إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

ادلة الدعوة ـ الرد الحاسم ـ المرحلة 1 ـ شيخ ناظم ـ الدروس المكتوبة والتسجيلات

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • هيئة الاشراف العلمي للحوزة
    هيئة الاشراف العلمي العام على الحوزات المهدوية
    • 07-02-2012
    • 74

    ادلة الدعوة ـ الرد الحاسم ـ المرحلة 1 ـ شيخ ناظم ـ الدروس المكتوبة والتسجيلات

    بسم الله الرحمن الرحيم
    والحمد لله رب العالمين
    وصلى الله على محمد وآل محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما

    هذه الصفحة مخصصة للدروس المكتوبة لــ
    المادة : ادلة الدعوة ـ الرد الحاسم
    المرحلة : الاولى
    المدرس : شيخ ناظم

    رابط الكتاب بي دي اف


    Last edited by اختياره هو; 04-09-2012, 14:30.
  • الشيخ ناظم العقيلي
    عضو جديد
    • 13-02-2012
    • 11

    #2
    رد: ادلة الدعوة ـ الرد الحاسم ـ المرحلة 1 ـ شيخ ناظم ـ الدروس المكتوبة


    التسجيل الصوتي للمحاضرة الاولى ـ اضغط هنا للاستماع ـ

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الأئمة والمهديين وسلم تسليما


    السلام عليكم أخوتي أنصار الإمام المهدي (ع) ورحمة الله وبركاته ....


    عندما نخوض في موضوع اثبات الذرية للإمام المهدي (ع)، فالموضوع يأخذ اتجاهين؛ الاتجاه الأول في الكلام عن اثبات الذرية للإمام المهدي (ع) في غيبته، والاتجاه الآخر في اثبات الذرية عموما بغض النظر عن الغيبة والظهور أو القيام، وخصوصاً اثبات ذريته الأوصياء المهديين (ع).والتعرض الى اثبات ذرية الإمام المهدي (ع) في غيبته، يغنينا عن الخوض في مسألة زواجه وتعيين وقته أو اسم الزوجة، لأن الذرية لا تكون إلا عن زواج، وهذا أمر بديهي لا يناقش فيه إلا من سفه نفسه، ولكن بما أننا سمعنا بعض الذين يهرفون بما لا يعرفون يشككون في وقوع الزواج من الإمام المهدي (ع) في غيبته، فسأتعرض الى هذا الموضوع حرصاً على هداية الناس.فأقول:إن الإمام المهدي (ع) هو الوصي الثاني عشر من أوصياء النبي محمد (ص) وهو الآن خليفة الله في أرضه والإمام والحجة المفترض طاعته، وهو القدوة والمثل الأعلى لجميع المؤمنين، وهو السابق الى تطبيق الشريعة والسنن المحمدية.والزواج من السنن التي حث عليها الله تعالى في كتابه الكريم، وأكد ذلك نبيه المصطفى عليه أشد التأكيد، ورغب فيه ترغيباً يجعل من يرغب عن هذه السنة المقدسة خارجاً عن سنة النبي محمد (ص) وراغباً عن الفضل المترتب على الزواج والنكاح، وهذا لا يمكن أن يصدر عن خليفة الله في أرضة والقدوة لجميع العالمين.

    وبعد سماع الآيات والروايات المؤكدة والمرغبة في هذه السنة الشريفة، يثبت عندنا أصل مهم جداً لا يمكننا التنزل عنه إلا بدليل قطعي لا يقبل التأويل، وهذا الأصل هو:

    [إن الإمام المهدي (ع) مخاطب بهذا الحث والتأكيد والترغيب بالزواج واتخاذ الأهل، بل لابد أن يكون هو (ع) السابق والقدوة الى امتثال الحث والترغيب الإلهي والنبوي وتطبيقه، لأنه إمام الزمان ولا يسبقه أحد الى الفضل والشرف].

    والآن نأتي الى سماع الآيات والروايات التي حثت وأكدت على سنة الزواج والنكاح:

    {وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ } النور32.

    {وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ }النحل72.

    {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }الروم21.

    الكافي ج 5 ص 329:عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : تزوجوا فإن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : من أحب أن يتبع سنتي فإن من سنتي التزويج.

    الكافي ج 5 ص 496:عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : من أحب أن يكون على فطرتي فليستن بسنتي ، وإن من سنتي النكاح .

    الكافي ج 5 ص 320:عن إسحاق بن عمار قال : قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : من أخلاق الأنبياء صلى الله عليهم حب النساء .

    الكافي ج 5 ص 320:عن عمر بن يزيد ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : ما أظن رجلا يزداد في الايمان خيرا إلا ازداد حبا للنساء .

    الكافي ج 5 ص 321:عن حفص بن البختري ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ما أحب من دنياكم إلا النساء والطيب .

    الكافي ج 5 ص 496:عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : إن ثلاث نسوة أتين رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقالت إحداهن : إن زوجي لا يأكل اللحم ، وقالت الأخرى : إن زوجي لا يشم الطيب ، وقالت الأخرى : إن زوجي لا يقرب النساء ، فخرج رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يجر رداء ، حتى صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : ما بال أقوام من أصحابي لا يأكلون اللحم ولا يشمون الطيب ولا يأتون النساء ، أما إني آكل اللحم وأشم الطيب وآتي النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني .

    وقال المحقق البحراني في الحدائق الناضرة ج23 ص 10 – 11، بعد أن ساق أمثال الروايات السابقة:

    [إذا عرفت ذلك فاعلم أنه لا خلاف بين أصحابنا ( رضي الله عنهم ) في استحبابه استحبابا مؤكدا لمن تاقت نفسه إليه ، بل ادعي على ذلك إجماع المسلمين إلا من شذوذ منهم ، حيث ذهب إلى الوجوب . وإنما الخلاف فيمن لم تتق نفسه إليه ، فالمشهور الاستحباب أيضا لما تقدم من الآيات والروايات ، فإنها دالة بإطلاقها وعمومها على ذلك ، وهو الحق الحقيق بالاتباع ، فإن استحباب النكاح لا ينحصر في كسر الشهوة ، ليكون عدمها رافعا لاستحبابه ، بل قد عرفت من الأخبار المتقدمة أن له فوائد وغايات عديدة . منها : كثرة النسل ، وما يترتب عليه من الفوائد المذكورة في الأخبار كمباهاته صلى الله عليه وآله بهم الأمم ، وشفاعة الطفل لأبويه ونحو ذلك . ومنها : الزيادة في الرزق كما دل عليه الخبر الأخير ، وفي معناه أخبار أخر أعرضنا عن التطويل بنقلها ، ومنها : مزيد الثواب في عباداته] انتهى.

    فسبب الحث على الزواج ليس لاشباع الغريزة والتحصن عن الحرام فقط، بل هناك علل وغايات اخرى لعلها اشرف وافضل من ذلك بل بعضها اشرف وافضل يقيناً.-
    -
    منها: ان الفضل في الزواج لا في ترك الزواج وخصوصاً في شريعة النبي محمد (ص):

    دعائم الإسلام - القاضي النعمان المغربي ج2 ص193:عن رسول الله ( صلع ) أنه نهى عن الترهب قال : لا رهبانية في الاسلام ، تزوجوا فإني مكاثر بكم الأمم . ونهى عن التبتل ، ونهى النساء أن يتبتلن ويقطعن أنفسهن من الأزواج .

    الكافي ج5 ص509:عن عبد الصمد بن بشير قال : دخلت امرأة على أبي عبد الله ( عليه السلام ) فقالت : أصلحك الله إني امرأة متبتلة فقال : وما التبتل عندك ؟ قالت : لا أتزوج ، قال : ولم ؟ قالت : ألتمس بذلك الفضل ، فقال : انصرفي فلو كان ذلك فضلا لكانت فاطمة ( عليها السلام ) أحق به منك إنه ليس أحد يسبقها إلى الفضل.

    - ومنها: زيادة الاجر في الصلاة وسائر العبادات:

    الكافي ج5 ص328:عن ابن القداح قال : قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : ركعتان يصليهما المتزوج أفضل من سبعين ركعة يصليها أعزب .

    من لا يحضره الفقيه ج 3 ص 384:قال : " وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : " لركعتان يصليهما متزوج أفضل من رجل عزب يقوم ليله ويصوم نهاره "ا.

    لكافي ج 5 ص 329
    :
    عن ابن القداح ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : جاء رجل إلى أبي عبد الله ( عليه السلام ) فقال له : هل لك من زوجة ؟ فقال : لا ، فقال أبي : وما أحب أن لي الدنيا وما فيها وإني بت ليلة وليست لي زوجة ، ثم قال : الركعتان يصليهما رجل متزوج أفضل من رجل أعزب يقوم ليله ويصوم نهاره ، ثم أعطاه أبي سبعة دنانير ثم قال له : تزوج بهذه ، ثم قال أبي : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : اتخذوا الأهل فإنه أرزق لكم .

    - ومنها زيادة الرزق:من لا يحضره الفقيه ج 3 ص 383: وقال رسول الله صلى الله عليه وآله : " اتخذوا الأهل فإنه أرزق لكم.

    الكافي ج 5 ص 330:عن هشام بن سالم ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : جاء رجل إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) فشكا إليه الحاجة فقال : تزوج ، فتزوج فوسع عليه .

    - ومنها تكثير أمة محمد (ص) والشفاعة:

    من لا يحضره الفقيه ج 3 ص 383:عن محمد بن مسلم أن أبا عبد الله عليه السلام قال : " إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : " تزوجوا فإني مكاثر بكم الأمم غدا في القيامة حتى أن السقط ليجئ محبنطئا على باب الجنة فيقال له : ادخل الجنة ، فيقول : لا حتى يدخل أبواي الجنة قبلي " .

    - ومنها: اثقال الارض بالموحدين والصالحين:

    من لا يحضره الفقيه ج 3 ص 382:عن جابر عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام قال : " قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ما يمنع المؤمن أن يتخذ أهلا لعل الله أن يرزقه نسمة ، تثقل الأرض بلا إله إلا الله ".
    الكافي ج 5 ص 329:عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : لما لقى يوسف ( عليه السلام ) أخاه قال : يا أخي كيف استطعت أن تزوج النساء بعدي ؟ فقال : إن أبي أمرني ، قال : إن استطعت أن تكون لك ذرية تثقل الأرض بالتسبيح فافعل .

    ولا يخفى على ذي لب مدى أهمية الزواج، وشدة الترغيب والحث عليه، وهو أقل ما يستفاد منه القول بالأصل الثابت الذي ذكرته سابقاً، واعيده هنا للتأكيد:

    [إن الإمام المهدي (ع) مخاطب بهذا الحث والتأكيد والترغيب بالزواج واتخاذ الأهل، بل لابد أن يكون هو (ع) السابق والقدوة الى امتثال الحث والترغيب الإلهي والنبوي وتطبيقه، لأنه إمام الزمان ولا يسبقه أحد الى الفضل والشرف].

    فلا يمكن لأحد أن يتخرص ويحاول التشكيك بهذا الأصل بلا دليل قطعي ثابت.وسيأتي إن شاء الله التعرض الى أهم ما يتشدق به المشككون لنفي كون الإمام المهدي (ع) متزوج في زمن الغيبة، وسيتم إن شاء الله بيان ركاكتها وابتعادها عن المنهج العلمي الرصين.

    والحمد لله رب العالمين.


    ملاحظة ساكتب هنا الادلة واجوبة الاشكالات الجديدة التي لم يتضمنها كتاب (الرد الحاسم على منكري ذرية القائم)، أما متن الكتاب فسيكون الطلبة مطالبين بمتابعته ودراسته بدقة.
    وجزاكم الله خيراً


    ملخص الدرس الاول : الشيخ ناظم العقيلي
    Last edited by أبو المهدي الناصري; 17-02-2012, 12:31. سبب آخر: اضافة التسجيل الصوتي لنفس الدرس

    Comment

    • اختياره هو
      مشرف
      • 23-06-2009
      • 5310

      #3
      رد: ادلة الدعوة ـ الرد الحاسم ـ المرحلة 1 ـ شيخ ناظم ـ الدروس المكتوبة والتسجيلات

      التسجيل الصوتي للمحاضرة الثانية ـ اضغط هنا
      سيتم دمجه مع مشاركة الاستاذ لما يضعها ان شاء الله
      السلام عليكم يا أهل بيت الرحمة والنبوة ومعدن العلم وموضع الرسالة

      Comment

      • Habibi-Ahmed
        عضو نشيط
        • 26-02-2010
        • 914

        #4
        رد: ادلة الدعوة ـ الرد الحاسم ـ المرحلة 1 ـ شيخ ناظم ـ الدروس المكتوبة والتسجيلات

        التسجيل الصوتي للمحاضرة الثـــالثـــة - اضغط هنــــــــــــــــــــــا

        سيتم دمجها مع مشاركة الاستاذ ان شاء الله
        Last edited by ya fatema; 27-02-2012, 11:50.

        Comment

        • الشيخ ناظم العقيلي
          عضو جديد
          • 13-02-2012
          • 11

          #5
          رد: ادلة الدعوة ـ الرد الحاسم ـ المرحلة 1 ـ شيخ ناظم ـ الدروس المكتوبة والتسجيلات

          بسم الله الرحمن الرحيم
          الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الأئمة والمهديين وسلم تسليماً

          الأدلة على كون الإمام المهدي (ع) متزوج في غيبته:

          الدليل الأول:

          الأحاديث التي تقدم ذكرها والتي تنص على التأكيد والحث الشديد على اتباع سنة الرسول (ص) وهي الزواج والنكاح، والإمام المهدي (ع) هو الأولى في السبق الى تطبيق شريعة جده المصطفى (ص).

