إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

النصوص التي استدل بها المسيحيون على عقيدة التثليث -9-

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • Be Ahmad Ehtadait
    مشرف
    • 26-03-2009
    • 4471

    النصوص التي استدل بها المسيحيون على عقيدة التثليث -9-

    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهم صل على محمد وآل محمد الائمه والمهديين وسلم تسليما

    واستدلوا بقوله: (السماء والأرض تزولان ولكن كلامي لا يزول)([1]).
    لا يزول كلام عيسى (عليه السلام) لأنه حق ومن الله تعالى، لا لأن عيسى هو الله تعالى. وكلام عيسى (عليه السلام) وحي من الله، فهو من هذه الجهة يُنسب إلى الله، أي إنه كلام الله، وكلام الله لا يزول. ورد في إنجيل يوحنا: ( 30أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئًا. كَمَا أَسْمَعُ أَدِينُ، وَدَيْنُونَتِي عَادِلَةٌ، لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي )([2]).
    وفيه أيضاً: ( 49لأَنِّي لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنْ نَفْسِي، لكِنَّ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً: مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّمُ. 50وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ وَصِيَّتَهُ هِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ. فَمَا أَتَكَلَّمُ أَنَا بِهِ، فَكَمَا قَالَ لِي الآبُ هكَذَا أَتَكَلَّمُ )([3]).
    واستدلوا بقول عيسى (عليه السلام) : (دفع إلي كل سلطان في السماء وعلى الأرض)([4]).
    يكفي أن نقول هنا إن عيسى (عليه السلام) يصرح بأن كل هذا قد دُفع له، أي إن الله هو من منحه هذا وخوله فيه، فهو فقير من هذه الجهة لمن دفعه له ومنحه إياه. وعليه فإن القول بدلالة هذا النص على إلوهيته لابد أن يتبعه تقييد بأنها إلوهية فقيرة لله تعالى، وليست مطلقة.
    واستدلوا بقول عيسى (عليه السلام) : (اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم، وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس)([5]).
    قبل كل شيء لم ينص هذا القول على أن كلاً من هؤلاء الثلاثة هو إله، بل ولا يمكن لأحد أن يزعم إننا لا نستطيع أن نفهم منه التالي: عمدوهم باسم الله ورسوله عيسى (عليه السلام) والروح القدس.
    بل حتى لو قلنا إن النص يدل على الإلوهية، فلا دليل فيه على إنها إلوهية مطلقة، أي إنه لا يقتضي أن يكون الثلاثة متساوون وكل منهم لاهوت مطلق.
    وأيضاً لا دليل في النص على أن هؤلاء الثلاثة واحد كما يزعمون في شأن التثليث، نعم استدلوا بأن عيسى قال ( باسم ) ولم يقل ( بأسماء ) وزعموا أنه يدل على أنهم واحد.
    يقول البابا شنودا:
    ( هنا يقول (باسم) و لم يقل ( بأسماء ) مما يدل علي أن الثلاثة هم واحد )([6]).
    هذا الكلام فيه مغالطة لأن من المعروف على مستوى اللغة إن من الجواز إفراد المضاف وتعدد المضاف إليه، كما في قوله تعالى:
    ( أُوْلَئِكَ جَزَآؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ )([7]).
    وأيضا ورد في سفر التثنية: ( 20وَأَمَّا النَّبِيُّ الَّذِي يُطْغِي، فَيَتَكَلَّمُ بِاسْمِي كَلاَمًا لَمْ أُوصِهِ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ، أَوِ الَّذِي يَتَكَلَّمُ بِاسْمِ آلِهَةٍ أُخْرَى، فَيَمُوتُ ذلِكَ النَّبِيُّ )([8]).
    وفي سفر الملوك الأول: (24ثُمَّ تَدْعُونَ بِاسْمِ آلِهَتِكُمْ وَأَنَا أَدْعُو بِاسْمِ الرَّبِّ. وَالإِلهُ الَّذِي يُجِيبُ بِنَارٍ فَهُوَ اللهُ. فَأَجَابَ جَمِيعُ الشَّعْبِ وَقَالُوا: الْكَلاَمُ حَسَنٌ )([9]).
    وهذه النصوص أيضاً تضيف الجمع إلى المفرد، فهل يقولون إن الآلهة الوثنية المتعددة هي إله واحد وليس في الوثنية تعددية، أم إن إضافتهم إلى المفرد ( اسم ) منشؤه إنهم يمثلون جهة واحدة ؟
    نعم إن إضافة ( الآب والابن والروح القدس ) إلى ( اسم ) يدل على أنهم جهة واحدة، لا إنهم واحد.
    أيضاً وردت صيغة للتعميد في أعمال الرسل تعارض الصيغة المستدل بها، الأمر الذي يشير إلى إمكانية أن تكون يد التلاعب بالنصوص قد امتدت إليها من أجل تثبيت عقيدة التثليث:
    (38فَقَالَ لَهُمْ بُطْرُسُ : تُوبُوا وَلْيَعْتَمِدْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ عَلَى اسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ لِغُفْرَانِ الْخَطَايَا، فَتَقْبَلُوا عَطِيَّةَ الرُّوحِ الْقُدُسِ )([10]).
    واستدلوا بقوله: (وها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر)([11]).
    هذه النصوص ورد عن عيسى (عليه السلام) ما يتعارض معها تماماً، من قبيل قوله: (الفقراء معكم في كل حين، وأما أنا فلست معكم في كل حين)([12])، وقال: (أنا معكم زماناً يسيراً بعدُ، ثم أمضي إلى الذي أرسلني)([13])، وقال: (ولستُ أنا بعدُ في العالم)([14]).
    الأمر الذي يقتضي رفع التعارض بينها من خلال إيجاد التأويل المناسب لها.
    وفي هذا الصدد نقول: ممكن أن يكون المقصود من النص المستدل به إن عيسى (عليه السلام) لم يمت، بل رفعه الله تعالى وإنه سينزل في آخر الزمان، كما هو ثابت في مصادر المسلمين. ومعنى (معكم) هو إنه باق في هذه الحياة، أما عبارة ( إلى انقضاء الدهر ) فيراد منها المدة الطويلة.
    أما النصوص الأخرى فيراد منها إنه وإن كان حياً، ولكنه في مكان آخر بعيد عن الأرض([15])، وليس بين الناس.
    وكذلك يمكن أن نفهم من النص المستدل به إن عيسى معهم بمعنى أنه يرعاهم، كما سبق أن قلنا في مقال سابق، أو إن ذكره يبقى في قلوب المؤمنين به، وخلوده من قبيل خلود الحقائق، فالله سبحانه وتعالى ينتصر للحق ويمنحه الخلود.
    فكونه معهم إذن يعني إنه معهم مجازاً لا حقيقة.
    وهذا النوع من المعية المجازية لا تكاد تحصى نصوصها، ومنها قول يحزيئيل بن زكريا مثبتاً اليهود في حربهم ( قفوا اثبتوا، وانظروا خلاص الرب معكم، يا يهوذا وأورشليم لا تخافوا ولا ترتاعوا، غداً اخرجوا للقائهم، والرب معكم) ([16]).
    ومثله قول موسى: (لأن الرب إلهكم سائر معكم، لكي يحارب عنكم أعداءكم ليخلصكم)([17]) وقال عزريا بن عوديد : (الرب معكم ما كنتم معه، وإن طلبتموه يوجد لكم، وإن تركتموه يترككم) ([18]).
    فحضوره معهم حضور روحي معنوي، كما في قول بولس لأهل كولوسي: (فإني وإن كنت غائباً في الجسد، لكني معكم في الروح فرحاً وناظراً ترتيبكم ومتانة إيمانكم في المسيح)([19])، ومثله: ( فإني أنا كأني غائب بالجسد ولكن حاضر بالروح قد حكمت كأني حاضر في الذي فعل هذا هكذا )([20]).
    واستدلوا بقوله بعد أن خلص مجنون كورة الجدريين: (اذهب إلى بيتك وإلى أهلك واخبرهم كم صنع الرب بك ورحمك)([21]).
    هنا يقال لمن يستدل بهذا النص: إن عيسى (عليه السلام) ينسب الفعل لله تعالى، فالله هو من خلص المجنون على يدي عيسى، وبعبارة أخرى إن هذه المعجزة أو الكرامة قد جرت على يد عيسى بإذن الله تعالى، وكم مثلها وأكبر منها قد جرت على أيدي الأنبياء بإذن الله تعالى.
    فالاستدلال بمثل هذا النص ينبني على تحكم في فهم النصوص للأسف الشديد. فعيسى حين ينسب الفعل لله تعالى يأتي المستدل ويقول إنه قال عن نفسه إنه الرب!
    ([1]) متى: 24- 35.
    ([2]) يوحنا-5.
    ([3]) يوحنا-13.
    ([4])متى:28- 18.
    ([5])متى: 28- 20.
    ([6]) سنوات مع أسئلة الناس: السؤال رقم 4.
    ([7]) سورة آل عمران:87.
    ([8]) تثنية:18.
    ([9]) ملوك الاول:18.
    ([10]) أعمال الرسل:2- 38.
    ([11]) متى: 28- 20.
    ([12]) متى: 26-11.
    ([13]) يوحنا: 7-33.
    ([14]) يوحنا: 17-11.
    ([15]) سيأتي توضيح لهذه المسألة في موضع آخر من الكتاب.
    ([16]) الأيام: (2) 20/17.
    ([17]) التثنية: 20/4.
    ([18]) الأيام: (2) 15-2.
    ([19]) كولوسي: 2-5.
    ([20]) كورنثوس: (1) 5-3.
    ([21]) مرقس:5- 19.

    (صحيفة الصراط المستقيم ـ العدد 11 ـ الصادر بتاريخ 26 شوال 1431 هـ الموافق ل 05/10/2010 م)



    متى يا غريب الحي عيني تراكم ...وأسمع من تلك الديار نداكم

    ويجمعنا الدهر الذي حال بيننا...ويحظى بكم قلبي وعيني تراكم

    أنا عبدكم بل عبد عبد لعبدكم ...ومملوككم من بيعكم وشراكم

    كتبت لكم نفسي وما ملكت يدي...وإن قلت الأموال روحي فداكم

    ولي مقلة بالدمع تجري صبابة...حرام عليها النوم حتى تراكم

    خذوني عظاما محملا أين سرتم ...وحيث حللتم فادفنوني حذاكم
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