إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

الغيبة والظهور / الجزء العاشر

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • السادن
    عضو نشيط
    • 18-02-2009
    • 389

    الغيبة والظهور / الجزء العاشر

    بسم الله الرحمان الرحيم

    اللهم صل على محمد وآل محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما

    اَلْحَمْدُ للهِ مالِكِ الْمُلْكِ، مُجْرِي الْفُلْكِ، مُسَخِّرِ الرِّياحِ، فالِقِ الاِْصْباحِ، دَيّانِ الدّينِ، رَبِّ الْعَالَمينَ، قاِصمِ الجَّبارينَ، مُبيرِ الظّالِمينَ، مُدْرِكِ الْهارِبينَ، نَكالِ الظّالِمينَ صَريخِ الْمُسْتَصْرِخينَ، مَوْضِعِ حاجاتِ الطّالِبينَ، مُعْتَمَدِ الْمُؤْمِنينَ،اَلْحَمْدُ للهِ الَّذي مِنْ خَشْيَتِهِ تَرْعَدُ السَّماءُ وَسُكّانُها، وَتَرْجُفُ الاَْرْضُ وَعُمّارُها، وَتَمُوجُ الْبِحارُ وَمَنْ يَسْبَحُ في غَمَراتِها والصلاة والسلام على سيد المرسلين وخاتم النبيين محمد الامين وعلى آله الطيبين الطاهرين الائمة والمهديين وسلم تسليما

    اخوتي المؤمنين ... اخواتي المؤمنات السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    لقد بينا في الجزء التاسع من سلسلة الغيبة والظهور ماجرى من امر الغيبة الصغرى للامام الحجة محمد بن الحسن ع ونهايتها وبداية الغيبة الكبرى والتمهيد ليوم الظهور الموعود مشفوعاً بوصية رسول الله ص و بروايات آل البيت الأطهار ع ونستكمل واياكم في هذا الجزء وهو العاشر بعض التوضيحات بخصوص التمهيد ليوم الظهور الموعود

    ولتوضيح امر التمهيد ليوم الظهور الموعود لابد من ذكر الروايات المختصة بعصر الظهور المقدس والشخصيات التي تواكب عملية الظهور .. و التعرف على ملامح تلك الشخصيات ووضعها على طاولة البحث العلمي وإزالة الشبهة واللبس الذي لف تلك الشخصيات مئات السنين ، وقد حان الوقت لكشف الحقائق وأذن الله سبحانه وتعالى لشيء من العلوم العظيمة بالظهور إلى النور إيذانًا ببدأ العمل بدولة العدل الإلهي ... ولعل من أبرز تلك الشخصيات المقصودة في الظهور شخصية الممهد الأول اليماني قائم آل محمد ع لأهميتها وعظمتها وحجيتها على الناس بسبب تصريح الروايات ذات المعنى الذي لا ينكره موالف ولا مخالف ..

    والألقاب أو الأسماء التي تتناولتها الكتب للشخصيات في فترة التمهيد للظهور المقدس كثيرة جدًا كاليماني ودابة الأرض و الخراساني و طالع المشرق و رجل من أهل البيت و الحسني و النجم والكوكب والقمر والهلال والمذنب ونجمة الصبح أو الشهاب وغيرها كثيرة.....بشرط ان تكون الروايات المحكمة أي الواضحة الفهم هي القاعدة للإنطلاق في فهم بقية الروايات المتشابهة لاحكامها .. وسوف نختار بعض المحاور التي تظهر الإزدواجية في الفهم ولا يمكن بحال إعتبارها تقصد معنى واحدًا لإثبات أن الروايات تسلك المنهاج الرمزي في الدلالة لا المباشرة وبما لا يقبل الشك ... آخذين بنظر الإعتبار ما طرحه الإمام أحمد الحسن (ع) من خلال إحتجاجه على المسلمين بأنه اليماني وانه اول المهديين وما رافق ذلك من توضيح لمصاديق كثيرة جدا لمفاهيم كانت مبهمة وغير معلومة الدلالة مثل اليماني والخراساني و الصيحة والسفياني والدجال وغيرها ناهيك عن التحذير من رد الروايات .

