إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

حوارية .... التعريف بدعوة الحق .. الحلقة الاولى

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • فأس ابراهيم
    عضو مميز
    • 27-05-2009
    • 1051

    حوارية .... التعريف بدعوة الحق .. الحلقة الاولى

    التعريف بدعوة الحق
    الحلقة الأولى

    المقدم/ بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين.
    السلام عليكم إخوتي وأخواتي الكرام نحن الآن في حوار يهدف إلى التعرف على معالم دعوة السيد أحمد الحسن الذي يعتقدون أنصاره بأنه وصي ورسول الإمام المهدي ع وهو اليماني الذي هو من علامات ظهور الإمام المهدي ع كما هو معروف عند الشيعة.
    ومعنا الآن أحد أنصار دعوة السيد أحمد الحسن في هذا الحوار، وهو الشيخ أبو أحمد الأنصاري، فمرحباً بك شيخنا في هذا الحوار.

    الشيخ أبو أحمد الأنصاري: حياكم الله أخي الكريم وأهلاً ومرحباً بك، وفقك الله سبحانه لما يرضيه وجزاك خير الجزاء.

    المقدّم: شيخنا الكريم نريد في هذه الحلقة التعرّف على دعوتكم التي سمعنا بها كثيراً وقرأنا بعض كتبكم، كما ورأينا موقعكم على الانترنت وما يحتوي عليه من كتب ونشاطات علمية، وتصفحنا جريدتكم المسماة بـ ( الصراط المستقيم )، وزرنا غرفتكم في البالتوك المسماة بـ ( غرفة أنصار الإمام المهدي ع)، ورأينا تواجد العديد من أنصار هذه الدعوة فيها، فتفضلوا شيخنا الكريم.
    الشيخ أبو أحمد الأنصاري: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة والسلام على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليماً كثيراً.

    ابتداءً أقول: إنكم لقد زرتم غرفة أنصار الإمام المهدي ع في البالتوك كما تفضلتم قبل قليل، وتوجد لدينا أكثر من غرفة واحدة في برامج مختلفة؛ فتوجد غرفتين في برنامج البالتوك غرفة في القسم الإسلامي وغرفة في القسم العراقي، وكذلك توجد غرفة في برنامج البايلوكس وغرفة في برنامج الانسبيك.
    عموماً: لعلكم سمعتم الإخوة والأخوات الذين يتحدثون في الغرف او على الأقل الغرفة التي زرتموها، والسؤال الذي أريد جوابه منكم وفقكم الله هو: هل التفتم إلى المتحدثين، فهل هم من بلد واحد مثلاً، وهل هم في مستوى واحد أيضاً ؟

    المقدم: سمعت في غرفتكم الرجل والمرآة، كما وسمعت من بلدان مختلفة ومن مستويات مختلفة أيضاً.
    الشيخ أبو أحمد الأنصاري: أحسنتم أود التعليق على هذه النقطة، فهي نقطة مهمة جداً.

