إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

بحوث عن الإمام المهدي وعصر الظهور – الحلقة السابعة

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • Be Ahmad Ehtadait
    مشرف
    • 26-03-2009
    • 4471

    بحوث عن الإمام المهدي وعصر الظهور – الحلقة السابعة

    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهم صل على محمد وآل محمد الائمه والمهديين وسلم تسليما

    العلامـــات:

    ان استخدام العلامات في وصف عملية الظهور هو المؤثر الاساسي في رسم الصورة.. وبطبيعة الحال فان العلامات وردت في الروايات بكثرة الى درجة اهملها الكثير من العلماء بمجرد تعارضها مع فهمهم.

    بينما ان الغاية من وراء كثرة العلامات والرمزية المتبعة في طرحها كانت للحفاظ على القضية من الانكشاف ووجوب التكتم والحذر فيها بصورة لايسمح من خلالها كشف أي سر من اسرارها الا في حينها،،

    ومن الامثلة على العلامات التي أسيء فهمها:-
    الفهم الدارج بان الظهور يكون في مكة ابتداءاً.
    ظهور الشمس من المغرب.
    مصاديق الشخصيات سواء الحقة او الباطلة.
    التوقيتات الخاصة بمراحل الظهور والتقدم والتأخر عن بعضها البعض.
    الصيحـــة.

    وهذه امثلة وحسب والا فالمسألة اشد تعقيداً واكثر اتساعا، ولو اردنا التفصيل حتى يكون المقصد واضحاً سوف اتطرق الى شرح بعض الامثلة السابقة مثل الصيحة.
    نلاحظ في الروايات ان الكلام في الصيحةعلى نحو الخصوص وعلى نحو العموم ويعطيها (المعنى على النحو الثاني) صفة الفردية وهذا يعطيها موقع واحد فقط في سيناريو الظهور وهو الفهم الدارج عند اغلب العلماءفي 23 / رمضان أي قبل القيام الذي يكون في محرم وهو تكون مواكبة لمقدمة الظهور، وقد اظهر السيد احمد الحسن (ع) بطلان هذا الطرح واحكمه باعتبار ان الصيحة تكون في 23 / رمضان باعتبار اقرارها، حالها حال جميع الاقدار التي وكلها الله سبحانه وتعالى الى الامام المهدي (ع) ليمضيها في ليلة القدر وتكون بذلك معلومة السماع من قبل طائفة من المؤمنين فقط وفيما يلي ذلك يكون الناس وحسب امور كثيرة متعلقة بالتوجه الحقيقي والاخلاص والعمل والنية وغيرها والله اعلم..

    ومن جهة اخرى تكون الصيحة في الروايات على نحو الخصوص فتذكر في مواقع كثيرة وعديدة اثناء سرد الاحداث في سيناريو الظهور فتارة تكون قبل الظهور وتارة اثناء المعارك وتارة في مراحل متأخرة جداً من الاحداث ومما يعني ان الصيحة تأخذ صفة التعددية لا الفردية (راجع فصل الخطاب في رؤيا اولي الالباب) احد اصدارات انصار الامام المهدي (ع)..

    وبهذا نلاحظ ان هذه العلاقة المهمة جداً وقد اشبعت بروايات كثيرة جداً نعطيها مفهوما صعباً لا يمكن ادراكه مطلقاً، ولقد اجتهد كل العلماء للوصول الى مفهوم الصيحة وحل اختلاف الروايات ولكن دون جدوى..
    واذا كانت هذه العلاقة المهمة محاطة بتلك الشبهات فكيف يمكن الاستفادة منها لمعرفة صاحب الحق وهذا السؤال يمكن ان يصاغ بصيغة اخرى..

    كيف نستدل على رجل بعلامة لا نفهمها؟ ولماذا وضعها اهل بيت الحكمة (ع) بهذه الرمزية المطبقة؟

    وتكون من اهم نتائج هذه النتيجة، هو التعتيم المقصود على صاحب الحق ودفع أي احتمال لانكشاف امره، الا في حالة واحدة وهي ان يظهر هو بنفسه محتجاً عليهم بعلمه ويكون دليله فك رموز تلك الروايات.

