إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

قصة تجعلك ترى بعين ملكوتية

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • ya howa
    مشرف
    • 08-05-2011
    • 1106

    #16
    رد: قصة تجعلك ترى بعين ملكوتية

    بسم الله الرحمن الرحيم
    بوركتم يا حجج الله وجعلكم الله من المتقين


    دنيا فانية


    قال ابن الملك : إن هذا هو الحق المبين فزدني مثلا للدنيا وغرورها وصاحبها المغرور بها ، المطمئن إليها .
    قال بلوهر : كان أهل مدينة يأتون الرجل الغريب الجاهل بأمرهم فيملكونه عليهم سنة فلا يشك أن ملكه دائم عليهم لجهالته بهم فإذا انقضت السنة أخرجوه من مدينتهم عريانا مجردا سليبا ، فيقع في بلاء وشقاء لم يحدث به نفسه ، فصار ما مضي عليه من ملكه وبالا وخزيا ومصيبة وأذى ، ثم إن أهل تلك المدينة أخذوا رجلا آخر فملكوه عليهم فلما رأى الرجل غربته فيهم لم يستأنس بهم وطلب رجلا من أهل أرضه خيبرا بأمرهم حتى وجده فأفضى إليه بسر القوم وأشار إليه أن ينظر إلى الاموال التي في يديه فيخرج منها ما استطاع الاول فالاول حتى يحرزه في المكان الذي يخرجونه إليه فإذا أخرجه القوم صار إلى الكفاية والسعة بما قدم وأحرز ، ففعل ما قال له الرجل ولم يضيع وصيته .
    قال بلوهر : وإني لارجو أن تكون أنت ذلك الرجل يا ابن الملك الذي لم يستأنس
    بالغرباء ولم يغتر بالسلطان ، وأنا الرجل الذي طلبت ولك عندي الدلالة والمعرفة والمعونة .
    قال ابن الملك : صدقت أيها الحكيم أنا ذلك الرجل وأنت طلبتي التي كنت طلبتها فصف لي أمر الاخرة تاما ، فأما الدنيا فلعمري لقد صدقت ولقد رأيت منها ما يدلني على فنائها ويزهدني فيها ، ولم يزل أمرها حقيرا عندي .
    قال بلوهر : إن الزهادة في الدنيا يا ابن الملك مفتاح الرغبة في الاخرة ، ومن طلب الاخرة فأصاب بابها دخل ملكوتها وكيف لا تزهد في الدنيا يا ابن ملك وقد آتاك الله من العقل ما آتاك ، وقد ترى أن الدنيا كلها وإن كثرت إنما يجمعها أهلها لهذه الاجساد الفانية ، والجسد لاقوام له ، ولا امتناع به ، فالحر يذيبه ، والبرد يجمده ، و السموم تتخلله ، والماء يغرقه ، والشمس تحرقه ، والهواء يسقمه ، والسباع يفترسه والطير تنقره ، والحديد يقطعه والصدام يحطمه ، ثم هم معجون بطينة من ألوان الاسقام والاوجاع والامراض ، فهو مرتهن بها ، مترقب لها ، وجل منها ، غير طامع في السلامة منها ، ثم هو مقارن الافات السبع التي لا يتخلص منها ذو جسد وهي الجوع والظمأ والحر والبرد والوجع والخوف والموت .
    فأما ما سألت عنه من الامر الاخرة ، فإني أرجو أن تجد ما تحسبه بعيدا قريبا وما كنت تحسبه عسيرا ويسيرا ، وما كنت تحسبه قليلا كثيرا .
    قال ابن الملك : أيها الحكيم أرأيت القوم الذين كان والدي حرقهم بالنار و نفاهم أهم أصحابك ؟ قال بلوهر : نعم ، فإنه بلغني أن الناس اجتمعوا على عداوتهم وسوء الثناء عليهم ، قال بلوهر : نعم قد كان ذلك ، قال : فما سبب ذلك أيها الحكيم قال بلوهر : أما قولك يا ابن الملك في سوء الثناء عليهم فما عسى أن يقولوا فيمن يصدق ولا يكذب ، ويعلم ولا يجهل ، ويكف ولا يؤذي ، ويصلي ولا ينام ، ويصوم ولا يفطر ويبتلي فيصبر ، ويتفكر فيعتبر ، ويطيب نفسه عن الاموال والاهلين ، ولا يخافهم الناس على أموالهم وأهليهم .
    قال ابن الملك : فكيف اتفق الناس على عداوتهم وهم فيما بينهم مختلفون ؟
    قال بلوهر : مثلهم في ذلك مثل .............................

    يتبغ الى الغد ان شاء الله لنرى كيف ضرب بلوهر مثلا لسبب عداوة الناس للصالحين ؟...

    نزل صامتاً، وصلب صامتاً، وقـُتل صامتاً، وصعد الى ربه صامتاً، هكذا إن أردتم أن تكونوا فكونوا...

    Comment

    • Habibi-Ahmed
      عضو نشيط
      • 26-02-2010
      • 914

      #17
      رد: قصة تجعلك ترى بعين ملكوتية

      احسنتم وفقكم الله لكل خير

      مرة رئيت رؤيا ... لا استطيع ان اقول تفاصيلها لانها لا توصف مهما تكلمنا .. ولكن مضمونها
      بأن الله سبحانه اراني الدنيا .. او شيء قليل منها
      وهو ان الناس يسكنون في اماكن جدا جدا جدا قذرة .. ويأكلون من النجاسات و العياذ بالله ... ومطابخهم و مطاعمهم هي الاماكن التي تتكاثر فيها النجاسات .. والامر بالنسبة لهم جدا امر طبيعي والعياذ بالله


      اعتذر على هذه الكلمات .. ولكنها والله اقل من الذي رئيته في الرؤيا.

      لذلك اوصى الامام ع و اهل البيت بالوضوء الدائم .. لنتطهر منها .

      اكرر اعتذاري لذكري هذه الرؤيا .. ولكن لن اجد موضوعا انسب من هذا الموضوع لذكرها

      Comment

      • ya howa
        مشرف
        • 08-05-2011
        • 1106

        #18
        رد: قصة تجعلك ترى بعين ملكوتية

        [COLOR="بسم الله الرحمن الرحيم
        حبيبي أحمد بصرك الله بحقيقة الدنيا أكثر فأكثر وجعلك من الطيبين الطاهرين وحشرك مع خيرتهم محمد وال محمد صلوات ربي وسلامه عليهم


        وفي هذه الحلقة يضرب الحكيم مثلا لطعام الدنيا .. مقزز ومتعب نفسيا لم يخطر لي على بال .. ويوافق رؤياك في انها في حقيقتها نجاسات ..


        فعلا يستدعي التوقف والتدبر


        الحقيقة الملكوتية لطلاب الدنيا ومطعمها ومشربها



        قال ابن الملك : فكيف اتفق الناس على عداوتهم وهم فيما بينهم مختلفون ؟
        قال بلوهر : مثلهم في ذلك مثل كلاب اجتمعوا على جيفة تنهشها ويهار بعضها بعضا ، مختلفة الالوان والاجناس فبينا هي تقبل على الجيفة إذ دنى رجل منهم فترك بعضهن بعضا وأقبلن على الرجل فيهرن عليه جميعا متعاويات عليه وليس للرجل في جيفتهن حاجة ، ولا أراد أن ينازعهن فيها ، ولكنهن عرفن غربته منهن فاستوحشن منه و استأنس بعضهن ببعض وإن كن مختلفات متعاديات فيما بينهن من قبل أن يرد الرجل عليهن .
        قال بلوهر : فمثل الجيفة متاع الدنيا ومثل صنوف الكلاب ضروب الرجال الذين يقتتلون على الدنيا ويهرقون دماءهم وينفقون لها أموالهم ، ومثل الرجل الذي اجتمعت عليه الكلاب ولا حاجة له في جيفهن كمثل صاحب الدين الذي رفض الدنيا وخرج منها ، فليس ينازع فيها أهلها ولا يمنع ذلك الناس من أن يعادونه لغربته عندهم ، فإن عجبت فاعجب من الناس أنهم لاهمة لهم إلا الدنيا وجمعها والتكاثر والتفاخر والتغالب عليها حتى إذا رأوا من قد تركها في أيديهم وتخلى عنها كانوا له أشد حنقا منهم للذي يشاحهم عليها ، فأي حجة يا ابن الملك أدحض من تعاون المختلفين على من لاحجة لهم عليه ؟ قال ابن الملك : أعمد لحاجتي ، قال بلوهر : إن الطبيب الرفيق إذ رأى الجسد قد أهلكته الاخلاط الفاسدة فأراد أن يقويه ويسمنه لم يغذه بالطعام الذي يكون منه اللحم والدم والقوة لانه يعلم أنه متى أدخل الطعام على الاخلاط الفاسدة أضر بالجسد ولم ينفعه ولم يقوه ، ولكن يبدأ بالادوية والحمية من الطعام ، فإذا أذهب من جسده الاخلاط الفاسدة أقبل عليه بما يصلحه من الطعام ، فحينئذ يجد طعم الطعام ويسمن ويقوي ويحمل الثقل بمشيئة الله عزوجل .
        وقال ابن الملك أيها الحكيم : أخبرني ماذا تصيب من الطعام والشراب ؟
        قال الحكيم : زعموا أن ملكا من الملوك كان عظيم الملك كثير الجند والاموال وأنه بداله أن يغزو ملكا آخر ليزداد ملكا إلى ملكه ومالا إلى ماله ، فسار إليه بالجنود والعدد والعدة ، والنساء والاولاد والاثقال ، فأقبلوا نحوه فظهروا عليه و
        استباحوا عسكره فهرب وساق امرأته وأولاده صغارا فألجأه الطلب عند المساء إلى أجمة على شاطئ النهر فدخلها مع أهله وولده وسيب دوابه مخافة أن تدل عليه بصهيلها فباتوا في الاجمة وهم يسمعون وقع حوافر الخيل من كل جانب فأصبح الرجل لا يطيق براحا ، وأما النهر فلا يستطيع عبوره ، وأما الفضاء فلا يستطيع الخروج إليه لمكان العدو ، فهم في مكان ضيق قد أذا هم البرد وأهجرهم الخوف وطواهم الجوع ، وليس لهم طعام ولا معهم زاد ولا إدام ، وأولاده صغار جياع يبكون من الضر الذي قد أصابهم فمكث بذلك يومين ، ثم إن أحد بنيه مات فألقوه في النهر فمكث بعد ذلك يوما آخر فقال الرجل لامرأته : إنا مشرفون على الهلاك جميعا وإن بقي بعضنا وهلك بعضنا كان خيرا من أن نهلك جميعا وقد رأيت أن أعجل ذبح صبي من هؤلاء الصبيان فنجعله قوتا لنا ولاولادنا إلى أن يأتي الله عزوجل بالفرج فإن أخرنا ذلك هزل الصبيان حتى لا يشبع لحومهم ونضعف حتى لا نستطيع الحركة إن وجدنا إلى ذلك سبيلا ، وطاوعته امرأته فذبح بعض أولاده ووضعوه بينهم ينهشونه ، فما ظنك يا ابن الملك بذلك المضطر ؟ أكل الكلب المستكثر يأكل ؟ أم أكل المضطر المستقل ؟ قال ابن الملك : بل أكل المستقل ، قال الحكيم : كذلك أكلي وشربي يا ابن الملك في الدنيا .


