إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

التقليد في ميزان النقد ماذا قال فقهاء الطائفة عن التقليد ؟؟؟

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • Be Ahmad Ehtadait
    مشرف
    • 26-03-2009
    • 4471

    التقليد في ميزان النقد ماذا قال فقهاء الطائفة عن التقليد ؟؟؟

    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهم صل على محمد وآل محمد الائمه والمهديين وسلم تسليما

    ليس التقليد مستحدثاً أو طارئاً بل إنه يضرب في جذور التأريخ البعيدة، فهذا القرآن الكريم يحدثنا عن الأقوام السابقة وإنها إنما عادت الرسل وحاربتهم باسم التقليد، ودفاعاً عن التقليد: {وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ }الزخرف23، {بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ }الزخرف22.
    ولعلنا جميعاً اليوم نلمس لمس اليد الآثار السلبية للتقليد، حتى لقد بلغ الحال بالأمة أن تجد الأسرة الواحدة مختلفين فيما بينهم فهذا يقلد فلاناً من الناس وذاك يقلد غيره، ولا أريد أن أتكلم عن انعكاسات الاختلاف في التقليد على مسألة التعديل والتفسيق، وترك الصلاة خلف من يقلد غير من يقلده المصلي، (( ودع عنك نهباً صيح في حجراته ))، حتى لقد اعترف السيد محمد حسين فضل الله اعترافاً خطيراً للغاية فقال: (( إن المشكلة التي نواجهها في تعدد المرجعيات هي المشكلة التي نواجهها في تعدد المذاهب الفقهية لأن المرجعيات هي مذاهب
    فقهية متعددة من خلال طبيعة تنوع الفتاوى )) [المعالم الجديدة للمرجعية الشيعية ص117].
    السيد فضل الله بكلمة أخرى يقول أن تعدد المرجعيات هو نفس تعدد المذاهب، فتعدد المذاهب نتيجة لاختلاف التقليد كما هو واضح.
    والمراجع مختلفون إلى حد أن كل واحد منهم يقول بأنه الأعلم ، وأنه لا يجوز تقليد سواه وهذا واضح في الرسائل العملية لان كل منهم – إلا ما ندر – قد أصدر رسالة عملية قال فيها بعدم جواز تقليد غير الأعلم وبما انه قد أصدر رسالته العملية إذن هو يدعو الناس إلى تقليده على أنه هو الأعلم، وهو الأمر الذي صرح به السيد محمد الصدر رحمه الله.
    أقول: لو كان الفقهاء يتبعون ما ورد عن الثقلين كتاب الله والعترة الطاهرة عليهم السلام لما اختلفوا فيما بينهم في مسألة فقهية واحدة. يقول الإمام علي عليه السلام: (( ترد على أحدهم القضية في حكم من الأحكام ، فيحكم فيها برأيه ثم ترد تلك القضية بعينها على غيره فيحكم فيها بخلاف قوله ، ثم يجتمع القضاة بذلك عند الإمام الذي استقضاهم فيصوب آراءهم جميعا . وإلههم واحد ، ونبيهم واحد ، وكتابهم واحد أفأمرهم الله – سبحانه – بالاختلاف فأطاعوه ! أم نهاهم عنه فعصوه ! أم أنزل الله سبحانه دينا ناقصا فاستعان بهم على إتمامه ! أم كانوا شركاء له فلهم أن يقولوا وعليه أن يرضى ؟ ! أم أنزل الله سبحانه دينا تاما فقصر الرسول صلى الله عليه وآله عن تبليغه وأدائه ، والله سبحانه يقول : ” ما فرطنا في الكتاب من شئ ” وفيه تبيان لكل شئ وذكر أن الكتاب يصدق بعضه بعضا )) [نهج البلاغة قسم الخطب ، الخطبة رقم 18].
    وقال تعالى : { أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيرا } النساء82.
