إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

نقل تسلسي لتفسير الآيات المتشابه

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • عبد القهار
    تحت المراقبة
    • 22-09-2011
    • 61

    نقل تسلسي لتفسير الآيات المتشابه

    تفسير سورة الفاتحة

    من الآيات المحكمة قوله تعالى (الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) ،

    أمّا قوله (الرَّحْمـنِ ) يعني تعمّ رحمته المؤمن والكافر في دار الدنيا (الرَّحِيمِ ) تخصّ رحمته المؤمنين ولا تشمل الكافرين وذلك يوم القيامة ، فلفظة رحمان عامّة ولفظة رحيم خاصّة

    (مَـالِكِ ) أي يملكني ويتصرّف فيّ كيف يشاء في ذلك اليوم ولا يملك أمري غيره ، والشاهد على ذلك قوله تعالى في سورة الانفطار {يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِّنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ } . (يَوْمِ الدِّينِ ) أي يوم الجزاء ، يقال في المثل "كما تدين تدان" ، يعني كما تفعل تُجازى

    (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ) والمعنى نخصّك بالعبادة ولا نعبد سواك ونَخصّك بالاستعانة ولا نستعين بغيرك . ولا تجوز الاستعانة بغير الله 1

    (اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ ) والمعنى وفِّقنا إلى طريق التوحيد الذي يسلك بنا إلى طريق الجنة في الآخرة

    (صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ ) أي ذلك الطريق الذي سلكه أنبياؤك وأولياؤك الذين أنعمت عليهم بدخول الجنة ، وهذا كقوله تعالى سورة النساء {فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} يعني أنعم الله عليهم بدخول الجنة .

    والهداية هدايتان الأولى في الدنيا وهي طريق التوحيد وطريق الصلاح ، والثانية في الآخرة وهي الهداية إلى طريق الجنة ، والدليل على ذلك قوله تعالى في سورة يونس {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ} ، يعني يهديهم إلى طريق الجنة بسبب إيمانِهم بالله وبمحمد رسول الله ، (غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ ) وهم اليهود الذين أشركوا بالله وعبدوا العجل فغضب الله عليهم ، (وَلاَ الضَّالِّينَ ) وهم النصارى الذين ضلّوا عن طريق الحقّ فقالوا إنّ الله ثالث ثلاثة 2 ، والمعنى ولا تهدنا إلى طريق جهنّم الذي يسلكه الكافرون والمعاندون الذين عرفوا الحقّ وصدّوا عنه تكبّراً وعناداً فغضبت عليهم بسبب كفرهم وإشراكهم . والدليل على ذلك قوله تعالى في سورة النساء {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَظَلَمُواْ لَمْ يَكُنِ اللّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقاً . إِلاَّ طَرِيقَ جَهَنَّمَ} ، ومعنى الآية السابقة [في سورة الفاتحة] : إجعلنا مِمّن حسنت أعمالهم فيكون مصيرهم الجنة ، ولا تجعلنا مِمّن ساءت أعمالهم فيكون مصيرهم النار .

    ----------------------------------------------------------------------

    [1 لذا لا يجوز شرعاً أن يُكتَب على المآذن وغيرها"يا محمّد" وسواه ، وأن تقتصر على لفظ الجلالة . ] – المراجع .

    [ 2 بينما جاء في إنجيل يوحنّا : "أن يعرفوك أنك أنت الإله الحقيقي و[أنّ] الذي ارسلته يسوع المسيح " ] – المراجع .


    إعتراض على المفسّرين

    في سورة الفاتحة : لقد قال المفسّرون أنّها السبع المثاني في قوله تعالى في سورة الحجر {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ} . أقول أليست سورة الحمد تسمّى فاتحة الكتاب ؟ وقد توهّموا في ذلك لأنّها سبع آيات غير البسملة . أقول إنّ السبع المثاني هي سبع قصص من قصص الأنبياء ذكرها الله تعالى لموسى بن عمران فكتبوها في التوراة وذكرها الله تعالى لرسوله محمد فكتبوها أصحابه في القرآن فصارت مثاني أي ذكرت مرّتين الأولى في التوراة والثانية في القرآن . ومفرد المثاني تثنية ، وفي التوراة سفر يسمّى سفر التثنية لأنّه كتب مرّتين . والقصص التي ذكرها الله لموسى في سفر التكوين من التوراة وذكرت في القرآن أيضاً هي : قصّة آدم ونوح وإبراهيم ولوط وإسماعيل ويعقوب ويوسف ، فهؤلاء كلّهم جاءوا قبل موسى .


    منقول من كتاب
    المتشابه من القرآن
    للمرحوم محمد علي حسن الحلي
  • عبد القهار
    تحت المراقبة
    • 22-09-2011
    • 61

    #2
    الكون والقرآن شرح تسلسلي لعلاقة الكون بالقرآن

    في إنشاء الأجرام وتكوينِها


    السماء

    نبتدئ أوّلاً في ذكر السماء لأنّها بيت الأجرام ومنها المبتدأ وإليها المنتهى .

    يظنّ بعض الناس أنّ السماء طبقة صلبة مادّية تملأ الفضاء وهي سبع طبقات ، بعضها من ياقوتة حمراء والأخرى من درّة بيضاء والأخرى من زبرجدةٍ خضراء وهلمّ جرّاً . وأقول إنّ السماء هي الفضاء لا غير ؛ فقوله تعالى {أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاءً} يعني أنزل من الفضاء ماءً ، والدليل على ذلك قوله تعالى في سورة سبأ {يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاء وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُو الرَّحِيمُ الْغَفُورُ} ، فقوله تعالى {وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا} يدلّ على أنّ السماء ليست بطبقة مادّية صلبة ، ولو كانت صلبة لقال : وما يعرج إلَيها، أي يصعد حتّى يصل إليها ، ولكنّه تعالى قال {وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا} والمعنى كلّما صعد فهو في السماء من مبدأ صعوده حتّى يصل المكان الّذي يريده . ونظير هذه الآية في سورة الحديد وهي قوله تعالى {يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاء وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُو مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} ، وقال تعالى في سورة الروم {اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاء كَيْفَ يَشَاء} ، فلو كانت فوقنا طبقة صلبة لقال : فيبسطه تحت السماء كيف يشاء . وقال تعالى في سورة الأنعام {فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء}، وقال تعالى في سورة الإسراء {أَو يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَو تَرْقَى فِي السَّمَاء}، فقوله تعالى : {أَو تَرْقَى فِي السَّمَاء } دليل على أنّ السماء هي الفضاء ، فلو كانت فوقنا طبقة مادّية صلبة لقال : أو ترقى إلى السماء ، ومن ذلك قول جرير:

    فَلَنَحْنُ أكرمُ في المنازلِ منزلاً منكمْ وأطولُ في السماءِ جِبالا

    يعني : وأطول في الفضاء جبالا .

    فإذاً كلّ لفظة "سماء" في القرآن مفردة معناها الفضاء ، وأمّا إذا كانت على الجمع فلها معانٍ أخرى ، وسنشرح ذلك على التفصيل فيما يلي بعون الله تعالى .

    السماوات

    قلنا فيما سبق أنّ كلّ لفظة (سماء) تأتي في القرآن على الإفراد يريد بِها الفضاء ، وأقول إنّ الفضاء ليس فارغاً من شيء بل فيه طبقات غازيّة وأثيريّة وأجرام مادّية ، فكلّ لفظة (سماوات) تأتي في القرآن على الجمع يريد بِها إحدى هذه الثلاث ، وسنشرح كلاً منها عل التفصيل بعون الله تعالى .