        يتبع الى الغد ان شاء الله#0000FF"]
        [/COLOR]
        نزل صامتاً، وصلب صامتاً، وقـُتل صامتاً، وصعد الى ربه صامتاً، هكذا إن أردتم أن تكونوا فكونوا...

        Comment

        • ya howa
          مشرف
          • 08-05-2011
          • 1106

          #19
          رد: قصة تجعلك ترى بعين ملكوتية

          [COLOR="#0000FF"][SIZE=بسم الله الرحمن الرحيم



          حال الأنبياء في هذه الدنيا


          ، فما ظنك يا ابن الملك بذلك المضطر ؟ أكل الكلب المستكثر يأكل ؟ أم أكل المضطر المستقل ؟ قال ابن الملك : بل أكل المستقل ، قال الحكيم : كذلك أكلي وشربي يا ابن الملك في الدنيا .



          فقال له ابن الملك : أرأيت هذا الذي تدعوني إليه أيها الحكيم أهو شيء نظر الناس فيه بعقولهم وألبابهم حتى اختاروه على ما سواه لانفسهم أم دعاهم الله إليه فأجابوا ، قال الحكيم : علا هذا الامر ولطف عن أن يكون من أهل الارض أو برأيهم دبروه ، ولو كان من أهل الارض لدعوا إلى عملها وزينتها وحفظها ودعتها ونعيمها ولذتها ولهوها ولعبها وشهواتها ، ولكنه أمر غريب ودعوة من الله عزوجل ساطعة ، وهدى مستقيم ، ناقض على أهل الدنيا أعمالهم ، مخالف لهم ، عائب عليهم ، وطاعن ناقل لهم عن أهوائهم ، داع لهم إلى طاعة ربهم ، وإن ذلك لبين لمن تنبه ، مكتوم عنده عن غير أهله حتى يظهر الله الحق بعد خفائه ويجعل كلمته العليا وكلمة الذين جهلوا السفلى .
          قال ابن الملك : صدقت أيها الحكيم . ثم قال الحكيم : إن من الناس من تفكر قبل مجيئ الرسل عليهم السلام فأصاب ، ومنهم من دعته الرسل بعد مجيئها فأجاب وأنت يا ابن الملك ممن تفكر بعقله فأصاب .
          قال ابن الملك : فهل تعلم أحدا من الناس يدعو إلى التزهيد في الدنيا غيركم ؟ قال الحكيم : أما في بلادكم هذه فلا ، وأما في سائر الامم ففيهم قوم ينتحلون الدين بألسنتهم ولم يستحقوه بأعمالهم ، فاختلف سبيلنا وسبيلهم ، قال ابن الملك : كيف صرتم أولى بالحق منهم وإنما أتاكم هذا الامر الغريب من حيث أتاهم ؟ قال الحكيم : الحق كله جاء من عند الله عزوجل وإنه تبارك وتعالى دعا العباد إليه فقبله قوم بحقه وشروطه حتى أدوه إلى أهله كما امروا ، لم يظلموا ولم يخطئوا ولم يضيعوا وقبله آخرون فلم يقوموا بحقه وشروطه ، ولم يؤدوه إلى أهله ، ولم يكن لهم فيه عزيمة ، ولا على العمل به نية ضمير ، فضيعوه واستثقلوه فالمضيع لا يكون مثل الحافظ ، المفسد لا يكون كالمصلح ، والصابر لا يكون كالجازع ، فمن ههنا كنا نحن أحق به منهم وأولى .
          ثم قال الحكيم : إنه ليس يجري على لسان أحد منهم من الدين والتزهيد والدعاء إلى الاخرة إلا وقد اخذ ذلك عن أصل الحق الذي عنه أخذنا ، ولكنه فرق بيننا وبينهم أحداثهم التي أحدثوا وابتغاؤهم الدنيا وإخلادهم إليها ، وذلك أن هذه الدعوة لم تزل تأتي وتظهر في الارض مع أنبياء الله ورسله صلوات الله عليهم في القرون الماضية على ألسنة مختلفة متفرقة ، وكان أهل دعوة الحق أمرهم مستقيم ، وطريقهم واضح ، ودعوتهم بينة ، ولا فرقة بينهم ولا اختلاف ، فكانت الرسل عليهم السلام إذا بلغوا رسالات ربهم ، واحتجو الله تبارك وتعالى على عباده بحجته وإقامة معالم الدين وأحكامه ، قبضهم الله عزوجل إليه عند انقضاء آجالهم ومنتهى مدتهم ، ومكثت الامة من الامم بعد نبيها برهة من دهرها لا تغير ولا تبدل ثم صار الناس بعد ذلك يحدثون
          الاحداث ويتبعون الشهوات ، ويضيعون العلم ، فكان العالم البالغ المستبصر منهم يخفى شخصه ولا يظهر علمه ، فيعرفونه باسمه ولا يهتدون إلى مكانه ولا يبقى منهم إلا الخسيس من أهل العلم ، يستخف به أهل الجهل والباطل ، فيخمل العلم ويظهر الجهل ، ويتناسل القرون فلا يعرفون إلا الجهل والباطل ، ويزداد الجهال استعالاء وكثرة ، والعلماء خمولا وقلة ، فحولوا معالم الله تبارك وتعالى عن وجوهها ، وتركوا قصد سبيلها ، وهم مع ذلك مقرون بتنزله ، متبعون شبهه ابتغاء تأويله ، متعلقون بصفته ، تاركون لحقيقته ، نابذون لاحكامه فكل صفة جاءت الرسل تدعوا إليها فنحن لهم موافقون في تلك الصفة ، مخالفون لهم في أحكامهم وسيرتهم ، لسنا نخالفهم في شيء إلا ولنا عليهم الحجة الواضحة والبينة العادلة من نعت ما في أيديهم من الكتب المنزلة من الله عزوجل ، فكل متكلم منهم يتكلم بشيء من الحكمة فهي لنا وهي بيننا وبينهم تشهد لنا عليهم بأنها توافق صفتنا وسيرتنا وحكمنا ، وتشهد عليهم بأنها مخالفة لسنتهم وأعمالهم ، فليسوا يعرفون من الكتاب إلا وصفه ، ولا من الدين إلا اسمه ، فليسوا بأهل الكتاب حقيقة حتى يقيموه .
          قال ابن الملك : فما بال الانبياء والرسل عليهم السلام يأتون في زمان دون زمان ؟ قال الحكيم : إنما مثل ذلك كمثل ملك كانت له أرض موات لا عمران فيها ، فلما أراد أن يقبل عليها بعمارته أرسل إليها رجلا جلدا أمينا ناصحا ، ثم أمره أن يعمر تلك الارض وأن يغرس فيها صنوف الشجر وأنواع الزرع ، ثم سمى له الملك ألوانا من الغرس معلومة ، وأنواعا من الزرع معروفة ، ثم أمره أن لا يعدو ما سمى له وأن لا يحدث فيها من قبله شيئا لم يكن أمره به سيده ، وأمره أن يخرج لها نهرا ويسد عليها حائطا ، ويمنعها من أن يفسدها مفسد ، فجاء الرسول الذي أرسله الملك إلى تلك الارض فأحياها بعد موتها وعمرها بعد خرابها ، وغرس فيها وزرع من الصنوف التي أمره بها ، ثم ساق الماء إليها ، حتى نبت الغرس واتصل الزرع ، ثم لم يلبث قليلا حتى مات قيمها ، وأقام بعده من يقوم مقامه وخلف من بعده خلف خالفوا من أقامه القيم بعده وغلبوه على أمره ، فأخرجوا العمران ، وطموا الانهار ،
          فيبس الغرس ، وهلك الزرع ، فلما بلغ الملك خلافهم على القيم بعد رسوله وخراب أرضه أرسل إليها رسولا آخر يحييها ويعيدها ويصلحها كما كانت في منزلتها الاولى ، وكذلك الانبياء والرسل عليهم السلام يبعث الله عزوجل منهم الواحد بعد الواحد فيصلح أمر الناس بعد فساده .
          ......................................................