    وقال الصادق (عليه السلام) : (الحكم حكمان : حكم الله وحكم الجاهلية فمن أخطأ حكم الله حكم بحكم الجاهلية) الكافي – الشيخ الكليني – ج 7 – ص 407.
    فلو كانت الأحكام صادرة بحكم الله لما كان اختلاف في الدين من الأساس بل يؤخذ من الحق ضغث ومن الباطل ضغث، كما قال الأمير عليه السلام: (( وإنما بدء وقوع الفتن أهواء تتبع وأحكام تبتدع ، يخالف فيها كتاب الله ، يتولى فيها رجال رجالا ، ألا إن الحق لو خلص لم يكن اختلاف ، ولو أن الباطل خلص لم يخف على ذي حجى ، لكنه يؤخذ من هذا ضغث ومن هذا ضغث ، فيمزجان فيجعلان معا ، فهنالك يستولي الشيطان على أوليائه ونجا الذين سبقت لهم من الله الحسنى ، إني سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : كيف أنتم إذا لبستكم فتنة يربو فيها الصغير ويهرم فيها الكبير ، يجري الناس عليها ويتخذونها سنة ، فإذا غير منها شئ قيل : قد غيرت السنة وقد أتى الناس منكرا ؟ ! ثم تشتد البلية وتسبى الذرية ، وتدقهم الفتنة كما تدق النار الحطب ، وكما تدق الرحا بثفالها، ويتفقهون لغير الله ويتعلمون لغير العمل ، ويطلبون الدنيا بأعمال الآخرة ) [بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 2 - ص 315 – 316].
    وجدير بالذكر أن مسالة التقليد و وجوبه لم يكن لها وجود في كتب قدماء الإمامية ولعل أقدم من قال بوجوب التقليد وخصص له باباً مستقلاً هو السيد محمد كاظم اليزدي المتوفي سنة 1337هـ في كتابه العروة الوثقى وهو من اشهر الكتب من حيث تعليقات الفقهاء عليه فقد علق عليه اغلب الفقهاء. فقد قال السيد في المسألة السابعة ما نصه : (عمل العامي بلا تقليد ولا احتياط باطل) العروة الوثقى ج 1 – ص 13.
    قد يتفاجئ البعض من هذا التصريح حين يأخذ بين يديه أحد المصنفات لقدماء الامامية كأمثال الشيخ الكليني والعلامة المجلسي والحر العاملي وغيرهم من دعائم وجبال عصر الغيبة ليجد في كتاباتهم ما يذم التقليد ذما كبيراً وليس على لسانهم فحسب بل قد أوردوا من روايات أهل البيت (عليهم السلام) الكثير الذي يجعلك تشمئز من كلمة التقليد. فهذا الشيخ الكليني قد أفرد باباً كاملاً في كتابه الكافي وسماه باب التقليد وأورد العديد من الروايات الناهية عن تقليد غير المعصوم (عليه السلام) ولم يذكر ولو رواية تقول بتقليد الفقهاء ومن هذه الروايات: (( عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قلت له : “ اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ ” ؟ فقال : ” أما والله ما دعوهم إلى عبادة أنفسهم ، ولو دعوهم ما أجابوهم ، ولكن أحلوا لهم حراما ، وحرموا عليهم حلالا فعبدوهم من حيث لا يشعرون ) الكافي – الشيخ الكليني – ج 1 – ص 53 باب التقليد(.
    وذكر الشيخ المفيد التقليد في كتابه تصحيح اعتقادات الامامية ناهياً عنه مستعينا بالروايات الناهية عن الإتباع والتقليد لغير المعصوم (عليه السلام) نقل منها عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال : ( إياكم والتقليد ، فإنه من قلد في دينه هلك إن الله تعالى يقول :اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ فلا والله ما صلوا لهم ولا صاموا ، ولكنهم أحلوا لهم حراما، وحرموا عليهم حلالا، فقلدوهم في ذلك، فعبدوهم وهم لا يشعرون ).
