إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

الشورى في المـــــيزان - الحلقة الرابعة

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • Be Ahmad Ehtadait
    مشرف
    • 26-03-2009
    • 4471

    الشورى في المـــــيزان - الحلقة الرابعة

    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهم صل على محمد وآل محمد الائمه والمهديين وسلم تسليما

    وينبغي الالتفات إلى أمر هام؛ وهو أن كل من طالب بالخلافة ادعى الرحم والقربى من محمد (ص) مما يجعله هو الأحق بالخلافة، وأول من بدأ بذلك أبو بكر وعمر في السقيفة حيث صرّحا بعدم إمكانية أحد منازعتهم الخلافة لأنهم أمس رحماً برسول الله وعشيرته وأقرباؤه الذين لا تعدوهم الخلافة.
    فاسقطا دعوى الأنصار بذلك كل ذلك استناداً للأحاديث التي مر ذكرها التي يبين أن الأئمة من قريش، ومن هنا قد أوقع قول عمر: لو كان سالم مولى حذيفة لوليته ابن خلدون وغيره من جهابذة علماء أهل السنة في حيص وبيص لعدم كون سالم قرشياً فضلاً عن كونه أمس رحماً برسول الله من غيره !!
    حتى أن ابن كثير صرح في فتنة محمد بن الأشعث الكندي قائلاً: ( والعجب كل العجب من هؤلاء الذين بايعوه بالإمارة، وليس هو من قريش، وإنما هو كندي من اليمن، وقد اجتمع الصحابة يوم السقيفة على أن الإمارة لا تكون إلا في قريش، واحتج عليهم الصديق بالحديث في ذلك ، حتى أن الأنصار سألوا أن يكون منهم أمير مع أمير المهاجرين ، فأبى الصديق عليهم ذلك . . ثم مع هذا كله ضرب سعد بن عبادة ، الذي دعا إلى ذلك أولاً، ثم رجع عنه) ([1]).
    فتراه يستشكل في عمل من بايعوا محمد بن الأشعث بإمرة المؤمنين ، التي رآها مخالفة للإجماع المدعى يوم السقيفة على أنّ الخلافة في قريش.
    والغريب أنه يقول بالإجماع في الوقت الذي يذكر مخالفة سعد بن عبادة لخلافة الخليفة الأول، لكنه أراد أن يهون الخطب فقال (ثم رجع عنه)، والحال أن الثابت تاريخياً أنه لم يرجع عن ذلك وكان على خلاف معهم حتى اغتيل في الشام.
    وجاء بنو أمية ، فعرفوا أنفسهم ذوي قربى النبي صلى الله عليه وآله حتى لقد حلف عشرة من قواد أهل الشام ، وأصحاب النعم والرياسة فيها للسفاح : على أنهم لم يكونوا يعرفون إلى أن قتل مروان ، أقرباء للنبي صلى الله عليه وآله ، ولا أهل بيت يرثونه غير بني أمية . حتى أن إبراهيم بن المهاجر البجلي ، الموالي للعباسيين قد نظم قضية هؤلاء الأمراء شعراً، فقال:
    أيها الناس اسمعوا أخبركم عجبا زاد على كل العجب
    عجبا من عبد شمس إنهم فتحوا للناس أبواب الكذب
    ورثوا أحمد فيما زعموا دون عباس بن عبد المطلب
    كذبوا والله ما نعلـمه يحرز الميراث إلاّ مـن قرب ([2]).
    ويقول الكميت عن دعوى بني أمية هذه:
    وقالوا : ورثناها أبانا وأمنا ولا ورثتهم ذاك أم ولا أب ([3]).
    وقالت أروى بنت الحارث بن عبد المطلب لمعاوية : ( . . ونبينا صلى الله عليه وآله هو المنصور، فوليتم علينا من بعده، تحتجون بقرابتكم من رسول الله صلى الله عليه وآله ، ونحن أقرب إليه منكم ، وأولى بهذا الأمر …) ([4]).
    ثم جاء العباسيون، وادعوا نفس هذه الدعوى ، كما هو واضح من النصوص التي ذكرناها ، ونذكرها.
    وهذا يعني أن العامل النسبي قد لعب دوراً هاماً في الخلافة الإسلامية، وكان الناس بسبب جهلهم، وعدم وعيهم لمضامين الإسلام يصدقون ويسلمون بأن القربى النسبية تكفي وحدها في أن تجعل لمدعيها الحق في منصب الخلافة.
