إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

مدخل إلى نصوص الشرق القديم أسطورة نرجال وإريشكيجال - فراس السواح

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • نجمة الجدي
    مدير متابعة وتنشيط
    • 25-09-2008
    • 5278

    مدخل إلى نصوص الشرق القديم أسطورة نرجال وإريشكيجال - فراس السواح

    مدخل إلى نصوص الشرق القديم أسطورة نرجال وإريشكيجال - فراس السواح

    وصلنا نصان لهذه الأسطورة مختلفان في التفاصيل، النص الأول جاءنا من موقع تل العمارنة بمصر العليا (عاصمة الفرعون أمنحوتب الثالث وابنه أمنحوتب الرابع)؛ ويبدو أنه نسخة عن نص أكادي أصلي، أنجزها أحد الكتبة المصريين الذين كانوا يتدربون على اللغة والكتابة الأكادية، لغة المراسلات الدبلوماسية في ذلك العصر؛ وهذا النص مختصر وقصير، لا يتجاوز التسعين سطراً، ويقص عن الإله نرجال الذي كان في السابق إلهاً سماوياً، ولكن ظروفاً معينة اضطرته إلى الهبوط إلى العالم الأسفل حيث تزوج من إلهته إريشكيجال وصار سيداً لذلك العالم. أما النص الثاني فقد عُثر على نسختين منه في موقعين مختلفين في وادي الرافدين مكتوبين بالأكادية، وتعودان إلى النصف الأول من الألف الأول قبل الميلاد، الأولى عثر عليها في موقع سلطان تيبه والثانية في موقع أوروك، وكلتاهما تقعان في نحو 750 سطراً. وهما يقصان الأحداث نفسها ولكن بشكل مطول ومليء بتفاصيل لم ترد في نص تل العمارنة.
    سوف نبدأ بنص تل العمارنة ثم نكمله بالنص الرافديني عند نقطة يمكن معها متابعة أحداث النص الأول في الثاني، لا سيما وأنني أميل إلى رأي بعض الباحثين الذين يرون أن نص تل العمارنة لم يُنسخ كاملاً عن الأصل، وأن له بقية تتشابه في خطوطها العامة مع ما ورد في النص الرافديني:

    عندما أقام الآلهة (في الأعلى) مأدبة،
    بعثوا رسولاً لإريشكيجال (في الأسفل) قائلين:
    «إذا كنا نستطيع الهبوط إليك،
    فإنك لا تستطيعين الصعود إلينا.
    فهلا أرسلت من لدنك رسولاً ليحضر لك نصيبك».
    فبعثت إريشكيجال بوزيرها نمتار.
    فصعد نمتار إلى السماء العليا،
    ودخل المكان حيث كان الآلهة مجتمعين.
    فنهضوا جميعاً لتحية نمتار رسول أختهم العظيمة.

    إن الأسطر التالية مشوهة، ولكننا نستطيع استنتاج مضمونها من بقايا الكلمات المبعثرة فيها، ومن السياق اللاحق للقصة. فقد وقف الآلهة احتراماً لنمتار رسول إلهة العالم السفلي، إلا الإله نرجال الذي بقي جالساً. فنقل الرسول لسيدته ما حدث، فثارت للإهانة البالغة، وأعادت رسولها ثانيةً إلى الآلهة العليا تطلب منهم تسليم نرجال لتستلب روحه، ولكن زملاء نرجال أخفوه عن الأعين:

    «إن الإله الذي لم يقف احتراماً لرسولي،
    يجب أن يسلَّم إليّ فأستلب روحه».
    انطلق نمتار لينقل حديثها إلى الآلهة،
    فأدخله الآلهة ليستمعوا إليه:
    «أين الإله الذي لم يقف لي؟
    أريد أن أسوقه إلى سيدتي».
    ثم راح نمتار يعدُّ الآلهة
    فوجد إلهاً غائباً في المؤخرة:
    «إن الإله الذي لم يقف لي ليس هنا».
    فعاد نمتار إلى سيدته وقال لها:
    «لقد مضيت وعددتهم فوجدت إلهاً غائباً في المؤخرة».

