إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

الشيعة … وفتنة الواقفية الحلقة الأولى

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • Be Ahmad Ehtadait
    مشرف
    • 26-03-2009
    • 4471

    الشيعة … وفتنة الواقفية الحلقة الأولى

    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهم صل على محمد وآل محمد الائمه والمهديين وسلم تسليما

    من الضروري لكل فرد ينتمي الى مذهب أهل البيت (ع) أن يعلم ولو إجمالا عن ما جرى في أيام الأمام الرضا (ع) من انحراف الشيعة الحاد عن جادة الصواب وتركهم للإمام الرضا وعدم القول بإمامته!! ومن خلال معاشرتي مع ابناء جلدتي من الشيعة وعلى مدى السنوات الطويلة، لم أجد سوى القليل منهم من لديه معرفة بقضية “الواقفية” وأبعادها والتي كانت من أبرز الأحداث المؤلمة في حياة الإمام الرضا (ع) آنذاك.
    المعرفة والإلمام بتفاصيل هذه الحادثة وأيضاً التعرف الى شخوص مؤسسيها، مهم جداً لتوجيه الأنسان الشيعي لنفسه وجعله أكثر إلتصاقاً بمنهج الحق وتجنب تكرار خطأ الماضين، لأن المؤمن العاقل هومن يستفيد من تجارب غيره وخاصة إذا كانت فادحة وغير محمودة العواقب.
    وقد كتب علماء الشيعة كثيراً في هذه القضية وفصلوها وبينوا كلامهم في الرد على الواقفية وشخصوا أسباب الخطأ التي وقعت في الامة في ذلك الوقت، فقد أفرد الشيخ الطوسي (رحمه الله) باباً كاملاً في الرد على فتنة الواقفية في كتابه “غيبة الطوسي”.
    ومن الجدير الإشارة إليه، هو ان فتنة الواقفية لها شبه كبير بفتنة السقيفة الأولى، ولها شبه كبير أيضاً بما سيجري في زمن ظهور الإمام المهدي (ع)، وسوف أعرض هنا هذه الحادثة بشيء من التفصيل وأترك للقاريء اللبيب التفكر والاستنتاج.
    تعريف الواقفة في عصر الإمام الكاظم (ع)
    الواقفية هم الواقفون على الإمام الكاظم (عليه السلام)، والقائلون: إنه حي يرزق، وإنه هو القائم من آل محمد (عليهم السلام)، وأن غيبته كغيبة موسى بن عمران عن قومه، ويلزم من ذلك – على ضوء هذا الادعاء – عدم انتقال الإمامة إلى ولده الإمام الرضا (عليه السلام). وأول من ابتدع فكرة الوقف وأظهر الاعتقاد بها وروج لها بين أوساط الشيعة بعض الكبار من أصحاب الإمام موسى ابن جعفر (عليه السلام)، كعلي بن أبي حمزة البطائني، وزياد بن مروان القندي، وعثمان بن عيسى الرواسي، ويعتبر هؤلاء الثلاثة أول من ابتدع هذا المذهب، وأظهر الاعتقاد به، والدعوة إليه.
    دوافع النشأة:
    ولم تكن هذه الفرقة الضالة ناشئة عن محض اعتقاد واقتناع بواقعيتها، بل هي رغبات مادية وعوامل دنيوية أثرت في نفوس معتنقيها، فانحرفت بهم إلى هذا الطريق. والمتطلع في الروايات والتأريخ وكتب الرجال يلمس أن أبرز الدوافع في نشوء هذه الشبهة والترويج لها هو أن قوام الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) وخزنة أمواله التي تجبى له من شيعته، طمعوا فيما كان بأيديهم