    عن أبي جعفر ع) : أما والله إن أحب أصحابي إلي أورعهم وأكتمهم لحديثنا وأن أسوأهم عندي حالاً وأمقتهم إلي الذي إذا سمع الحديث ينسب إلينا ويروى عنا فلم يعقله ولم يقبله قلبه إشمأز منه وجحده وكفَّر بمن دان به وهو لا يدري لعل الحديث من عندنا خرج وإلينا أسند فيكون بذلك خارج عن ولايتنا. (كتاب بحار الانوار) للشيخ المجلسي ج 65 ص 176 وكتاب دابة الارض وطالع المشرق للاستاذ احمد حطاب ص 6

    عن سفيان بن السمط قال : قلت لأبي عبدالله ع جعلت فداك يأتينا الرجل من قبلكم يعرف بالكذب فيحدث بالحديث فنستبشعه ، فقال أبو عبدالله ع يقول لك أني قلت الليل أنه نهار والنهار أنه ليل ، قلت لا ، قال ع فإن قال لك هذا إني قلته فلا تُكذب به فإنك إنا تكذبني (كتاب مختصر بصائرالدرجات) ص 76 وكتاب دابة الارض وطالع المشرق للاستاذ احمد حطاب ص 6


    عن أبي عبد الله ع : لا تكذبوا الحديث أتاكم به مرجئ ولا قدري ولا خارجي نسبه إلينا فإنكم لا تدرون لعله شيء من الحق فتكذبون الله عز وجل فوق عرشه(كتاب مختصر بصائرالدرجات) ص 77 وكتاب دابة الارض وطالع المشرق للاستاذ احمد حطاب ص 6

    وبالسير وفق هذا المنهج الذي هو ما حث عليه أهل البيت ع سوف نتابع ونركز على شخصية الممهد الأول وما أحاطها من تكتم ورمزية في الطرح وبصورة مؤكدة ولا تقبل الشك من خلال عدة محاور :-

    المحور الاول : الاسم والكنية
    نهت روايات كثيرة عن ذكر أسم الإمام المهدي ع وهذه طائفة منها :-

    عن َأِبي عبد اللَّه ع قَا ل: صا حب هذا الَْأمر َلا يسميه ِباسمه ِإلَّا كَافر(كتاب اكمال الدين واتمام النعمة) للشيخ الصدوق وكتاب دابة الارض وطالع المغرب للاستاذ احمد حطاب ص 8

    والتعليق على ذلك: كلنا يعرف بان صاحب الأمر هو الحجة محمد بن الحسن ع!!!

    عن داود بن الْقَا سم الْجعَفر ي قَا َ ل: سمعت أبا الْحسن الْعسكري ع يقُو ُ ل: الْخَلف من بعدي الْحسن َفكيف لكم ِبالْخَلف من بعد الْخَلف ُقلْت و لم جعَلِني اللَّه فدا ك قَال لَأنكُم َلا ترو ن شخصه و َلا يحلُّ َلكم ذكْره ِباسمه قلت َ كيف نذْكُره قَا َ ل ُقوُلوا الحجُة من آل محمد وكتاب دابة الارض وطالع المغرب للاستاذ احمد حطاب ص 8

    والتعليق على ذلك: كلنا يعرف بان اسم صاحب الأمر هو الحجة محمد بن الحسن ع فكيف لا يحل لنا ذكر اسمه واسمه مذكور في كل الكتب والادعية!!!

    عن الصا د ِق ع َأنه قيل َله: من الْمهد ي من ولْد ك ؟ قَا َ ل: الْخامس من ولْد الساِبع يغيب عنكم شخصه و َلا يحلُّ لكم تسميته وسائل الشيعة ج : ١٦ ص : ٢٤٢ وكتاب دابة الارض وطالع المغرب للاستاذ احمد حطاب ص 8

    والتعليق على ذلك: كلنا يعرف بان الامام الغائب هو الحجة محمد بن الحسن ع فكيف لا يحل لنا تسميته؟