          يتبع الى الغد ان شاء الله5][/SIZE]
          [/C
          OLOR]
          نزل صامتاً، وصلب صامتاً، وقـُتل صامتاً، وصعد الى ربه صامتاً، هكذا إن أردتم أن تكونوا فكونوا...

          Comment

          • ya howa
            مشرف
            • 08-05-2011
            • 1106

            #20
            رد: قصة تجعلك ترى بعين ملكوتية

            بسم الله الرحمن الرحيم

            مثل القرآن بيننا


            وكذلك الانبياء والرسل عليهم السلام يبعث الله عزوجل منهم الواحد بعد الواحد فيصلح أمر الناس بعد فساده .
            قال ابن الملك : أيخص الانبياء والرسل عليهم السلام إذا جاءت بما يبعث به أم تعم ؟
            قال بلوهر : إن الانبياء والرسل إذا جاءت تدعوا عامة الناس فمن أطاعهم كان منهم ، ومن عصاهم لم يكن منهم ، وما تخلو الارض قط من أن يكون لله عز وجل فيها مطاع من أنبيائه ورسله ومن أو صيائه ، وإنما مثل ذلك مثل طائر كان في ساحل البحر يقال له قدم يبيض بيضا كثيرا وكان شديدا الحب للفراخ وكثرتها ، وكان يأتي عليه زمان يتعذر عليه فيه ما يريده من ذلك ، فلا يجد بدا من اتخاذ أرض اخرى حتى يذهب ذلك الزمان فيأخذ بيضه مخافة عليه من أن يهلك من شفقته فيفرقه في أعشاش الطير فتحضن الطير بيضته مع بيضتها وتخرج فراخه مع فراخها ، فإذا طال مكث فراخ قدم مع فراخ الطير ألفها بعض فراخ الطير واستأنس بها فإذا كان الزمان الذي ينصرف فيه قدم إلى مكانه مر بأعشاش الطير وأوكارها بالليل فأسمع فراخه وغيرها صوته فإذا سمعت فراخه صوته تبعته وتبع فراخه ما كان ألفها من فراخ سائر الطير ولم يجبه ما لم يكن من فراخه ولا ما لم يكن ألف فراخه وكان قد يضم إليه من أجابه من فراخه حبا للفراخ ، وكذلك الانبياء إنما يستعرضون الناس جميعا بدعائهم فيجيبهم أهل الحكمة والعقل لمعرفتهم بفضل الحكمة ، فمثل الطير الذي دعا بصوته مثل الانبياء والرسل التي تعم الناس بدعائهم ، ومثل البيض المتفرق في أعشاش الطير مثل الحكمة ، ومثل سائر فراخ الطير التي ألفت مع فراخ قدم مثل من أجاب الحكماء قبل مجيئ الرسل ، لان الله عزوجل جعل لانبيائه ورسله من الفضل والرأي ما لم يجعل لغيرهم من الناس ، وأعطاهم من الحجج والنور والضياء ما لم
            يعط غيرهم ، وذلك لما يريد من بلوغ رسالته ومواقع حججه ، وكانت الرسل إذا جاءت وأظهرت دعوتها أجابهم من الناس أيضا من لم يكن أجاب الحكماء وذلك لما جعل الله عزوجل على دعوتهم من الضياء والبرهان .
            قال ابن الملك : أفرأيت ما يأتي به الرسل والانبياء إذ زعمت أنه ليس بكلام الناس ، وكلام الله عزوجل هو كلام وكلام ملائكته كلام ، قال الحكيم : أما رأيت الناس لما
            أرادوا أن يفهموا بعض الدواب والطير ما يريدون من تقدمها وتأخرها وإقبالها وإدبارها لم يجدوا الدواب والطير تحمل كلامهم الذي هو كلامهم ، فوضعوا من النقر والصفير والزجر ما يبلغوا به حاجتهم وما عرفوا أنها تطيق حمله ، وكذلك العباد يعجزوا أن يعلموا كلام الله عزوجل وكلام ملائكته على كنهه وكماله ولطفه وصفته فصار ما تراجع الناس بينهم من الاصوات التي سمعوا بها الحكمة شبيها بما وضع الناس للدواب ، والطير ولم يمنع ذلك الصوت مكان الحكمة المخبرة في تلك الاصوات من أن تكون الحكمة واضحة بينهم ، قوية منيرة شريفة عظيمة ، ولم يمنعها من وقوع معانيها على مواقعها وبلوغ ما احتج به الله عزوجل على العباد فيها وكان الصوت للحكمة جسدا ومسكنا ، وكانت الحكمة للصوت نفسا وروحا ، ولا طاقة للناس أن ينفذوا غور كلام الحكمة ، ولا يحيطوا به بعقولهم ، فمن قبل ذلك تفاضلت العلماء في علمهم ، فلا يزال عالم يأخذ علمه من عالم حتى يرجع العلم إلى الله عزوجل الذي جاء من عنده ، وكذلك العلماء قد يصيبون من الحكمة والعلم ما ينجيهم من الجهل ، ولكن لكل ذي فضل فضله ، كما أن الناس ينالون من ضوء الشمس ما ينتفعون به في معائشهم وأبدانهم ولا يقدرون أن ينفذوها بأبصارهم فهي كالعين الغزيرة ، الظاهر مجراها ، المكنون عنصرها ، فالناس قد يجيبون بما ظهر لهم من مائها ، ولا يدركون غورها وهي كالنجوم الزاهرة التي يهتدى بها الناس ، ولا يعلمون مساقطها ، فالحكمة أشرف وأرفع وأعظم مما وصفناها به كله ، هي مفتاح باب كل خير يرتجى ، والنجاة من كل شر يتقى ، وهي شراب الحياة التي من شرب منه لم يمت أبدا ، و الشفاء للسقم الذي من استشفى به لم يسقم أبدا ، والطريق المستقيم الذي من سلكه
            لم يضل أبدا ، هي حبل الله المتين الذي لا يخلقه طول التكرار ، من تمسك به انجلى عنه العمى ، ومن اعتصم به فاز واهتدى ، وأخذ بالعروة الوثقى .
            قال ابن الملك : فما بال هذه الحكمة التي وصفت بما وصفت من الفضل والشرف والارتفاع والقوة والمنفعة والكمال والبرهان لا ينتفع بها الناس كلهم جميعا ؟ .




            يتبع الى الغد ان شاء الله5][COLOR="#00[/COLOR]00FF"][/COLOR]
            نزل صامتاً، وصلب صامتاً، وقـُتل صامتاً، وصعد الى ربه صامتاً، هكذا إن أردتم أن تكونوا فكونوا...

            Comment

            • ya howa
              مشرف
              • 08-05-2011
              • 1106

              #21
              رد: قصة تجعلك ترى بعين ملكوتية

              بسم الله الرحمن الرحيم



              الدنيا مزبلة




              قال ابن الملك : فما بال هذه الحكمة التي وصفت بما وصفت من الفضل والشرف والارتفاع والقوة والمنفعة والكمال والبرهان لا ينتفع بها الناس كلهم جميعا ؟ .