من الحقوق الشرعية والأخماس، ولقد اجتمع عند هؤلاء أموال طائلة خلال الشطر الأخير من حياة الإمام الكاظم (عليه السلام) عندما كان يرزح تحت وطأة سجون الظالمين (1)، ولما استشهد الإمام الكاظم (عليه السلام) في السجن بالسم، طالبهم الإمام الرضا (عليه السلام) بما عندهم من الأموال، فغررت بهم الدنيا، وأنكروا موت أبيه (عليه السلام)، ولقد كان عند علي بن أبي حمزة البطائني ثلاثون ألف دينار، وعند زياد بن مروان القندي سبعون ألف دينار، وعند عثمان بن عيسى الرواسي ثلاثون ألف دينار وست جوار، وعند أحمد بن أبي بشر السراج عشرة آلاف دينار، فنازعتهم نفوسهم وأطماعهم في تسليم هذه الأموال للإمام الرضا (عليه السلام)، متحيلين لذلك بإنكار موت الإمام الكاظم (عليه السلام) مدعين أنه حي يرزق، وأنهم لم يسلموا من هذه الأموال شيئا حتى يرجع فيسلموها له، وذلك لأجل التمويه على العامة، ولتمرير جشعهم وطمعهم عبر طريق صحيح حسب اعتقادهم، والحقيقة أنهم ابتعدوا عن جادة الهدى وهووا في قرار الجحيم. (النحلة الواقفية للحاج حسين الشاكري).
    نعم عزيزي القاريء، فإن من أهم اسباب هذا الانحراف والتي دفعت بالأمة إلى إنكار حق أولياء الله، كانت في حقيقتها فقط اسباب مادية لا تعدو جمع الاموال وامتلاك الجواري والاستئثار بالسلطة الدينية من قبل طبقة كبار وعلماء رجال الشيعة آنذاك، وقد ساعد على بروز رأس الفتنة هذا هو استغلال هؤلاء لجهل الناس بأمور العقيدة وكذلك استغلوا ثقة عوام الشيعة بهم.
    فلو استعرضنا تاريخ بعث النبوات والرسالات السابقة، لوجدنا بوضوح دور علماء الشريعة في تلك الأزمنة في محاربة دعوات الانبياء والمرسلين، بل كانوا هم السبب البارز في معاناة رسل الله الى الناس، وبين يديك علماء الشريعة من بني اسرائيل ودورهم المعادي والتظليلي لحركة نبي الله عيسى (ع) ومن قبله ما فعلوه بنبي الله زكريا (ع)، حتى أنهم وصلوا الى درجة قذف مريم (ع) في شرفها وعفتها عندما جائتهم بكلمة الله (عيسى ع)!! وكان هدفهم آنذاك هو تشويه سمعة العائلة المقدسة سليلة الانبياء والمرسلين (عائلة زكريا وعمران ومريم وحنة واليصابات) لغرض تقليل شأنهم في المجتمع وبالتالي ابعاد الناس عنهم.
    وكذلك، ليس بعيداً عن القاريء اللبيب ما حدث مع النبي محمد (ص) عندما حاربه علماء الشرائع آنذاك من يهود ونصارى وأحناف، فأكثر هؤلاء عملوا بكل ما أوتوا من قوة ومكر لتشويه دعوة النبي محمد (ص) أمام الناس لغرض إبعادهم عنه، لانهم يعلمون جيداً أنه لو تم لمحمد (ص) الأمر، فسوف تنهار رئاساتهم الدينية الباطلة وينفض الناس عنهم، فيخسرون بذلك أموال النذور والحقوق وما كان يقدمه الناس لهم في ذلك الوقت.
    وأيضاً، سوف يلاحظ المتتبع لقضية الإمام المهدي (ع)، أن الأمام صاحب الأمر (عجل الله فرجه) سوف يعاني من نفس القضية وسوف يواجهه علماء الشريعة في زمن الظهور بهذه الكلمة (إرجع يا بن فاطمة فلا حاجة لنا بك، إن الدين بخير).

