إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

دعوة

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • يازهراء فداك
    عضو نشيط
    • 23-09-2008
    • 188

    دعوة

    دعوة
    من طرف ابو عباس التميمي

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين وصل اللهم على محمد وآله الميامين



    دعــوة

    لقد تعرض الدين على وجه الخصوص والفكر بشكل عام إلى مشكلة كبيرة حصل ويحصل فيها اختلاف كبير .

    ويعود هذا الاختلاف إلى خلط الحق بالباطل عند الناس ، وليس عدم وضوح الحق من الباطل .

    ويعني القول الأول أن الحق والباطل مختلفين ومتناقضين بحيث يستطيع كل إنسان أن يميز الحق عن الباطل كما يميز الأسود من الأبيض ، فيصبح كل إنسان { على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره } كما قال الله تعالى .

    وبذا يكون هذا القول هو الإيمان الحق وهو التوحيد وفيه يلقي المفكر باللوم على الناس ويبرأ الخالق من الظلم .

    في حين يعني القول الثاني ، أن الله لم يجعل الحق يختلف عن الباطل اختلافا بينا يحاسب به الخلق بالعدل . وبذا يكون هذا القول هو كفر وشرك ، وفيه يلقي المفكر اللوم والتبعة على الخالق ويبرأ نفسه والناس .

    إن ما أريد تأسيسه هنا ، هو أن الناس هرعوا وشرّعوا فكرهم مواظبين على الجدل حول الحق والباطل وتمادوا بذلك ، إلى حد أن علماء الدين أنفسهم أصبحوا يعملون على { احترام الآراء جميعا } ويبررون الاجتهاد زاعمين أن الاختلاف في الدين رحمة ، وأنه مهم جدا لإغناء البحث ، متناسين أن هناك فرقا جوهريا ، بين البحث عن الحق والباطل ، وبين الاختلاف في الحق والباطل ، وهذا الفرق هو نفسه بين الكفر والإيمان .

    إن الذين يقرّون تعدد الوجوه في تأويل النص الإلهي ويعملون على تبرير الاختلاف بأساليب شتى ، هم كفرة وظلمة وإن تزيّنوا بلباس الدين ، لأنهم مؤمنون بعدم وضوح الفرق بين الحق والباطل إبتداءا لعملهم على جعل النص الإلهي مصدرا للاختلاف في حين أنه الله جل وعلا أنزله لإزالة الاختلاف .

    ولأن معرفة الحق ليس بالرجال ، بل اعرف الحق تعرف أهله . كما قالها أمير المؤمنين عليه السلام في معركة الجمل ، ولذا فإنها ستكون قاعدتنا في تأسيس ثورة هدفها التصحيح العقائدي في الدين . لأن كل ما جرى ويجري من جدل وكل ما كتب وسيكتب من أبحاث بين المذاهب والفرق في كل الأديان لا في الدين الإسلامي حسب ، قد أسس على قاعدة { معرفة الحق بالرجال } وبما أنها كذلك فأنها حتما لا تنتمي إلى معرفة الحق والباطل ، بل أنها تنتمي إلى جدل الباطل مع الباطل ، كونها بعيدة جدا عن الحق وكونها آراء الرجال في بعضهم البعض ولا تنتمي إلى مراد الله جلّ وعلا ولا إلى كتابه الكريم ولا إلى مراد رسول الله الأمين وآل بيته الميامين ، وإن كان النص الإلهي هو موضوعها الدائم .

    وعليه فان الفرق يكمن في أن يكون النص الإلهي بيّنا بنفسه باعتباره حقا ، وبين أن يكون غامضا ويحتاج إلى توضيح من الرجال . ومن يعتمد على فهم النص الإلهي (( القرآن الكريم )) ويعتمد على فهم روايات آل البيت عليهم السلام من خلال الرجال ، فأنه قد ترك عبادة الله وانساق إلى عبادة الرجال . أما الذي يرى الحق من الباطل في النص بعيدا عن الرجال فقد وضع قدمه على أول خطوة في طريق عبادة الله وحده .

    يتجلى لنا من كل ما تقدم ، أن كل ما تم من هجوم على ديننا الحنيف إنما كان على التفسيرات السائدة للدين ، لكي تقوم على إبطال أسس الدين من خلال التناقضات في أقوال علماء الدين وليس على الدين نفسه .

    وعليه فقد بنى أكثر الناس ، على أن الدين أصبح في خطر من هذه الهجمات ، في حين أن الصحيح هو أن هذا الخطر ليس على الدين نفسه ، بل على التفسير الخاطئ والتأويلات المتناقضة للنص . وعليه فهي هجمات الباطل على نفسه ، وهذه الحالة قد أفادتنا فائدة كبيرة نافعة لأنها كشفت عن الانحراف والزيف وإن كان مصدرها أقطاب الكفر والإلحاد ، ومثلها كمثل الإفك الذي جاءت به عصبة في عصر الرسول صلى الله عليه وآله حيث قال تعالى : ] إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شراً لكم بل هو خير لكم [

    { ذلك لأن هذا الأفك بناه المنافقون على أسس خاطئة مغروسة في الأذهان لأصول العقيدة فأمكن من خلاله الكشف عن هذه المبادئ وتمييز المؤمن من المنافق . إذ لم يكن بالإمكان أصلا استقبال هذا الافك من قبل المسلمين لولا استعدادهم لقبول المغالطات ولذلك وبّخهم القرآن على ترديد مقولات المنافقين } .

    ومن هنا ولزاما علينا أن نوضح الفرق بين دين الله ودين الناس ، وهنا تكمن المشكلة بكل تفاصيلها .

    إن هذا التوضيح يتطلب عملا دؤوبا ستكون فيه مفاجأة على رجال الدين من كافة المذاهب قبل الإنسان العادي ، حيث يتوقع أن يقفوا ضد ثورة التصحيح العقائدي لإحساسهم بالخطر على مسلماتهم . وسيضعون هذا الخطر في خانة الأهم وبدرجة أعلى من خطر الهجمات الملحدة .

    ومن هنا بدأ البادئون وشرعوا سيوفهم لمحاربة ما جاء به السيد احمد الحسن وصي ورسول الامام المهدي عليه السلام ، حيث سخروا السلطة والظلمة على ضرب هذه الدعوة الكريمة كونها تمثل الولاء الحقيقي لآل بيت النبوة عليهم السلام ، وكونها هي الفرقة الناجية بأذن الله تعالى التي اخبر عنها رسول الرحمة صلى الله عليه وآله . فطوبى لشهداء محرم الحرام فانتم والله فزتم وطابت الارض التي عليها سالت دماءكم الطاهرة . ـــ
    الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلاَّ نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّىَ يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ قُلْ قَدْ جَاءكُمْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