              قال الحكيم : إنما مثل الحكمة كمثل الشمس الطالعة على جميع الناس الابيض والاسود منهم ، والصغير والكبير ، فمن أراد الانتفاع بها لم تمنعه ولم يحل بينه و بينها من أقربهم وأبعدهم ، ومن لم يرد الانتفاع بها فلا حجة له عليها ، ولا تمنع الشمس على الناس جميعا ، ولا يحول بين الناس وبين الانتفاع بها ، وكذلك الحكمة وحالها بين الناس إلى يوم القيامة ، والحكمة قد عمت الناس جميعا إلا أن الناس يتفاضلون في ذلك ، والشمس ظاهرة إذ طلعت على الابصار الناظرة فرقت بين الناس على ثلاثة منازل فمنهم الصحيح البصر الذي ينفعه الضوء ويقوى على النظر ، ومنهم الاعمى القريب من الضوء الذي لو طلعت عليه شمس أو شموس لم تغن عنه شيئا ، ومنهم المريض البصر الذي لا يعد في العميان ولا في أصحاب البصر ، كذلك الحكمة هي شمس القلوب إذا طلعت تفرق على ثلاث منازل : منزل لاهل البصر الذين يعقلون الحكمة فيكونون من أهلها ، ويعملون بها ، ومنزل لاهل العمى الذين تنبو الحكمة عن قلوبهم لا نكارهم الحكمة وتركهم قبولها كما ينبو ضوء الشمس عن العميان ، ومنزل لاهل مرض القلوب الذين يقصر علمهم ويضعف عملهم ويستوي فيهم السيئ والحسن ، والحق والباطل ، وإن أكثر من تطلع عليه الشمس وهي الحكمة ممن يعمى عنها .
              قال ابن الملك : فهل يسع الرجل الحكمة فلا يجيب إليها حتى يلبث زمانا ناكبا عنها ، ثم يجيب ويراجعها ؟ قال بلوهر : نعم هذا أكثر حالات الناس في الحكمة .
              قال ابن الملك : ترى والدي سمع شيئا من هذا الكلام قط ؟ قال بلوهر : لاأراه سمع سماعا صحيحا رسخ في قلبه ولا كلمه فيه ناصح شفيق .
              قال ابن الملك : وكيف ترك ذلك الحكماء منه طول دهرهم ؟ قال بلوهر : تركوه
              لعلمهم بمواضع كلامهم ، فربما تركوا ذلك ممن هو أحسن إنصافا وألين عريكة وأحسن استماعا من أبيك حتى أن الرجل ليعاش الرجل طول عمره وبينهما الاستيناس والمودة والمفاوضة ، ولا يفرق بينهما شيء إلا الدين والحكمة ، وهو متفجع عليه ، متوجع له ، ثم لا يفضي إليه أسرار الحكمة إذ لم يره لها موضعا .
              وقد بلغنا أن ملكا من الملوك كان عاقلا قريبا من الناس مصلحا لامورهم ، حسن النظر والانصاف لهم ، وكان له وزير صدق صالح يعينه على الاصلاح ويكفيه مؤونته ويشاوره في اموره ، وكان الوزير أديبا عاقلا ، له دين وورع ونزاهة على الدنيا ، وكان قد لقي أهل الدين ، وسمع كلامهم ، وعرف فضلهم ، فأجابهم و انقطع إليهم بإخائه ووده ، وكانت له من الملك منزلة حسنة وخاصة ، وكان الملك لا يكتمه شيئا من أمره ، وكان الوزير أيضا له بتلك المنزلة ، إلا أنه لم يكن ليطلعه على أمر الدين ، ولا يفاوضه أسرار الحكمة ، فعاشا بذلك زمانا طويلا ، وكان الوزير كلما دخل على الملك سجد الاصنام وعظمها وأخذ شيئا في طريق الجهالة والضلالة تقية له فأشفق الوزير على الملك من ذلك واهتم به واستشار في ذلك أصحابه وإخوانه فقالوا له : انظر لنفسك وأصحابك فإن رأيته موضعا للكلام فكلمه وفاوضه وإلا فانك إنما تعينه على نفسك ، وتهيجه على أهل دينك ، فإن السلطان لا يغتر به ، ولا تؤمن سطوته ، فلم يزل الوزير على اهتمامه به مصافيا له ، رفيقا به رجاء أن يجد فرصة فينصحه أو يجد للكلام موضعا فيفاوضه ، وكان الملك مع ضلالته متواضعا سهلا قريبا ، حسن السيرة في رعيته ، حريصا على إصلاحهم ، متفقدا لامورهم ، فاصطحب الوزير ( مع ) الملك على هذا برهة من زمانه .
              ثم إن الملك قال للوزير ذات ليلة من الليالي بعد ما هدأت العيون : هل لك أن تركب فنسير في المدينة فننظر إلى حال الناس وآثار الامطار التي أصابتهم في هذه الايام ؟ فقال الوزير : نعم فركبا جميعا يجولان في نواحي المدينة فمرا في بعض الطريق
              على مزبلة تشبه الجبل ، فنظر الملك إلى ضوء النار تبدو في ناحية المزبلة ، فقال للوزير : إن لهذه لقصة فانزل بنا نمشي حتى ندنو منها فنعلم خبرها ، ففعلا ذلك فلما انتهيا إلى مخرج الضوء وجدا نقبا شبيها بالغار ، وفيه مسكين من المساكين ثم نظرا في الغار من حيث لا يراهما الرجل فإذا الرجل مشوه الخلق ، عليه ثياب خلقان من خلقان المزبلة ، متكئ على متكاء قد هيأه من الزبل ، وبين يديه إبريق فخار ، فيه شراب وفي يده طنبور ، يضرب بيده وامرأته في مثل خلقه ولباسه قائمة بين يديه تسقيه إذا استسقى منها ، وترقص له إذا ضرب ، وتحييه بتحية الملوك كلما شرب ، وهو يسميها سيدة النساء ، وهما يصفان أنفسهما بالحسن والجمال وبينهما من السرور والضحك والطرب ما لا يوصف ، فقام الملك على رجليه مليا والوزير ينظر كذلك ويتعجبان من لذتهما وإعجابهما بما هما فيه ، ثم انصرف الملك والوزير فقال الملك : ما أعلمني وإياك أصابنا الدهر من اللذة والسرور والفرح مثل ما أصاب هذين الليلة مع أني أظنهما يصنعان كل ليلة مثل هذا ، فاغتنم الوزير ذلك منه ، ووجد فرصة فقال له : أخاف أيها الملك أن يكون دنيانا هذه من الغرور ويكون ملكك وما نحن فيه من البهجة والسرور في أعين من يعرف الملكوت الدائم مثل هذه المزبلة ، ومثل هذين الشخصين اللذين رأيناهما ، وتكون مساكننا وما شيدنا منها عند من يرجو مساكن السعادة وثواب الاخرة مثل هذا الغار في أعيننا ، وتكون أجسادنا عند من يعرف الطهارة والنضارة والحسن والصحة مثل جسد هذه المشوه الخلق في أعيننا ، و يكون تعجبهم عن إعجابنا بما نحن فيه كتعجبنا من إعجاب هذين الشخصين بما هما فيه .
              قال الملك وهل تعرف لهذه الصفة أهلا ؟ قال الوزير : نعم ، قال الملك : من هم ؟ قال الوزير : أهل الدين الذي عرفوا ملك الاخرة ونعيمها فطلبوه ، قال الملك : وما ملك الاخرة ؟ قال الوزير هو النعيم الذي لا بؤس بعده ، والغنى الذي لافقر بعده ، والفرح الذي لا ترح بعده ، والصحة التي لاسقم بعدها ، والرضي الذي لا سخط بعده ، والامن الذي لا خوف بعده ، والحياة التي لا موت
              بعدها ، والملك الذي لا زوال له ، هي دار البقاء ، ودار الحيوان ، التي لا انقطاع لها ، ولا تغير فيها ، رفع الله عزوجل عن ساكنيها فيها السقم والهرم والشقاء والنصب والمرض والجوع والظمأ والموت ، فهذه صفة ملك الاخرة وخبرها أيها الملك .
              قال الملك : وهل تدركون إلى هذه الدار مطلبا وإلى دخولها سبيلا ؟ قال الوزير : نعم هي مهيأة لمن طلبها من وجه مطلبها ، ومن أتاها من بابها ظفر بها ، قال الملك : ما منعك أن تخبرني بهذا قبل اليوم ؟ قال الوزير : منعني من ذلك إجلالك والهيبة لسلطانك ، قال الملك : لئن كان هذا الامر الذي وصفت يقينا فلا ينبغي لنا أن نضيعه ولا نترك العمل به في إصابته ، ولكنا نجتهد حتى يصح لنا خبره ، قال الوزير : أفتأمرني أيها الملك أن أو اظب عليك في ذكره والتكرير له ؟ قال الملك : بل آمرك أن لا تقطع عني ذكره ليلا ولا نهارا ، ولا تريحني ولا تمسك عني ذكره فإن هذا أمر عجيب لا يتهاون به ، ولا يغفل عن مثله ، وكان سبيل ذلك الملك والوزير إلى النجاة .




              قال ابن الملك : ما أنا بشاغل نفسي بشيء من هذه الامور عن هذا السبيل ولقد حدثت نفسي بالهرب معك في جوف الليل حيث بدالك أن تذهب .

              نوى ابن الملك الهرب مع الحكيم الى حيث يعيش فبماذا يشور عليه الحكيم ؟؟ الجواب في حلقة الغد ان شاء الله
              نزل صامتاً، وصلب صامتاً، وقـُتل صامتاً، وصعد الى ربه صامتاً، هكذا إن أردتم أن تكونوا فكونوا...

              Comment

              • ya howa
                مشرف
                • 08-05-2011
                • 1106