    يلي ذلك بضعة أسطر مشوهة نستنتج منها أن إريشكيجال كررت الضغط على مجمع الآلهة، فنزلوا عند رغبتها:
    فبكى نرجال وناح أمام أبيه إيا:

    «إن إريشكيجال تطاردني وهي تأبى علي الحياة»
    «لا يجزعن فؤادك. سأعطيك سبعة عفاريت وسبعة أُخر
    يمضون معك (ويكونون عوناً لك):
    وهم ... و ... و ... وموتابريق
    وشارابدو، ورابيصو، وطيريد، وإيديبتو،
    وبينو، وصيدانو، وميقيت، وبل أوبريل،
    وأومو، وليبو. أربعة عشر عفريتاً سيمضون معك».
    عندما وصل نرجال إلى بوابة إريشكيجال،
    نادى حارس البوابة: افتح بوابتك،
    حُلّ رتاجك، حتى أدخل فأمثل أمام سيدتك».
    مضى حارس البوابة إلى نمتار (وزير سيدته) وقال له:
    «هنالك إله يقف عند البوابة، فهلا أتيت للتثبت منه.
    فمضى نمتار، وعندما رآه قال مبتهجاً: [انتظر هنا قليلاً]،
    وإلى سيدته مضى وقال: «إنه الإله الذي اختفى
    منذ شهور، إنه الإله الذي لم يقم احتراماً لي».
    «أحضره إلى هنا، فإني سأقتله حال مثوله أمامي».
    فمضى نمتار وقال لنرجال:
    «أدخل يا سيدي إلى بيت أختك ومرحباً بقدومك».

    بقية الكسرة الأولى من هذا الرقيم مفقودة. أما الكسرة الثانية فبدايتها مفقودة ونجد في سطورها الأولى أن نرجال يوزع عفاريته المرافقة على أبواب قصر إريشكيجال لحبسها في الداخل ومنعها من إصدار الأوامر، وذلك وفق الخطة التي وصفها له الإله إيا (إنكي)، ثم ينقض عليها:

    ... وضعه على الباب الثالث، وموتابريق على الرابع،
    وشارابدو على الخامس، ورابيصو على السادس، وطيريد على السابع،
    وإيديبتو على الثامن، وبينو على التاسع، وصيدانو على العاشر،
    وميقيت على الحادي عشر، وبل إوبري على الثاني عشر، وأومو على الثالث عشر، وليبو على الرابع عشر.
    في داخل قصرها احتبسها ... ...
    ولنمتار المحارب أعطى أوامره: افتحوا الأبواب،
    (و إلى إريشكيجال): إني قادم إليك.
    في داخل القصر قبض على إريشكيجال،
    جرها من شعرها وأنزلها عن عرشها؛
    أسقطها على الأرض وهَمَّ بقطع رأسها:
    «لا تقتلني يا أخي، فعندي كلمة أقولها لك».
    أنصت لها نرجال وتراخت ذراعاه بينما هي تبكي:
    «ستكون زوجي، وأكون زوجتك؛
    وسأجعل لك مُلكاً وسلطاناً على العالم الأسفل.
    سأضع بين يديك ألواح الحكمة وتكون سيداً».
    رفعها إليه نرجال وقبلها ومسح دموعها:
    «إن ما أردتِه مني منذ شهور خلت،
    سوف يتحقق لك الآن».

    على هذا الشكل تنتهي رواية نص تل العمارنة الذي نسخه كاتب مصري متدرب عن نص رافديني. أما في النص الرافديني فإن نرجال يهبط مرتين إلى العالم الأسفل؛ في المرة الأولى ينام مع إريشكيجال ثم يغادرها قبل أن تستيقظ عائداً إلى العالم الأسفل، وفي المرة الثانية يهبط ليبقى هناك على الدوام زوجاً لها. وبما أننا نعتقد أن الكاتب المصري لم ينقل النص الرافديني الذي كان بين يديه كاملاً بل توقف قبل نهايته، فإننا سنتحول فيما يلي إلى النص الرافديني الآخر الذي وصلتنا عنه نسختان من موقع أوروك وموقع سلطان تيبه لنتابع بقية الأحداث فيه:

    مضت للاستحمام واتشحت بثوب جميل؛
    تركته يخطف نظرات على جسدها،
    فثارت في نفسه الرغبة لأن يمارس معها ما يفعله الرجال والنساء.
    تعانق الاثنان وذهبا بتوق إلى السرير؛
    اضطجعا في السرير، إرَّا والملكة إريشكيجال ليوم وثانٍ.
    اضطجعا هناك، إرَّا والملكة إريشكيجال، ليوم ثالث ورابع.
    اضطجعا هناك، إرَّا والملكة إريشكيجال. ليوم خامس وسادس.
    في اليوم السابع ينسل إرَّا (= نرجال) من السرير و إريشكيجال نائمة، ويتوجه نحو بوابة العالم الأسفل:
    مضى نرجال إلى حارس البوابة وقال له:
    «سيدتك إريشكيجال أرسلتني؛
    قالت إني سأرسلك إلى سماء آنو أبينا».
    ثم اتخذ طريقه عبر سُلَّم السماء.
    وعندما وصل إلى بوابة آنو وإنليل وإيا،
    رآه آنو وإنليل وإيا:
    «ها قد وصل ابن عشتار! إن إريشكيجال سوف تبحث عنه،
    فعلى إيا أبيه أن يرشه بماء النبع،
    ويجلس في مجمع الآلهة حاسي الرأس يرمش ويرتعش.
    في السطرين الأخيرين من هذا المقطع هنالك إشارة إلى طقس سحري خاص يقوم به الإله إيا لتغيير هيئة إرَّا فلا يتعرف عليه رسول إريشكيجال إذا جاء في طلبه. أما إريشكيجال فتستيقظ وتنادي نمتار:
    «عليك أن ترش الغرفة بماء ... ...
    عليك أن ترش الغرفة بماء ... ...
    إن رسول آنو أبينا، الذي جاء لرؤيتنا
    سوف يأكل من خبزنا وسوف يشرب من مائنا».
    ففتح نمتار فمه وقال لسيدته إريشكيجال:
    «إن رسول آنو آبينا الذي جاء لرؤيتنا
    قد اختفى قبل طلوع النهار».
    صرخت إريشكيجال بصوتٍ عالٍ،
    سقطت عن عرشها متفجعةً إلى الأرض،
    ثم نهضت ودموعها تنثال على خديها:
    «إرَّا يا حبيب البهجة؛
    لم أنل مسرتي منه كاملةً حتى مضى».
    ففتح نمتار فمه وقال لإريشكيجال:
    «أرسليني إلى آنو أبيك لأقبض على ذلك الإله.
    دعيني آتي به إليك، حتى يقبلك ثانيةً».
    ففتحت إريشكيجال فمها وقالت لنمتار:
    «امض يا نمتار، عليك أن تتحدث إلى آنو وإنليل وإيا.
    يمم وجهك شطر بوابة آنو وإنليل وإيا وقل لهم:
    «عندما كنت صغيرةً وطفلة لم ألعب مثل الفتيات،
    لا ولم أعرف لهو الأطفال.
    ذلك الإله الذي أرسلتموه إلي وضاجعني،
    أعيدوه لي فينام معي ثانيةً؛
    أرسلوا ذلك الإله إلينا، فيمضي الليالي معي حبيباً.
    فإذا لم تعيدوا إليَّ ذلك الإله،
    فإني وفق شعائر إركارا والأرض العظيمة،
    سوف أبعث الأموات وأرسلهم ليأكلوا الأحياء،
    وأجعل عدد الموتى يربو على عدد الأحياء».
    صعد نمتار سُلّم السماء الطويل،
    وعندما وصل إلى بوابة آنو وإنليل وإيا،
    رآه آنو وإنليل وإيا، وقالوا له:
    «ما الذي جئت من أجله يا نمتار؟»
    «ابنتكم أرسلتني لأقول لكم:
    عندما كنت طفلة صغيرة لم ألعب مثل الفتيات،
    لا ولم أعرف لهو الأطفال.
    ذلك الإله الذي أرسلتموه وضاجعني،
    أعيدوه لي فينام معي ثانيةً؛
    أرسلوا ذلك الإله إلينا، فيمضي معي الليالي حبيباً.
    فإذا لم تعيدوا إليّ ذلك الإله،
    فإني سوف أبعث الأموات وأرسلهم ليأكلوا الأحياء
    وأجعل عدد الموتى يربو على عدد الأحياء».
    فتح إيا فمه وقال لنمتار:
    «ادخل يا نمتار قاعة آنو،
    وابحث بنفسك عن المذنب»
