إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

فلسفة العلة والمعلول

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • الفيلسوف العراقي
    عضو جديد
    • 08-12-2011
    • 1

    فلسفة العلة والمعلول

    فلسفة العلة والمعلول


    العلة والمعلول مصطلح من المصطلحات الفلسفية والكلامية على السواء،ويعتبر أهم الركائز التي يتكىءعليها الإلهيون في إثبات وجود الخالق سبحانه وتعالى!!!

    (فقانون العلية)

    هو أصل أدلة وجود الله عز وجل،وكل الأدلة الأخرى منبثقة عنه متفرعة عليه!!!

    وهذا يعني أن لقانون العلية أهمية كبرى في إثبات أهم الحقائق،وهي حقيقة:
    (وجود واجب الوجود عز وجل!!)

    بل وفي إثبات كل حقيقة أخرى سواء كانت علمية أو فلسفية أو كلامية أو عقلية..


    فلا يمكن إثبات أي حقيقة إلا من خلال قانون العلية!!،بل حتى إثبات وجود هذا الكون بكل
    ما فيه من موجودات مادية إنما هو يستند إلى قانون العلية!!!

    فإنكار هذا القانون يدفعنا إلى الشك في كل حقيقة بما في ذلك الشك في حقيقة وجود هذا الوجود!!

    ولا يمكنني الآن شرح هذا الكلام وإثباته،لأنه يدفعني إلى الإطالة،وإنما أحببت أن أشير إليه بهذه الإشارة المقتضبة المختصرة،لنتعرف على مدى أهمية قانون العلية فقط لا أكثر.

    الآن نأتي إلى شرح هذا المصطلح وبيان أقسامه:

    العلة:
    هي القوة الفاعلة والمؤثرة في غيرها.


    المعلول:
    هو الأثر المترتب على تلك العلة والناتج عنها.
    مثلاً:
    حمل المرأة هو نتيجة الاتصال الجنسي بين الجنسين:
    الذكر والأنثى.

    فالاتصال الجنسي علة والحمل معلول.
    وغليان الماء،سببه تعرض الماء إلى الحرارة.
    فالحرارة علة والغليان معلول.
    وهكذا في سائر الأمثلة


    أقسام العلة:
    تقسم العلة في الفلسفة كما في علم الكلام إلى عدة أقسام وفق اعتبارات مختلفة:

    1/العلة التامة والعلة الناقصة
    تنقسم العلة إلى قسمين:
    - علة تامة
    - علة ناقصة
    وذلك وفق استقلالها وعدمه استقلالها في التأثير.
    - العلة التامة
    وهي المستقلة في التأثير
    والضابط في تشخيصها هو:
    أنه يلزم من وجودها وجود المعلول ومن عدمها عدمه.
    - العلة الناقصة
    وهي التي تكون غير مستقلة في التأثير،وإنما مشاركة لغيرها.
    والضابط في تشخيصها:
    أنه لا يلزم من وجودها وجود المعلول،ولكن يلزم من عدم وجودهاعدم وجوده!!!
    بمعنى:
    أنه من الممكن أن تكون موجودة،ولا يترتب على وجودها وجود المعلول،ولكن إذا انعدمت استحال تحقق وجود المعلول.
    مثال على العلتين:

    التامة والناقصة
    نستطيع أن نقدم مثالا توضيحيا للعلتين
    التامة والناقصة
    (بالطاقة الكهربائية والسلك والنور المنبثق عن المصباح الكهربائي)
    فالنور لا يمكن أن ينبثق عن المصباح إلا من خلال اتصاله بالطاقة الكهربائية.
    فمتى ما اتصل بالطاقة أعطانا النور،ومتى
    ما نقطع عنها انقطع النور.
    أي يلزم من اتصال الطاقة بالمصباح انبثاق النور،ومن عدم اتصالها عدم انبثاقه.
    فتكون النتيجة:
    أن الطاقة الكهربائية هي علة تامة لانبثاق نور المصباح،لأننا عرفنا أن العلة التامة هي التي يلزم ن وجودها وجود المعلول ومن عدمها عدمه.
    ونور المصباح هو معلول للطاقة ويلزم من وجودها وجوده ومن عدمهاعدمه.
    أما السلك الكهربائي فهو حامل للشحنة الكهربائية من الطاقة إلى المصباح.
    بمعنى أن توصيل الطاقة إلى المصباح إنما يتم عن طريقه.
    فهو إذن علة في انبثاق النور من المصباح،لأنه هو الموصل تلك الطاقة إليه.
    ولكن لو دققنا لرأينا أنه لا يلزم من وجوده وجود النور،وإنما يلزم من عدم وجوده عدم وجوده!!
    فلو فصلنا السلك عن الطاقة وأبقيناه موصولا بالمصباح،فإن المصباح لن يعطينا نورا رغم اتصاله بذلك السلك.
    فهو إذن لا يلزم من وجوده وجود النور،فها هو متصل بالمصباح ومع ذلك لم نحصل على النور!!!
    وفي المقابل:
    لو افترضنا وجود الطاقة عندنا،ولكننا لم نتحصل على سلك كهربائي لإيصالها إلى المصباح،فلن تصل إليه،وبالتالي فهو لن يعطينا النور!!!
    إذن فوجود السلك مهم جدا في حصولنا على النور،بل لا يمكننا أن نحصل على النور مع عدم وجوده.
    إلى هنا نكون قد خرجنا بنتيجة وهي:
    أن وجود السلك لا يلزم منه وجود النور،ولكن عدم وجوده يلزم منه عدم وجوده،كما أنه غير مستقل في التأثير وإنما هو مشارك لغيره،وهذا الغير،هو:
    (الطاقة)
    إذ أنه يحمل الشحنة الكهربائية منها ويوصلها إلى المصباح.
    وقد عرفنا أن العلة الناقصة هي التي تكون غير مستقلة في التأثير وإنما هي مشاركة لغيرها،كما أنه لا يلزم من وجودها وجود المعلول،ولكن يلزم من عدم وجودها عدم وجوده.
    والسلك متصف بهذه الصفات فهو إذن علة ناقصة.