                #22
                رد: قصة تجعلك ترى بعين ملكوتية

                بسم الله الرحمن الرحيم


                بلوهر وبوداسف



                قال ابن الملك : ما أنا بشاغل نفسي بشيء من هذه الامور عن هذا السبيل ولقد حدثت نفسي بالهرب معك في جوف الليل حيث بدالك أن تذهب .
                قال بلوهر : وكيف تستطيع الذهاب معي والصبر على صحبتي وليس لي جحر يأويني ، ولا دابة تحملني ، ولا أملك ذهبا ، ولا فضة ، ولا أدخر غذاء العشاء ولا يكون عندي فضل ثوب ، ولا أستقر ببلدة إلا قليلا حتى أتحول عنها ولا أتزود من أرض إلى أرض أخري رغيفا أبدا .
                قال ابن الملك : إني أرجو أن يقويني الذي قواك ، قال بلوهر : أما إنك إن أبيت إلا صحبتي كنت خليقا أن يكون كالغني الذي صاهر الفقير .
                قال يوذاسف : وكيف كان ذلك ؟ قال بلوهر : زعموا أن فتى كان من أولاد الاغنياء فأراد أبوه أن يزوجه ابنة عم له ذات جمال ومال ، فلم يوافق ذلك الفتى ولم يطلع أباه على كراهته حتى خرج من عنده متوجها إلى أرض أخري ، فمر
                في طريقه على جارية عليها ثياب خلقان لها ، قائمة على باب بيت من بيوت المساكين فأعجبته الجارية ، فقال لها : من أنت أيتها الجارية ؟ قالت : أنا ابنة شيخ كبير في هذا البيت ، فنادى الفتى الشيخ فخرج إليه فقال له : هل تزوجني ابنتك هذه ؟ قال : ما أنت بمتزوج لبنات الفقراء وأنت فتى من الاغنياء ، قال : أعجبتني هذه الجارية ولقد خرجت هاربا من امرأة ذات حسب ومال أرادوا مني تزويجها ، فكرهتها فزوجني ابنتك فإنك واجد عندي خيرا إن شاء الله .
                قال الشيخ : كيف أزوجك ابنتي ونحن لا تطيب أنفسنا أن تنقلها عنا ، ولا أحسب مع ذلك أن أهلك يرضون أن تنقلها إليهم ، قال الفتي : فنحن معكم في منزلكم هذا ، قال الشيخ : إن صدقت فيما تقول فاطرح عنك زيك وحليتك هذه ، قال : ففعل الفتى ذلك وأخذ أطمارا رثة من أطمارهم فلبسها وقعد معهم ، فسأله الشيخ عن شأنه وعرض له بالحديث حتى فتش عقله فعرف أنه صحيح العقل وأنه لم يحمله على ما صنع السفه ، فقال له الشيخ : أما إذا اخترتنا ورضيت بنا فقم معي إلى هذا السرب فأدخله فإذا خلف منزله بيوت ومساكن لم ير مثلها قط سعة وحسنا ، وله خزائن من كل ما يحتاج إليه ، ثم دفع إليه مفاتيحه وقال له : إن كل ما ههنا لك فاصنع به ما أجببت ، فنعم الفتى أنت وأصاب الفتى ما كان يريده .
                قال يوذاسف : إني لارجو أن أكون أنا صاحب هذا المثل إن الشيخ فتش عقل هذا الغلام حتى وثق به ، فلعلك تطول بي على تفتيش عقلي فأعلمني ما عندك في ذلك ، قال الحكيم لو كان هذا الامر إلي لاكتفيت منك بأدنى المشافهة ولكن فوق رأسي سنة قد سنها أئمة الهدى في بلوغ الغاية في التوفيق ، وعلم ما في الصدور فأنا أخاف إن خالفت السنة أن أكون قد أحدثت بدعة ، وأنا منصرف عنك الليلة وحاضر بابك في كل ليلة ، ففكر في نفسك بهذا واتعظ به ، وليحضرك فهمك وتثبت ولا تعجل بالتصديق لما يورده عليك همك حتى تعلمه بعد التؤدة والاناة وعليك بالاحتراس في ذلك أن يغلبك الهوى والميل إلى الشبهة والعمى ، واجتهد في المسائل التي تظن أن
                فيها شبهة ، ثم كلمني فيها وأعلمني رأيك في الخروج إذا أردت ، وافترقا على هذا تلك الليلة .


                والى الغد ان شاء الله
                نزل صامتاً، وصلب صامتاً، وقـُتل صامتاً، وصعد الى ربه صامتاً، هكذا إن أردتم أن تكونوا فكونوا...

                Comment

                • ya howa
                  مشرف
                  • 08-05-2011
                  • 1106

                  #23
                  رد: قصة تجعلك ترى بعين ملكوتية

                  بسم الله الرحمن الرحيم

                  أتحب أن تموت غدا؟


                  وافترقا على هذا تلك الليلة .






                  ثم عاد الحكيم إليه فسلم عليه ودعا له ، ثم جلس فكان من دعائه أن قال : أسأل الله الاول الذي لم يكن قبله شيء ، والاخر الذي لا يبقى معه شيء ، والباقي الذي لا منتهي له ، والواحد الفرد الصمد الذي ليس معه غيره ، والقاهر الذي لا شريك له ، البديع الذي لا خالق معه ، القادر الذي ليس له ضد ، الصمد الذي ليس له ند ، الملك الذي ليس معه أحد أن يجعلك ملكا عدلا ، إماما في الهدى ، قائدا إلى التقوى ، ومبصرا من العمي ، وزاهدا في الدنيا ، ومحبا لذوي النهى ، ومبغضا لاهل الردى حتى يفضي بنا وبك إلى ما وعد الله أوليائه على ألسنة أنبيائه من جنته ورضوانه ، فإن رغبتنا إلى الله في ذلك ساطعة ، ورهبتنا منه باطنة ، وأبصارنا إليه شاخصة و أعناقنا له خاضعة ، وأمورنا إليه صائرة .
                  فرق ابن الملك لذلك الدعاء رقة شديدة ، وازداد في الخير رغبة ، وقال متعجبا من قوله : أيها الحكيم أعلمني كم أتى لك من العمر ؟ فقال : اثنتا عشر سنة ، فارتاع لذلك ، وقال : ابن اثنتى عشرة سنة طفل وأنت مع ما أرى من التكهل لابن ستين سنة . قال الحكيم ، أما المولد فقد راهق الستين سنة ، ولكنك سألتني عن العمر وإنما العمر الحياة ، ولا حياة إلا في الدين والعمل به ، والتخلي من الدنيا ولم يكن ذلك لي إلا من اثنتي عشرة سنة ، فأما قبل ذلك فإني كنت ميتا ولست أعتد في عمري بأيام الموت ، قال ابن الملك : كيف تجعل الاكل والشارب والمتقلب ميتا ؟ قال الحكيم : لانه شارك الموتى في العمى والصم والبكم وضعف الحياة وقلة الغنى ، فلما شاركهم في الصفة وافقهم في الاسم .
                  قال ابن الملك : لئن كنت لا تعد حياة ولا غبطة ما ينبغي لك أن تعد ما يتوقع من الموت موتا ، ولا تراه مكروها ، قال الحكيم : تغريري في الدخول عليك بنفسي يا ابن الملك مع علمي لسطوة أبيك على أهل ديني يدلك على أني [ لا أرى الموت موتا ]
                  ولا أرى هذه الحياة حياة ، ولا ما أتوقع من الموت مكروها ، فكيف يرغب في الحياة من قد ترك حظه منها ؟ أو يهرب من الموت من قد أمات نفسه بيده ، أو لا ترى يا ابن الملك أن صاحب الدين قد رفض في الدنيا من أهله وماله وما لا يرغب في الحياة إلا له واحتمل من نصب العبادة ما لا يريحه منه إلا الموت ، فما حاجة من لا يتمتع بلذة الحياة إلى الحياة ؟ أو مهرب من لا راحة له إلا في الموت من الموت .
                  قال ابن الملك : صدقت أيها الحكيم فهل يسرك أن ينزل بك الموت من غد ؟ قال الحكيم : بل يسرني أن ينزل بى الليلة دون غد فإنه من عرف السيئ والحسن وعرف ثوابهما من الله عزوجل ترك السيئ مخافة عقابه ، وعمل بالحسن رجاء ثوابه ، ومن كان موقنا بالله وحده مصدقا بوعده فإنه يحب الموت لما يرجو بعد الموت من الرخاء ويزهد في الحياة لما يخاف على نفسه من شهوات الدنيا والمعصية لله فيها فهو يحب الموت مبادرة من ذلك ، فقال ابن الملك : إن هذا لخليق أن يبادر الهلكة لما يرجو في ذلك من النجاة فاضرب لي مثل امتنا هذه وعكوفها على أصنامها .


                  يتبع ان شاء الله
                  نزل صامتاً، وصلب صامتاً، وقـُتل صامتاً، وصعد الى ربه صامتاً، هكذا إن أردتم أن تكونوا فكونوا...

                  Comment

                  • ya howa
                    مشرف
                    • 08-05-2011
                    • 1106

                    #24
                    رد: قصة تجعلك ترى بعين ملكوتية

                    بسم الله الرحمن الرحيم


                    لاتحزن على ما فاتك ولاتصدقن ما لايكون ولاتطلبن مالا تطيق


                    فاضرب لي مثل امتنا هذه وعكوفها على أصنامها .



                    قال الحكيم : إن رجلا كان له بستان يعمره ويحسن القيام عليه إذ رأى في بستانه ذات يوم عصفورا واقعا على شجرة من شجر البستان يصيب من ثمرها ، فغاظه ذلك فنصب فخا فصاده ، فلما هم بذبحه أنطقه الله عزوجل بقدرته ، فقال لصاحب البستان : إنك تهتم بذبحي وليس في ما يشبعك من جوع ولا يقويك من ضعف فهل لك في خير مما هممت به ؟ قال الرجل : ما هو ؟ قال العصفور : تخلي سبيلي واعلمك ثلاث كلمات إن أنت حفظتهن كان خيرا لك من أهل ومال هو لك ، قال : قد فعلت فأخبرني بهن ، قال العصفور : احفظ عني ما أقول لك : لا تأس على ما فاتك ولا تصدقن بما لا يكون , ولا تطلبن لا ما تطيق . فلما قضى الكلمات خلى سبيله ، فطار فوقع على بعض الاشجار ، ثم قال للرجل : لو تعلم ما فاتك مني لعلمت أنك قد فاتك مني عظيم جسيم من الامر ، فقال الرجل وما ذاك ؟ قال العصفور : لو كنت مضيت على ما هممت به من ذبحي لا ستخرجت من حوصلتي درة كبيضة الوزة فكان لك في ذلك غنى الدهر ، فلما سمع الرجل منه ذلك أسر في نفسه ندما على ما فاته ، وقال : دع عنك ما مضى ، وهلم أنطلق بك إلى منزلي فأحسن صحبتك وأكرم مثواك ، فقال له العصفور : أيها الجاهل ما أراك حفظتني إذا ظفرت بي ، ولا انتفعت بالكلمات التي افتديت بها منك نفسي ، ألم أعهد إليك ألا تأس على ما فاتك ولا تصدق ما لا يكون ، ولا تطلب مالا يدرك ؟ أما أنت متفجع على ما فاتك وتلتمس مني رجعتي إليك وتطلب مالا تدرك وتصدق أن في حوصلتي درة كبيضة الوزة ، وجميعي أصغر من بيضها ، وقد كنت عهدت إليك أن لا تصدق بما لا يكون وأن أمتكم صنعوا أصنامهم بأيديهم ثم زعموا أنها هي التي خلقتهم وخفظوها من أن تسرق مخافة عليها وزعموا أنها هي التي تحفظهم ، وأنفقوا عليها من مكاسبهم و أموالهم ، وزعموا أنها هي التي ترزقهم فطلبوا من ذلك مالا يدرك وصدقوا بما لا يكون فلزمهم منه ما لزم صاحب البستان .
                    قال ابن الملك : صدقت أما الاصنام فإني لم أزل عارفا بأمرها ، زاهدا فيها ، آيسا من خيرها ، فأخبرني بالذي تدعوني إليه والذي ارتضيته لنفسك ما هو ؟


                    يتبع ان شاء الله
                    نزل صامتاً، وصلب صامتاً، وقـُتل صامتاً، وصعد الى ربه صامتاً، هكذا إن أردتم أن تكونوا فكونوا...

