إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

تحليل لكتاب الغيبة لشيخ الطائفة العلامة الطوسي الجزء الحادي عشر

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • السادن
    عضو نشيط
    • 18-02-2009
    • 389

    تحليل لكتاب الغيبة لشيخ الطائفة العلامة الطوسي الجزء الحادي عشر

    مع الشيخ الطوسي في غيبته - 7

    المرجع الديني فاضل المالكي ونصوص الرؤية

    إبراهيم عبد علي



    ( روى محمد بن يعقوب الكليني ، عن محمد بن جعفر الأسدي قال : حدّثني أحمد بن إبراهيم قال : دخلتُ على خديجة بنت محمد بن علي الرّضا " ع " سنة إثنتين وستين ومائتين ، فكلمتها من وراء حجاب ، وسألتها عن دينها .. فسمّتْ لي مَن تأتمّ بهم ؛ قالت : فلان بن الحسن .. فسمّته ، فقلتُ لها : جعلني الله فداكِ ، معاينة أو خبرا ؟ .. فقالتْ : خبراً عن أبي محمد " ع " كتبَ به إلى أمّه .. قلتُ لها : فأين الولد ؟ .. قالتْ : مستور .. فقلتْ : إلى مَن تفزع الشيعة ؟ .. قالتْ : إلى الجدّة أُم أبي محمد " ع " .. فقلتْ : أقتدي بمن وصيّته إلى إمرأة ؟! .. فقالتْ : إقتدِ بالحسين بن علي " ع " أوصى إلى أخته زينب بنت علي " ع " في الظاهر ..... ) ـ1ـ

    وقد مرّتْ بنا تلك الرواية " الجليلة " ودرسناها ، بشكل تفصيلي ، فيما سبق من " عرضنا " لكتاب الشيخ " رحمه الله " .. لكنني هنا أود فقط أن أشير إلى أنّ هنالك خطأ إرتكبه المرجع الديني المعاصر " للشيعة الإثني عشرية " الشيخ فاضل المالكي ، بخصوص هذه الرواية ، وأتمنى أن لا يكون متعمَّدا .. وإليكَ تفصيل الأمر ...

    قبل شهور ، ألقى المرجع الديني الشيخ الدكتور فاضل المالكي ، محاضرةً حول " الغيبة الصغرى والسفراء الأربعة " في مركز الأبحاث العقائدية ، التابع لمكتب المرجع " الأعلى " السيد السيستاني في مدينة قم الإيرانية " لعن الله أبا لؤلؤة " ضمن سلسلة " الندوات العقائدية " ، وحين وصل الشيخ إلى هذه الرواية ، وبالتحديد إلى المقطع الذي يسأل فيه الراوي " سيدتنا " خديجة / حكيمة عن " الوليد " : ( معاينةً أم خبراً ؟ ) لتجيبه السيّدة : ( خبرا عن أبي محمد كتبَ به إلى أمّه ) وهذا المقطع من الرواية ، ينقله الشيخ الطوسي في ( الغيبة ) الصفحة ( 138 ) من الطبعة الورقية ، التي لديّ ، مطبعة النعمان في النجف ، عام ( 1385 هـ ) ، وكذلك في الصفحة ( 230 ) الحديث رقم ( 196 ) من الطبعة الألكترونية ، لنفس الكتاب ، وأيضا ينقله الشيخ الصّدوق " أعلى الله مقامه " في كتابه " كمال الدين وتمام النعمة " الصفحة ( 501 ) الحديث رقم ( 27 ) من الطبعة الألكترونية ، وكذلك في الصفحة ( 274 ـ 275 ) من الطبعة الحجرية لنفس الكتاب .. كلاهما ينقلان هذا المقطع ، بنفس الصّيغة السابقة ، والتي تؤكد عدم رؤية السيدة خديجة لإبن الحسن العسكري ، وإنّما ، وكما ينصّ كلامها ، سمعتْ به ، ولمْ تره ، بدليل قولها ( خبرا عن أبي محمد كتبَ به إلى أمّه ) بينما نجد الشيخ المالكي " عفا الله عنا وعنه " حينما يصل ، في محاضرته تلك ، إلى هذا المقطع من الرواية ؛ فإنه ينقله بهذا الشكل : ( فقال لها السائل : سيدتي أتقولين ذلك عن خبر أو معاينة ؟ .. يعني هذا الحجة بن الحسن رأيتيه ، أم سمعتِ به ؟ .. قالت : بل هي معاينة ) ...