    المقدم: تفضلوا.
    الشيخ: هناك أمر ملفت في هذه الدعوة والمفروض أن تنتبه اليه الناس وهو أن هذه الدعوة استقطبت الكثير وانتشرت انتشاراً واسعاً بين الناس فانتمى لها الكثير، ونجد فيها جانب الشمولية فهي:
    أولاً: لم يقتصر على بلد معين، بل فيها من جميع البلدان ففيها العربي كالعراقي والمصري والكويتي والسعودي والمغربي واللبناني والتونسي وغيرهم، وغير العربي أيضاً، ففيها الإيراني والتركي والصيني وغيرهم، فأنصار هذه الدعوة منتشرين في أغلب البلدان العالمية.
    ثانياً: لم تقتصر على شريحة من شرائح المجتمع بل استقطبت جميع الطبقات ففيها الدكتور وفيها المهندس والمدرس والمعلم والطالب، والحوزوي والعامل والفلاح والأمي الذي لا يعرف القراءة والكتابة وغيرهم، فهي دعوة غير انتقائية لا كالتنظيمات السرية والأحزاب السياسية التي تكسب الشرائح الخاصة من طبقات المجتمع، وتنتقي أصحاب التحصيل العلمي مثلاً أو ذوي القدرات الخاصة.
    وهذا مؤشر واضح على كون هذه الدعوة ليست حزباً سياسياً بالمعنى المعروف للأحزاب اليوم، فالأحزاب التي نجدها اليوم أهدافها واضحة وضيقة أيضاً فلا شمولية فيها، فكثير من الأحزاب ينحصر عمله وأنصاره في بلد معين بخلاف هذه الدعوة التي نجد فيها جميع القوميات ومن بلدان مختلفة، مما يعني أنها خرجت عن إطار القومية التي حاربها الإسلام والتحزّب الذي ربما يستهدف المصالح الدنيوية الضيقة، كالوصول للسلطة مثلاً أو غير ذلك مما نشاهده اليوم في جميع ساحات العالم.
    فمن خلال هاتين النقطتين المتقدمتين نستكشف أنّ الدعوة شاملة وغير انتقائية، وهذا يدلنا بوضوح على أنها دعوة إلهية تستقطب جميع المجتمع، فالأنبياء والرسل والحجج إنما جاءوا لكل الناس لا إلى صنف خاص وشريحة خاصة، كما وأن دعواتهم شاملة أيضاً، ولهذا يوجد من بين أتباع السيد احمد الحسن ع من أبناء السنة والجماعة ومن المسيح ولكي تتضح الصورة انقل لك أخي الكريم سؤالا وجهه الصحفي زياد قاسم الزبيدي وهو صحفي مستقل ، فسال عدة أسئلة وأجاب عنها السيد احمد الحسن ع وقد نشرت تلك الأسئلة وأجوبتها في صحف أجنبية متعددة كـ (نيويورك تايمز، وواشنطن بوست، ونيوزويك) وسنتعرض لبعضها ان أحببتم، فكان من بين تلك الأسئلة هذا السؤال: (س12: سمعت أنّ لكم أتباع من السنّة والمسيح وديانات أخرى ؟ يرجى ذكر كيف حصل ذلك وإن كان هناك أمثلة).
    وقد أجاب السيد احمد الحسن ع بما نصه ج: معظم هؤلاء آمنوا بسبب التقائهم بالأنصار الذين في الخارج وبيّنوا لهم الدعوة، أو إنّهم اطلعوا على موقع الإنترنت، وكثير منهم رأوا رؤى في المنام فآمنوا أو إنّ لديهم دليلاً غيبياً، وهذه كمثال رسالة شخص مسيحي من مصر آمن بالدعوة وأرسلها إلى الأخوة الأنصار عبر الإنترنت:
    الاسم: عمانوئيل روفائيل. البلد: مصر.

    نص الرسالة: (فخامة المندوب عن المنقذ، لدي رسالة إليك كتبت قبل 322 عاماً من الأسقف سرخيس ميخا المعمدان محفوظة ومختومة رغم إني لم أستطيع حل ألغازها لكن اسم فخامتكم فيها واضح أرجو إبلاغي بالعنوان المناسب مع احتراماتي). عمانوئيل. العمر: 71).
    لذا فهي دعوة شاملة كدعوات الأنبياء والحجج عليهم السلام، وهذه الحقيقة لقد صرّح بها في إجابته عن الأسئلة التي وجهها اليه الصحفي زياد قاسم الزبيدي الذي ذكرته لك قبل قليل. فكان من بين تلك الأسئلة التي وجهها ذلك الصحفي هو: ( ما هي الأهداف الرئيسية لدعوتكم ؟).
    فأجاب السيد أحمد الحسن ع قائلاً: ( هدف الدعوة هو هدف الأنبياء نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد، أن ينتشر التوحيد الحقيقي الذي يرضاه الله وأن تملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعد أن ملئت ظلماً وجوراً ). فهي دعوة شمولية أهدافها أهداف دعوات الأنبياء ع تستهدف الإصلاح على جميع الأصعدة والمجالات.