    السماوات الغازيّة


    منقول من كتاب
    الكون والقرآن
    للمرحوم محمد علي حسن الحلي

    Comment

    • عبد القهار
      تحت المراقبة
      • 22-09-2011
      • 61

      #3
      لبيان الخلاف بين التوراة والقرآن

      ما هي التّوراة

      قال الله تعالى لموسى أن انحت لك لوحين من حجر لأكتب لك فيهما التوراة ، فنحت موسى لوحين من حجر فكتب الله تعالى بقلم قدرته عشر كلمات ، أي عشر وصايا ، ونزل بِهما موسى من جبل الطور إلى قومه فسمّي اللوحان بالتوراة ، أو الألواح ، وسمّي ما فيهما من كتابة بالكلمات العشر، أو الوصايا العشر، ثمّ أوحى الله تعالى إلى موسى أحكاماً أخرى من الحلال والحرام ووصايا وقصص عن الماضين وعن الأنبياء والمرسلين فكتبها قوم موسى في الرق أي جلد الغزال حيث لم يكن ورق للكتابة في ذلك الزمان . ثمّ استنسخوا من صحف إبراهيم وبعض مخطوطات الأنبياء في قصصهم مع أقوامهم فكتبوها في رق الغزال ، فسمّي هذا الكتاب بمجموعة التوراة ، وساروا على نهجه في دينهم ، ولكن لم يثبتوا على هذا الدّين وعلى ما أوصاهم الله فيه من أحكام بل غيّروا وبدّلوا بعد موت موسى نبيّهم وعصَوا أمر ربّهم ، وكان أوّل مخالفة قاموا بها أنّهم تزوّجوا نساءً مشركات ، وقد نهاهم الله تعالى في التّوراة عن الزواج بالمشركات ، وكان هذا الزّواج شرّاً عليهم إذ دعَونَ أزواجهنّ إلى عبادة الأصنام فأطاعوهنّ في ذلك وأشركوا ، ومن جملتهم الملك آخاب تزوّج إيزابل وهي امرأة مشركة تعبد الصنم المسمّى بعل أو البعليم ، فدعته إلى عبادة الصنم فأطاعها زوجها آخاب وعبده وسجد للصنم وأمر قومه بذلك فأطاعوه وعبدوا الصنم . وهكذا استمرّوا على عبادة الأصنام الملوك والرعيّة وهم خمسة عشر ملكاً من ملوك بني إسرائيل وكان آخرهم صدقيا الّذي أخذه ملك بابل أسيراً إلى بابل وفقأ عينيه ثمّ مات في سجنه في أرض بابل . فبعث الله تعالى أنبياء إلى بني إسرائيل أنذروهم عن عبادة الأصنام وعن الزواج بالمشركات فلم يسمعوا لهم ولم يعملوا بأمرهم بل كذّبوهم وآذوهم وقتلوا بعضهم ، وكان آخر الأنبياء الّذينَ أنذروهم عن عبادة الأصنام هم إشعيا وإرميا ، وحزقيال آخرهم .

      ولمّا لم يسمعوا لقول الأنبياء ولم يتركوا عبادة الأصنام سلّط الله عليهم ملك بابل فقتلهم وخرّب ديارهم وهدّم مسجدهم بيت المقدس ومزّق توراتَهم وأخذ أموالهم ، وأخذ الباقين أسرى إلى بابل فبقوا فيها سبعين سنة يخدمون ملك بابل ، ولمّا مات ملك بابل نبوخذنصّر قام ابنه مكانه فأذن لهم بالرّجوع إلى فلسطين بعد تلك المدّة .

      فتوراتهم الأصليّة مزّقها ملك بابل وخسروها ، أمّا الألواح الحجريّة فقد ألقاها موسى على الأرض بعنف لمّا رأى قومه يعبدون العجل الّذي صنعه لهم السّامريّ فتكسّرت الألواح ، فلم يبقَ لهم توراة ولا ألواح . أمّا التّوراة الحاليّة فقد كتبها لهم الكاهن عزرا بن سرايا فغيّر فيها وبدّل من أحكام وأخبار وقصص للأنبياء وغير ذلك . فكان بعضها سهواً منه وبعضها عمداً لأنّه شاخ وكبر ونسي بعد سبعين سنة الّتي قضاها في بابل ما كان مكتوباً في التّوراة الأصليّة .





      توراة عزرا

      هجم ملك بابل بجيشه على فلسطين وقتل اليهود ومزّق توراتهم وخرّب ديارهم وأخذ الباقين أسرى إلى أرض بابل وبقوا فيها سبعين سنة ، ولمّا رجعوا إلى فلسطين أخذ علماء اليهود في جمع الرقوق الممزّقة من مجموعة التّوراة ، والّذي كان يحفظ شيئاً منها كتبها وكتب ما يحفظ غيره أيضاً حتّى جمع كلّ واحد منهم كتاباً وقدّموه إلى رؤساء قومهم وقالوا هذه التّوراة الّتي أنزلها الله على موسى ، وهم أربعة من أحبارهم ، وكان اليهود يرفضون تلك الكتب من هؤلاء الأحبار لما يرَونَ فيها من الزيادة والنقصان . فجاء الكاهن عزرا بن سرايا (العزير) وكان من علمائهم وكان كاتباً ماهراً فعمل معهم حيلة نجحت بيده ، فكتب كتاباً ونقّحه وترك كلّ كلمة (الله) فارغة في الكتاب ، ولمّا أكمل الكتاب أخذ يكتب ذلك الفراغ بكتابة مخفيّة لا تُرى بالعين ولا يظهر لونها إلاّ بعد عرضها لأشعّة الشّمس ، وكانوا في ذلك الزمن لا يعرفون تلك الكتابة المخفيّة ولكنّ عزرا تعلّمها في بابل ، وكان ملك بابل أعطاه سلطة على اليهود وقرّبه في بابل ، والكتابة المخفيّة هي محلول نترات الفضّة فإذا كتبتَ به على ورقة فلا تظهر كتابتها إلاّ بعد عرضها لأشعّة الشمس .

      ولمّا أكمل الكتاب قدّمه إلى رؤساء اليهود وقال هذه التّوراة الأصليّة الّتي أنزلها الله على موسى لم تنقص كلمة ولم تزدْ كلمة ، قالوا ما البرهان على قولك ، قال إنّي تركتُ كلّ كلمة (الله) فارغة في الكتب وبعد أربعين يوماً تجدونها مكتوبة وإنّ الله تعالى سيكتبها بقلم القدرة ليكون ذلك برهاناً على صدقي . قالوا يجوز أنّك تكتبها وتقول إنّ الله كتبها فإنّنا لا نقبل منك إلاّ أن تبقى هذه التوراة عندنا أربعين يوماً وأنت لا تقترب منها فإذا وجدناها بعد هذه المدّة مكتوبة كما قلت فأنت صادق ، وإن وجدناها غير مكتوبة فلا نقبلها منك . فوافق عزرا بهذا الشرط وقال يجب أن تضعوها مكشوفة أمام السماء ، فقالوا لك ذلك . فأخذوا الكتاب منه ووضعوه في مكان مرتفع وأقاموا عليه حرساً أربعين يوماً لئلاّ يمسّه أحد فيكتب فيه ما أراد . ولمّا كملت المدّة اجتمعوا وفتحوا الكتاب فوجدوه مكتوباً كما أخبرهم عزرا لأنّه كان من جلد الغزال فأثّرت فيه أشعّة الشمس فاسودّت الكتابة الّتي كتبها عزرا بمحلول نترات الفضّة (_ويمكن الكشف عن هذه الخديعة بوضع قطرة من محلول فرسيانيد البوتاسيوم على تلك الكتابة فتمحوها . وهي مادّة برتقاليّة اللون متبلورة .) _فحينئذٍ صدّقوه وقبلوا الكتاب منه وصاروا يحترمونه وأصبح رئيساً على علمائهم وأحبارهم ، فحينئذٍ قالوا عزير ابن الله . ولا يزال اليهود يعتقدون بأنّ الله كتب لعزرا ذلك الفراغ في توراته ، وقد خفي عليهم مكره . ولكنّ الله تعالى أخبرنا بمكره في القرآن فقال تعالى في سورة البقرة (فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ) من الأموال بغير استحقاق .

      وإنّما توعّده الله بالعذاب لأنّه قال هذا الكتاب من عند الله وقد فاته أشياء لم يكتبْها ، وزاد كثيراً في التّوراة من تلقاء نفسه ، وبدّل بعض الأحكام وغيّر بعض الواجبات ، فكان ذلك سبباً لكفرهم وجحودهم نبوّة عيسى ورسالة محمّد . وإليك بعض ما ضاع من الأسفار من مجموعة التوراة باعتراف التوراة نفسها .