          الدليل الثاني:

          قصة الجزيرة الخضراء.
          برواية المازندراني. ذكرها العلامة المجلسي في البحار ج52 ص159 وما بعدها.وكانت هذه القصة في القرن السابع الهجري.
          وهذه الجزيرة يحكمها السيد محمد شمس الدين من ذرية الإمام المهدي (ع).
          ومن البديهي أن الأولاد والذرية لا يكونون إلا بالزواج.
          وعن اعتبار رواية هذه القصة انقل الاقتباس الاتي من كتاب الاربعين حديثا في المهديين وذرية القائم:
          [قال المير محمد لوحي المعاصر للعلامة المجلسي في كتاب (كفاية المهتدي في معرفة المهدي)، عن خبر الجزيرة الخضراء: (وهو من الأخبار المعتبرة النادرة التي ذكر فيها مدينة الشيعة والجزيرة الخضراء والبحر الأبيض والتي تقول إنّ لصاحب الزمان (ع) عدّة أولاد، وقد وفقنا مع هذا الحديث الصحيح في كتاب رياض المؤمنين) ( ).
          ويقول العالم الجليل والحبر النبيل الشيخ أسد الله الكاظميني في أوّل المقابيس في ضمن توصيفه فضائل المحقق صاحب الشرائع: (... رئيس العلماء، حكيم الفقهاء، شمس الفضلاء، بدر العرفاء، المنوّه باسمه وعلمه في قصّة الجزيرة الخضراء ... الخ) ( ).
          واعتبار الكاظميني ذكر اسم المحقق الحلي في قصة الجزيرة الخضراء مدحاً له، يعني أنه يعتبر هذه القصة صحيحة ومعتبرة، ولذلك استدل بمضمونها.
          وقال الشهيد الثالث القاضي نور الله (رحمه الله) في كتاب مجالس المؤمنين: (... ويقوم هناك ويفعل يقيناً بما يلزم كلّ أمر يراه صواباً بمقتضى المصلحة الدينية، كما يستفاد ذلك من قصّة البحر الأبيض والجزيرة الخضراء المشهورة) ( ).
          وقال الميرزا النوري معلقاً على كلام الشهيد الثالث القاضي نور الله: (ويظهر من هذا الكلام الشريف إنّ هذه القصة كانت معروفة ومشهورة عند تلك الطبقة، ويحتمل أنّهم قد حصلوا عليها بسند آخر ...) ( ).
          وقد أطال الميرزا النوري (رحمه الله) في إثبات هذه القصة، والاعتماد عليها، راجع النجم الثاقب ج2 ص172 – 214، الحكاية السابعة والثلاثون].


          الدليل الثالث:


          قصة تشبه قصة الجزيرة الخضراء، برواية الأنباري. ذكرها العلامة المجلسي في البحار ج53 ص213 وما بعدها. وكانت هذه القصة في القرن السادس الهجري، (522 هـ).
          وتنص القصة على ان هناك عدة جزر يحكمها أولاد الإمام المهدي (ع) – من ذريته - ، الزاهرة ويحكمها طاهر، والرائقة ويحكمها قاسم، والصافية ويحكمها ابراهيم، بلدة عناطيس ويحكمها هاشم.
          وهذه الجزر واقعة في البحر الأبيض المتوسط كما تنص القصة، على ما حكاه السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر (ره) في موسوعة الإمام المهدي (ع) ج2 ص77.
          ومن البديهي أن الأولاد والذرية لا يكونون إلا بالزواج.
          وعن اعتبار وإسناد رواية هذه القصة انقل الاقتباس الآتي من كتاب الأربعين حديثا في المهديين وذرية القائم:
          [قال السيد ابن طاووس عن هذه القصة: (ووجدت رواية متصلة الإسناد بأن للمهدي صلوات الله عليه أولاد جماعة ولاة في أطراف بلاد البحار على غاية عظيمة من صفات الأبرار)( ).
          وقال المدقق الأردبيلي: (حكاية غريبة ورواية عجيبة قلمّا طرقت أذناً، وهي في كتاب الأربعين تصنيف أحد كبار المصنفين وأعاظم المجتهدين من علماء أمة سيد المرسلين وخدمة أمير المؤمنين (ع) صلوات الله عليهما، ولأنها لم تصل إلّا إلى قليل، فمع طولها نزيّن هذه الأوراق بنقلها، فبها تقر عيون سائر المؤمنين، روى العالم العامل المتقي الفاضل محمد بن علي العلوي الحسيني بسنده المتصل إلى أحمد بن محمد بن يحيى الأنباري)] ( ).

          الدليل الرابع:

          ما أخبر به الكفعمي في المصباح من أن زوجته من بنات أبي الشيب.
          المصباح للكفعمي ص692، تصحيح الشيخ حسين الأعلمي، مؤسسة الأعلمي، ط2، 1424 هـ - 2003 م.
          وفي طبعة دار المرتضى – بيروت، الطبعة الجديدة، 1428 هـ - 2007 م: ص732 – 734.


          الدليل الخامس:


          ما ذكره العلامة المجلسي في بحار الأنوار ج52 ص75 باب 18 ذكر من رآه (ع):
          خبر المرأة (الجارية) التي مع الإمام المهدي (ع) في الصحراء وسقي واطعام ثلاثمائة رجل من ماء وطعام قليل بالمعجزة.
          وهذه المرأة لابد أن تكون زوجة الإمام المهدي (ع).
          وإن قلتم ربما تكون ابنته ؟
          قلنا لكم: إذا كانت ابنته فهذا أيضا يعني أنه متزوج وخلف بنتاً، وهو المطلوب.


          الدليل السادس:

          ما أخرجه الشيخ الطوسي في الغيبة بسنده عن المفضل بن عمر، قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: (إن لصاحب هذا الأمر غيبتين، إحداهما تطول حتى يقول بعضهم: مات، ويقول بعضهم: قتل، ويقول بعضهم: ذهب، حتى لا يبقى على أمره من أصحابه إلا نفر يسير لا يطلع على موضعه أحد من ولده ولا غيره إلا المولى الذي يلي أمره) ( ).
          وما يهمنا من هذه الرواية هو النص على وجود الولد للإمام المهدي (ع) في غيبته، ومن المعلوم أن وجود الولد فرع الزواج، وسيأتي في قادم الدروس مناقشة هذه الرواية والاستدلال بها على إثبات الذرية للإمام المهدي (ع) في غيبته.


          الدليل السابع:

          عن علي بن أبي طالب (ع)، قال: (يخرج رجل قبل المهدي من أهل بيته بالمشرق، يحمل السيف على عاتقه ثمانية أشهر، يقتل ويمثل ويتوجه إلى بيت المقدس فلا يبلغه حتى يموت [فلا يقتله أحد حتى يموت] ( ))( ).
          (وهذه الرواية تتحفنا بشيء جديد وهو أن هذا الرجل المشرقي، من أهل بيت الإمام المهدي (ع)، ونحن نعلم أن الإمام المهدي (ع) ليس له أهل بيتٍ في عصر الظهور إلا أن يكونوا من ذريته، فلا مناص من القول بأن هذا الرجل هو من ذرية الإمام المهدي (ع)) (مقتبس من كتاب دراسة في شخصية اليماني الموعود).
          وبالنسبة الى عبارة (فلا يبلغه حتى يموت) فقد (وجدت هامشاً للشيخ مهيب بن صالح بن عبد الرحمن البوريني - محقق كتاب عقد الدرر - على هذه الجملة بالذات، ونص الهامش هو: (في [أ] فلا يقتله أحد)، أي إن هذه الرواية في أحد النسخ الخطية لكتاب عقد الدرر جاءت بلفظ: (... فلا يقتله أحد حتى يموت)، وهذه المخطوطة التي رمز لها المحقق بـ (أ)، هي أحد النسخ الخطية التي اعتمد عليها في تحقيق كتاب عقد الدرر، وقال المحقق عنها في مقدمته ما نصه: ( 1- نسخة مكتبة البلدية بالاسكندرية، ومصورتها في معهد المخطوطات برقم 165 توحيد. وكتبت بخط نسخي جيد سنة 1106 هـ. كتبها يوسف بن محمد الشهير بابن الوكيل الملوي. وتقع في 144 صفحة ومسطرتها 23 × 10. وخطها دقيق، وهي نسخة (أ) ). انتهى.
          فيكون معنى الرواية؛ إن هذا الرجل الممهد المشرقي الذي من أهل بيت الإمام المهدي (ع)، لا يقتله أحد في تمهيده وقتاله وتوجهه نحو بيت المقدس، حتى يموت بأجله الذي كتبه الله له، أي إنه لا يقتل في مهمة التمهيد للإمام المهدي (ع) .. والله العالم.
          والرواية في كتاب عقد الدرر: ص197، للشيخ العلامة يوسف بن يحيى المقدسي الشافعي السلمي؛ من علماء القرن السابع الهجري، طبع ونشر وتوزيع مكتبة المنار، الأردن، الزرقاء، الطبعة الثانية؛ 1410 هـ – 1989 م). (مقتبس من كتاب دراسة في شخصية اليماني الموعود).
          وقد ذكرت عدة توجيهات لهذا الأمر في كتاب دراسة في شخصية اليماني الموعود، فليراجع.


          الدليل الثامن:

          ما اخرجه النعماني في الغيبة ص 308، بسنده عن أبان بن تغلب ، قال: ( سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد (عليه السلام) يقول: إذا ظهرت راية الحق لعنها أهل المشرق وأهل المغرب، أتدري لم ذلك ؟ قلت: لا. قال: للذي يلقى الناس من أهل بيته قبل خروجه).
          (قوله (ع): (للذي يلقى الناس من أهل بيته قبل خروجه): وهنا ربما يتبادر - لأول وهلة - إلى الذهن معنى غير الذي سأبينه، ولكن عند التأمل في معنى العبارة ومقارنتها مع روايات أخرى يتبين معنى آخر، وهو: أن الناس تلعن راية الحق؛ لأنهم سيرون أن حاملها هو رجل من أهل بيت الإمام المهدي (ع)؛ لأن قوله (من أهل بيته قبل خروجه)، الضمير في (بيته) وفي (خروجه) عائد على الإمام المهدي (ع)، أي إن الناس ستلقى أحد أهل بيت الإمام المهدي (ع) وذلك قبل خروج الإمام المهدي (ع).
          وبعبارة أخرى: إن الناس ستلاقي رجلاً من أهل بيت الإمام المهدي (ع)، وهو حامل راية آل محمد راية الحق، وسيلعنون تلك الراية، إما لأنهم سيعتقدون بأن هذا الرجل ليس من آل المهدي (ع)، وإما لأنه سيبين لهم أنهم قد انحرفوا عن الدين وأنهم لا خلاق لهم، وبذلك سيرونه مبتدعاً ومنحرفاً (وحاشاه)، فيلعنونه، وإما بسبب ما ينزله بهم من القتل والتنكيل والقضاء على كل فسادهم ومفسديهم، ولذلك سمعنا في بعض الروايات أنهم يقولون: (لو كان من آل محمد لرحمنا)، و (لو كان من بني فاطمة لرحم)..، وقد تكون كل هذه الأسباب وغيرها مجتمعة سبباً في لعنهم لراية الحق وحاملها اليماني الموعود الذي هو من أهل بيت الإمام المهدي (ع).
          فإن قيل: لماذا لا نفهم من هذه الرواية بأن الناس ستلعن راية الإمام المهدي عند خروجه؛ لأنهم عايشوا الفساد والإفساد الذي ظهر من مدعي الدين والتشيع، فعندما يرون راية الإمام المهدي (ع) سيظنون بأنه نفس سيرة هؤلاء المنحرفين عن الإنصاف والعدل.. ؟
          وخصوصاً إذا لاحظنا أن هناك رواية بنفس المعنى ولكنها تنص على أن علة اللعن هو ما ستلقاه الناس من بني هاشم قبل خروج الإمام المهدي (ع):
          عن منصور بن حازم، عن أبي عبد الله (ع) أنه قال: (إذا رفعت راية الحق لعنها أهل المشرق والمغرب. قلت له: مم ذلك ؟ قال: مما يلقون من بني هاشم) ( ).
          أقول: نعم قد يتبادر إلى الذهن هذا التفسير، ولكنه بعيد بعد ملاحظة عدة أمور:
          الأمر الأول: إن الرواية الأولى تحكم وتقيد الرواية الثانية، أي إنها تقيد (بني هاشم) بـ (أهل بيت الإمام المهدي (ع))، فكل أهل بيت المهدي (ع) هم من بني هاشم ولا عكس، أي ليس كل بني هاشم هم من أهل بيت الإمام المهدي (ع)، وخصوصاً إذا لاحظنا الروايات التي تفسر (أهل بيت النبي) بأنهم الأوصياء وليس مطلق ذريته، فحتى لو تنزلنا وقلنا بأن المقصود هو (أهل بيت النبي) وليس (أهل بيت المهدي) خاصة، فأهل بيت النبي (ص) فسّرها أهل البيت (ع) بأنها تعني الأوصياء إلى يوم القيامة، فمن هذا الوصي الذي ستلقاه الناس قبل خروج الإمام المهدي (ع).
          الأمر الثاني: حمل فساد بعض رموز الشيعة أو من ينتمي إلى أهل البيت (ع) بالنسب على الإمام المهدي (ع) بعيد، وخصوصاً إذا لاحظنا أن الإمام الصادق (ع) لا يتكلم حكاية عن لسان أهل آخر الزمان، أي إنه لم يقل بأنهم سيقولون: إن هذا الرجل من أهل بيت المهدي (ع)، بل الإمام الصادق (ع) في مقام الإخبار والتكلم بلسانه، فعندما يقول: (أهل بيت المهدي) يقصد المعنى الذي عنده هو، لا المعنى المغلوط الذي عند أهل آخر الزمان الذين يلعنون راية الحق.
          الأمر الثالث: راية الحق عند ظهورها لا يمكن حملها على مذهب معين بالذات، وبعبارة أخرى: إنه لا يخرج مثلاً مؤيداً لمن ينتحل التشيع في آخر الزمان، بل سيعلن مذهب التشيع الأصيل، وسيميت ويحارب كل البدع سواء التي عند الشيعة أو عند العامة أو غيرهم، بل نلاحظ من الروايات بأنه أول ما يبدأ بكذابي الشيعة ومنحرفيهم.
          عن المفضل بن عمر، قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: (لو قام قائمنا بدأ بكذابي الشيعة فقتلهم) ( ).
          وعن رسول الله(ع): (... ذاك الذي يغيب عن شيعته وأوليائه غيبة لا يثبت فيها على القول بإمامته إلا من امتحن الله قلبه للإيمان) ( ).
          وقد سمعنا الروايات التي تنص على أنه لا يبقى من الشيعة مع القائم (ع) إلا كالكحل في العين أو الملح في الزاد..، إذن الإمام المهدي (ع) يبدأ بالتصدي للانحراف الشيعي ثم غيرهم، وهكذا، أي إن راية الإمام المهدي (ع) وراية الحق ستكون ثورة على كل انحرافات المذاهب، وأولها من ينتحلون التشيع، فكيف ستظن الناس أنه من صنف المنحرفين من رموز الشيعة.. ؟!
          بل ستراه كل الناس شيئاً جديداً وديناً جديداً، وأول من يراه كذلك الشيعة فضلاً عن غيرهم، ولذلك نطقت الروايات بأنه يقوم بدين جديد وكتاب جديد وسنة وقضاء جديد.
          عن أبي جعفر (ع): (إذا خرج يقوم بأمر جديد، وكتاب جديد، وسنة جديدة، وقضاء جديد، على العرب شديد، وليس شأنه إلا القتل، لا يستبقي أحداً، ولا تأخذه في الله لومة لائم) ( ).
          وعن أبي عبد الله (ع)، قال: (يصنع كما صنع رسول الله (ص)، يهدم ما كان قبله كما هدم رسول الله (ع) أمر الجاهلية، ويستأنف الإسلام جديداً) ( ).
          فسيرى جميع المسلمين بما فيهم الشيعة ديناً جديداً، وكذلك كل العالم، وهذا ليس لأن القائم سيقوم بغير دين الإسلام، بل لأن كل المذاهب قد انحرفت عن الإسلام الحنيف بآرائهم وأهوائهم ... فغيروا صورة الإسلام الحقيقية، ولذلك عندما يرون الإسلام المهدوي يعدونه ديناً جديداً.
          وعلى ما تقدم يكون من البعيد جداً أن تظن الناس بأن الإمام المهدي (ع) من صنف مفسدي الشيعة، في الوقت الذي يرونه يبدأ بهم فيقتلهم ويستأصل فسادهم وبدعهم !
          فلا وجه لحمل قول الصادق (ع): (للذي يلقى الناس من أهل بيته قبل خروجه)، على غير معناها الذي قدمته قبل قليل، وهو: أن الناس ستلقى رجلاً من أهل بيت الإمام المهدي (ع)، وخصوصاً إذا تذكرنا قول الإمام علي (ع): (يخرج قبله رجل من أهل بيته)، وقول الإمام الرضا (ع): (ابن صاحب الوصيات)، وغير ذلك.
          الأمر الرابع: الرواية تشير إلى أن كل الناس ستلعن راية الحق ولا استثناء للشيعة، فكيف يعقل أن الشيعة سيلعنون راية الحق؛ لأنهم يرونها موافقة لهم أو لسيرة فقهائهم في آخر الزمان؟!
          وبعبارة أوضح: إن الرواية لم تستثنِ منتحلي التشيع من اللاعنين لراية الحق، فإذا كانوا من ضمن اللاعنين ينتفي القول بأن الناس تلعن راية الحق؛ لأنهم يظنونها من صنف رايات فقهاء الشيعة في آخر الزمان الذي يعتقدون بفسادهم؛ لأن غير الشيعة إذا كان هذا هو سبب لعنهم لراية الحق فما هو الداعي للشيعة إلى لعن تلك الراية ؟!) (مقتبس من كتاب دراسة في شخصية اليماني الموعود).