    المقدّم/ شيخنا الكريم متى بدأت دعوة السيد احمد الحسن ع ؟

    الشيخ/ لقد أجاب السيد أحمد الحسن ع عن هذا السؤال فسأنقل لك نص جوابه ع: (ج: ( الدعوة بدأت في نهاية عام 1999 م في النجف في الحوزة العلمية، وبدأت بالانتشار وبشكل علني قبل سقوط الطاغية بعشرة أشهر تقريباً، وحاول الطاغية صدام اعتقالي وقتلي، ولكن الله وبفضله ومنّه عليَّ حفظني ).
    وقد أشار أهل البيت إلى هذا الوقت بالتحديد، وهو وقت ظهور الممهد للإمام المهدي ع، بل وصفوه بأنه منهم أي من ذريتهم، وفي بعض الروايات من ذرية الإمام المهدي ع بالخصوص.

    عن أبي بصير، عن الإمام الصادق ع، قال: (يا أبا محمد، ليس ترى أمة محمد فرجاً أبداً ما دام لولد بني فلان ملك حتى ينقرض ملكهم. فإذا انقرض ملكهم أتاح الله لأمة محمد برجل منا أهل البيت يشير (يسير) بالتقى، ويعمل بالهدى، ولا يأخذ في حكمه الرشا. والله إني لأعرفه باسمه واسم أبيه. ثم يأتينا الغليظ القصرة، ذو الخال والشامتين، القائد العادل، الحافظ لما استودع، يملؤها عدلاً وقسطاً كما ملأها الفجار ظلماً وجوراً) (عصر الظهور للكوراني: ص208).

    ودولة بني فلان هي دولة بني أمية المتمثلة بدولة صدام (لعنه الله) وفعلاً في نهاية انقراضها أرسل الإمام المهدي ع السيد أحمد الحسن رسولاً عنه إلى الناس كافة، ولم تنتشر دعوته ويتاح لها الانتشار إلا بعد انقراض حكم صدام (لعنه الله)، ثم تذكر الرواية بعد ذلك ظهور الإمام المهدي ع، والله العالم.

    المقدم/ بما انك من المؤمنين بهذه الدعوة فهل يمكن أن تبين لنا كيف اقتنعت بهذه الدعوة، باعتبارك قد درست العلوم الحوزوية؟
    الشيخ/ نعم بخدمتكم. لكن اعلم لكل مؤمن بهذه الدعوة قصة لعلها تختلف عن قصة الآخر فالكثير امنوا ودونوا قصة ايمانهم والتأييد الإلهي الذي شاهدوه. ولكن بما انك سألتني عن كيفية إيماني فسأجيبك.
    لاحظ أخي الكريم أود أن أبين شيئاً مهماً يكون مقدمةً لجواب سؤالكم.
    لو طالعنا سيرة الأنبياء ع لوجدنا كل نبي جاء الى الناس بدليل، ولكن على الرغم من ذلك نجد المجتمعات البشرية قابلتهم بالنكران والجحود بل ومحاربتهم كما يقص لنا القرآن تلك الحقائق. حتى قال سبحانه: ﴿ يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون﴾ (يس: 30).
    تعال معي لننظر ماذا قال قوم نوح ع عن نوح:

    •﴿قَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ﴾ الأعراف: 60.
    •﴿كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ﴾ القمر: 9..
    •﴿فَقَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قِوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلاَّ بَشَراً مِّثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلاَّ الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ ....إلى قوله سبحانه: قَالُواْ يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتَنِا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ﴾ هود: 27، 32.
    •﴿ فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَوْمِهِ مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُرِيدُ أَن يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ شَاء اللَّهُ لَأَنزَلَ مَلَائِكَةً مَّا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ فَتَرَبَّصُوا بِهِ حَتَّى حِينٍ﴾ المؤمنون: 24 – 25.
    •﴿قَالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ ... قَالُوا لَئِن لَّمْ تَنتَهِ يَا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ﴾ الشعراء: 111، 116.
    •﴿وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُواْ مِنْهُ قَالَ إِن تَسْخَرُواْ مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ﴾ هود: 37 – 38.