      منقول من كتاب
      الخلاف بين التوراة والقرآن
      للمرحوم محمد علي حسن

      Comment

      • حجج الله
        عضو مميز
        • 12-02-2010
        • 2119

        #4
        رد: نقل تسلسي لتفسير الآيات المتشابه

        اهلا و سهلا بك ضيفنا الكريم حياك الله في منتديات انصار الإمام المهدي أحمد الحسن عليه السلام اليماني الموعود رسول ووصي الإمام محمد المهدي عليه السلام...

        جاء محتجا بوصية رسول الله الذي ذكره باسمه و بسلاح رسول الله وهوالعلم و الوحيد الذي يرفع راية البيعة لله الحكم لله.....


        تفسير المتشابه هو علم يختص به ال محمد عليهم السلام لانهم القرآن الناطق و لانهم يعلمون باطن القر|آن و ظاهره
        ويمكنك ان تقرأ كتاب المتشباهات للإمام أحمد الحسن عليه السلام


        المتشابهات

        ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام قوله: (( ترد على احدهم القضيه في حكم من الاحكام فيحكم فيها برأيه ، ثم ترد تلك القضيه بعينها على غيره فيحكم فيها بخلاف قوله وإلاههم واحد ، ونبيهم واحد ، وكتابهم واحد، أفأمرهم الله سبحانه بالاختلاف فأطاعوه ؟ ام نهاهم عنه فعصوه ؟ أم انزل الله سبحانه ديناً ناقصاً فأستعان بهم على اتمامه ؟ أم كانوا شركاء لهُ، فلهم أن يقولوا ، وعليه أن يرضى ؟ أم انزل الله سبحانه ديناً تاماً فقصر الرسول (( صلى الله عليه واله وسلم )) عن تبليغه وادائه ؟ والله سبحانه يقول ( ما فرطنا في الكتاب من شيء) وفيه تبيان لكل شيء وذكر ان الكتاب يصدق بعضة بعضا ، وانه لا اختلاف فيه فقال سبحانه ( ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ) وان القرآن ظاهره انيق ، وباطنه عميق ، لاتفنى عجائبه ، ولا تنقضي غرائبه ، ولاتكشف الظلمات الا به ) نهج البلاغه ج1 ( ص 60-61 ).

        صدقت أيها الصديق الأكبر


        Comment

        • حجج الله
          عضو مميز
          • 12-02-2010
          • 2119

          #5
          رد: نقل تسلسي لتفسير الآيات المتشابه

          ويمكنك قراءة كتاب شئ من تفسير سورة الفاتحة ايضا للإمام أحمد الحسن عليه السلام

          http://ar.al-mehdyoon.org/arabic/doc...r-alfati7a.pdf

          ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام قوله: (( ترد على احدهم القضيه في حكم من الاحكام فيحكم فيها برأيه ، ثم ترد تلك القضيه بعينها على غيره فيحكم فيها بخلاف قوله وإلاههم واحد ، ونبيهم واحد ، وكتابهم واحد، أفأمرهم الله سبحانه بالاختلاف فأطاعوه ؟ ام نهاهم عنه فعصوه ؟ أم انزل الله سبحانه ديناً ناقصاً فأستعان بهم على اتمامه ؟ أم كانوا شركاء لهُ، فلهم أن يقولوا ، وعليه أن يرضى ؟ أم انزل الله سبحانه ديناً تاماً فقصر الرسول (( صلى الله عليه واله وسلم )) عن تبليغه وادائه ؟ والله سبحانه يقول ( ما فرطنا في الكتاب من شيء) وفيه تبيان لكل شيء وذكر ان الكتاب يصدق بعضة بعضا ، وانه لا اختلاف فيه فقال سبحانه ( ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ) وان القرآن ظاهره انيق ، وباطنه عميق ، لاتفنى عجائبه ، ولا تنقضي غرائبه ، ولاتكشف الظلمات الا به ) نهج البلاغه ج1 ( ص 60-61 ).

          صدقت أيها الصديق الأكبر


          Comment

          • عبد القهار
            تحت المراقبة
            • 22-09-2011
            • 61

            #6
            رد: لبيان الخلاف بين التوراة والقرآن





            أسفار ضاعت من التوراة

            لقد جاء في العهد القديم طباعة اليسوعيين المطبوع في بيروت سنة 1932 ميلادية وذلك في سفر الملوك الأول في الفصل العاشر ما يلي :

            "فكلّم صموئيل الشعب بسنن الملك وكتبها في سفر ووضعه أمام الرب وصرف صموئيل جميع الشعب كلّ امرئٍ إلى منزله" فجاء بهامش المترجم للكلمات في آخر الكتاب في صحيفة 888 ما نصّه "35 ضاع هذا السفر في ممر الأيّام كما ضاعت أسفار كثيرة غيره"

            وجاء في سفر الملوك الثاني في الفصل الأول ما يلي : " ورثى داود شاؤول ويوناثان ابنه بهذه المرثيّة، وأمر بأن يعلّم بنو يهوذا نشيد القوس وهو مكتوب في سفر المستقيم" وجاء بِهامش المترجم للكلمات في صحيفة 889 " هذا الكتاب من جملة الكتب التي فقدت على ممر الأيام" . وقد جاء ذكره في سفر يشوع أيضاً في الفصل العاشر قال "فوقفت الشمس وثبت القمر إلى أن انتقم الشعب من أعدائهم ، وذلك مكتوب في سفر المستقيم" .

            وجاء في سفر الملوك الثالث في الفصل الحادي عشر ما يلي : "وأما بقيّة أخبار سليمان وجميع ما عمل ووصف حكمته فهي مكتوبة في سفر أخبار سليمان"

            وجاء بِهامش المترجم للكلمات في صحيفة 890 "قد ضاع هذا السفر منذ زمان مديد ."







            الوصايا العشر في توراة عزرا

            جاء في سفر التثنية في الإصحاح الخامس ما يلي:

            " (1) لا يكنْ لك آلهةٌ أخرى أمامي

            (2) لا تصنع لك تمثالاً منحوتاً صورةً ما مِمّا في السماء من فوق وما في الأرض من أسفل وما في الماء من تحت الأرض

            (3) لا تسجدْ لهنّ ولا تعبدْهنّ لأنّي أنا الرّبُّ إلهُك ربٌّ غيورٌ

            (4) لا تنطقْ باسم الربّ إلهك باطلاً

            (5) إحفظْ يوم السبت لتقدّسه كما أوصاك الربّ إلهك

            (6) أكرمْ أباك وأمّك

            (7) لا تقتلْ

            (8) ولا تزنِ

            (9) ولا تسرقْ

            (10) ولا تشهدْ شهادة زورٍ ، ولا تشتهِ امرأة قريبك ولا بيته ولا حقله ولا عبده ولا أَمَتَه ولا ثوره ولا حماره ولا كلّ ما لقريبك ."





            الموعظة في القرآن

            في سورة الإسراء من آية 22 إلى آية 38 قال الله تعالى مخاطباً رسوله الكريم:



            (لاَّ تَجْعَل مَعَ اللّهِ إِلَـهًا آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَّخْذُولاً . وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوكِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا . وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا . رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِن تَكُونُواْ صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُورًا . وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا . إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا . وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاء رَحْمَةٍ مِّن رَّبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُل لَّهُمْ قَوْلاً مَّيْسُورًا . وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا . إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاء وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا . وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم إنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْءًا كَبِيرًا . وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً . وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالحَقِّ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا . وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً . وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذا كِلْتُمْ وَزِنُواْ بِالقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً . وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً . وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً . كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيٍّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا . ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ وَلاَ تَجْعَلْ مَعَ اللّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَّدْحُورًا .)



            أنظر أيّها القارئ الفروق بين وصايا التوراة ووصايا القرآن ففي القرآن جاءت الوصايا عامّة شاملة . بينما جاءت في التوراة خاصّة بقريبك ، وذلك قوله " ولا تشتهِ امرأة قريبك ولا بيته ولا حقله ولا عبده ولا أمَتَه ولا حِماره ولا كلّ ما لقريبك ."