    فالروايات التي ذكرت تحرم وتنهى نهيًا واضحًا عن تسمية الإمام المهدي ع ولكن مع ذلك توجد روايات كثيرة وأدعية غيرها تذكر اسم الإمام المهدي محمد بن الحسن عليهما السلام في كثير من المواضع ويكفي إن ذكر اسمه ورد في وصية رسول الله ص: عن أبي عبد الله ع عن آبائه عن أمير المؤمنين ع قال: قال رسول الله ص في الليلة التي كانت فيها وفاته لعلي ع يا أبا الحسن أحضر صحيفة ودواة فأملى رسول الله ص وصيته حتى انتهى إلى هذا الموضع فقال : يا علي إنه سيكون من بعدي إثنا عشر إماما ومن بعدهم إثنا عشر مهديا فأنت يا علي أول الإثني عشر إمام وساق الحديث إلى أن قال وليسلمها الحسن إلى أبنه محمد المستحفظ من آل محمد(كتاب الغيبة) للشيخ الطوسي ص 150

    ويذكر اسم الإمام المهدي ع في بعض الأدعية والزيارات كزيارة رواها السيد ابن طاووس في خلال أدعية عرفة عن الصادق صلوات الله عليه ويزار بها في عرفة وهي هذه الزيارة : السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا نبي الله ... السلام عليك يا مولاي يا أمير المؤمنين، ... السلام عليك يا فاطمة البتول، ... ثم يذكر السلام على الأئمة جميعهم حتى يصل إلى .. السلام عليك يا أبا محمد الحسن بن علي السلام عليك يا مولاي يا أبا القاسم محمد بن الحسن صاحب الزمان صلى الله عليك وعلى عترتك الطاهرين الطيبين ... (كتاب مفاتيح الجنان) للشيخ عباس القمي

    وهذه الروايات وغيرها صرحت باسم الإمام المهدي ع محمد بن الحسن وهو مما يشكل علامة استفهام حول السبب الذي كان وراء النهي عن التصريح به في مكان آخر فان قلنا ان تحريم التصريح كان من اجل الحفاظ على الامام من طواغيت بني العباس وغيرهم وانه كان مقتصرا على فترة معينة هي ربما المدة الكافية لنسيان شكل الإمام او نسيان ذكرة وبالتالي نهاية السعي في اثره من قبل الطواغيت .. لاحتجنا من اجل إقرار هذا الطرح لرواية ترفع النهي الذي تؤكده روايات كثيرة عن التصريح باسم الإمام المهدي ع وان توفرت تلك الروايات ا لتي ترفع النهي عن التصريح فما معني الروايات التي تحدد فترة المنع حتي الظهور ولا تسمح للتصريح اثناء فترة الغيبة وذا نقع في تناقض الإعلان الكثير من قبل الاسم طيلة فترة الغيبة التي لا ينكرها احد ...

    وعن أبي جعفرع أنه قال : وأشهد على رجل من ولد الحسين لا يسمى ولا يكنى حتى يظهر أمره فيملأها عد ً لا كما ملئت جورًا وهذا التأكيد على انه لا يسمى ولا يكنى حتى يظهر امره يرجعنا لنفس السؤال : هل ان الامام المهدي ع الآن وسابقا لم يسم ولم يكنى ؟ ولا مخرج من هذه العقبة ولا حاكم لهذه الروايات المتشابهة الا اعتبار ان المقصود بالقائم ع في تلك الروايات شخصين وليس شخصًا واحدًا الاول هو من منع التصريح باسمه في فترة الخطورة القصوى أثناء الغيبة الصغرى وربما بدايات الغيبة الكبرى ثم تم تمييع ذلك النهي تدريجيا أو التسامح به وسائل الشيعة ج : ١٦ ص : 238 وكتاب دابة الارض وطالع المغرب للاستاذ احمد حطاب ص 11

    اذن فالروايات التي نهت عن التصريح ولم تحدد فترة من الزمن كانت تخص الامام المهدي محمد بن الحسن ع وهي بالنتيجة تخص فترة سابقة من الغيبة وليس كل الغيبة أما بقية الروايات التي تمنع التصريح حتى إعلان الظهور فهي تخص المهدي الأول ع الذي يواكب ظهوره ظهور ابيه الامام المهدي ع وهو المولى الذي يلي أمره وهنالك اشارات واضحة تلحق المهدي الاول ع بالائمة الاثني عشر ع وتعده منهم مما يجعل اباحة تسميته بالمهدي او القائم لم تأت من فراغ ابدا بل انها سر اسرار زمن الظهور التي ظلت خفية طوال قرون من الزمن حتى يحين وقتها رغم تداول رواياتها بين الناس ولكن دون ان يلتفت اليها احد ..