    فلقد كالوا عليه الاتهامات:

    1- إنك في ضلال مبين.
    2- كاذب وساحر ومجنون.
    3- ما سمعنا بما تقول من آبائنا الأولين.
    4- ما أنت إلا بشر وما اتبعك إلا الأراذل.
    5- آتنا بما تعدنا إن كنت صادقاً فقد أكثرت الجدال.
    6- كف عن دعوتك وإلا رجمناك.
    7- الاستهزاء والسخرية.

    ثم تعال معي لنستمع ماذا قيل لنبي الله لهود ع:
    •﴿قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وِإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ... قَالُواْ أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ﴾ الأعراف: 66، 70.
    •﴿قَالُواْ يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَن قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ إِن نَّقُولُ إِلاَّ اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوَءٍ قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللّهِ وَاشْهَدُواْ أَنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُون﴾ هود: 53 – 54.
    •﴿قَالُوا سَوَاء عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُن مِّنَ الْوَاعِظِينَ إِنْ هَذَا إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ﴾ الشعراء: 136 – 138.
    •﴿وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتْ النُّذُرُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ  قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَأْفِكَنَا عَنْ آلِهَتِنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ﴾ الاحقاف: 21 – 22.

    فتلاحظهم لا ينفكون عن الاتهامات له ورفضه ومحاربته:

    1- إنك في سفاهة.
    2- كاذب فلا عذاب ولا صحة لما تقول وتدعو إليه.
    3- كيف نترك ما كان يعبده آباؤنا، أيعقل أن نجيب دعوتك ونترك آلهتنا التي اعترتك بسوء وأنت تريد صرفنا عنها ؟!
    4- آتنا بما تعدنا إن كنت صادقاً.
    5- لسنا بمؤمنين لك سواء وعظت أم كففت.

    وهكذا بقية الأنبياء كصالح و إبراهيم ولوط وشعيب وموسى وعيسى ومحمد صلوات الله عليه وعلى أله وعلى أنبياء الله ورسله أجمعين، ولقد بين القرآن الكريم قصص هؤلاء العظماء أنبياء الله سبحانه.
    وبعد هذه الإطلالة على ما قصه لنا القرآن عن بعض أنبياء الله سبحانه، يأتي سؤالاً، حاصلة: لماذا لم تؤمن بهم الناس مع كل هذه الأدلة التي ساقوها وبينوها لقومهم؟
    من الطبيعي جداً أن هؤلاء أنبياء فدليلهم سيكون متيناً قوياً لا يُرد، ويكون كلامهم حجة دامغة على من يحاججهم.
    فلماذا لم يستطيع هؤلاء العظماء أن يؤثروا في هداية الناس التي تقف ضدهم وتعترض عليهم وتتهمهم بشتى التهم؟
    أين المشكلة ؟ هل المشكلة في الدليل الذي يقدمونه ؟ أم هناك أمر أخر سبب أدى لانحراف الناس وابتعادهم عن أنبياء الله سبحانه؟
    من الطبيعي أن المشكلة ليس بعدم الدليل على أحقية الأنبياء ع بل المشكلة في الناس؛ ولهذا استمع معي لقول نوح ع: {وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَاراً }نوح7.

