إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

الرؤيا - الحلقة الرابعة

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • Be Ahmad Ehtadait
    مشرف
    • 26-03-2009
    • 4471

    الرؤيا - الحلقة الرابعة

    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهم صل على محمد وآل محمد الائمه والمهديين وسلم تسليما

    شبهات وردود :
    سأُجيب فيما يلي عن الإشكالات، والإعتراضات التي أثارها المعاندون على دليل الرؤيا، وكما يأتي : –
    1- نسمع بعض الأشخاص يقولون إننا طلبنا رؤيا من اللّـه، ولكننا لم نرزق بها، ويستشف من كلامهم إنهم يرمون الى القول: أنتم تقولون إن الرؤيا دليل على الدعوة، ولكننا لم نرَ رؤيا فأي شئ يبقى من دليلكم؟!
    وعلى الرغم من سذاجة هذا الإعتراض، إلا أننا نجيب عنه قائلين: إن الرؤيا دليل و حجة بكل تأكيد، والدليل مرتكز هنا على الرؤى الحاصلة فعلاً، ونحن لا نقول إن كل من يطلب رؤيا فنحن نضمن له الحصول عليها فالملكوت بيد اللّـه لا بيدنا، بل نقول ان من يرى رؤيا صالحة فلا شك ستهديه لحق السيد احمد الحسن ع، هذا أولاً، أما ثانياً فقد ورد عن أهل البيت (ع): (الرؤيا بمنزلة كلام يكلم به الرب عبده) وعلى هذا إذا لم تروا رؤيا، أو لم يكلمكم الرب فعليكم أن تسألوا أنفسكم عن السبب.
    2 - يقول البعض إن الرؤيا حجة على صاحبها فقط.
    أقول: وهذا القول مغالطة واضحة، فالرؤيا – بحسب الواقع الذي تخبر عنه – قسمان ؛ فإذا كان واقعها ذاتيا أي متعلقاً بالشخص الرائي فقط ، مثل أن يرى شخص رؤيا تحذره من السفر بسيارته لأن سيارته ستحترق ، فالرؤيا في هذه الحالة لا تخص أحداً غيره، وهي حجة عليه دون سواه. أما إن كان واقعها موضوعياً، أي غير محدد بشخص الرائي فإنها حجة على الجميع. فعلى سبيل المثال لو رأى شخص رؤيا تُنبأه بوقوع حريق في سوق المدينة، فلاشك أنه هو و أي شخص آخر غيره مشمول بهذه الرؤيا. وبخصوص دعوة السيد أحمد الحسن (ع)، فمن الواضح إنها دعوة تشمل الجميع، والرؤيا المتعلقة بها إذن رسالة تخص الجميع، وإن كان رائيها شخص واحد، أو عدة أشخاص.
    3 – قال بعضهم : إن إدامة التفكير في أهل البيت (ع) ينتج عنه أن يرى الإنسان رؤى بهم (ع)، فالقضية إذن قضية نفسية، ولا علاقة لها بعالم الغيب !
    سبحان اللّـه أعدوا لكل حق باطلا ً، ولكل عدل مائلاً، لقد كان على المستشكل أن يسأل نفسه؛ هل إن صورة المعصوم الذي نراه (النبي أو الإمام) هي نفس صورته أم إن شيطاناً قد تمثل بصورته ؟ فإن قال إن الشيطان تمثل بصورة المعصوم، نقول له: إن رسول اللّـه (ع) يقول : إن الشيطان لا يتمثل بصورتي، ولا بصورة أحد من أوصيائي، ولا بصورة أحد من شيعتنا . وإن قال : هي نفس صورة المعصوم، نقول له : إذن إدامة التفكير في المعصوم لا تقدح في الرؤيا ، ولا في حجيتها، بل يحسُن بكم أن تديموا التفكير بهم عسى اللّـه أن يرحمكم . هذا وقد روي عن الإمام الكاظم (ع)، قوله: (من كانت له الى اللّـه حاجة، وأراد أن يرانا، وأن يعرف موضعه من اللّـه ، فليغتسل ثلاث ليال يناجي بنا، فإنه يرانا، ويُغفر له بنا، ولا يخفى عليه موضعه)[ الإختصاص : ص 90].
    وقد علق المجلسي على هذا الحديث، قائلاً : (قوله (ع): يناجي بنا، أي يناجي اللّـه تعالى بنا، ويعزم عليه، ويتوسل إليه بنا أن يرينا إياه ، ويعرف موضعه عندنا. وقيل : أي يهتم برؤيتنا ، ويُحدث نفسه بنا ورؤيتنا ومحبتنا ، فإنه يراهم)[ بحار الأنوار : ج 53: 328].