    وإليك رابط هذا النصّ ، في كتيّب الشيخ المالكي ( الغيبة الصّغرى والسفراء الأربعة ) والذي قام بنشره نفس ( مركز الأبحاث العقائدية ) الذي ألقيتْ المحاضرة فيه* من رأى الامام المهدي (عليه السلام)* .. ـ2ـ

    وأيضا هذا رابط للمحاضرة الصّوتية نفسها ، والمقطع المراد هو في الدقيقة ( 42 ) تحديدا .. ـ3ـ

    فكيف تحوّلتْ : بل ( خبرا عن أبي محمد كتبَ به إلى أمّه ) إلى ( بل هي معاينة ) والإختلاف في المعنى ، هائلٌ ، ولا يمكن ردمه ، أو تقريبه ؟ ..

    الغريب في الأمر ، هو ؛ أنّ الشيخ المالكي " سامحنا وسامحه الله " ينقل هذه الرواية عن الشيخ الصّدوق ، كما يشير إلى ذلك في محاضرته ، ويقول عنها بأنها ( رواية جليلة ومهمة جدا ) ، وحينما نراجع الشيخ الصّدوق في " كمال دينه " نجد أنّها ـ أي الرواية ـ مختلفة المضمون ، عمّا نقله لنا الشيخ " المالكي " ، وكذا الأمر حينما نراجع ذات الرواية ، لدى الطوسي في " غيبته " ..

    فإنْ افترَضنا حسن النيّة ، وأنّ الأمر برمّته ، هو مجرّد إشتباه قد حصل من قبَل " الدكتور " فتحوّلتْ ( خبرا عن أبي محمد ... ) إلى ( بل هي معاينة ) ، قيل لنا ؛ لو أنّ " العبارتين " أو " المفردتين " قريبتا المعنى ، متشابهتا اللفظ ؛ لأجزنا الإشتباه ، لكنّ ( خبراً عن أبي محمد كتبَ به إلى أمّه ) تختلف ، تماما ، معنىً ولفظا ، عن ( بل هي معاينة ) .. وإضافة لتلك الحقيقة ، فإنّ الشيخ " المالكي " ينقل هذه الرواية ، في معرض إستدلاله على قضية ( الرؤية ) للإمام المهدي ، وليس ( السّماع ) بخبر ولادته ، فـ " الدكتور " يقول نصّا : ( الإجراء الثاني الذي حرصَ الإمام عليه السلام عليه ؛ هو أنه كان يُحضر مجاميع من خواصّه وشيعته ، وكان يعرّفهم على وَلده الإمام المهدي ، سلام الله عليه ، وهذا ظاهر من جملة روايات ) ثمّ ينقل لنا الشيخ ، بعد هذا المقطع مباشرة ، ثلاثة روايات ، أحدها روايتنا السابقة ..

    فإذن ؛ هو يذكر الرّواية في معرض إستدلاله على ( الرؤية ) لا ( السّماع ) .. وبالتالي فإنّ " حقيقتنا " الثانية هذه ، تؤكّد عدم الإشتباه ، وهذا يعني أحد أمرين ؛ إمّا أن يكون الشيخ متعمّدا للتحريف في " النقل " ، وهذا ما لا نميل إليه ، ولا نرجّحه ، كون الكتب التي نقل عنها الشيخ " روايتنا " هذه ، هي كتب متوفرة ، ومُتاحة للجميع ، ومن الممكن مراجعتها ، للتأكّد من مضمونها ، إضافة إلى أنّ هذا ( التعمّد ) لا يتفق وأخلاق شيخنا الكريم " عصمنا وعصمه الله " ..