    فالمشكلة يا أخي ليست في الدليل بل المشكلة في من لا يقبل أن يستمع الدليل، أو يريد الدليل يكون موافقاً لهواه، ومن هنا جاءت الاقتراحات على الأنبياء والحجج ع، لكونها غير موافقة للهوى، فهذا محمد ص سيد الأنبياء لاحظ ما اقترح عليه وبماذا اتهموه:

    •﴿وَقَالُواْ يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ لَّوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلائِكَةِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ..... وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الأَوَّلِينَ وَمَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ﴾ الحجر: 6 – 11.
    •﴿وَقَالُواْ لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ ... وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُواْ مِنْهُم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ﴾ الأنعام: 8، 10.
    ﴿وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنبُوعاً أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأَنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيراً أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاء كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفاً أَوْ تَأْتِيَ بِاللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ قَبِيلاً أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاء وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَاباً نَّقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَراً رَّسُولاً وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُواْ إِذْ جَاءهُمُ الْهُدَى إِلاَّ أَن قَالُواْ أَبَعَثَ اللّهُ بَشَراً رَّسُولاً﴾ الإسراء: 90 – 94.
    ﴿وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاء نَفْسِي ...﴾ يونس: 15.

    وهناك احتجاج جميل جداً بين النبي ص وبعض قومه ذكره الشيخ الطبرسي في كتاب الاحتجاج فليراجعه من يطلبه.
    إذن المشكلة ليس في الدليل الذي يقدمه الحجة للناس بل المشكلة في نفس الناس، ومن هنا نعرف أن عدم قناعة الناس لا يعني عدم الدليل، بل عدم القناعة مع تمامية الدليل دليل على انحراف فطرة الشخص لا عدم وجود دليل، وإلاّ فالله عز وجل له الكثير من الأدلة على وجوده سبحانه لكننا نجد الكثير لا يؤمن بوجود الله سبحانه، وكذلك الرسول ص له الكثير من الأدلة والبراهين إلاّ أن الكثير لم يؤمن به وهكذا بقية الأنبياء والحجج ع.
    فربما الدليل تام لكن الكثير لا تريد الاقتناع به، فالدليل شيء وعدم القناعة به شيء آخر.
    بعد ما تقدم من الطبيعي الذي يتكلم بهكذا كلام فلابد أن يكون عنده دليل أوصله للقناعة، فما هو الدليل الذي أوصلني وأوصل غيري من الأنصار وفقهم الله للقناعة وللإيمان بوصي ورسول الإمام المهدي ع السيد أحمد الحسن ع ؟

    المقدم/ طيب شيخنا سنترك الحوار في الأدلة الآن لكن أود أن تعطيني أهم امتيازات دعوة السيد احمد الحسن ع.
    الشيخ/ هناك امتيازات في هذه الدعوة المباركة، وأستطيع أن أبيّن امتيازاً واحداً والبقية ستعرفها من خلال كلامنا عن أدلة الدعوة اليمانية المباركة:
    وهو: طريقة تعاملها مع النصوص المروية عن أهل البيت ع، حيث استطاعت هذه الدعوة المباركة من جعل كل رواية في موضعها المقصود، بدون أن تكذّب وترد الرواية أو أدعا التعارض بين الروايات، ولو عملنا مقارنة بسيطة بين ما كُتب طيلة هذه الفترة الزمنية من غيبة الإمام المهدي ع لم نجد أحد بين كيفية ظهور الإمام المهدي ع بهذه الطريقة التي بينتها هذه دعوة السيد أحمد الحسن ع المباركة.
    ودعني أسوق لك مثالين على ذلك:
    المثال الأول: نقلت لك رواية قبل قليل عن أبي بصير، عن الإمام الصادق ع، وسأعيدها مرة أخرى.
    عن أبي بصير، عن الإمام الصادق قال: (يا أبا محمد، ليس ترى أمة محمد فرجاً أبداً ما دام لولد بني فلان ملك حتى ينقرض ملكهم. فإذا انقرض ملكهم أتاح الله لأمة محمد برجل منا أهل البيت يشير (يسير) بالتقى، ويعمل بالهدى، ولا يأخذ في حكمه الرشا. والله إني لأعرفه باسمه واسم أبيه. ثم يأتينا الغليظ القصرة، ذو الخال والشامتين، القائد العادل، الحافظ لما استودع، يملؤها عدلاً وقسطاً كما ملأها الفجار ظلماً وجوراً) (عصر الظهور للكوراني: ص208).