    4 – ورد في بعض الروايات ، عن حماد بن عثمان بن زرارة قال : قال أبو عبداللّـه (ع) : ( أخبرني عن حمزة أ يزعم أن أبي آتيه ؟ قلت : نعم . قال : كذب واللّـه ما يأتيه إلا المتكون ، إن إبليس سلط شيطاناً يقال له المتكون يأتي الناس في أي صورة شاء ، إن شاء في صورة صغيرة وإن شاء في صورة كبيرة ولا واللّـه ما يستطيع أن يجئ في صورة أبي (ع) )[ رجال الكشي].
    هذه الرواية استدل بها البعض على أن الرؤى التي يراها الأنصار يمكن أن تكون من الشيطان ، ويرد عليه أن الأنصار يستدلون بالرؤى التي يشاهدون فيها المعصومين (ع) حصراً ، والرواية واضحة في أن الشيطان ( المتكون أو غيره ) لا يستطيع التمثل بصورهم (ع) ، والإمام الصادق (ع) يُقسم على هذا . أما بأي صورة كان الشيطان المتكون يأتي حمزة المشار إليه في الرواية فهذا ما لا تنص عليه الرواية ، وهو على أي حال لا أهمية له بعد أن علمنا أنه لا يتمثل بصور المعصومين . وعن بريد بن معاوية العجلي ، قال : ( كان حمزة بن عمارة الزبيدي (البربري) لعنه اللّـه يقول لأصحابه أن أبا جعفر (ع) يأتيني في كل ليلة ولا يزال إنسان يزعم أنه قد رآه فقدر لي أني لقيت أبا جعفر (ع) فحدثته بما يقول حمزة فقال : كذب عليه لعنة اللّـه ما يقدر الشيطان أن يتمثل في صورة نبي ولا وصي نبي )[نفسه].
    5 - يعترض البعض – ومنهم الشيخ بشير النجفي – قائلاً : من منكم رأى النبي أو الإمام حتى يتأكد أن من يراه هو المعصوم نفسه ! أقول هذا الكلام غريب ومنكر ، فمن من أصحاب الإمام الصادق (ع) قد رأى النبي (ص) حتى يقول لهم افعلوا كذا وكذا من أعمال عبادية وسترون النبي في منامكم ؟ ثم هل يعتقد المعترض إننا إذا لم نكن قد رأينا المعصوم فإن الشيطان سيتمكن من التمثل بصورته ! ؟ وهل برأيه إن السبب في عدم تمثل الشيطان بصورهم هو معرفتنا أو مشاهدتنا لصورهم ، أم إنه نفس صورهم المقدسة. قال رسول اللّـه صلى اللّـه عليه وآله: من رآني في المنام فقد رآني، فإني أُرى في كل صورة. بحار الأنوار.
    6- عن أبي عبد اللّـه ( عليه السلام ) قال : ” ما تروي هذه الناصبة ؟ فقلت جعلت فداك فيماذا ؟ فقال في أذانهم وركوعهم وسجودهم . فقلت إنهم يقولون إن أبي بن كعب رآه في النوم فقال كذبوا فإن دين اللّـه أعز من أن يرى في النوم .
    أقول نحن لا نقول ان الرؤيا تشرّع بل نقول انها تؤيد ما ورد في الشرع والسيد اثبتنا أمره من روايات ال محمد ع ولاسيما الوصية فهذه الشبهة لا ترد علينا. وقد وردت أخبار وروايات تدل على ايمان كثيرين من خلال الرؤيا. أن جندب بن جنادة امن برسول اللّـه (ص) من خلال رؤيا رآها بموسى عليه السلام واخبره أن يصدق محمد (ص) وقد قبل رسول اللّـه إيمانه .
    وكذلك وهب النصراني الذي نصر الحسين (ع) بدمه الطاهر على اثر رؤيا رآها بعيسى بن مريم (ع) وقدم دمه الطاهر فداء للحسين (ع) وقبله الحسين (ع) بقبول حسن. وقصة السيدة نرجس (ع) أم الإمام المهدي عليه السلام وما كان من رؤى قد رأتها برسول اللّـه وفاطمة الزهراء وعيسى ومريم سلام اللّـه تعالى عليهم أجمعين. وهذه الاخبار تدل على ان الرؤيا يترتب عليها الايمان وان قيل انها لا تثبت الاحكام الشرعية.
