إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

حوارية ... التعرف بدعوة الحق ... الحلقة الثانية

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • فأس ابراهيم
    عضو مميز
    • 27-05-2009
    • 1051

    حوارية ... التعرف بدعوة الحق ... الحلقة الثانية

    التعرف بدعوة الحق
    الحلقة الثانية
    المقدم/ بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين.
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
    حياكم الله اخوتي اخواتي الكرام في الحلقة الثانية من سلسلة الحلقات التي تهدف التعرّف على دعوة السيد احمد الحسن ع، ومعنا الشيخ أبو أحمد أحد انصار هذه الدعوة، فحياكم الله جميعاً.
    المقدم/ طيب شيخنا هل يمكن أن تعرفنا بالسيرة الذاتية للسيد أحمد الحسن ؟


    الشيخ/ نعم بخدمتكم. السيد أحمد الحسن ع هو قد أجاب عن هذا السؤال في جوابه عن أسئلة الصحفي الآنف الذكر، وإليك نص السؤال وما جاء في الجواب:
    (س1: نرجو منكم التعريف بسماحتكم بصورة مختصرة لجمهور غربي.
    ج: إسمي هو أحمد، كنت أعيش في مدينة البصرة في جنوب العراق، وأكملت دراستي الأكاديمية وحصلت على شهادة بكلوريوس في الهندسة المدنية، ثم انتقلت إلى النجف الأشرف وسكنت فيها لغرض دراسة العلوم الدينية، وبعد اطلاعي على الحلقات الدراسية والمنهج الدراسي في حوزة النجف وجدت أنّ التدريس متدنٍ (لا أقل بالنسبة لي أو بحسب رأيي)، كما وجدت أنّ في المنهج خللاً كبيراً، فهم يدرسون اللغة العربية والمنطق والفلسفة وأصول الفقه وعلم الكلام (العقائد) والفقه (الأحكام الشرعية)، ولكنّهم أبداً لا يدرسون القرآن الكريم أو السنة الشريفة (أحاديث الرسول محمد والأئمة ، وكذا فإنّهم لا يدرسون الأخلاق الإلهية التي يجب أن يتحلّى بها المؤمن.
    ولذا قرّرت الاعتزال في داري ودراسة علومهم بنفسي دون الاستعانة بأحد، فقط كنت معهم وأواصل بعضهم ويواصلوني ).

    المقدم/ لقد سمعنا البعض يشكل قائلاً: كيف يمكن للسيد أحمد الحسن ع الذي تقولون أنه وصي ورسول الإمام المهدي ع، وشخص معصوم فكيف يتعلم في المدارس الاكاديمية والحوزوية ؟

    الشيخ/ هناك علم متقومة به حجية الحجة، وهناك علم ليس من مقومات المعصوم والحجة، ومن هنا يجب ان نميز بين العلوم التي تتقوم بها حجية الحجة سواء كان الحجة رسولاً أو نبياً أو إماماً أو غير ذلك، مع الأسف أن عدم التمييز أدى إلى هذا التوهم.
    ومن الواضح ان ما تتقوم به حجية الحجة هو العلم الإلهي الذي جاء في القرآن الكريم في قصة الخليفة الأول على هذه الأرض وهو نبي الله آدم ع، قال سبحانه: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ }البقرة30 {وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }البقرة31
    فالعلم الذي عند آدم ع لم يكن موجوداً عند الملائكة فلذا اعترفوا بتلك الحقيقة فقالوا: {قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ }البقرة32، فقال سبحانه لآدم ع أن ينبئهم بتلك الأسماء التي علمه الله إياها كلها لا بعضها، فقال : {قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ }البقرة33.
    وكذلك لو أتينا لقصة طالوت سنجد أن الله سبحانه بعد أن كلفه بمهمة القيادة زوده بعلم قال سبحانه: {وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكاً قَالُوَاْ أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }البقرة247.
    فمنحه الله سبحانه العلم المتقومة به قيادته.
    وهذا العلم هو الذي اشارت له روايات أهل البيت ع.
    عن أبي الجارود، قال: قلت لأبي جعفر ع : إذا مضى الإمام القائم من أهل البيت، فبأي شيء يعرف من يجئ بعده ؟ قال: (بالهدى، والإطراق، وإقرار آل محمد له بالفضل، ولا يسأل عن شيء بين صدفيها إلاّ أجاب) الإمامة والتبصرة: ص137، الخصال: ص200، غيبة النعماني: ص250.