    أما " الأمر الآخر " والذي نرى أنه الأقرب للواقع ؛ فهو أن هذا ( الخطأ ) لا يعدو مجرّد كونه هفوة لا شعورية ، من الممكن أن يقع فيها ، كلّ واحد منّا " نحن معشر البشر " في مختلف مراحل الحياة .. فكون " العقل الشيعي " ـ وفقا لبعض الروايات المشهورة عندهم ـ مختزنٌ لفكرة أنّ السيدة خديجة / حكيمة قد أشرفتْ ، وبشكل مباشر ، على ولادة " الحجّة بن الحسن " ، وبالتالي فهي من أوائل الناس الذين حضوا برؤيته ، فإن هذا يستدعي ـ وإنْ بشكل لا شعوريّ ، قد يفلته اللسان أحيانا ـ رفض فكرة ، أو تصوّر ، أنّ السيدة خديجة لمْ ترَ الوليد ، وإنّما سمعتْ به فقط ، خصوصا وأنّ ذات العقل ، يختزن فكرة أخرى ، هي ؛ أنّ " نسيما " الخادمة قد رأتْ الإمام ، وجرى بينهما " حوار " نقله لنا الطوسي والصّدوق وغيرهما ، إضافة لآخرين ، حضوا كذلك برؤيته ، كـ " مارية و أبو نصر وكافور " خَدَمة العسكري ، وكـ " عجوز مجهولة الهوية ، ليستْ محلّ ثقة " أو فارسيٍّ عابرٍ " لعن الله أبا لؤلؤة " .. كلّ ذلك يجعل هذا العقل " المحاصَر بالأسئلة والشكوك " يرفض عدم رؤية خديجة للإمام ، ويُصرّ ، وإنْ بشكل لا شعوري ، على رؤيتها له ، حتى في مجال " نقل " خبر يؤكّد عدم رؤيتها لها ، للدرجة التي تتحوّل فيها ( بل خبراً عن أبي محمد .... ) إلى ( بل هو معاينة ) وهو إجراء طبيعي يتخذه " العقل اللاواعي " في سبيل الدفاع عن فكرة " هشّة " أو محاصَرة ...

    اسألُ الله تعالى ، بكلّ الألم الذي يمزّق الروح ، فيجعلها تنزفُ أنينا مكتوماً ، في الظّلّ هوَ ، لا يكاد يتحسّسُه من أحدٍ أبدا ؛ أن يرأبَ الصّدع بين المسلمين ، ويجعلهم إخواناً " على سُرر متقابلين " وينزع " ما في صدورهم من غلٍّ " فيجتمعوا على " ربّنا إغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان " ويردّدوا معا " تلكَ أمّةٌ قد خلتْ ، لها ما كسبتْ ولكم ما كسبتم ، ولا تُسئلون عمّا كانوا يعملون " ، ويحاولوا " قتل " الفتنة ، و " إحياء " الأخوّة ، من خلال " العمل النقدي " على مجمل العقائد التي يتبنّونها ، خصوصا في المجالات " الخلافية " .. كلٌّ يعمل على عقيدته ، ومذهبه ، نقدا وتحليلا وتنقيةً ، حتى نتبيّنَ الدربَ " دربُ الله " وحتى نصلَ ، إلى الخروج ، معا ، من هذا " النفق الطائفيِّ " المظلم والبشع ، والذي نوغل فيه ، كلّ يوم ، أكثرَ فأكثر ، والذي ، لا شكَّ ، نحن أولُ ، بل أوحدُ ضحاياهُ ، والخاسرين فيه ...

    إلهي .. بقلبٍ ، مِلؤهُ الشكوى ، نضجُّ إليكَ .. فألّفْ ، يا ربِّ ، بين قلوبنا ، وآحمِنا منّا ، وبرحمتك التي وسعتْ كلّ شيءٍ ، فارحمنا ، يا أرحم الراحمين .. آمين ....

    ـــــــــــــــ

    1ـ الكتاب : 138

    2- http://www.aqaed.com/book/338/indexs.html

    3- http://shiavoice.com/play-53sfk.html
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