    عن أبي جعفر ع: الأثنا عشر إمام من آل محمد ع كلهم محدث من ولد رسول الله ص ومن ولد علي ورسول الله ص وعلي ع) هما الوالدان ... (و معلوم ان الائمة من ذرية علي بن ابي طالب ع هم احد عشر فمن هو الثاني عشر المفقود ؟ الكافي ج ١ ص ٥٣٢ وكتاب دابة الارض وطالع المغرب للاستاذ احمد حطاب ص 12

    قال أمير المؤمنين ع: إن لهذه الأمة أثني عشر إمام هدى من ذرية نبيها وهم مني) وهنا يرد نفس الإشكال فأمير المؤمنين ع ليس من ذرية رسول الله ص ، فكيف اذن يعدهم الرسول ص على اثنا عشر ؟

    وعن أبي جعفر ع قال رسول الله ص : إني واثني عشر من ولدي وأنت يا علي زر الأرض، يعني أوتادها وجبالها، بنا أوتد الأرض أن تسيخ بأهلها فإذا ذهب الأثني عشر من ولدي ساخت الأرض بأهلها ولم ينظروا وهنا أيضًا لا يمكن بحال اعتبار علي ع من ولد رسول الله ص فلا يدخل ضمن العد الأثني عشري هنا أيضا. الكافي ج ١ ص 534 وكتاب دابة الارض وطالع المغرب للاستاذ احمد حطاب ص 12

    وعن رسول الله ص: من ولدي أثني عشر نقيبا نجباء محدثون مفهمون ، أخرهم القائم يملأها عدلا كما ملئت جورا شرح اصول الكافي ج 7 ص 373 وكتاب دابة الارض وطالع المغرب للاستاذ احمد حطاب ص 12

    النتيجة التي نتوصل اليها من هذا المحور هو ان جانبًا من الروايات نهت نهيًا قاطعًا عن ذكر اسم الامام حتى يحين الظهور ومن جانب آخر ذكرت الروايات اسم الامام وكنيته بصورة صريحة ومباشرة منذ عهد الأئمة ع والمخرج من هذا التعارض هو ان المهدي المخفي هو المهدي الاول والذي يكون ممهدًا لظهور ابيه وهو نفسه اليماني الموعود وبهذا الحل فقط يرتفع هذا الاشكال والتعارض .. اما الغاية من هذه الرمزية لهذه الشخصية فهو مما لابد منه لاتمام عملية الظهور كونه هو المبتدىء بالعملية كلها والمهيئ للقاعدة وهذا يكون في الخط الاول للمواجهة ويقع عليه الثقل الاكبر في بداية اعلان الظهور فكيف السبيل لحمايته غير الرمزية في الاخبار عنه لذلك استعان اهل البيت ع بالرموز مثل دابة الارض وطالع المشرق ونجمة الصبح ورجل من بني هاشم واليماني وصاحب الرايات السود وغيرها كثير لوصفه كشخصية مستقلة عن الامام المهدي واستخدموا المهدي والقائم للاشارة اليه في مواقع اخرى ووضعوا لذلك قرائن تميز استخدام تلك الالقاب المشتركة مع الامام المهدي ع عن الممهد.. بحيث لا تكشف السر ولا يضيع الاستدلال عليه واحتجاجه عليهم بحقه عن طريق تثبيت تلك الشخصية الخفية وإظهار حقيقتها المجهولة إلى العلن وما يرافق ذلك من إرهاصات، فعن مالك الجهني قال، قلت لأبي جعفر ع : إنا نصف صاحب هذا الأمر بالصفة التي ليس بها أحد من الناس . فقال ع: لا والله لا يكون ذلك أبدا حتى يكون هو الذي يحتج عليكم بذلك ويدعوكم إليه



    المحور الثاني الا وهو الصفات

    المحور الثاني : الصفات .
    وردت روايات كثيرة جدا تذكر صفات الامام المهدي ع الجسمانية و ذكر الصفات المتناقضة في الروايات وهذا ليس من قبيل الخطأ والتحريف وانما البحث في الصفات الشكلية والجسمانية والتي تنقسم الى قسمين :