    7- الشيخ الكوراني عندما سأله أحدهم في قناة سحر الفضائية عن هذه الرواية (عن أبي بكر الحضرمي قال دخلت أنا و أبان على أبي عبد اللّـه ع و ذلك حين ظهرت الرايات السود بخراسان فقلنا ما ترى فقال اجلسوا في بيوتكم فإذا رأيتمونا قد اجتمعنا على رجل فانهدوا إلينا بالسلاح ) وقال ذلك الشخص نحن نعلم إن الذي يقوم بالسيف هو الإمام أو من يمثله مباشرة ، والأئمة إلى الحسن العسكري (ع) كلهم متوفى في زمن الظهور فالظاهر انه لا يكون اجتماعهم على صاحب الحق إلا بالرؤيا فهل هذه الرؤى التي يراها كثير من الناس بالرسول والزهراء والأئمة (ع) ويقولون (ع) فيها إن احمد الحسن حق تمثل اجتماعهم (ع) على صاحب الحق وبالتالي يجب نصرة احمد الحسن فأجاب الشيخ علي الكوراني إن اجتماعهم أي اجتماع بني فاطمة وهم السادة الهاشميين سبحان اللّـه وكأن الشيخ الكوراني لا يعلم إن كثير من السادة الهاشميين لا ينصرون الإمام (ع) كما نصت روايات على ذلك وهذا مثال منها فقط : عن أبي خالد الكابلي قال لما مضى علي بن الحسين (ع) دخلت على محمد بن علي الباقر (ع) ( فقلت له : جعلت فداك قد عرفت انقطاعي إلى أبيك و أنسي به و وحشتي من الناس . قال : صدقت يا أبا خالد فتريد ما ذا . قلت : جعلت فداك لقد وصف لي أبوك صاحب هذا الأمر بصفة لو رأيته في بعض الطريق لأخذت بيده . قال : فتريد ماذا يا أبا خالد . قلت : أريد أن تسميه لي حتى أعرفه باسمه . فقال سألتني و اللّـه يا أبا خالد عن سؤال مجهد ، ولقد سألتني عن أمر ما كنت محدثا به أحدا و لو كنت محدثا به أحدا لحدثتك ، و لقد سألتني عن أمر لو أن بني فاطمة عرفوه حرصوا على أن يقطعوه بضعة بضعة )[ الغيبة للنعماني ص 289].
    8- يقولون ان بعض ابناء العامة قد يرون في المنام رؤى تدل على صحة معتقدهم . اقول : ان هذا من قبيل ما ورد في المحاسن – أحمد بن محمد بن خالد البرقي: وعن أبي جعفر ( ع ) قال : إن فيما ناجى اللّـه به موسى ( ع ) أن قال : يا رب هذا السامري صنع العجل، الخوار من صنعه ؟ – فأوحى اللّـه تبارك وتعالى إليه : أن تلك من فتنتي ، فلا تفصحن عنها )[ المحاسن : ج 1 - ص 284].
    وورد في تفسير الميزان – السيد الطباطبائي :
    فقال يعني موسى : ( يا رب العجل من السامري فالخوار ممن ؟ فقال : منى يا موسى إني لما رأيتهم قد ولوا عني إلى العجل أحببت أن أزيدهم فتنة ” . وما وقع في رواية راشد بن سعد المنقولة في الدر المنثور وفيه ” قال : يا رب فمن جعل فيه الروح ؟ قال : أنا ، قال : فأنت يا رب أضللتهم ! قال : يا موسى يا رأس النبيين ويا أبا الحكام ، إني رأيت ذلك في قلوبهم فيسرته لهم )[ تفسير الميزان : ج 14 - ص 207].
    فالمسألة هي ان الدليل آخذ بأعناق هؤلاء ولكنهم مع ذلك يصرون على باطلهم فييسره اللّـه لهم. فاللّـه تعالى يذرهم في باطلهم يعمهون. وبالنسبة لقضية السيد احمد الحسن ع هذه القضية ثابتة وصحيحة عقائديا وروايات اهل البيت ناطقة بها، وحتى لو قلتم انكم تخالفوننا فيها فالمناط ليس خلافكم بل ما تقرره روايات ال محمد، بل انه حتى على مستوى المختلف فيه تكون الرؤيا حجة في حسم الخلاف ، فجندب بن جنادة ووهب النصراني وغيرهم كانوا غير مؤمنين ومن خلال الرؤيا اتضح الحق لهم. بل نقلنا فيما تقدم روايات تدل على ان الرؤيا لها تعلق بالقائم وبمعرفته ع. ورد عن محي الدين بن عربي في كتابه الفتوحات المكية ” إعلم أيدنا اللّـه أن لله خليفة يخرج وقد امتلأت الأرض جورا وظلما فيملؤها قسطا وعدلا ، ولو لم يبق من الدنيا الا يوم واحد طول اللّـه ذلك اليوم حتى يلي ذلك الخليفة من عترة رسول اللّـه صلى اللّـه عليه وآله من ولد فاطمة يواطي اسمه اسم رسول اللّـه صلى اللّـه عليه وآله . ” … الى قوله: أعداؤه مقلدة الفقهاء أهل الاجتهاد ، لما يرونه من الحكم بخلاف ما حكمت به أئمتهم ، فيدخلون كرها تحت حكمه خوفا من سيفه وسطوته ، ورغبة فيما لديه . يفرح به عامة المسلمين أكثر من خواصهم ، ويبايعه العارفون من أهل الحقائق عن شهود وكشف بتعريف إلهي. والكشف هو الرؤيا في اليقظة، وهو التعريف الالهي.