            الوصايا العشر في القرآن

            قال الله تعالى في سورة الأنعام 151-153 : (قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُم مِّنْ إمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ . وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ وَلَو كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللّهِ أَوْفُواْ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ . وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ .)



            منقول من كتاب
            الخلاف بين التوراة والقرآن
            لمفسر القرآن والكتب السماوية
            المرحوم محمد علي حسن الحلي

            Comment

            • عبد القهار
              تحت المراقبة
              • 22-09-2011
              • 61

              #7
              افتراآت عزرا على الأنبياء


              الافتراء الأوّل: على النبيّ هارون

              لقد جاء في مجموعة التوراة في سفر الخروج في الإصحاح الثاني والثلاثين ما يلي:

              "ولمّا رأى أنّ موسى أبطأ في النزول من الجبل اجتمع الشعب على هارون وقالوا له قم اصنع لنا آلهةً تسير أمامنا ، لأنّ هذا موسى الرجل الّذي أصعدنا من أرض مصرَ لا نعلم ماذا أصابه ، فقال لهم هارون انزعوا أقراط الذهب الّتي في آذان نسائكم وبنيكم وبناتكم واأْْتوني بِها ، فنزع كلّ الشعب أقراط الذهب الّتي في آذانِهم وأتَوا بِها إلى هارون ، فأخذ ذلك من أيديهم وصوّره بالإزميل وصنعه عجلاً مسبوكاً فقالوا هذه آلِهتك يا إسرائيل الّتي أصعَدَتْكَ من أرض مصر ، فلَمّا نظر هارون بنَى مذبحاً أمامه ونادى هارون وقال غداً عيدٌ للربّ، فبكّروا في الغد وأصعدوا محرقات وقدّموا ذبائح سلامةٍ وجلس الشعب للأكل والشرب ثمّ قاموا للعب ."

              أنظر أيّها القارئ وتأمّل فهل من المعقول أنّ نبيّاً من الأنبياء يصنع لقومه عجلاً من ذهب ثمّ يدعوهم إلى عبادته ، ثمّ يجعل له عيداً ثمّ يبني له مذبحاً لكي يَذبحوا له ، أليست هذه افتراآت من عزرا على هارون ؟



              ولقد جاء في القرآن عكس ذلك وذلك في سورة طه ، قال الله تعالى :

              (وَمَا أَعْجَلَكَ عَن قَوْمِكَ يَا مُوسَى . قَالَ هُمْ أُولَاء عَلَى أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى . قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِن بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ . فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ يَا قَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْدًا حَسَنًا أَفَطَالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ أَمْ أَرَدتُّمْ أَن يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِّن رَّبِّكُمْ فَأَخْلَفْتُم مَّوْعِدِي . قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا وَلَكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِّن زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ . فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ . أَفَلَا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا وَلَا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا . وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِن قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنتُم بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي . قَالُوا لَن نَّبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى .)

              فانظرْ أيُّها القارئ فإنّ الله تعالى قال بأنّ السّامريّ صنع لَهم العجل، وهو من السّحرة الذينَ آمَنوا بموسى وكانت مهنته الصياغة ، وقد وجد آثاراً قدِيْمة مسكوكات ذهبيّة مدفونة في الأرض ووجد معها تمثال عجل صغير من الذهب يرجع تاريخها إلى زمن النبيّ صالح ، فجاء إليه الشيطان فوسوس له وقال انظر هذا التمثال فإنّه جميل المنظر هل يمكنك أن تصنع مثله فلو صنعتَ واحداً أكبر منه وتركته في بني إسرائيل لصار تذكاراً لك وتخليداً لاسمك مدى الأعوام ، وسوّلت له نفسه حتّى صمّم على صناعة عجلٍ أكبر من الّذي وجده .

              ولَمّا كان بنو إسرائيل يعرفون أنّه صائغ قالوا له إصنع لنا تمثالاً من الذهب ، فوجدها فرصة لرغبته فقال لَهم اأْتوني بالذهب الّذي أخذتموه من الأقباط استعارةً ليلة خروجكم من مصر لكي نلقيَه في النّار لتطهّرَه النار فإنّه نجس ، فأتَوه بالحليّ الّتي استعاروها من الأقباط فألقاها في النار في بودقةٍ كبيرة وفي اليوم الثاني أخرج لَهم عجلاً من الذهب وقال هذا إلَهكم جاء إليكم وقد قال لموسى لا تأتِ إلى الجبل وأنا آتي إليك ولكنّ موسى نسِيَ فذهب إلى الجبل .

              وهذا معنى قوله تعالى (قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ . قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِّنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي)

              وإنّ الله تعالى قد برّء هارون من هذه التهمة فقال: (وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِن قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنتُم بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي . قَالُوا لَن نَّبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى .)



              منقول من كتاب
              الخلاف بين التوراة والقرآن
              مفسر القرآن والكتب السماوية
              للمرحوم محمد علي حسن

              Comment

              • عبد القهار
                تحت المراقبة
                • 22-09-2011
                • 61

                #8
                نقل تسلسلي لآيات القرآن الكريم المتشابه

                تفسير سورة البقرة

                (الم ) إنّ الحروف التي في أوائل السور كلّ حرفٍ منها يرمز إلى كلمة ، والحرف يكون في أوّل الكلمة ، فالألف معناه إقرأ ، والخطاب للنبيّ (ع ) ، وهذه أوّل سورة نزلت على النبيّ : {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} . واللام معناه لَهم أي للناس ، والميم يرمز إلى إسم محمّد ، فيكون المعنى : إقرأ للناس يا محمّد ، أو إقرأ لَهم يا محمّد ، والمعنى واحد .

                (ذَلِكَ الْكِتَابُ ) ويريد بالكتاب ما نزل من السوَر والآيات قبل سورة البقرة وكتبها أصحاب النبيّ عندهم ، وهي سورة القلم والمزمّل والمدثّر وغيرها ، لأنّ الكلام الذي لا يُكتب في القرطاس وغيره لا يسمّى كتاباً ، وإنّ جبرائيل (ع ) لم ينزل بكتاب من السماء ، بل نزل بسور وآيات كان يتلوها على محمّد ، ولَمّا كتبها أصحابه وحفظوها عندهم حينئذٍ جاز تسميتها بالكتاب ، فلفظة ذلك وتلك تشير إلى ما كتبوه من السور والآيات قبل نزول هذه السورة ، كقوله تعالى في سورة يونس {الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ}.

                17 – (مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً) أي مثَل هؤلاء المنافقين كمثَل أصحاب الذي استوقد ناراً ، يعني طلب إيقاد النار ، وهو موسى بن عمران . قال الله تعالى في سورة القصص {فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِن جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ } .

                والمعنى : مثَل هؤلاء النافقين وفعلهم معك يا محمّد كمثَل المنافقين من قوم موسى وفعلهم معه ، ومِمّا يؤيّد ذلك قوله تعالى في سورة الأحزاب {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِندَ اللَّهِ وَجِيهًا} .

                (فَلَمَّا أَضَاءتْ ) يعني فلمّا أضاءت الشجرة التي كلّم الله تعالى منها موسى وهي شجرة الزيتون ، أضاءت بالعلم والهداية (مَا حَوْلَهُ ) يعني أضاءت على موسى ومن حوله وهم بنو إسرائيل بأن أنقذهم من يد فرعون وخلّصهم من عذابه ، وفعلاً كانت الشجرة تضيء بالنور ولذلك ظنّها موسى ناراً . فكفر بنو إسرائيل بعد ذلك وفسقوا وخيّم الجهل عليهم فقالوا أرِنا الله جهرةً فأخذَتهم الصاعقة وصارت ظلمة ، وهذا معنى قوله تعالى (ذَهَبَ اللّهُ بِنُورِهِمْ ) أي بنور الهداية من فاسقي بني إسرائيل (وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ ) الجهل (لاَّ يُبْصِرُونَ ) الحقّ .