    كل الآلهة كانوا راكعين باحترامٍ أمامه.
    قام نمتار بفحص الآلهة واحداً واحداً ولكنه لم يعثر على نرجال بينهم، على الرغم من أنه رأى إلهاً لا يعرفه يقعي حاسي الرأس وهو يرمش ويرتجف. فعاد إلى سيدته:
    «بخصوص المهمة التي أرسلتني بها إلى سماء آنو أبيك،
    لم أعثر يا سيدتي إلا على إله يجلس حاسي الرأس وهو يرمش ويرتعش».
    «عد ثانيةً واحضر ذلك الإله إليّ.
    إن أباه إيا قد نضحه بماء النبع،
    وهو يجلس في مجمع الآلهة حاسي الرأس يرمش ويرتعش».
    مضى نمتار عبر سُلّم السماء الطويل،
    وعندما وصل بوابة آنو وإنليل وإيا،
    رآه آنو وإنليل وإيا وقالوا له:
    «ما الذي جئت من أجله يا نمتار؟»
    «لأقول أمسكوا ذلك الإله وأحضروه إلي».
    «ادخل يا نمتار قاعة آنو فابحث بنفسك عن المذنب وخذه»
    تحرك نحو الإله الأول وتفحصه، ولكنه لم يتعرف على ضالته،
    فتركة إلى الإله الثاني وتفحصه، ولكنه لم يتعرف على ضالته،
    فتركه إلى الإله الثالث وتفحصه، ولكنه لم يتعرف على ضالته.
    عندها فتح... فمه وقال لإيا:
    «دعوا نمتار الرسول الذي جاء إلينا
    يشرب من مائنا ويمسح نفسه بالعطر»
    يلي ذلك كسر يحتوي على 15 سطراً مفقودة، يليها 15 سطراً مشوهة نفهم منها أن نمتار عثر أخيراً على نرجال وتعاطف معه بأن أعطاه تعليمات عن طريقة عبوره بوابات العالم الأسفل، وتعامله مع حراس بواباته:
    أنصت إرَّا إلى ما قاله له نمتار،
    فدهن وتره بالزيت وشد قوسه،
    ثم مضى نرجال عبر سلّم السماء الطويل.
    وعندما وصل بوابة إريشكيجال قال:
    «يا حارس البوابة افتح بوابتك لي»
    ثم صرع أرضاً نيدو حارس البوابة الأولى ولم يدعه يمسك به؛
    ثم صرع أرضاً حارس البوابة الثانية ولم يدعه يمسك به؛
    ثم صرع أرضاً حارس البوابة الثالثة ولم يدعه يمسك به؛
    ثم صرع أرضاً حارس البوابة الرابعة ولم يدعه يمسك به؛
    ثم صرع أرضاً حارس البوابة الخامسة ولم يدعه يمسك به؛
    ثم صرع أرضاً حارس البوابة السادسة ولم يدعه يمسك به؛
    ثم صرع أرضاً حارس البوابة السابعة ولم يدعه يمسك به؛
    ثم دخل قاعتها الفسيحة ومضى إليها ضاحكاً،
    أمسك بها من شعرها،
    وجرها عن عرشها ممسكاً بجدائلها.
    ... ... ...
    تعانق الاثنان وتوجها بتوق إلى السرير.
    اضطجعا في السرير، إرَّا والملكة إريشكيجال، ليوم وثانٍ.
    اضطجعا هناك، إرَّا والملكة إريشكيجال، ليوم ثالث ورابع.
    اضطجعا هنا، إرَّا والملكة إريشكيجال، ليوم خامس وسادس.
    وعندما حل اليوم السابع فتح آنو فمه
    وقال لوزيره، كاكا:
    «يا كاكا، إني لمرسلك إلى كورنوجي
    مسكن إريشكيجال التي تسكن في الإركالا،
    لتقول لها: إن الإله الذي أرسلته إليك
    [سيبقى عندك إلى الأبد]
    عند هذه النقطة ينكسر اللوح نحو نهاية القصة، والكسرة المفقودة تحتوي نحو 25 سطراً ناقصا
    قال يماني ال محمد الامام احمد الحسن (ع) ليرى أحدكم الله في كل شيء ، ومع كل شيء ، وبعد كل شيء ، وقبل كل شيء . حتى يعرف الله ، وينكشف عنه الغطاء ، فيرى الأشياء كلها بالله ، فلا تعد عندكم الآثار هي الدالة على المؤثر سبحانه ، بل هو الدال على الآثار
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