    فلاحظ أخي الكريم الرواية تبين لنا وجود رجل من أهل البيت ع قبل الإمام المهدي محمد بن الحسن ع، حيث أن الرواية تذكر أوصاف الإمام المهدي محمد بن الحسن ع الثابتة في الروايات، حيث انه ذو الخال والشامتين، وسيأتي توضيح ذلك بالتفصيل، ما أريد قوله أن الرواية صريحة بخروج رجل من آل محمد ص قال الإمام الصادق ع : (يا أبا محمد، ليس ترى أمة محمد فرجاً أبداً ما دام لولد بني فلان ملك حتى ينقرض ملكهم. فإذا انقرض ملكهم أتاح الله لأمة محمد برجل منا أهل البيت يشير (يسير) بالتقى، ويعمل بالهدى، ولا يأخذ في حكمه الرشا. والله إني لأعرفه باسمه واسم أبيه...).

    ثم لاحظ كيف يقول الإمام الصادق ويقسم بأنه يعرفه باسمه واسم أبيه، فهذا يدل على كونه ليس الإمام محمد بن الحسن العسكري ع ، إذ لو كان المراد به الإمام المهدي محمد بن الحسن ع فالكثير يعرفه ويعرف اسم أبيه وقد نص عليه رسول الله ص وغيره من أئمة الهدى ع، فلماذا يقول الإمام الصادق ع : ( والله إني لأعرفه باسمه واسم أبيه...)، الظاهر من هذا التعبير ان اسمه واسم أبيه مخفياً يعلمه أئمة الهدى ع فقط لا كل الناس، ولهذا يقسم الإمام بكونه يعرفه باسمه واسم أبيه.

    ثم بعد خروج هذا الرجل من أهل البيت ع يأتي الغليظ القصرة ذو الخال والشامتين، يقول الامام الصادق ع ( ثم يأتينا الغليظ القصرة، ذو الخال والشامتين، القائد العادل، الحافظ لما استودع، يملؤها عدلاً وقسطاً كما ملأها الفجار ظلماً وجوراً).
    فمن هنا ياتي سؤال يفرض نفسه حاصلة: من هو المقصود بالرجل الذي قال عنه الإمام الصادق ع بأنه من أهل البيت ع وكتم اسمه واقسم بأنه يعرفه ويعرف اسم أبيه؟

    هذا السؤال لن تجد له جواباً إلاّ في هذه الدعوة المباركة. وتستطيع البحث والتقصي بنفسك عن ما قلته، فلن تجد أحد من العلماء يبيّن لك المراد من الرجل الذي يأتي قبل الإمام محمد بن الحسن ع.
    وبما انك طلبت مني عدم الخوض في أدلة الدعوة فساترك تفصيل الكلام لوقته.
    المثال الثاني: نجد بعض الروايات تبيّن أنّ عدم تسمية المهدي ع مما عهد به رسول الله لعلي بن أبي طالب ع.
    فعن أبا جعفر: ( سأل عمر بن الخطاب أمير المؤمنين فقال: أخبرني عن المهدي ما أسمه ؟ فقال: أمّا اسمه فإن حبيبي عهد إليّ أن لا أحدث به حتى يبعثه الله ) الإمامة وتبصرة: ص117، كمال الدين: ص638، بحار الأنوار: ج51 ص36.