                منقول من كتاب
                المتشابه من القرآن
                للمرحوم محمد علي حسن مفسر القرآن والكتب السماوية

                Comment

                • عبد القهار
                  تحت المراقبة
                  • 22-09-2011
                  • 61

                  #9
                  السماوات الغازيّة



                  السماوات الغازيّة





                  إعلم أنّ الأرض كانت شَمساً في بدء تكوينها وهي جرم ملتهب تنبعث منها غازات تملأ فضاءها ، ولَمّا انتهت حياتها برد وجهُها فاستحالت أرضاً ، ثمّ انفجرت فصارت تسع قطع وأخذت تدور حول شمسٍ جديدة. وليس المراد هما البحث عن الأرض بل البحث عن السماوات الغازيّة وسنشرح فيما بعد عن تكوين الأرض على التفصيل ، فإذا عرفتَ أنّ الأرضَ كانت ملتهبة علمتَ أنّ كلّ جرمٍ ملتهب يخرج منه سنان ودخان أي غازات ، ولا تزال الغازات تنبعث من الأرض حتّى يومِنا هذا وأكثر خروجِها يكونُ من البراكين وآبار النفط ، وتخرج أيضاً من الينابيع مع المياه المعدنيّة ، وإليك ما جاء في بعض الصحف عن الغازات :

                  " الغاز الطبيعي : يُقدَّر الغاز المنبعث من مدينة (فندلي) بولاية (أوهايو) من أمريكا في كلّ بوم ستّون مليون من الأقدام المكعّبة ، ومن غيرها من المدن المجاورة أربعون مليون ، وأكثر هذا الغاز يستخدم في الأعمال النافعة بدل الوقود ، وحالَما شاع أمر الغاز الطبيعي أخذ الناس يتفلسفون في أصله وما يؤول إليه استخراجه من الأرض ، فقال بعضهم : إنّ الأرض مجوّفة وجوفها مملوء بِهذا الغاز وهو علّة تعليقها في الجو، فاستخراجه منها شديد الخطر لأنّها إذا فرغت منه تصدّعت وتحطّمت ووقعت من مكانِها في السماء ." انتهى .

                  [ المعلّق –

                  الإنتاج العالمي الكلّي للغاز الطبيعي :

                  "بلغ الإنتاج العالمي الكلّي سنة 2000 ( 3 ,2422) بليون متر مكعّب . وبلغ نمو الإنتاج 4.3% بزيادة ملموسة عن المعدّلات السنوية للسنوات 1990-2000 "





                  وظلّ الإنتاج العالمي الكلّي ينمو بزيادةٍ مضطردة سنةً بعد أخرى ؛ ففي سنة 2006 بلغ 2779.8 بليون متر مكعّب ."



                  "ويتوقّع أن يزداد الإنتاج العالمي للغاز الطبيعي في السنوات القادمة نتيجة الاستكشافات الجديدة والمشاريع التوسعية توقعاً للحاجات المستقبلية المتنامية ."

                  " ويتوقّع ازدياد استهلاك الغاز الطبيعي في عموم العالم من 100 تريليون قدم مكعب في 2004 إلى 163 تريليون قدم مكعب في 2030 ."



                  انتهى ]



                  فالسماوات الغازيّة منشؤها من الأرض وهي تملأ فضاءها وكذلك الكواكب السيّارة كلٌّ منها له سبع طبقات غازيّة ، قال الله تعالى في سورة الطلاق {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ} والمعنى : الله الذي خلق سبع طبقات أثيريّة في قديم الزمان ثمّ خلق الأرض وخلق من الأرض سبع طبقات غازيّة .

                  والطبقات الغازيّة هي الزرقة التي نراها في السماء ، وأمّا الطبقات الأثيريّة فلا نراها لأنّ الأثير لا تراه المخلوقات المادّية ولكن تراه المخلوقات الروحانية .

                  فمنشأ السماوات الغازيّة من الأرض وذلك لَمّا كانت شمساً ملتهبة وكان خروج الغازات منها على هيئة دخان إلاّ أنّه خليط من سبعة غازات ، ومن المعلوم أنّ الغازات منها الثقيل والخفيف فأخذت تنفصل بعضها عن البعض ، لأنّ الثقيل ينزل إلى أسفل والخفيف يرتفع إلى أعلى فصارت سبع طبقات ، فالطبقة الأولى هي غاز الأوزون وتبعد عنّا بمسافة 25 ميلاً [راجع كتاب (الكيمياء من خلال أنبوبة اختبار) تأليف هارن ، الفصل الثالث صحيفة 30 ] ثمّ تليها طبقات من غازات أخرى كثاني أوكسيد الكبريت والهيدروجين والهليوم وغير ذلك من الغازات الخفيفة ، وهذا على التقدير ولا يمكننا معرفة تلك الغازات على الصحة حيث أنّنا على الأرض والغازات في السماء .

                  والدليل على أنّ السماء غازيّة قوله تعالى في سورة السجدة أو فصلت {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوكَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ . فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا إلخ } فقوله تعالى {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء} يعني سماء الأرض {وَهِيَ دُخَانٌ} يعني الدخان الذي خرج من الأرض وهو خليطٌ من سبعة غازات {فَقَالَ لَهَا} أي للسماء {وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا} إلى قوّة الجاذبية {طَوْعًا أَوكَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ . فَقَضَاهُنَّ} أي فصلهنّ وجعلهنّ {سَبْعَ سَمَاوَاتٍ} يعني فصل ذلك الدخان وجزّأه حتّى صار منه سبع طبقات {فِي يَوْمَيْنِ} أي في مدّة ألفَي سنة من سنيّ الدنيا ؛ لأنّ اليوم الواحد من أيّام الآخرة مقابل ألف سنة من سنيِّنا كقوله تعالى في سورة الحج {وَإِنَّ يَوْمًا عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ}.

                  وقال تعالى في سورة البقرة {هُو الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُو بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} أي سوّاهنّ سبع طبقات غازيّة بعد أن كانت طبقة واحدة من دخان .

                  فالسماوات الغازيّة يأتي ذكرها في القرآن على ثلاثة أنواع :

                  1. فتارةً يأتي ذكرها مع الأرض إلاّ أنّه لا يجمع بينهما واو عطف بل كلمة أخرى تفصل بينهما كقوله تعالى في سورة مريم {تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا} فالسماوات هنا يريد بِها الطبقات الغازيّة لأنّه فصل بين كلمة "السماوات" وبين كلمة "الأرض" بثلاث كلمات وهي قوله {يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ} ثمّ ذكر الأرض ، وقال أيضاً في سورة لقمان {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ ..إلخ } فالسماوات هنا يريد بِها الطبقات الغازيّة لأنّه فصل بين ذكر "السماوات" وذِكر "الأرض" بخمس كلمات وهنّ قوله {بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي} ثمّ ذكرَ "الأرض" . وقال تعالى في سورة لقمان أيضاً {أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً ..إلخ} فإنّه تعالى فصل بيت ذكر "السماوات" وذِكر "الأرض" بكلمتين وهما قوله {وَمَا فِي} .

                  2. وأمّا القسم الثاني فإنّه يأتي ذكرها بعد ذكر الأرض ، كقوله تعالى في سورة طـه {تَنزِيلًا مِّمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى} ، فالسماوات يريد بِها الطبقات الغازيّة حيث جاء ذكرها بعد ذكر "الأرض" ، وقال تعالى في سورة فاطر{قُلْ أَرَأَيْتُمْ شُرَكَاءكُمُ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ .. إلخ} فالسماوات هنا يريد بِها الطبقات الغازيّة لأنّه جاء ذكرها بعد ذكر "الأرض" ، وقال تعالى في سورة الزمر {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} فهكذا كلّ ذكرٍ للسماوات في القرآن يأتي بعد ذكر الأرض فإنّه تعالى يريد به الطبقات الغازيّة .