    بعض الأحاديث الواردة عن أصحاب الأئمة (عليهم السلام) وعلماء الطائفة التي تبين السبب الحقيقي وراء نشوء هذه فرقة الواقفة:

    1. عن الحسين بن محمد بن عمر بن يزيد، عن عمه، قال: كان بدء الواقفة أنه كان اجتمع ثلاثون ألف دينار عند الأشاعثة زكاة أموالهم وما كان يجب عليهم فيها، فحملوا إلى وكيلين لموسى (عليه السلام) بالكوفة، أحدهما حيان السراج، والآخر كان معه، وكان موسى (عليه السلام) في الحبس، فاتخذوا بذلك دورا، وعقدوا العقود، واشتروا الغلات. فلما مات موسى (عليه السلام) وانتهى الخبر إليهما، أنكرا موته، وأذاعا في الشيعة أنه لا يموت، لأنه هو القائم، فاعتمدت عليه طائفة من الشيعة، وانتشر قولها في الناس، حتى كان عند موتهما أوصيا بدفع المال إلى ورثة موسى (عليه السلام)، واستبان للشيعة أنهما قالا ذلك حرصا على المال (رجال الكشي: 459، الحديث 871. بحار الأنوار 48 / 266، الحديث 27).

    2. قال الشيخ الطوسي (رحمه الله): روى الثقات أن أول من أظهر هذا الاعتقاد علي بن حمزة البطائني، وزياد بن مروان القندي، وعثمان بن عيسى الرواسي، طمعوا في الدنيا، ومالوا إلى حطامها، واستمالوا قوما فبذلوا لهم شيئا مما اختانوه من الأموال، نحو: حمزة بن بزيع، وابن المكاري، وكرام الخثعمي وأمثالهم. فروى محمد بن يعقوب بالإسناد عن يونس بن عبد الرحمن، قال: مات أبو إبراهيم (عليه السلام) وليس من قوامه أحد إلا وعنده المال الكثير، وكان ذلك سبب وقفهم وجحدهم موته، طمعا في الأموال، كان عند زياد بن مروان القندي سبعون ألف دينار، وعند علي بن أبي حمزة ثلاثون ألف دينار، فلما رأيت ذلك وتبينت الحق وعرفت من أمر أبي الحسن الرضا (عليه السلام) ما علمت، تكلمت ودعوت الناس إليه، فبعثا إلي وقالا: ما يدعوك إلى هذا، إن كنت تريد المال فنحن نغنيك؟ وضمنا لي عشرة آلاف دينار، وقالا لي: كف، فأبيت، وقلت لهما: إنا روينا عن الصادقين (عليهما السلام) أنهم قالوا: إذا ظهرت البدع فعلى العالم أن يظهر علمه، فإن لم يفعل سلب نور الإيمان وما كنت لأدع الجهاد في أمر الله على كل حال، فناصباني وأضمرا لي العداوة (غيبة الطوسي: 42. علل الشرائع 1 / 235، الحديث 1. عيون أخبار الرضا (ع) 1 / 112، الحديث 2. رجال الكشي: 493، الرقم 946. بحار الأنوار 48 / 251، الحديثان 2 و3).

    3. وعن ابن يزيد، عن بعض أصحابه، قال: مضى أبو إبراهيم (عليه السلام) وعند زياد القندي سبعون ألف دينار، وعند عثمان بن عيسى الرواسي ثلاثون ألف دينار وخمس جوار ومسكنه بمصر، فبعث إليهم أبو الحسن الرضا (عليه السلام): أن احملوا ما قبلكم من المال، وما كان اجتمع لأبي عندكم من أثاث وجوار، فإني وارثه وقائم مقامه، وقد اقتسمنا ميراثه، ولا عذر لكم في حبس ما قد اجتمع لي ولوراثه قبلكم، أو كلام يشبه هذا. فأما ابن أبي حمزة فإنه أنكره ولم يعترف بما عنده، وكذلك زياد القندي، وأما عثمان بن عيسى فإنه كتب إليه: إن أباك (صلوات الله عليه) لم يمت، وهو حي قائم، ومن ذكر أنه مات فهو مبطل، واعمل على أنه قد مضى كما تقول، فلم يأمرني بدفع شيء إليك، وأما الجواري فقد أعتقتهن وتزوجت بهن. (غيبة الطوسي: 43. علل الشرائع: 236، الحديث)

    4. وعن أحمد بن حماد، قال: كان أحد القوام عثمان ابن عيسى، وكان يكون بمصر، وكان عنده مال كثير وست جوار، قال: فبعث إليه أبو الحسن الرضا (عليه السلام) فيهن وفي المال، قال: فكتب إليه: إن أباك لم يمت. قال: فكتب إليه أبو الحسن (عليه السلام): إن أبي قد مات، وقد اقتسمنا ميراثه، وقد صحت الأخبار بموته، واحتج عليه فيه. قال: فكتب إليه، إن لم يكن أبوك مات فليس لك من ذلك شيء، إن كان قد مات على ما تحكي فلم يأمرني بدفع شيء ليك إ، وقد أعتقت الجواري وتزوجتهن. (عيون أخبار الرضا (ع) 1 / 113، الحديث) ومما يدل على شدة تمسك هؤلاء بالخلاف على أبي الحسن الرضا (عليه السلام) وحبهم للمال أن جماعة من الشيعة رجعوا بعد أبي الحسن موسى بن جعفر إلى ولده أحمد بن موسى، واختلفوا إليه مدة من الزمن، وكانوا قد أيقنوا بوفاة والده موسى بن جعفر (عليه السلام)، ومن هؤلاء إبراهيم وإسماعيل ابنا أبي سمال – أو السماك – ولما خرج ابن طباطبا ضد الحكم العباسي، وأرسل الرشيد إليه جيشا بقيادة أبي السرايا، خرج معه أحمد ابن الإمام موسى بن جعفر لحرب ابن طباطبا، فقال لهما جماعة: إن هذا الرجل قد خرج مع أبي السرايا، فما تقولان؟ فأنكرا ذلك من فعله، ورجعا عنه، وقالا: أبو الحسن موسى حي، نثبت على الوقف (بحار الأنوار 48 / 253، الحديث 5). ووقفا عند القول بإمامته، إلى غير ذلك مما يشير إلى أن المنحرفين عن أبي الحسن الرضا كانوا من بين الذين أغرتهم الدنيا، واستبد بهم الطمع، فتظاهروا بإنكار موت أبيه طمعا بما كان بأيديهم من الأموال التي كانت بحوزتهم لأبي الحسن موسى بن جعفر (عليهما السلام).

