إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

أهمية العفة وآدابها (•♡•)/➳\(❛♡❛)

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • راية اليماني
    مشرف
    • 05-04-2013
    • 3021

    أهمية العفة وآدابها (•♡•)/➳\(❛♡❛)

    أهمية العفة

    تعريف

    الشهوة هي لغة رغبة النفس القوية التي تقترب من الغريزة، وفي المعجم العربي: "شَهِيَ الشيءَ وشَهاه يَشْهاه شَهْوَةً واشْتَهاه وتَشَهّاه: أَحَبَّه ورَغِب فيه"1.
    ورد ذكرها ضمن القرآن الكريم في هذه الآية :
    ﴿زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ﴾2.
    والمعنى المراد من حب الشهوات في هذه الآية هو متاع الحياة الدنيا من نساء وبنين وذهب وفضة وخيل وانعام وزرع.

    نظرة الإسلام إلى الشهوات

    إنّ الشهوة لا تشكّل عيباً يُعاب الإنسان به. وذلك أنّ الشهوة هي سنّة خلقية تلازم الإنسان في حياته. إنّما المشكلة تكمن في الانجرار وراء هذه الشهوات، وإخراجها عن حدّ الاعتدال، مما يشغل القلب عن التبصّر والاعتبار، ويُشكّل حاجباً على البصيرة الإيمانية، ويحجب عنه ما هو أرفع وأعلى، ودوره على هذه الأرض بنصرة خلفاء الله في أرضه (حجج الله)

    كما منعت الشريعة الاسلامية كبت الشهوات وتدميرها إذ حرَّم الإسلامُ الرهبانيةَ، لأنها تصادم السنن الإلهية كسنّة الزواج والتكاثر، وتعطل الحياة البشريّة.
    ﴿قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ﴾3.

    أسباب الانجرار وراء الشهوات

    إن تسلّط الصفات الحيوانية على الإنسان والاتّباع الأعمى لشهوات البطن والفرج وغيرها من الشهوات، قد يكون لها أسباب داخلية وخارجية، منها:

    1- إضاعة الصلاة:
    الآية ربطت بين إضاعة الصلاة واتباع الشهوات [والمعنى الباطن للصلاة– هو خليفة الله في ارضه، الحجة في زمانه، فإضاعة الصلاة هي الالتواء عليه]25
    قال عز وجل ﴿فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّ﴾6.

    2- جليس السوء:
    قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم: "الْمَرْءُ عَلَى دِينِ خَلِيلِه وقَرِينِه"7 لأنّ النفس مائلة إلى الشرور فتميل إلى طبع الجليس سريعاً وتسكن إليه فتستعدّ لصدور ما يصدر عنه من الأمور المنكرة، وعلى العكس إذا كان الجليس زاهداً متورعاً8.

    3- النظر المحرم:
    قال الله تعالى: ﴿قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ﴾9.
    عَنْ أَبِي عَبْدِ الله عليه السلام قَالَ: "النَّظَرُ سَهْمٌ مِنْ سِهَامِ إِبْلِيسَ مَسْمُومٌ وكَمْ مِنْ نَظْرَةٍ أَوْرَثَتْ حَسْرَةً طَوِيلَةً"10.
    وعن أبي عبد الله عليه السلام: "النظرة بعد النظرة تزرع في القلب الشهوة وكفى بها لصاحبها فتنة"11.

    فالنظر إلى الأمور المحرّمة التي تثير الشهوة سوف تترك ذاكرةً سلبية وصوراً في خيال الإنسان واحياناً قد تصبح وسواساً يجره إلى ارتكاب كبائر الذنوب، والعياذ بالله.

    4- التفكير بالشهوة:
    على المؤمن والمؤمنة قطع التفكير المتواصل بالشهوات باشغال نفسه بما يرضي الله، وتذكير نفسه بالآية الكريمة ﴿الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا﴾12. ورد عن أبي عبد الله ع قال:" إن رسول الله ص قال لأصحابه ذات يوم أ رأيتم لو جمعتم ما عندكم من‏ الثياب و الآنية ثم وضعتم بعضه على بعض أ كنتم ترونه تبلغ السماء ؟
    قالوا: لا يا رسول الله.
    قال: الا أدلكم على شي‏ء أصله في الأرض و فرعه في السماء ؟
    قالوا :بلى يا رسول الله .
    قال: يقول أحدكم إذا فرغ من صلاة الفريضة: سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله أكبر ثلاثين مرة فإن أصلهن في الأرض و فرعهن في السماء وهن يدفعن الهدم و الحرق و الغرق و التردي في البئر وأكل السبع وميتة السوء والبلية التي تنزل من السماء على العبد في ذلك اليوم وهن الباقيات الصالحات‏ "24؛ إذاً الباقيات الصالحات هي ذكر الله سبحانه وتعالى، ووردت لها تفاسير أخرى عنهم (عليهم السلام) كطاعة أولياء الله والحفاظ على الصلوات وصلاة الليل، والعمل الصالح.


    5-اتباع طريق العقل
    عن الإمام عليّ عليه السلام قال: "كلّما قويت الحكمة ضعفت الشهوة"13.
    وعنه عليه السلام أيضا أنّه قال: "أغلب الشهوة تكمل لك الحكمة"14.