    وعن الحارث بن المغيرة النصري، قال: قلت لأبي عبد الله u: بم يعرف صاحب هذا الأمر ؟ قال: (بالسكينة والوقار، والعلم، والوصية) الخصال للشيخ الصدوق: ص200..
    ولهذا يقول أمير المؤمنين ع في نهج البلاغة: ج 2 - ص 130بتعليقة الشيخ محمد عبده، يقول: ( أيها الناس سلوني قبل أن تفقدوني ، فلانا بطرق السماء أعلم مني بطرق الأرض ،....).
    وهناك روايات ذكرها الشيخ الكليني في الكافي في الجزء الأول يمكن مراجعتها بدقة حيث جاء في الروايات أنّ الأئمة ع عندهم علماً جماً.
    والسؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل يقتضي هذا أنهم يعلمون فعلياً كل العلوم الدنيوية - ولا أقول الأخروية فعلمهم بها مفروغ منه؛ لأنهم الأدلاء على الله - من قبيل علم الطب والهندسة والفيزياء وما إلى ذلك، وأنهم بالتالي مستغنون عن تعلمها من غيرهم؟
    ما نسمعه من الناس هو أنهم يعلمون كل هذا، ويبدو أنّ الأمر عقيدة راسخة في أذهان أكثرهم، إن لم نقل جميعهم، وأعني بالجميع الشيعة خصوصاً.
    والحق أن هذا الاعتقاد منشؤه عدم الدقة في فهم الأدلة، ولا أدري لماذا غفلوا عن أخبار كثيرة تدل على خلاف ما يعتقدونه:
    منها: الحادثة المشهورة في معركة الخندق حيث أشار سلمان رضوان الله عليه على رسول الله بأن يحفر الخندق ويتحصن وراءه .انظر على سبيل المثال: تاريخ اليعقوبي دار صادر - بيروت – لبنان: ج2 ص50.
    ومنها: أن الحسن والحسين (عليهما السلام) أحضرا طبيباً من أطباء الكوفة لينظر في حالة الإمام علي  بعد أن ضربه اللعين ابن ملجم، ولو كان المعصوم يعلم هذه العلوم فلا موجب للاستعانة بغيره، بل إن الاستعانة بالغير ستكون - وحاشاهم - سفهاً ومجانَبةً للحكمة. بل إن الطبيب الذي استدعوه - كما ينص الخبر - قد طلب عرق شاة حار للفحص، ولو كانوا يعرفون الطب لكانوا حضروا هذا العرق سلفاً، فجلبه يترتب عليه تأخير الفحص والعلاج كما هو واضح.
    ومنها: ورد في كتاب الثاقب في المناقب لابن حمزة الطوسي: (عن محمد بن قتيبة، عن مؤدب كان لأبي جعفر ع قال: إنه كان بين يدي يوماً يقرأ في اللوح إذ رمى اللوح من يده وقام فزعاً وهو يقول: "إنا لله وإنا إليه راجعون، مضى والله، مات أبي ع" فقلت: من أين علمت هذا ؟ فقال: "دخلني من إجلال الله وعظمته شيء لا أعهده". فقلت: وقد مضى ؟! قال: "دع عنك هذا، ائذن لي أن أدخل البيت وأخرج إليك، واستعرضني بآي القرآن إن شئت سأفسر لك وتحفظه" فدخل البيت، فقمت ودخلت في طلبه إشفاقاً مني عليه، فسألت عنه فقيل: دخل هذا البيت ورد الباب دونه، وقال: "لا تأذنوا عليّ لأحد حتى أخرج إليكم" فخرج متغيراً وهو يقول: "إنا لله وإنا إليه راجعون، مضى والله أبي" فقلت: جعلت فداك، قد مضى ؟! فقال: "نعم، وتوليت غسله وتكفينه، وما كان ذلك ليلي منه غيري". ثم قال لي: "دع عنك واستعرضني آي القرآن إن شئت أفسر لك تحفظه". فقلت: الأعراف، فاستعاذ بالله من الشيطان الرجيم ثم قرأ: "بسم الله الرحمن الرحيم ﴿وَإِذ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّواْ أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ﴾ فقلت: ﴿المص﴾ فقال: "هذا أول السورة، وهذا ناسخ، وهذا منسوخ، وهذا محكم وهذا متشابه، وهذا خاص وهذا عام، وهذا ما غلط به الكتاب، وهذا ما اشتبه عليه الناس) الثاقب في المناقب - ابن حمزة الطوسي: ص509 – 510، وموسوعة الإمام الجواد ع - السيد الحسيني القزويني: ج1 ص75 – 76.