    إلاّ أن حقيقة الأمر هي غير ذلك ، فإن منصب الخلافة في الإسلام ، لا يدور مدار القربى النسبية منه، بل هو يدور مدار الأهلية والجدارة، والاستعداد الذاتي لقيادة الأمة قيادة صالحة ، كما كان النبي صلى الله عليه وآله يقودها ، و لو رجعنا إلى النصوص القرآنية وإلى ما ورد عن النبي صلى الله عليه وآله بشأن الخليفة بعده، لا نعثر على نص واحد منها يفهم منه أن استحقاق الخلافة يدور مدار القربى النسبية منه صلى الله عليه وآله فقط، وكون خلفائه الحقيقين هم قرباه، لا يعني أنهم أصبحوا خلفائه بسبب قربهم النسبي منه، بل لأن الأهلية، والجدارة الحقيقية لهذا النصب قد انحصرت في الخارج فيهم.
    وقد أنكر علي عليه السلام مبدأ استحقاق الخلافة بالقرابة والصحابة أشد الإنكار، فقد جاء في نهج البلاغة قوله u: واعجباه أتكون الخلافة بالصحابة والقرابة.
    وروي له شعر في هذا المعنى:
    فإن كنت بالشورى ملكت أمورهـم فكيف بهذا والمشيرون غيب
    وإن كنت بالقربى حججت خصيمهم فغـيرك أولى بالنبي وأقرب ([5]) ؟!.
    لماذا الشورى؟
    هذه الفكرة طرحت وحدثت بسبب، سيأتينا الآن من صحيح البخاري، وغيره من المصادر مع فوراق في العبارات.
    روى البخاري: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله ، حدثني إبراهيم بن سعد ، عن صالح ، عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود ، عن ابن عباس قال : كنت أقرئ رجالاً من المهاجرين منهم عبد الرحمن بن عوف ، فبينما أنا في منزله بمنى وهو عند عمر بن الخطاب في آخر حجة حجها، إذ رجع إليّ عبد الرحمن فقال: لو رأيت رجلاً أتى أمير المؤمنين اليوم فقال: يا أمير المؤمنين، هل لك في فلان يقول: لو قد مات عمر لقد بايعت فلاناً، فوالله ما كانت بيعة أبي بكر إلاّ فلتة فتمت، فغضب عمر ثم قال : إني إن شاء الله لقائم العشية في الناس، فمحذرهم هؤلاء الذين يريدون أن يغصبوهم أمورهم.
    قال عبد الرحمن فقلت : يا أمير المؤمنين ، لا تفعل ، فإن الموسم يجمع رعاء الناس وغوغائهم ، فإنهم هم الذين يغلبون على قربك حين تقوم في الناس ، وأنا أخشى أن تقوم فتقول مقالة يطيرها عنك كل مطير ، وأن لا يعوها ، وأن لا يضعوها على مواضعها ، فأمهل حتى تقدم المدينة ، فإنها دار الهجرة والسنة ، فتخلص بأهل الفقه وأشراف الناس فتقول ما قلت متمكنا ، فيعي أهل العلم مقالتك ويضعونها على مواضعها ، فقال عمر : أما والله إن شاء الله لأقومن بذلك أول مقام أقومه بالمدينة .
    قال ابن عباس: فقدمنا المدينة في عقب ذي الحجة ، فلما كان يوم الجمعة عجلنا الرواح حين زاغت الشمس ، حتى أجد سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل جالسا إلى ركن المنبر، فجلست حوله تمس ركبتي ركبته ، فلم أنشب أن خرج عمر بن الخطاب ، فلما رأيته مقبلا قلت لسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل : ليقولن العشية مقالة لم يقلها منذ استخلف ، فأنكر علي – سعيد بن زيد – وقال : ما عسيت أن يقول ما لم يقل قبله ؟ فجلس عمر على المنبر ، فلما سكت المؤذنون قام فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال : أما بعد ، فإني قائل لكم مقالة ، قد قدر لي أن أقولها ، لا أدري لعلها بين يدي أجلي ، فمن عقلها ووعاها فليحدث بها حيث انتهت به راحلته ، ومن خشي أن لا يعقلها فلا أحل لأحد أن يكذب علي ، إن الله بعث محمدا ( صلى الله عليه وسلم ) بالحق ، وأنزل عليه الكتاب ، فكان مما أنزل آية الرجم ، فقرأناها وعقلناها ووعيناها ، فلذا رجم رسول الله ورجمنا بعده ، فأخشى إن طال بالناس زمان أن يقول قائل والله ما نجد آية الرجم في كتاب الله ، فيضل بترك فريضة أنزلها الله ، والرجم في كتاب الله حق على من زنى إذا أحصن من الرجال والنساء ، إذا قامت البينة ، أو كان الحبل أو الاعتراف . ثم إنا كنا نقرأ في ما نقرأ من كتاب الله : أن لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم أن ترغبوا عن آبائكم ([6]). ثم إن رسول الله قال : لا تطروني كما أطري عيسى بن مريم ، وقولوا عبد الله ورسوله . ثم إنه بلغني