                  3. وأمّا القسم الثالث فإنّه يأتي ذكرها وحدها بلا ذكرٍ للأرض معها ، ومثال ذلك قوله تعالى في سورة المؤمنون {وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ وَمَا كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غَافِلِينَ} فالطرائق يريد بِها الطبقات الغازيّة ومن سكنَها وهم الجنّ . وعلى هذا النهج يأتي ذكر السماوات الغازيّة في القرآن . هذا إذا كان على الجمع بلفظة "سماوات" ، وأمّا إذا جاء ذكرها على الإفراد بلفظة "سماء" فإنّه تعالى يريد بِها الطبقات الغازيّة أو الفضاء سواءً أكانت مقرونة بذكر الأرض أو غير مقرونة ، ولا فرق أيضاً أن يأتي ذكر "السماء" قبل ذكر "الأرض" أو بعدها ، ففي الحالتين يريد بِها الطبقات الغازيّة ولكن بشرط أن يكون على الإفراد ، ومثال ذلك قوله تعالى في سورة الأنبياء {يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاء كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ ..إلخ } فالسماء هنا يريد بِها الطبقات الغازيّة ، وقال تعالى في سورة يونس {قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ .. إلخ } ، وقال تعالى في سورة غافر{اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاء بِنَاء .. إلخ } فالسماء هنا يريد بِها الطبقات الغازيّة .

                  س 1 :

                  ولربّ سائلٍ يسأل فيقول : إذا كانت الغازات تنفصل عن بعضها البعض وتكون طبقات ، فإنّ الهواء خليط من عدّة غازات وأهَمّها الأوكسجين والنتروجين فكيف لا تنفصل هذه الغازات على مرّ السنين وتكون طبقات ؟

                  ج :

                  وللجواب على ذلك نقول : إنّ ذلك ناتج عن الرياح المحرّكة لَها ، ولولا الرياح وتحريكها لتلك الغازات لأخذت تنفصل عن بعضِها وأصبحت طبقات ، فالطبقات الغازيّة التي سبق الكلام عنها تكون فوق طبقة الأوكسجين أي فوق الهواء ولا توجد هناك رياح لتحريك تلك الغازات وخلط بعضِها ببعض ، ومثال ذلك المياه : فالجاري منها يكون عكراً والراكد منها يكون صافياً . قال الله تعالى في سورة البقرة {وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} فبيّن سبحانه أنّ السحاب يكون بين السماء والأرض ، فالسماء موقعها من السحاب فصاعداً ، وأمّا الهواء فموقعه من السحاب فنازلاً ، فالرياح تابعة للأرض وليس للسماء .

                  منقول من كتاب
                  الكون والقرآن
                  للمرحوم محمد علي حسن مفسر القرآن والكتب السماوية

                  Comment

                  • GAYSH AL GHADAB
                    مشرف
                    • 13-12-2009
                    • 1797

                    #10
                    رد: نقل تسلسي لتفسير الآيات المتشابه

                    ارجو من الضيف الكريم ان يطلع عل ادلة دعوة السيد احمد الحسن ع
                    اليماني الموعود الذي بشركم به ال محمد ع
                    sigpic

                    Comment

                    • عبد القهار
                      تحت المراقبة
                      • 22-09-2011
                      • 61

                      #11
                      فتراآت عزرا على الانبياء

                      الافتراء الثاني: على النبيّ لوط

                      وجاء في سفر التكوين في الإصحاح التاسع عشر ما يلي: "وصعد لوط من صوغر وسكن في الجبل هو وابنتاه معه لأنّه خاف أن يسكن في صوغر فسكن في المغارة هو وابنتاه ، وقالت البكر للصغيرة أبونا قد شاخ وليس في الأرض رجل ليدخل علينا كعادة كلّ الأرض ، هلمّ نسقي أبانا خمراً ونضطجع معه فنحيي من أبينا نسلاً ، فسقتا أباهما خمراً في تلك الليلة ودخلت البكر واضْطجعَتْ مع أبيها ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها ، وحدثَ في الغد أنّ البكر قالت للصغيرة إنّي قد اضطجعتُ البارحة مع أبي ، لنسقيه خمراً الليلة أيضاً فادخلي اضطجعي معه فنحيي من أبينا نسلاً ، فسقتا أباهما خمراً في تلكَ الليلة أيضاً وقامت الصغيرة واضطجعت معه ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها ، فحبلت ابنتا لوط من أبيهما ، فولدت البكر ابناً ودعت اسمه مؤاب وهو أبو المؤابيين إلى اليوم ، والصغيرة أيضاً ولدت ابناً ودعت اسمه بن عمّي وهو أبو بني عمّون إلى اليوم ."

                      أقول هل السكران يفقد حواسّه فلا يعرف ابنتيه من غيرهما ، ثمّ لو فرضنا أنّ السُّكر زاد به فلا يعرف من اضطجع إلى جنبه ففي مثل هذه الحالة يفقد السكران قوّته ولا يتمكّن أن يجامع امرأةً وخاصّةً إذا كان شيخاً كبير السنّ مثل لوط وابنتاه باكرتان . ثمّ من أين لهما الخمر وقد دمّر الزلزال تلك القرى الأربعة ؟ ثمّ قول بنته البكر "وليس في الأرض رجلٌ ليدخل علينا" أليس إبراهيم ورعاة ماشيته بالقرب منهما ؟ أليست هذه افتراآت من عزرا على الأنبياء ؟



                      الافتراء الثالث: على سليمان

                      وجاء في سفر الملوك الأوّل في الإصحاح الحادي عشر ما يلي :

                      "وأحبّ سليمان نساءً غريبةً كثيرةً مع بنت فرعون موآبيّات وعمونيّات وأدوميّات وصيدونيّات وحثيّات من الأمم الّذينَ قال عنهم الربّ لبني إسرائيل لا تدخلون إليهم وهم لا يدخلون إليكم لأنّهم يميلون قلوبكم وراء آلهتهم ، فالتصق سليمان بهؤلاء بالمحبّة ، وكانت له سبع مئةٍ من النساء وثلاث مئةٍ من السراري فأمالت نساؤه قلبه ، وكان في زمان شيخوخته أنّ نساءه أمَلْنَ قلبه وراء آلهةٍ أخرى ."

                      أقول هل من المعقول أن يتزوّج الإنسان سبعمائة امرأة علاوة على ذلك ثلاثمائة من السراري ؟ وكيف يساوي بينهنّ في المبيت ؟ وكيف تصبر المرأة ثلاث سنين لكي تأتيها ليلة واحدة ؟ فلو كان كذلك لأصبحت أولاد سليمان على عدد نسائه إن لم يكونوا أكثر منهنّ عدداً . ثمّ اتّهامه بالإشراك وراء عشتاروث وغيره من أصنام الصيدونيّين ، فهذا اتّهام من عزرا فلو كان كما يدّعيه عزرا ما مدحه الله تعالى في القرآن في سورة البقرة فقال تعالى (وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ) وقال في سورة ص (وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ .)

                      منقول من كتاب
                      الخلاف بين التوراة والقرآن
                      مفسر القرآن والكتب السماوية
                      للمرحوم محمد علي حسن

                      Comment

                      • حجج الله
                        عضو مميز
                        • 12-02-2010
                        • 2119

                        #12
                        رد: السماوات الغازيّة

                        المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد القهار مشاهدة المشاركة
                        للمرحوم محمد علي حسن مفسر القرآن والكتب السماوية
                        لا يوجد مفسر للقرآن والكتب السماوية غير آل محمد عليهم السلام.

                        الضيف الكريم
                        أرجو منك أن تطلع على محتوى المنتدى وقوانين المشاركة.

                        ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام قوله: (( ترد على احدهم القضيه في حكم من الاحكام فيحكم فيها برأيه ، ثم ترد تلك القضيه بعينها على غيره فيحكم فيها بخلاف قوله وإلاههم واحد ، ونبيهم واحد ، وكتابهم واحد، أفأمرهم الله سبحانه بالاختلاف فأطاعوه ؟ ام نهاهم عنه فعصوه ؟ أم انزل الله سبحانه ديناً ناقصاً فأستعان بهم على اتمامه ؟ أم كانوا شركاء لهُ، فلهم أن يقولوا ، وعليه أن يرضى ؟ أم انزل الله سبحانه ديناً تاماً فقصر الرسول (( صلى الله عليه واله وسلم )) عن تبليغه وادائه ؟ والله سبحانه يقول ( ما فرطنا في الكتاب من شيء) وفيه تبيان لكل شيء وذكر ان الكتاب يصدق بعضة بعضا ، وانه لا اختلاف فيه فقال سبحانه ( ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ) وان القرآن ظاهره انيق ، وباطنه عميق ، لاتفنى عجائبه ، ولا تنقضي غرائبه ، ولاتكشف الظلمات الا به ) نهج البلاغه ج1 ( ص 60-61 ).