    فهذا الإمام أبي جعفر محمد الجواد ع يتعلم على يدي مؤدب، أي معلم، فهل كان - حاشاه - يصرف وقته عبثاً بتعلم أشياء يعلمها سلفاً ؟
    ومنها: أن الإمام الحسن المجتبى ع كان يتعلم الكتابة على يد معلم، ففي كتاب الهداية الكبرى للحسين بن حمدان الخصيبي: (عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر، عن أبي عبد الله ع أن أعرابياً خرج من قومه حاجاً محرماً، فورد على ادحي نعام فيه بيض فأخذه واشتواه وأكل منه وذكره أن الصيد حرام، فورد المدينة فقال: أين الخليفة بعد رسول الله فقد جنيت عظيماً، فأرسل إلى أبي بكر فورد عليه وعنده ملأ من قريش فيهم عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وطلحة والزبير وسعد وسعيد وعبد الرحمن بن عوف وأبو عبيدة بن الجراح وخالد بن الوليد والمغيرة بن شعبة، فسلم الأعرابي ثم قال: يا خليفة رسول الله أفتني، فقال له أبو بكر: قل يا أعرابي، فقال: إني خرجت من قومي حاجاً محرماً فأتيت على أدحي فيه بيض نعام فأخذته واشتويته فأذن لي من الحج ما عليّ فيه حلال وما عليّ فيه حرام من الصيد. فاقبل أبو بكر على من حوله وقال: أنتم حواري رسول الله، فقال الزبير من دون الناس: أنت خليفة رسول الله وأنت أحق بإجابته، فقال له أبو بكر: يا زبير، علي بن أبي طالب في صدرك، قال: وكيف وأمي صفية ابنة عبد المطلب عمة رسول الله، فقال الأعرابي: ما في القوم إلا من يجهد، وقال له الأعرابي: ما اصنع ؟ قال له الزبير: لم يبق في المدينة من نسأله بعد من حضر هذا المجلس إلا صاحب الحق الذي هو أولى بهذا المجلس منهم، قال الأعرابي: فترشدني إليه ؟ قال الزبير: إن أخباري يسومونه قوم ويحط آخرون، قال الأعرابي: قد ذهب الحق وصرتم تكرهون، قال عمر: إلى كم تطيل الخطاب يا ابن العوام قوموا بنا والأعرابي إلى علي فلا نسمع جواب هذه المسألة إلا منه. فقاموا بأجمعهم والأعرابي معهم حتى صاروا إلى أمير المؤمنين فاستخرجوه من بيته وقالوا للأعرابي: أقصص قصتك على أبي الحسن علي، قال الأعرابي: فلم أرشدتموني إلى غير خليفة رسول الله ؟ فقالوا: ويحك يا أعرابي خليفة رسول الله أبو بكر وهذا وصيه في أهل بيته وخليفته وقاضي دينه ومنجز عداته ووارث علمه، قال الأعرابي: ويحكم يا أصحاب محمد والذي أشرتم إليه بالخلافة ما فيه من هذه الخصال خصلة واحدة، قالوا: ويحك يا أعرابي اسأل عن مسألتك ودع عنك ما ليس من شأنك، قال الأعرابي: يا أبا الحسن، يا خليفة رسول الله ، إني خرجت من قومي حاجاً محرماً، قال له أمير المؤمنين: تريد الحج، فوردت على أدحي فيه بيض نعام فأخذته واشتويته وأكلته، فقال الأعرابي: من سبقني بالخبر إليك ؟ فقال أمير المؤمنين عمن تحدث به في المجلس مجلس أبي بكر خليفة رسول الله فكيف لا يسبق الخبر إليه قال له أمير المؤمنين: فأفته يا أبا حفص، قال له أبو حفص: لو حضرت وعلمت الفتوى ما حملنا إليك. فقال أمير المؤمنين: أجل يا أعرابي عليك بالصبي الذي بين يدي معلمه ومؤدبه صاحب الرواية فإنه ابني الحسن فاسأله فإنه يفتيك. قال الأعرابي: إنا لله وإنا إليه راجعون مات دين محمد بعد موته فحمد وتنازع أصحاب محمد وأزبد. قال أمير المؤمنين: حاش لله يا أعرابي لم يمت أبداً. قال الأعرابي: أفمن الحق أن أسأل خليفة رسول الله وحوارييه وأصحابه ولا يفتوني ويحيلوني عليك وتحيلني وتأمرني أن أسأل الصبي الذي بين يدي معلمه لا يفصل بين الخير والشر ؟ فقال أمير المؤمنين ع يا أعرابي، لا تقل ما ليس لك به علم واسأل الصبي فإنه يفتيك. فقام الأعرابي إلى الحسن ع وقلمه في يده يخط في الصحيفة ومؤدبه يقول: أحسنت أحسن الله إليك يا حسن. قال الأعرابي: يا مؤدب يحسن للصبي من إحسانه وما أسمعك تقول له شيئاً حتى كأنه بمؤدبك ؟ قال: فضحك القوم من الأعرابي وصاحوا به: ويحك يا أعرابي أوجز. قال الأعرابي: قد نبأتك يا حسن إني خرجت من قومي حاجاً محرماً فوردت على أدحي فيه بيض نعام فاشتويته وأكلته عامك هذا ناسياً. قال الحسن: زدت في القول يا أعرابي قولك عامداً لم يكن هذا عبثاً. قال الأعرابي: ما كنت ناسياً، فقال له الحسن - وهو يخط في صحيفته -: يا أعرابي، خذ بعدد البيض نوقاً فاحمل (أي فاعل) عليها فيقاً يعني ذكر النوق، فإذا أنتجت من قابل فاجعلها هدياً بالغ الكعبة كفارة لفعلك. قال الأعرابي: فديتك يا حسن إن من الإبل لما يزلقن. قال الحسن ع: يا أعرابي، وإن في البيض لما يمرقن. قال الأعرابي: أنت صبي محق وفي علم الله معروف ولو جاز أن يكون ما أقول لقلت إنك خليفة رسول الله . قال الحسن : ما ترى قوماً اختاروه فإذا أبغضوه عزلوه. فكبر القوم وعجبوا لما سمعوا من الحسن، فقال أمير المؤمنين ع الحمد لله الذي جعل في ابني هذا كما جعله في داود وسليمان فكان هذا من دلائله ع) الهداية الكبرى - الحسين بن حمدان الخصيبي: ص187 – 189، وعنه مستدرك الوسائل - الميرزا النوري: ج9 ص266 – 271.
    وجاء في مستدرك الوسائل ج9 ص271، بعد قوله (جعله في داود وسليمان) ( إذ يقول: ﴿فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ﴾).
    يشير ع الى قوله سبحانه: {وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ }الأنبياء78{فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلّاً آتَيْنَا حُكْماً وَعِلْماً وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ }الأنبياء79.
    يقول السيد أحمد الحسن ع هذا سليمان في حياة أبيه داود حكم بقضية وسليمان حكم بنفس القضية، وأجرى الله حكم سليمان، مع أنّ سليمان كان محجوجاً بداود). مع العبد الصالح:ص45.
    ومنها: ما رواه في بصائر الدرجات - محمد بن الحسن الصفار - ص 159 – 160، تفسير العياشي ج2 ص28 ح77.والبحار ج13 ص225 بـ7 ح21.