    1. روايات العمر
    ويمكن ملاحظة ان الروايات التي تطرقت الى وصف عمر الامام المهدي ع عند الظهور قد انقسمت الى ثلاث فئات فئة تطرقت الى قيم عمرية متباعدة عن الروايات التي تثبت انها تخص الامام ع وهذه الروايات ذات القيم المتباعدة هي ربما من الروايات المتشابهة والتحقيق فيها يتطلب بحثًا خاصًا ويكون ايكالها الى المعصوم افضل من البت فيها اما الروايات الاخرى والتي ثبت سندها وثبت فهمها ان شاء الله فهي تنقسم الى فئتين :-

    الفئة الأولى :
    الروايات التي حددت العمر بما يقارب الأربعين عام :
    عن الرضا ع : ... علامته يعني القائم ان يكون شيخ السن شاب المنظر حتى ان الناظر اليه ليحسبه ابناربعين سنة او دونها وان علامته لا يهرم بمرور الايام والليالي حتى يأتيه الاجل بحار الانوار ج ٥٢ ص ٢٨٥ وكتاب دابة الارض وطالع المغرب للاستاذ احمد حطاب ص 14

    عن رسول الله ص : المهدي من ولدي ابن اربعين سنة وعن ابي جعفر ع : ليس صاحب هذا الامر من جاز الاربعين سنة ...)) موسوعة السيد الصدر ج ٣ ص ٣٥٩ وكتاب دابة الارض وطالع المغرب للاستاذ احمد حطاب ص 14

    عن رسول الله (ص) : (( المهدي من ولدي ابن اربعين سنة ...)) موسوعة السيد الصدر ج ٣ ص ٣٥٩ وكتاب دابة الارض وطالع المغرب للاستاذ احمد حطاب ص 14

    عن الامام الحسن المجتبى ع : التاسع من ولد أخي الحسين إبن سيدة الإماء، يطيل الله عمره في غيبته ثم يظهره الله بقدرته في صورة شاب دون الأربعين سنة . وجميع هذه الروايات تعطي قيمة محددة لعمر الإمام ع عند الظهور تقترب من الأربعين سنة فهي وكما يتضح من كلام الإمام الرضا ع حتى أن الناظر إليه ليحسبنه ابن أربعين سنة أو دونها ) والوصف هنا ( أربعين سنة أو دونها ) لا يصل قطعا إلى منتصف العقد أي ٣٥ سنة في أقل تقدير لأنه والحال هذه لا يمكن أن يوصف بأنه ابن أربعين أو دونها بل بين الثلاثين والأربعين ولو نزل ذلك الرقم أي تحت الخمسة والثلاثين لصار الأولى وصفه ابن ثلاثين أو يزيد قليلا أي إن هذا يدفعنا إلى أن نعتبر أن المقصود من الفترة العمرية التي يظهر الإمام ع بها مقاربة بالأربعين وإذا أريد لها أن تقل عن ذلك فهي يجب أن تكون بالمقدار الذي لا يصدق عليها وصف ما بين الثلاثين والأربعين فيكون الفارق هو قليل جدا بحيث يمكن الاستدلال به عند ظهور الإمام واعتباره قرينة يمكن الاستفادة منها في معرفة الإمام وهو ابن أربعين لا غير وإن قل عن ذلك فلا يعدو إلا لاختلاف الناظرين وإلا فهو يظهر بتلك الفترة العمرية تحديدا وهذا يكون الكلام في تلك العلامة هو ما يدور فيما تقدم وبخلافه فإن الاستدلال بتلك العلامة ليس ذا فائدة مطلقا ؟...))موسوعة السيد الصدر ج ٣ ص ٣٥٩ وكتاب دابة الارض وطالع المغرب للاستاذ احمد حطاب ص 14


    الفئة الثانية
    الروايات التي تحدد العمر وهو ثلاثين عام او يزيد ,

    عن علي بن ابي طالب ع في حديث عن المهدي ع قال : يبعث وهو ما بين الثلاثين الى الاربعين وعن أبي عبد الله ع : لو قد قام القائم لأنكره الناس،لأنه يرجع إليهم شابا موفقا...)) موسوعة السيد الصدر ج ٣ ص ٣٥٩ وكتاب دابة الارض وطالع المغرب للاستاذ احمد حطاب ص 14