    وعن أمير المؤمنين أنه قال: ( وأشهد على رجل من ولد الحسين لا يسمى ولا يكنى حتى يظهر أمره فيملأها عدلاً كما ملئت جوراً ...) غيبة النعماني: ص68، ورواه في الوسائل عن أبي جعفر الباقر ع: وسائل الشيعة طبعة آل البيت: ج16 ص238.

    لو تأملنا في الروايتين لوجدناهما لا يذكران اسماً بل جاء فيهما: لفظ المهدي، وفي الثانية لفظ رجل.
    أمّا قول الرواية (رجل) فهو مبهم فلم تعرّف الرواية من هو الرجل.

    وأما قول الرواية الأولى (المهدي) فالمهدي ليس اسماً، ولهذا سال عن الاسم عمر بن الخطاب، لكن السؤال الذي يطرح هنا هو: هل إن المهدي الذي لم يسميه علي ع ويقول ( أمّا اسمه فإن حبيبي عهد إليّ أن لا أحدث به حتى يبعثه الله)، فهل هذا المهدي هو محمد بن الحسن العسكري ع، أم شخص غيره أيضاً يسمى بالمهدي ؟
    هذا ما سنعرفه عندما نقترب من طرح الأدلة إن شاء الله سبحانه.

    لكن ما أقوله الآن هو إن اسم الأمام المهدي (محمد بن الحسن ع ) قد صرّحوا به ع في كثير من الروايات، فمن هو المهدي الذي عهد رسول الله لعلي أن لا يسميه باسمه حتى يبعثه الله؟.
    لاحظ أخي الكريم تقدم في المثال الأول أن هناك رجل من أهل البيت ع يخرج قبل الأمام المهدي محمد بن الحسن ع، ولا يأخذ بحكمه الرشا ويسير بالتقى، فهل يمكن ان يكون هو نفس الشخص المقصود الذي عهد رسول الله ص لعلي أن لا يحدث باسمه ام لا يمكن ؟
    أيضا هذا سنعرفه بالتفصيل عندما نتكلم عن الأدلة إن شاء الله تعالى.
    الدعوة اليمانية المباركة استطاعت أن تكشف هذا السر العظيم الذي أخفاه الله لصاحبه لكي يحتج به هو على الناس.
    قال تعالى:{وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْراً }الكهف82.
    فلن تصل يد لهذا الكنز المدخر كما لم تصل يد لكنز الغلامين بل هو محفوظ لصاحباه، وهما ما أشارت إليهما الرواية التي تقدّمت.
    عن أبي بصير، عن الإمام الصادق ع، قال: (يا أبا محمد، ليس ترى أمة محمد فرجاً أبداً ما دام لولد بني فلان ملك حتى ينقرض ملكهم. فإذا انقرض ملكهم أتاح الله لأمة محمد برجل منا أهل البيت يشير (يسير) بالتقى، ويعمل بالهدى، ولا يأخذ في حكمه الرشا. والله إني لأعرفه باسمه واسم أبيه. ثم يأتينا الغليظ القصرة، ذو الخال والشامتين، القائد العادل، الحافظ لما استودع، يملؤها عدلاً وقسطاً كما ملأها الفجار ظلماً وجوراً) (عصر الظهور للكوراني: ص208).

    وهذا ما دلت عليه الروايات بالصراحة.

    روى الشيخ الصدوق بسنده عن رسول الله : (... له علم إذا حان وقته انتشر ذلك العلم من نفسه) كمال الدين وتمام النعمة: ص155، بحار الأنوار: ج36 ص208.
    وعن مالك الجهني، قال: (قلت لأبي جعفر ع: إنّا نصف صاحب هذا الأمر بالصفة التي ليس بها أحد من الناس. فقال: لا والله، لا يكون ذلك أبداً حتى يكون هو الذي يحتج عليكم بذلك، ويدعوكم إليه) غيبة النعماني: ص337.

    المقدم/ أحسنت شيخنا انتهى وقت الحلقة، وسنكمل في حلقات لاحقة ان شاء الله تعالى، فشكراً لكم شيخنا، والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