا جسد اخر.
          6- الرجعة برأي المظفر ليست من الاصول التي يجب الاعتقاد بها والنظر فيها، وان اعتقادنا بها كان لأجل ورود الروايات المتواترة فيها.

          الرجعة عالم اخر غير هذا العالم الجسماني:
          عن مثنى الحناط، عن جعفر بن محمد، عن أبيه عليهما السلام، قال: (أيام الله عز وجل ثلاثة: يوم يقوم القائم، ويوم الكرة، ويوم القيامة) معاني الأخبار للشيخ الصدوق: ص366.
          وعن سؤال: هل تنفع الرواية في إفراد الرجعة (الكرة) عالماً برأسه ؟ أجاب السيد احمد الحسن ع: [نعم، هي واضحة أنها شخّصت كل حدث بيوم أي وقت وعالم مختلف، فيوم القائم معروف أنه في الحياة الجسمانية التي نعيشها وهو خلاصتها، ويوم القيامة معروف أنه في الآخرة وعالم آخر غير العالم الجسماني، بقي يوم الرجعة فأكيد أنه عالم آخر وإلا لما خص بكونه يوم أي وقت وآن مستقل مقابل الحياة الجسمانية والقيامة، فهو ليس منهما].

          وهو عالم له قوانينه ونظامه الخاص به:
          ان الرجعة اذن عالم اخر وله نظامه وقوانينه الخاصة به:
          قال السيد أحمد الحسن ع: [إنّ عالم الرجعة عالم آخر غير هذا العالم الذي نعيشه، وهذا واضح من خلال الروايات، فمثلاً: الروايات الدالة على أنه عالم آخر من خلال منافاة صفات عالم الرجعة لهذا العالم كأن يعيش الانسان مدة طويلة أو يولد له عدد كبير، وأيضاً النص القرآني في الرجعة وأنها حياة بعد موت، فكيف ستكون الحال والناس ترى أنّ هناك من يخرجون من القبور أمام أعينهم وبأعداد كبيرة، فأين الامتحان ولماذا إذن يتمرد بعض الناس ؟!].
          ويقول أيضاً: [سألفت انتباهك إلى مسألة في الرجعة، فالعاقل عندما يطلع على روايات الرجعة وكيف تكون الحياة فيها، وكم يولد للشخص الواحد ... الخ، يحكم بأنها عالم آخر، فالعقل والواقع لا يقبل أنّ هذا يكون في هذه الدنيا بحدودها هذه، وهذا الفهم غير مقبول عند العقلاء ولكن ماذا نفعل لهؤلاء الذين لا يكادون يفقهون قولاً !!].

          وهو عالم رجوع الافراد ممن محضوا الايمان او الكفر:
          عن المفضل، عن أبي عبد الله ع فيقوله: ﴿َيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً﴾، قال: (ليس أحد من المؤمنين قتل إلا يرجع حتى يموت، ولا يرجع إلا من محض الإيمان محضاً أو محض الكفر محضاً) تفسير القمي: ج2 ص131.
          يقول ع: (الرجعة متعلقة بالإنس والجن ولا علاقة لها بالأُمم بل بالأفراد، فمن محضوا الإيمان يرجعون ومن محضوا الكفر يرجعون، أي أنّ الذين يعاد امتحانهم في الرجعة هم أئمة العدل وخاصة من أتباعهم، وأئمة الكفر وخاصة من أتباعهم ..) الجواب المنير ج3 س235.

          والرجعة رجعتان:
          يقول السيد أحمد الحسن ع في بيان الرجعتين: [.. الرجعة رجعتان: رجعة في قيام القائم بمَثَلهم، ورجعة في عالم الرجعة "الأولى" بأنفسهم وبأجساد تناسب ذلك العالم بعد أن ينسيهم الله حالهم والامتحان الأول والثاني] مع العبد الصالح.

          وهناك تفاصيل اخرى في الرجعة يرجى قراءة كتاب الرجعة ثالث ايام الله الكبرى اجوبة الامام احمد الحسن ع الذي صدر اخيرا.

          الاسئلة:
          1- اوضح باختصار عقيدة المظفر بالرجعة.
          2- هل الرجعة جزء من هذا العالم الجسماني، واذا كانت عالم اخر فبين ذلك بالدليل.
          3- هل نظام عالم الرجعة يختلف عن هذا العالم، كيف تثبت ذلك ؟
          4- اين تكون الرجعة ؟


          Last edited by ya fatema; 06-10-2012, 22:21.

          Comment

          Working...
          X
          😀
          🥰
          🤢
          😎
          😡
          👍
          👎