    حدثنا أبو محمد عن عمران بن موسى عن موسى بن جعفر البغدادي عن علي بن أسباط عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ( إن في الجفر ان الله تبارك وتعالى لما انزل ألواح موسى عليه السلام أنزلها عليه وفيها تبيان كل شئ وهو كائن إلى أن تقوم الساعة فلما انقضت أيام موسى أوحى الله إليه ان استودع الألواح وهي زبرجدة من الجنة الجبل فاتى موسى الجبل فانشق له الجبل فجعل فيه الألواح ملفوفة فلما جعلها فيه انطبق الجبل عليها فلم تزل في الجبل حتى بعث الله نبيه محمدا فاقبل ركب من اليمن يريدون النبي فلما انتهوا إلى الجبل انفرج الجبل و خرجت الألواح ملفوفة كما وضعها موسى فاخذها القوم فلما وقعت في أيديهم القى في قلوبهم ان لا ينظروا إليها وهابوها حتى يأتوا بها رسول الله صلى الله عليه وآله وانزل الله جبرئيل على نبيه فأخبره بأمر القوم وبالذي أصابوا فلما قدموا على النبي صلى الله عليه وآله ابتدأهم النبي فسألهم عما وجدوا، فقالوا: وما علمك بما وجدنا ؟
    فقال اخبرني به ربى وهي الألواح.
    قالوا نشهد انك رسول الله، فأخرجوها ودفعوها إليه فنظر إليها وقرأها وكتابها بالعبراني. ثم دعا أمير المؤمنين عليه السلام، فقال: دونك هذه ففيها علم الأولين وعلم الآخرين وهي ألواح موسى وقد امرني ربى ان ادفعها إليك.
    قال: يا رسول الله لست أحسن قرائتها.
    قال: إن جبرئيل امرني ان امرك ان تضعها تحت رأسك ليلتك هذه فإنك تصبح وقد علمت قرائتها.
    قال: فجعلها تحت رأسه فأصبح وقد علمه الله كل شئ فيها فأمره رسول الله صلى الله عليه وآله ان ينسخها فنسخها في جلد شاة وهو الجفر وفيه علم الأولين والآخرين وهو عندنا والألواح وعصا موسى عندنا ونحن ورثنا النبي صلى الله عليه وآله ).
    فما تقدّم صريح في كون الإمامة لا تتنافى مع التعلّم، وهذه الروايات الدالة على كونهم ع يتعلمون لا تناقض ما ورد من روايات تصف بحور علمهم المتلاطمة، فالحق أن كل العلوم تخرج منهم سلام الله عليهم، وهم مصدرها ومنبعها، فهم أبواب الله وعيبة علمه. ولكن علينا أن نميز بين حقيقتهم ووجودهم في هذه الدنيا، فهم في هذه الحياة الدنيا محجوبون بالجسد، والاتصال بما هو مسطور في عقولهم التامة يتم بالله سبحانه وتعالى، وبالحكمة التي يرتئيها هو ع
    وأجاب السيد أحمد الحسن ع على جواب وُجه له، يبيّن المسألة هذه ويرفع اللبس عنها، فلاحظ السؤال وجوابه: (سؤال/ 157:كيف يستزيد المعصوم من العلم كما هو وارد عنهم ؟ وهل هو يجهل ثم يعلم ؟
    الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم
    والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين.
    إذا كان المراد أنه يجهل بمعنى لا يعلم ثم يعلم فلا، وهذا خطأ، لكنه يدرك ما أودع في عقله التام بالله سبحانه وتعالى، حيث إنه  محجوب بالجسد عند نزوله إلى عالم الأجسام في هذه الدنيا للامتحان، أي كما أنه محتاج إلى الله سبحانه وتعالى ليوصل قطرة الدم التي أودعها الله في قلبه إلى أطراف جسمه، كذلك هو محتاج لله ومفتقر إلى الله سبحانه وتعالى ليوصل له العلم الذي أودعه في عقله التام إلى نفسه في هذا العالم ، أي إنه يعلم ويزداد علماً مما أودع في عقله التام، أي وجوده في بيت الله (المقامات العشرة، عشرة الإيمان)، أي إنه يزداد علماً من علمه المكنون المخزون في قلبه أو عقله التام، (وليس العلم في السماء ولا في الأرض، ولكنه في الصدور فاستفهم الله يفهمك).
    فـ (الجامعة) و (الجفر) و (مصحف فاطمة) كلها علم وليست هي العلم، بل العلم هو ما يحدث في كل ساعة، وهو من المعصوم وإلى المعصوم ، ﴿… وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾) المتشابهات الأجزاء الأربعة: ص250 وما بعدها.

