إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

تحليل لكتاب الغيبة لشيخ الطائفة العلامة الطوسي الجزء الرابع عشر- ابراهيم عبد علي

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • السادن
    عضو نشيط
    • 18-02-2009
    • 389

    تحليل لكتاب الغيبة لشيخ الطائفة العلامة الطوسي الجزء الرابع عشر- ابراهيم عبد علي

    مع الشيخ الطوسي في غيبته - 10 / موت القائم

    إبراهيم عبد علي



    في الصّفحات الأخيرة من " الغيبة " يتناول الشيخ الطوسي " رحمه الله " ، وبشكل سريع ، مجموعة مواضيع منها ؛ الأخبار والروايات التي ( تتضمّن أنّ صاحب الزمان يموت ، ثم يعيش ، أو يُقتل ثم يعيش ) ويُبيّن وجهة نظره حول هذه المسألة .. ثم ينتقل إلى ذكر " علامات الظهور " ليختم " غيبته " بالحديث عن ( صفات المهدي ، وسيرته ) ...

    وسنتناول منها ، هنا ، موضوع " موت القائم " وبعثه من جديد ...

    يستهلّ المؤلف ، موضوعه هذا ، بسرد النصّوص التي ذكرتْ أنّ " القائم المهدي " يموت ومن ثمّ يعيش ، ليملأ الأرض قسطا ، وعدلا .. فيذكر لنا مجموعة روايات ، بهذا الشأن ، نقتصر منها على :

    ( روى الفضل بن شاذان ، عن موسى بن سعدان ، عن عبد الكريم بن قاسم الحضرمي ، عن أبي سعيد الخراساني قال : قلتُ لأبي عبد الله ، عليه السلام : " لأيّ شيءٍ سُمّيَ القائم ؟ " قال : " لأنّه يقوم بعدما يمــوت " ... ) ـ1ـ

    ورويَ :

    ( عن محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري ، عن أبيه ، عن جعفر بن محمد الكوفي ، عن إسحاق بن محمد ، عن القاسم بن الربيع ، عن علي بن خطاب ، عن مؤذن مسجد الأحمر قال : سألتُ أبا عبد الله " ع " : " هل في كتاب الله مثل للقائم ؟ " .. فقال : " نعم ، آية صاحب الحمار ، أماته الله مائة عام ، ثمّ بعثه " .. ) ـ2ـ

    ( وروى الفضل بن شاذان ، عن ابن أبي نجران ، عن محمد بن الفضيل ، عن حماد بن عبد الكريم قال : قال أبو عبد الله " ع " : " إنّ القائم إذا قام ، قال الناسُ ؛ أنّى يكون هذا ، وقد بليتْ عظامه " .. ) ـ3ـ

    ويوجّهُ الشيخ هذه الرّوايات ، الوجهة التي يراها ، قائلا :

    ( فالوجه في هذه الأخبار ، وما شاكلها ؛ أن نقول بموت ذِكره ، ويعتقد " وإعتقاد " أكثر الناس أنه " قد " بلي " ـت " عظامه ، ثمّ يُظهره الله ، كما أظهر صاحب الحمار ، بعد موته الحقيقي .. وهذا وجه قريبٌ ، في تأويل الأخبار .. " ونحن " إنّما تأوّلنا " ها " بعد " افتراض " صحّتها ، على ما يُفعَل في نظائرها .. ) ـ4ـ

    وأرى أنّ تأويل الشيخ " رحمنا ورحمه الله " لهذه الرّوايات ، حول " موت القائم " بـ " موت ذِكره " ؛ هي ليٌّ واضح ، وغير مقبول ، لنصوص لا لبس فيها ، ولا يتناسب ، أساسا ، مع دلالتها الظاهرة ، والجليّة المعنى ، لكل ذي نظر .. ورواية " حماد بن عبد الكريم ، عن سيدنا الصّادق " رض " ، هي من الوضوح للدرجة التي ، لا يمكننا فيها تأويلها بالموت المجازي ، أي " موت الذِكر " فالصّادق " صلوات الله وسلامه عليه " يقول ؛ بإنه إذا قام القائم ، يندهش الناس ، ويستعظمون قيامه ، فيقولون ( أنّى يكون هذا ، وقد بليتْ عظامه ) .. إذن ، هو بالنسبة إليهم ، ميّتٌ ، ومنذ زمن طويل ، بحيث أنّ " عظامه " قد بليتْ لطول المدة ، ولذا نراهم بدهشة يتسائلون ( أنّى يكون هذا ؟ .. ) .. ولا أرى من مناسبة بين " غموض " و " تكلف " موت الذِكر ، و " وضوح " و " بيان " أنّى يكونُ وقد بليتْ عظامه ، فالإختلاف شاسع ، للدرجة التي لا يمكن فيه لتأويل كهذا أن يكون مقبولا ، أو مستساغا ...