                        صدقت أيها الصديق الأكبر


                        Comment

                        • عبد القهار
                          تحت المراقبة
                          • 22-09-2011
                          • 61

                          #13
                          رد: السماوات الغازيّة

                          المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حجج الله مشاهدة المشاركة
                          لا يوجد مفسر للقرآن والكتب السماوية غير آل محمد عليهم السلام.

                          الضيف الكريم
                          أرجو منك أن تطلع على محتوى المنتدى وقوانين المشاركة.
                          http://vb.al-mehdyoon.org/t10479.html
                          بسم الله الرحمن الرحيم
                          الحمد لله رب العالمين الحمد لله الذي قال { نَرۡفَعُ دَرَجَاتٍ مِّن نَّشَآءُ وَفَوۡقَ كُلِّ ذِى عِلۡمٍ عَلِيمٌ }
                          عزيزي مدير ادارة المنتدى الموقر قد لا يشك المرء ان صاحب الدعوه هو ذو علم وبصيرة وقد يكون علمهُ ارجح لكني لا ارى ضير من التنوع العلمي والمقارنة بين الغث والسمين من قبل القارئ او المتصفح لمنتداكم العزيز مسئلة و تكميم الأفواه وتحجير العقول هي اكيد ضد ما جاء به الاسلام الحنيف فالله يقول { ٱقْرَأْ بِٱسْمِ رَبِّكَ ٱلَّذِى خَلَقَ }
                          وأنا أرى منتداكم هو واحة علمية غزيرة بالعلوم والتنوع فلنترك للقارئ يحكم ويختار ما يراه انصح واصح لهُ وانا قد بدأت تواً فلا تستعجل الي امري ولا تحكم على الموضوع فربما فيه ما يعجبك ويعجب القراء الواعي
                          كما انه تحميل كتبكم ثقيل بالنسبه لاهل العراق لان خدمة النت فيه سيئه جداً حاولت لاكثر من مرة ان احمل الكتب ولم اتسطع فياليت لو تجدو حلاً لهذه المعضلة
                          والله ولي التوفيق

                          Comment

                          • عبد القهار
                            تحت المراقبة
                            • 22-09-2011
                            • 61

                            #14
                            السماوات الأثيريّة



                            السماوات الأثيريّة سبعة أيضاً ولكن إذا صار يوم القيامة تكون ثمانية ، وهنّ مستمرّاتٌ على الازدياد ، لأنّ كلّ أرضٍ تتكوّن تنشأ خلالَها طبقة أثيريّة ، فإذا تمزّقت تلك الأرض عند قيام قيامتِها فإنّ الطبقة الأثيريّة تنفصل منها وتلتحق بتلك السبعة الأثيريّات ، على أنّ تكوين هذه السبعة لم يكن دفعة واحدة بل تكوّنت بتمزيق سبع مجاميع شمسيّة على التوالي ، لأنّ كلّ سماء من هذه السماوات وليدة مجموعة شمسيّة بذاتِها ، ولذلك تكون يوم القيامة ثمانية ، قال الله تعالى في سورة الحاقة {وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ} يعني ثماني سماوات أثيريّة تحمل العرش يوم القيامة ، أمّا اليوم فتحمله سبع سماوات . ونحن نتكلّم عن السماوات الأثيريّة لابدّ أن نُعرِّف الأثير ، فما هو الأثير ؟



                            الأثير

                            لقد عرف علماء عصرنا الأثير وحقّقوه وقالوا أنّه يملأ الفضاء ولولا وجوده لما دارت الكواكب السيّارة في أفلاكها بل لسقطت في الفضاء على رغم القوّة الجاذبيّة ، لأنّ الأثير هو الحامل لِهذه الأجرام ، قال الله تعالى في سورة يــس {وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} ، فالسبح لا يكون إلاّ في شيءٍ سائل أو ما يماثله من هواء أو غاز أو غير ذلك ، فالأجرام السماويّة كلّها سابحة في الأثير ، والأثير شفّاف كالهواء وذرّاته أدقّ من ذرّات الهواء بكثير فلذلك لا تراه المخلوقات المادّية ولا تلمسه ، بل تراه المخلوقات الأثيريّة وتلمسه ، وهي الملائكة والنفوس البشريّة ، والأثير يشغل كلّ فراغ ويتخلّل مسام المادّيات ويَخترق الزجاج فيبني هيكلاً أثيرياً داخلَها يُطابق شكلَها بمدّة أربعين يوماً ، فإذا تحطّم الهيكل المادّي فإنّ الأثيري لا يتحطّم ولا يفنى إلى الأبد حيث تماسكت ذرّاته في هذه المدّة ولا تعود تتفكّك بعد ذلك ، فإناء الخزف مثلاً تتخلّله ذرّات الأثير فتبني داخله إناءً أثيرياً على شكله ، ولا فرق بين إناء الخزف والنحاس في ذلك ولا فرق بين الأواني والأمتعة والحلي والأشجار والنبات وغير ذلك من المادّيات لأنّ كلّ شيءٍ مادّي فيه مسامات ، فالأثير يدخل في تلك المسامات فيبني شكلَها ، قال الله تعالى في سورة الكهف {أُوْلَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِّن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ ..إلخ } فقوله تعالى {مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ} يعني الأساور الأثيريّة الّتي تكوّنت داخل أساور ذهبيّة ، ولو قصد سبحانه بذلك نفس الأساور الذهبيّة لقال : يحلّون فيها أساور ذهبيّة ، ثمّ قوله تعالى {وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِّن سُندُسٍ} يعني ثياباً أثيريّة نشأت من ثياب سندسيّة . وقال تعالى في سورة الحـج {إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ} ، وقال تعالى في سورة الواقعة في ذمّ المكذِّبين {ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ . لَآكِلُونَ مِن شَجَرٍ مِّن زَقُّومٍ} يعني من شجر أثيري نشأ من شجر الزقّوم الذي في الدنيا ، والزقّوم نوع من الشوك .

                            فإذا علمت أنّ كلّ سماء أثيريّة وليدة مجموعة شمسيّة علمت أيضاً بأنّ سبع مجاميع شمسيّة سبقت مجموعتنا وهذه الثامنة ، وتعلم بأنّ ثماني شموس سبقت شمسنا وهذه التاسعة ، لأنّ كلّ شمسٍ تنتهي حياتها تكون أرضاً جديدة .

                            فالسماوات الأثيريّة يأتي ذكرها في القرآن على قسمين :

                            1. فتارةً يسبق ذكرها ذكر الأرض ، على شرط أن لا يكون بينَهما واو عطف ،

                            2. ومرّةً يأتي ذكرها بلا ذكرٍ للأرض معَها ،

                            ومثال ذلك قوله تعالى في سورة الإسراء {تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ .. إلخ }، فالسماوات هنا يريد بِها الطبقات الأثيريّة حيث سبق ذكرها ذكر الأرض ولم يجمع بينَهما واو عطف . وقال تعالى في سورة المؤمنون {قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ } فالسماوات هنا يريد بِها الطبقات الأثيريّة حيث لم يقرنْها بذكر الأرض بل قرنَها بذكر العرش ، لأنّ العرش فوق السماوات الأثيريّة . وقال في سورة النجم {وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَاء وَيَرْضَى} ، فالسماوات هنا يريد بِها الطبقات الأثيريّة حيث لم يأتِ ذكر الأرض معها بل جاء ذكر الملائكة ، وبيّن سبحانه أنّ السماوات هذه هي التي تسكنُها الملائكة . وقال تعالى في سورة الطلاق {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ .. إلخ } ، فالسماوات هنا يريد بِها الطبقات الأثيريّة حيث جاء ذكرها قبل ذكر الأرض ولم يجمع بينَهما واو عطف ، والتقدير : الله الذي خلق سبع سماوات أثيريّة في قديم الزمان ثمّ خلق الأرض وخلق من الأرض سماوات غازيّة ، فإنّ الله تعالى خلق السماوات الأثيريّة قبل أن يخلق الأرض بملايين السنين كما بيّناه ، وقد جاء في الزبور : المزمور الثامن والستّين تسبيحة لداود قال: " يا ممالك الأرض غنّوا رنِّموا للسيِّد ، سلاه الراكب على سماء السماوات القديمة .. إلخ " ، فالسماوات القديمة يريد بِها الطبقات الأثيريّة ، و"سماء السماوات" يريد بِها العرش لأنّ العرش فوق السماوات الأثيريّة . وأمّا قوله {يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ} "الأمر" كناية عن المخلوقات الروحانيّة ، والمعنى : تتنزّل المخلوقات الروحانيّة بين الطبقات الأثيريّة والغازيّة ، والمخلوقات الروحانية هي الملائكة والجنّ والنفوس البشرية أي الأرواح ، وسنشرح عنها في الجزء الثاني [ الإنسان بعد الموت] على التفصيل .

