إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

النصوص التي استدل بها المسيحيون على عقيدة التثليث -3-

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • Be Ahmad Ehtadait
    مشرف
    • 26-03-2009
    • 4471

    النصوص التي استدل بها المسيحيون على عقيدة التثليث -3-

    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهم صل على محمد وآل محمد الائمه والمهديين وسلم تسليما

    استكمالاً للحلقة الثانية نذكر قول السيد أحمد الحسن (عليه السلام):
    ( هذه الكلمات التي جاءت في التوراة أو الإنجيل واشتبهت في موارد على جاهلها وتأولها العلماء غير العاملين ليدعوا بنوة إنسان لله سبحانه أو ليدعوا الإلوهية المطلقة لإنسان لا تعني بأي شكل من الأشكال إلوهية إنسان إلوهية مطلقة بل هي بمجموعها تنفي البنوة الحقيقية لأي إنسان ، وإذا التفت إليها الإنسان بقلب مفتوح طالبا معرفة الحقيقة كما أرادها اللّـه سبحانه وتعالى الذي خلقه لرأى أن عيسى (ع) يحمد اللّـه ويثني عليه قبل أن ينطق بهذه الكلمات ولو نظر الإنسان بعين الإنصاف لعرف أن هذه الكلمات منطبقة على كل الأنبياء والمرسلين والأوصياء الذين كانوا حجج اللّـه على خلقه وخلفاءه في أرضه فكل حجة من حجج اللّـه هو أعرف أهل زمانه باللّـه فيصدق عليه انه من يعرف اللّـه دون من سواه من أهل زمانه وأيضا يصدق انه لا يعرف خليفة اللّـه وحجة اللّـه حق معرفته إلا اللّـه الذي خلقه (وليس أحد يعرف من هو الابن إلا الآب ولا من هو الآب إلا الابن ومن أراد الابن أن يعلن له ) وهذا تجده في قول رسول اللّـه محمد(ص) لوصيه علي بن أبي طالب(ع) : ( يا علي ما عرف اللّـه إلا أنا وأنت وما عرفني إلا اللّـه وأنت وما عرفك إلا اللّـه وأنا )، وأيضا لعرف الإنسان الحقيقة وهي إن الخلق كلهم عيال اللّـه سبحانه وتعالى فهو يرحمهم كما يرحم الأب أبناءه بل هو ارحم بالخلق من الأم بولدها الوحيد وأكيد إن المخلصين من الأنبياء والأوصياء والأولياء (ص) أحب الخلق إلى اللّـه سبحانه فهم أولى بان يكون اللّـه سبحانه وتعالى أبوهم بهذا المعنى، ولأنهم أطاعوه ولم يعصوه سبحانه كما يطيع ويبر الابن الصالح أباه فيصح أنهم أبناء اللّـه بهذا المعنى وهم ليسوا لاهوتاً مطلقاً بل عباد مكرمون لأنهم شاكرون (وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ)، ( لَوْ أَرَادَ اللّـه أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً لاصْطَفَى مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ سُبْحَانَهُ هُوَ اللّـه الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ).