          ــــــــ يتبع ــــــــــــ

          Comment

          • الشيخ ناظم العقيلي
            عضو جديد
            • 13-02-2012
            • 11

            #6
            رد: ادلة الدعوة ـ الرد الحاسم ـ المرحلة 1 ـ شيخ ناظم ـ الدروس المكتوبة والتسجيلات

            الدليل التاسع:


            أخرج الشيخ الطوسي في الغيبة بسنده عن صالح بن أبي الأسود، عن أبي عبد الله (ع)، قال: ذكر مسجد السهلة فقال: (أما إنه منزل صاحبنا إذا قدم بأهله)( ).
            والأهل بالنسبة للإمام المهدي (ع) في غيبته لا يعني غير الزوجة والذرية، والرواية تقول: (إذا قدم بأهله)، وهي ظاهرة بقدوم المهدي (ع) بعد غيبته، وهذا يعني أنه متزوج في غيبته، لأنه لا يتوقع أن يتزوج الإمام المهدي (ع) أثناء مسيره في مسافة خروجه حصراً !
            وذكر الراوندي في قصص الأنبياء، بسنده عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (ع)، قال: قال لي: (يا أبا محمد، كأني أرى نزول القائم (ع) في مسجد السهلة بأهله وعياله.
            قلت: يكون منزله جعلت فداك ؟ قال: نعم، كان فيه منزل إدريس، وكان منزل إبراهيم خليل الرحمن (ع)، وما بعث الله نبياً إلا وقد صلى فيه، وفيه مسكن) ( ) ( ).
            [وهذه الرواية تثبت الأهل والعيال للإمام المهدي (ع) عند أول نزوله مسجد السهلة، أي في بداية قيامه المقدس، ولا يخفى أن قوله (ع): (بأهله وعياله) منصرف إلى الزوجة والذرية، وخصوصاً إذا علمنا أن الإمام المهدي (ع) حينئذٍ ليس له أب ولا أم ولا أخ ولا أخت...الخ، فيكون المصداق للأهل والعيال هو الزوجة والأولاد] مقتبس من كتاب الأربعين حديثاً في المهديين وذرية القائم.


            الدليل العاشر:


            الغيبة للنعماني ص 289 – 290:
            عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر (عليه السلام): (... والقائم يومئذ بمكة ، قد أسند ظهره إلى البيت الحرام مستجيرا به ، فينادي : يا أيها الناس ، إنا نستنصر الله فمن أجابنا من الناس فإنا أهل بيت نبيكم محمد (صلى الله عليه وآله) ، ونحن أولى الناس بالله وبمحمد (صلى الله عليه وآله) ، فمن حاجني في آدم فأنا أولى الناس بآدم ، ومن حاجني في نوح فأنا أولى الناس بنوح ، ومن حاجني في إبراهيم فأنا أولى الناس بإبراهيم ، ومن حاجني في محمد (صلى الله عليه وآله) فأنا أولى الناس بمحمد (صلى الله عليه وآله) ، ومن حاجني في النبيين فأنا أولى الناس بالنبيين ، أليس الله يقول في محكم كتابه : (إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين * ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم) ؟ فأنا بقية من آدم ، وذخيرة من نوح ، ومصطفى من إبراهيم ، وصفوة من محمد صلى الله عليهم أجمعين . ألا فمن حاجني في كتاب الله فأنا أولى الناس بكتاب الله ، ألا ومن حاجني في سنة رسول الله فأنا أولى الناس بسنة رسول الله ، فأنشد الله من سمع كلامي اليوم لما أبلغ الشاهد منكم الغائب ، وأسألكم بحق الله وبحق رسوله وبحقي ، فإن لي عليكم حق القربى من رسول الله إلا أعنتمونا ومنعتمونا ممن يظلمنا فقد أخفنا وظلمنا وطردنا من ديارنا وأبنائنا وبغي علينا ودفعنا عن حقنا وافترى أهل الباطل علينا، فالله الله فينا لا تخذلونا وانصرونا ينصركم الله تعالى ...).
            فقوله الإمام المهدي (ع) عند قيامه: (فقد أخفنا وظلمنا وطردنا من ديارنا وأبنائنا وبغي علينا)، نص صريح بوجود الذرية للإمام المهدي (ع) إثناء الغيبة، وقد اضطر بسبب مطاردة الظالمين وامتلاء الأرض بالمحاربين لآل محمد (ع) أن لا يعيش مع ذريته أو أبنائه ظاهر مكشوف كما يعيش سائر الناس.
            فإن قيل:
            لعل الإمام المهدي (ع) يقصد أن آباءه من الأئمة قد طردوا من ديارهم وأبنائهم، وخصوصاً أنه يتكلم بضمير الجمع [نا].
            أقول:
            أولاً:
            سياق الكلام يدل على أن الإمام المهدي (ع) يتكلم عن نفسه (ع) لاحظ قوله: (فإن لي عليكم حق القربى من رسول الله إلا أعنتمونا ومنعتمونا ممن يظلمنا فقد أخفنا وظلمنا وطردنا من ديارنا وأبنائنا وبغي علينا ودفعنا عن حقنا وافترى أهل الباطل علينا، فالله الله فينا لا تخذلونا وانصرونا ينصركم الله تعالى).
            فالإمام المهدي (ع) هنا يطلب الإعانة والنصرة لنفسه عند قيامه، ثم يردف قائلاً: (فقد أخفنا وظلمنا وطردنا من ديارنا وأبنائنا وبغي علينا ودفعنا عن حقنا وافترى أهل الباطل علينا).
            وبعد ذلك يقول: (فالله الله فينا لا تخذلونا وانصرونا ينصركم الله تعالى)، وواضح انه يوصي الناس بنفسه ونصرته وعدم خذلانه.
            فما قبل محل الإستدلال وما بعده منصب على الإمام المهدي (ع) نفسه وبنفس الضمير [نا].
            وضمير الجمع للمتكلمين [نا] شائع استعماله للمفرد في كلام العرب، ويشار فيه الى التعظيم وجلالة القدر.
            بل نجد الإمام المهدي (ع) بالذات كثيراً ما يتكلم بضمير الجمع، وهذا مثال له:
            جاء في تعزية الإمام المهدي لمحمد بن عثمان بن سعيد بوفاة أبيه: (أجزل الله لك الثواب وأحسن لك العزاء ، رزئت ورزئنا وأوحشك فراقه وأوحشنا ...) الغيبة للطوسي ص 361.
            عن محمد بن إبراهيم بن مهزيار الأهوازي أنه خرج إليه بعد وفاة أبي عمرو : (والابن وقاه الله لم يزل ثقتنا في حياة الأب رضي الله عنه وأرضاه ونضر وجهه ، يجري عندنا مجراه ، ويسد مسده ، وعن أمرنا يأمر الابن وبه يعمل ، تولاه الله ، فانته إلى قوله : " وعرف معاملتنا ذلك) الغيبة للطوسي ص 362.
            وعن محمد بن إبراهيم بن مهزيار أنه ورد العراق شاكا مرتادا ، فخرج إليه: (قل للمهزياري قد فهمنا ما حكيته عن موالينا بناحيتكم ...) كمال الدين وتمام النعمة ص 487.
            وفي غيبة الطوسي: ولما ورد نعي ابن هلال لعنه الله جاءني الشيخ فقال لي : أخرج الكيس الذي عندك ، فأخرجته إليه فاخرج إلي رقعة فيها : (وأما ما ذكرت من أمر الصوفي المتصنع - يعني الهلالي - فبتر الله عمره) ثم خرج من بعد موته: (فقد قصدنا فصبرنا عليه فبتر الله تعالى عمره بدعوتنا) كمال الدين وتمام النعمة ص 489.
            وعن العاصمي أن رجلا تفكر في رجل يوصل إليه ما وجب للغريم عليه السلام وضاق به صدره ، فسمع هاتفا يهتف به : (أوصل ما معك إلى حاجز) . قال : وخرج أبو محمد السروي إلى سر من رأى ومعه مال فخرج إليه ابتداء: (فليس فينا شك ولا فيمن يقوم مقامنا شك ورد ما معك إلى حاجز) كمال الدين وتمام النعمة ص 498 – 499.
            وغير ذلك الكثير، فيكون الأصل في تكلم الشخص المفرد بضمير الجمع [نا]، هو قصد نفسه، ما لم تكن هناك قرينة حالية أو مقالية تصرف المعنى عن ذلك.
            ثانياً:
            حتى لو قلنا بأن كلام الإمام المهدي (ع) يشمل أهل البيت (ع) جميعاً، فالإمام المهدي (ع) منهم، بل كلامه ينطبق عليه أولاً ثم على غيره، لأن المتكلم بضمير المتكلمين [نا] عندما يقول مثلا بلسان مجموعة معينة من الناس: (آمنا بالله وبرسوله)، فحتماً أنه ينسب الإيمان الى نفسه والى من يمثلهم، ولو أراد نسبة الإيمان فقط الى من يتكلم عنهم لقال: (آمنوا بالله ورسوله)، لكي يخرج نفسه عن الإيمان بالله ورسوله، أو يكون الكلام موجهاً فقط الى تلك المجموعة ويكون الحكم على غيرهم بما فيهم المتكلم مسكوتاً عنه.
            إذن فقول الإمام المهدي (ع): (فقد أخفنا وظلمنا وطردنا من ديارنا وأبنائنا)، تشمل الإمام المهدي (ع) وتشمل آباءه المعصومين (ع) أيضاً.
            فسواء قلنا بالنقطة الأولى أو الثانية أعلاه، يكون كلام الإمام المهدي (ع) دالاً على أن له ذرية في فترة غيبته، وقد تغرب وابعد عنهم بسبب ظلم الظالمين.
            وهذا يعني أنه متزوج في غيبته (ع).