    وأظنّ أن هذه الروايات " الشريفة " هي الأقرب لدعم المذهب الواقفي ، خصوصا أن هنالك من إعتقد بـ " موت " سيدنا موسى الكاظم " رض " ، فيما ظنّ الكثيرون أنه حيّ لم يمت ، ولن يموت ، وأنه هو القائم المنتظر ، ولذا حينما سيخرج من غيبته واستتاره ، ليقوم بالأمر ، سيتفاجأ الناس ، من الذين " خالفوا الحق " فاعتقدوا بموته " عجّلَ الله تعالى فرجه " ولذا نراهم يقولون " أنّى يكون هذا وقد بليتْ ـ عندنا ـ عظامه ؟ " ...

    ثمّ يورد لنا " شيخنا " مجموعة روايات ، يرى أنها تنافي الروايات السابقة ، وتردّ عليها ، مكذّبةً روايات موت القائم ، وبالتالي مؤكّدةً " ما ذهبنا إليه ، نحن الإثنا عشرية " من مهدوية محمد بن الحسن " عليه السلام " .. فيذكر لنا ( 3 ) روايات ( تعارض ، وتنافي الروايات السابقة ) ...

    ( روى الفضل بن شاذان ، عن عبد الله بن جبلة ، عن سلمة بن جناح الجعفي ، عن حازم بن حبيب قال : قال أبو عبد الله ، عليه السّلام : " يا حازم ؛ إنّ لصاحب هذا الأمر غيبتين ، يظهر في الثانية .. إن جاءكَ مَن يقول ؛ أنه نفضَ يده من تراب قبره ، فلا تصدّقه " .. ) ـ5ـ

    أمّا الرّواية الثانية فهي عن ( محمد بن عبد الله الحميري ، عن أبيه ، عن محمد بن عيسى ، عن سليمان بن داود المنقري ، عن أبي بصير قال : سمعتُ أبا جعفر ، عليه السلام ، يقول : " في صاحب هذا الأمر سنن من أربعة أنبياء ؛ سنّة من موسى ، وسنّة من عيسى ، وسنّة من يوسف ، وسنة من محمد " ص " .. فأمّا سنّة من موسى ؛ فخائفٌ يترقبْ ، وأمّا سنّة من يوسف ؛ فالغيبة ، وأمّا سنّة من عيسى ؛ فيُقال : ماتَ ، ولم يمتْ ، وأمّا سنة من محمد ؛ فالسّيـف " ) ـ6ـ

    وروى لنا الرواية الثالثة ( الفضل بن شاذان ، عن أحمد بن عيسى العلوي ، عن أبيه ، عن جدّه قال : قال أمير المؤمنين ، عليه السّلام : " صاحب هذا الأمر مِن وُلدي ، الذي يُقال : مات .. قُتل .. لا بل هلك .. لا بل بأيّ وادٍ سلك ... " ) ـ7ـ