أن قائلا منكم يقول : والله لو مات عمر بايعت فلانا ، فلا يغترن امرؤ أن يقول : إنما كانت بيعة أبي بكر فلتة وتمت ، ألا وإنها قد كانت كذلك ولكن الله وقى شرها ، وليس منكم من تقطع الأعناق إليه مثل أبي بكر . من بايع رجلاً من غير مشورة من المسلمين ، فلا يبايع هو ولا الذي بايعه تغرة أن يقتلا . وإنه قد كان من خبرنا حين توفى الله نبيه ( صلى الله عليه وسلم ) أن الأنصار خالفونا ، واجتمعوا بأسرهم في سقيفة بني ساعدة ، وخالف علينا علي والزبير ومن معهما ، واجتمع المهاجرون إلى أبي بكر ، فقلت لأبي بكر : يا أبا بكر انطلق بنا إلى إخواننا هؤلاء من الأنصار ، فانطلقنا نريدهم ، فلما دنونا منهم ، لقينا منهم رجلان صالحان ، فذكرا ما تمالأ عليه القوم ، فقالا : أين تريدون يا معشر المهاجرين ؟ فقلنا : نريد إخواننا هؤلاء من الأنصار ، فقالا : لا عليكم أن لا تقربوهم أخذوا أمركم ، فقلت : والله لنأتينهم ، فانطلقنا حتى أتيناهم في سقيفة بني ساعدة ، فإذا رجل مزمل بين ظهرانيهم ، فقلت : من هذا ؟ فقالوا : هذا سعد بن عبادة ، فقلت : ما له ؟ قالوا : يوعك ، فلما جلسنا قليلا تشهد خطيبهم ، فأثنى على الله بما هو أهله ، ثم قال : أما بعد ، فنحن أنصار الله ، وكتيبة الإسلام ، وأنتم معشر المهاجرين رهط ، وقد دفت دافة من قومكم ، فإذا هم يريدون أن يختزلونا من أصلها ، وأن يحضوننا من الأمر . فلما سكت أردت أن أتكلم ، وكنت زورت مقالة أعجبتني أريد أن أقدمها بين يدي أبي بكر ، وكنت أداري منه بعض الحد ، فلما أردت أن أتكلم قال أبو بكر : على رسلك ، فكرهت أن أغضبه ، فتكلم أبو بكر ، فكان هو أحلم مني وأوقر ، والله ما ترك من كلمة أعجبتني في تزوير إلا قال في بديهته مثلها أو أفضل منها ، حتى سكت ، فقال : ما ذكرتم فيكم من خير فأنتم له أهل ، ولن يعرف هذا الأمر إلا لهذا الحي من قريش ، هم أوسط العرب نسبا ودارا ، وقد رضيت لكم أحد هذين الرجلين ( يعني أبو عبيدة وعمر ) فبايعوا أيهما شئتم ، فأخذ بيدي ويد أبي عبيدة بن الجراح وهو جالس بيننا ، فلم أكره مما قال غيرها ، كان والله لأن أقدم فتضرب عنقي لا يقربني ذلك من إثم أحب إلي من أن أتأمر على قوم فيهم أبو بكر ، اللهم إلا أن تسول إلي نفسي عند الموت شيئا لا أجده الآن . فقال قائل من الأنصار : أنا جذيله المحكك وعذيقها المرجب ، منا أمير ومنكم أمير يا معشر قريش ، فكثر اللغط وارتفعت الأصوات ، حتى فرقت من الاختلاف . فقلت : أبسط يدك يا أبا بكر ، فبسط يده ، فبايعته وبايعه المهاجرون ، ثم بايعته الأنصار ، ونزونا على سعد بن عبادة ، فقال قائل منهم : قتلتم سعد بن عبادة ، فقلت : قتل الله سعد بن عبادة . قال عمر : وإنا والله ما وجدنا فيما حضرنا من أمر أقوى من مبايعة أبي بكر ، خشينا إن فارقنا القوم ولم تكن بيعة أن يبايعوا رجلا منهم بعدنا ، فإما بايعناهم على ما لا نرضى ، وإما نخالفهم فيكون فساد . فمن بايع رجلا عن غير مشورة من المسلمين ، فلا يبايع هو ولا الذي بايعه تغرة أن يقتلا ([7]).
    فإنّ ابن عباس يُقرء جماعة القرآن في دار عبد الرحمن بن عوف في منى ، فجاء رجل وقال لعمر ( يا أمير المؤمنين، هل لك في فلان يقول: لو قد مات عمر لقد بايعت فلاناً، فوالله ما كانت بيعة أبي بكر إلاّ فلتة فتمت، فغضب عمر ثم قال: إني إن شاء الله لقائم العشية في الناس، فمحذرهم هؤلاء الذين يريدون أن يغصبوهم أمورهم ).
    ولم نعرف القائل الذي قال لو مات عمر لبايعت فلاناً، ومن هو فلان الذي أراد أن يبايعه ؟