    فالإمام إذن يعلم كل العلوم، بمعنى أنها مودعة في عقله التام، ولكنه في هذه الحياة المادية محجوب بالجسم عن المودع في عقله التام، غير أن اعتصامه بالله وتسديد الله له يمكِّنه من معرفة ما هو مودع في عقله التام متى احتاج أن يعرفه. فإذا احتاج لمعرفة علم من العلوم، كأن تتوقف عليه هداية بعض البشر، أو لمصلحة ما يُعلمه الله تعالى ويوصله بما اختزنه عقله التام.
    وطبقاً لما تقدم يمكن للإمام أن يتبع الطرق والأسباب العادية في معرفة علم من العلوم الدنيوية كالهندسة والفيزياء وغيرها، وليس بالضرورة أن يتم هذا الأمر بالطريق غير العادي، إلاّ إذا استلزمت حكمة أو مصلحة ذلك.
    فهذا الامام الصادق ع يقرأ في الصحف حتى قال عنه ابو حنيفة صحفي.
    روى الشيخ الصدوق في علل الشرائع - الشيخ الصدوق - ج 1 - ص 89
    حدثنا أبي ومحمد بن الحسن رحمهما الله ، قال : حدثنا سعد بن عبد الله قال : حدثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي قال : حدثنا أبو زهير بن شبيب بن أنس عن بعض أصحابه ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : كنت عند أبي عبد الله عليه السلام إذ دخل عليه غلام من كندة فاستفتاه في مسألة ، فأفتاه فيها ، فعرفت الغلام والمسألة فقدمت الكوفة ، فدخلت على أبي حنيفة فإذا ذاك الغلام بعينه يستفتيه في تلك المسألة بعينها ، فأفتاه فيها بخلاف ما أفتاه أبو عبد الله " ع " فقمت إليه فقلت ويلك يا أبا حنيفة انى كنت العام حاجا فأتيت أبا عبد الله " ع " مسلما عليه فوجدت هذا الغلام يستفتيه في هذه المسألة بعينها فأفتاه بخلاف ما أفتيته ، فقال وما يعلم جعفر بن محمد أنا أعلم منه ، أنا لقيت الرجال وسمعت من أفواههم ، وجعفر ابن محمد صحفي أخذ العلم من الكتب ! فقلت في نفسي والله لأحجن ولو حبوا . قال فكنت في طلب حجة ، فجاءتني حجة فحججت ، فأتيت أبا عبد الله عليه السلام فحكيت له الكلام فضحك ثم قال : أما في قوله إني رجل صحفي فقد صدق قرأت صحف آبائي إبراهيم وموسى....).
    فالامام الصادق يصرح بانه كان يقرأ الصحف.

    المقدم/ شكراً لكم شيخنا قد اتضحت الفكرة، لكن ما هو السبب في التحاقه بالحوزة العلمية ؟

    الشيخ: ما يتعلق بالتحاقه بالحوزة العلمية في النجف، فقد أجاب عنه السيد أحمد الحسن ع عندما سئل عنه، فقال: ( أمّا سبب التحاقي بالحوزة العلمية في النجف، فهو أنّي رأيت رؤيا بالإمام المهدي ، وأمرني فيها أن أذهب إلى الحوزة العلمية في النجف، وأخبرني في الرؤيا بما سيحصل لي، وحدث بالفعل كل ما أخبرني به في الرؤيا ).
    وقال ع بخصوص تواجده في الحوزة العلمية كنت في الحوزة العلمية في النجف وبين علمائها كما كانت مريم المقدّسة في الهيكل وبين علماء اليهود).
    وقد أرسله الإمام المهدي ع للحوزة بهدف اصلاحها في جوانب شتى:
    1-الإصلاح العلمي:
    2- الإصلاح العملي:
    2-الإصلاح الاقتصادي:
    هذا مضافاً إلى موقفه في الدفاع عن حرمة القرآن الكريم لما عمد صدام حسين المقبور لما كتب القرآن بدمه النجس حيث وقف مصرحاً وعلناً بعد تنجيس صدام الكافر للقرآن الكريم بأنّ صداماً فعل هذا تقرّباً للشيطان الرجيم، وتعرّض بسبب هذا التصريح للمطاردة من قبل قوات صدام الكافرة، وهو الوحيد في النجف الذي تكفّل هذا الأمر بقوّة، وقال: إنّ صداماً كتب موته بيده، وكتب نهاية حكمه بيده عندما كتب القرآن بالدم النجس. واعترض على علماء النجف وعلماء المسلمين عموماً لسكوتهم على هذا الفعل الشنيع من صدام الكافر.