    2/التقسيم الرباعي للعلة
    تُقسم العلة وفق دورها في إيجاد المعلول،إلى أربعة أقسام،وهو التقسيم الأرسطي الرباعي المعروف منذ العصر الإغريقي إلى الآن وذلك على النحو التالي:

    - العلة الفاعلية
    وهي التي تفعل الفعل،وتفيض الوجود عليه.

    - العلة المادية
    وهي الأجزاء المادية التي يتكون ويتركب منها المعلول.

    - العلة الصورية
    وهي الجزء الذي يتكون منه شكل المعلول وصورته،وبها تتحقق شيئية الشيء.

    - العلة الغائية
    وهي الغاية المرادة من فعل الشيء وإيجاده.


    والأمثلة التي توضح لنا هذه الأقسام الأربعة كثيرة جدا،نأخذ منها مثال
    (الطاولة المكتبية)
    لتوضيح كل قسم من هذه الأقسام،وبيان دوره في عمل هذه الطاولة وإيجادها
    فالعلة الفاعلة هنا هي:
    (النجار)
    الذي قام بعمل هذه الطاولة وصنعها.
    والعلة المادية هي:
    (المواد التي تم صنع الطاولة منها)
    من خشب ومسامير..وغيرها
    والعلة الصورية هي:
    (الشكل أو الصورة التي ظهرت به هذه الطاولة)
    بأن تكون مستطيلة أو مربعة أو دائرية
    أو بيضاوية...وفيها أدراج،ولها أربع قوائم
    أو أقل أو أكثر.
    والعلة الغائية،هي:
    (الغرض أو الهدف والغاية التي من أجلها تم صنع هذه الطاولة)
    وهي أن نكتب عليها،أو نجتمع حولها...وغير ذلك من الغايات والأهداف.


    3/ تقسيم العلة الفاعلية إلى قسمين
    العلة الفاعلية تنقسم إلى قسمين:


    أ/ العلة الفاعلة بالاختيار.
    وهي التي تكون حرة مختارة،إن شاءت فعلت،وإن شاءت لم تفعل،فيمكنها الفعل كما يمكنها الترك.
    فأنا يمكنني أن أكتب وأن لا أكتب،وأنت يمكنك أن ترسم وأن لا ترسم،وهي يمكنها أن تقرأ وأن
    لا تقرأ...وهكذا.
    فأنا وأنت وهي..كلنا علل فاعلة بالاختيار،لأنه يمكننا الفعل وعدمه.

    ب/ العلة الفاعلة بالاضطرار
    وهي التي يمكنها الفعل ولا يمكنها الترك.
    بمعنى أنها إذا بدأت الفعل فلا يمكنها أن تتركه ولا أن تتوقف عنه من ذاتها،كالنار في إحراقها،والشمس في إشراقها،والبراكين في تدميرها،والزلازل في تخريبها...
    فهذه الأشياء إذا فعلت فلا يمكنها الكف عن فعلها.
    فأنا بإمكاني أن أكتب،ثم أتوقف عن الكتابة متى شئت،ولكن النار إذا بدأت في إحراق الشيء،فلا يمكنها أن تتوقف عن حرقه،كما أن الزلازل
    لا يمكنها أن تتوقف عن التدمير،والشمس
    لايمكنها التوقف عن الإشراق أو عن إعطاء الحرارة.
    إذن فهذه الأشياء وأمثالها،كلها فاعلة بالاضطرار.
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