                    Comment

                    • ya howa
                      مشرف
                      • 08-05-2011
                      • 1106

                      #25
                      رد: قصة تجعلك ترى بعين ملكوتية

                      [Cبسم الله الرحمن الرحيم

                      كيف أعرف الله وكيف أُرضيه ؟


                      فأخبرني بالذي تدعوني إليه والذي ارتضيته لنفسك ما هو ؟



                      قال بلوهر : جماع الدين أمر ان أحدهما معرفة الله عزوجل والاخر العمل برضوانه ، قال ابن الملك : وكيف معرفة الله عزوجل ؟
                      قال الحكيم : أدعوك إلى أن تعلم أن الله واحد ليس له شريك ، لم يزل فردا ربا ، وما سواه مربوب ، وأنه خالق وما سواه مخلوق ، وأنه قديم وما سواه محدث ، و أنه صانع وما سواه مصنوع ، وأنه مدبر وما سواه مدبر ، وأنه باق وما سواه فان ، وأنه عزيز وما سواه ذليل ، وأنه لا ينام ولا يغفل ولا يأكل ولا يشرب ولا يضعف ولا يغلب ولا يضجر ، ولا يعجزه شيء ، لم تمتنع منه السماوات والارض والهواء والبر والبحر ، وأنه كون الاشياء لا من شيء ، وأنه لم يزل ولا يزال ، ولا تحدث فيه الحوادث ، ولا تغيره الاحوال ، ولا تبدله الازمان ، ولا يتغير من حال إلى حال ، ولا يخلو منه مكان ، ولا يشتغل به مكان ، ولا يكون من مكان أقرب منه إلى مكان ، ولا
                      يغيب عنه شيء ، عالم لا يخفى عليه شيء ، قدير لا يفوته شيء ، وأن تعرفه بالرأفة و الرحمة والعدل ، وأن له ثوابا أعده لمن أطاعه ، وعذابا أعده لمن عصاه ، وأن تعمل لله برضاه ، وتجتنب سخطه .
                      قال ابن الملك : فما رضي الواحد الخالق من الاعمال ؟ قال الحكيم : يا ابن الملك رضاه أن تطيعه ولا تعصيه ، وأن تأتي إلى غيرك ما تحب أن يؤتى إليك ، وتكف عن غيرك ما تحب أن يكف عنك في مثله ، فان ذلك عدل وفي العدل رضاه ، وفي اتباع آثار أنبياء الله ورسله بأن لا تعدو سنتهم .
                      قال ابن الملك : زدني أيها الحكيم تزهيدا في الدنيا وأخبرني بحالها .
                      قال الحكيم : إني لما رأيت الدنيا دار تصرف وزوال وتقلب من حال إلى حال ، ورأيت أهلها فيها أغراضا للمصائب ، ورهائن للمتالف ، ورأيت صحة بعدها سقما ، وشبابا بعده هرما ، وغنى بعده فقرا ، وفرحا بعده حزنا ، وعزا بعده ذلا ، و رخاء بعده شدة ، وأمنا بعده خوفا ، وحياة بعدها ممات ، ورأيت أعمارا قصيرة وحتوفا راصدة وسهاما قاصدة ، وأبدانا ضعيفة مستسلمة غير ممتنعة ولا حصينة ، وعرفت أن الدنيا منقطعة بالية فانية ، وعرفت بما ظهر لي منها ما غاب عني منها ، وعرفت بظاهرها باطنها ، وغامضها بواضحها ، وسرها بعلانيتها ، وصدورها بورودها ، فحذرتها لما عرفتها ، وفررت منها لما أبصرتها ، بينا تري المرء فيها مغتبطا محبورا وملكا مسرورا في خفض ودعة ونعمة وسعة ، في بهجة من شبابه ، وحداثة من سنه ، وغبطة من ملكه ، وبهاء من سلطانه ، وصحة من بدنه إذا انقلبت الدنيا به أسر ما كان فيها نفسا ، وأقر ما كان فيها عينا ، فأخرجته من ملكها وغبطتها وخفضها ودعتها وبهجتها ، فأبدلته بالعز ذلا ، وبالفرح ترحا ، وبالسرور حزنا ، وبالنعمة بؤسا ، وبالغني فقرا ، وبالسعة ضيقا ، وبالشباب هرما ، وبالشرف ضعة ، وبالحياة موتا ، فدلته في حفرة ضيقة شديدة الوحشة ، وحيدا فريدا غريبا قد فارق الاحبة وفارقوه ، وخذله إخوانه , فلم يجد عندهم منعا وغره أعداؤه فلم يجد عندهم دفعا ، وصار عزه وملكه وأهله وماله نهبة من بعده ، كأن لم يكن في الدنيا ولم يذكر فيها ساعة قط ولم يكن له فيها خطر ، ولم يملك من الارض حظا قط ، فلا تتخذها يا ابن الملك دارا ، ولا تتخذن فيها عقدة ولا عقارا ، فأُف لها وتُف .
                      قال ابن الملك : اف لها ولمن يغتر بها إذا كان هذا حالها . ورق ابن الملك وقال : زدني أيها الملك الحكيم من حديثك فإنه شفاء لما في صدري .
                      قال الحكيم :


                      يتبع ان شاء اللهOLOR="#0000FF"][/COLOR]
                      نزل صامتاً، وصلب صامتاً، وقـُتل صامتاً، وصعد الى ربه صامتاً، هكذا إن أردتم أن تكونوا فكونوا...

                      Comment

                      • ya howa
                        مشرف
                        • 08-05-2011
                        • 1106

                        #26
                        رد: قصة تجعلك ترى بعين ملكوتية

                        بسم الله الرحمن الرحيم



                        . ورق ابن الملك وقال : زدني أيها الملك الحكيم من حديثك فإنه شفاء لما في صدري .