    فهذا القائل يقول إن بيعة أبي بكر فلته ولو مات عمر لبايعت فلاناً، وهنا دق جرس الإنذار عن عمر وبدت عليه علامات الغضب وأراد بانّ يخطب بالناس في الحج لكن منعه عبد الرحمن بن عوف واتفق معه ان يكون ذلك عند رجوعه المدينة قائلاً يا أمير المؤمنين ، لا تفعل، فإن الموسم يجمع رعاء الناس وغوغائهم ، فإنهم هم الذين يغلبون على قربك حين تقوم في الناس ، وأنا أخشى أن تقوم فتقول مقالة يطيرها عنك كل مطير ، وأن لا يعوها ، وأن لا يضعوها على مواضعها ، فأمهل حتى تقدم المدينة ، فإنها دار الهجرة والسنة ، فتخلص بأهل الفقه وأشراف الناس فتقول ما قلت متمكنا ، فيعي أهل العلم مقالتك ويضعونها على مواضعها ، فقال عمر : أما والله إن شاء الله لأقومن بذلك أول مقام أقومه بالمدينة ).
    وبالفعل حينما رجع للمدينة خطب بالناس وتقدمت خطبته التي هدد فيها المبايع والمبايع له، وحدد مسألة الشورى، فالذي دعاه إلى الشورى هو مقولة ذلك القائل الذي قال لو مات عمر لبايعت فلاناً.
    فمن هو القائل يا ترى ولمن يريد أن يبايع ؟
    والظاهر إنّ أمير المؤمنين (ع) وطلحة والزبير وعمار وجماعة معهم كانوا في منى، وكانوا مجتمعين فيما بينهم يتداولون الحديث ، وهناك طرحت هذه الفكرة أن لو مات عمر لبايعنا فلاناً، ينتظرون موت عمر حتى يبايعوا فلانا ، اصبروا حتى نعرف من فلان ؟ ثم أضافوا أن بيعة أبي بكر كانت فلتة، فأولئك الجالسون هناك، الذين كانوا يتداولون الحديث فيما بينهم قالوا: إن بيعة أبي بكر كانت فلتة، يريدون أن تلك الفرصة مضت، وإنا قد ضيعنا تلك الفرصة، وخرج الأمر من أيدينا، لكن ننتظر فرصة موت عمر فنبايع فلاناً.
    ولقد نقل ابن حجر اسم المبايع والمبايع له في مقدمة فتح الباري عن البلاذري فقال: حديث ابن عباس عن عمر في قصة السقيفة فيه فقال عبد الرحمن بن عوف لو رأيت رجلا أتى أمير المؤمنين فقال يا أمير المؤمنين هل لك في فلان يقول لو قد مات عمر لقد بايعت فلانا في مسند البزار والجعديات باسناد ضعيف أن المراد بالذي يبايع له طلحة بن عبيد الله ولم يسم القائل ولا الناقل ثم وجدته في الأنساب للبلاذري باسناد قوي من رواية هشام بن يوسف عن معمر عن الزهري بالاسناد المذكور في الأصل ( أي في صحيح البخاري) ولفظه قال عمر بلغني أن الزبير قال لو قد مات عمر بايعنا علياً الحديث فهذا أصح وفيه فلما دنونا منهم لقينا رجلان صالحان هما عويم بن ساعدة ومعن بن عدي سماهما المصنف في غزوة بدر وكذا رواه البزار في مسند عمر وفيه رد على من زعم أن عويم بن ساعدة مات في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وفيه تشهد خطيبهم قيل هو ثابت بن قيس بن شماس وفيه فقال قائل الأنصار هو الحباب بن المنذر رواه مالك وغيره وأما القائل قتلتم سعداً فلم أعرفه ([8]).
    وخبر البلاذري هو أصح وقد روي بسند قوي كما صرح ابن الحجر في فتح الباري كما تقدم.
    ونقل عين ما ذكره ابن حجر القسطلاني في الجزء العاشر من إرشاد الساري، فيقول: لو قد مات عمر لبايعت فلاناً… ( وينقل عبارة ابن حجر المتقدمة إلى أن يقول): ثم وجدته في الأنساب للبلاذري بإسناد قوي من رواية هشام ابن يوسف عن معمر عن الزهري بالإسناد المذكور في الأصل ولفظه : قال عمر بلغني إن الزبير قال : لو قد مات عمر لبايعنا علياً . . . الحديث ، وهذا أصح ([9]) .
    وتوجد أقوال أخرى في تشخيص المراد من فلان وفلان التي أبهمهما البخاري في روايته، وغير مستبعد أنّ هذه الكلمة ( لومات عمر لبايعت علياً) قد صدرت من أكثر من واحد لما عرفت من أن أمير المؤمنين (ع) كان جالساً مع وجوه الصحابة، ومن هنا جاءت أقوال أخرى في تحديد فلاناً وفلاناً.
    ثم إنّ ابن حجر نفسه في شرحه فتح الباري لصحيح البخاري، في الجزء الثاني عشر، حيث يشرح الحديث لا يصرّح بما ذكره في المقدمة، نعم إنه شرح جملة : هل لك في فلان، يقول : لم أقف على اسمه أيضاً ، ووقع في رواية ابن إسحاق أن من قال ذلك كان أكثر من واحد ([10]).
    وهذا ما جعل عمر يغضب وأراد أن يخطب في الناس وهو الحج لكن منعه عبد الرحمن بن عوف.