    كلمة أخيرة
    ورد في الفصول المختارة – الشريف المرتضى – ص 128 وما بعدها. فصل ومن حكايات الشيخ أدام اللّـه عزه ( يقصد المفيد ) :
    ( قال الشيخ : كان يختلف إليّ [ يختلف أي يتردد] حدثٌ من أولاد الأنصار ويتعلم الكلام فقال لي يوما : اجتمعت البارحة مع الطبراني شيخ من الزيدية . فقال لي : أنتم يا معشر الإمامية حنبلية وأنتم تستهزؤون بالحنبلية ، فقلت له : وكيف ذلك ؟ فقال : لأن الحنبلية تعتمد على المنامات وأنتم كذلك ، والحنبلية تدعي المعجزات لأكابرها وأنتم كذلك ، والحنبلية ترى زيارة القبور والاعتكاف عندها وأنتم كذلك فلم يكن عندي جواب أرتضيه ، فما الجواب ؟ قال الشيخ أدام اللّـه عزه : فقلت له : ارجع إليه فقل له : قد عرضت ما ألقيته إلي على فلان فقال لي : قل له إن كانت الإمامية حنبلية بما وصفت أيها الشيخ فالمسلمون بأجمعهم حنبلية والقرآن ناطق بصحة الحنبلية وصواب مذاهب أهلها ، وذلك أن اللّـه تعالى يقول :﴿ إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ * قَالَ يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْداً إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ﴾. فأثبت اللّـه جل اسمه المنام وجعل له تأويلا عرفه أولياؤه (ع) وأثبتته الأنبياء ودانت به خلفاؤهم وأتباعهم من المؤمنين واعتمدوه في علم ما يكون وأجروه مجرى الخبر مع اليقظة وكالعيان له . وقال سبحانه : ﴿دَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانَ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْراً وَقَالَ الآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزاً تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ﴾فنبأهما – عليه السلام – بتأويله وذلك على تحقيق منه لحكم المنام ، وكان سؤالهما له مع جهلهما بنبوته دليلا على أن المنامات حق عندهم ، والتأويل لأكثرها صحيح إذا وافق معناها ، وقال عز اسمه : * ﴿وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ * َقالُواْ أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الأَحْلاَمِ بِعَالِمِينَ﴾ ثم فسرها يوسف – عليه السلام – وكان الأمر كما قال . وقال تعالى في قصة إبراهيم وإسماعيل – عليهما السلام – : ﴿فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللّـه مِنَ الصَّابِرِينَ﴾ فأثبتا – عليهما السلام – الرؤيا وأوجبا الحكم ولم يقل إسماعيل لأبيه – عليه السلام – يا أبت لا تسفك دمي برؤيا رأيتها فإن الرؤيا قد تكون من حديث النفس وأخلاط البدن وغلبة الطباع بعضها على بعض كما ذهبت إليه المعتزلة . فقول الإمامية في هذا الباب ما نطق به القرآن ، وقول هذا الشيخ هو قول الملأ من أصحاب الملك حيث قالوا : ﴿أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ﴾ ومع ذلك فإنا لسنا نثبت الأحكام الدينية من جهة المنامات وإنما نثبت من تأويلها ما جاء الأثر به عن ورثة الأنبياء (ع) . فأما قولنا في المعجزات فهو كما قال اللّـه تعالى : ﴿وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ﴾. فضمن هذا القول تصحيح المنام إذ كان الوحي إليها في المنام ، وضمن المعجز لها لعلمها بما كان قبل كونه . وقال سبحانه في قصة مريم (ع): ﴿فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيّاً * قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللّـه آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً * وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً). فكان نطق المسيح – عليه السلام – معجزا لمريم (ع) إذ كان شاهدا ببراءة ساحتها . وأم موسى – عليه السلام – ومريم لم تكونا نبيين ولا مرسلين ولكنهما كانتا من عباد اللّـه الصالحين . فعلى مذهب هذا الشيخ كتاب اللّـه يصحح الحنبلية .