                        قال الحكيم : إن العمر قصير ، والليل والنهار يسرعان فيه ، والارتحال من الدنيا حثيث قريب ، وإنه وإن طال العمر فيها فإن الموت نازل ، والظاعن لا محالة راحل فيصير ما جمع فيها مفرقا ، وما عمل فيها متبرا ، وما شيد فيها خرابا ، ويصير اسمه مجهولا ، وذكره منسيا ، وحسبه خاملا ، وجسده باليا ، وشرفه وضيعا ، ونعمته وبالا ، وكسبه خسارا ، ويورث سلطانه ، ويستذل عقبه ، ويستباح حريمه ، وتنقض عهوده ، وتخفر ذمته ، وتدرس آثاره ، ويوزع ماله ، ويطوي رحله ، ويفرح عدوه ويبيد ملكه ، ويورث تاجه ، ويخلف على سريره ، ويخرج من مساكنه مسلوبا مخذولا فيذهب به إلى قبره ، فيدلى في حفرته في وحدة وغربة وظلمة ووحشة ومسكنة وذلة ، قد فارق الاحبة وأسلمته العصبة فلا تؤنس وحشته أبدا ، ولا ترد غربته أبدا ، واعلم أنها يحق على المرء اللبيب من سياسة نفسه خاصة كسياسة الامام العادل الحازم الذي يؤدب العامة ، ويستصلح الرعية ، ويأمرهم بما يصلحهم ، وينهاهم عما يفسدهم ، ثم يعاقب من عصاه منهم ، ويكرم من أطاعه منهم ، فكذلك للرجل اللبيب أن يؤدب نفسه في جميع أخلاقها وأهوائها وشهواتها وأن تحملها وإن كرهت على لزوم منافعها فيما أحبت وكرهت ، وعلى اجتناب مضارها ، وأن يجعل لنفسه عن نفسه ثوابا وعقابا من مكانها من السرور إذا أحسنت ، ومن مكانها من الغم إذا أساءت ، ومما يحق على ذي العقل النظر فيما ورد عليه من أموره ، والاخذ بصوابها ، وينهى نفسه عن خطائها ،
                        وأن يحتقر عمله ونفسه في رأيه لكيلا يدخله عجب ، فإن الله عزوجل قد مدح أهل العقل وذم أهل العجب ، ومن لا عقل له : وبالعقل يدرك كل خير بإذن الله تبارك وتعالى وبالجهل تهلك النفوس ، وإن من أوثق الثقات عند ذوي الالباب ما أدركته عقولهم ، وبلغته تجاربهم ، ونالته أبصارهم في الترك للاهواء والشهوات ، وليس ذوا العقل بجدير أن يرفض ما قوي على حفظه من العمل احتقارا له إذا لم يقدر على ما هو أكثر منه ، وإنما هذا من أسلحة الشيطان الغامضة التي لا يبصرها إلا من تدبرها ، ولا يسلم منها إلا من عصمه الله منها ، ومن رأس أسلحته سلاحان أحدهما إنكار العقل أن يوقع في قلب الانسان العاقل أنه لا عقل له ولا بصر ولا منفعة له في عقله وبصره ، ويريد أن يصده عن محبة العلم وطلبه ، ويزين له الاشتغال بغيره من ملاهي الدنيا ، فإن اتبعه الانسان من هذا الوجه فهو ظفره ، وإن عصاه وغلبه فزع إلى السلاح الاخر وهو أن يجعل الانسان إذا عمل شيئا وأبصر عرض له بأشياء لا يبصرها ليغمه ويضجزه بما لا يعلم حتى يبغض إليه ما هو فيه بتضعيف عقله عنده ، وبما يأتيه من الشبهة ، ويقول : ألست ترى أنك لا تستكمل هذا الامر ولا تطيقه أبدا فبم تعني نفسك وتشقيها فيما لا طاقه لك به ، فبهذا السلاح صرع كثيرا من الناس ، فاحترس من أن تدع اكتساب علم ما تعلمه وأن تخدع عما اكتسبت منه ، فإنك في دار قد استخوذ على أكثر أهلها الشيطان بألوان حيله ووجوه ضلالته ، ومنهم من قد ضرب على سمعه وعقله وقلبه فتركه لا يعلم شيئا ، ولا يسأل عن علم ما يجهل منه كالبهيمة ، وإن لعامتهم أديانا مختلفة فمنهم المجتهدون في الضلالة حتى أن بعضهم ليستحل دم بعض وأموالهم ، ويموه ضلالتهم بأشياء من الحق ليلبس عليهم دينهم ، ويزينه لضعيفهم ، ويصدهم عن الدين القيم ، فالشيطان وجنوده دائبون في إهلاك الناس ، وتضليلهم لا يسأمون ، ولا يفترون ولا يحصى عددهم إلا الله ، ولا يستطاع دفع مكائدهم إلا بعون من الله عزوجل والاعتصام بدينه ، فنسأل الله توفيقا لطاعته ونصرا على عدونا ، فإنه لا حول ولا قوة إلا بالله .

                        قال ابن الملك : صف لي الله سبحانه وتعالى حتى كأني أراه


                        يتبع ان شاء الله
                        نزل صامتاً، وصلب صامتاً، وقـُتل صامتاً، وصعد الى ربه صامتاً، هكذا إن أردتم أن تكونوا فكونوا...

                        Comment

                        • يوحنا
                          عضو نشيط
                          • 25-05-2009
                          • 268

                          #27
                          رد: قصة تجعلك ترى بعين ملكوتية

                          بسم الله الرحمن الرحيم

                          اللهم صل على محمد و آل محمد الأئمة و المهديين و سلم تسليماً

                          موفقين لكل خير حقيقة قصة فيها عبر و حكم سمعت بعض قصصها مستقلة و اتمنى أن تتم صياغتها بشكل مبسط للأطفال كسلسلة مثل مجلة المزمار قبل ......الخ

                          لأنه في وقتنا الحالي قد لا تتعلم الأطفال الا مما تشاهدة في التلفزيون من برامج اطفال و ربما بعضها تسمم افكار اطفالنا بما تبثه و لا نعلم من يقف وراؤها او يمولها

                          حتى الشباب نادرا ما نرى شاب مهتم بالقراءة او الأطلاع بل ارى اكثرهم منشدين لأفلام الأكشن و الدوري الاسباني و المودة ....الخ

                          نسأل الله ان يصلح حالنا جميعا بولاية آل محمد و يوفقنا لتربية اولادنا على الطريق الصحيح الذي يرضاه الله سبحانه و تعالى

                          و التوفيق من الله العلي القدير
                          من هو احمد الحسن ؟
                          السؤال : سيدنا اقسم عليك بقرابتك من رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ان تعرفني نفسك والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته .

                          فاجاب يماني آل محمد ع :

                          بسم الله الرحمن الرحيم
                          والحمد لله رب العالمين
                          وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليماً
                          عبد مسكين أرجو رحمة ربي كما ترجون وخادم أقف بين يدي الله وببابه لا أسأله الجنة ولا رضاه ولا اطلب شيئاً، فقط خادم انتظر أن يأمرني ولو سألتني فماذا تريد ؟ لقلت لك ما يريد هو ؟
                          ولو انه استعملني مدى الدهور في خدمته ثم أدخلني النار لكان عادلاً حكيماً بل محسناً معي ولكنت مذنباً مقصراً معه لا أقول هذا مبالغة أو مجرد كلام يجري على اللسان بل هو حقيقة في قرارة نفسي مستقرة فيها ، هذا هو احمد الحسن ....... الجواب المنير عبر الأثير

                          Comment

                          • ya howa
                            مشرف
                            • 08-05-2011
                            • 1106

                            #28
                            رد: قصة تجعلك ترى بعين ملكوتية

                            بحول الله وقوته سأفعل أخي يوحنا
                            وما توفيقي الا بالله عليه اتوكل واليه انيب
                            وبارك الله فيك
                            نزل صامتاً، وصلب صامتاً، وقـُتل صامتاً، وصعد الى ربه صامتاً، هكذا إن أردتم أن تكونوا فكونوا...

                            Comment

                            • ya howa
                              مشرف
                              • 08-05-2011
                              • 1106

                              #29
                              رد: قصة تجعلك ترى بعين ملكوتية

                              بسم الله الرحمن الرحيم



                              قال ابن الملك : صف لي الله سبحانه وتعالى حتى كأني أراه ، قال : إن الله تقدس ذكره لا يوصف بالرؤية ، ولا يبلغ بالعقول كنه صفته ، ولا تبلغ الالسن كنه مدحته ، ولا يحيط العباد من علمه إلا بما علمهم منه على ألسنة أنبيائه عليهم السلام بما وصف به نفسه ، ولا تدرك الاوهام عظم ربوبيته ، هو أعلى من ذلك و أجل وأعز واعظم وأمنع وألطف ، فباح للعباد من علمه بما أحب ، وأظهرهم من صفته على ما أراد ، ودلهم على معرفته ومعرفة ربوبيته بإحداث ما لم يكن ، و إعدام ما أحدث .
                              قال ابن الملك : وما الحجة ؟ قال : إذا رأيت شيئا مصنوعا غاب عنك صانعه علمت بعقلك أن له صانعا ، فكذلك السماء والارض وما بينهما ، فأي حجة أقوى من ذلك .
                              قال ابن الملك : فأخبرني أيها الحكيم أبقدر من الله عزوجل يصيب الناس ما يصيبهم من الاسقام والاوجاع والفقر والمكاره أو بغيره قدر .
                              قال بلوهر : لا بل بقدر ، قال : فأخبرني عن أعمالهم السيئة ، قال : إن الله عزوجل من سيئ أعمالهم برئ ولكنه عزوجل أوجب الثواب العظيم لمن أطاعه والعقاب الشديد لمن عصاه .
                              قال : فأخبرني من أعدل الناس ، ومن أجورهم ، ومن أكسيم ومن أحمقهم ، ومن أشقاهم ومن أسعدهم ؟ قال : أعدلهم أنصفهم من نفسه وأجورهم من كان جوره عنده عدلا وعدل أهل العدل عنده جورا ، وأما أكسيهم فمن أخذ لاخرته اهبتها وأحمقهم من كانت الدنيا همه ، والخطايا عمله ، وأسعدهم من ختم عاقبة عمله بخير ، وأشقاهم من ختم له بما يسخط الله عزوجل .
                              ثم قال : من دان الناس بما إن دين بمثله هلك فذلك المسخط لله ، المخالف لما يحب ، ومن دانهم بما إن دين بمثله صلح فذلك المطيع لله الموافق لما يحب
                              المجتنب لسخطه ، ثم قال : لا تستقبحن الحسن وإن كان في الفجار ، ولا تستحسنن القبيح وإن كان في الابرار .
                              ثم قال له : أخبرني أي الناس أولى بالسعادة ؟ وأيهم أولى بالشقاوة ؟ .
                              قال ابن الملك : صف لي الله سبحانه وتعالى حتى كأني أراه ، قال : إن الله تقدس ذكره لا يوصف بالرؤية ، ولا يبلغ بالعقول كنه صفته ، ولا تبلغ الالسن كنه مدحته ، ولا يحيط العباد من علمه إلا بما علمهم منه على ألسنة أنبيائه عليهم السلام بما وصف به نفسه ، ولا تدرك الاوهام عظم ربوبيته ، هو أعلى من ذلك و أجل وأعز واعظم وأمنع وألطف ، فباح للعباد من علمه بما أحب ، وأظهرهم من صفته على ما أراد ، ودلهم على معرفته ومعرفة ربوبيته بإحداث ما لم يكن ، و إعدام ما أحدث .
                              قال ابن الملك : وما الحجة ؟ قال : إذا رأيت شيئا مصنوعا غاب عنك صانعه علمت بعقلك أن له صانعا ، فكذلك السماء والارض وما بينهما ، فأي حجة أقوى من ذلك .
                              قال ابن الملك : فأخبرني أيها الحكيم أبقدر من الله عزوجل يصيب الناس ما يصيبهم من الاسقام والاوجاع والفقر والمكاره أو بغيره قدر .
                              قال بلوهر : لا بل بقدر ، قال : فأخبرني عن أعمالهم السيئة ، قال : إن الله عزوجل من سيئ أعمالهم برئ ولكنه عزوجل أوجب الثواب العظيم لمن أطاعه والعقاب الشديد لمن عصاه .
                              قال : فأخبرني من أعدل الناس ، ومن أجورهم ، ومن أكيسهم ومن أحمقهم ، ومن أشقاهم ومن أسعدهم ؟ قال : أعدلهم أنصفهم من نفسه وأجورهم من كان جوره عنده عدلا وعدل أهل العدل عنده جورا ، وأما أكسيهم فمن أخذ لاخرته اهبتها وأحمقهم من كانت الدنيا همه ، والخطايا عمله ، وأسعدهم من ختم عاقبة عمله بخير ، وأشقاهم من ختم له بما يسخط الله عزوجل .
                              ثم قال : من دان الناس بما إن دين بمثله هلك فذلك المسخط لله ، المخالف لما يحب ، ومن دانهم بما إن دين بمثله صلح فذلك المطيع لله الموافق لما يحب
                              المجتنب لسخطه ، ثم قال : لا تستقبحن الحسن وإن كان في الفجار ، ولا تستحسنن القبيح وإن كان في الابرار .
                              ثم قال له : أخبرني أي الناس أولى بالسعادة ؟ وأيهم أولى بالشقاوة ؟ .