    6- ترغيب النفس في العفّة:
    من الطرق المعروفة في علاج الأمراض الأخلاقية المواظبة على ضدّها. والنظرية التي تضادّ نظرية الشهوات تماماً هي نظرية العفّة لدى المؤمنين والمؤمنات.
    والعفّة هي صفة نفسية في الإنسان وتعني صون النفس وتنزيهها عن كلّ أمر دنيّ.
    عن الإمام علي عليه السلام: "لَكَادَ الْعَفِيفُ أَنْ يَكُونَ مَلَكاً مِنَ الْمَلَائِكَةِ"15.
    وعنه عليه السلام: "ثمرة العفة الصيانة"16.
    ووصف الإمام أمير المؤمنين عليه السلام المتقين بأنّ "أَنْفُسُهُمْ عَفِيفَةٌ"17 وذلك لاعتدال قوّتهم الشهوية ووقوعها على الوسط بين رذيلتي الخمول والفجور فلا يعجزون عن الحقّ ولا يميلون إلى الفجور18.

    وعَنْ مُفَضَّلٍ قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ الله عليه السلام: "إِيَّاكَ والسَّفِلَةَ فَإِنَّمَا شِيعَةُ عَلِيٍّ مَنْ عَفَّ بَطْنُه وفَرْجُه واشْتَدَّ جِهَادُه وعَمِلَ لِخَالِقِه ورَجَا ثَوَابَه وخَافَ عِقَابَه فَإِذَا رَأَيْتَ أُولَئِكَ فَأُولَئِكَ شِيعَةُ جَعْفَرٍ"19.

    وحسب ما ورد في كلام أمير المؤمنين عليه السلام: "المتّقون أنفسهم قانعة وشهواتهم ميتة ووجوههم مستبشرة وقلوبهم محزونة"20.

    من هنا كان لا بدَّ للمؤمن من تربية نفسه على العفّة بكل مواردها، ليصبح مصداق قوله تعالى: ﴿لِلْفُقَرَاء الَّذِينَ أُحصِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاء مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ﴾21.

    7- ترهيب النفس عن عواقب الشهوة المحرّمة:
    قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام: "تَرْكُ الْخَطِيئَةِ أَيْسَرُ مِنْ طَلَبِ التَّوْبَةِ وكَمْ مِنْ شَهْوَةِ سَاعَةٍ أَوْرَثَتْ حُزْناً طَوِيلاً"22.
    وذلك لعلم الإنسان بقبح وظلمة آثارها23.

    المصادر:
    1- ابن منظور، محمد بن مكرم‏، لسان العرب‏، تحقيق وتصحيح جمال الدين الميردامادي، ‏بيروت، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع- دار صادر، 1414هـ، ط 3، ج 14، ص 445.
    2- سورة آل عمران، الآية 14.
    3- سورة الأعراف، الآية 32.
    4- سورة الأعراف، الآية 179.
    5- سورة الأعراف، الآية 176.
    6- سورة مريم، الآية 59.
    7- الشيخ الكليني، الكافي، ج2، ص 375، باب مجالسة أهل المعاصي، ح3.
    8- المازندراني، شرح أصول الكافي، ج 10، ص 33.
    9- سورة النور، الآيتان 31 - 32.
    10- الشيخ الكليني، الكافي، ج5، ص 559، باب نوادر، ح12.
    11- الشيخ الصدوق، من لا يحضره الفقيه، ج4، ص 18، ح 4970.
    12- سورة الكهف، الآية46.
    13- الليثي الواسطي، عيون الحكم والمواعظ، ص 395.
    14- م.ن، ص 75.
    15- السيد الرضي، نهج البلاغة خطب الإمام علي عليه السلام، ص 559، الحكمة 474.
    16- الليثي الواسطي، عيون الحكم والمواعظ، ص 208.
    17- الشيخ الكليني، الكافي، ج2، ص 132، باب ذم الدنيا والزهد فيها، ح15.
    18- المازندراني، شرح أصول الكافي، ج 8، ص 366.
    19- الشيخ الكليني، الكافي، ج2، ص 233، باب المؤمن وعلاماته وصفاته، ح9.
    20- الليثي الواسطي، عيون الحكم والمواعظ، ص 58.
    21- سورة البقرة، الآية 273.
    22- الشيخ الكليني، الكافي، الشيخ الكليني، ج2، ص 451، باب أن ترك الخطيئة أيسر من (طلب) التوبة، ح1.
    23- شرح أصول الكافي، مولي محمد صالح المازندراني، ج10، ص 200
    24- ثواب الأعمال و عقاب الأعمال ص12
    25-انظر بيان اليماني


    Last edited by راية اليماني; 19-08-2019, 13:09.
  • انته ثاري
    عضو جديد
    • 05-08-2019
    • 30

    #2
    رد: أهمية العفة وآدابها (•♡•)/➳\(❛♡❛)

    اللهم صل على محمد وال محمد الائمه والمهديين وسلم تسليما كثيرا
    احسنتم
    جعله الله في ميزان حسناتكم

    Comment

    Working...
    X
    😀
    🥰
    🤢
    😎
    😡
    👍
    👎