            الدليل الحادي عشر:

            سليم بن قيس: عن سلمان المحمدي، عن رسول الله (ص) في حديث طويل: (... ثم ضرب بيده على الحسين (ع) فقال: يا سلمان، مهدي أمتي الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً من ولد هذا. إمام بن إمام، عالم بن عالم، وصي بن وصي، أبوه الذي يليه إمام وصي عالم. قال: قلت: يا نبي الله، المهدي أفضل أم أبوه ؟ قال: أبوه أفضل منه. للأول مثل أجورهم كلهم؛ لأن الله هداهم به ...) ( ).
            [والمهدي في هذا الحديث أيضاً لا ينطبق على الإمام المهدي الحجة بن الحسن (ع)، بدليل قول الرسول (ع) عن المهدي (ع): (أبوه الذي يليه إمام وصي عالم)، وطبعاً لا يوجد والد يلي أبنه في الوجود، فيبقى أن المهدي (ع) أبوه يليه في الظهور، كما هو حال الإمام المهدي (ع) ووصيه أحمد، فالروايات تشير إلى أن المهدي الأول يكون ظاهراً قبل أبيه الإمام المهدي الحجة بن الحسن (ع)، فيكون المهدي الذي يليه أبوه هو المهدي الأول من ذرية الإمام المهدي (ع).
            ويؤكد ذلك قول الرسول (ع) في نفس الحديث: (أبوه أفضل منه)، فقد تقدم في الحديث السابق أن الإمام المهدي الحجة بن الحسن (ع) أفضل من أبيه، وليس العكس، فيبقى الحديث منطبقاً على المهدي الأول من ذرية الإمام المهدي (ع)، والذي سماه الرسول (ص) في وصيته بـ (أحمد)] مقتبس من كتاب الأربعين حديثاً في المهديين وذرية القائم.
            وما يهمنا هنا هو أن هناك ولداً وصياً للإمام المهدي (ع) موجوداً قبل قيامه الشريف، ووجود الولد يعني أن الإمام المهدي (ع) متزوج قبل قيامه وفي غيبته.


            الدليل الثاني عشر:

            الشيخ المفيد ( ): الفضل بن شاذان ( )، عن معمر بن خلاد ( )، عن أبي الحسن (ع)، قال: (كأني برايات من مصر مقبلات خضر مصبغات، حتى تأتي الشامات فتهدى إلى ابن صاحب الوصيات)( ).
            [فدلالة هذه الرواية واضحة على إن قبل قيام القائم تهدى الرايات (أي تبايع) إلى ابن صاحب الوصيات . وصاحب الوصيات هو وارث الأئمة المعصومين وخاتمهم ومن انتهت إليه الوصية وهو الإمام محمد ابن الحسن العسكري صاحب الزمان (ع) وهو المستحفظ من ال محمد (ع). والرواية تنص على أن الرايات تهدى الى ابن صاحب الوصيات أي ابن الإمام المهدي (ع) .
            فيتحصل لدينا إن هناك ابن للإمام المهدي (ع) موجود قبل قيامه (ع) ويقوم بدور التمهيد لوالده الإمام المهدي (ع)] الرد الحاسم على منكري ذرية القائم.
            ولمعرفة التفصيل عن هذه الرواية يراجع كتاب الأربعين حديثاً في المهديين وذرية القائم.
            ووجود ابن للإمام المهدي (ع) قبل قيامه الشريف يعني أنه متزوج في غيبته كما لا يخفى.



            الدليل الثالث عشر:


            عن أبيه الحسين الزكي الشهيد، عن أبيه أمير المؤمنين(ع)، قال: (قال رسول الله (ص)- في الليلة التي كانت فيها وفاته - لعلي (ع): يا أبا الحسن، أحضر صحيفة ودواة، فأملا رسول الله (ع) وصيته حتى انتهى إلى هذا الموضع فقال: يا علي، إنه سيكون بعدي اثنا عشر إماماً ومن بعدهم اثنا عشر مهدياً، فأنت يا علي أول الاثني عشر إماماً سماك الله تعالى في سمائه: علياً المرتضى، وأمير المؤمنين، والصديق الأكبر، والفاروق الأعظم، والمأمون، والمهدي، فلا تصح هذه الأسماء لأحد غيرك. يا علي، أنت وصيي على أهل بيتي حيهم وميتهم، وعلى نسائي: فمن ثبتها لقيتني غداً، ومن طلقتها فأنا برئ منها، لم ترني ولم أرها في عرصة القيامة، وأنت خليفتي على أمتي من بعدي، فإذا حضرتك الوفاة فسلمها إلى ابني الحسن البر الوصول، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابني الحسين الشهيد الزكي المقتول، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه سيد العابدين ذي الثفنات علي، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه محمد الباقر، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه جعفر الصادق، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه موسى الكاظم، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه علي الرضا، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه محمد الثقة التقي، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه علي الناصح، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه الحسن الفاضل، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه محمد المستحفظ من آل محمد . فذلك اثنا عشر إماماً، ثم يكون من بعده اثنا عشر مهدياً، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه أول المقربين له ثلاثة أسامي: اسم كاسمي واسم أبي وهو عبد الله وأحمد، والاسم الثالث: المهدي، هو أول المؤمنين) ( ).
            والاستدلال بقول الرسول (ص) في نهاية الوصية المقدسة (هو أول المؤمنين) على أنها تعني أن وصي وأبن الإمام المهدي (ع) موجود قبل قيامه الشريف، مفصَّل في كتب كثيرة لأنصار الإمام المهدي (ع)، فليراجع هناك.
            وسيأتي إن شاء الله تفصيل الموضوع في الدروس الآتية عند الكلام عن إثبات الذرية في غيبة الإمام المهدي (ع).
            وما يهمنا الآن هو القول: بما أن وصي وابن الإمام المهدي (ع) موجود قبل قيامه الشريف، فهذا يعني أن الإمام المهدي (ع) متزوج في غيبته، لأن الولد فرع الزواج، كما تقدم مراراً.


            الدليل الرابع عشر:


            عن حذيفة بن اليمان، قال: سمعت رسول الله وذكر المهدي فقال: (إنه يبايع بين الركن والمقام، اسمه أحمد وعبد الله والمهدي، فهذه أسماؤه ثلاثتها) ( ).
            [تقدم أن الحجج من ذرية الإمام المهدي (ع) يوصف كل واحد منهم بـ (المهدي) و(القائم)، وبملاحظة ذلك نعرف أن (المهدي) في الرواية السابقة هو غير محمد بن الحسن العسكري (ع)، بدليل أننا لو قارنّا بين الأسماء الواردة في وصية رسول الله لأول المهديين من ذرية الإمام المهدي (ع) (أحمد)، لوجدناها نفس الأسماء الواردة في هذه الرواية. مما يثبت أنه نفسه أحمد وصي الإمام المهدي (ع):
            (له ثلاثة أسامي: اسم كاسمي واسم أبي وهو عبد الله وأحمد، والاسم الثالث المهدي).
            (اسمه أحمد وعبد الله والمهدي، فهذه أسماؤه ثلاثتها).
            ومن هذه الرواية وغيرها يتضح أن وصي الإمام المهدي (ع) له دور كبير وعظيم قبل قيام الإمام المهدي (ع)، وقد فصلت الكلام بهذا الموضوع في كتاب دراسة في شخصية اليماني الموعود الحلقة الأولى] مقتبس من كتاب الأربعين حديثاً في المهديين وذرية القائم.
            وبثبوت أن هذا المهدي الذي يباع بين الركن والمقام هو أول المهديين من ذرية الإمام المهدي (ع) [أحمد]، يعني أن هذا الابن مولود في غيبة أبيه محمد بن الحسن العسكري (ع)، وهذا يدل على أن الإمام المهدي (ع) متزوج في غيبته، وهو المطلوب.


            الدليل الخامس عشر:


            جاء في رواية المفضل بن عمر عن الصادق (ع) في أمر القائم (ع): (... قال المفضل: فما يصنع بأهل مكة ؟ قال: يدعوهم بالحكمة والموعظة الحسنة، فيطيعونه ويستخلف فيهم رجلاً من أهل بيته، ويخرج يريد المدينة ...) ( ).
            [وهذه الرواية تنص على أن الإمام المهدي (ع) في بداية قيامه الشريف، يستخلف على أهل مكة رجلاً من أهل بيته، وأهل بيت الإمام المهدي  هم عترته، وهذا يدل على أن ذرية الإمام المهدي موجودون في أول قيام الإمام المهدي (ع)، كرجال صالحين للقيادة والولاية، وطبعاً لابد أن يكونوا مولودين قبل قيامه المقدس] مقتبس من كتاب الأربعين حديثاً في المهديين وذرية القائم.
            وهذا يدل على أن الإمام المهدي (ع) متزوج في غيبته.
            وما يؤيد رواية المفضل بن عمر ما جاء في خبر طويل عن علي بن الحسين (ع) في ذكر القائم، قال فيه:
            (فيجلس تحت شجرة سمرة، فيجيئه جبرئيل في صورة رجل من كلب، فيقول: يا عبد الله ما يجلسك ههنا ؟ فيقول: يا عبد الله إني أنتظر أن يأتيني العشاء فأخرج في دبره إلى مكة وأكره أن أخرج في هذا الحر قال: فيضحك فإذا ضحك عرفه أنه جبرئيل قال: فيأخذ بيده ويصافحه، ويسلم عليه، ويقول له: قم ويجيئه بفرس يقال له البراق فيركبه ثم يأتي إلى جبل رضوى، فيأتي محمد وعلي فيكتبان له عهداً منشوراً يقرؤه على الناس ثم يخرج إلى مكة والناس يجتمعون بها. قال: فيقوم رجل منه فينادي أيها الناس هذا طلبتكم قد جاءكم، يدعوكم إلى ما دعاكم إليه رسول الله ، قال: فيقومون، قال: فيقوم هو بنفسه، فيقول: أيها الناس أنا فلان بن فلان أنا ابن نبي الله ، أدعوكم إلى ما دعاكم إليه نبي الله ...) ( ).
            [وقوله (ع): (فيقوم رجل منه)، أي من الإمام المهدي (ع)، يعني من ذريته، وهذا المعنى بيِّن خصوصاً إذا قارنا هذه الرواية مع بقية الروايات، وما سطرته في التعليق عليها] مقتبس من كتاب الأربعين حديثاً في المهديين وذرية القائم.
            وهذه الأدلة الخمسة عشر إن لم يكن كل واحد منها دليلاً مستقلاً، فهي بمجموعها دليل ثابت على زواج الإمام المهدي (ع) في غيبته. وخصوصاً إذا لاحظنا أنه لا يوجد دليل شرعي ولا عقلي يمنع أو ينهى الإمام المهدي (ع) عن الزواج والنكاح.
            والى هنا نكون قد فرغنا من إثبات زواج الإمام المهدي (ع) في غيبته، وسنشرع إن شاء الله، في إثبات ذريته (ع).
            والحمد لله رب العالمين.

            Comment

            • ya fatema
              مدير متابعة وتنشيط
              • 24-04-2010
              • 1738

              #7
              رد: ادلة الدعوة ـ الرد الحاسم ـ المرحلة 1 ـ شيخ ناظم ـ الدروس المكتوبة والتسجيلات

              التسجيل الصوتي للمحاضرة الرابعة ــ للاستماع اضغط هنــــــــــــا
              Last edited by ya fatema; 03-03-2012, 23:32.
              عن أمير المؤمنين ويعسوب الدين وقائد الغر المحجلين الإمام علي بن أبي طالب وصي رسول الله محمد صلوات الله عليهما
              : ( إلهي كفى بي عزاً أن اكون لك عبداً وكفى بي فخراً أن تكون لي رباً أنت كما أحب فاجعلني كما تحب )

              Comment

              • ناصر السيد احمد
                مشرف
                • 22-02-2009
                • 1385

                #8
                رد: ادلة الدعوة ـ الرد الحاسم ـ المرحلة 1 ـ شيخ ناظم ـ الدروس المكتوبة والتسجيلات

                بسم الله الرحمن الرحيم

                والحمد لله رب العالمين

                وصلى الله على محمد وآل محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما


                هذه المحاظره الاولى من سلسلة دروس موضوع ادلة الدعوة ـ الرد الحاسم ـ المرحلة 1 ـ الدرس 1 -للشيخ ناظم العقيلي

                اللهُمَ صَلِّ عَلىَ مُحَمَدٍ وَآَلِ مُحَمَدٍ الأئَمّةِ والمَهدِيينْ وَسَلّمْ تَسْلِيمَا
                اللهم اشغل الظالمين بالظالمين واخرجنا من بينهم سالمين

                Comment

                • الشيخ ناظم العقيلي
                  عضو جديد
                  • 13-02-2012
                  • 11

                  #9
                  رد: ادلة الدعوة ـ الرد الحاسم ـ المرحلة 1 ـ شيخ ناظم ـ الدروس المكتوبة والتسجيلات

                  بسم الله الرحمن الرحيم
                  الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الأئمة والمهديين وسلم تسليماً.

                  الاستماع للتسجيل الرد الحاسم للشيخ ناظم - الدرس 5 ـ 10-03-2012


                  مناقشة الدليل الثاني ـ التسجيل الصوتي للمحاضرة ـ للاستماع اضغط هنـــــــــــــــــــــا

                  المحور الثاني:

                  اثبات الذرية للإمام المهدي (ع) في الغيبة

                  الدليل الأول:

                  تقدم في الدرس الأول ذكر الأحاديث التي تحث حثاً شديداً على سنة الزواج، وأيضاً الأحاديث التي بينت الغاية والحكمة من الزواج واتخاذ الأهل، وكان من أهمها هو اثقال الأرض بالموحدين والمسبحين وتكثير أمة محمد (ص) التي سيباهي بها الأمم يوم القيامة ولو بالسقط.

