إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

قال موسى ع: يا ربّ أقريب أنت فاُناجيك ؟

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • shahad ahmad
    عضو مميز
    • 15-11-2009
    • 1995

    قال موسى ع: يا ربّ أقريب أنت فاُناجيك ؟

    بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وال محمد الائمه والمهديين وسلم تسليما

    التقرّب والوصال :
    من أنس بالله فإنّه يحسّ في كلّ وجوده إنّه يتقرّب إلى خالقه وأنيسه ، ويدرك لذّة الوصال في حياته وبعد مماته ، ويخاف على نفسه أن ينقطع منه حبل الوصال ، فيستوحش من اُولئك الذين يحجبونه عن مؤنسه ، فيعاشر من يذكّره الله رؤيته ، ويزيد في علمه منطقه ، ويرغّب في الآخرة عمله ، ويقطع مع الجاهل ومع من لم يحمل هذه الصفات ، إذ قطيعة الجاهل تعدل صلة العاقل ، كما ورد في الخبر الشريف ، فمن أنس بالله تعالى استوحش عن مثل هؤلاء الناس الغافلين الساهين الناسين .
    إنّ موسى بن عمران (عليه السلام) لمّـا ناجى ربّه عزّ وجلّ ، قال : يا ربّ أبعيد أنت منّي فأُناديك ، أم قريب فاُناجيك ؟ فأوحى الله جلّ جلاله : أنا جليس من ذكرني .
    قال موسى : يا ربّ أقريب أنت فاُناجيك ؟ أم بعيد فاُناديك فإنّي اُحسّ صوتك ولا أراك ، فأين أنت ؟ فقال الله : أنا خلفك وأمامك وعن يمينك وعن شمالك ، يا موسى أنا جليس عبدي حين يذكرني ، وأنا معه إذا دعاني ، ذاكر الله مجالسه .
    فالمستأنس همّه أن يتقرّب إلى ربّه ويصل إلى معبوده ، فلا تراه إلاّ مشتغلا بذكره وعبادته ، حتّى ينبهر بجماله ، وينصهر في كماله ، ويفنى في أسمائه ، ويذوب في صفاته ، وينزعج ويتألّم من كلّ ما يشغله عن ذكره واُنسه بالله ، فكيف لا يستوحش من الناس .
    دخل تلميذ على شيخه العارف بالله فقال له : أراك وحيداً ؟ فقال العارف : بدخولك أصبحت وحيداً ، إذ كنت اُناجي ربّي فقطعت مناجاتي ...
    علوّ المقام : ربّنا الله سبحانه وتعالى عالي الشأن عظيم المقام ، تعالى عمّـا يصفون ، فهو اللطيف بعباده ، وهو القادر على كلّ شيء ، وهو الجميل ويحبّ الجمال والعمل الجميل ، فمن عشقه وأحبّه وأنس به ، فإنّه يرفع مقامه ويعلّي شأنه ، وعليّ اشتقّ من العليّ ، ومحمّد من محامده ، ويصل إلى مقام تصافحه الملائكة والأنبياء ، ويتكلّم مع الشهداء ، ويستغفر له كلّ شيء حتّى الحوت في البحر ، ويكون مظهر أسمائه وصفاته ، ويجدّ في خشوعه وعبادته ، والعبادة جوهرة كنهها الربوبيّة ، فمثل هؤلاء الأولياء المقرّبون ، الذين يطيعون الله ورسوله ، قد وعدهم الله في علوّ الدرجات ، قاب قوسين أو أدنى :
    قال تعالى : (" ومن يطع الله والرسول فاُولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيِّين والصدِّيقين والشهداء والصالحين وحسن اُولئك رفيقاً ") .
    " (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين اُوتوا العلم درجات) .
    و(" فضّل الله المجاهدين على القاعدين أجراً عظيماً ")
    فكيف المستأنس بالله المطيع لله و لرسوله المتّقي المؤمن العالم المجاهد لا يستوحش من الناس الجهلاء الفسقة الذين لا همّ لهم سوى بطونهم ، وقيمتهم ما يخرج من بطونهم .
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