    ونقل أيضاً عن الإمام الصادق عليه السلام انه قال : ( من أجاب ناطقا فقد عبده ، فإن كان الناطق عن الله تعالى فقد عبد الله ، وإن كان الناطق عن الشيطان فقد عبد الشيطان .
    ثم علق الشيخ المفيد قائلاً :
    )) ولو كان التقليد صحيحا والنظر باطلا لم يكن التقليد لطائفه أولى من التقليد لأخرى ، وكان كل ضال بالتقليد معذورا ، وكل مقلد لمبدع غير موزور ، وهذا ما لا يقوله أحد ، فعلم بما ذكرناه أن النظر هو الحق )) [تصحيح اعتقادات الإمامية - الشيخ المفيد - ص 72 – 73].
    ولعل سائل يُشكل فيقول : إن التقليد المنهي عنه هو التقليد في أصول الدين وليس في الفروع وان فقهاء الشيعة مجمعين على تحريمه في الأصول ؟
    أقول : إن الرواية تقول (من قلد في دينه هلك) ومن المعلوم أن الدين جامع للأصول والفروع معاً، بل لو تأمل القارئ كلام الإمام الصادق (عليه السلام) لوجد أن التقليد المنهي عنه في الرواية يخص الفروع أكثر من الأصول والدليل على ذلك هو ربط دليل حرمة التقليد والتحذير منه مع حرمة إتباع الأحبار والرهبان وتقليدهم والتحذير منهم لأنهم قد احلوا حراما وحرموا حلالاً فقلدهم العوام في ذلك ونحن نعلم جميعنا ان الفروع هي الحاوية على مسائل الحلال والحرام وليست الأصول كما هو معلوم ومن هذا نفهم تحذير الامام من التقليد في الفروع والاصول وذلك لقوله (عليه السلام) : (من قلد في دينه هلك) والدين المنهي عن التقليد فيه هو الدين أي الجامع لأصوله وفروعه .
    وقال الشيخ محمّد بن الحسن الطوسي الملقب بشيخ الطائفة في كتابه الاقتصاد: (التقليد إن أريد به قبول قول الغير من غير حجة – وهو حقيقة التقليد – فذلك قبيح في العقول ، لأن فيه إقداما على ما لا يأمن كون ما يعتقده عند التقليد جهلا لتعريه من الدليل ، والإقدام على ذلك قبيح في العقول . ولأنه ليس في العقول تقليد الموحد أولى من تقليد الملحد إذا رفعنا النظر والبحث عن أوهامنا ولا يجوز أن يتساوى الحق والباطل ) [الاقتصاد - الشيخ الطوسي - ص 10 – 11].
    وهذا التعريف من قبل الشيخ يوحي بأن التقليد كان ممنوعاً في زمن الطوسي على اقل التقادير .
    وكتب الحر العاملي صاحب وسائل الشيعة باباً كاملا تحت عنوان (باب عدم جواز تقليد غير المعصوم (عليه السلام) ..) ذكر فيه عدد كبير من الروايات التي جاءت تنهى عن تقليد غير المعصوم منها ما جاء عن محمد بن خالد عن أخيه قال : قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : ( إياك والرياسة فما طلبها أحد إلا هلك ، فقلت : قد هلكنا إذن ليس أحد منا إلا وهو يحب أن يذكر ويقصد ويؤخذ عنه ، فقال : ليس حيث تذهب ، إنما ذلك أن تنصب رجلا دون الحجة فتصدقه في كل ما قال وتدعو الناس إلى قوله ) [وسائل الشيعة - الحر العاملي - ج 27 - ص 129].
    ونقل العاملي عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أنه قال : ( من أخذ دينه من أفواه الرجال أزالته الرجال ، ومن أخذ دينه من الكتاب والسنة زالت الجبال ولم يزل) [وسائل الشيعة (آل البيت) - الحر العاملي - ج 27 - ص 132].