                  من لا يحضره الفقيه ج 3 ص 383:
                  عن محمد بن مسلم أن أبا عبد الله عليه السلام قال : " إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : " تزوجوا فإني مكاثر بكم الأمم غدا في القيامة حتى أن السقط ليجئ محبنطئا على باب الجنة فيقال له : ادخل الجنة ، فيقول : لا حتى يدخل أبواي الجنة قبلي " .

                  من لا يحضره الفقيه ج 3 ص 382:
                  عن جابر عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام قال : " قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ما يمنع المؤمن أن يتخذ أهلا لعل الله أن يرزقه نسمة ، تثقل الأرض بلا إله إلا الله ".

                  الكافي ج 5 ص 329:
                  عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : لما لقى يوسف ( عليه السلام ) أخاه قال : يا أخي كيف استطعت أن تزوج النساء بعدي ؟ فقال : إن أبي أمرني ، قال : إن استطعت أن تكون لك ذرية تثقل الأرض بالتسبيح فافعل .

                  بل لعل اثقال الأرض بالموحدين والمسبحين هو أقدس وأنبل الأهداف من الزواج، لأنه يتعلق بدين الله والآخرة، والأهداف الأخروية أكيداً مقدمة شرفاً على الأهداف الدنيوية.
                  وبعد أن ثبت في المحور الأول زواج الإمام المهدي (ع) في غيبته، فأكيد انه يتحرى بزواجه أنبل وأسمى الغايات من الزواج وهو اثقال الأرض بالموحدين والمسبحين وتكثير أمة محمد (ص)، لا مجرد طلب سعة الرزق أو سد الحاجة من الشهوة.
                  وبهذا يمكن القول بأنه لابد أن تكون هناك ذرية للإمامة المهدي (ع) في غيبته بعد ان اثبتنا زواجه (ع)، وهذا دليل عام بمعنى أنه ليس نصاً أو إشارة الى مصداق خارجي معين، وإنما هو دليل نعرف منه وجود ذرية للإمام المهدي (ع) على نحو العموم بغض النظر عن أسمائهم أو صفاتهم أو أماكنهم ...الخ.
                  بل هذا الدليل هو قرينة ومؤيد لصحة الروايات التي تنص أو تشير الى ذرية الإمام المهدي (ع) في الغيبة، لأن هذا الدليل بمثابة أصل أو شاهد من سنة الرسول (ع) يؤيد الأحاديث والاخبار التي تنسجم معه.

                  الكافي ج 1 ص 69:
                  محمد بن يحيى ، عن عبد الله بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن أبان بن عثمان عن عبد الله بن أبي يعفور ، قال : وحدثني حسين بن أبي العلاء أنه حضر ابن أبي يعفور في هذا المجلس قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام عن اختلاف الحديث يرويه من نثق به ومنهم من لا تثق به ؟ قال : ( إذا ورد عليكم حديث فوجدتم له شاهدا من كتاب الله أو من قول رسول الله صلى الله عليه وآله وإلا فالذي جاء كم به أولى به ).
                  وقد علق السيد يوسف البحراني على هذه الرواية بعد ذكرها قائلاً:
                  ( فإنه ( عليه السلام ) لم يرجح بالوثاقة ولم يقل اعمل بما تثق به دون ما لا تثق به مع كون السؤال عن الاختلاف الناشي عن رواية الثقة وغير الثقة ) الحدائق الناضرة ج1 ص97.

                  بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 2 - ص 188:
                  عن أبي إبراهيم عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ألا هل عسى رجل يكذبني وهو على حشاياه متكئ ؟ قالوا : يا رسول الله ومن الذي يكذبك ؟ قال : الذي يبلغه الحديث فيقول : ما قال هذا رسول الله قط . فما جاءكم عني من حديث موافق للحق فأنا قلته وما أتاكم عني من حديث لا يوافق الحق فلم أقله ، ولن أقول إلا الحق .

                  بحار الأنوار ج 2 ص 225:
                  قال رسول الله صلى الله عليه واله في حجة الوداع : ( ... فإذا أتاكم الحديث فاعرضوه على كتاب الله وسنتي فما وافق كتاب الله وسنتي فخذوا به وما خالف كتاب الله وسنتي فلا تأخذوا به ... ).
                  وبهذا تكون الأحاديث التي تنص على أو تشير الى زواج الإمام المهدي (ع) موافقة لما ثبت من سنة الرسول (ع) فهي صحيحة ومقبولة لأنها موافقة لما أرشدنا أهل البيت (ع) في كيفية التعامل مع الراوايات.
                  بل هذا الأصل يمكننا به رد كل حديث ينص أو يشير الى عدم زواج الإمام المهدي (ع) أو عدم وجود ذرية له (ع) في غيبته، إلا أن يثبت استثناء الإمام المهدي (ع) من هذا الأصل والسنة بدليل قطعي الصدور والدلالة، وهذا ممنوع، لأننا اثبتنا أن غيبة الإمام المهدي (ع) ومطاردة الظالمين له لا يتنافى أو يتعارض مع زواجه أو وجود ذرية له (ع).


                  الدليل الثاني:
                  ما أخرجه الشيخ الطوسي في الغيبة بسنده عن المفضل بن عمر، قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: (إن لصاحب هذا الأمر غيبتين، إحداهما تطول حتى يقول بعضهم: مات، ويقول بعضهم: قتل، ويقول بعضهم: ذهب، حتى لا يبقى على أمره من أصحابه إلا نفر يسير لا يطلع على موضعه أحد من ولده ولا غيره إلا المولى الذي يلي أمره) ( ).
                  والرواية صريحة بوجود أولاد وذرية للإمام المهدي (ع) في غيبته الكبرى، وذلك في قوله (ع): (لا يطلع على موضعه أحد من ولده ولا غيره إلا المولى الذي يلي أمره).
                  وفي هذه الرواية عدة مناقشات:

                  المناقشة الأولى:

                  قد يقال بأن قوله (ع): (لا يطلع على موضعه أحد من ولده ولا غيره إلا المولى الذي يلي أمره)، دليل على أن ذرية وأولاد الإمام المهدي (ع) لا يطلعون على موضع أبيهم، وهذا المولى الذي يطلع على موضعه ليس من الذرية، لأنه قال: (أحد من ولده ولا غيره إلا المولى الذي يلي أمره)، فيتبين أن المولى من غير الذرية.
                  أقول:
                  أولاً:
                  ما نريد اثباته هنا الآن هو الذرية للإمام المهدي (ع)، وهو ثابت ومنصوص عليه بهذه الرواية، أما هل أن [المولى] في هذه الرواية هو من الذرية أم لا فسيأتي بيانه إن شاء الله في غير هذا المحور.
                  ثانياً:
                  الاستثناء هنا هو استثاء متصل، أي إن المستثنى من جنس المستثنى منه، وليس الاستثناء هنا استثناءً منقطعاً، أي إن المستثنى من غير جنس المستثنى منه، ولتوضيح هذه المسألة أشرح المسألة مع الأمثلة:
                  للاستثناء ثلاثة أركان:
                  الركن الأول: المستثنى منه.
                  الركن الثاني: أداة الاسثناء.
                  الركن الثالث: المستثنى.
                  كقولنا: لم يحضر الطلاب إلا علياً.
                  فـ [الطلاب] هو المستثنى منه، و[إلا] هي أداة الاستثناء، و [علياً] هو المستثنى.
                  والاستثناء تارة يكون المستثنى من جنس المستثنى منه، وهو ما يسمى بـ [الاستثناء المتصل] كقولنا: [وصل المسافرون إلا محمداً]، فمحمد والذي هو المستثنى من جنس المستثنى منه وهو المسافرون.
                  وتارة يكون المستثنى من غير جنس المستثنى منه، وهو ما يسمى بـ [الاستثناء المنقطع]، كقولنا: [وصل المسافرون إلا أمتعتهم]، فالأمتعة هنا والتي هي المستثنى ليست من جنس المستثى منه والذي هو المسافرون.
                  إذا اتضح ما تقدم، أقول إن الاستثناء في قوله (ع): (لا يطلع على موضعه أحد من ولده ولا غيره إلا المولى الذي يلي أمره)، هو استثناء متصل وليس منقطعاً، يكون المستثنى منه هو [أحد من ولده ولا غيره]، وأداة الاستثناء هي [إلا]، والمستثنى هو [المولى].
                  فيكون المولى مستثنى من أولاد الإمام المهدي (ع) وغيرهم، بأنه يطلع على موضع الإمام المهدي (ع)، أي قد يكون [المولى) ابن الإمام المهدي (ع) وقد يكون ليس ابناً له (ع)، وسيأتي إن شاء الله اثبات أن المولى هو ابن الإمام المهدي (ع).
                  ولكن يبقى علينا تحديد عود الضمير في [غيره] الى من يرجع ؟
                  فإن قلنا بأن الضمير في [غيره] يرجع الى [ولده]، فلابد أن يكون لفظ [ولده] بلفظ المفرد أي بفتح الواو واللام هكذا [وَلَدِه]، لأنه لو كان بلفظ الجمع لقال [ولا غيرهم] وليس [ولا غيره]، ولكن القول بأن [ولده] بلفظ المفرد محل إشكال، لأنه قال: [لا يطلع على موضعه أحد من ولده]، و [من] هنا تبعيضية، وهي تدل على أن [ولده] بلفظ الجمع، أي بضم الواو وسكون اللام هكذا [وُلْده]، فيكون المعنى هكذا [لا يطلع على موضعه أحد من أولاده].
                  ولكن يمكن رد هذا الإشكال بقولنا إن [من] هنا بيانية وليست تبعيضية، فيكون المعنى هكذا [لا يطلع على موضعه أحد من وَلَدِه ولا من غيره]، وهنا يمكن عود الضمير في [غيره] الى [وَلَدِه] المفرد، وتُحل المشكلة.
                  وحتى لو قلنا بأن [من] هنا تبعيضية، ولفظ [ولده] بلفظ الجمع هكذا [وُلْده]، فهو لنا أيضاً، لأننا يمكن أن نرجع الضمير في [غيره] على [أحد] الذي قبل لفظ [وُلْدِه]، ويكون عائداً على المفرد، وتحل المشكلة أيضاً، ويكون التقدير هكذا [لا يطلع على موضعه أحد من وُلْدِه ولا أحد غيره].
                  فالإشكال مردود سواء على كون [من] تبعيضية أم بيانية، وسواء كان اللفظ [وَلَده] بالمفرد، أم [وُلْده] بالجمع.
                  وهناك وجه آخر يغنينا عن كل هذا التفصيل، أفادني به أحد أساتذة اللغة من الأنصار وفقه الله، حيث قال: إن الكلام هنا كله عائد على الإمام المهدي (ع)، والضمائر كلها عائدة عليه (ع) أيضاً، فمعنى قوله: [لا يطلع على وموضعه أحد من ولده ولا غيره] أي ولا غير الإمام المهدي (ع)، فيكون الضمير في [غيره] عائد على الإمام المهدي (ع)، أي لا يوجد أحد يطلع على موضع الإمام المهدي (ع) لا من ولده ولا غير الإمام المهدي (ع) من سائر الناس، إلا المولى الذي يلي أمره، يعني الذي يطلع على الموقع هو المولى والإمام المهدي (ع) فقط، فيكون تقدير الجملة هكذا: [لا يطلع على موضعه (موضع المهدي) أحد من ولده (ولد المهدي) ولا غيره (ولا غير المهدي) إلا المولى الذي يلي أمره] فينحل الاشكال من أساسه.
                  وأي واحد من الوجوه المتقدمة كفيل في رد الاشكال على الرواية، لأنه ما دام هناك وجه مقبول لتفسير الرواية أو تأويلها، فيسقط أي إشكال.
                  وطبعاً ما يهمنا في هذا المحور هو إثبات الذرية للإمام المهدي (ع) في غيبته، وهذا ثابت من هذه الرواية حتى لو قلنا – تنزلاً – بأن المولى هنا ليس من ذرية الإمام المهدي (ع).

                  المناقشة الثانية:

                  أشكل البعض على هذه الرواية بأن الشيخ النعماني قد أخرجها بنفس السند في غيبته بلفظ [من ولي] بدل [من ولده]، فيكون مورد الاستدلال بهذه الرواية مجملاً فيسقط عن الاستدلال به على وجود الذرية.
                  وفي جواب هذا الإشكال أقول:
                  أولاً:
                  اللفظ الذي أثبته الشيخ الطوسي في غيبته، لا يتطرق إليه احتمال التصحيف أو التحريف، بخلاف النص الموجود الآن في غيبة الشيخ النعماني، والمؤيدات على وقوع التصحيف أو التحريف في نسخة غيبة النعماني الآن، هي:
                  أ- لقد استدل الميرزا النوري بهذه الرواية على وجود ذرية الإمام المهدي  في كتابه النجم الثاقب، ونسبها إلى الشيخ النعماني والطوسي في غيبتيهما، حيث قال: (... روى الشيخ النعماني تلميذ ثقة الإسلام الكليني في كتاب الغيبة، والشيخ الطوسي في كتاب الغيبة بسندين معتبرين عن المفضل بن عمر، قال: سمعت أبا عبد الله  يقول: "إنّ لصاحب هذا الأمر غيبتين إحداهما تطول حتى يقول بعضهم مات، ويقول بعضهم قتل، ويقول بعضهم ذهب، حتى لا يبقى على أمره من أصحابه إلا نفر يسير لا يطّلع على موضعه أحد من ولده ولا غيره إلا المولى الذي يلي أمره").
                  فيبعد أن يتوهم أو يغفل الميرزا النوري وخصوصاً في مورد استدلاله، فكل باحث في موضوع معين، يكون همه من كل نص ينقله ما يناسب ويؤيد موضوعه، وما يؤيد بحث الميرزا النوري هو كلمة (من ولده) في الرواية أعلاه، فيبعد أن لا يلاحظه في رواية النعماني، وهذا ما يجعلنا نشكك في الطبعة أو النسخة الموجودة الآن.
                  ب- وليس الميرزا النوري وحده من نقل هذه الرواية عن غيبة النعماني بلفظ الشيخ الطوسي (من ولده)، بل سبقه العلامة المجلسي في بحار الأنوار، فبعد أن نقل رواية الشيخ الطوسي، قال: (الغيبة للنعماني: الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله ، وحدثنا القاسم بن محمد ابن الحسين بن حازم، عن عبيس بن هشام، عن ابن جبلة، عن ابن المستنير، عن المفضل، عنه  مثله) ( )، أي مثل لفظ رواية الشيخ الطوسي سواء.
                  وقال في موضع آخر: (ومما يؤيد هذا الاحتمال ما رواه الشيخ والنعماني في كتابي الغيبة عن المفضل بن عمر، قال: سمعت أبا عبد الله  يقول: "إن لصاحب هذا الأمر غيبتين إحداهما يطول، حتى يقول بعضهم مات، ويقول بعضهم قتل، ويقول بعضهم ذهب، حتى لا يبقى على أمره من أصحابه إلا نفر يسير، لا يطلع على موضعه أحد من ولده، ولا غيره إلا الذي [يلي] أمره") ( ).
                  فالعلامة المجلسي والميرزا النوري عندهما نسخ خطية للأصول والكتب الحديثية كغيبة النعماني وأمثاله، وهم هنا ينقلون هذه الرواية عن غيبة النعماني بلفظ (من ولده)، فلعل النسخ التي عندهم كانت بهذا اللفظ الذي يخالف النسخة المنشورة الآن، وبهذا يكون متن غيبة النعماني مشكوك فيه، فلا يصلح لمعارضة متن غيبة الشيخ الطوسي الذي لا خلاف ولا شك في سلامته، وأقل ما يقال إن متن غيبة الشيخ الطوسي أرجح من متن غيبة الشيخ النعماني.