    وقد بين القرآن إنهم (سلام اللّـه عليهم): ( يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ ) أي إنهم اللّـه في الخلق أي تجلي اللّـه وصورة اللّـه كما في الحديث عنهم ع : ( أن اللّـه خلق آدم على صورته) ، (26 وقال اللّـه نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا ) التوراة سفر التكوين الإصحاح الأول ، وليسوا اللّـه سبحانه وتعالى وبالتالي فان النظر إليهم هو نظر إلى اللّـه ومعاينتهم هي معاينة اللّـه وفي الإنجيل (طوبى للأنقياء القلب . لأنهم يعاينون اللّـه . 9 طوبى لصانعي السلام . لأنهم أبناء اللّـه يدعون) وفي القرآن تجد نفس الكلام (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ) عن أبى الصلت الهروي عن الإمام الرضا(ع) قال : (قال النبي(ص) : من زارني في حياتي أو بعد موتى فقد زار اللّـه تعالى ودرجه النبي(ص) في الجنة ارفع الدرجات فمن زاره في درجته في الجنة من منـزله فقد زار اللّـه تبارك وتعالى قال : فقلت له : يا بن رسول اللّـه (ص) فما معنى الخبر الذي رووه : إن ثواب لا اله إلا اللّـه النظر إلى وجه اللّـه تعالى فقال (ع) : يا أبا الصلت من وصف اللّـه تعالى بوجه كالوجوه فقد كفر ولكن وجه اللّـه تعالى أنبياؤه ورسله وحججه صلوات اللّـه عليهم هم الذين بهم يتوجه إلى اللّـه عز وجل والى دينه ومعرفته وقال اللّـه تعالى : (كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام) وقال عز وجل ( كل شيء هالك إلا وجهه )[ عيون أخبار الرضا:ج2ص106]. قال تعالى: ( قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ): أي أن محمداً(ص) اقرب شيء إلى اللّـه سبحانه وأول مخلوق خلقه اللّـه سبحانه وتعالى وأول من عبد اللّـه سبحانه وتعالى فلو كان لله سبحانه وتعالى ولد (تعالى اللّـه عن ذلك ) لكان محمداً(ص) لأنهم يقولون إن أول ما صدر منه سبحانه وتعالى الولد أو الكلمة، فمحمد (ص) الذي يقول أنا اقرب الخلق إلى اللّـه سبحانه وتعالى لم يقل أنا ابن انفصل عن اللّـه سبحانه وتعالى لم يقل أنا لاهوت مطلق بل قال أنا عبد اللّـه وابن عبد اللّـه (وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ) فمن يبحث عن الحقيقة لابد له من تحري الدقة والإخلاص في البحث ليصل إلى الحقيقة وينجي نفسه من سخط اللّـه سبحانه وتعالى (وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً * لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً * تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً * أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَداً * وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً))[ كتاب التوحيد: 94 وما بعدها].
    ويرى الدكتور شارل جنيبير إن اليهود كانوا يطلقون لقب ( خادم يهوا ) على كل إنسان يظنون لديه إلهاماً، وإن الكلمة التي استعملتها الترجمة السبعينية تعني ( خادم ) و( طفل ) وقد تطورت لاحقاً لتكون ( ابن ) [انظر المسيحية تطورها ونشأتها: شارل جنيبير. ترجمة الدكتور عبدالحليم محمود ص106. المكتبة العصرية صيدا – بيروت].
    وقد جرت محاورة بين عيسى وأحد الفريسيين توضح معنى البنوة والولادة من غير طريق الجسد:
    ( 1كَانَ إِنْسَانٌ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ اسْمُهُ نِيقُودِيمُوسُ، رَئِيسٌ لِلْيَهُودِ. 2هذَا جَاءَ إِلَى يَسُوعَ لَيْلاً وَقَالَ لَهُ:«يَا مُعَلِّمُ، نَعْلَمُ أَنَّكَ قَدْ أَتَيْتَ مِنَ اللّـه مُعَلِّمًا، لأَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَعْمَلَ هذِهِ الآيَاتِ الَّتِي أَنْتَ تَعْمَلُ إِنْ لَمْ يَكُنِ اللّـه مَعَهُ». 3أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ:«الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنْ فَوْقُ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَى مَلَكُوتَ اللّـه». 4قَالَ لَهُ نِيقُودِيمُوسُ:«كَيْفَ يُمْكِنُ الإِنْسَانَ أَنْ يُولَدَ وَهُوَ شَيْخٌ؟ أَلَعَلَّهُ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ بَطْنَ أُمِّهِ ثَانِيَةً وَيُولَدَ؟» 5أَجَابَ يَسُوعُ:«الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنَ الْمَاءِ وَالرُّوحِ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللّـه. 6اَلْمَوْلُودُ مِنَ الْجَسَدِ جَسَدٌ هُوَ، وَالْمَوْلُودُ مِنَ الرُّوحِ هُوَ رُوحٌ. 7لاَ تَتَعَجَّبْ أَنِّي قُلْتُ لَكَ: يَنْبَغِي أَنْ تُولَدُوا مِنْ فَوْقُ. 8اَلرِّيحُ تَهُبُّ حَيْثُ تَشَاءُ، وَتَسْمَعُ صَوْتَهَا، لكِنَّكَ لاَ تَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ تَأْتِي وَلاَ إِلَى أَيْنَ تَذْهَبُ. هكَذَا كُلُّ مَنْ وُلِدَ مِنَ الرُّوحِ. 9أَجَابَ نِيقُودِيمُوسُ وَقَالَ لَهُ:«كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ هذَا؟ 10أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ: أَنْتَ مُعَلِّمُ إِسْرَائِيلَ وَلَسْتَ تَعْلَمُ هذَا! 11اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنَّنَا إِنَّمَا نَتَكَلَّمُ بِمَا نَعْلَمُ وَنَشْهَدُ بِمَا رَأَيْنَا، وَلَسْتُمْ تَقْبَلُونَ شَهَادَتَنَا. 12إِنْ كُنْتُ قُلْتُ لَكُمُ الأَرْضِيَّاتِ وَلَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ، فَكَيْفَ تُؤْمِنُونَ إِنْ قُلْتُ لَكُمُ السَّمَاوِيَّاتِ؟ 13وَلَيْسَ أَحَدٌ صَعِدَ إِلَى السَّمَاءِ إِلاَّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ، ابْنُ الإِنْسَانِ الَّذِي هُوَ فِي السَّمَاءِ .31اَلَّذِي يَأْتِي مِنْ فَوْقُ هُوَ فَوْقَ الْجَمِيعِ، وَالَّذِي مِنَ الأَرْضِ هُوَ أَرْضِيٌّ، وَمِنَ الأَرْضِ يَتَكَلَّمُ. اَلَّذِي يَأْتِي مِنَ السَّمَاءِ هُوَ فَوْقَ الْجَمِيعِ )[ يوحنا:3].
    هذا النص أنموذج تعليمي ممتاز يوجه عيسى(ع) من خلاله الأذهان إلى الابتعاد عن الفهم الحرفي المادي لكلماته، الذي يبدو إنه كان راسخاً في أذهان اليهود، نتيجة انغماسهم بالمادة.
    وورد عن رسول اللّـه صلى اللّـه عليه وآله في محاججته للنصارى:
    ( فقال بعضهم لبعض وفي الكتب المنزلة إن عيسى قال ( أذهب إلى أبي وأبيكم ) فقال رسول اللّـه صلى اللّـه عليه وآله : فإن كنتم بذلك الكتاب تعملون فإن فيه ( أذهب إلى أبي وأبيكم ) فقولوا إن جميع الذين خاطبهم عيسى كانوا أبناء اللّـه كما كان عيسى ابنه من الوجه الذي كان عيسى ابنه ، ثم إن ما في هذا الكتاب مبطل عليكم هذا الذي زعمتم أن عيسى من وجهة الاختصاص كان ابنا له ، لأنكم قلتم إنما قلنا إنه ابنه لأنه اختصه بما لم يختص به غيره ، وأنتم تعلمون أن الذي خص به عيسى لم يخص به هؤلاء القوم الذين قال لهم عيسى ( أذهب إلى أبي وأبيكم ) ، فبطل أن يكون الاختصاص لعيسى ، لأنه قد ثبت عندكم بقول عيسى لمن لم يكن له مثل اختصاص عيسى ، وأنتم إنما حكيتم لفظة عيسى وتأولتموها على غير وجهها ، لأنه إذا قال ( أذهب إلى أبي وأبيكم ) فقد أراد غير ما ذهبتم إليه ونحلتموه ، وما يدريكم لعله عنى أذهب إلى آدم أو إلى نوح وأن اللّـه يرفعني إليهم ويجمعني معهم وآدم أبي وأبيكم وكذلك نوح ، بل ما أراد غير هذا )[ الاحتجاج: ج 1 - الشيخ الطبرسي ص 19].
    ومعناه: إنكم إذا ما قلتم: إن اللّـه تعالى سمى عيسى ابناً لشيء يختص به، فإن عليكم إذا أن تفهموا ما ورد في كتبكم على غير ما تفهمونه، لأن غيره قد شاركه بالتسمية، ولم يكن له الاختصاص الذي تزعمونه.
    أخيراً يقول شارل جنيبير: أما بالنسبة للابن فإنه على أي وضع تصورته، يكون إمّا مولوداً وإمّا مخلوقاً، فهو لا مناص قد سبقه عدم وأنه وجد بعد عدم، إذاً فلا يكون إلهاَ لأنه حادث [انظر المسيحية نشأتها وتطورها: ص8]. أقول أي لا يكون إلهاً مطلقاً.
    يقول البابا شنودا الثالث:
    ( الابن في المسيحية ليس نتيجة تناسل جسداني. حاشا أن تنادي المسيحية بهذا ، فاللّـه روح (يو4 : 24 ). و هو منزه عن التناسل الجسدي. و الابن في المسيحية هو عقل اللّـه الناطق، أو نطق اللّـه العاقل. وبنوة الابن من الآب في الثالوث المسيحي، مثلما نقول ( العقل يلد فكراً ) ومع ذلك فالعقل وفكره كيان واحد. ولا علاقة لهما بالتناسل الجسداني …الفكر يخرج من العقل، و يظل فيه، غير منفصل عنه. أما في التناسل الجسداني، فالابن له كيان مستقل قائم بذاته منفصل عن أبيه وأمه. وكل من الأب والأم له كيان قائم بذاته منفصل عن الآخر. و هنا نجد خلافاً مع الثالوث المسيحي. اللّـه في الثالوث المسيحي فهو كائن منذ الأزل، وعقله فيه منذ الأزل، وروحه فيه منذ الأزل. لم يمر وقت كان فيه أحد هذه الأقانيم غير موجود)[ البابا شنودا الثالث: سنوات مع أسئلة الناس: السؤال رقم 3].
    واضح إن البابا يحاول جاهداً تضليل قارئه بافتراض إن ولادة الأقنوم الثاني على حد تعبيرهم شبيهة بولادة الفكر من العقل، ويتناسى أن وجود الفكر هو وجود اعتباري لا حقيقي. ثم إن البابا يترك فكرته مضطربة، متناقضة، ولا أدري كيف لم يشعر أن سياقها يناقض ما يريده تماماً، بل لعله شعر بذلك فتركها مبتورة دون إكمال. فهو يقابل بين ولادة الفكر من العقل والولادة الجسدية، ويقرر إن الولادة الجسدية تقتضي استقلال المولود، وهذا يعني إن عليه أن يقول بعدم استقلال الفكر المولود عن العقل، ويناقض بذلك قولهم باستقلالية الأقانيم. ويقول أيضاً: (الملاحظة الأخرى التي أوردها القديس أوغسطينوس هي: قال: إلى أبى و أبيكم ، ولم يقل إلى أبينا. و قال: إلى إلهي و إلهكم ، ولم يقل إلهنا مفرقاً بين علاقته بالآب ، و علاقتهم به. فهو أبي من جهة الجوهر والطبيعة واللاهوت، حسبما قلت من قبل ( أنا والآب واحد ) ( يو 10 :30 ). واحد في اللاهوت والطبيعة والجوهر. لذلك دعيت في الإنجيل بالابن الوحيد ( يو3 : 16، 18) ( 1يو4 : 9 ). أما أنتم قد دعيتم أبناء من جهة الإيمان ( وأما كل الذين قبلوه، فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد اللّـه أي المؤمنين باسمه ) (يو1: 12 ) . وكذلك أبناء من جهة المحبة كما قال يوحنا الرسول ( انظروا أية محبة أعطانا الآب ، حتى ندعي أولاد اللّـه ) ( 1يو 3 : 1 ). و باختصار هي بنوة من نوع التبني ، كما قال بولس الرسول ( إذ لم تأخذوا روح العبودية أيضاً للخوف، بل أخذتم روح التبني، الذي به نصرخ يا أبانا، الآب ) ( رو 8 : 15 ). و قيل ( ليفتدي الذين تحت الناموس لننال التبني ) ( غل 4 : 5 ) [ أنظر أيضاً ( رو 9 :5 ) ، (أف 1 : 5 ) ] .إذن هو أبي بمعني ، وأبوكم بمعني آخر)[ نفسه: سؤال رقم17].
    أقول: إن كلام القديس أوغسطينوس غريب حقاً، فقوله: ( إلهي وإلهكم ) هو نفسه القول: ( إلهنا )، فالتفريق في الضمير المضاف إليه، أي ( ياء المتكلم ) و ( وكاف المخاطب ) لا يتضمن أية دلالة على أنه إله لعيسى(ع) بكيفية تختلف عن إلوهيته لهم. أما كلام البابا شنودا فهو من نوع المصادرة والتحكم كما هو واضح، وعلى البابا أن يقدم دليله على أن أبوة اللّـه لعيسى هي من جهة الجوهر والطبيعة واللاهوت كما يزعم. وإذا كان مقصودهم إن إله عيسى يختلف عن إلههم، فإله عيسى هو اللّـه أو الآب كما يعبرون، فهل يقولون أن الآب ليس إلهاً لهم، وأن إلههم هو الابن فقط ؟ ثم ألا يشعرون إنهم بهذا القول يدمرون المثلث الإلهي الذي يؤمنون به ؟ فالآب لم يعد أحد الأقانيم الثلاثة للإله الذي يؤمنون به، وكذلك الابن لم يعد ينتمي للدائرة الأقنومية. ولا ينفعه في هذا الصدد استشهاده بقول عيسى(ع): ( أنا والآب واحد )لأن المقصود منه هو إن هدفنا واحد ونحن بالتالي نمثل جهة واحدة، أي إن عيسى(ع) لا يعمل سوى مشيئة الآب: ( 34قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:«طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي وَأُتَمِّمَ عَمَلَهُ )[ يوحنا:4]. كما إن هنا واحدية ( أنا والآب واحد )، بينما تقتضي البنوة إثنينية. أما قوله: ( لذلك دعيت في الإنجيل بالابن الوحيد ) فهو يعتمد على تحرير معنى البنوة قبل كل شيء، فالوحيد صفة للبنوة ودلالتها تتقرر بالنتيجة تبعاً لدلالة البنوة. أما بقية كلامه واستشهاداته فلا قيمة لها دون تحرير دلالة ما تقدم.

    (صحيفة الصراط المستقيم ـ العدد 5 ـ الصادر بتاريخ 13 رمضان 1431 هـ الموافق ل 24/08/2010 م)



    متى يا غريب الحي عيني تراكم ...وأسمع من تلك الديار نداكم

    ويجمعنا الدهر الذي حال بيننا...ويحظى بكم قلبي وعيني تراكم

    أنا عبدكم بل عبد عبد لعبدكم ...ومملوككم من بيعكم وشراكم

    كتبت لكم نفسي وما ملكت يدي...وإن قلت الأموال روحي فداكم

    ولي مقلة بالدمع تجري صبابة...حرام عليها النوم حتى تراكم

    خذوني عظاما محملا أين سرتم ...وحيث حللتم فادفنوني حذاكم
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