                            فالسماوات الأثيرية هي الجنان التي تسكنها النفوس الصالحة يوم القيامة ، واليوم هي مسكن الملائكة ، وهي التي تحمل العرش ، وهي المكنّى عنها بالكرسي في قوله تعالى في سورة البقرة {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ} ، وقد جاء في إنجيل متي في الإصحاح الخامس قال عيسى لتلاميذه (فإنّي أقول لكم إنْ لم يزدْ برّكم على الكتبة والفريسيّين لن تدخلوا ملكوت السماوات) يعني لن تدخلوا الجنان ويريد بذلك السماوات الأثيريّة .

                            ويكون موقع السماوات الأثيريّة في الفضاء حيث أنّ ساكنيها لا يَرَون فيها شمساً ولا زمهريراً .

                            ذكرنا هنا قسطاً عن السماوات الأثيريّة وسنذكر قسطاً آخر عند ذكر الجنان في الجزء الثاني [الإنسان بعد الموت] والله الهادي للصواب .

                            منقول من كتاب
                            الكون والقرآن
                            للمرحوم محمد علي حسن

                            Comment

                            • عبد القهار
                              تحت المراقبة
                              • 22-09-2011
                              • 61

                              #15
                              افتراآت عزرا على الأنبياء



                              الافتراء الثاني: على النبيّ لوط

                              وجاء في سفر التكوين في الإصحاح التاسع عشر ما يلي: "وصعد لوط من صوغر وسكن في الجبل هو وابنتاه معه لأنّه خاف أن يسكن في صوغر فسكن في المغارة هو وابنتاه ، وقالت البكر للصغيرة أبونا قد شاخ وليس في الأرض رجل ليدخل علينا كعادة كلّ الأرض ، هلمّ نسقي أبانا خمراً ونضطجع معه فنحيي من أبينا نسلاً ، فسقتا أباهما خمراً في تلك الليلة ودخلت البكر واضْطجعَتْ مع أبيها ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها ، وحدثَ في الغد أنّ البكر قالت للصغيرة إنّي قد اضطجعتُ البارحة مع أبي ، لنسقيه خمراً الليلة أيضاً فادخلي اضطجعي معه فنحيي من أبينا نسلاً ، فسقتا أباهما خمراً في تلكَ الليلة أيضاً وقامت الصغيرة واضطجعت معه ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها ، فحبلت ابنتا لوط من أبيهما ، فولدت البكر ابناً ودعت اسمه مؤاب وهو أبو المؤابيين إلى اليوم ، والصغيرة أيضاً ولدت ابناً ودعت اسمه بن عمّي وهو أبو بني عمّون إلى اليوم ."

                              أقول هل السكران يفقد حواسّه فلا يعرف ابنتيه من غيرهما ، ثمّ لو فرضنا أنّ السُّكر زاد به فلا يعرف من اضطجع إلى جنبه ففي مثل هذه الحالة يفقد السكران قوّته ولا يتمكّن أن يجامع امرأةً وخاصّةً إذا كان شيخاً كبير السنّ مثل لوط وابنتاه باكرتان . ثمّ من أين لهما الخمر وقد دمّر الزلزال تلك القرى الأربعة ؟ ثمّ قول بنته البكر "وليس في الأرض رجلٌ ليدخل علينا" أليس إبراهيم ورعاة ماشيته بالقرب منهما ؟ أليست هذه افتراآت من عزرا على الأنبياء ؟



                              الافتراء الثالث: على سليمان

                              وجاء في سفر الملوك الأوّل في الإصحاح الحادي عشر ما يلي :

                              "وأحبّ سليمان نساءً غريبةً كثيرةً مع بنت فرعون موآبيّات وعمونيّات وأدوميّات وصيدونيّات وحثيّات من الأمم الّذينَ قال عنهم الربّ لبني إسرائيل لا تدخلون إليهم وهم لا يدخلون إليكم لأنّهم يميلون قلوبكم وراء آلهتهم ، فالتصق سليمان بهؤلاء بالمحبّة ، وكانت له سبع مئةٍ من النساء وثلاث مئةٍ من السراري فأمالت نساؤه قلبه ، وكان في زمان شيخوخته أنّ نساءه أمَلْنَ قلبه وراء آلهةٍ أخرى ."

                              أقول هل من المعقول أن يتزوّج الإنسان سبعمائة امرأة علاوة على ذلك ثلاثمائة من السراري ؟ وكيف يساوي بينهنّ في المبيت ؟ وكيف تصبر المرأة ثلاث سنين لكي تأتيها ليلة واحدة ؟ فلو كان كذلك لأصبحت أولاد سليمان على عدد نسائه إن لم يكونوا أكثر منهنّ عدداً . ثمّ اتّهامه بالإشراك وراء عشتاروث وغيره من أصنام الصيدونيّين ، فهذا اتّهام من عزرا فلو كان كما يدّعيه عزرا ما مدحه الله تعالى في القرآن في سورة البقرة فقال تعالى (وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ) وقال في سورة ص (وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ .)



                              الافتراء الرابع: على النبيّ إبراهيم

                              وجاء في سفر التكوين في الفصل الثاني عشر ما يلي:

                              "وكان جوع في الأرض فهبط أبرام إلى مصر لينزل هناك إذ اشتدّ الجوع في الأرض ، فلمّا قارب أن يدخل مصر قال لساراي امرأته أنا أعلم أنّكِ جميلة المنظر ، فيكون إذا رآكِ المصريّون أنّهم يقولون هذه امرأته فيقتلونني ويستبقونكِ ، فقولي أنّكِ أختي حتّى يحسن إليّ بسببك وتحيا نفسي من أجلك ، ولمّا دخل أبرام مصر رأى المصريّون أنّ المرأة حسنةٌ جدّاً ، ورآها رؤساء فرعون ومدحوها لدى فرعون فأخذت المرأة إلى بيته ، فأُحسن إلى أبرام بسببها فصار له غنم وبقر وحمير وعبيد وإماء وأتن وجمال ، فضرب الربّ فرعون وأهله ضرباتٍ عظيمةً بسبب ساراي امرأة أبرام ، فاستدعى فرعون أبرام وقال له ماذا صَنَعتَ بي ؟ لِمَ لَمْ تُعْلِمْني أنّها امرأتك ؟ لِمَ قُلتَ هي أختي حتّى أخَذتُها لتكون لي امرأةً ؟ والآن هذه امرأتك خذْها وامضِ ، وأمر فرعون قوماً يشيّعونه هو وامرأته وكلّ ما له ."

                              أنظر أيّها القارئ كيف افترى عزرا كذباً على سيّد الأنبياء إبراهيم بِهذا الحديث الموضوع من عزرا . أقول أليس في مصر نساء جميلات فيختار فرعون إحداهنّ زوجةً له ؟ وهل كانت زوجة إبراهيم أجمل من جميع نساء مصر فاختارها فرعون لنفسه ؟ وهل من المعقول أن يتكلّم إبراهيم بِهذه الكلمة وهو سيّد الأنبياء وهو الغيور على أهله ؟ وما هذه الأحاديث والاتّهامات إلاّ من عزرا كتبها في توراته وسيلقى عقابه عند ربِّه .



                              منقول من كتاب الخلاف بين التوراة والقرآن
                              للمرحوم محمد علي حسن

                              Comment

                              Working...
                              X
                              😀
                              🥰
                              🤢
                              😎
                              😡
                              👍
                              👎