    وعنه ع قال : وان من اعظم البلية ان يخرج اليهم صاحبهم شابا وهم يحسبونه شيخا كبيرا

    وعن ابي عبدالله جعفر بن محمد ع قال: ويظهر في صورة شاب موفق ابن اثني وثلاثين سنة حتى يرجع عنه طائفة من الناس ...)) موسوعة السيد الصدر ج ٣ ص ٣٥٩ وكتاب دابة الارض وطالع المغرب للاستاذ احمد حطاب ص 14

    وفي هذه الفئة من الروايات صفتين اختلفت فيها عن الفئة الأولى :

    الصفة الأولى
    اتصفت روايات الفئة الثانية بأنها حددت فترة عمرية يتصف بها الإمام المهدي ع عند الظهور مختلفة تماما من تلك الفترة وهي هنا في الثلاثينات مع امتدادها إلى منتصف العقد ولو ان روايات الفئتين تعطي مفهوما واحدا أو مصداق واحد لأمكن ذلك في حالة الروايات التي وصفت الإمام ع بين الثلاثين والأربعين ولإستحال من جهة أخرى انطباق الروايات التي وصفته بالثلاثين أواثنان وثلاثين وبين التي وصفته بابن الأربعين فهي بالنسبة لشخص واحد مستحيلة فإبن الأربعين يمكن تمييزه بسهولة عن ابن الثلاثين لكبر الفارق العمري بينهما أي بمعنى لا يمكن إعطاء الصفتين لشخص واحد أبدًا وعليه فإن هذه الفئة كانت تقصد المهدي الأول ع وليس الإمام الحجة محمد بن الحسن ع وقرنت وصفه بالظهور لأنه يظهر ممهدًا قبل والده الإمام الحجة ع وهذا مطابق في الحقيقة للعمر الذي ظهر به السيد أحمد الحسن ع في بداية دعوته وتطول فترة دعوة اليماني ع كما هي في الروايات فلا عجب أن يمتد وصف ظهوره ابتداءًا من عمر الثلاثين وحتى منتصف العقد وربما حتى الأربعين تماشيًا مع مراحل الظهور التي ابتدأت بدعوة سرية ثم علنية ثم طلب المناظرة والمحاججة مع العلماء ثم النزول إلى عامة الناس وأخيرًا القيام بالسيف وما يلي ذلك من مراحل كثيرة وهذه المراحل تتطلب سنين من العمل فهي ثورة عظيمة وهي قبل أن تكون ثورة على الظالمين فهي ثورة على النفس والأنا لذلك يتطلب الإعداد لها سنوات طويلة..

    الصفة الثانية
    تتصف روايات الفئة الثانية بصفة أخرى لم تتطرق لها روايات الفئة الأولى وهي وصفه بأنه يرجع للناس شابًا موفقًا وإنهم ينكرونه لذلك السبب فهم يحسبونه شيخًا كبيرًا إلى درجة أن الإمام الصادق ع يصف ذلك الحال بأعظم البلية والسؤال الوارد هنا هو هل يوجد في الشيعة من لا يعتقد بأن الإمام ع إذا ظهر سيكون بمظهر الشباب ؟ بل إن من أصول عقيدة الشيعة أن الإمام المهدي ع حي يرزق منذ أن غاب وهو لا يهرم ولا يموت حتى يظهر الله أمره وهذا ما كتب فيه الباحثون ورجال الدين وفقهاء الأمة وأجمعوا عليه، على اختلاف أعراقهم وبلدانهم وأقوامهم باستثناء أبناء العامة أما من شذ عن هذا المفهوم من الشيعة فقد شذ عن التشيع ولا يمكن بحال اعتبارهم ضمن الشيعة فهم والحال هذه لا يشكلون موردًا لفهم الرواية في حال تطبيقها على أرض الواقع فان الارتداد هنا يستدعي أن يكون العدد كبيرًا إلى درجة وصفهم بالطائفة وهذه الطائفة يجب أن تكون مؤمنة بالإمام المهدي ع وبغيبته وتنتظر ظهوره أي يصدق عليها أنها الطائفة الشيعية وعندما يتم الظهور فإنها ترتد عن نصرته لانها لا توفق لمعرفته أصلا والسبب في ذلك وكما تصفه الرواية إنها تتوقع أن يكون الأمر في شيخ فتنكره الناس