                  ثانياً:

                  لقد روى هذه الرواية بلفظ الشيخ الطوسي أيضاً السيد بهاء الدين النجفي في منتخب الأنوار المضيئة، حيث قال: (ومما صح لي روايته عن الشيخ السعيد أبي عبد الله محمد المفيد (رحمه الله)، يرفعه إلى المفضل بن عمر، قال: سمعت أبا عبد الله  يقول: "إن لصاحب هذا الأمر غيبتين، تطول إحداهما حتى يقول بعضهم مات، وبعضهم ذهب، حتى لا يبقي امرؤ من أصحابه إلا نفر يسير. لا يطلع على موضعه أحد من ولده ولا غيره إلا المولى الذي يلي أمره") ( ).
                  وهذا مؤيد للرواية بلفظ الشيخ الطوسي، وموهن للفظ الشيخ النعماني.

                  ثالثاً:

                  لقد روى العلامة الشيخ يوسف بن يحيى بن علي بن عبد العزيز المقدسي الشافعي السلمي صاحب كتاب عقد الدرر هذه الرواية بعينها عن الإمام الحسين (ع)، وليس عن الإمام الصادق (ع)، وقد نقل عن ذلك السيد المرعشي في كتابه شرح إحقاق الحق ج 29 ص 589، كما يلي:
                  [وعن أبي عبد الله الحسين بن علي عليهما السلام أنه قال: لصاحب هذا الأمر - يعني المهدي عليه السلام - غيبتان، إحداهما تطول بعضهم: مات. وبعضهم: قتل. وبعضهم: ذهب. ولا يطلع على موضعه أحد من ولي ولا غيره إلا المولى الذي يلي أمره].
                  وهذا يعني أن الرواية بلفظ [من ولي] هي رواية ثانية مروية عن الإمام الحسين (ع)، وهي غير رواية [من ولده] المروية عن الإمام الصادق (ع)، وقد حصل التحريف في لفظ النعماني لتشابه الروايتين، فوُضِع ما في نهاية رواية الحسين (ع) في نهاية رواية الصادق (ع)، لتوهم أنهما رواية واحدة أو لا خلاف بينهما، والحال ليس كذلك.
                  والتبديل في رواية النعماني إن لم يكن جزماً فلا أقل أنه احتمال وارد، وهو موهن لها بهذا اللفظ جزماً، وهذا يؤيد رواية الطوسي بلفظ (من ولده) يضاف الى ما تقدم من المؤيدات.
                  فأقل ما يقال بهذه الرواية بلفظ (من ولده) إنها مؤيد لبقية الأدلة إن لم تكن دليلاً برأسه يضاف الى بقية الأدلة على وجود الذرية للإمام المهدي (ع) في غيبته.

                  المناقشة الثالثة:

                  لعل هناك من يقول أن الشيخ الطوسي في الغيبة ص 61، قد روى نفس هذه الرواية وبدون لفظ (من ولده) ولا (من ولي) حتى، وهذا دليل على عدم صحة الرواية بهذ ا اللفظ، وهذا نص الرواية:
                  قال : وروى إبراهيم بن المستنير، عن المفضل قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: [إن لصاحب هذا الامر غيبتين إحداهما أطول [ من الأخرى ] حتى يقال: مات، وبعض يقول: قتل، فلا يبقى على أمره إلا نفر يسير من أصحابه، ولا يطلع أحد على موضعه وأمره، ولا غيره إلى المولى الذي يلي أمره].
                  أقول:
                  1 – إن الذين يشكلون بهذه الرواية لم يلتفتوا الى مصدرها ولأي غاية ذكرها الشيخ الطوسي، فقد صرح الشيخ الطوسي أنها وروايات كثيرة معها من روايات الواقفية وقد ذكروها للاستدلال على وقفهم على موسى بن جعفر (ع)، وقد جاءت هذه الرواية في كتاب [في نصرة الواقفة] علي بن أحمد العلوي الموسوي، وهذا نص كلام الشيخ الطوسي:
                  [فأما ما ترويه الواقفة فكلها أخبار آحاد لا يعضدها حجة، ولا يمكن ادعاء العلم بصحتها، ومع هذا فالرواة لها مطعون عليهم، لا يوثق بقولهم ورواياتهم وبعد هذا كله فهي متأولة. ونحن نذكر جملا مما رووه ونبين القول فيها، فمن ذلك أخبار ذكرها أبو محمد علي بن أحمد العلوي الموسوي في كتابه "في نصرة الواقفة"] الغيبة للشيخ الطوسي ص 43.
                  فالرواية إذن لم ترد في كتاب معتبر بل في أحد كتب الضلال، والشيخ الطوسي نقلها من هذا الكتاب ليس للاستدلال بها بل للرد عليها وعلى أصحابها ومذهبهم الباطل.
                  أما الرواية التي فيها لفظ [من ولده] فالشيخ الطوسي ينقلها على نحو الاحتجاج والاستدلال بها، وينقلها عن كتب [أحمد بن ادريس] الواقع في بداية سندها، بل شهد الطوسي بصحتها ضمناً مع روايات الباب، حيث قال في بداية الباب:
                  [ويدل أيضا على إمامة ابن الحسن عليه السلام وصحة غيبته ما ظهر وانتشر من الاخبار الشائعة الذائعة عن آبائه عليهم السلام قبل هذه الأوقات بزمان طويل من أن لصاحب هذا الامر غيبة، وصفة غيبته وما يجري فيه من الاختلاف، ويحدث فيها من الحوادث، وأنه يكون له غيبتان إحداهما أطول من الأخرى، وأن الأولى يعرف فيها خبره، والثانية لا يعرف فيها أخباره فوافق ذلك على ما تضمنته الاخبار. ولولا صحتها وصحة إمامته لما وافق ذلك، لان ذلك لا يكون إلا بإعلام الله تعالى على لسان نبيه صلى الله عليه وآله وسلم، وهذه أيضا طريقة معتمدة اعتمدها الشيوخ قديما. ونحن نذكر من الاخبار التي تضمن ذلك طرفا ليعلم صحة ما قلناه ، لان استيفاء جميع ما روي في هذا المعنى يطول، وهو موجود في كتب الاخبار، من أراده وقف عليه من هناك] الغيبة للشيخ الطوسي ص157 – 158.
                  اذن فرواية الواقفة لا يمكن بحال أن تعارض رواية الشيخ الطوسي عن أحمد بن إدريس، وشهد الطوسي بصحتها ضمناً.
                  2 – من يتأمل رواية الواقفة يعرف اضطرابها وركاكتها، حيث تقول: [ولا يطلع أحد على موضعه وأمره، ولا غيره إلى المولى الذي يلي أمره]، وهي بعيدة عن متانة كلام الأئمة (ع).

                  المناقشة الرابعة:

                  لعل هناك من يقول إن الرواية تنص على أن موضع الإمام المهدي (ع) في غيبته الكبرى لا يطلع عليه إلا المولى الذي يلي أمره، وهذا يعني أن هذا المولى تمتد حياته من بداية الغيبة الكبرى الى قيام الإمام المهدي (ع)، وهذا أمر يحتاج الى دليل، وأيضاً يدل على أن هذا المولى ليس هو ابن الامام المهدي، أي ليس هو المهدي الأول (أحمد) المذكور في الروايات.
                  أقول:
                  من تأمل في الرواية يتضح له بأنها تتكلم عن زمن الظهور المبارك بالنسبة الى [المولى]، فالرواية تبين أولاً حال الناس أو الشيعة وطول الغيبة عليهم، وهذا يعني أن هذه المرحلة ستطول، بدليل قول الصادق (ع): [إحداهما تطول حتى يقول بعضهم : مات ، ويقول بعضهم : قتل ، ويقول بعضهم : ذهب]، ثم تبدأ المرحلة الثانية وهي تمحيص وغربلة أصحابه، أي أصحاب الإمام المهدي (ع)، وهو ربما يعني أصحابه الذين كانوا يلتقون به أو يتصل بهم بأي طريقة كانت، أو الذين كان ظاهرهم التمسك الشديد بولاية أو انتظار الامام المهدي (ع)، فيقول الإمام الصادق (ع) عن هذه المرحلة: [حتى لا يبقى على أمره من أصحابه إلا نفر يسير]، و [حتى] هنا للغاية يعني [الى أن]، وبعد انتهاء المرحلة الثانية من الغيبة الكبرى تبدأ المرحلة الثالثة وهي الأخيرة، والتي لا يطلع فيها على موضع الإمام المهدي (ع) إلا [المولى الذي يلي أمره]، وهي عصر الظهور المبارك.
                  إذن فـ [المولى] في هذه الرواية يكون في آخر غيبة الإمام المهدي (ع)، ولا داع للقول بأنه موجود من أول الغيبة الكبرى الى نهايتها أي أكثر من ألف سنة.
                  ومما يدل على ذلك أن الروايات نصت على أن في الغيبة الكبرى يطلع المقربين من الإمام (ع) على موضعه أو مكانه، كالرواية الآتية:
                  الشيخ الكليني في الكافي ج 1 ص 340: محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين ، عن ابن محبوب ، عن إسحاق بن عمار قال : قال أبو عبد الله عليه السلام: [للقائم غيبتان: إحداهما قصيرة والأخرى طويلة، الغيبة الأولى لا يعلم بمكانه فيها إلا خاصة شيعته، والأخرى لا يعلم بمكانه فيها إلا خاصة مواليه].
                  فـ [خاصة مواليه] جمع مولى، وهو يدل على أن موضع الإمام المهدي (ع) في الغيبة الكبرى يطلع عليه جماعة من مواليه، وتكون رواية [إلا المولى الذي يلي أمره] مخصصة للرواية أعلاه بأن يكون في أخر أيام الغيبة الكبرى لا يطلع على موضع الإمام أحد إلا المولى الذي يلي أمره.
                  وبقي كلام كثير يتعلق بـ [المولى] الذي يلي أمر الإمام المهدي (ع) يأتي في الدروس الآتية إن شاء الله تعالى.
                  Last edited by ya fatema; 17-03-2012, 22:18. سبب آخر: بطلب من الاستاذ

                  Comment

                  • ya fatema
                    مدير متابعة وتنشيط
                    • 24-04-2010
                    • 1738

                    #10
                    رد: ادلة الدعوة ـ الرد الحاسم ـ المرحلة 1 ـ شيخ ناظم ـ الدروس المكتوبة والتسجيلات

                    التسجيل الصوتي للمحاضرة "ادلة اثبات الذرية للامام الحجه بن الحسن عليهما السلام " ــ للاستماع والتحميل اضغط هنـــــــــا
                    عن أمير المؤمنين ويعسوب الدين وقائد الغر المحجلين الإمام علي بن أبي طالب وصي رسول الله محمد صلوات الله عليهما
                    : ( إلهي كفى بي عزاً أن اكون لك عبداً وكفى بي فخراً أن تكون لي رباً أنت كما أحب فاجعلني كما تحب )

                    Comment

                    • ya fatema
                      مدير متابعة وتنشيط
                      • 24-04-2010
                      • 1738

                      #11
                      رد: ادلة الدعوة ـ الرد الحاسم ـ المرحلة 1 ـ شيخ ناظم ـ الدروس المكتوبة والتسجيلات

                      التسجيل الصوتي للمحاضرة "ادلة اثبات الذرية للامام الحجه بن الحسن عليهما السلام في الغيبة" ــ للاستماع والتحميل اضغط هنـــــــــا
                      عن أمير المؤمنين ويعسوب الدين وقائد الغر المحجلين الإمام علي بن أبي طالب وصي رسول الله محمد صلوات الله عليهما
                      : ( إلهي كفى بي عزاً أن اكون لك عبداً وكفى بي فخراً أن تكون لي رباً أنت كما أحب فاجعلني كما تحب )

                      Comment

                      • الشيخ ناظم العقيلي
                        عضو جديد
                        • 13-02-2012
                        • 11

                        #12
                        رد: ادلة الدعوة ـ الرد الحاسم ـ المرحلة 1 ـ شيخ ناظم ـ الدروس المكتوبة والتسجيلات

                        الدليل الثاني:

                        التسجيل الصوتي للمحاضرة

                        وصية النبي محمد (ص) ليلة وفاته:
                        (... فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه محمد المستحفظ من آل محمد . فذلك اثنا عشر إماماً، ثم يكون من بعده اثنا عشر مهدياً، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه أول المقربين له ثلاثة أسامي: اسم كاسمي واسم أبي وهو عبد الله وأحمد، والاسم الثالث: المهدي، هو أول المؤمنين ( ).
                        فصفة (أول المؤمنين) لا يمكن أن يراد منها غير الإيمان بالإمام المهدي (ع) في عصر الظهور المبارك، أي إن المهدي الأول (أحمد) هو أول سابق الى التصديق بالإمام المهدي (ع) ونصرته، كما كان علي بن أبي طالب (ع) يوصف بأنه (أول المؤمنين) لأنه سبق الجميع بالإيمان برسول الله (ص) ونصرته فكان وصيه وخليفته ويمانيه، ولا يتوقع هذا السبق إلا أن يكون موجوداً قبل قيام الإمام المهدي (ع)، وإلا إن لم يكن موجوداً قبل القيام، فسيكون أول المؤمنين به (ع) هو أحد الثلاثمائة والثلاثة عشر، وليس وصيه (أحمد).
                        فإن قيل قد روي بأن أول المبايعين للإمام المهدي (ع) في مكة هو جبرائيل، كما في الروايتين الاتيتين:
                        بحار الأنوار ج 52 ص 315 – 316:
                        عن أبي خالد الكابلي قال : قال أبو جعفر عليه السلام : والله لكأني أنظر إلى القائم عليه السلام وقد أسند ظهره إلى الحجر ..... فيكون أول من يبايعه جبرئيل ثم الثلاث مائة والثلاثة عشر ....الخ.
                        بحار الأنوار ج 52 ص 341:
                        عن عبد الأعلى الحلبي قال : قال أبو جعفر عليه السلام : يكون لصاحب هذا الامر غيبة في بعض هذه الشعاب - ثم أومأ بيده إلى ناحية ذي طوى - ....... ثم قال أبو جعفر عليه السلام : هو والله المضطر في كتاب الله وهو قول الله " أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض " وجبرئيل على الميزاب في صورة طائر أبيض ، فيكون أول خلق الله يبايعه جبرئيل ويبايعه الثلاثمائة والبضعة عشر رجلا .
                        أقول:
                        [أ – البيعة تختلف عن الإيمان، بل هي متأخرة عن الإيمان، فالرسول محمد (ص) مثلاً قد تمت بيعته من قبل المسلمين، بعد إيمانهم به كنبي رسول، فهل هذا يعني أنهم قبل البيعة غير مؤمنين ؟!
                        ب – إن اعتبر المشكل أن جبرائيل هو السابق الى الإيمان بالإمام المهدي (ع) لأن الرواية تقول أنه أول المبايعين في مكة، فهذا يعني أن أمير المؤمنين (ع) ليس أول المؤمنين برسول الله (ص)، لأن جبرائيل (ع) هو من نقل أول الوحي الى رسول الله (ص) فهو أول المؤمنين برسول الله (ص) وليس علي بن أبي طالب (ع)، بل الأمر هنا آكد، لأن الرواية قالت عن جبرائيل أنه أول من يبايع المهدي (ع) في مكة ولم تقل أو من آمن، بينما هنا أكيد أن جبرائيل سبق علياً بالإيمان بمحمد (ص) في هذا العالم الدنيوي.
                        إذن فـ (أول المؤمنين) يراد به من البشر المكلفين، والنقض ببيعة جبرائيل (ع) في مكة، مجرد جهل وعناد.
                        ج – بيعة الأنصار للإمام المهدي (ع) في مكة، متأخرة عن إيمانهم أو إيمان أكثرهم أو بعضهم على أقل تقدير قبل ذلك، لأن اليماني هو من يعد الأنصار قبل قيام القائم (ع) بمكة، وهو صاحب دعوة كما تنص رواية الباقر (ع)، وهو صاحب الجيش العقائدي الذي سيحارب السفياني وينقذ الناس من شره، وهو صاحب أهدى الرايات، وعلى أقل تقدير نقول أن هناك مؤمنين بالإمام المهدي (ع) في عصر الظهور قبل قيامه في مكة، وأقصد بالمؤمنين هم من آمنوا بالإمام المهدي (ع) حقاً، لا كإيمان عامة من يدعون التشيع بالإمام المهدي (ع)، ومع ذلك يحاربون الإمام المهدي (ع) وينكرونه، ويزعمون أنه مدع ضال (وحاشاه).
                        وعندنا روايات تنص على أن هناك مؤمنين بالإمام المهدي (ع) قبل قيامه بمكة:
                        منها:
                        عن إسماعيل بن جابر، عن أبي جعفر محمد بن علي ( ليهما السلام) أنه قال: (يكون لصاحب هذا الأمر غيبة في بعض هذه الشعاب - وأومى بيده إلى ناحية ذي طوى - حتى إذا كان قبل خروجه أتى المولى الذي كان معه حتى يلقى بعض أصحابه، فيقول: كم أنتم هاهنا ؟ فيقولون: نحو من أربعين رجلا. فيقول: كيف أنتم لو رأيتم صاحبكم ؟ فيقولون: والله لو ناوي بنا الجبال لناويناها معه، ثم يأتيهم من القابلة ويقول: أشيروا إلى رؤسائكم أو خياركم عشرة، فيشيرون له إليهم فينطلق بهم حتى يلقوا صاحبهم ويعدهم الليلة التي تليها...) ( ).
                        فالرواية أعلاه تنص على أن للقائم (ع) أصحاباً قبل خروجه، ويختار منهم المولى أربعين رجلاً لملاقاة القائم (ع)، وهؤلاء الأصحاب أكيداً أنهم مؤمنون بالقائم (ع).
                        ومنها:
                        عن أبي جعفر عليه السلام في حديث طويل إلى أن قال: (يقول القائم عليه السلام لأصحابه: يا قوم إن أهل مكة لا يريدونني، ولكني مرسل إليهم لاحتج عليهم بما ينبغي لمثلي أن يحتج عليهم. فيدعو رجلا من أصحابه فيقول له: امض إلى أهل مكة فقل: يا أهل مكة أنا رسول فلان إليكم وهو يقول لكم: إنا أهل بيت الرحمة، ومعدن الرسالة والخلافة ونحن ذرية محمد وسلالة النبيين، وأنا قد ظلمنا واضطهدنا، وقهرنا وابتز منا حقنا منذ قبض نبينا إلى يومنا هذا فنحن نستنصركم فانصرونا. فإذا تكلم هذا الفتى بهذا الكلام أتوا إليه فذبحوه بين الركن والمقام، وهي النفس الزكية، فإذا بلغ ذلك الإمام قال لأصحابه: ألا أخبرتكم أن أهل مكة لا يريدوننا، فلا يدعونه حتى يخرج فيهبط من عقبة طوى في ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا عدة أهل بدر حتى يأتي المسجد الحرام...) ( ).
                        وهذه الرواية تصرح بأن هناك مؤمنين بالإمام المهدي (ع) قبل قيامه بمكة، وقبل قتل النفس الزكية.
                        ومنها:
                        عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) أنه قال: (لا يقوم القائم حتى يقوم اثنا عشر رجلاً كلهم يجمع على قول إنهم قد رأوه فيكذبونهم) ( ).
                        ولا يخفى أن الرواية تنص على أن هناك اثني عشر رجلاً كلهم يجمع على أنهم قدر رأوا الإمام المهدي (ع)، فيكذبهم الناس.
                        إذن فهناك مؤمنون بالإمام المهدي (ع) في عصر الظهور وقبل قيام الإمام المهدي (ع) بمكة، يكون المهدي الأول (أحمد) أولهم وأسبقهم وقائدهم] ( ).
                        وقبل الانتقال إلى دليل آخر، لا بأس بالتطرق إلى شبهة يلقيها من لا دراية له، وهي حول أسماء المهدي الأول الواردة في الوصية المقدسة، وهو قول النبي (ص): (... له ثلاثة أسامي: اسم كاسمي واسم أبي وهو عبد الله وأحمد، والاسم الثالث: المهدي ...).
                        حيث قالوا ينبغي أن تكون الأسماء أربعة لا ثلاثة؛ اسم كاسمي وهو (محمد)، واسم أبي وهو (عبد الله)، و (أحمد)، و (المهدي)، لأن قوله (ص) (اسم كاسمي واسم أبي وهو عبد الله واحمد) فقوله (وهو) عائد على (اسم أبي) فقط وليس على اسم الرسول واسم أبيه، لأن الضمير (هو) ضمير للمفرد وليس للمثنى.
                        والمشكل بهذا الأمر تجاهل أن النبي محمد (ص) قد أحمد الأمر بقوله (والاسم الثالث المهدي)، وهذا يعني أن ما قبله أسمان لا ثلاثة، واسم النبي المشار إليه في الوصية هو (احمد) واسم أبيه هو عبد الله، فتكون الأسماء ثلاثة حسب.
                        وضمير المفرد يمكن أن يعود على المثنى وعلى الجمع أيضاً، وذلك بإجراء الضمير مجرى اسم الاشارة، حيث ان اسماء الاشارة يعود المفرد منها على المثنى والجمع.
                        قال التفتازاني: (يكنى باسم الإشارة الموضوع للواحد عن أشياء كثيرة، باعتبار كونها في تأويل "ما ذكر" و"ما تقدم"، وقد يقع مثل هذا في الضمير، إلا أنه في اسم الإشارة أكثر وأشهر) حاشية الشمني على المغني.
                        وكمثال على التعبير باسم الاشارة المفرد عن المثنى قوله تعالى:
                        {قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لّنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ فَارِضٌ وَلاَ بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُواْ مَا تُؤْمَرونَ }البقرة68.
                        فـاسم الاشارة المفرد (ذلك) عائد على مثنى وهو (لا فارض) و (لا بكر) أي لا كبيرة مسنة ولا صغيرة.
                        وأيضاً قوله تعالى: {قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون}.
                        واسم الاشارة المفرد (فبذلك) عائد على مثنى وهو (فضل الله) و (رحمته)، ولو اراد المطابقة لقال: (فذلكما).
                        وكمثال على اجراء الضمائر مجرى أسماء الاشارة قوله تعالى:
                        {يحلفون بالله لكم ليرضوكم والله ورسوله أحق أن يرضوه}.
                        فضمير المفرد في (يرضوه) عائد على مثنى وهو (الله) و (رسوله) ولو اراد المطابقة لقال: (يرضوهما).
                        وقوله تعالى: {ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ ولا نصب ولا مخمصة في سبيل الله ولا يطئون موطئًا يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلا إلا كتب لهم به عمل صالح}.
                        وضمير المفرد في (به) عائد على جمع وهو (ضمأ) و (نصب) و (مخمصة) و يطئون موطئاً يغيظ الكفار) و (ينالون من عدو نيلاً)، ولو أراد المطابقة لقال: (كتب لهم بها).
                        فيكون المقصود من ضمير المفرد هو (ما ذكر) أو (ما تقدم) أو (ذلك).
                        وكذلك الحال في ضمير المفرد في الوصية (هو) الذي جاء بعد قول النبي (ص): (اسم كاسمي واسم أبي)، فيكون معنى (وهو) هو (وما ذكر) أو (وما تقدم) أو (وذلك): عبد الله وأحمد، أي يكون ضمير المفرد (وهو) عائد على كلا الاسمين وليس على اسم والد الرسول (ص) فقط. فيكون تقدير الكلام هكذا (اسم كاسمي واسم ابي وذلك عبد الله واحمد
                        Last edited by ya fatema; 15-04-2012, 00:38.

                        Comment

                        • الشيخ ناظم العقيلي
                          عضو جديد
                          • 13-02-2012
                          • 11

                          #13
                          رد: ادلة الدعوة ـ الرد الحاسم ـ المرحلة 1 ـ شيخ ناظم ـ الدروس المكتوبة والتسجيلات

                          الدليل الثالث:

                          التسجيل الصوتي للدرس ــ للاستماع والتحميل اضغط هنا

                          عن حذيفة بن اليمان، قال: سمعت رسول الله وذكر المهدي فقال: (إنه يبايع بين الركن والمقام، اسمه أحمد وعبد الله والمهدي، فهذه أسماؤه ثلاثتها).
                          والمهدي أحمد هنا صاحب الأسماء الثلاثة هو عينه المهدي الأول من ذرية الإمام محمد بن الحسن العسكري (ع)، بدليل تطابق أسمائه في هذه الرواية مع اسمائه في وصية رسول الله (ص) المتقدمة الذكر، حيث جاء في نهايتها: (له ثلاثة أسامي: اسم كاسمي واسم أبي وهو عبد الله وأحمد، والاسم الثالث: المهدي، هو أول المؤمنين).
                          ويؤيده الروايات التي تشير الى دور ابن الإمام المهدي (ع) في عصر الظهور.
                          وقد يقال المشهور إن من يبايع بين الركن والمقام هو محمد بن الحسن العسكري (ع)، فكيف يكون هو أحمد ابنه ووصيه ؟
                          أقول:
                          إن ثبوت البيعة للإمام محمد بن الحسن العسكري (ع) بين الركن والمقام، لا ينفي أن يبايع غيره أيضاً بين الركن والمقام، وكما يقال: إثبات شيء لا يعني نفي ما عداه.
                          ولنا أن نقول في تفسير بيعة وصي الإمام المهدي (ع) بين الركن والمقام إنها:
                          1 – غير بيعة الإمام المهدي محمد بن الحسن العسكري (ع)، أي هناك بيعتين بيعة للإمام المهدي (ع) وبيعة أخرى لابنه ووصيه أحمد المهدي (ع).
                          وهاتان البيعتان إما أن تكونا متفقتين وقتاً، بأن تتم البيعة للإمام المهدي (ع)، ثم يأخذ البيعة من الناس لوصيه (أحمد) أي يبايعوه على أنه وصي الإمام المهدي (ع) والحجة من بعده ووجوب طاعته وولايته، كما فعل النبي محمد (ص) في غدير خم بأخذ البيعة للإمام علي (ع) حيث قال قولته المشهورة، بعد أن أقرهم على أنه أولى بهم من أنفسهم: (من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه).
                          وإما أن تكون هاتان البيعتان مختلفتين وقتاً، أي إن المبايعة للإمام المهدي (ع) في زمن ومناسبة غير زمن ومناسبة المبايعة لأول المهديين أحمد، وهنا احتمالان:
                          الأول:
                          أن تكون البيعة للإمام المهدي (ع) متقدمة على البيعة لوصيه أحمد، بمعنى أن يبايع للإمام المهدي (ع) بين الركن والمقام في أول قيامه المقدس، ثم بعد ذلك يبايع لوصيه أحمد بين الركن والمقام في مناسبة أخرى ووقت آخر.
                          الثاني:
                          أن تكون البيعة لوصي الإمام المهدي (أحمد) متقدمة على البيعة للإمام المهدي (ع)، كأن تعقد البيعة في مرحلة من مراحل زمن الظهور لـ (أحمد) بين الركن والمقام على أنه وصي الإمامة المهدي (ع) ونائبه والحجة من بعده، ثم عند القيام المبارك تعقد البيعة للإمام المهدي (ع) أيضاً بين الركن والمقام.
                          2 – وإما أن تكون البيعة بين الركن والمقام واحدة وهي لوصي الإمام المهدي (أحمد)، وهنا ثلاثة احتمالات:
                          الأول:
                          أن يأخذ المهدي الأول (أحمد) البيعة من الناس نيابة عن أبيه محمد بن الحسن العسكري (ع)، أي أن يكون أصل البيعة للإمام المهدي (ع) ويكون دور الوصي (أحمد) هو واسطة في قبول البيعة ومباشرتها.
                          الثاني:
                          أن تكون البيعة لنفس الوصي (أحمد)، أي بيعته على أنه وصي الإمام المهدي (ع) وحجته عليهم.
                          الثالث:
                          أن يجتمع الأمران، بمعنى أن الوصي أحمد (ع) يأخذ البيعة للإمام المهدي (ع) ولنفسه في وقت واحد، أي البيعة للإمام المهدي (ع) على أنه الإمام الأصل وحجة الله على العالمين، والبيعة لأحمد على أنه وصي الإمام المهدي (ع) وحجته على الناس.
                          وكل هذه الاحتمالات جائزة ولا يمنعها عقل ولا نقل، بل الروايات تشير لها أو لأمثالها:
                          عن أبي بصير، عن أبي عبد الله ، قال: (إن الله تعالى أوحى إلى عمران أني واهب لك ذكراً سوياً مباركاً، يبرئ الأكمه والأبرص ويحيي الموتى بإذن الله، وجاعله رسولاً إلى بني إسرائيل، فحدث عمران امرأته حنة بذلك وهي أم مريم، فلما حملت كان حملها بها عند نفسها غلام، فلما وضعتها قالت: رب إني وضعتها أنثى وليس الذكر كالأنثى، أي لا يكون البنت رسولاً، يقول الله : ﴿وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ﴾( )، فلما وهب الله تعالى لمريم عيسى كان هو الذي بشر به عمران ووعده إياه. فإذا قلنا في الرجل منا شيئاً وكان في ولده أو ولد ولده فلا تنكروا ذلك) ( ).
                          وعن إبراهيم ابن عمر اليماني، عن أبي عبد الله ، قال: (إذا قلنا في رجل قولاً، فلم يكن فيه وكان في ولده أو ولد ولده فلا تنكروا ذلك، فإن الله تعالى يفعل ما يشاء) ( ).
                          عن أبي خديجة، قال: سمعت أبا عبد الله  يقول: (قد يقوم الرجل بعدل أو يجور وينسب إليه ولم يكن قام به، فيكون ذلك ابنه أو ابن ابنه من بعده، فهو هو) ( ).
                          تفسير العياشي: عن أبي حمزة الثمالي، قال: قال أبو جعفر وأبو عبد الله (عليهما السلام): (يا أبا حمزة، إن حدثناك بأمر أنه يجيء من ها هنا فجاء من ها هنا فإن الله يصنع ما يشاء، وإن حدثناك اليوم بحديث وحدثناك غداً بخلافه فإن الله يمحو ما يشاء ويثبت) ( ).
                          الدليل الرابع:
                          روى الراوندي في قصص الأنبياء، بسنده عن أبي بصير، عن أبي عبد الله ، قال: قال لي: (يا أبا محمد، كأني أرى نزول القائم  في مسجد السهلة بأهله وعياله.
                          قلت: يكون منزله جعلت فداك ؟ قال: نعم، كان فيه منزل إدريس، وكان منزل إبراهيم خليل الرحمن ، وما بعث الله نبياً إلا وقد صلى فيه ...) ( ) ( ).
                          والرواية تنص على وجود الأهل والعيال، والأهل والعيال للإمام المهدي (ع) عند قيامه المبارك لا يمكن أن يكون غير زوجته وذريته.
                          وقوله (ع) (كأني أرى نزول القائم)، أي في أول قيامه (ع)، وهذا يعني أن له ذرية في غيبته وعند قيامه يأتي بهم وينزلون السهلة لتكون سكناً لهم.
                          ويؤيد ذلك الرواية الآتية:
                          عن صالح بن أبي الأسود ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : ذكر مسجد السهلة فقال: أما إنه منزل صاحبنا إذا قدم بأهله) الغيبة للشيخ الطوسي ص 471.
                          وقوله (ع) (إذا قدم بأهله)، أي إذا قدم (جاء) من غيبته في أول قيامه الشريف.
                          ولم تذكر الروايات مسكناً للقائم (ع) غير السهلة، فيكون هو أول سكن له (ع) عند أول قيامه المقدس.
                          Last edited by ya fatema; 21-04-2012, 23:52.

                          Comment

                          • الشيخ ناظم العقيلي
                            عضو جديد
                            • 13-02-2012
                            • 11

                            #14
                            رد: ادلة الدعوة ـ الرد الحاسم ـ المرحلة 1 ـ شيخ ناظم ـ الدروس المكتوبة والتسجيلات

                            بسم الله الرحمن الرحيم
                            الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الأئمة والمهديين وسلم تسليما

                            التمارين



                            (1)


                            أ – اذكر خمس روايات في اثبات زواج الإمام المهدي (ع) في الغيبة وقبل القيام المقدس واشرح الاستدلال باثنتين منها.
                            ب – اذكر خمس روايات في اثبات ذرية الإمام المهدي (ع) في الغيبة وقبل القيام المبارك واشرح الاستدلال باثنتين منهما.
                            ج – اذكر أربع روايات تنص على الحث على الزواج واتخاذ الأهل والذرية، التي هي سنة النبي محمد (ص).
                            د – اذكر ثلاثة أهداف للزواج ، مع ذكر الدليل الشرعي على ذلك.

                            (2)

                            أجب عن الاشكالات الآتية:

                            أ – الزواج هو لاشباع الغريزة الجنسية وتحصين المؤمن عن الانحراف، وهذا مفقود بالنسبة للامام المهدي (ع)، لأنه معصوم عن الانحراف ومقامه أسمى من الاحتياج الى الزواج لكي يحصن نفسه (ع)، وبالتالي لا مبرر لزواجه في الغيبة وخصوصاً أن ظرفه استثنائي لا يسمح له بالزواج واتخاذ الاهل والذرية.
                            ب – لا يوجد دليل صريح على وجود الذرية للإمام المهدي (ع) في الغيبة وقبل قيامه (ع)، وبالتالي فلا يمكننا أن نقول بوجود الذرية في الغيبة لفقدان الدليل.
                            ج – تستدلون برواية الشيخ الطوسي في الغيبة والتي تقول: (لا يطلع على موضعه أحد من ولده ولا غيره إلا المولى الذي يلي أمره)، في حين أن الضمير في (غيره) هو ضمير المفرد، فكيف يعود على الجمع وهو (وِلْده) يعني أولاده، فلابد أن يقول (ولا غيرهم)، وإن قلت إن (ولده) بلفظ المفرد يعني بفتح الواو واللام، فيصدكم أن (من) التي في (من ولده) للتبعيض وهي تدل أن (ولده) جمع لا مفرد، وأيضاً قوله (أحد من ولده) فهي بمعنى (أحد من أولاده).
                            د – وأيضا في رواية الطوسي في الفرع السابق (ج) اختلاف في مورد استدلالكم فقد رواها الشيخ الطوسي في الغيبة بلفظ آخر لا يوجد فيه لفظ (ولده) ورواها النعماني في الغيبة بلفظ (من ولي)، ومن المعلوم أن مورد الاستدلال إن حصل فيه اختلاف يكون مبهماً ويسقط عن الاستدلال.
                            هـ - قلتم بأن الإمام المهدي (ع) مخاطب بالروايات المستفيضة التي تحث على الزواج والتأكيد عليه، ولابد أن يسبق الجميع في تطبيق سنة جده المصطفى (ص)، وهذا غير صحيح، لأن الإمام المهدي (ع) مستثنى من هذه الروايات لأنه في غيبة ومطارد من الطواغيت ومن هذه حالته يصعب أو يتعذر عليه الزواج، لعدم وجود امرأة مخلصة تصون سره وكذلك يمكن أن يظهر أمره من خلال ذريته، فيكون الإمام المهدي (ع) مستثنى من امتثال سنة النبي (ص) (الزواج) بعذر شرعي.
                            و – تقولون بأن الاعراض عن الزواج مذموم، في حين أننا نجد نبي الله عيسى بقي طوال حياته بلا زواج، فأنتم إذن تقدحون بهذا النبي العظيم!
                            ز – وتقولون أيضاً بأن الوصية ذكرت ثلاثة أسماء لوصي الإمام المهدي (ع)، في حين أنها ذكرت أربعة أسماء، بقرينة لفظ (وهو) الوارد في الرواية والذي يرجع على اسم الرسول فقط لأنه ضمير المفرد.
                            ح – ذكرتم أن الذي يبايع بين الركن والمقام هو ابن الإمام المهدي (ع) ووصيه (أحمد) بينما الروايات المستفيضة تنص على ان الذي يبايع بين الركن والمقام هو محمد بن الحسن العسكري (ع).

                            (3)


                            أ –هناك أحاديث كثيرة تنص على الزواج وتؤكد عليه ومنها يقول فيه الرسول (ص) الزواج سنتي ومن رغب عن سنتي فليس مني.
                            كيف تستدل بهذه الروايات على اثبات الذرية للإمام المهدي (ع) في الغيبة وقبل القيام المبارك ؟
                            ب – هناك رواية تقول: (يخرج رجل قبل المهدي من أهل بيته بالمشرق، يحمل السيف على عاتقه ثمانية أشهر، يقتل ويمثل ويتوجه إلى بيت المقدس فلا يبلغه حتى يموت [فلا يقتله أحد حتى يموت].
                            كيف تستدل بهذه الرواية على اثبات الذرية للإمام المهدي (ع) في الغيبة وقبل القيام المقدس ؟
                            ج - أخرج الشيخ الطوسي في الغيبة بسنده عن صالح بن أبي الأسود، عن أبي عبد الله (ع)، قال: ذكر مسجد السهلة فقال: (أما إنه منزل صاحبنا إذا قدم بأهله).
                            وعن أبي بصير، عن أبي عبد الله ، قال: قال لي: (يا أبا محمد، كأني أرى نزول القائم  في مسجد السهلة بأهله وعياله...
                            كيف تستدل بهاتين الروايتين على اثبات الذرية للإمام المهدي (ع) في الغيبة بالتحديد ؟
                            د – كيف تستدل بوصية رسول الله (ص) على اثبات الذرية للإمام المهدي (ع) في الغيبة ؟


                            (4)


                            بين الخطأ وصححه إن وجد:

                            أ – صاحب الوصيات المذكور في أحد الروايات هو ابن الامام المهدي (ع).
                            ب – وصف (أول المؤمنين) للمهدي الأول؛ يعني أنه أول الحاكمين بعد أبيه (ع).
                            ج – أهل البيت (ع) معصومون ولا يكذبون في إخباراتهم، فإن قالوا في رجل شيئاً فلابد أن يتحقق فيه بالذات.
                            د – غيبة الإمام المهدي (ع) لا تعني أنه لا يمكنه الزواج واتخاذ الأهل والذرية.
                            هـ - الروايات التي تنص وتشير الى ذرية الإمام المهدي (ع) تنص على اثبات ذلك في دولة العدل الإلهي بالذات.

                            أسأل الله أن يوفقكم لنصرته ويمن عليكم وعليَّ بالعلم والمعرفة.
                            Last edited by الشيخ ناظم العقيلي; 23-04-2012, 19:03.

                            Comment

                            • ya fatema
                              مدير متابعة وتنشيط
                              • 24-04-2010
                              • 1738

                              #15
                              رد: ادلة الدعوة ـ الرد الحاسم ـ المرحلة 1 ـ شيخ ناظم ـ الدروس المكتوبة والتسجيلات

                              التسجيل الصوتي للدرس 11 (ان شاء الله يتم دمجها مع الدرس المكتوب عندما يضعه الاستاذ)
                              عن أمير المؤمنين ويعسوب الدين وقائد الغر المحجلين الإمام علي بن أبي طالب وصي رسول الله محمد صلوات الله عليهما
                              : ( إلهي كفى بي عزاً أن اكون لك عبداً وكفى بي فخراً أن تكون لي رباً أنت كما أحب فاجعلني كما تحب )

                              Comment

                              Working...
                              X
                              😀
                              🥰
                              🤢
                              😎
                              😡
                              👍
                              👎