                              يتبع ان شاء الله
                              نزل صامتاً، وصلب صامتاً، وقـُتل صامتاً، وصعد الى ربه صامتاً، هكذا إن أردتم أن تكونوا فكونوا...

                              Comment

                              • ya howa
                                مشرف
                                • 08-05-2011
                                • 1106

                                #30
                                رد: قصة تجعلك ترى بعين ملكوتية

                                بسم الله الرحمن الرحيم



                                ثم قال له : أخبرني أي الناس أولى بالسعادة ؟ وأيهم أولى بالشقاوة ؟ .
                                قال بلوهر : أولاهم بالسعادة المطيع لله عزوجل في أوامره ، والمجتنب لنواهية ، وأولاهم بالشقاوة العامل بمعصية الله ، التارك لطاعته ، المؤثر لشهوته على رضي الله عزوجل ، قال : فأي الناس أطوعهم لله عزوجل ؟ قال : أتبعهم لامره ، وأقواهم في دينه وأبعدهم من العمل بالسيئات ، قال : فما الحسنات والسيئات ؟ قال : الحسنات صدق النية والعمل ، والقول الطيب ، والعمل الصالح ، والسيئات سوء النية ، وسوء العمل ، والقول السيئ ، قال : فما صدق النية ؟ قال : الاقتصاد في الهمة ، قال : فما سوء القول ؟ قال : الكذب ، قال : فما سوء العمل ؟ قال : معصية الله عزوجل قال : أخبرني كيف الاقتصاد في الهمة ؟ قال : التذكر لزوال الدنيا وانقطاع أمرها ، والكف عن الامور التي فيها النقمة والتبعة في الاخرة .
                                قال : فما السخاء ؟ قال : إعطاء المال في سبيل الله عزوجل ، قال : فما الكرم ؟ قال : التقوى ، قال : فما البخل ؟ قال : منع الحقوق عن أهلها وأخذها من غير وجهها قال : فما الحرص ؟ قال : الاخلاد إلى الدنيا ، والطماح إلى الامور التي فيها الفساد وثمرتها عقوبة الاخرة ، قال : فما الصدق ؟ قال : الطريقة في الدين بأن لا يخادع المرء نفسه ولا يكذبها ، قال : فما الحمق ؟ قال : الطمأنينة إلى الدنيا وترك ما يدوم ويبقى ، قال : فما الكذب ؟ قال : أن يكذب المرء نفسه فلا يزال بهواه شعفا ولدينه مسوفا ، قال : أي الرجال أكملهم في الصلاح ؟ قال : أكملهم في العقل وأبصرهم بعواقب الامور ، وأعلمهم بخصومة ، وأشدهم منهم احتراسا ، قال : أخبرني ما تلك العاقبة وما اولئك الخصماء الذين يعرفهم العاقل فيحترس منهم ؟ قال : العاقبة الاخرة والفناء الدنيا ، قال : فما الخصماء ؟ قال : الحرص والغضب والحسد الحمية والشهوة والرياء واللجاجة .
                                قال : أي هؤلاء الذين عددت أقوى وأجدر أن يسلم منه ؟ قال : الحرص أقل رضا وأفحش غضبا ، والغضب أجور سلطانا وأقل شكرا وأكسب للبغضاء ، والحسد أسوء الخيبة للنية ، وأخلف للظن ، والحمية أشد لجاجة وأفظع معصية ، والحقد أطول توقدا وأقل رحمة وأشد سطوة ، والرياء أشد خديعة ، وأخفى اكتتاما وأكذب ، واللجاجة أعي خصومة ، وأقطع معذرة .
                                قال : أي مكائد الشيطان للناس في هلاكهم أبلغ ؟ قال : تعميته عليهم البر والاثم والثواب والعقاب وعواقب الامور في ارتكاب الشهوات ، قال : أخبرني بالقوة التي قوى الله عزوجل بها العباد في تغالب تلك الامور السيئة والاهواء المردية ؟ قال : العلم والعقل والعمل بهما ، وصبر النفس عن شهواتها ، والرجاء للثواب في الدين ، وكثرة الذكر لفناء الدنيا ، وقرب الاجل ، والاحتفاط من أن ينقض ما يبقى بما يفني ، فاعتبار ماضى الامور بعاقبتها والاحتفاظ بما لا يعرف إلا عند ذوي العقول وكف النفس عن العادة السيئة وحملها على العادة الحسنة ، والخلق المحمود ، وأن يكون أمل المرء بقدر عيشه حتى يبلغ غايته ، فإن ذلك هو القنوع وعمل الصبر والرضا بالكفاف واللزوم للقضاء والمعرفة بما فيه في الشدة من التعب و ما في الافراط من الاقتراف ، وحسن العزاء عمّا فات ، وطيب النفس عنه وترك معالجة ما لا يتم ، والصبر بالامور التي إليها يرد ، واختيار سبيل الرشد على سبيل الغي ، وتوطين النفس على أنه إن عمل خيرا أجزي به وإن عمل شرا أجزي به والمعرفة بالحقوق والحدود في التقوى وعمل النصيحة وكف النفس عن اتباع الهوى . وركوب الشهوات ، وحمل الامور على الرأي والاخذ بالحزم والقوة ، فإن أتاه البلاء أتاه وهو معذور غير ملوم .
                                قال ابن الملك : أي الاخلاق أكرم وأعز ؟ قال : التواضع ولين الكلمة اللاخوان في الله عزوجل ، قال : أي العبادة أحسن ؟ قال : الوقار والمودة قال : فأخبرني أي الشيم أفضل ؟ قال : حب الصالحين ، قال : أي الذكر أفضل ، قال : ما كان في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ، قال : فأي الخصوم ألد ؟ قال : ارتكاب الذنوب ، قال ابن الملك : أخبرني أي الفضل أفضل ؟ قال : الرضا بالكفاف ، قال : أخبرني أي الادب أحسن ؟ قال : أدب الدين ، قال : أي الشيء أجفا ؟ قال : السلطان العاتي ، والقلب القاسي ، قال : أي شيء أبعد غاية ، قال : عين الحريص التي لا تشبع من الدنيا ، قال : أي الامور أخبث عاقبة ؟ قال : التماس رضي الناس في سخط الرب عز وجل ، قال : أي شيء أسرع تقلبا ، قال : قلوب الملوك الذين يعملون للدنيا ، قال : فأخبرني أي الفجور أفحش ؟ قال : إعطاء عهد الله والغدر فيه ، قال : فأي شيء أسرع انقطاعا ، قال : مودة الفاسق ، قال : فأي شيء أخون ؟ قال : لسان الكاذب ، قال : فأي شيء أشد اكتتاما ؟ قال : شر المرائي المخادع ، قال : فأي شيء أشبه بأحوال الدنيا ، قال : أحلام النائم ، قال : أي الرجال أفضل رضي ؟ قال : أحسنهم ظنا بالله عزوجل وأتقاهم وأقلهم غفلة عن ذكر الله وذكر الموت وانقطاع المدة . قال أي شيء من الدنيا أقر للعين ، قال : الولد الاديب والزوجة الموافقة المؤاتية المعينة على أمر الاخرة ، قال : أي الداء ألزم في الدنيا ؟ قال : الولد السوء والزوجة السوء اللذين لا يجد منهما بدا ، قال : أي الخفض أخفض ؟ قال : رضي المرء بحظه واستيناسه بالصالحين .




                                ثم قال ابن الملك للحكيم : فرغ لي ذهنك فقد أردت مساءلتك عن أهم الاشياء إلي


                                يتبع ان شاء الله
                                نزل صامتاً، وصلب صامتاً، وقـُتل صامتاً، وصعد الى ربه صامتاً، هكذا إن أردتم أن تكونوا فكونوا...

                                Comment

                                Working...
                                X
                                😀
                                🥰
                                🤢
                                😎
                                😡
                                👍
                                👎