    وخلاصة القول: إن نشوء هذه الفكرة وانطلاؤها على أذهان كثير من شيعة الإمام (عليه السلام) يعد من العوامل الهدامة الخطيرة في ذلك الوقت، التي لا بد من التصدي لها بكافة الوسائل المتاحة. والشئ الآخر أن نشوء هذه الفكرة لم يكن عن اعتقاد واقتناع بواقعية وأصالة مبادئها، بل كان لمجرد رغبات مادية وعوامل دنيوية انحرفت بأصحابها عن الطريق المستقيم. وقد غرر هؤلاء بصفوة بريئة من أصحاب الإمام، وألقوا عليهم الشبهة، فأذعنوا لهم، ودانوا بما قالوا، ولكنهم سرعان ما عادوا إلى الاعتراف بإمامة الرضا (عليه السلام)، والانحراف عن مذهب الوقف، وقد استغرقت هذه الفرقة ردحا طويلا من المنازعات والخلافات إلى أن انقرضت ولم يبق لها أثر، ويطلق على هؤلاء الممطورة. (النحلة الواقفية للحاج حسين الشاكري).


    ابو يوسف الأسدي


    (صحيفة الصراط المستقيم/عدد 27/سنة 2 في 25/01/2011- 20 صفر1432هـ ق)



    متى يا غريب الحي عيني تراكم ...وأسمع من تلك الديار نداكم

    ويجمعنا الدهر الذي حال بيننا...ويحظى بكم قلبي وعيني تراكم

    أنا عبدكم بل عبد عبد لعبدكم ...ومملوككم من بيعكم وشراكم

    كتبت لكم نفسي وما ملكت يدي...وإن قلت الأموال روحي فداكم

    ولي مقلة بالدمع تجري صبابة...حرام عليها النوم حتى تراكم

    خذوني عظاما محملا أين سرتم ...وحيث حللتم فادفنوني حذاكم
  • نجمة الجدي
    مدير متابعة وتنشيط
    • 25-09-2008
    • 5279

    #2
    رد: الشيعة … وفتنة الواقفية الحلقة الأولى

    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهم صل على محمد وآل محمد الائمه والمهديين وسلم تسليما

    وفقكم الله لكل خير
    قال يماني ال محمد الامام احمد الحسن (ع) ليرى أحدكم الله في كل شيء ، ومع كل شيء ، وبعد كل شيء ، وقبل كل شيء . حتى يعرف الله ، وينكشف عنه الغطاء ، فيرى الأشياء كلها بالله ، فلا تعد عندكم الآثار هي الدالة على المؤثر سبحانه ، بل هو الدال على الآثار

    Comment

    • Be Ahmad Ehtadait
      مشرف
      • 26-03-2009
      • 4471

      #3
      رد: الشيعة … وفتنة الواقفية الحلقة الأولى

      بسم الله الرحمن الرحيم

      اللهم صل على محمد وآل محمد الائمه والمهديين وسلم تسليما كثيرا

      شكرا على مروركم اخي ان شاء الله يكون الموضوع افادكم

      والحمدلله رب العالمين



      متى يا غريب الحي عيني تراكم ...وأسمع من تلك الديار نداكم

      ويجمعنا الدهر الذي حال بيننا...ويحظى بكم قلبي وعيني تراكم

      أنا عبدكم بل عبد عبد لعبدكم ...ومملوككم من بيعكم وشراكم

      كتبت لكم نفسي وما ملكت يدي...وإن قلت الأموال روحي فداكم

      ولي مقلة بالدمع تجري صبابة...حرام عليها النوم حتى تراكم

      خذوني عظاما محملا أين سرتم ...وحيث حللتم فادفنوني حذاكم

      Comment

      Working...
      X
      😀
      🥰
      🤢
      😎
      😡
      👍
      👎