    ونقل أيضاً عن علي بن إبراهيم في تفسيره عند قوله تعالى : ( وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ ) قال : قال أبو عبد الله (عليه السلام) : نزلت في الذين غيروا دين الله وتركوا ما أمر الله ، ولكن هل رأيتم شاعرا قط تبعه أحد ، إنما عنى بهم : الذين وضعوا دينا بآرائهم فتبعهم الناس على ذلك – إلى أن قال : ( إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات ) وهم أمير المؤمنين (عليه السلام) وولده (عليهم السلام) ) [وسائل الشيعة (آل البيت) - الحر العاملي - ج 27 - ص 132 –133].
    ونقل عن أبان قال : سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول : ( يا معشر الأحداث ! اتقوا الله ولا تأتوا الرؤساء وغيرهم حتى يصيروا أذنابا ، لا تتخذوا الرجال ولائج من دون الله ، إنّا والله خير لكم منهم ، ثم ضرب بيده إلى صدره ) [وسائل الشيعة (آل البيت) - الحر العاملي - ج 27 - ص 133].
    ومع ذلك حاول العديد من المهتمين بإثبات حجية التقليد ايجاد المداخل والمنافذ للدخول الى هذا الباب من جهة القدماء فلم يستطيعوا اثبات ذلك الى ان عترفوا في كتبهم ومن خلال كلامهم ان لا دليل على مبدأ التقليد غير الدليل العقلي وهذا ما نلاحظه في قول السيد الخوئي في كتاب الاجتهاد والتقليد حين تحدث عن دليل التقليد قائلاً : ( ثم إن التكلم في مفهوم التقليد لا يكاد أن يترتب عليه ثمرة فقهية اللهم إلا في النذر . وذلك لعدم وروده في شئ من الروايات . نعم ورد في رواية الاحتجاج فأما من كان من الفقهاء صائنا لنفسه ، حافظا لدينه مخالفا على هواه . مطيعا لأمر مولاه فللعوام أن يقلدوه إلا أنها رواية مرسلة غير قابلة للاعتماد ) [كتاب الاجتهاد والتقليد - السيد الخوئي - شرح ص 81].
    لقد أقر السيد الخوئي مسألة غايه في الخطورة وهو كون التقليد لم يرد في شيء من الروايات وهنا يتبادر الى الاذهان سؤال مهم جدا وهو كيف ان الاسلام هذا الدين العظيم الذي جاء ناسخا لكل الاديان هذا الدين الذي ليس واقعة إلا ولها حكم في دستوره هذا الدين الذي وضع أحكاماً حتى لبيت الخلاء فهل يعقل أن يترك الإسلام هذه المسألة المهمة دون بيان !!!
    لقد جعل الفقهاء أعمال العباد بين القبول والرفض فالمقلد للفقيه قد قبل عمله أحسن القبول والمتهاون في التقليد قد حبط عمله وقد خسر الدنيا والاخرة فهل يعقل هذا الامر يا أصحاب العقول ؟ هل يعقل ان نعطي بعقولنا مقاماً للتقليد كمقام الولاية للمعصوم (عليه السلام) بل أكثر بكثير ؟ هل ترك الدين هذه المسألة الحساسة دون ان يعير لها أهميه كما أشار المحقق الخوئي ؟ فإذا كانت بهذا الحجم وبهذا الوجوب الذي صورة الفقهاء لعوام الشيعة وجب على الدين والمشرع بيانها وإلا فالدين ليس بكامل وقد أكمل مبانيه الفقهاء باستحداثهم لوجوب التقليد على العوام .
    وعلى أي حال سنتناول ما زعموه من أدلة على التقليد في مناسبات أخرى إن شاء الله تعالى.

    صحيفة الصراط المستقيم



    متى يا غريب الحي عيني تراكم ...وأسمع من تلك الديار نداكم

    ويجمعنا الدهر الذي حال بيننا...ويحظى بكم قلبي وعيني تراكم

    أنا عبدكم بل عبد عبد لعبدكم ...ومملوككم من بيعكم وشراكم

    كتبت لكم نفسي وما ملكت يدي...وإن قلت الأموال روحي فداكم

    ولي مقلة بالدمع تجري صبابة...حرام عليها النوم حتى تراكم

    خذوني عظاما محملا أين سرتم ...وحيث حللتم فادفنوني حذاكم
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