    عن مالك الجهني قال: قلت لأبي عبدالله (ع): (انا نصف صاحب هذا الامر بالصفة التي ليس بها احد من الناس، فقال لا والله لا يكون ذلك حتى يكون هو الذي يحتج عليكم ويدعوكم اليه) غيبة النعماني ص 321.

    وكمثال اخر كون العلامات مبهمة وتحتاج الى معصوم لاثباتها وحكمها للوصول الى غايتها!

    عن رسول الله (ص): (يحكم الحجاز رجل اسمه على اسم حيوان، اذا رأيته حسبت في عينه الحول من البعيد، واذا اقتربت منه لا ترى في عينه شيء، يخلفه أخ له اسمه عبدالله، ويل لشيعتنا منه(اعادها ثلاثاً) بشروني بموته ابشركم بظهور الحجة) مائتان وخمسون علامة ص 122.

    عن الصادق (ع) قال: (من يضمن لي موت عبدالله اضمن له القائم ثم قال (ع) اذا مات عبدالله لايجتمع الناس بعده على احد، ولم يتناهى هذا الامر دون صاحبكم ان شاء الله، ويذهب ملك السنين ويصير ملك الشهور والايام، فقلت: يطول ذلك قال (ع) كلا) بحار الانوار ج52 ص210.

    تكلمت الرواية الاولى عن علامة مهمة وهي موت احد ملوك الحجاز وقد قال السيد احمد الحسن (ع) انها تخص فهد ملك السعودية وانه لم يقصّر في مناصبة الشيعة العداء واخيراً فان الرواية تقول بشروني بموته أي بموت فهد ابشركم بظهور الحجة (وهذا من سياق الرواية) لذلك فهي تتحدث عن فهد ومن خلال اعطاء الصفات التي يتصف بها فهد تناولت عبدالله فكان الشرط بشروني بموته يخص فهد لا عبدالله.. مما يعني ان موت فهد هو علامة للظهور والرواية الثانية تتكلم عن عبد الله فقط وتحدد فترة حكمه بالشهور والايام لا بالسنين وهي الفترة التي يحكم فيها وعندما يموت يبشر الامام (ع) بالظهور المقدس، والنتيجة التي نخرج بها من الروايتين ان كلتاهما بشرت بظهور الامام (ع) على الرغم من انهمكا لاتتطابقان في التوقيت وهذا واضح فان هناك موعدان مختلفان الاول عند موت فهد ثم استلام عبدالله الحكم وبعد ذلك يكون الموعد الثاني عند وفاة عبدالله فماذا يعني هذا التعدد في التوقيت؟

    والجواب يحتمل احتمالين:-

    1- إن الروايتين لا تقصد قائم واحد بل قائمان اثنان فالاول هو اليماني والثاني هو الامام (ع) نفسه يحكم الحجاز بعد عبدالله.
    2- انها جميعا تشير الى بدء عملية الظهور سواء في فترة موت فهد او عند موت خليفته عبدالله أي انها تشير الى ان الامام (ع) قد ظهر امره وهذه جميعا علامات تشير لذلك الامر.. وفي كلا الاحتمالين يكون اسلوب الرمزية هو المعتمد، وهذا هو بيت القصيد فلا وجود للطرح المباشر المحكم في هذه الروايات مما يترتب عليه عدم الاخذ بظاهر الرواية والتسليم بوجود الممهد المخفي شخصه عن التصريح..

    ولنأخذ مثالا آخر يوضح هذا المعنى أي اعتبار الرمزية في الروايات الخاصة بالعلامات، وليكن مثالنا في ما يخص عدد العلامات:-

    وردت روايات كثيرة تحدد الظهور بعدد من العلامات ولو اردنا المرور عليها سريعا فالمقام لا يسع لمثل هذا البحث الكبير ولكن هو من باب الفات النظر، فيمكن تحديد اعداد العلامات حسب ما ورد في الروايات بثلاثة انواع:-

    1- العلامات الخمس
    2- العلامات العشر
    3- العلامات الكثيرة والمتفرقة

    اولا: العلامات الخمس:-

    وقد وردت انها حتمية ولكن فيها الشيء الكثيرمن عدم الوضوح وكمثال نذكر بعضها: (اليماني، السفياني، الخسف، الصيحة، النفس الزكية) اما البعض الاخر فانها تختلف بعلامة اليماني فتذكر بدلا عنه الخراساني وفي غيرها تذكر بدلا منه ايضا (كف تطلع في السماء)…
    والبعض يذكر انها حتمية وفي روايات اخرى لاتشير الى ذلك أي امكان حصول البداء فيها وتوجد لمثل هذه الشبهات مخارج وقد وضحتها كتب الانصار فيمكن مراجعة كتب (ايقاظ النائم واليماني والمهدي والمهديين و…).