    إذن فالسبب في هذا الارتداد واضح لأن الناس لا تتفاجأ من كون الإمام شابًا عند ظهوره لأن ذلك ثابتًا في عقيدة الشيعة فلماذا يكون هذا الارتداد ؟.. ولا يكون هذا إلا إذا أخذنا في إعتبارنا دعوة اليماني الذي يمثل الإمام ع، والذي يكون هو سفير الإمام ع إلى الناس وهو الذي يدعو الناس للإمام المهدي ع فتنكره الناس ولا تقبل منه لأنها تتصور أن الأمر في شيخ كبير السن وهذا الشيخ المقصود في الرواية هو المرجع الديني فهم شيوخ وكبار في السن عادًة والناس لا تقبل التوجيه إلا منهم ولا تطيع إلا أمرهم وهم نواب الإمام المهدي ع كما يزعمون فذلك لن يكون دليلا للإمام المهدي ع غيرهم ، فإذا جاء شاب ودعا الناس للإمام المهدي ع ما يكون ردهم حينئذ غير التكذيب والإنكار بسبب القيادة العمياء للفقهاء ، واذا تتحقق الرواية وتنطبق على أرض الواقع والروايات كثيرة التي تؤكد أن الإمام المهدي ع يتصل بالأمة في بداية ظهوره عن طريق شخص ..

    عن أبي عبد الله ع: إن لصاحب هذا الأمر غيبتين أحداهما تطول حتى يقول بعضهم مات ويقول بعضهم ذهب حتى لا يبقى على أمره من أصحابه إلا نفر يسير ولا يطلع على موضعه أحد من ولده ولا غيره إلا المولى الذي يلي أمره بحار الأنوار ج ٥٢ ص 152 وكتاب دابة الارض وطالع المغرب للاستاذ احمد حطاب ص 16

    عن الإمام أبو جعفر ع: يكون لصاحب هذا الأمر غيبة في بعض الشعاب ثم أومأ بيده إلى ناحية ذي طوى حتى إذا كان قبل خروجه بليلتين إنتهى المولى الذي يكون بين يديه يلقى بعض أصحابه فيقول كم انتم هاهنا فيقولون نحو من أربعين رجلا فيقول كيف انتم لو قد رأيتم صاحبكم فيقولون والله لو يأوي بنا الجبال لآويناها بحار الأنوار ج ٥٢ ص 341 وكتاب دابة الارض وطالع المغرب للاستاذ احمد حطاب ص 16

    وعن أبي جعفر ع : وليس في الرايات راية أهدى من راية اليماني هي راية هدى لأنه يدعو إلى صاحبكم ، فإذا خرج اليماني ع حرم بيع السلاح على الناس وكل مسلم ، وإذا خرج اليماني فانهض إليه فإن رايته راية هدى ولا يحل لمسلم أن يلتوي عليه ، فمن فعل ذلك فهو من أهل النار لأنه يدعو إلى الحق والى صراط مستقيم . كتاب الغيبة للنعماني ص 264 وكتاب دابة الارض وطالع المغرب للاستاذ احمد حطاب ص 16

    من هذه الروايات نصل الى نتيجة مفادها إن الفئة الثانية لم تكن تقصد الإمام ع بل تقصد الذي يدل على الإمام ع وعندما يكون الأمر في شاب فستكون حينئذ البلية التي تكلم عنها الإمام الصادق ع ولا يصدقه أحد فهم يتوقعون الأمر في أحد الشيوخ المتربعين على صدر الحوزة لا في شاب خامل اصله!!! وصفة الخامل هما قد ذكرناها مسبقاً في امر ماجرى من غيبة داود النبي ع

    اخوتي المؤمنين واخواتي المؤمنات قرأنا واياكم ماجرى بخصوص بعض التوضيحات حول التمهيد ليوم الظهور الموعود وكذلك على شخصية الممهد الأول ع وما أحاطها من تكتم ورمزية في الطرح وبصورة مؤكدة ولا تقبل الشك من خلال عدة محاور وهي محور العمر وجزء من محور الصفات

    نكتفي بهذا القدر في الجزء العاشر من برنامج الغيبة والظهور والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    اللهم صل على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