    نعجبُ ، ولا ينتهي عجبنا ، مما يورده شيخ " طائفتنا " ... فهو هنا يقول بأنّ هنالك رواياتٍ تعارض ، وتنافي الروايات السابقة ، التي أكّدتْ موت القائم ، أو ما يوحي بإعتقاد الناس بموته ، فيذكر لنا " 3 " رواياتٍ ، لا أظنّ بأنها تتناسب والرؤية " الإثنا عشرية " للمهدي المنتظر .. فالروايات الثلاثة الأخيرة ، توحي ، وبشكل قطعي ، بأنّ هنالك الكثير من الشيعة ممّن يقول بموت " المهدي بن الحسن " ، أو يعتقد بموته .. بينما الواقع ، هو غير ذلك تماما ، فليس هنالك من " الشيعة الإثنا عشرية " أو أخوتهم " أهل السّنّة والجماعة " من يقول بموت " محمد بن الحسن " كإتّجاه عامّ لدى الناس ، أو كعقيدة منتشرة فيما بينهم .. فالشيعة متّفقون على " غيبته " مذ كان صغيراً ، ولمْ يُنقل عنهم إعتقادهم بموته ، وكذا الأمر بالنسبة لبقية الطوائف الإسلامية ، كونهم أساسا لا يؤمنون بولادته ، وبالتالي لا يعتقدون موته .. بينما نجد أنّ الرّوايات التي ذكرها الشيخ ـ كنصوص تنافي ما ذهبتْ إليه روايات موت القائم ـ تشير ، وبوضوح ، لا يقبل اللّيّ أوالتأويل المتكلف ، إلى أنّ الناسَ تعتقد بموته ، أو على الأقل قسم كبير منهم يعتقد بذلك ، وامتداد هذا الإعتقاد إلى زمن الظهور نفسه ... ويسوق إمامنا الباقر " جلّ شأنه " مثالاً على هذا الأمر ، وتلك الحيرة ، بشأن المهديّ ، بسيّدنا نبي الله عيسى " ص " واختلاف الناس فيه ، بين مَن يقول ؛ مات ، ومَن يُقسم بروح القدس ؛ لم يمُتْ .. وكذلك رواية سيدنا الصّادق " رض " : " إن جاءكَ مَن يقول أنه نفضَ يده من تراب قبره ؛ فلا تصدّقه " .. وهذا يعني ، حسب نصّ الإمام نفسه ، أنّ هنالك مَن يعتقد بموته ، لدرجة الإخبار بأنّه قد نفضَ يده من تراب قبره " أي المهديّ " .. أمّا الرّواية الثالثة عن سيّدنا باب مدينة علم الرّسول ؛ فهي أيضا واضحة المعنى ، في تبيان تشتّت الناس في أمر " صاحب الأمر " : مات .. قُتل .. هلك .. في أيّ واد سلك .......

    ولا أدري كيف يستدلّ الشيخ " رحمه الله " بمثل تلك النّصوص ، لإثبات " مهديّه " فيما هي تدلّ على أنّ هنالك إعتقاد عام بموته ؟ ... الغريب هو أن المؤلف ينافي ( روايات موت القائم ) بروايات تدلّ أيضا على الإعتقاد بموته !! فقط دقّقوا برواية " حماد بن عبد الكريم عن الصّادق " ( من قسم نصوص موت القائم ) وقارنوها برواية " حازم بن حبيب عن سيدنا الصّادق " ( من قسم النصوص المنافية والمعارضة لموت القائم ) ....

    وأظنُّ أن معظم الرّوايات ، في قسمي " الإثبات " و " النّفي " تعضد المذهب الواقفي " رحمه الله " وتشير إليه بجلاء .. فالرّوايات تدلّ على " غيبة " سيّدنا موسى الكاظم " عَجَّلَ الله تعالى فرجه الشّريف " ، وكونه هو المهديّ المنتظر ، والقائم المؤمّل ، الذي تختلف فيه الناس ، فيعتقد الكثير منهم بموته ، فيما حقيقة الأمر أنه غائب ، مستور ، ومُعدٌّ ليوم الظهور ، ذاك الذي سيُذهَل النّاسُ فيهِ ، فيقولون " أنّى يكون هذا وقد بليَتْ عظامه ؟ " ، ولذا قال إمامنا الصّادق " عليه السلام " لـ " حازم بن حبيب " ـ مشيراً إلى ولده الكاظم ـ : " يا حازم ؛ إنْ جاءكَ مَن يقول أنه نفضَ يده من تراب قبره ؛ فلا تصدّقه " ... فولدي موسى لا يموت ولن يموتَ حتى يملأ الأرض قسطا وعدلا ، كما مُلئتْ ظلما وجورا ....

    رواية " حازم بن حبيب " هذه ، والتي يذكرها الشيخ ، من ضمن الرّوايات المنافية لروايات " موت سيدنا القائم " ، وبالتالي الداعمة لاعتقاده بمهدوية " الحجة بن الحسن " أرى أنها تشير ، وبوضوح كبير ، إلى ما ذهبتْ إليه الفرقة الواقفية من " اعتقاد مهدوية موسى الكاظم ، ونفي موته " ، ولا تشير أبدا لمهدي الإثني عشرية .. وبذلك يكون إستدلال المؤلف بهذه الروايات ، وبالذات هذه الرّواية ، إستدلالاً في غير محلّه ، بل هو إستدلالٌ ، يقودنا ، بالضرورة ، إلى الضّدّ ممّا يريده الشيخ نفسه ....