    ثانيا: العلامات العشر:-

    وردت نفس الاشكالية في روايات العشر علامات:-

    ذكر امير المؤمنين (ع): (… الا وان لخروجه علامات عشرة فأولهن طلوع الكوكب ذي الذنب….) بشارة الاسلام ص88.
    عن رسول الله (ص): (عشرة قبل الساعة لابد منها السفياني والدجال والدخان والدابة وخروج القائم وطلوع الشمس من مغربها ونزول عيسى (ع) وخسف بالمشرق وخسف بجزيرة العرب ونار تخرج من قعر عدن تسوق الناس للمحشر) بشارة الاسلام ص 26.
    وغيرها والساعة تشير الى الامام المهدي (ع).
    وهذه العشر علامات تختلف فيما بينها وبين بقية الروايات فالعشرة التي في هذه الرواية هي ليست العشرة الواردة في رواية اخرى فهي اما ان تحتمل تغيير المسميات او تغيير المفاهيم والذي يهمنا هو ان الروايات في الحالتين اتخذت جانب الرمزية في تحديد العلامات.. والملاحظ ايضا ان من ضمن تلك العلامات كانت العلامات الحتمية.

    ثالثا / العلامات الكثيرة والمتفرقة:-

    والعلامات المنفردة كثيرة جدا ومن الامثلة عليها نضرب مثلا علامة تنكسف الشمس والقمر وهما آيتان لم تكونا منذ ان خلق الله آدم:ـ
    عن أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ: ((انِ تَكُونَانِ قَبْلَ قِيَامِ الْقَائِمِ ع لَمْ تَكُونَا مُنْذُ هَبَطَ آدَمُ إِلَى الْأَرْضِ تَنْكَسِفُ الشَّمْسُ فِي النِّصْفِ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ وَ الْقَمَرُ فِي آخِرِهِ فَقَالَ رَجُلٌ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ تَنْكَسِفُ الشَّمْسُ فِي آخِرِ الشَّهْرِ وَ الْقَمَرُ فِي النِّصْفِ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ع إِنِّي أَعْلَمُ مَا تَقُولُ وَ لَكِنَّهُمَا آيَتَانِ لَمْ تَكُونَا مُنْذُ هَبَطَ آدَمُ (ع))) الكافي ص 212 ج 8
    والعلامتان التي وردت في هذه الرواية لايمكن تحققهما على ارض الواقع تحت الاسباب الطبيعية وقد احتج احد الجالسين باستحالة حصول ذلك وايد الامام الباقر (ع) قول الرجل ولكنه اكد حصولهما ايضا فهل يمكن الخروج من هذا الطرح الا بنتيجة واحدة واضحة جلية وهي ان الرمزية وحدها هي المقصودة في طرح العلامات لغرض الحفظ من ناحية ولغرض الاحتجاج بهالاحقا من قبل الامام المهدي (ع)، وهذا مثال فقط والا فالعلامات اغلبها اتخذهت هذا المنهج في الطرح للغرض ذاته فنحيل القارىء لكتب العلامات التي تزخر بها المكتبة الشيعية.


    ( صحيفة الصراط المستقيم – العدد 44 – بتاريخ 24-5-2011 م – 7 جمادى الثاني 1432 هـ.ق)



    متى يا غريب الحي عيني تراكم ...وأسمع من تلك الديار نداكم

    ويجمعنا الدهر الذي حال بيننا...ويحظى بكم قلبي وعيني تراكم

    أنا عبدكم بل عبد عبد لعبدكم ...ومملوككم من بيعكم وشراكم

    كتبت لكم نفسي وما ملكت يدي...وإن قلت الأموال روحي فداكم

    ولي مقلة بالدمع تجري صبابة...حرام عليها النوم حتى تراكم

    خذوني عظاما محملا أين سرتم ...وحيث حللتم فادفنوني حذاكم
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