    وقد أصدر بهذا الخصوص بياناً يطالب فيه بكرامة القرآن بتاريخ:20/جمادي الأول/1425هجري قمري، والبيان موجود في الموقع يمكنكم الإطلاع على تفصيل ما جاء فيه.
    وارى من المناسب جداً أن انقل لك جوابه عن هذا السؤال، فإليك السؤال وجوابه ع.
    س5: ما هي الخطوات التي اتبعتموها في إصلاح الحوزة العلمية وهل نجحت ؟
    ج: محاولتي الإصلاح في الحوزة العلمية كانت في بداية الدعوة وقبل أن تصبح علنية، وكانت تتركز على ثلاثة محاور هي:
    1- الإصلاح العلمي: وقد استخدمت فيه وسيلتين:
    الأولى: هي كتابة كتاب اسمه «الطريق إلى الله»، وقد أثر تأثيراً جيداً، وتأثر به الشيخ محمد اليعقوبي وكان معجباً به ويريد إعادة نشره، كما نقل لي بعض الشيوخ والسادة من أتباعه في حينها.
    والثانية: هي الكلام ومناقشة الطلبة والعلماء حول الخلل العلمي الموجود، وكان يعينني بذلك من كانوا يؤمنون بي، وبعض من كانوا متأثرين بكلامي والحق الذي كنت أقوله.
    2- الإصلاح العملي: وهو يتعلق بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأضرب لك مثالاً على ذلك هو عندما قام الطاغية صدام بتنجيس القرآن، عندما كتبه بدمه النجس والمسلمون مجمعون على أنّ الدم نجس، والقرآن يحرم تنجيسه، طالبت في حينها باتخاذ العلماء موقفاً على الأقل بإصدار بيان، ولكنّهم اعتذروا بالتقية فكانت نفوسهم أعزّ عندهم من القرآن، ولو كانوا يؤمنون أن: لا قوّة إلاّ بالله؛ لاتخذوا موقفاً وتيقّنوا أنّ الله سيدافع عنهم. وأنا شخصياً اتخذت موقفاً، وكنت استنكر هذا الفعل الخبيث من الطاغية صدام، وقلت مرّات متعددة وفي خطبي في المجالس: إنّ صدّام كتب موته بيده عندما كتب القرآن بدمه النجس. وبدل أن يعينوني بدأوا يبتعدون عنّي وطردني أحدهم بطريقة مؤدبة !! لأنّه كان يخاف أنّ صداماً إذا أخذني ليعدمني أن يعدمه معي؛ لأنّه سمع كلامي على الطاغية صدام !! على كل حال في هذا المجال (الإصلاح العملي) لم أجد أي استجابة منهم.
    3- الإصلاح المالي: وهو يتعلق بإنفاق أموال الصدقات على الفقراء. وهذا كان آخر المطاف قبل أن تصبح الدعوة علنية، ووجدت فيه كثيرين جدّاً من طلبة الحوزة العلمية ممن نصروني، قليل جداً منهم لأجل الفقراء، والأكثر لأنّهم هم أنفسهم كانوا يعانون من التمييز في العطاء المالي الذي كان يمارس في الحوزة العلمية.
    وفي هذا المجال تحققت نتائج يسيرة بعد أن خضت بنفسي أو بعض أنصاري من طلبة الحوزة العلمية مفاوضات مريرة مع المرجعيات الدينية في النجف، ومن هذه المرجعيات السيد السيستاني، والسيد محمد سعيد الحكيم، والشيخ محمد إسحاق الفياض.
    وكان أكثرهم استجابة باللسان والقول هو الشيخ اليعقوبي، ولم يجادل، بل اعترف بالخطأ وقال نحن نحتاج للإصلاح المالي، عندما ذكَّره أحد المؤمنين بي في حينها بسياسة أمير المؤمنين علي ع المالية.
    وعلى كل حال فالنتائج الفورية في كل هذه المحاور كانت يسيرة ولم يكن القوم يريدون السير خطوات إلى الأمام).

    المقدم/ شكراً شيخنا وسنكمل في حلقة لاحقة لكون وقت الحلقة قد انتهى، فالحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
    Last edited by فأس ابراهيم; 20-10-2011, 10:43.
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