    [1]- البداية والنهاية ج 9 ص 54.
    [2]- النزاع والتخاصم للمقريزي:ص71، كتاب الفتوح: ج8/ص340
    [3]- أعيان الشيعة:ج9/ص35، الدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة:ص566.
    [4]- العقد الفريد:ج2/ص120 طبعة دار الكتاب العربي، مواقف الشيعة:ج1/ص403، نفحات الأزهار:ج18/ص228.
    [5]- نهج البلاغة بشرح محمد عبده: ج 4/ص 43 .
    [6]- هذا كان يقرؤه في كتاب الله عمر بن الخطاب ، وهذا ليس الآن في القرآن، فيكون دليلاً من أدلة تحريف القرآن ونقصانه التي رويت من طرق القوم.
    [7]- صحيح البخاري:ج8/ص25.
    [8]- مقدمة فتح الباري: ص 337.
    [9]- إرشاد الساري:ج10/ص19.
    [10]- فتح الباري:ج12/ص128.


    ( صحيفة الصراط المستقيم – العدد 23 – السنة الثانية – بتاريخ 28-12-2010 م – 22 محرم 1432 هـ.ق)



    متى يا غريب الحي عيني تراكم ...وأسمع من تلك الديار نداكم

    ويجمعنا الدهر الذي حال بيننا...ويحظى بكم قلبي وعيني تراكم

    أنا عبدكم بل عبد عبد لعبدكم ...ومملوككم من بيعكم وشراكم

    كتبت لكم نفسي وما ملكت يدي...وإن قلت الأموال روحي فداكم

    ولي مقلة بالدمع تجري صبابة...حرام عليها النوم حتى تراكم

    خذوني عظاما محملا أين سرتم ...وحيث حللتم فادفنوني حذاكم
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