    وقد ركّزتُ على رواية " حازم بن حبيب " وذكرتُ بإنها تدعم ، وبشكل قطعي ، المذهب الواقفي ، لا الإثنا عشري ، لثلاثة أسباب :

    الأول) : لما مرّ من تحليل لمتن الرّواية ..

    الثاني ) : لذكر الشيخ نفسه للرواية ذاتها ، في الصفحة ( 36 ) من كتابه هذا ، من ضمن الأدلة الرّوائية للواقفة ، نقلاً عن كتاب " في نصرة الواقفة " للواقفي الشهير علي بن أحمد العلوي الموسوي " !!! " ..

    الثالث ) : لأن الرّواية " الشريفة " هذه مرويّة عن " عبد الله بن جبلة " الذي قال عنه النّجاشي : ( أنه واقفيّ ، وله كتاب " الصّفة في الغيبة " على مذهب الواقفة ) .. ـ8ـ

    وانظروا معي ، الآن ، لرواية " علي بن أبي حمزة البطائني " الواقفي الشهير ، والذي يقول عنه الشيخ الطوسي أنه رأس الواقفة ، وقارنوا بينها ، وبين رواية " حازم بن حبيب " التي نقلها لنا " عبد الله بن جبلة " الذي لنا وقفة أخرى معه حينما نتناول موضوع " يمانيّ آل محمد ، الإمام أحمد الحسن ، مكّن الله له في الأرض " .....

    ( قال الموسويّ : وحدّثني جعفر بن سليمان ، عن داود الصرمي ، عن علي بن أبي حمزة قال : قال أبو عبد الله ، عليه السّلام : " مَن جاءكَ فقال لك ، أنّه مرّضَ إبني هذا ( يعني موسى الكاظم ) ، وأغمَضه ، وغسله ، ووضعهُ في لحده ، ونفضَ يده من تراب قبره ؛ فلا تصدّقه " .. ) ـ9ـ

    وهنا نكون قد انتهينا من استعراض " موت القائم " ، لننتقل ، إن شاء الله ، لبحث موضوع " الغائب الذي بعَثهُ الغائب " ........



    ــــــــــــــــــــــــــ

    1ـ الكتاب : 260

    2ـ الكتاب : 260

    3ـ الكتاب : 260

    4ـ الكتاب : 260 ـ 261

    5ـ الكتاب : 261

    6ـ الكتاب : 261

    7ـ الكتاب : 261

    8ـ السيد الخوئي / معجم رجال الحديث / الجزء الحادي عشر : 6756

    9ـ الكتاب : 37
  • نجمة الجدي
    مدير متابعة وتنشيط
    • 25-09-2008
    • 5278

    #2
    رد: تحليل لكتاب الغيبة لشيخ الطائفة العلامة الطوسي الجزء الرابع عشر- ابراهيم عبد علي

    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهم صل على محمد وآل محمد الائمه والمهديين وسلم تسليما

    اخي السادن هل يمكنكم وضع المصدر وفقكم الله
    قال يماني ال محمد الامام احمد الحسن (ع) ليرى أحدكم الله في كل شيء ، ومع كل شيء ، وبعد كل شيء ، وقبل كل شيء . حتى يعرف الله ، وينكشف عنه الغطاء ، فيرى الأشياء كلها بالله ، فلا تعد عندكم الآثار هي الدالة على المؤثر سبحانه ، بل هو الدال على الآثار

    Comment

    • نجمة الجدي
      مدير متابعة وتنشيط
      • 25-09-2008
      • 5278

      #3
      رد: تحليل لكتاب الغيبة لشيخ الطائفة العلامة الطوسي الجزء الرابع عشر- ابراهيم عبد علي

      بسم الله الرحمن الرحيم

      اللهم صل على محمد وآل محمد الائمه والمهديين وسلم تسليما

      اخي السادن هل يمكنكم وضع المصدر وفقكم الله
      قال يماني ال محمد الامام احمد الحسن (ع) ليرى أحدكم الله في كل شيء ، ومع كل شيء ، وبعد كل شيء ، وقبل كل شيء . حتى يعرف الله ، وينكشف عنه الغطاء ، فيرى الأشياء كلها بالله ، فلا تعد عندكم الآثار هي الدالة على المؤثر سبحانه ، بل هو الدال على الآثار

      Comment

      Working...
      X
      😀
      🥰
      🤢
      😎
      😡
      👍
      👎