إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

جزاء الصابرات – الجزء الثالث

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • Be Ahmad Ehtadait
    مشرف
    • 26-03-2009
    • 4471

    جزاء الصابرات – الجزء الثالث

    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهم صل على محمد وآل محمد الائمه والمهديين وسلم تسليما

    ( وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ 41 ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ 42 وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنَّا وَذِكْرَى لِأُوْلِي الْأَلْبَابِ ) .
    السيدة رحمة :
    قد بينا في المواضيع السابقة كل من السيدة اسية بنت مزاحم و وقوفها مع حجة الله في زمانها و السيدة مريم وتسليمها لامر الله و مؤازرتها لحجة الله , وفي هذا الموضوع نتناول موعظة جديدة وقصة لا تخلو من المواعظ و العبر في جزاء الصابرات ،
    فأننا لا نريد ان يكون الموضوع للقراءة فقط بل اختيار كل منا دور لامرأة صابرة مؤمنة بكلمات الله من حيث الغيب و التصديق بالوعد الالهي والانصياع لامر الله فنجد في قصة السيدة رحمة و صبرها مع حجة الله انها لا تقل عن قريناتها صبرا و تحملاً و تسليما لامر الله لكن هنا معركتها كانت عظيمة وشرسة لانها معركة مع الشيطان .
    فهذه السيدة كانت زوجة وام تعيش في نعيم الايمان و الرحمة الالهية و من ثم بدأت تتوالى عليها وعلى زوجها الاختبارات الالهية في جميع الزينة الدنيوية من اموال و بنين و جميع زخارف الدنيا فكانت هي الوحيدة التي وقفت مع زوجها و شاطرته جميع هذه الابتلاءات , و احتملت بما لديها من قوة و صبر و ايمان , فكانت الزوجة العظيمة التي تكدح و تتحمل و ترعى نبي الله ايوب (ع) و تشاركه في جميع ابتلاءاته و هي صابرة و مؤازرة له , و قد سؤل الامام الصادق (ع) عن بلية ايوب (ع) التي ابتلي بها في دار الدنيا لأي علة كانت ؟ فأجاب (ع) : ( انما كان بلاؤه لنعمة انعم الله عز و جل عليه في الدنيا و أدى شكرها , و كان في ذلك الزمان لا يحجب ابليس دون العرش فلما صعد و رأى شكر نعمة ايوب (ع) حسده ابليس فقال : يا رب ان ايوب (ع) لم يؤد اليك شكر هذه النعمة الا بما اعطيته في الدنيا و لو حرمته دنياه ما ادى اليك شكر نعمة ابداً , فسلطني على دنياه حتى تعلم انه لم يؤد اليك شكر نعمة ابداً .
    فقال الباري عز و جل : قد سلطتك على ماله و ولده , قال (ع) : فانحدر ابليس فلم يبقي له مالا ً و لا ولداً الا اعطبه ( اهلكه ) فازداد ايوب (ع) لله شكراً و حمداً , قال : فسلطني على زرعه يا رب , قال : قد فعلت , فجاء مع شياطينه فنفخ فيه فاحترق فازداد ايوب (ع) لله شكراً و حمداً , فقال : يا رب سلطني على بدنه , فسلطه على بدنه ما خلا عقله و عينيه فنفخ فيه ابليس فصار قرحة واحدة من قرنه الى قدمه , فبقي في ذلك دهراً طويلاً بحمد الله و شكره )
    فمرت الايام و السنين و هي صابرة مطيعة لأمر الله من خلال تحملها لمرض النبي ايوب (ع) و هو حجة الله في ارضه في ذلك الزمان فلم تهمله يوماً من الايام او تتضجر لأنها فقدت كل شيء يعول عليها بالراحة الدنيوية فهي حفيدة النبي يوسف (ع) و هذا النسب لا يزيدها الا طهارة و عفة و تعجيز للشيطان على اغرائها،
    و في ذات يوم حيث انها خرجت لتجلب الخبز لنبي الله ايوب (ع) فتمثل لها الشيطان بصورة امرأة و قال لها : اليوم زفاف ابنتي و اريد احدى ضفيرتيك لأزين بها ابنتي مقابل رغيفتي خبز فوقفت متحيرة تعود لزوجها المريض بلا طعام او تعطي ضفيرتها مقابل الخبز فأعطت ظفيرتها و جلبت الخبز و عندما عادت لزوجها و رأى ظفيرتها مقطوعة حلف عليها ان يضربها مائة جلده ثم رفع رأسه الى السماء و دعى الله (وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ) فجاء الجواب من الله (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ ) و اذ بالابتلاء ينجلي عن ايوب و زوجته و لم يتمكن الشيطان ( لعنه الله ) من ايهامها او التقليل من صبرها و ظفيرتها كانت الثمن لخلاص الامتحان حيث كرمها الله سبحانه بحزمة من الريحان ليفي زوجها بقسمة . و في حديث للرسول محمد ( ص) مع حولاء قال : ( … يا حولاء ! يجب على المرأة ان تصبر على زوجها على الضر و النفع , و تصبر على الشدة و الرخاء كما صبرت زوجة ايوب (ع) المبتلى , صبرت على خدمته ثماني عشر سنة تحمله على عاتقها مع الحاملين و تطحن مع الطاحنين و تغسل مع الغاسلين و تأتيه بكسرة يأكلها و يحمد الله عز و جل و كانت تلقيه في الكساء و تحمله على عاتقها شفقة و احساناً الى الله و تقرباً اليه عز و جل ) .
    يا حولاء ! و الذي بعثني بالحق نبياً و رسولاً كل امرأة صبرت على زوجها في الشدة و الرخاء كانت مطيعة له و لأمره حشرها الله تعالى مع امرأة ايوب (ع) ) .


    ( صحيفة الصراط المستقيم – العدد 33 – السنة الثانية – بتاريخ 8-3-2011 م – 2 ربيع الثاني 1432 هـ.ق)



    متى يا غريب الحي عيني تراكم ...وأسمع من تلك الديار نداكم

    ويجمعنا الدهر الذي حال بيننا...ويحظى بكم قلبي وعيني تراكم

    أنا عبدكم بل عبد عبد لعبدكم ...ومملوككم من بيعكم وشراكم

    كتبت لكم نفسي وما ملكت يدي...وإن قلت الأموال روحي فداكم

    ولي مقلة بالدمع تجري صبابة...حرام عليها النوم حتى تراكم

    خذوني عظاما محملا أين سرتم ...وحيث حللتم فادفنوني حذاكم
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