    أبو محمد الأنصاري
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    (صحيفة الصراط المستقيم/عدد 6/سنة 2 في 31/08/2010 – 20 رمضان1431هـ ق)



    متى يا غريب الحي عيني تراكم ...وأسمع من تلك الديار نداكم

    ويجمعنا الدهر الذي حال بيننا...ويحظى بكم قلبي وعيني تراكم

    أنا عبدكم بل عبد عبد لعبدكم ...ومملوككم من بيعكم وشراكم

    كتبت لكم نفسي وما ملكت يدي...وإن قلت الأموال روحي فداكم

    ولي مقلة بالدمع تجري صبابة...حرام عليها النوم حتى تراكم

    خذوني عظاما محملا أين سرتم ...وحيث حللتم فادفنوني حذاكم
  • حجج الله
    عضو مميز
    • 12-02-2010
    • 2119

    #2
    رد: الرؤيا - الحلقة الرابعة

    الرؤيا وسيلة مهمة للوصول للحقائق المطلقة. لانها تنقل من عالم الملكوت الذي لم يعص فيه الله و هذا العالم لا يقدم سوى الحقائق و بالايمان بها يتحقق الكثير من النجاح كما حدث في دولة مصر و القصة المشهورة بتاويل سيدنا يوسف للرؤيا. وهكذا دولة القائم عليه السلام هي دولة ملكوتية و انصار القائم اصحاب كشف و رؤى والانصاري عهده في كفه.

    و أهل البيت عليهم السلام هم من ربط الرؤيا بالقائم:

    عن البيزنطي قال سالت الرضا (ع) عن مسالة الرؤيا فامسك ثم قال (ع) (إنا لو أعطيناكم ما تريدون لكان شراً لكم واخذ برقبة صاحب هذا الأمر (ع)).قرب الإسناد ص380.
    فالسائل سئل عن مسألة تخص الرؤيا والإمام ربط الرؤيا برقبة صاحب الأمر فتبين أن هناك ارتباط وثيق بين الرؤيا والإمام (ع) وكأنها علامة حتمية من علامات ظهوره مرتبطة بقضيته (ع).

    و الحقيقة لو اردنا التدقيق و للانصاف فإن هذا التحول من الدولة المادية إلى الملكوتيه هو بحد ذاته معجزة ...

    ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام قوله: (( ترد على احدهم القضيه في حكم من الاحكام فيحكم فيها برأيه ، ثم ترد تلك القضيه بعينها على غيره فيحكم فيها بخلاف قوله وإلاههم واحد ، ونبيهم واحد ، وكتابهم واحد، أفأمرهم الله سبحانه بالاختلاف فأطاعوه ؟ ام نهاهم عنه فعصوه ؟ أم انزل الله سبحانه ديناً ناقصاً فأستعان بهم على اتمامه ؟ أم كانوا شركاء لهُ، فلهم أن يقولوا ، وعليه أن يرضى ؟ أم انزل الله سبحانه ديناً تاماً فقصر الرسول (( صلى الله عليه واله وسلم )) عن تبليغه وادائه ؟ والله سبحانه يقول ( ما فرطنا في الكتاب من شيء) وفيه تبيان لكل شيء وذكر ان الكتاب يصدق بعضة بعضا ، وانه لا اختلاف فيه فقال سبحانه ( ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ) وان القرآن ظاهره انيق ، وباطنه عميق ، لاتفنى عجائبه ، ولا تنقضي غرائبه ، ولاتكشف الظلمات الا به ) نهج البلاغه ج1 ( ص 60-61 ).

    صدقت أيها الصديق الأكبر


    Comment

    Working...
    X
    😀
    🥰
    🤢
    😎
    😡
    👍
    👎